الا اذا علم صدقه من جهة وعلم اثره الجميل في الناس متى رواه؟ اما اذا عرف انه كذب لم يجز له ان يحدث به. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حدث بحديث على ان دعاء غير الله ظلال يظيع هباء منثورا وانه لا يستجاب لصاحبه. قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان المؤمن يتقرب الى الله تعالى بطلب العلم الشرعي ويعلم انه من افضل القربات. فان طلب العلم فرض من فروض الكفايات وفروض الكفايات افضل من النوافل والمستحبات ومن هنا جاءت النصوص بالثناء على طالبي العلم وبيان ان الملائكة تظع اجنحة انتهى لطالب العلم رضا بما يصنع قد قال صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه ويخطئ بعض الناس في فهم هذا الحديث فيظن ان المراد به مجرد تعلم الحروف وكيفية النطق والتلاوة والحديث اعم من هذا. فكل تعلم لاحكام القرآن في هذا الحديث وتفسير القرآن دراسة سنة النبي صلى الله عليه وسلم مما يدخل في تعلم القرآن لان سنة النبي صلى الله عليه وسلم مفسرة لكتاب الله جل وعلا قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعل فهم يتفكرون. ومن هنا فهنيئا لكم بطلب العلم. وهنيئا لكم بمدارسة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهنيئا لكم بتنزل الرحمات وغشيان السكينة ووجود الملائكة معكم. اذكركم في هذا بما ورد في الحديث ان النبي صلى الله واله وسلم قال لمن دخل في حلقة العلم اما هذا فقد اوى الى الله فاواه الله ولعلنا نكمل ما ابتدأنا به من قراءة كتاب الاذان من مختصر صحيح البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وجزاه عنا وعن الاسلام مسلمين خير الجزاء. فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيه. وجزاه الله خيرا الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال الامام البخاري عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عنده وارحمني انك انت الغفور الرحيم. في هذا الحديث فضائل متعددة. فابو بكر والامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم. والصلاة افضل اوقات العبد اذ هو وقت مناجاة العبد لربه سبحانه وتعالى ومع ذلك امر بان يكون دعاء الانسان طلبا للمغفرة واعترافا بالتقصير والذنب. وفي الحديث الترغيب في تعلم الانسان الفاظ الادعية التي يدعو بها ربه جل وعلا. وفي الحديث ان الصلاة من مواطن الدعاء وفي الحديث في قوله اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا اعتراف العبد بتقصيره حاجته الى التوبة والمغفرة من الله جل وعلا مهما كانت مكانته فاذا كان هذا في ابي بكر الصديق رضي الله عنه تاج الى ان يعترف بالذنب وان يصف نفسه بانه قد ظلم نفسه ظلما كثيرا فنحن من باب اولى نحتاج الى ان نعترف تقصيرنا وذنوبنا وخطايانا ونحتاج الى ان يغفر لنا وان يتجاوز عن ذنوبنا وفي الحديث ان طلب المغفرة بل جميع الادعية لا يجوز ان توجه الا لله عز وجل. فلا يصح لانسان ان يطلب من عبد من العباد مغفرة لذنبه ولا ان يدعوه لحاجة يحتاج اليها مهما كان ذلك المخلوق سواء كان من الملائكة او من الانبياء او من الصالحين او من غيرهم. وقد تواترت النصوص بايجاب ان يكون الدعاء لله وحده قال جل وعلا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. وقد وعد الله جل وعلا من دعاه باجابة دعائه. قال سبحانه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ومن هنا فان الانسان لا يحتاج الى ان يصرف دعاءه لغير الله. كيف وصرف لغير الله شرك في العبادة. كما قال جل وعلا. ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان انا له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون. وقد اخبر جل اذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وفي هذه الاية مع قوله ان الذين يستكبرون عن عبادتي دليل على ان الدعاء من العبادة قد تواترت النصوص وتتابعت كلمات الانبياء في ايجاد ان تكون العبادة لله وحده وكلنا نبي يقول لقومه الا تعبدوا الا الله. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. ومنهنا يجب ان يكون دعاؤنا لله سبحانه وتعالى وفي الحديث الجمع في الدعاء بين طلب المغفرة وطلب الرحمة والرحمة كما تشمل مغفرة الذنوب تشمل تيسير الامور وقضاء الحاجات ورفع الدرجات وفي الحديث في قوله فاغفر لي مغفرة من عندك طلب ان تكون تلك المغفرة من الله جل وعلا. والاصل في لفظ المغفرة ان يراد بها تغطية الذنوب وسترها عدم اظهارها وعدم ترتيب اثار الذنوب عليها. ولذا قيل لما يوظع على الرأس في المعارك مغفر لانه يستر الرأس ولا يمكن احدا من ان يؤثر عليه وفي الحديث مشروعية التوسل الى الله تعالى باسمائه الحسنى خصوصا الاسماء التي لها علاقة بما يدعو به الانسان. فلما دعا بالمغفرة والرحمة توسل الى الله ميه الغفور والرحيم. قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها الذين يلحدون في اسمائه. وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث في مكانه يسيرا قبل ان يقوم. قالت نرى والله ان ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل ان يدركهن الرجال فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل ان ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال في هذا الحد مشروعية التسليم وانه جزء من اجزاء الصلاة. قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحافظ عليه ولا يخرج من الصلاة الا به. وقد قال الائمة الثلاثة مالك والشافعي واحمد بان الانسان لا يخرج من صلاته الا بالتسليم استدلوا عليه بما عهد عنه صلى الله عليه وسلم فانه لم يؤثر عنه خروج من الصلاة الا بلفظ التسليم استدلوا عليه ايضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة تحريمها التكبير وتحليلها التسليم قالوا والمبتدأ المعرف باظافته الى معرفة يفيد انحساره في الخبر كانه قال لا يحصل انصراف وتحلل من الصلاة الا بالتسليم. وذهب الامام وابو حنيفة رحمه الله الى انه يخرج من الصلاة بكل فعل او قول يقصد به الخروج من الصلاة وهذا القول يخالف ظواهر هذه الاحاديث. ومنشأ الخلاف في هذا هل من ادوات الحق المبتدأ المعرف فينحصر في الخبر او لا؟ والصواب انحساره فيه بدلالة عدد من ادلة او بعدد من كلام العرب في هذا الباب. وفي الحديث ايظا مشروعية صلاة النساء مع الامام في المسجد. وقد كان النساء في عهد النبوة الى المسجد فيصلين مع الامام وقد كان كثير منهن لا يعرفن القراءة فيستمعن لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم لم وفي الحديث ان المستحب للنساء ان ينصرفن من المسجد بعد انقضاء الامام من صلاته مباشرة فينصرفن بعد سلام الامام مباشرة. فهذا هو الاولى في حق النساء لان هذا هو المعهود من النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث دلالة على ان النساء يصلين خلف الرجال في صلاة الجماعة. فيكون الرجال اقرب كونوا الرجال اقرب الى الامام. وفي الحديث من الفوائد ايضا ان الامام ينبغي به ان يبقى قليلا متجها الى القبلة فلا ينصرف حتى ينصرف ان نساء وهذا على سبيل الاستحباب. وفي هذا الحديث الترغيب في الا ينصرف المأمون الا بعد انصراف الامام. وفي الحديث بيان ان من مقاصد عدم اختلاط الرجال بالنساء بحيث يكون لكل منهم وقت يناسبه او مكان يناسب ان يكون كل منهم فيه. وفي الحديث بسرعة انصراف النساء بعد سلام الامام. وفي الحديث انه يستحب ان الرجال فلا يقوموا حتى يقوم الامام. خصوصا اذا كان من اهل الفضل والعلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة. كان على اهدي النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس كنت اعلم انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالتكبير اذا انصرفوا بذلك اذا سمعته. في هذا الحديث مشروعية الاذكار التي تقال بعد آآ الصلاة المكتوبة وقد ورد في تفاصيل ذلك احاديث يأتي ذكر بعضها ان شاء الله تعالى في الحديث من الفوائد استحباب رفع الصوت بالذكر الذي يكون بعد الصلاة المفروضة فان الناس في عهد النبوة كانوا يرفعون اصواتهم بالذكر وليس في الحديث انهم كانوا يذكرون بلفظ واحد او بصوت جماعي. بل كان كل واحد منهم يذكر الله وحده فلم يكونوا يقولون اذكار الصلاة جماعة بل ينفرد كل واحد منهم بهذا الذكر وفي الحديث ايضا استحباب رفع الصوت للامام والمأمومين. بالذكر بعد الصلاة وفي الحديث من الفوائد ان من اذكار المسلم بعد انقضاءه من الصلاة المفروضة التكبير فقد كانوا يكبرون الله بعد الصلوات المكتوبة كما سيأتي في الحديث الذي يليه وعن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء الفقراء الى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قد ذهب اهل الدثور من الاموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم. قال كيف ذاك؟ قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون وليست لنا اموال قال الا احدثكم بامر اذا اخذتم به ادركتم من سبقكم ولم يدرككم احد بعدكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه الا من عمل مثله تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمده ثلاثا وثلاثين ونكبر اربعا وثلاثين. فرجعت اليه فقال تقول الله والحمدلله والله اكبر حتى يكون منهن كلهن ثلاث وثلاثون. قوله هنا جاء الفقراء فيه الترغيب في المنافسة في عمل الخير. ان الانسان ينبغي به ان يسعى لان يكون ومن غيره في طاعة الله جل وعلا. وفي ذكره. وفي الحديث ايضا قوله هنا ذهب اهل الدثور المراد به الاموال العظيمة وفيه ان امتلاك المال الكثير ليس نقيصة ولا دلالة على قلة منزلة العبد متى اكتسبه من حلال وانفقه في طاعة؟ وقد قال تعالى وما ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى. الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون. فدل هذا على ان من اكتسب المال منه هله وصرفه في طاعة الله جل وعلا كان ممن يثنى عليه في هذا الباب ذلك مما يتنافى مع الزهد فان المراد بالزهد ان يترك الانسان ما لا ينفعه في في اخرته. فاذا كان ما يكتسبه الانسان من المال ينتفع به في اخرته بنفقته على نفسه ونفقته على من اوجب الله عليه نفقتهم وببذله في سبل الخير كان حينئذ زاهي لا لكونه ترك المال وانما لكونه جعل المال وسيلة للرقي في درجات الاخرة وفي الحديث فظل الصلاة والصوم. وفي الحديث فظيلة انفاق الاموال في الاعمال طالحة من الحج والعمرة والجهاد والصدقة وفي الحديث ان من مكنه الله جل وعلا من امر من امور الدنيا من عمل او منصب انه سمعة او مكانة في قلوب الناس او مال فاستعمله في طاعة الله جل وعلا. كان من اسباب رضا الله جل وعلا عنه. ومن اسباب رفعة درجته عند رب العزة والجلال بالتالي لا يجوز لانسان ان يذم من حصل شيئا من هذه الامور. لان تحصيلها متى كان يترتب عليه استعمالها في انواع الطاعات كان من اسباب علو درجة العبد ورفعتي مكانته وفي الحديث استحباب الاذكار بعد الصلاة. ومن تلك الاذكار التسبيح والتحميد والتكبير وفيه ان الذكر بعد الصلاة يرفع درجة العبد رفعا عظيما ويجعله خيرا من غيره. ولذا قال احدثكم بامر ان اخذتم به ادركتم من سبقكم اي من تجاوز عليكم ولم يدرككم احد بعدكم. اي ممن لم يفعل مثل فعلكم وكنتم خير من انتم بين ظهرانيه الا من عمل مثله. وفي الحديث استحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المفروضة. واستحباب ان يكون ذلك ثلاثا وثلاثين والاوراد التي تتعلق بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وردت بصيغة ايه ده ؟ فمرة وردت بثلاث وثلاثين كما في هذا الحديث ومرة وردت بان تمام المئة قول لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وورد ان تمام المئة بتكبيرة رابعة وثلاثين. وورد ايضا ان التسبيح فيكون بخمس وعشرين مرة ويزاد فيها لفظة التهليل لتبلغ المئة كما ورد في بعض روايات هذا الحديث ان كل لفظة من هذه الالفاظ تقال عشر مرات وعلى كل فكل هذه واردة في الحديث الاحاديث وكلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن زاد في هذه الاذكار ازداد اجره وثوابه. وظاهر الحديث انه يجمع هذه الكلمات الثلاث في سياق واحد. فيقول سبحان الله والحمدلله والله اكبر ثلاثا وثلاثين مرة. وليس الافضل تفصيلها وتقسيمها لان ظاهرة حديث الباب هو الجمع بينها. ولذا قال تسبحون وتحمدون وتكبرون الله خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين. وعن وراد كاتب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال ان معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما كتب الى المغيرة ان اكتب لي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله خلف الصلاة فاملى علي المغيرة ابن شعبة في كتاب الى معاوية. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يقول في دبر كل صلاة في دبر كل صلاة مكتوبة اذا انصرف من الصلاة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال ويقول ان الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. وان الله حرم عليكم منعا وهات. وعقوق الامهات ووأد البنات ثم وفدت على معاوية فسمعته يأمر الناس بذلك القول. قوله عن والراد هذا هو كاتب الصحابي غيرة ابن شعبة كان المغيرة اميرا على الكوفة. وكان معاوية رضي الله عنه في الشام خليفة المسلمين. وكان حريصا على انواع الذكر. ولذا كتب معاوية بن ابي سفيان رضي الله وعن الى المغيرة ان يكتب له بما سمعه من الاذكار التي تقال خلف الصلاة قال والراد فاملى علي المغيرة ابن شعبة في كتاب الى معاوية فيه مشروعية الكتابة بالعلم ومشروعية تذكير الناس بعضهم ببعض ومشروعية ان يسأل الانسان عن احوال النبي صلى الله عليه وسلم وعن الاذكار التي تقال. وفي هذا ترغيب الانسان بان يكثر من ذكر الله تعالى ودعائه بعد الصلاة المفروضة قال فاملى علي المغيرة ابن شعبة في كتاب الى معاوية استدل به على صحة طريقة اه قراءة الشيخ في رواية الاحاديث فان المغيرة ام لا هذا الحديث قوله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة دبر الشيء يطلق مرة ويراد به اخر جزء منه مما يدخل في مدلوله. ويراد به ما كان خارجا عن ماهيته ولذا دبر الدابة جزء منها. وبالتالي قد يراد بالدبر ما يكونوا خارج الصلاة وهو قد يراد به ما يكون داخل الصلاة. ولكن هذا الحديث فيه قرينة تدل على ان المراد خارج الصلاة. فان كتاب معاوية الى المغيرة قال اكتبي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله خلف الصلاة فدل هذا على ان المراد ما كان بعد السلام. فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول وقوله كان قل دلالة على الاستمرار والدوام والتكرار. وكان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة اذا انصرف ففي هذا دلالة على ان الاذكار التي وردت بعد الصلاة يراد بها الاذكار التي تكون بعد المكتوبة قوله اذا انصرف من الصلاة يعني سلم. فبهذا مشروعية السلام من الصلاة والانصراف من جهة القبلة فكان يقول لا اله الا الله وحده لا شريك له فيه اثبات ان العبودية له حق خالص لله وانه لا يجوز لنا ان نجعل غير الله الها بل الالهية حق خالص له جل وعلا. قوله له الملك اي هو المتصرف في الكون الآمر والناهي فيه وله الحمد اي هو المستحق للثناء الذي لا يتطرقه نقص بوجه من الوجوه وهو على كل شيء قدير فانه لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. وقوله اللهم لا مانع لما فيه اثبات تصرف الله في الكون. وانه هو المعطي المانع سبحانه وتعالى انه لا يستطيع احد من الناس او من الخلق كائنا من كان ان يتصرف في شيء من الكون بدون امر من الله جل وعلا وقوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد يعني ان صاحب المكانة والمنزلة والحظ العالي لا ينفعه حظه ولا مكانته متى اردت به قضاء تريد ان تجريه عليه. ولا ينفع ذا الجد يعني صاحب المكانة منك الجد هنيئا مكانته ومنزلته ومنصبه وماله لا يغني عنك من الله شيئا. ولا يدفع عنك شيئا من قضاء الله جل وعلا. ثم قال بعد ذلك قال ويقول يعني ان من الاحاديث التي يلويها المغيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قال ان الله كره لكم ثلاثا ففيه اثبات فعل الكراهة لله عز وجل. فهو يكره المحرمات والمعاصي. و قوله قيل وقال اي نقل الاحاديث بدون التثبت من صحتها وبدون معرفة كونها مما يفيد الناس. ولذا الواجب على الانسان الا ينقل حديثا انه كذب فهو احد الكاذبين وكذلك لا بد ان يتأكد الانسان من كون ذلك الحديث مما يعود بالنفع والخير على سامعه وعلى الناس. فانه ولو كان حق راء لكنه يتضرر الناس من روايته لم يجز للانسان ان يرويه. ولذا نهت الشريعة عن الغيبة فالغيبة ذكر معايب الاخرين التي يتصفون بها. ولكن هذه الغيبة لما كانت نقلا لافعال غير محمودة وصفات غير مرغوبة كان نقلها مضرا ناسي ولذا نهي عنها. وقد قال الله عز وجل ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان لحم اخيه ميتا فكرهتموه. وفي زماننا الحاضر بوجود وسائل الاعلام وسائل التواصل قد يتساهل بعض الناس في نقل هذه الاحاديث او اعادة نشرها بدون ان يتيقن من صحتها او بدون ان يعلم انها عائدة بالنفع والخير. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت فهذه هي القاعدة لابد ان تتأكد ان ما تنقله من اخبار او من كلام يعود على بالنفع واما الثانية فكثرة السؤال. فقيل بان المراد بها سؤال المال. بحيث يستعطي الانسان من قرين ويطلب منهم ان يعطوه من اموالهم. وقد جاء في الاحاديث التحذير من كثرة السؤال وقد جاء في الحديث ان من سأل اموال الناس تكثرا جاء يوم القيامة وليس في وجهه مزعج لحم وبعض اهل العلم قال المراد بهذا الاسئلة التي لا يترتب عليها ثمرة والتي ليس في معرفتها فائدة. فهذه لا يسأل عنها. وانما يقتصر الانسان بالسؤال عما فيه نفع وخير عائد اليه. وقد جاء في النصوص ان الله اقر المؤمنين على السنتهم العلمية يسألونك ماذا ينفقون؟ يسألونك عن عن اليتامى يسألونك عن المحيض الى غيرها من ايات السؤال ولم يعب الله عز وجل عليهم ذلك لانهم سألوا عن اشياء ينتفعون بها ويؤدي الى عملهم بها واما الصفة الثالثة التي يكرهها الله في اضاعة المال. المراد به انفاقه في غير محله انفاقه في غير محله. وقد امر الله جل وعلا بحفظ المال وعدم التبذير فيه والاسراف. قال تعالى ولا تبذر تبذير ان المبذرين كانوا يا اخوان الشياطين قال وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. وقوله وان الله حرم قام المراد بالتحريم الخطاب الذي يأتي بالمنع من فعل من الافعال بطلب وكذلك الفعل على سبيل الجزم. وهذا الطلب يقتضي تحريم الفعل ان من اقدم عليه فانه اثم ويتضمن ايضا ان من تركه بقصد التقرب لله عز وجل يكون مثابا مأجورا. اما بذل المال في اوجه الخير لا يعد من اضاعة المال بل هو من حفظه. ولذا لما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل بيته وسألهم عن شاة قد ذبحوها قالوا ذهبت كلها الا كتفها. فقال الله عليه وسلم بل بقيت كلها الا كتفها. اما الصفة الثانية قل هو ان الله حرم عليكم منعا وهات. يعني ان بعض الناس تجده اذا ثبتت الحقوق وعليه منعها ولم يؤدها. واذا كانت الحقوق له فانه يطالب بها الحاح وشدة. وفي الحديث تحريم عقوق الامهات. وذلك بعدم القيام مصالحهن وعدم الاستجابة لهن وعدم الاحسان اليهن. وعقوق الامهات من كبائر الذنوب والمعاصي. وقد ورد في الاحاديث ان الوالد اوسط ابواب الجنة جاءت نصوص كثيرة تبين فظل الوالدة. قال رجل يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي. قال امك. قال ثم من قال امك قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من قال ابوك وقوله وأد البنات المراد به قتلهن وقد كان أهل الجاهلية يقتلون بناتهم ومن يقتل البنات في ذلك الزمان على صنفين الصنف الاول صنف يخشى على نفسه الفقر. فيقول انا عاجز عن النفقة عليهن وبالتالي اخشى على نفسي من الفقر. والصنف الاخر يخشون على بنات وقد جاء في النصوص تحريم وأد البنات وبيان شدة الإثم المترتب على قتلهن وفي المقابل جاءت احاديث بفظل تربية البنات وعظم اجر الاحسان اليهن وان من ربى ومن عال جاريتين فاكثر فاحسن تربيتهن كن له حجابا من النار كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال والراد كاتب المغيرة ثم وفدت على معاوية ذهب اليه من العراق الى الشام في وفد قال فسمعته يعني انه سمع معاوية يأمر الناس بذلك القول فيطلب منهم ان يذكر الله بعد الصلوات المكتوبة بهذه الاذكار التي وردت في هذا الخبر وعلى الانسان ان يتعلم هذه الاذكار وان يقولها لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما مناعة ولا ينفع ذا الجد منك الجد. بارك الله فيكم وفقكم لكل خير. واسعدكم في دنياكم واخراكم وجعل الله السنتكم رطبة بذكره. واسأله جل وعلا ان يصلح وعلى اهل الايمان وان يجعلهم من الذاكرين الله كثيرا. المستمدين العون منه سبحانه على طاعته والاكثار من ذكره. كما اسأل الله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين