عظيمة لا ينالها الا من كان له المكانة العليا حينئذ قروا له سجدا والخرور السقوط من القيام اي على الارض. وكان من في الزمان السابق انه عند وجود التحية لمن رجالا مثل هذا الرجل ومن اهل المدن. ولذا قال وما ارسلنا اي لم نبعث نبيا ورسولا من قبلك اي من قبل زمانك الا رجالا اي منه اي ليسوا من النساء الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد عندنا في هذا اليوم باذن الله جل وعلا ااخر سورة يوسف لعلنا نقرأها وان نستمع لما فيها من المعاني والفوائد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فلما دخلوا على يوسف اواه اليه ابويه وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا. وقال يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا. وقد احسن ابي اذ اخرجني من السجن وجاء بكم من البدو وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان وبيني وبين اخوتي ان ربي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم ربي قد اتيتني من الملك علمتني من تأويل الاحاديث فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين. ذلك من انباء الغيب نوحيه اليه وما كنت فلديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من اجر ان هو الا ذكر للعالمين اي من اية في السماوات والارض يمرون عليها. يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن اكثرهم لله الا وهم مشركون افأمنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله. او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون قل هذه سبيلي ادعو الى الله ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله اه وما انا من المشركين وما ارسلنا من من قبلك الا رجالا نوحي اليهم. نوحي اليهم ان من اهل القرى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبا الذين من قبلهم ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون حتى اذا استيأس الرسل وظن انهم. وظنوا انهم قد كذبوا نصرنا فنجي من نشاء. ولا يرد بأسنا اعني القوم المجرمين. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالبان باب ما كان حديثا يفترى. ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقومي يؤمنون جاءت البشارة الى يعقوب بسلامة ابنائه يوسف وبنيامين ويهوذا الكبير حينئذ عاد اليه بصره وجاءت اليه البشارة بان يوسف اصبح عزيز مصر وانه هو الذي انقذ البلاد من الازمة الاقتصادية العظيمة التي كانت كادت ان تعصف بالبلاد فقلبها الله على يديه لتكون سببا من اسباب الازدهار الاقتصادي لتلك الدولة فكان الناس يتحدثون بسيرة يوسف وبما عنده من ذكاء قدرة على التصريف وما لديه من امانة. وما عنده من علم ولذا كان يعقوب على اعلى درجات الابتهاج والسرور بهذه العاقبة الحميدة التي جعلها الله لهم واخوة يوسف ما بين نظر لوالدهم الذي اخطأوا في حقه الى تأسف من يوسف الذي كان له الامر والنهي حيث قد تجاوزوا في جنابه بالاخطاء الكثيرة ظلوا يمشون من الشام الى مصر. اياما عديدة اذ كان اذ كان السفر يحتاج الى الى تلك الاوقات في تلك الايام اذ كانوا يمشون على الجمال وكانوا يستحثون الخطى من اجل مشاهدة يوسف. ولذا قال تعالى فلما فان الفاء تفيد والتعقيب. فلما دخلوا على يوسف اي انهم جاؤوا الى مصر ومباشرة قاموا بادخالهم على نبي الله يوسف وكان عزيز مصر في مجلسه العظيم حينئذ ظم ابويه الى نفسه. واظهر لهما التبجيل والاحترام ولذا اوى اليه ابويه. وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امين وانظروا الى هذه السورة وقد ذكرت ما في نفس يعقوب من الحزن ومن الم الفراق ولم تذكر ما كان من والدة يوسف اذ ان فؤاد الام اعظم حنانا على اولادها من الاب كما هو معلوم خصوصا اننا ان يعقوب نبي من انبياء الله وعنده من اليقين ما ليس عند غيره ثم وهو قد علم بان يوسف حي وبانه سيكون له المستقبل الباهر بتلك الرؤيا بتلك الرؤيا التي رأها يوسف حينئذ خاطب يوسف ابويه واخوته فقال ادخلوا مصر ان شاء الله امين فالمشيئة قد علقت بالامن. والامن هنا ابتعاد المخاوف. مما يخافون كانوا يخافون من الفقر والحاجة ولذا قال اخوته قبل مسنا الظر وجئنا ببضاعة مزجاة. كانوا يخافون من الفرقة والتشتت كانوا يخافون من انواع المخاوف التي تصيب سكان البادية. ولذا بشرهم بالامن التام اما في مستقبل ايامهم. وخاطبهم بلسان الجمع ليشعرهم بالامن من التفرق فقال امين وحينئذ اراد ان يظهر منزلة ابويه عند الناس اجمعين. فرفع ابويه على العرش. وهي اشتد لمن علا مكانه وعظمت منزلته ان يسجدوا له. واما في ديننا فانه قد نسخ ذلك فلا يصح لاحد ان يسجد لاحد حينئذ اشعر يوسف اباه بحديثه السابق وهذا يدلك على ان تلك الرؤيا السابقة كانت في نفس في نفس يوسف وانها لا زالت لا زالت اجزاؤها تتكرر على ذهنه ما بين وقت واخر. وخاطب اباه بلسان تخظع المتذلل له بخطاب الابن لابيه. فقال يا ابتي هذا ويل رؤياي اي ما آلت وما وقعت وما حصلت عليه رؤياي فهذه حقيقتها. قد جعلها ربي حقا. يعني لم تكن من اضغاث الاحلام. وانما هي من رؤيا الحق ثم قال مذكرا بنعمة الله عز وجل عليه. معترفا بفضل رب العزة الجلال عليه. فقال وقد احسن بي فنسب الفضل الى رب العزة والجلال قد احسن بي اذ اخرجني من السجن وفي ذلك تذكير بنعمة الله عليه بهذا الامر وانظروا كيف كان يوسف متأدبا مع اخوانه فلم يذكر انه قد نجى من مضايقاتهم. ولم يذكر غيابة الجب التي القاه واخوانه فيها لان لا يحس باخوانه ثم قال وجاء بكم من البدو. البدو يعني المكان الذي لا يستقر الناس فيه في موطن بل يتنقلون من مكان الى مكان يبحثون عن الرعي والمياه. فكان يعقوب وابناؤه من سكان من سكان البادية ويحتمل ان يراد به لان مدينتهم كانت مدينة بادية. يعني ليس عندها شيء من العمران. لان من ان الانبياء يكونون من اهل القرى لا من اهل البادية قوله من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي وهذا من ادب يوسف مع اخوانه. فلم يقل من بعد ان نزغ الشيطان اخوتي. وانما ادب معهم وقال من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي. ونزغ الشيطان نزعه شديد واخذه لقلب الانسان ليجعله على حال مغايرة الى لحاله السابق ثم تذكر فضل الله عليه فقال ان ربي لطيف لما يشاء اي يجعل لي الحوادث والاثار الجميلة العظيمة اسبابا يسيرة قليلة انه سبحانه هو العليم الحكيم اي يعلم خفايا الامور. ويطلع على ظواهرها وبواطنها وهو الحكيم فلكل قدر من اقداره حكمة ومصلحة تقتضيها ويختار من الاوقات لكل قضاء ما يناسبه ثم توجه بالخطاب الى ربه جل وعلا شاكرا ومعترفا. فقال ربي قد اتيتني من الملك لم ينسب ما حصل عليه ما حصل عليه من المنصب والمكانة الى نفسه او ومهارة او امانته وانما نسبه الى رب العزة والجلال. فقال ربي قد اتيتني من الملك يعني من الامر والنهي فهو عزيز مصر وكبير وزرائها. قال او علمتني من تأويل الاحاديث. فالعلم الذي يحصله الانسان نعمة من الله جل وعلى فاطر السماوات والارض. يتذكر قدرة الله على ايجاد السماوات والارض من غير مثال سابق فمن قدر على ذلك فهو على تصريف امور الناس وتغييرها اقدر سبحانه وتعالى. ثم قال انت وليي. يعني انت الذي تتولاني. وتتولى كوني وتتصرف في امري كله في الدنيا وفي الاخرة. ثم قال توفني مسلما اي اجعلني مستمرا على دين الاسلام بحيث اذا جاءني الموت وجاءني وانا مقر لله عز وجل بانه المستحق للعبادة دون من سواه. والحقني صالحين اي اجعلني تابعا للصالحين الذين يصلحون احوالهم فيعبدون ربهم ربهم وانظر الى كلمة نبي الله والحقني مما يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم واستشعاره مقام الذل والخضوع في مخاطبة رب العزة والجلال هذه القصة العظيمة قصة يوسف من القصص التي تخفى تفاصيلها وحوادثها على كثير من الناس. ولم يكن يعلم بي كثير باصولها واكبر الحوادث فيها الا نوادر من الناس. ومع ذلك اوحاها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم لتكون علامة على صدقه. واية وبرهانا على ان ما جاء به حقا. ومن انواع جاز القرآن الاعجاز التاريخي بان يذكر الحوادث السابقة على وفق ما كانت بدون ان يكون هناك تداول لهذه الاحاديث فيما بين الناس. ولذا قال تعالى ذلك يعني قصة يوسف من انباء الغيب اي من من الاخبار التي خفيت على الناس نوحيه اليك اي ننزل الكتاب والوحي اليك بذكر تفاصيلها. والا فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن حاضرا عندهم حتى ينقل اخبارهم ولذا قال تعالى ما كنت لديهم اي لم تكن موجودا عند حدوث هذه القصة. اذ اي اتفقوا وعزموا على ان يلقوا يوسف في غيابة الجب وهم يمكرون ان يدبرون الخطط الخفية التفاصيل السرية في شأن فواخيه ثم قال وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. مع ان الايات المتتابعة قد جاءت في القرآن الكريم مع ان العلامات والدلائل على صدق هذا النبي وصحة تال متعددة الا ان الله قد قدر الا يؤمن بعض الناس مما يرفع ما قد يكون في قلب نبيه او قلب الدعاء او قلوب الدعاة الى دينه من وضيق صدر او هم بسبب عدم اه دخول الناس في دين الله وعدم استجابتهم له ولذا قال وما اكثر الناس اي لن تجد غالب الناس مؤمنين ولو حرصت اشد الحرص واهتممت ليدخلوا في هذا الدين. ولذا قال مؤمنين ليشعر ان هذا الايمان في اوله ايمان بالله تعالى. واذا كان الله قد علم ان بعض عباده لن يؤمنوا. والايمان يتعلق به سبحانه ومع ذلك فالله قد اجرى قدره بذلك. فحينئذ لا يكن من شأنك ان تتأثر وان تتغيظ وان يلاحقك الهم والغم بسبب عدم استجابة الاخرين لدعوتك. ثم كرهوا بانه ليس لك فائدة دنيوية من هذه الدعوة وانت عندما تدعوهم لا اطلبوا منهم اجرا دنيويا فلا تطلبوا منهم منصبا ولا تطلب منهم مالا ولا تطلب منهم من امور الدنيا ولكن هذا ذكر اي وحي انزله الله ليذكر العباد ربهم جل وعلا. وبالتالي فهو ذكر لله سبحانه وتعالى. يدخل فيه ان قدر الله له النجاة. ثم هذا القرآن وهذا الوحي يجعله سببا يجعله الله سببا من اسباب علو مكانة من يلتزم به وآآ يؤمن به فان من كان من اهل الخير والطاعة اعلى الله ذكره وبين ان الايات والعلامات الدالة على قدرة الله كثيرة في الكون وان ان هناك ايات يمرون عليها سواء الايات الخبرية الذكرية او وما يتعلق بمساكن المعذبين الذين يمرون عليهم. فقال وكأين من اية اي هناك ايات كثيرة في السماوات وفي الارض. تدل على صدق هذا النبي وعلى صدق في هذا الكتاب وهذه الايات يمرون عليها. اما بمنازل المعذبين لقوم لوط وقوم ثمود وقومي عاد ومع ذلك كأنهم لم يشاهدوا بل هم يعرضون عنها ولا ينتفعون بها ولا يتعظون وبين جل وعلا ان ايمانك في ان ايمان كثير من الناس بالله انما هو على جهة الشرك فهم يؤمنون بالله لكنهم يجعلون له اندادا يصرفون لها العباد من دون الا ويزعمون انها تقربهم الى الله. وبالتالي اصبحوا مشركين. ولذا قال وما يؤمن واكثرهم بالله فهم يؤمنون بوجود الله وبتصرفه في الكون وبانه خالق السماوات والاراضين لكنهم عند مقام العبادة يصرفون العبادة لغير الله تعالى. فيكونون ذلك مشركين خوفهم الله جل وعلا من نزول العقوبات الدنيوية بهم. فان من سبقهم اعرضوا عن الاستجابة ابتي لدعوة الله فنزلت بهم العقوبة. وهكذا هؤلاء لا يأمن ان ينزل عليهم عقاب شديد من الله. ولذا قال افامنوا اي هل كانوا امنين غير خائفين من ان تأتيهم اي تنزل بهم غاشية من عذاب الله. اي عذاب يغشاهم ويغطيهم ويشملهم جميعا الامن ان تأتيهم الساعة يعني يوم القيامة بغتة يعني من حيث لا يشعرون وبالتالي يموتون فيكون هذا من اسباب موتهم على عقائدهم الفاسدة وهم لا تشعرون اي لم يستعدوا لما بعد الموت ثم امر الله نبيه ان يظهر هذه الديانة. وان يبينها بدون لبس فيها ولا اخفى فقال قل هذه سبيلي. اي هذا الطريق الذي اعبد الله به وحده فاؤمن بالله واصرفوا العبادة له وحده هذه سبيلي اي الطريق الكبير الذي اسلكه طيروا عليه ادعو الى الله اي اطلب من الاخرين ان يمتثلوا امر الله وان يستجيبوا لشرع على بصيرة اي على علم ونور وهدى من الله تعالى. انا ومن اتبعني اي نسير على هذا الطريق الواضح انا ومن سار على طريقتي في الدعوة الى الله لو علا وسبحان الله اي تقدس وتنزه رب العزة والجلال من الاوصاف غير الله به ومن صرف غيري ومن صرف العبادة لغير الله جل وعلا. وسبحان الله وما انا من المشركين ممن يصرف شيئا من العبادات لغير الله. من مثل الصلاة او الدعاء اوي الذبح او نحوها ثم بين الله جل وعلا ان شأن الرسالة شأن قديم وانبياء الله لا زالوا يتتابعون على البشر وهم افراد من افراد الناس يماثلونك وبالتالي فان طلب كفار قريش ان تأتيهم بالملائكة او ان استغرابهم من كون هذا النبي من البشر هذا من الامور التي هذا من من الامور غير المستغربة. ولذا فان انبياء الله السابقين كانوا من بني البشر نوحي اليهم اي ان الفارق بينكم وبينهم هذا الوحي الذي نزل عليهم. وقوله من اهل القرى يعني من اهل المدن التي يسكن الناس فيها وليسوا من اهل البادية ثم قال تعالى افلم يسيروا اي الم يكن من شأنهم ان يشاهدوا لاحظوا المواطن الاخرى من الارض التي جاء فيها انبياء من انبياء الله عز وجل دعوهم الى التوحيد فمن لم يستجب منهم نزلت به عقوبة دنيوية كمثل قوم عاد الذين كانوا في بالجزيرة وقومي ثمود الذين كانوا في شمالها وقوم لوط الذين كانوا في الشام فهؤلاء القبائل الثلاث كانت العرب تمر بديارهم وتتناقل ما حدث بهم من العقوبة لما خالفوا ما امرتهم انبياؤهم به. فقال افلم يسيروا في الارض سواء بالانتقال بابدانهم او بالتأمل والتفكر باذهانهم فينظر اي فيتامين كيف كان عاقبة الذين من قبلهم اي ما هو اخر امرهم كيف كانت النتيجة لفعلهم ان انزل الله بهم العقوبات الشديدة فاصبحوا كامس الذاهب لم يبق منهم احد قال تعالى في قوم عاد ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام نحسات قال ولدار الاخرة. اي ان الانسان لن يعمر في هذه الدنيا كثيرا. وبالتالي كيلو الى الدار الاخرة. ولئن كان رب العزة والجلال قد وعد المؤمنين بالعاقبة في الدنيا فان منزلتهم في الاخرة افضل واحسن مما يورثون في الدنيا. ولذا قال ولد دار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون. ايا لا تتفكرون في الامور وتعرفون عقبها قال تعالى حتى اذا استيأس الرسل يعني ان الرسل يدعون اقوامهم ويتطاول بهم الزمان ويظلون في الدعوة الى الله سنين العديدة كما فعل نوح في قومه بلبسه فيهم الف سنة الا خمسين عاما وبالتالي ييأس النبي من ان يؤمن قومه وان وان ان يدخل بعضهم في دين الاسلام. حتى اذا استيأس الرسل اي دب اليهم اليأس والقنوط من ايمان بقيتهم او ظن ان عقوبة هؤلاء لن تكون زمن حياته وانه سيموت قبل ان تنزل بهم العقوبة. وحينئذ يظن يظن هؤلاء الرسل ويقدرون انهم قد كذبوا. اما ان اقوامهم كذبوهم وانهم لن يستجيبوا لدعوتهم او ان ما جاءهم من الوعد باهلاك عدوهم لم يكن في زمان حياتهم حينئذ يأتي النصر من عند الله جل وعلا. والتغلب على الاعداء. واذا جاءت العقوبة ينجي الله دعاة الحق والمستجيبين له. واما اهل الاجرام والظلم فان الله ينزل بهم العقوبة التي لا يستطيع احد ان يردها هذه قصص من قصص انبياء الله. ساقها الله عبرة لنا. وعبرة لاصحاب قول والاصل في العبرة ان يراد بها انتقال الانسان من مكان الى مكان اخر ولذلك لا يقال عبر النهر حينئذ كأنه قال في قصص هؤلاء الانبياء عبرة لان الاذهان ستنتقل من حال المخاطبين الى حال لبينا وتقيس حالهم على حالهم بحيث تجزم انه اذا نزلت العقوبة بالماظين لجرائمهم فانه متى وجدت مثل هذه الجرائم؟ فيهم فستنزل بهم العقوبة كما نزلت في من سبق واولوا الالباب هم اصحاب العقول الذين يفكرون في العواقب قصة يوسف وغيرها من القصص وما في هذا القرآن كله وحي من عند الله جل وعلا. وبالتالي ليس كذبا ولا افتراء وانما هو من حديث صدق ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه من الكتب الص السابقة فهو يصدقها ولا يكذبها. وتفصيل كل شيء وتفصيلا كل شيء معنى ان هذا الكتاب قد ذكر احكام جميع ما يكون في الوقائع من الوقائع في المستقبل لان ان الله قد جعل له خاصية انه تفصيل لكل شيء. وفي نفس الوقت هو هدى بمعنى انه معرفة بالحق واتباع لسبيله وهو رحمة يعني انه سبب لنزول الرحمات العبد. ولكن هذه هذا الهدى وهذه الرحمة انما تكون لمن تهيأ قلبه لذلك. واما الكافر فانه يزداد عتوا. وآآ لا تنفع فيه مثل هذه المواعظ فهذه ايات عظيمة فيها فوائد وحكم كثيرة. فمنها تقدير الانسان لابويه ورفع مكانتهما كما فعل يوسف بابويه وفي هذه الايات استحباب تبشير الاخرين بالخير وبالمستقبل الحسن كما قال يوسف لابويه ادخلوا مصر ان شاء الله امنين في هذا الحديث من الفوائد رفع الانسان لمكانة ابويه ما استطاع لذلك سبيلا وفي هذه الايات مشروعية السجود على سبيل التحية للاخرين في شرائع من سبق واما في شرعنا فقد نسخ ذلك. وجعل السجود لله وحده وفي هذه الايات ان السجود عن قيام افضل من السجود من الارظ لانه بذلك يخر للاذقان وفي هذه الايات وقوع تأويل الرؤى وانه لابد ان تقع وفيها ان تفسير الرؤيا وتأويلها قد لا يقع الا بعد السنوات الطويلة. فان بين الرؤيا بين سجود اخوتي يوسف له قرابة الثلاثين سنة. فيمكن ان يكون تعبير الرؤيا لما بعد ثلاثين سنة وفي هذه الايات ان الرؤى المنامية منها ما هو حق يفسر ويكون له معنى ومنها ما يكون اضغاث احلام ليس بحق وفي هذه الايات ان دخول السجن عقوبة. وان الله جل وعلا اذا اراد ان يحسن اخرجه من تلك المواطن وفي الايات الترغيب في ترك البادية وفيها ترغيب في سكنى المدن والقرى وفي هذه الايات حسن ادبي يوسف حيث لم يلقي اللوم على اخوانه او ينسب اليهم ما لا يرغب الانسان في نسبته الى نفسه وفي هذه الايات الحذر والتحذير من ابليس ونزغاته حتى بين الاخوة وفي هذه الايات لطف الله جل وعلا وحكمته بايقاع المقادير العظيمة عظيمة باسباب يسيرة وفي هذه الايات اعتراف الانسان بنعم الله عز وجل عليه. واعترافه بان كل نعمة وصلت اليه فانما هي منة من الله جل وعلا. وفي الاحاديث ان تفسير الرؤيا علم وانه يمكن للانسان ان يتعلمه وان يتقنه. وفي هذه الايات اثمن الفوائد دعاء الانسان ربه جل وعلا ان يبقيه على الاسلام حتى اذا ما مات مات وهو على ذلك وفي هذه الايات تواضع يوسف وذله لربه وخضوعه له سبحانه وتعالى. وفي هذه الايات الاقتداء بالصالحين والسير على طريقتهم. ولذا دعا يوسف فقال والحقني بالصالحين وفي هذه الايات ان اخبار الايات القرآنية بقصص الانبياء السابقين اية عظيمة ودليل واضح يدل على صدق هذا النبي وصدق هذا الكتاب وفي هذه الايات من الفوائد ايضا صحة هذا القرآن بما اخبر به من الوقائع التاريخية التي لم يعد احد يتذكرها في هذه الايات ان قصة يوسف ينبغي تأملها ودراستها واخذ واخذ فوائدي والاحكام منها وفي هذه الايات ان المكر السيء لا يحيق الا باهله. وانه يعود عليهم بالسوء وفي هذه الايات عدم الاغترار بالكثرة. فكثرة الناس لا تعني صواب ما يقولونه او ما يفعلونه بل العبرة بدليل الشرع كتابا وسنة. ولذا قال وما اكثر الناس لو حرصت بمؤمنين وفي هذه الايات ان دعاة الحق لا ينبغي بهم ان يسأموا من عدم استجابة الاخرين لهم. فان الله هو المتصدق في الكون وهو القادر على جعل بعض الناس يستجيبون وجعل اخرين لا تجيبون وفي هذه الايات كثرت العلامات الدالة على صدق هذا النبي وصدق هذا الكتاب اب وفي هذه الايات تفكر الانسان في احوال في احوال الاقوام المعذبين فيما يكون منهم وفي هذه الايات ان العبد عليه ان يخاف من الله ان ينزل به العقوبات الدنيوية وفي هذه الايات ان عذاب الله قد ينزل بالانسان بسرعة بحيث لا يستعد ازالة لازالة هذا الامر الذي حصل عليه وفي هذه الايات ان دعوة الحق واضحة ليس فيها خفاء ولا تكتم وانما الواجب اظهارها وابرازها ولذا قال قل هذه سبيلي والسبيل المراد بها الطريق الواسع. والمراد هنا الطريقة التي يعبد الله جل على بها فهذا دليل على ان السنة في امر واحد وليس في امور متعددة وقوله ادعو الى الله اي ان مقصدي في دعوتي هي وجه الله والدار الاخرة. فلم اقصد شيئا من اموري الدنيا ولا اريد منكم ان تستجيبوا لغير دعوة الله. فانا لا ادعو الى حزب او منظمة او جماعة لتكونوا موالين لهم. وانما ادعو الى الله وحده وفي هذه الايات اشتراط العلم في الدعوة. فلا يدعو لانسان الى شيء من الافعال الا اذا علم ان الشرع قد امر به وفي هذه الايات مشروعية اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يؤديه من اعمال ومن ذلك في دعوته الى الله تعالى وفي هذه الايات ان كل مسلم مطالب بان يدعو الى الله بما من الاحكام وفي هذه الايات تتابع الانبياء الذين يدعون الى توحيد رب العزة والجلال. وفي هذه الايات ايضا ان الذي يميز الانبياء عن غيرهم هو الوحي الالهي الذي من عند الله جل وعلا استدل بقوله من اهل القرى على ان الانبياء لا يكونون من اهل البادية وفي هذه الايات الترغيب في ان يستمر الانسان في التأمل والتفكر في وقائع الكون وما فيه من ان العقوبات التي نزلت بمن خالف شرع رب العزة والجلال وفي هذه هي ليات ان العبد ينبغي به ان يتأمل فيما يقع على الامم الاخرى وكيف يخالفون شرع الله فتنزل بهم العقوبات المتتابعة. وفي هذه الايات ان نعيم الاخرة اعظم من نعيم الدنيا وفيها دلالة على ان التقوى من اسباب دخول الجنان وفي هذه الايات ان العبد لا ينبغي به ان ييأس من حصول وعد الله بالنصر ولكن لله حكم وقد يؤخر الامر تحقيق مصالح لا ينتبه لها المكلف وفي هذه الايات ان تكذيب الرسل لا ينقص من مكانتهم عند الله جل وعلا وفي هذه الايات ان نصر الله لابد ات لمن تمسك بشرعه وسار على دينه واراد بعباداته فيأتيه على جهة التبع ما يتعلق وما تصلح به احواله الدنيوية وفي هذه الايات ان نصر الله قادم. وان الله جل وعلا ينجي من يشاء من انواع العقوبات وفي هذه هي الايات الترغيب في قراءة القصص المتعلق بالامم الماضية. كيف كانوا وكيف مضوا وكيف كانت عقوبة الله معهم وفي هذه الايات ان القصص لها امثال وعبر وفوائد وفيها ان خير من يفهم ما في هذا القرآن هم اصحاب العقول وفي هذا الحديث اثبات صدق هذا الكتاب وفي هذا الحديث ان هذا الكتاب يصدق الكتب السابقة صدق الكتب الصادقة ولا السابقة ولا يكذبها وفي استدل بهذه الاية على انه لا يوجد شيء في هذا الكون الا وله حكم شرعي واضح وفي هذه الايات ان هذا الكتاب انما يهتدي به من قدر الله لهم الهداية به من المؤمنين وفي هذه الايات ان من تمسك بهذه الشريعة نزل به الخير وتنزل عليه الرحمات فهذا تآخر تفسير سورة يوسف بارك الله فيكم وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من هداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يفقهنا في معاني كتابه وان يجعلني واياكم ممن استمع للذكر فاتبع احسنه. واسأله جل وعلا ان يوفق جميع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها اللهم اجمع كلمتهم ووحد ذات بينهم ونسأله ان يصلح احوال هذه الامة وان يتولى شؤونها في صحة ابدانها او وفي وفرة اموالها. بارك الله فيكم وغفر الله لكم. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء. وهذا اخر تفسير سورة يوسف وبه تتم مجالسنا في شهر رمضان عام اربع واربعين واربعمائة والف. بارك الله فيكم واسعدكم في دنياكم واخراكم. وصلى الله على نبينا الى محمد وعلى اله وصحبه اجمعين