بحيث يكون هناك من يشفع عند المطلوب منه. ظنوا ان الامر كذلك مع الله تعالى والله جل وعلا قد فتح الباب مباشرة لا يحتاج الى ان يتوسط بينه وبين الخلق اولياء ولا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فلا زالت ايات سورة النحل تذكر النعم الكثيرة التي تفضل الله عز وجل بها على العباد ومكنهم من الاستمتاع بها والانتفاع ومع ذلك استخدموها في ما يضاد امر الله من ظلم العباد من صرف العبادة لغير الله جل وعلا كنائذ نزلت بهم العقوبات ولعلنا ان نستعرض ايات من سورة النحل تتحدث عن ما يعطيه الله جل وعلا للعباد من النعم. ومع ذلك يقابلونها بالكفر والجاحدة ونسبتها لغير الله وصرفها في غير مراض الله جل وعلا لعلنا نقرأ عددا من الايات في هذا الباب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الاعلى وهو العزيز الحكيم ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ويجعلون لله ما يكرهون وتصف السنتهم الكذب ان لهم الحسنى لا جرم ان لهم نار وانهم مفرطون تالله لقد ارسلنا الى امم من قبلك فزين لهم فزين لهم الشيطان اعمالهم فهو وليهم اليوم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب اليم وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدوا ورحمة لقوم يؤمنون والله انزل من السماء ماء فاحيا فاحيا به الارض بعد موتها ان في ذلك لاية لقوم يسمعون وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم اللبن ودم اللبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ان في ذلك لاية لقوم يعقلون واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون يبين الله جل وعلا طريقتا اهل الشرك في ما يضربونه من الامثلة انهم يضربون مثل السوي لله جل وعلا فهم يقيسون الله على انفسهم فما عجزوا عنه ظنوا ان الله عاجز عنه. وما يحتاجون اليه يظنون ان الله يحتاج اليه ومن امثلة ذلك انهم لما احتاجوا للولد ظنوا ان الله يحتاج اليه. ولذا نسبوا لله جل وعلا الولد ولما رأوا ان الناس لا يقبلون طلبا بمثل ما لو طلب بواسطة معبودات من دونه جل وعلا ولما رأوا ان الانسان لما رأوا ان الانسان يعتز ويقوى بغيره ظنوا ان لله عاونين ومن يكونون معه ولم يعلموا ان الله هو الغني وهو القادر وهو الذي لا يحتاج الى احد من الخلق ولذا قال للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء اي يضربون لله امثلة سيئة غير صحيحة ثم هم ايضا في انفسهم لهم مثل السوء فانهم لما صرفوا العبادة لغير الله وطلبوا من تلك الالهة العاجزة عن نصر نفسها اشياء لهم كان لهم مثل السوء. اذ كيف يتوجهون الى اصنام لا تنفع ولم تنفع نفسها من اجل ان تنفعهم وان تدفع الضر عنهم. ولذا كان لهم مثل السوء اما بالنسبة لله تعالى فله المثل الاعلى ما معنى المثل الاعلى المراد بذلك ان اعلى الصفات واكملها التي لا يتطرق اليها النقص بحال من طوال ينسب الى الله تعالى فهذا الكمال المطلق هو لله جل وعلا. ولذا قالوا بان الامثلة التي تظرب على انواع. هناك قياس تمثيلي يتساوى فيه المقي بالمقيس عليه وهذا لا يصح في حق الله جل وعلا وهناك قياس اولوي. هذا يكون لله او ينسب لله جل وعلا بدلالة التي هذه الاية واجمع هذه الاية مع ما سيأتي في قوله تعالى فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. ظرب الله مثلا عبدا مملوكا الاية حتى يتبين لك الامر ثم في الاية معنى اخر الا وهو ان المشركين يضربون امثلة فاسدة والله تعالى يأتي المثل الصحيح الواقع الذي هو مطابق للحقيقة ولذا قال وهو العزيز الحكيم. عز سبحانه فكان مغتنيا بنفسه غير محتاج لاحد من خلقه. ثم هو الحكيم الذي يضع الامور فيما ايناسبها؟ من الامثلة او الاحكام وهو الحاكم الذي يجري حكمه ولا يتمكن احد من ان يقف في وجه حكم الله تعالى ولما كانت مقالة المشركين شنيعة حذرهم من سوء عاقبة هذه المقالة كيف لا وهم يكذبون على الله ويكذبون انبياء الله ويتكبرون على عبادة الله ويصرفون حق الله من العبادة الى بعض المخلوقات. ولذا فهم مستحقون للعقوبة ولكن الله جل وعلا يمهل ويؤخر العذاب لاجل قد قدره. ولذا قال ولو يؤاخذ اي يجازي دي ويعاقب وعلى هذه الافعال السيئة ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم واول الظلم الظلم في حق الله تعالى بصرف العبادة لغيره. وبظلم عباد الله باخذ حقوقهم وبظلم النفس بالاقدام المعاصي اذا ظلم في حق الله وليس ظلما لله وظلم في حقوق العباد وظلم للانسان لنفسه قال ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة. لماذا سمي هذا ظلما؟ لان الظلم صرف الحقوق عنه اصحابها لغيرهم قال لو يؤاخذهم لعمت العقوبة جميع من في الارض بلا استثناء حتى تشمل البهائم والمخلوقات. لماذا؟ لعظم الظلم والذنوب التي اقدموا عليها كما يأتي في الحروب التي تأخذ تأكل الاخضر واليابس ولكن لله حكمة فهو يؤجلهم لعلهم يعودون الى الله فيتركون ظلمهم. ولعلهم يكونون اسبابا من اسباب الطاعات يوجد من ينصحهم ويدعوهم ويأمرهم وينهاهم ويمنعهم من ما يخالف شرع الله جل وعلا ولكن ذلك التأخير ليس تأخيرا مطلقا. وانما هو لاجل معلوم. ولوقت هدد مقدر عنده جل وعلا. ولذا قال ولكن يؤخرهم الى اجل مسمى مسمى عنده يعني قد عرف اسمه قد علم وقته فاذا جاء اجلهم اي جاء الوقت المحدد لهلاكهم وحصل ذلك التاريخ فحين اذ لا يتأخرون ولا يتقدمون. بل يحصل لهم الهلاك وقال هنا لا يستأخرون. اي انهم لا يمكنون من مجرد الطلب من مجرد الطلب يقال استأخر يعني طلب التأخر. فلم يقل لا يتأخرون ولا يتقدمون. وانما قال لا يستأخرون اي لا يمكنون من مجرد طلب التأخير ولا من مجرد طلب التقديم ثم ذكر الله جل وعلا الشنيعة التي لديهم فقال ويجعلون لله ما يكرهون اي انهم اذا كرهوا اشياء لانفسهم جعلوها لله تعالى. فما لا يرغبون فيه لانفسهم ينسبونه لله. كما قال كما نسبوا لله البنات وهم لا يرظون بذلك لانفسهم. ونسبوا لله الشركاء وهم لا يرضون بذلك لانفسهم فمالهم لا يرظون ان يشاركه فيه غيرهم قم فهكذا ما لله كيف رضوا بان يشاركه فيه غيره. وهكذا وهم يجعلون الشفعاء عند الله تعالى بما لا يرضون به بمثله لانفسهم وحينئذ كان من شأنهم ان تصف السنتهم الكذب. ومن الكذب ان ينسبوا والى دين الله والى شرعه ما ليس منه. فمرة يحرمون المباحات كالحام طيلة ومرة يوجبون المباحات ومرة يجعلون عبادة الله بطرائق مخالفة لشرع الله. وحينئذ كانوا ممن تصف السنتهم الكذبة ان لهم الحسنى فهم يقولون نحن على اعلى المراتب ونحن افضل الناس ونحن اهل بيت الله وبالتالي ينسبنا الى انفسهم احسن المقامات وارفع الدرجات ويقولون باننا اذا رددنا الى الله سنجد خيرا من هذه الدنيا. فكذب فهم الله فقال لهم لا جرم اي هذه المقالة التي ذكروها ليست بصحيحة. وانما الحق اذا لا جرم بمعنى ان الحق قاف ان لهم النار اي ما يحرقهم من نار جهنم وليس لهم الكرامة ولا الحسنى ولا العاقبة الحميم ايه ده وانهم مفرطون اي سيتقدمون غيرهم في ورودهم على نار جهنم وسيصلونها فيها ابد الاباد لا انقطاع لعذابهم ثم يقسم الله تعالى ليبين ان وجود الرسل ليس مبتدأ من محمد صلى الله عليه وسلم. بل فيه انبياء ورسل قبله وحينئذ فليس ببدع ان يأتي هذا الرسول بهذه الرسالة ثم ان عدم قبول الناس في مكة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم لا تعني نقص صنف تلك الدعوة وانما الاشكال من المدعوين انهم استجابوا لعدوهم الشيطان فقال تالله لقد ارسلنا. اي بعثنا انبياء جعلنا رسلا يفدون الى اقوامهم الى امم من قبلك. فجميع فهناك امم كثيرة قبل النبي صلى الله عليه وسلم. وقد بعث الله فيهم انبياء ورسلا. قال الا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولكن الامر ان عدوهم الشيطان الذي عاهد واقسم ليضلن بني ادم كان يزين لها هؤلاء الكفرة اعمالهم وكفرهم واعراضهم وشركهم. وبالتالي تظنون ان ما هم عليه هو احسن الامور واجملها ولم يدروا بانهم على خلاف لذلك وهذا شهده في احوال الناس فانه لو قيل لك بان احدا من العقلاء الذين لهم حظ من الذكاء يسجد في اخر يومه لصنم هو يحمله وهو ينقله من مكان الى اخر لاستبعدت ذلك وما ذاك الا ان الشيطان قد زين له هذا الفعل ثم انظري الى عبدة الحيوانات. كيف يذلون ويخضعون لهذه التي تنقاد في يد من اخذها وبالتالي تعلم ان هؤلاء قد زين لهم ذلك فقال ويجعلون فزين لهم الشيطان اعمالهم. اي ما يؤدونه من الاعمال سواء بصرف العبادة لغير لا او بالكذب على الله ونسبة ما لا تصح نسبته الى الله تعالى. ولذلك كانوا اولياء للشيطان وليسوا باولياء للرحمن ومن هنا من تولاه فانه يظله ويهديه الى عذاب السعير وقال فهو وليهم اليوم يعني هم يتولون ابليس في الدنيا. اما في الاخرة فانه يتبرأ منهم ولا يقبل نسبتهم اليه ولا يرضى بذلك لانه في ذلك الموقف تتجلى حقائق الامور. وكما قال جل وعلا وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ان مان بمصرخكم وما انتم بمصرخيا اني كفرت بما اشركتموني من قبل ثم قال ولهم عذاب اليم اليم بمعنى موجع من الالم اين هذا العذاب الاليم جماهير اهل العلم يقولون بان المراد في الاخرة والمراد عذاب جهنم بينما قال طائفة بانهم يتألمون في الدنيا فلا ينعمون بخير ولا يهنئون بقضاء شر. ولذا فهم في كبد وعندهم من امور العذاب الشيء الكثير ثم قال تعالى ومبينا وظيفة هذا القرآن وما انزلنا عليك الكتاب اي هذا الكتاب الذي هو القرآن انزله الله تعالى من اجل حكم منها ان يبين المواطن التي اختلفوا فيها. ليوضح الحق ويظهره وهكذا هو هدى يهتدي به اهل الايمان رظا الرحمن وللحصول على اعلى درجات الجنان. وفي نفس الوقت هو رحمة. رحم الله العباد بهذا القرآن فكان من اسباب صلاح كثير من احوالهم ثم عدد الله جل وعلا شيئا من النعم التي ينعم بها على الناس فمن ذلك هذه الامطار التي تأتي من السماء وهي شيء عجيب لو نقلناه لاحتجنا الى الاف السيارات من اجل نقل ذلك الماء ولكن الله جل وعلا يحمله من البحر ويبخره حتى يصل الى السماء ثم يجريه المسافات البعيدة بواسطة الهواء حتى تنزل السحاب ماءها في الارض التي امرت بامطارها فهذه اية عجيبة قال والله انزل من السماء ماء وهو ماء السحاب فاحيا به الارض بعد موتها. كانت جرداء ليس فيها شيء من النبات فاذا بالنبات ينبت فيها ان في ذلك اي في هذا المثال الذي يعتمد على ذكر نزول الامطار وما يحيي به الارض بهذا المطر اية علامة ودليل وبرهان لقوم يسمعون اي عندهم ويفكرون فيما يسمعونه فمن كان عنده سمع انتفع بهذا المثال الذي بهذا الامتنان الذي ذكره الله في كتابه ثم ذكر تعالى نعمة اخرى انعم بها على العباد فقال وان وان لكم في الانعام لعبرة اي عظة وتذكرة فان من شاهد هذه الانعام وتأمل فيها وجد انها مشتملة على عظة وموعظة عظيمة ولذا قال وان لكم في الانعام لعبرة في حياتها وفي سيرها وفي تالفها وما ساقه الله جل وعلا من النعم فيها فذكر من نعم الله عليهم فيها هذا اللبن نشربه سهولة ويسر بينما قد مر بي اشياء كثيرة كان في الاول عشبا لا يأكله الادميون فشربت فاكلته هذه الشاة شربت عليه من الماء فتحول لبنا سائغا اين عقولكم ايها الناس من التأمل في هذا المثال ثم كانت هناك اجزاء دخلت في البدن متغايرة هناك لبن يخرج من بهيمة الانعام وهناك عرق يخرج من بقية البدن. وهناك بول له مخرجه وكلها اصلها قد دخل مع مع الفم الى الجوف. فقسم الله جل وعلا هذه الامور. وجعل لكل واحد من ها حكما وهكذا في موضوع بهيمة الانعام. انظر لهذا اللبن. قال تعالى نسقيكم اي نجعلكم هم تشربون مما في بطونه يعني من حليب هذه البهائم من بين فرث ودم الفرز مستقبح هو الدم نجس ومع ذلك يخرج اللبن صافيا. تتمكنون من شربه لبنا خالصا اي ليس فيهما يشوش عليه من الاخلاط سائغا اي لذيذا يستسيغونه ويتمكنون من ادخاله في اجوافهم للشاربين اي لكل من شربه فهذه نعمة عظيمة ثم ذكر جل وعلا نعمة اخرى تتكون في الثمار التي تأتي بانواع متعددة. ولذا قال ومن ثمرات النخيل اي ثمرات النخيل. ما هي ثمرة النخيل اللي عندنا نخلتها التمر قال ومن ثمرات النخيل يعني التمور. وقد يكون هناك نخيل واخرى لها ثمرات مغايرة لثمرة امر قال ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا اي تصنعون انواعا من الطعام بواسطة تمر النخل والعنب والمراد بالسكر هنا المسكر وقد كانوا يأخذون منه يأخذون من ثمرات النخيل والاعناب هذا المسكر ولاحظ انه قال تتخذون منه سكرا مما يفيد انها انه يذكر ويصف افعالكم ولا يلزم منه اقرار ذلك وليس في الاية اباحة لها ثم قال ورزقا حسنا ليبين ان السكر والمسكر مغاير للرزق الحسن قال تعالى ان في ذلك في هذه الاية العظيمة لا اية لا علامة لقوم يعقلون. اي عندهم عقول يدركون بها مآلات الامور وعواقبها ثم قال تعالى مبينا نعمة اخرى من نعمه على العباد حشرة صغيرة طيارة على وزن انملة من انامل الاصبع قد خلقها الله بشكل بديع وفيها منافع كثيرة افلا يكون ذلك من اسباب تأملكم لذلك لتعرفوا مقدار نعم الله عليكم قال واوحى اي الهم وليس المراد وحي الانبياء الى النحل ان اتخذي اي اجعلي لنفسك بيوتا من الجبال في كهوفها وهكذا من الشجر في مواطن من مواطن الشجر تجعل فيها بيوتها ومما يعرشون معروف عندكم مما يعرشون تعرفون عريش العنب اريج العنب يضعونه ويسقفون من اجل ان يأتي العنب فوقه فهكذا مما يعرشون يعني مما يبنيه الناس من سقوف بيوتهم ونحو ذلك فكأنه يقول تصنعون هذه السقف ثم تأتي النحل فتضع بيوتها في ذلك الموطن قال جل وعلا ثم كلي يعني انه هداها لان تأخذ من الرحيق والازهار ثم كلي من كل الثمرات اي من جميعها فاسلكي اي سيري على الطريق سبل ربك اي على الطريق الذي وضعه الله تعالى. سبل يعني طرق فكانت تفعل ذلك ذليلة زللا ثم بين جل وعلا نعمة من نعم الله على العباد في هذه الحشرة اليسيرة الطفيفة فقال يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه. ما اسم هذا الشراب الذي تخرجه النحل من بطونها العسل قال يخرج من بطونها بطون النحل ثمرات مختلف الوانه. فالعسل على انواع متعددة وفيه شفاء للناس. ولاحظوا قال شفاء ولم يقل غذاء والشفاء يكفي فيه المقدار اليسير قال ان في ذلك اي في هذه الاية العظيمة لقى هاي لعلامة ودليل وبرهان لقوم يتفكرون فهذه الايات كلها تتعلق بالجمادات والحيوانات بذكر نعم الله على العباد في ذلك ويبقى عندنا ما يقع التردد فيه فهذا شيء من تفسير هذه الايات ولعلي اذكر عددا من الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات العظيمة فاول ذلك عيب طريقة المشركين الذين يجعلون لله امثالا بجعل الشريك والند لله تعالى وفي هذه الايات اثبات المثل الاعلى لله تعالى وهو ان ننسب الى الله كل كمال لا يتطرق اليه النقص بحال وفي هذه الايات حلم الله تعالى حيث لم يؤاخذ العبيد على وجه السرعة وانما امهلهم واخرهم من اجل ان يكون هذا من اسباب تفكرهم وتأملهم وفي هذه الايات ان العبد ينبغي به ان يحذر من عدوه الشيطان الرجيم والا يستجيب له فانه يورده المهالك وفيها ايضا انه لا يصح ان نجعل شيئا او جزءا من شيء لله تعالى لغيره وفي هذه الايات تدبير الله امر الكون وتصرفه فيهم فمتى اراد ان يقيم الساعة اقامها وفي هذه الايات العتب على اهل الشرك حينما ينسبون ما لا يرضون نسبته اليهم وفي هذه الايات ان العاقبة السيئة ستكون للكافرين وفي هذه الايات قسموا الله تعالى لي التحذير من تزيين الشيطان وفي هذه الايات ايظا من الفوائد اثبات ان القرآن منزل من عند الله وان الله قد تكلم بما فيه حقيقة الزيتون وانه عليه ان يسعى في تحقيق المقصد الشرعي الذي من اجله نزلت الشريعة. ولذا قال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وفي هذه الايات ان من اكبر اسباب ظلال الخلق من اكبر اسباب ظلالها ظلال الخلق اعراضهم عن الاهتداء بهدي القرآن وعدم استجابتهم له وفي هذه الايات التذكير بان الله قد انزل الماء من السماء وانه طاهر على الاصل وفي هذه الايات امتنان الله جل وعلا على العباد باحياء الارض بعد انزال المطر وقد استدل بهذا على جواز اخذ اشد الربيع وقوله ان في ذلك لاية لقوم يسمعون فيه الامر بالاتعاظ والاعتبار والتفكر في الايات الكونية التي تمر بين عيني الانسان وفي هذه الايات انه لا يصح صرف العبادة للاصنام والمعبودات من دون الله. بل وجب ان تكون الجميع لله تعالى وفي هذه الايات فظل الله على العباد بان جعل لهم بهيمة الانعام يركبونها ويأكلونها ويستخدمونها استخدامات اخرى وفي هذه الايات فضل الله علينا بتيسير امر الالبان حيث اخرج اللبن من بين مادتين لا يرتضيهما الناس اذا هذه الاشياء التي يخرج اللبن من بينها الدم الفرس ومع ذلك يكون لبنا صافيا خالصا وفي هذه الايات الامتنان على العباد بثمرات النخيل والاعناب مما يدل على ان الاصل فيها هو الجواز والحل فلا يقال بتحريم شيء منها الا بناء على دليل وفي هذه الايات اشارة الى ان المسكرات ليست رزقا حسنا ومن ثم نفهم ان الشريعة منعت من الخمور بعد ذلك وفي هذه الايات امتنان الله على العباد بانواع الخيرات فهي نعمة من عند الله تعالى وفي هذه الايات الاتعاظ والاعتبار لاصحاب العقول ليتأملوا في هذا الخلق العظيم وفي هذه الايات ان الشيء اليسير قد يحدث منه الاشياء الكبيرة وهذا العسل خرج من النحلة الصغيرة ثم بعد ذلك اصبح اطنانا واصبح له اثره في مطاعم الناس وفي علاجاتهم ونحو ذلك وفي هذه الايات ان الله جل وعلا مكن النحل من ان يعيش في البراري والصحاري والغابات وعلى الجبال لتتخذ بيوتا في ذلك كله وفي هذه الايات ان الله هو الذي بين للمخلوقات طريقة معيشتها كما قال تعالى الذي خلق ها سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ومن هدايته للمخلوق ان ارشدهم الى الانتفاع بماكلهم ومشاربهم وهكذا في شأن النحل فقد دلها الله لصنع بيوتها وصنع خلايا النحل من مواطن متعددة مختلفة وفي هذه الايات قدرة الله على تحويل رحيق الازهار ليكون عسلا يتداوى به وفي هذه الايات امتنان الله تعالى بهذه النعم وتذكيرهم بالاية العظيمة فقال ان في ذلك اي في هذه التدابير العظيمة لاية اي علامة وفيها دليل واضح لقوم يتفكرون ان يتأملون في احوال الناس ووقائعهم فهذا شيء من الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات وفيها ان العسل طاهر وانه مما يستشفى به بارك الله فيكم وغفر الله ذنوبكم ويسر الله اموركم واسبغ عليكم نعمه ودرأ عنكم نقمه ونسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وان يجمع كلمتهم وان يؤلف ذات بينهم وان يكفيهم شر اعدائهم كما نسأله سبحانه ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يجعلهم من اهل الهدى والصلاح هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين