ان نقرأ عددا من ايات سورة النحل في لقائنا قبل الاخير حيث باذن الله عز وجل نكمل السورة غدا باذنه جل وعلا. فلنقرأ الايات. اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يبارك فيكم وان يختم لكم شهر رمظان بالخيرات وبرظا منه وبرفعة درجة وبمغفرة للذنوب والسيئات. واسأل الله جل وعلا ان يعيده على الجميع اعواما عديدة ونحن باحسن حال على ايمان وتوحيد وسنة وتقوى من الله ورضوان ما نسأله جل وعلا ان يجعلنا واياكم ممن فهم كتابه وعرف معانيه. لعلنا باذن الله عز وجل فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروه اذكروا نعمة الله واشكروا نعمة الله ان كنتم اياه تعبدون انما حرم عليكم الميتة ولحم الخنزير ولحم الخنزير وماء اهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فان الله غفور الرحيم ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون مم متاع قليل ولهم عذاب اليم وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم ان ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا ثم تابوا من بعد ذلك واصلحوا ان ربك من بعدها لغفور رحيم مم لما ذكر الله جل وعلا في هذه السورة ما انعم به على العباد من النعم ولذا سميت هذه السورة سورة النعم ذكر انه اباح لهم الطيبات ومنعهم من الخبائث احل لهم ما يكون عائدا عليهم بالنفع فقال فكلوا والاصل في لفظة كلوا ان تكون امرا والامر للوجوب والامر للوجوب وذلك ان اصل الاكل واجب واما تحديد نوعه فهذا يختلف باختلاف ما ترغبه النفوس وبالتالي ليس نوع الاكل واجبا فان الله اوجب على الناس ابقى مهجة نفوسهم وعدم القائها بالتهلكة ومن ذلك ان يمتنع الانسان عن اكل ثم قال مما رزقكم الله فمن هذه للتبعيض فيقول بان الله قد وهبكم نعما اكثر مما تحتاجون اليه. ووهبكم من الارزاق اكثر مما تأكلونه وهذه نعمة من عند الله عز وجل ثم ذكرنا بان هذا الرزق انما هو من الله تعالى لئلا يغتر الانسان بجهده وبعمله ويظن ان ماتاه من الخيرات ناتج مجرد لي حركته وفعله هو فالله هو الذي وهبك القوة. والله هو الذي اكسبك الفعل. والله هو الذي جعل الك تتجه لما ينتج عنه الرزق؟ والله الذي هيأ لك هذا الرزق. ولذا كم من ثان اكثر منك قوة لم ينل ما نلته من رزق الله تعالى ثم بين ان هذا الرزق الذي شرع لكم اكله هو الحلال الطيب فاما المحرمات فانها خبيثة وبالتالي تمنعون من اكلها ثم امرنا الله جل وعلا بشكر هذه النعم فلما قال في اول السورة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال هنا واشكروا نعمة الله. كيف نشكر نعمة الله بثلاثة امور اولها ان نعترف بقلوبنا ان هذه النعمة من عند الله عز وجل وفعلنا وفعل غيرنا اسباب. والا فان الرزاق هو الله جل وعلا فهذا هو الطريق الاول من طرق شكر نعمة الله عز وجل ان نعترف بقلوبنا انها من عند الله عز وجل واما الطريق الثاني فان نتحدث فيها بالسنتنا. شاكرين لله عز وجل واما الطريق الثالث فبصرف هذه النعم في مرض الله لا في معاصيه فهذا هو الذي يتحقق به الشكر لنعمة الله ونعم هنا اسم جنس يصدق على القليل وعلى الكثير. كما تقول ما يصدق على القليل وعلى الكثير فهكذا نعمة ونسبها الى الله لان الله هو مسديها وبين ان شكر نعمة الله شرط من شروط العبودية له تعالى. ولذا قال ان كنتم اياه تعبدون وقدم الظمير المفعول به اياه للحصر والاختصاص. كانه قال الذي لا تعبدون احدا سواه فان تقديم المعمول يفيد الحصر ثم قال انما وانما ايضا اداة من ادوات الحصر فقال انما حرم عليكم الميتة والمراد بها ما مات حتف انفه بدون تذكية ومن امثلته المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع فهذه ميتات يحرم اكلها اما المزكاة فانه لما سفح دمها وخرج خارجا منها طابت وحلت ثم قال والدم فالدم المسفوح لا يجوز تناوله كانوا في الجاهلية يضعون الدم في في مصران بهيمة الانعام المصير ثم يقومون بشيها واكلها فجاء الشرع ونهى عن ذلك ثم قال ولحم الخنزير فالخنزير هو الحيوان المعروف حرام لا يجوز اكله ونص على اللحم لانه اكثر ما يطلبه الناس والا فان جميع اجزاء الخنزير حرام. ونجسة وذلك لان النجاسة يتعدى حكمها لمخالطيها ومن ثم فجميع اجزاء الخنزير حرام ونجسة ثم ذكر نوعا اخر وهو ما اهل لغير الله به واهل يعني رفع الصوت به يقال اهل المولود يعني خرج يصيح اول ولادته ولذا سمي الهلال هلالا لان الناس يرفعون الصوت عند رؤيته ويشتهر خبره ثم قال وهنا قال وما اهل لغير الله به ومثله في سورة المائدة بينما في سورة البقرة قال وما اهل به لغير الله وذلك لان هذه الايات تتكلم عن اللحوم وعما يحل منها وما لا يحل تأخر الجار والمجرور ثم استثنى فقال فمن اضطر اي الجئ من الجوع الشديد الذي لا يستطيع معه الانسان الصبر ولم يكن باغيا اي لم يكن آثما بالاعتداء والبغي على الاخرين ولا عاد يعني انه لم يكن عاصيا لله جل وعلا فحينئذ يعفى عنه اكل هذه الامور فان الله غفور رحيم يتجاوز عن عباده الاثم والمؤاخذة في حال الاضطرار وتلاحظون هنا ان الحل حال الاضطرار سيقا في مساق الاكل اما في باب العلاج فانه لم يؤت فيه بمثل ذلك بل قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لم يجعل شفاء امتي فيما حرم عليها ثم ذكر جل وعلا شيئا من اعتداء الناس في الجاهلية بتحريمهم لبعض ما احل الله تعالى فقال ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام فوصف الشيء بانه حلال او بانه حرام لا بد ان يرد عليه دليل من الشرع. ولا يجوز للانسان ان يحل او حرم شيئا بدون ان يكون له دليل ثم قال لتفتروا على الله الكذب فانه لما حذر من الافتراء في الكذب بقوله انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون ذكر نوعا من انواع ذلك الافتراء في الكذب بالكذب على الله في تحريم الحلال او تحليل الحرام ثم بين ان من كان كذلك فانه لن يفلح وسيكون له العذاب الاليم فقال ان الذين يفترون على الله الكذب سواء بتحليل الحرام او بنسبة الولد الى الله او بالقول بان هناك شركاء يعبدون مع الله او نحو ذلك من الكذب على الله الذي ذكر في اثناء هذه السورة قال ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون والفلاح هو الفوز الدائم ومعناها انهم على خسارة شديدة صحيح قد يؤتون بعض امور الدنيا لكن لا تغرنكم الدنيا ومتاعها ولذا قال متاع قليل. اشياء يتمتعون بها والا فالحقيقة انهم لا يملكونها ولهم عذاب اليم. اي موجع مؤلم ثم قال تعالى ذاكرا فظله على هذه الامة بان هناك اشياء قد حرمت على الامم السابقة. ولكنها احلت لنا فقال وعلى الذين هادوا كما تقدم معنا ان تقديم الجار والمجرور تقديم المعمول يفيد الحصر فكأنه يقول حصرنا التحريم على اولئك القوم وهم اليهود. وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وقد ذكر الله جل وعلا في سورة الانعام شيئا من المحرمات كما قال تعالى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما وقال جل وعلا الا ما حرم اسرائيل على نفسه الا ما حرم يعقوب الا نفسه الا ما حرم اسرائيل على نفسه فالتحريم كان خاصا بهم ثم قال تعالى وما ظلمناهم اي ان التحريم الذي لحق بهم كان سببا من اسبابه ما اقدموا عليه من افعال محرمة. ومن اقوال لا تليق بالله جل وعلا. ولذا حرم الله عز وجل عليهم بعض ما احل لغيرهم من الامم. وهذا من الله جل وعلا نتيجة ما وقع منهم من الظلم والله تعالى قد بين انه قد حرم على بني اسرائيل بعض ما ابيح لغيرهم وهذا التحريم قد يكون تحريما شرعيا بنزول الحكم عليهم من الله وقد يكون تحريما كونيا لكونهم يتضررون من تناول بعض ما يقدره الله جل وعلا امامهم ثم قال جل وعلا ثم ان ربك بعد ان ذكر ما قد يحدث من الناس من افتتان بسبب ظلم بعضهم لبعضهم الاخر وما قد يحدث من مخالفة لامر الله فتح باب التوبة. وهكذا طريقة كتاب الله عز وجل فان الله لا يعرظ ذنبا في كتابه الا ويثني بذكر التوبة بعدها. ليفتح الباب للعباد ليعودوا لله جل وعلا فقال ثم ان ربك للذين عملوا السوء بجهالة السوء يعني المعاصي لماذا سميت بهذا الاسم؟ لانها تسوء وجه صاحبها يوم لقائه لرب العزة قوى الجلال وقال بجهالة يعني ان قلوبهم لم تمتلئ من مخافة الله وبالتالي اقدموا على هذه المعصية قال ثم تابوا من بعد ذلك اي رجعوا وعادوا الى الله وندموا على ما فعلوا من الافعال. وهذه الاية عامة في جميع الذنوب بلا استثناء وشرط الله مع التوبة ان يكون هناك اصلاح لحال العبد في مستقبل ايامه. فقال واصلحوا يعني انهم استقاموا على الطريقة بعد توبتهم. ان ربك من بعدها اي من بعد هذه التوبة والاصلاح لغفور رحيم وقال ان ربك ليذكر العباد بانه هو الذي انعم عليهم بصنوف النعم ورباهم بفضله سبحانه وتعالى فهذه ايات فيها عدد من الاحكام منها بيان ان الاصل في الاكل هو وجوب ان يأكل الانسان ما يسد به رمقه وينقذه من الجوع ومن الهلاك. وفي هذه الايات التذكير بان جميع ما في الكون هو رزق من عند الله تعالى وفي هذه الايات تحريما يأكل الانسان من مال غيره بدون اذنه. ولذا قال حلالا يعني انكم قد اذن لكم في اكله. سواء بملككم له او باذن مالكه لكم لتأكلوا منه وفي هذه الايات فضل الله على العباد بان جعل الطيبات حلالا مباحة مأمورا باكلها فان قال قائل متى يكون الشيء طيبا؟ قيل صفات الطيب والحسن امور ذاتية خلق الله المخلوقات وهي متصفة بها فالفعل الجميل والمأكولات الطيبة منذ ان خلقها الله وهي كذلك زرع بما ورد من اباحة الطيبات وتحريم الخبائث كاشف لنا يبين لنا ما هي الطيبات؟ وما هي الخبائث ومن فظل الله عز وجل اننا ما بين وقت واخر تظهر لنا البحوث التي تبين لنا آآ ان ما منع منه الشرع يعود علينا بالظرر وان ما اباحه الشرع فانه مفيد لنا وهذا من دلائل صحة هذه الشريعة وفي هذه الايات وجوب شكر الله تعالى فان الله قد امر بهذا في قوله واشكروا والشكر يتضمن ان تنسب النعم الى الله بالقلب واللسان. وان تستعمل في مراض الله وفي هذه الايات وجوب افراد الله بالعبادة وتحريم صرفها لغير الله وفي هذه الايات ان الشكر للنعم من عبادة الله تعالى وفي هذه الايات تحريم الميتة وهي ما مات حتف انفه وظاهر هذا انه يشمل جميع اجزائها يشمل لحمها وعصبها وكبدها وعظامها وجميع اجزائها وقال هنا حرم الميتة مع ان التحريم في الاصل وعلى كل فتحيم مثل البغال والحمير نحوها قد ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فكما اننا خصصنا الميتة فقلنا ميتة السمك وميتة الجراد تحل وكما قلنا بان الكبد يكون للافعال ولا يكون للذوات. فلا تقول هذا العمود حلال او هذا العمود حرام. وان انما تقول بناؤه شراؤه الاستناد اليه ونحو ذلك من الافعال فلما قال هنا حرم الميتة والتحريم لا يصدق الا على الافعال والميتة من الذوات فالجواب ان هذا عند علماء الشريعة يسمى دلالة الاقتضاء بان يحذف جزء من الكلام يكون معلوما فقدر بعضهم الكلام هنا بانه حرم اكل الميتة وقال اخرون بل لم يحذف الفعل هنا الا لارادة التعميم فكأنه حرم جميع الافعال المتعلقة بالميتة الا ما ورد دليل بجوازه ولذا قالوا بانه كما يحرم اكلها يحرم بيعها ويحرم اكل ثمنها ويحرم الانتفاع بها وقد استدل فقهاء الحنابلة بهذه اللفظة على تحريم جلد الميتة وقالوا بان لا بعمومها تشمل جلد الميتة. وجمهور العلماء يجيزون استعمال كجلد الميتة مماكول اللحم متى تم دبغه و كان من استدلالات الحنابلة في هذا ما ورد من حديث عبدالله ابن عكيم رضي الله عنه قال وردنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر الا تنتفعوا من الميتة بايهاب ولا عصب فالعصب هو الاعصاب المشهورة والايهاب هو الجلد. ولكن قال طائفة بان الايهاب هو الجلد قبل الدباغة. واما بعد الدباغة فانه لا يسمى ايهابا ومما تدل عليه الاية تحريم الميت تحريم الدم ونجاسته وتحريم بيعه وتحريم الانتفاع به لكون دلالة الاقتظاة تفيد العموم كما تقدمت والدم هنا قد قيد في اية اخرى فقال او دما مسفوحا ولهذا فان الدم الذي يكون في العروق لا يدخل في التحريم وانما الذي يراد هنا الدم المسفوح وظاهر هذه الاية انه لا يجوز تناول الدم ولا شربه ولا شي هو وهكذا لا يجوز اطعام الدم للحيوانات المأكولة بعض اهل المزارع يأخذون الدم ويطعمون به الدجاج فحينئذ تكون الدجاجة جلالة لانها اكلت نجاسة الدم ومن ثم لا تؤكل حتى تطعم طعاما طيبا لمدة تزول بها اثار هذا الدم. وفي الاية تحريم لحم الخنزير كما تقدم ان جميع اجزاء الخنزير حرام وبقي هنا ما يتعلق الجلد حيث قال بعضهم بحل جلده وقال اخرون بان الخنزير انما له جلدة لطيفة لا يمكن الانتفاع بها تالي تتقطع في يد من يريد ان يستخلصها من الخنزير وكان مما بحثه العلماء شعرة الخنزير فان له شعرة يستعملونها سابقا في الاحذية ووقع التردد بين العلماء فيها فقال طائفة بانها حلال لان الشعر لا يحكم لا يحكم عليه بحكم البدن الذي خرج منه. ولذا لو جز شعر الماعز او صوفوا الاغنام فانه يجوز استعماله لانه خارج عن بدنه. قالوا فهكذا ما كان من الخنزير وفي الاية تحريم ما ذبح لغير الله سواء ذبح على جهة التقرب للاصنام او ذبح شيء من المعبودات او ذبح لبني ادم على جهة التذلل له والخضوع له كانوا سابقا اذا ورد عليهم معظم اتوا ببهائم الانعام فذبحوها ونحروها في وجهه يعني في طريقه فهذا المذبوح ميتة لا يجوز اكله ولا يجوز الانتفاع به ومثله ايضا ما يوجد في بعض البلدان من ذبح شاة للجن كما لو اراد احدهم ان يسكن بيتا جديدا ذبحوا ذبيحة في هذا البيت للجن من اجل ان لا اقرب هذا البيت بزعمهم فهذه الذبيحة ذبحت لغير الله. وبالتالي فهي نجسة. ولا يجوز اكلها فان قال قائل ما ذبح للضيف ما حكمه فنقول ما ذبح للضيف هذا ذبح اصالة لله ولم يذبح للتقرب للضيف وانما ذبح لاكرام الظيف ولذا ذبح النبي صلى الله عليه وسلم لاضيافه وذبح ابراهيم العجل لاضيافه لانه لا يعبدهم بذلك وانما يكرمهم وظاهر هذه الاية ان المحرم هو هذا المذكور في هذه الاية وقد ورد في الحديث تحريم اشياء اخرى كما ورد في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير. فهذه حرام وايضا ورد تحريم اشياء اخرى في الاحاديث فقيل بان الاية تتحدث عن اول زمن التشريع لانها مكية والتحريم الذي تعلق بهذه الاشياء الواردة في الحديث انما وردت بعد ذلك فكأنه قال انما يحرم عليكم الان عند نزول هذه الاية القول الثاني يقول بان هذا التحريم المذكور في الاية تحريم لما ذكر في القرآن وذاك لما ذكر في السنة والطحال يحلان بورود الحديث بذلك واستثنيناها من الاية فلا يمتنع ايضا ان نثبت حكما اخر بواسطة الاحاديث الاخرى واستدل في هذه الاية ان المضطر يجوز له ان يتناول من الاطعمة ما تزول به حالة الاضطرار وفي هذه الاية من الفوائد ايضا تحريم البغي والاعتداء على الاخرين وفيها تحريم المعاصي وقد استدل الجمهور بهذه الاية على ان من سافر سفر معصية فانه لا يجوز له ان يترخص برخص السفر وذهب الحنفية الى جوازي ترخصه برخص السفر ولعل قول الحنفية في المسألة اظهر فان النصوص التي وردت بتعليق الرخص بالسفر عامة لم تفرق بين سفر واخر قال تعالى فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وقال واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ولم يفرق بين حالي المعصية وحال الطاعة وفي هذه الايات تحريم ان يقول الانسان للمباحات بانها حرام او يقول للمباحات او يقول للمحرمات بانها حلال وتحريم ان يثبت الانسان حكما بحل او حرمة الا بناء على دليل شرعي وعلماء الشريعة يستدلون بالادلة من الكتاب والسنة وغير العلماء يستدلون باقوال الفقهاء الذين يرشدونهم ويبينون لهم ما يحل مما لا يحل وفي هذه الايات ان الكذب على الله من اشنع الذنوب. وانه من كبائر الاثام. وان صاحبه مستحق للعقوبة الدنيوية الاخروية وفي هذه الايات فضل الله على هذه الامة بان اباح لها بعض ما حرم على من سبقها من الامم وفي هذه الايات ان تحريم المحرمات قد يكون ناتجا عن ظلم العباد. وما حصل منهم من مخالفة للشرع وفي هذه الايات دعوة الله تعالى العباد الذين اساءوا الى التوبة والاصلاح وبيان ان ذلك من اسباب مغفرة الذنوب وفي هذه الايات اعتبار الاقدام على المعاصي جهالة وفي هذه الايات فظل الله جل وعلا على العباد بكونه يغفر لهم ويرحمهم متى عادوا اليه وفي الاية ان من اقدم على المعصية ثم تاب ثم عاد للمعصية مرة اخرى فانه حينئذ يعفى يحق له ان يتوب فيعفى عنه وليس من شرط التوبة من ذنب الا يكون العبد قد تاب منه قبل ذلك بل باب التوبة مفتوح ولو كرره العبد مرارا عديدة بارك الله فيكم واسعدكم الله في دنياكم واخراكم وجعل الله العاقبة الحميدة لكم ختم الله لكم رمظان برظوانه فختم الله لكم رمضان بالفلاح والفوز والنجاة غفر الله ذنوبكم ومتعكم الله في دنياكم بما تستفيدون منه في اخرتكم كما نسأل الله جل وعلا ان يصلح قلوبنا جميعا وان يملأها من التقوى والايمان كما نسأله جل وعلى ان يكفينا امر دنيانا وان يتولى شأننا كله بفضله واحسانه اللهم اغفر لنا وتب علينا. اللهم اغفر لنا وتب علينا. اللهم اغفر لوالدينا. واسكنهم فسيح جناتك. اللهم اللهم اغفر لجميع قراباتنا ولجميع المسلمين. اللهم وفق ولاة امورنا لكل خير. وبارك فيهم واجزهم قم عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين