الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد دارسونا اليوم باذن الله جل وعلا هو الدرس الثاني من دروس تفسير سورة طه نبتدئه بقوله تعالى ولقد مننا عليك مرة اخرى في الاية السابعة والثلاثين من هذه السورة حيث امتن الله جل وعلا على موسى عليه السلام وذكره بنعمه عليه النعم العظيمة فانه لما ذكر ما انعم عليه بهدايته في الطريق وبي ارساله وبعثته وبما من الله عليه من جعله من اهل التوحيد وهاهل الاسلام وما من الله عليه باعطائه الايات العظيمة التي كانت معه وبما من عليه من اجابة دعوته. وما من الله عليه ببعثة اخيه هارون عليه السلام ذكره جل وعلا بنعم اخرى متعلقة باموره الحياتية فقال تعالى ولقد مننا عليك مرة اخرى اي تفظلنا عليك واعطيناك نعما متعددة في مرار اخرى فمن ذلك ما يتعلق بولادته حيث ولد في سنة يقوم فرعون فيها بقتل المواليد فمن الله على موسى بان نجاه من فعل فرعون وقومه فاوحى بمعنى انه القى في روع ام موسى وحيا بحيث يبين لها كيف تتصرف مع هذا المولود. وقوله ما يوحى لبيان انه ليس وحيا مطلقا. وانما هو وحي مخصوص بكيفية التعامل مع موسى بعد ولادته ان اقض فيه في التابوت اي القي في روعها ان تصنع له تابوتا وان تجعله في بحيث لا يتمكن الماء من الدخول في اثنائه ثم تقوم بوضع هذا المولود في التابوت. وقوله اقض فيه اي القيه كانه لما كانت محبة له يصعب عليها فراقه. عبر عن طريقة وظعه في التابوت كانه على طريقة القذف له قال فاقذفيه في اليم لانها كانت متعلقة بقلبها بهذا الصبي ومن ثم كان يصعب عليها فراقه. ولذا امرت بان تقوى في دفعه دفع هذا التابوت في امي واليم المراد به البحر. والمراد به هنا نهر النيل ثم اخبرها بما يستقبل من شأن هذا الصبي بانه سيلقيه اليم بالساحل قيل بان ذلك من الوحي الذي جاء الى ام موسى وقيل بان هذا اخبار من الله جل وعلا لقارئ القرآن ماذا حدث لموسى بعد ان القي التابوت في البحر وهو في اثناء قال فليلقه اليم بالساحل كانه امر البحر ان يفعل ذلك بحيث يلقيه في طرف النهر. وكان جزء من النهر قد دخل في بيت فرعون وقاصره فاراد الله جل وعلا ان يدخل هذا التابوت الذي فيه موسى ذلك الجانب يأخذه عدو لي وعدو له. اي ان الله جل وعلا سيقدر له ان يجعل عدوه يأخذه وبالتالي يكون ذلك العدو هو من يقوم به ومن يرعاه. فانظر الى عجيب صنع الله البحر الذي هو موطن الهلاك يكون طريق السلامة. وانظر يربى موسى في بيت من يتوعده بالقتل وانظر كيف يجعل الله العدو هو الذي يتولى هو الذي يكون بيده آآ نجاة موسى. ولذا قال تعالى والقيت عليك محبة مني. اي ان الله عز وجل تفضل عليه بان جعل كل من يشاهده وكل من يعلم بخبره يحبه وقبل ذلك هناك محبة من الله جل وعلا له فالقيت عليك محبة مني اي ان الله احبه كذلك القى الله جل وعلا في قلوب الناس محبة موسى. اما ان يكون ذلك بتصريف ما في هذه القلوب واما بان يجعل له اسبابا في هيئته يجعل النفوس تقبله عليه. السلام وهذه المحبة من عند الله جل وعلا. وهذا يدلك على ان الله جل وعلا هو المتصرف في الكون كله حتى في قلوب العباد ثم قال ولتصنع على عيني اي ان الله جل وعلا سيجعل موسى ينشأ نشأة صالحة برعاية من عند الله جل وعلا وعناية منه سبحانه وتعالى ثم ذكر بموقف بعد هذا الا وهو رد موسى الى امه ليكون ذلك من نعمة الله عليه وعلى امه. فيقول اذ تمشي اختك ايذكر منتنا الاخرى عليك ونعمتنا حينما حزنت امك على فراقك فطلبت من اختك ان تبحث عنك فذهبت تمشي يعني انها تسير بسكينة ترقبوا اين ذهب موسى؟ ماذا فعل بالتابوت فتمشي فوجدتهم يبحثون عن مرضع له. فقالت هل ادلكم على من يكفله لانهم لم يكن عندهم شأن برعاية الاطفال ولم يكن عندهم من يقبل هذا الصبي ثديه للرظاعة فقالت هل ادلكم على من يكفله يعني انها ارشدتهم الى ان هناك امرأة عندها لبن بان هارون اكبر من موسى. وكان فرعون يقتل اطفال بني اسرائيل سنة ويتركهم سنة. فجاء هارون في السنة التي كان فرعون يترك اولاد بني اسرائيل فلا زال في ثديها لبن لانها ترضع هارون عليه السلام ولذا قالت امي عندها لبن وانها سترضعه. وحينئذ امتن الله جل وعلا على موسى وعلى امه بان جعل تربيته عند امه وعند الام من العناية بابنائها ما ليس عند غيرها قال فرجعناك الى امك اي اعدناك اليها كي تقر عينها. اي من اجل ان يكون ذلك سببا من اسباب سكون فؤادك وقرة عينها برؤيتك بين يديها. وحينئذ يبتعد عنها الحزن والاسف على فراقك يا موسى ثم من ثم امتن الله عليه بنعمة اخرى فقال وقتلت نفسا حينما وجد رجلان يقتتلان احدهما من شيعته والاخر من عدوه فقتل الذي من عدوه وحينئذ هم القوم بان يقتلوه فنجاه الله منهم ولذا قال وقتلت نفسا فنجيناك من الغم. اي لم نمكنهم من قتلك ولم علهم سبيلا الى ان ان يؤذوك قال تعالى وفتناك فتونا. اي اختبرناك بانواع من الاختبارات. ليكون ذلك سبب من اسباب تزكيتك وصلاح احوالك وقلبناك من حال الى حال اوردنا عليك انواع المحن ليكون هذا من اسباب صلاح قلبك فلبثت سنينا في اهل مدين. اي بقيت في مدينة مدين سنوات طوال ثم جئت اي انتقلت من مدين وعدت الى مصر على قدر يا موسى. فكل هذه الاحداث مقدرة لك مسجلة في اللوح المحفوظ. قد علم الله بها وشاءها خلقها سبحانه وتعالى. وكل ذلك بتوقيت محدد قدره الله جل وعلا ثم امتن عليه فقال واصطنعتك لنفسي. اي هياتك تهيئة صلاح لتكون نبيا من انبياء الله ولتكون مبلغا لشرع رب العزة والجلال ثم قال تعالى اذهب انت واخوك باياتي الاية الاولى في هذه السورة حينما قال جل وعلا اذهب الى فرعون انه طغى كان خطابا لموسى وحده ثم لما عاد وقابل هارون جاءهم الخطاب الاخر له ولهارون. فقال تعالى اذهب انت بوكا باياتي اي بلغ هذه الايات وليكن من شأنكم ان تصلوا الى القوم فتعرفوهم بالعلامات الظاهرة الدالة على صدق فيكم و لتكونوا بذلك من اسباب هداية الناس وعبوديتهم لله ومن اسباب نجاة بني اسرائيل من العدو الذي استذلهم والحق بهم انواع الخسف والعذاب. ثم قال تعالى ولا تنيا في ذكري اي لا تفتر ولا تكسلا في تذكير الناس بالله عز وجل وفي كونكم تذكرون الله جل وعلا ثم قال لهما اذهبا اي ليكن من شأنكم ان تنتقلوا لتصلوا الى فرعون. انه طغى من اجل ان تذكروه بالله عز وجل فقد طغى بمعنى انه تجاوز الحد الذي قدره الله جل وعلا له وكيف لا وقد ادعى الربوبية وذكر انه استعبد الناس ومع شدة فعله الا ان الله جل وعلا قال لموسى وهارون فقولا له قولا فقولا له قولا لينا اي تكلما معه بالكلام السهل المقنع الكلام المؤدب الذي يجعله يسمع منكما ويتفكر في كلامكما لعله يتذكر او يخشى فان الكلام الطيب اللين يجعل النفوس تتأمل في ذلك الكلام تتفكر في معانيه وبالتالي يتذكر الانسان حقائق الامور فيكون هذا من اسباب خشيته وخوفه من الله جل وعلا وحينئذ ناجي الله جل وعلا وخاطباه فقالا ربنا يعني يا مولانا الذي اسدى علينا اننا نخاف ان يفرط علينا اي قد خاف من فرعون ان يبادر يسارع في انزال العقوبة عليهم اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى ان يتجاوز الحد في طريقة تلقي هذه الرسالة وفي التعامل مع موسى وهارون. فقال الله تعالى لا تخافا وهكذا النداء الالهي ب نزع الخوف من الخلق كما قال في الاية الاولى خذها ولا تخف قال هنا لا تخافا اي لا تحذرا منه اي لا يكن في قلوبكم خشية من فرعون وانما ليكن خوفكم من الله جل وعلا وحده وكيف يخاف من المخلوق من كان الله معه ولذا قال انني معكما اي احفظكما من فرعون ومن طغيانه اسمع وارى جميع ما في الكون واقع تحت علم من علم الله عز وجل فهو لا يخفى عليه شيء مما في الكون قال تعالى فاتياه اي اذهبا الى فرعون فقولا اي تكلما معه وبينا له بانكما رسولان من عند الله رسولا ربك اي انهم يقولون باننا ليس عندنا شيء والامر عند رب العزة والجلال. وقد ارسلنا الله اليك برسالة الاسلام الحق والصراط المستقيم. ومن هنا طلب منه ان يترك بني اسرائيل وان يرسل بني اسرائيل مع موسى وهارون ويترك ما كان من شأنه من تعذيبهم والحاق انواع الاذى بهم وذبح ابنائهم واستعبادهم وذكراه بما معكم من الايات قد جئناك باية من ربك. اي عندنا علامات ظاهرة ومن تلك العلامات العصا التي تنقلب الى حية. ومن تلك العلامات انقلاب اليد بيضاء بعد ان يدخلها في جوفه والسلام على من اتبع الهدى. اي اننا نلقي عليك سلاما متى كنت متبعا للهداية؟ فان من سار على الطريق المستقيم فسيجعل الله له السلام في الدنيا ويجعل له دار السلام في الاخرة وقال له انا قد اوحي الينا اي نزل علينا الوحي من عند رب العزة والجلال بان العذاب الشديد في الدنيا والاخرة على من كذب وتولى اي لم يستجب لدعوة الرسل ولم ينقد لهم ولم يطع ما جاء به من اوامر الله جل وعلا وكان فرعون يدعي انه رب العالمين. وانه وقد قال انا ربكم الاعلى وحينئذ لما جاءه موسى وهارون فدعاياه الى رب العالمين قال لهما موسى قال لهما فرعون من ربكما يا موسى اي من الذي انعم عليكم؟ ومن الذي تعبدونه؟ ومن الذي تدعون اليه؟ من هو هذا؟ الرب فبينا له شيئا من الصفات التي اتصف بها رب العزة والجلال مما يعرفه فرعون ويعجز ان يفعل مثله فقال قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال وانظر الى جميع هذه الكائنات خلقها الله ثم اعطاها هداية لتزاول الحياة على وفق ما خلقها الله جل وعلا له فهذه الحيوانات مثلا لما خلقها خلق الله لها طريقة في التزاوج وخلق لها طريقة في العناية بصغارها. وخلق لها طريقة في اكتساب معايشها ما تطعم به نفسها وما تطعم به اولادها وهكذا في بني ادم خلقهم وعلمهم انواع التعاليم فمن ذلك انه علم الانسان المشي علمه الكلام وعلمه امورا اخرى. فهو الذي خلق هذه المخلوقات وفرعون يعلم بانه لم يخلق هذه المخلوقات ثم بين له انه هداها لتزاول حياتها على افضل الطرائق وحينئذ اعترض فرعون فقال لهم فما بال القرون الاولى؟ يعني عندنا اعصر وازمنة سابقة. عاش فيها اناس كثير ولم يكن من شأنهم ان يعبدوا الله جل وعلا فاذا كان الاوائل كذلك فكيف تعترظون علينا باعتراظاتكم وبدعوتكم هذه فرد عليه موسى عليه السلام فقال تلك القرون مضت وعلمها ومعرفة احوالها عند الله جل وعلا سيحاسبها على اعمالها لها من الشأن ما يتناسب مع احوالها وقد سجل الله جل وعلا جميع اعمال الناس في اللوح المحفوظ. والله جل وعلا سيحاسب العباد على اعمالهم. قليلها وكثيرها. وقد سجلت جميع اعمال بنيه ادم في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى. اي لا تفوت عليه شيء من المعلومات فيما يتعلق بحوادث هذا الكون. ثم ذكر له ثم ذكر فرعون ثم ذكر موسى لفرعون عددا من الامور التي تدل على الله جل وعلا. ويعلم فرعون بانه لم يصنعها فرعون وانما دبرها وصنعها غيره. فقال الذي جعل لكم الارض مهدا فهذه الارض التي تحت اقدامكم قد مهدها الله وسهل المشي عليها فتمهيد هذه الارض لم يكن من فعلك يا فرعون وانما كان من فعل الله سبحانه وتعالى وهكذا دله على اية اخرى متعلقة بهذه الارض. فقال وسلك لكم فيها سبلا اي ادخل لكم في ثنايا هذه الارض طرقا تسيرون فيها بين الجبال العظيمة الشاهقة من الذي وضع هذه الطرق الا رب العزة والجلال ثم بين له امرا اخر فقال وانزل من السماء ماء هذا المطر الذي ينزل من السماء تشاهده المه وتعرف بانك لم تنزله وانما الذي انزله الله ثم انظري الى الصحراء حينما ينزل عليها المطر يخرج الله عز وجل من هذه الارض الميتة نباتا متنوعة الاشكال مختلفة الانواع له الوان متعددة مختلفة فقال فاخرجنا به ازواجا اي انواعا متماثلة ومتشابهة من نبات شتى اي نباتات مختلفة النوع ثم قال كلوا ورعوا انعامكم. اي انه اخبر ان الناس يستفيدون من هذا النبات باكلهم منه وبرعيهم لبهايمهم فيه وحينئذ هذه ايات عظيمة لاصحاب العقول والنهى هي العقول لانها تنهى صاحبها عما لا يستحسن من الاقوال والافعال والاخلاق فهذه العلامات الباهرة والايات الظاهرة تدلك يا فرعون على انك لست رب العالمين وان للكون الها خلقه ودبر امره وهو الذي خلقك كما خلق هذه الكائنات. ثم قال منها خلقناكم اي ان الله جل وعلا اول ما خلق ادم خلقه من تراب من جنس هذه الارض من طين من جنس تراب هذه الارض وفيها نعيدكم يعني انت تشاهد يا فرعون ان من مات دفنوه في هذه الارض وبالتالي هذا المصير ومنها نخرجكم تارة اخرى. اي يذكره بانه سيبعث مرة اخرى كما خرج النبات من الارض فانك ستخرج منها يا فرعون ويخرج الاموات منها فيحاسبون على افعالهم فهذه ايات عظيمة فيها فوائد واحكام كثيرة متعددة فمن فوائد هذه الايات فظل الله جل وعلا على موسى وكثرة نعم الله عليه عليه السلام وفي هذه الايات ان النعم التي بها موسى بعضها نعم دينية وبعضها نعم دنيوية. ولذلك على من اتاه شيء من الدين او الدنيا ان يشكر الله جل وعلا. فانه هو المنعم المسدي لهذه النعم وفي هذه الايات ان الانسان قد يلقى في روعه شيء مما يصلح به حاله في امور دنياه ولكن ذلك لا يؤخذ منه حكم شرعي على الصحيح وفي هذه الايات التذكير بسنة الله جل وعلا في الكون من نصر اوليائه مع ضعف الامكانات عندهم قلة الاسباب لديهم ومن امثلة ذلك ما كان لموسى مع فرعون في القائه في التابوت والقائه في اليم. وفي هذه الايات ان الله جل وعلا قد يجعل الامن والطمأنينة في المحال التي يظن انها محال للخوف والقلق كما القي بموسى في اليم وكما ربى الله موسى في بيت فرعون وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يهيئ من الاسباب لنصرة الحق ومن ذلك انه قد ينصر الحق من قبل بعض اعداءه وفي هذه الايات ان القلوب بيد الله جل وعلا يصرفها كيف يشاء سبحانه وتعالى ومن ذلك انه يلقي محبة من شاء من عباده. في قلوب من شاء. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا احب الله عبدا نادى جبريل فقال يا جبريل اني احب فلانا فاحبه في نادي جبريل في اهل السماء ان الله يحب فلانا فحبوه ثم يوضع له القبول في الارظ وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل ما تقرب الي عبادي بمثل ما افترظت عليهم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وفي هذه الايات اثبات صفة المحبة لله جل وعلا. فهو يحب بعض عباده ويحب بعض الاعمال وبعض المواقع وبعض الذوات وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يهيئ لبعض العباد اسباب صلاحهم استقامة امورهم وسعادتهم في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات ان الانسان اذا شاهد طريقا يمكن ان يكون سبيل خير ينبغي به ان يرشد اليه وان دل عليه كما قالت اخت آآ موسى لفرعون وقومه هل ادلكم على من يكفله وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يعتني بعباده المؤمنين فيبعد عنهم الخوف والحزن. قد يصل اليهم قليلا لكن الله بمنه و فضله يزيله عنهم بايمانهم بقضاء الله وقدره. وبتهيئة الاسباب التي تزيل ذلك الحزن عنهم ولذا رد الله موسى الى امه كي تقر عينها ولا تحزن وفي هذا دلالة على ان الحزن غير مرغب فيه. وانما شأن المؤمن ان يكون راضيا بقضاء الله وقدره غير اسف على ما مضى وكيف يأسف عليه وهو يعلم ان ما قدره الله له فهو خير له وفي هذه الايات ان القتل غم للقاتل وفي هذه الايات امتحان الله جل وعلا للعباد. وتقليبهم لاحوالهم من حال الى حال وتعريضهم لانواع الفتن وفي هذه الايات ان الانسان قد يقدر عليه انتقال من بلده لبلد اخر لحكم يراها الله الا وعلى وفي هذه الايات ان جميع ما يحدث على ابن ادم فهو مقدر من عند الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات ان الله جل وعلا يهيئ بعض عباده ليكونوا من جنود الله يبلغون شرع الله ويذكرون الناس بالله جل وعلا وفي هذه الايات تأييد الله لموسى ولاخيه بالايات والادلة والبراهين وفي هذه الايات الترغيب في الاستمرار في الدعوة الى الله جل وعلا بدون ان يكون هناك تكاسل او ملل في دعوة اليه سبحانه وتعالى وفي هذه الايات انه ينبغي بالعبد ان يكثر من ذكر الله جل وعلا ليلا ونهارا صبحا وعشاء تقربوا بذلك الى الله سبحانه وتعالى وفي هذه الايات مشروعية دعوة الطغاة الى الله جل وعلا. بتخويفهم من الله وتذكير باوامر الله جعلهم يستعدون لاخرتهم وفي هذه الايات انه ينبغي بالدعاة ان يختاروا الاقوال اللينة السهلة والالفاظ الجميلة التي تجعل الناس ينقادون لدعوة الحق. بحيث يتركون الفظاظة في الكلام والغظاظة في الاسلوب وفي هذه الايات ان مقصود الدعاة في دعوتهم الى الله ان يدخلوا الفلاح والسعادة في حياة الناس بحيث يتذكرون حالهم ومآلهم ويخشون من ربهم فيكون هذا من اسباب صلاحهم وفي هذه الايات اتخاذ الانسان الوسائل التي تقيه من مكر اهل الدنيا وتقيه من الاقدار المؤلمة كما دعا موسى وهارون ربهما تبي نجاتهم وسلامتهم من فرعون. فقال اننا نخاف ان يفرط علينا او ان ان يطع وفي هذه الايات تحذير الانسان من رد دعوة الحق مباشرة قبل ان يفكر فيها او ان امل في معانيها وفي هذه الايات ان الله يحفظ اولياءه المؤمنين ويحرز لهم من اعدائهم وفي هذه الايات ان الله عالم بجميع ما في الكون لا يخفى عليه شيء من احوال هذا الكون وفي هذه الايات ان الدعاة يذكرون الخلق بان ما لديهم هو من عند الله عز وجل. فهم يدعون الى الله لا يدعون الى انفسهم ولا يدعون الى مجد يأثرونه وانما يدعون الى الله جل وعلا وفي هذه الايات الدعوة الى ترك الظلم وابعاد الضعفاء عن ايدي الظالمين واتخاذ جميع الوسائل المؤدية الى رفع الظلم عن الخلق ومن انواع الظلم الحاق العذاب بالاخرين بدون مقتضى بدون مقتضى شرعي وفي هذه الايات ان من سار على الهدى فله السلامة في الدنيا وفي الاخرة وفي هذه الايات التذكير بان الانبياء والاولياء والعلماء والدعاة لم يأتوا بدعوة من عند انفسهم وانما انذروا بالوحي وبلغوا بالوحي ولذلك ينبغي ان يكون كلام هؤلاء الطوائف على مقتضى ما يأتي به الوحي وفي هذه الايات ان من كذب انبياء الله ولم يصدقهم في دعوتهم واعرض عن طاعتهم فانه سينزل به العذاب في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات مخاطبة من يخاطب في الدعوة الى الله جل وعلا بالتذكير بتعريفه بنفسه وحاجته الى ربه وبياني شيء مما اختص الله جل وعلا به مما يجعل المدعو يعود الى الله جل على وفي هذه الايات عموم منة الله على الخلق من الانس والجن ومن الحيوان ومن الجماد ومن غيرها من المخلوقات ان الله هو الذي خلقها وهو الذي هدى لي ترايقي معاشها وهذا لطريقة التعامل معها. ولذا قال ثم هدى فلم يقل هداها فقط هداها وهدى غيرها لكيفية التعامل معها. فمثلا الوحوش هداها الله جل وعلا لتفترس الحيوانات وهدى الله جل وعلا الحيوانات لتهرب منها ولا تمكنها من افتراسها وفي هذه الايات عدم صحة الاعتراظ بشأن الاخرين ممن رد الدعوة او لم يقبلها فلله حكم وله جل وعلا تدابير في الكون فمن تدابيره ان من لم يأته نبي ولم تقم عليه الحجة فانه لا تنزل عليه العقوبة. كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وفي هذه الايات ان اللوح المحفوظ قد سجلت فيه جميع وقائع هذا الكون من اولها الى اخرها وفي هذه الايات تسجيل اعمال بني ادم في صحائف الاعمال وفي هذه الايات نفي الضلال عن الله ونفي النسيان عنه سبحانه وتعالى. فهو لا يضل ولا يخطئ ولا ينسى بان لا بان تخفى عليه شيء من المعلومات وفي هذه الايات جواز السير في الارض فان الله قد مهدها لنا وجواز اتخاذ الطرقات في الارض. وان الاصل ان الارض يجوز لكل واحد من الناس ان يسير فيها وان تتخذ فيها الطرقات فهذا يدل على انه لا يملك الانسان ارضا الا بعد وجود المقتضي الذي يقتضي ملكه لتلك الارض. والا فان الاصل في راضي ان يكون انتفاعها مشاعا بين عموم الناس فلا يختص الانتفاع بارظ الا لان يوجد سبب لهذا الاختصاص وهذا هذه الايات تدل على ان الاصل جواز استعمال الطرق. وفي هذه الايات ان الاصل في المياه الطهارة. وفي هذه الايات ان الاصل في الخارج من الارض من النباتات انه طاهر يجوز اكله واستعماله. وفي هذه الايات ان الاصل في المزروعات والثمار والحبوب وحل اكلها وتناولها وفي هذه الايات دلالة على جواز تملك بهيمة الانعام. لقوله انعامكم. وفي هذه الاية جوازي ارسال بهيمة الانعام على نبات الصحراء لترعى منه وفي هذه الايات تذكير اهل العقول بالايات والبراهين. ليكون هذا من اسباب نجاتهم في الدنيا والاخرة وفي هذه الايات تذكير الناس بمنشأ بمبدأ نشئهم ليكون هذا من اسباب تواضعهم وعدم تكبرهم. ومن اسباب استشعار انهم قد خلقوا من مادة واحدة وفي هذه الايات تذكير الناس بكونهم سيموتون وسيقبرون في الارض. وفي هذه الايات مشروعية قبر الموتى في الارض لقوله وفيها نعيدكم. وفي هذه الايات قدرة الله جل وعلا على احياء الاموات يوم الميعاد ليحاسبهم على اعمالهم كما اخرج النبات من الارض الميت بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا فهما لكتابه وعملا بسنة نبيه. واسأله ان يوفق ولاة امورنا لكل خير. وان يجعلهم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين