فشهد شاهد من اهلها اي من قرابة الزوجة ان كان قميصه قد من قبل اي اذا كانت ثيابه قد شقت من امام فهذا دليل على انه مقبل عليها وانها تريد ابعاده ولم يتمكن من الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد في لقاء اخر نتحدث عنه نتحدث فيه عن قصة نبي الله يوسف عليه السلام الكريم ابن الكريم ابن الكريم لنأخذ منها عظات وعبرا لعل الله عز وجل ان يفقهنا ما فيها من المعاني والاحكام فلعلنا نقرأ شيئا من الايات التي تتعلق بهذه القصة العظيمة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقال الذي اشتراه من ان مصر لامرأته اكرمي مثواه. اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا وكذلك مكنا ليوسف في الارض وليعلمه من تأويل الاحاديث والله غالب على امره ولكن اكثر ترى الناس لا يعلمون. ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما. وكذلك نجزي المحسنين وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب فقالت هيت لك. قال معاذ الله. انه ربي اني احسن مثواي. انه لا يفلح الظالمون ولقد همت به وهم بها لولا ان وبرهان ربه. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين طبق الباب وقدت قميصه من دبر والف يا سيدها لدل الباب قالت ما من اراد باهلك سوء الا ان يسجن او عذاب اليم قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد اهليها ان كان قميصه قد من قبل فصدقته ان كان قميص من الكاذبين. وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين. فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين. يذكر الله جل وعلا شيئا من تفاصيله في قصة يوسف بعد ان انتقلت به السيارة ونقلته من بلاد الشام الى بلاد مصر وكانت بلاد حضارة في ذلك الزمان بينما بلاد الشام كانت بلد بداوة ولم يكن فيه مدن وحضارة لينقل الله جل وعلا يوسف عليه السلام من البيئة السابقة الى بيئة اولى واحسن ولذا يذكر الله جل وعلا العباد بانه اذا قدر الله لعبد مستقبلا احسن فقد يجعل ذلك المستقبل يأتيه من الامر الذي يكرهه فان يوسف كان يكره وضعه في الجبن ويكره انتقاله عن والديه. ويكره ذهاب السيارة به. لكن الله عز وجل اراد له حياة اخرى يتنعم فيها بانواع النعيم لدرجة انه اشتراه كبير من كبار اهل مصر وهو العزيز الذي يظهر انه كبير الوزراء في ذلك الوقت فلما اشتراه اوصى اهل بيته به ليكرموه وليعتنوا به العناية به فقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه اي اجعلي المحل الذي يستقر فيه محل كرامة وتقدير فهذا من لطف الله بيوسف عليه السلام ولذا اراد ان يجعل له هذا البيت بيتا تعلم وتدريب على اعلى الامور واحسنها. اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا. اي ان نجعله وكيلا لنا يتولى شؤوننا ويقوم بتصريف امورنا او نتخذه ولدا. اي نجعله دلنا ليستمر ذكرنا وبقاؤنا. وفي هذا اشعار بان هذا العز لم يكن يولد له. ويظهر انه لم يكن ايضا يأتي النساء ولذا اراد ان يكون له من يقوم بامره ممن يقوم مقام الاولاد ادي قال تعالى وكذلك مكنا ليوسف. اي ان الله جل وعلا بحكمته ورحمته جعل يوسف المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة يأمر فيطاع ويتصرف فيجاز تصرفه ويعلم انواع العلوم التي يستفيد منها. ولذا قال مكن ناله في الارض ثم قال ولنعلمه من تأويل الاحاديث. اي ليكون مقامه في مصر عند عزيزها سببا من اسباب تعلمه لما تؤول اليه الوقائع والحوادث بان يعرف سنن الله في الكون وكذلك يكون عنده قدرة على تفسير المنامات قال والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون. فالله هو المتصرف في كون والله جل وعلا اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون وقد طيبي الحوادث الكبيرة من اسباب صغيرة. وقد يجعل الله النتائج تحدث من مقدمات مضادة لها. فالله غالب على امره لا يستطيع احد ان رد له قضاء ولكن اكثر الناس لا يعلمون تصريف الله للامور وقدرته عليها ولطفه بعباده ومن امثلة هذا ما كان من اخوته الذين ظنوا انهم بالقائه في الجب يا نهود حياته الكريمة العزيزة ولكن الله جل وعلا قد جعل له حياة افضل ومن حياته الاولى قال تعالى ولما بلغ اشده اي بلغ السن الذي يكون فيها شديدا قويا. قيل بان المراد بها سن الخامسة عشرة. وقيل المراد بها سن الخامسة والعشرين وقيل سن اهل الجنة ثلاثا وثلاثين لكن هذا لم يذكر في كتاب الله ولو كان هناك حاجة لذكر السن. فالمقصود انه لم بلغ سن القوة واشتد عوده جعل الله عز وجل له نعما تساق. فقدر الله له الحكم. بحيث تعلم اساسياته وكان عنده قدرة على الفصل بين الخصومات وكذلك اتاه الله الماء فعرفه حقائق الاشياء. قال تعالى وكذلك نجزي المحسنين من احسن في عبادة الله واحسن الى عباد الله فان الله جل وعلا يؤتيه العلم ماء وهذه سنة ماضية في عباد الله كل من كان من اهل الاحسان جعل الله له نصيبا من ذلك قال تعالى وراودته التي هو في بيتها المراودة تقليب تصرفات الغير جعله يتصرف بامر يخالف رغبة تا هو مراده يقال ولذا قال في اخوة يوسف سنراود عنه اباه فاذا كل من اراد من غيره ان يلجأ الى تصرف لا يريده بالاساس حتى يفعله بارادة منه ورغبة يقال راوده في ذلك. وهكذا امرأة العزيز راودت يوسف عليه السلام لما رأت من جماله ومن ادبه ومن تصرفاته فان هذه المرأة لها لها امر ونهي وفي بيت وحدها مع شاب فيه جمال ووسامة حينئذ كان منها ان حاولت في يوسف عليه السلام وراودته التي وهو في بيتها. فلم يقل عنها بانها سيدته. لما كان منها هذا التصرف وغلقت الابواب اي احكمت اغلاق الابواب لان لا يستطيع هروبا منها. لتتمكن من ان تعالى به ما ارادت. وقالت له هيت لك اي هلم واقبل فانني احتو لك وبالتالي لك ان تفعل بي ما شئت فاعتذر منها يوسف عليه السلام خوفه من الله وباستشعاره لنعمة سيده الذي انعم عليه بان اكرمه وعلمه وتولى شأنه فقال يوسف معاذ الله اي الجوي الى الله محتميا به من الاستجابة للطلب الذي طلبتيه مني انه ربي اي هذا السيد الذي هو زوج المرأة هو من تولى تربية يوسف و قام باعطائه من خيرات وراعى ورباه وعلمه ومن ثم ليس من جزاء هذا الاحسان ان يخان في اهله. انه ربي احسن مثواي. اي جعل لي مستقرا ام حسنا جميلا اويت اليه وسعدت به. ثم قال انه لا يفلح الظالمون. لو اقدمت على هذا الفعل لكنت ظالما لنفسي وظالما لك ظالما لسيدي الذي ربي الذي رباني وبالتالي من كان ظالما فان عاقبته عاقبة السوء دنيا واخرة. ولذا قال انه لا يفلح الظالمون قال تعالى ولقد همت به وهم بها همت ان ترغمه وان تجبره على الاقدام على ما ارادت وهم بها هما ان يمنعها من نفسه حتى ولو كان بضربها او صدها الصد العظيم لكنه قرر الهروب بدل ان يقوم بظربها لتنتهي عن مرادها ولذا قال تعالى لولا ان رأى برهان ربه اي ان الله جل وعلا مكنه من رؤية ادلة والبراهين التي تجعله يتصرف باحسن التصرفات. ولذلك قال كذلك لنصرف عنه السوء. سواء كان سوءا في الاستجابة لها فيما طلبته او كان سوءا بضربها والاعتداء عليها لتنتهي عن طلبها كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء في الاستجابة لطلبها فعل العظيمة والكبيرة التي دعت اليها. قال تعالى انه يعني يوسف من المخلصين من عبادنا لانه قام بعبودية الله جل وعلا. والمخلصين اي الذي خلصهم الله اه من كل سوء وشر. وفي بعض القراءات المخلصين لانه كان يؤدي العبادات ارضاء رب العزة والجلال اخلاصا له. ثم قال واستبق الباب. اي جرى يوسف عليه السلام هاربا منها. وجاءت وراءه وجاءت وراء يوسف وحينئذ امسكت بثيابه فشقت القميص الذي يلبسه يوسف من خلاف ومن دبر قال وقدت اي شقت قميصه من دبر فيا اي وجدا سيد المرأة وهو الزوج لدى الباب وحينئذ تنتهي فصولها التي ارادت بوجود ذلك الزوج. فقلب القضية وجعلت المعتدي هو يوسف وجعلت انه هو الذي اراد السوء والشر. ولذا امر ولذا طلبت عقوبته. فقالت ما من اراد باهلك سوءا. اي اتهمت يوسف بانه اراد السوء هذا السوء انما هو في اهل سيده الذي رباه واحسن تربيته. وقام عليه فقالت ما جزاؤه الا ان يسجن او عذاب اليم اي مؤلم فرغب من زوجها ان يقوم بادخال يوسف السجن لماذا لان لا يحدث السيد بما كان منها. وحينئذ قد يورث ذلك شكوكا في نفسه تجاهها فقال يوسف عليه السلام هي راودتني عن نفسي اي هي التي طلبت هذا الامر وهي الذي سعت اليه وهي التي تحاول ان تستميل لتحقيق رغبتها بفعل هذا الامر المنكر احتار السيد وترددا في من يصدق هل يصدق اهله او يصدق هذا الغلام الذي لم يعلم منه الا الصدق في المقالة وبدأ يسأل فحينئذ وجدت الشهادة التي تدله على حقائق الامور ذلك الا بقد قميصه وشقه ثيابه. فهذا دليل صدقها ودليل كذبه ولكن ان كانت الثياب قد قدت من دبر وشق قميصه من وراء فهذا دليل على انه كان يهرب منها وانها هي التي تطلبه. فحينئذ نعلم ان ما كذبت ويكون هو من الصادقين فبعض اهل التفسير قال ان المتكلم بهذه بهذه الكلمة صغير لم يتحدث او تحدث اول ما تحدث بهذه الكلمة. والذي يظهر عدم ذلك وعدم صحة هذا. وذلك لانه لو كان صغيرا في المهد لكان كلامه كافي لا يحتاج الى ان يبرهن عليه موطن شق القميص اماما وخلف ولكن لما احتاج الى ذلك دل على انه ليس كلاما مستغربا من ممن لم يعهد منه الكلام رجع السيد والعزيز الى القميص ووجد ان القميص قد شق من خلفه وقد من دبر مما يدل على صدق يوسف وكذب المرأة فقال الرجل انه من كيدكن. اي هذا الفعل وهذا التدبير من التخطيط الماكر السيء الذي قمت به وشأن النساء ان يكون منهن مثل هذا الكيد. ولذا قال ان كيدكن عظيم ثم توجه بالخطاب الى يوسف يطلب منه عدم ذكر هذه الحادثة لاحد من الناس كائنا من كان. فقال يوسف اعرض عن هذا اي لا تتحدث بهذه القصة تعد لذكرها ثم خاطب المرأة فقال لها واستغفري لذنبك. ايا انه وجه اليها الاتهام ولكنه سامحها في حق نفسه وامرها بان بان تستغفر تقلع عن مثل هذه الافعال. وقال انك كنت من الخاطئين اي من اقدم على فعل مخالف على جهة العمد والتقصي اقصد فهذا فصل من فصول قصة يوسف عليه السلام وفيه من الفوائد ان من كان في عناية الله ورعايته فان الله جل وعلا يقدر له النتائج الجميلة والعواقب الحميدة كما قدر ليوسف عليه السلام ان يعيش في بيت العزيز وان يكون ذلك سببا من اسباب اكتسابه العلوم النافعة وقدرته على اصدار الاحكام وفي هذه الايات من الفوائد ان مملوك الانسان ينبغي به العناية به واحتساب الاجر في الاحسان اليه. ومثل هذا من يكون من الخدم فانه يحسن ان يحسن اليهم وفي هذه الايات ذكر شأني الامم السابقة من كونهم يأخذون من يجدونه من الاولاد ليضعوه اولادا ينسبونهم الى انفسهم وفي هذه هذه الايات ان من نعم الله على الانسان ان يكون له اولاد يبرونه ويقومون بحوائجه وينفعونه وفي هذه الايات ان الله عز وجل اذا اراد الامور العظيمة يسر لها اسبابها وفي هذه الايات فضل يوسف عليه السلام وما اتاه الله من العلم والحكمة وفي هذه الايات ان العبرة بعواقب الامور ومآلاتها لا بمقدمات واوائلها وفي هذه الايات ان اكثر الناس يغفلون عن سنن الله في الكون وفي هذه الايات ان من كان من اهل الاحسان فيحسن في عبادة الله والى عباد الله. فان الله جل وعلا يعلمه ويؤتيه من من العلم والحكم ما لا يكون لغيره. وفي هذه الايات انه ان خلوة الرجل الاجنبي بالمرأة من مواطن وقوع الريب والمخالفات ولذا فان الخلوة بالمرأة الاجنبية جاءت شريعتنا بمنعها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما وفي هذه الايات ان المرأة ينبغي بها ان تحجب عن الرجال الاجانب وفي هذه الايات من الفوائد ان الخيانة في حق من احسن اليك اعظم جرما منها في حق غيره. مع في كل محل ومع كل احد وفي هذه الايات ان من احسن اليك ينبغي ان تحسن اليه وان تصونه في نفسه وماله وجميع احواله وفي الايات الالتجاء الى الله جل وعلا والاحتماء به من السوء ومن الاقدام على ما لا يحل من الافعال وفي هذه الايات ان من قام بمقام العبودية فان الله جل وعلا يحميه من السوء والفحشاء بهذه الايات ان العصمة من الفواحش والمعاصي منحة من الله جل وعلا يمنحها لمن شاء من عباده فيحسن بالعبد ان يطلب من ربه جل وعلا ان يحسن مثواه وان يحميه من السوء وان يبعده عن المعاصي وفي هذه في هذه الآيات هربوا الانسان من المعصية ومن اهلها فلا يخالط الا اهل الطاعات ويبتعدوا عن مخالطة اهل المعاصي وفي هذه الايات ان من اقدم على منكر فانه سيبقى من اثره ما يدل عليه. ولو بعد ذلك. وهذه سنة لله في الكون. فقد اخفت المرأة فعلتها فاظهره الله عز وجل بقدر ذلك وهكذا في قصة اخوة يوسف عندما زعموا ان الذئب اكله كشفهم الله جل وعلا بعلامات عرفها يوسف عليه السلام وفي هذه الايات انه ينبغي بالعبد ان يلجأ الى ربه جل وعلا ان يخلصه من الفواحش من انواع السوء وفي هذه الايات اطلاق لفظة السيد على الزوجة فالسيد المرأة هو زوجها. ولذا قال الف يا سيدها لدى الباب وفي هذا دلالة على ان المرأة تطيع زوجها وتتقرب الى الله جل وعلا بذلك فيما لا فيما لا مخالفة للشرع فيه وفي هذه الايات الحذر من كيد الكائدين ومحاولاتهم تمويها الامور وقلب حقائق وفي هذه الايات التحذير من الاستعجال في اتهام احد بجريمة حتى تقوم الدلائل على نسبتها اليه وفي هذه الايات ذكر شأن عقوبة السجن التي كانوا يستخدمونها وفي هذه الايات مشروعية دفاع الانسان عن نفسه فيما ينسب اليه مما لا تصح نسبته اليه وفي هذه الايات مراجعة اهل العقل والحكمة فيما يعرض للانسان من المسائل ليختار واحسن الطرق وافضل المسالك في هذا الحديث الاستدلال بالقرائن على معرفة الحقائق وفإنه استدل بقرينة كون الدبر قد قص ان القميص قد قص من دبر على اتهام المرأة وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا الترغيب في الصدق والتحذير من الكذب وفي هذا الهدايات الحذر من كيد النساء وعمل الاسباب التي تقي الانسان من كيدهن فهذا شيء من الاحكام التي اشتملت عليها هذه الايات بارك الله فيكم واسعدكم دنيا واخره وجعل العاقبة الحميدة لكم هذا والله اعلم. صلى الله عليه وسلم على اله وصحبه اجمعين