مالك بن الحويرث اتينا الى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قوم. ونحن شببة المتقاربون فيه الرحلة في طلب العلم كما رحل مالك ومن معه. وفي الحديث دليل على الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد في درس اخر من دروس كتاب الاذان من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وجزاه عنا وعن في اسلامي خيرا للجزاء. نتدارس عددا من الاحاديث في ذلك. فليتفضل القارئ مشكورا بارك الله فيك الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ايوب السختياني عن ابي قلابة قال ان ما لك بن حويرث رضي الله عنه جاءنا في مسجد دين هذا فقال لاصحابه الا انبئكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. اني لأصلي بكم وما اريد الصلاة اصلي كيف رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي؟ قال وذلك في غير حين صلاة. فقام تنل قيام ثم ركع فامكن الركوع فكبر. ثم رفع رأسه فقام هنيه ثم انصب فسجد. ثم رفع رأسه هناك فصلى صلاة عمرو بن سلمة رضي الله عنهما شيخنا هذا. قال ايوب كان يفعل شيئا لم اراهم يفعلونه كان يقعد في الثالثة او الرابعة. وكان يتم التكبير. واذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واستوى قاعدا واعتمد على الارض ثم نهض قال وحدثنا مالك رضي الله عنه اتينا الى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قوم ونحن شبابات متقاربون فاقمنا عنده عشرين يوما وليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحيما ايقاف فلما ظن انا قد اشتهينا اهلنا ورأى شوقنا الى اهلنا سألنا عمن تركنا في اهلنا بعدنا فاخبرناه قال ارجعوا الى اهليكم فاقيموا فيهم وعلموهم وامروهم فليصلوا صلاة كذا في حين كذا وصلاة كذا في حين كذا وصلوا كما رأيتموني اصلي وانصرفت ومن عند النبي صلى الله عليه وسلم انا وصاحبه قل لي وقال لنا فاذا انتما خرجتما وحضرت الصلاة فليؤذن لك ما احدكما ثم اقيما وليؤمكم ما اكبركما؟ قوله ان ما لك بن الحويرث ومن الصحابة رضي الله عنه جانا في مسجدنا هذا فقال لاصحابه الا انبئكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذهاب الانسان الى من يعلمه يدرسهم وفيه مشروعية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة. ولذا قال كما رأيتموني اصلي ومن هنا كانوا يحرصون على نقل صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث جواز اداء الصلاة من اجل ان يكون ذلك تعليما للاخرين ودرسا لبيان كيفية الصلاة. فهو هنا صلى بالناس لا يريد الا ان يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته. ولذا قال وذلك في حين صلاة يعني في غير اوقات الصلوات المفروضة قوله فقام فامكن القيام فيه مشروعية كالقيام في الصلاة وقال ثم ركع فامكن الركوع فكبر يعني قبل ان يركع كبر ففي هذا مشروعية الركوع ومشروعية الطمأنينة في الركوع الركوع بالتكبير. قال ثم رفع رأسه فقام بنية وفيه الطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع. قال ثم انصب فسجد فيه ذكر صفة انتقال الانسان من القيام الى السجود. قال ثم رفع رأسه هنية فيه الجلسة بين السجدتين حيث يمكث وفي هذا دلالة على انه لا يلزم تساوي اركان الصلاة في مقدار وقتها. قوله فصلى صلاة عمرو ابن سلمة. شيخنا هذا فيه ثناء على صلاة الاخرين وامر الناس بالاقتداء بصلاة امام بعينه وقوله كان يقعد في الثالثة او الرابعة وقوله اذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واستوى وقاعدة فيه ذكر جلسة الاستراحة ومالك بن الحويرث قد ذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وبقية الرواة لم يذكروا هذه الجلسة ومالك بن الحويرث من اخر مرة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال طائفة نرجح رواية الاكثر التي ففيها ذكر جلسة الاستراحة. ولكن حديث ما لك حديث صحيح ولا يصح ان يوصف بالشذوذ لان الوقائع مختلفة فليس زمان رواية الجماعة هو زمن رواية مال ولذا فالاظهر ان رواية ما لك بن الحويرث هي المتأخرة. ولذا قال طائفة بان هذه الجلسة انما جلسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اسن وكبر سنه فكان يجلس لاجلي راحته. ولذا رأوا انها الراحة تكون للكبير ونحوه ولذا قالوا بانها من المباحات. والاظهر انها فعل نبوي اخل الصلاة فتكون جزءا منه. ومن ثم فالاظهر استحبابها لمن كان منفردا او كان اماما. واما المأموم فانه يتابع امامه. فان لم يكن امامه يجلس جراحة لم يجلس لها. وقوله وكان يتم التكبير فيه مشروعية التكبيرات في قال كان بعض الصحابة لا يرى التكبير عند الانتقال في الصلاة ولكن الاحاديث قد تتابعت في اثبات التكبير عند الانتقال في الصلاة. ولذا قال هنا وكان يتم التكبير. قد جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع. قال ايوب السختياني ابن ابي تميمة كان يفعل شيئا لما اراهم يفعلونه. ويقصد بذلك جلسة الاستراحة فقوله هنا واذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس واستوى قاعدا واعتمد على ثم نهضت فيه الاعتماد على الارظ اذا قام من الركعة وقول مشروعية اقامة الدورات العلمية التي تكون لوقت محدد يفد الناس اليها فيتدارسون فيها وقوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا في لفظ رقيقا فيه بيان ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق وفيه الحث على الرحمة في التعامل وقوله فلما ظن انا قد اشتقنا اهلنا او اشتهينا اهلنا ورأى شوقنا الى اهلنا فيه تفقد حاجات الاخرين والنظر في ما يمكن ان يكون حاجة لهم ولو لم يتكلموا به. قال سألنا عمن تركنا في اهلنا بعدنا فيه السؤال عن الاخرين وعن قراباتهم والتأكد من احوالهم وقوله هنا يرجع الى اهليكم فيه ترغيب الانسان في العود الى اهله بعد انقضاء نهمته وقوله فاقيموا فيهم الصلاة فيه مشروعية اقامة الصلاة جماعة في البلدان والقرى وفي الحديث مشروعية تعليم الاخرين كيفية الصلاة فروظ الصلاة ولقوله هنا وعلموهم وامروهم. وفي الحديث ان الصلوات لها اوقات محددة لا بد ان تؤدى الصلاة في اوقاتها. وقوله صلوا كما رأيتموني اصلي. فيه ان الاصل في افعال النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ان تكون مشروعة وانه يستحب الاقتداء آآ به فيها. قال وانصرفت من عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب اللي. فقال لنا فاذا انتما خرجتما وحضرت الصلاة فليؤذن لك ما احدكما. في هذا من الفوائد مشروعية الاذان للمسافر اذا كان المسافرون جماعة ذلك يؤخذ مشروعية الاقامة ايظا وفي الحديث من الفوائد ايظا ان السفر انما يؤذن فيه مؤذن واحد وقوله هنا فليؤذن لك ما احدكما كانها على التساوي وقد ورد في بعض الاحاديث ذكر مميزات ات يتميز بها بعض الائمة على بعض بحيث اذا حصل نزاع لوحظت تلك الصفات وقوله ثم اقيما وليؤمكما اكبركما. وذلك ان هؤلاء الشببة في الغالب انهم هم متساوون في حفظ الكتاب ومعرفته وفي معرفة السنة ولذا ارشدهم الى اختياري الاكبر في هذا انهم اذا استووا في القراءة والفقه فانه يلتفت الى السن فيكون الاكبر هو المقدم في الامامة. احسن الله اليكم. قال عن نافع قال اذن ابن عمر رضي الله عنهما في ليلة باردة ذات برد وريح بضجنان ثم قال الا صلوا في رحالكم؟ فاخبرنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على اثره الا صلوا في الرحال في الليلة الباردة او المطيرة في السفر. قوله هنا اذن ابن عمر في ليلة باردة فيه مشروعية الاذان للمسافر وقوله في ليلة باردة اتى برد وريح بضجنان وفي هذا مشروعية اقامة الاذان حتى ولو لم يكن الناس قادرين على اداء الصلاة الجماعة وضجنان جبل في ناحية من نواحي مكة ثم قال الا صلوا في رحالكم وذلك انهم كانوا مسافرين ومكانهم الذي يأويهم هو الرحال بينما في حديث ابن عباس انه امر مناديه ان ينادي الصلاة في بيوت صلوا في بيوتكم لانهم كانوا مقيمين. قال فاخبرنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على اثره الا صلوا في الرحال فيه مشروعية الاذان في الاسفار وانه يكتفى بمؤذن واحد وانه عند وجود للعذر من البرد الشديد او المطر فانه يقال للناس صلوا في رحالكم وفي هذا دليل على انه في حال المطر الذي يخشى على الانسان منه يجوز ان يصلي الانسان في بيته ولا يلزمه ان يصلي في المسجد. احسن الله اليكم. قال عن ابي قتادة رضي الله عنه قال بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم اذ سمع جلبة رجال. فلما صلى قال ما شأنكم؟ قالوا استعجلنا الى الصلاة قال فلا تفعلوا اذا اتيتم الصلاة فعليكم بالسكينة فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا. واذا قيمة الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة. قول ابي قتادة بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه مشروعية الحرص على الاقتداء باهل الخير والصلاح ليصلى خلفهم. وقوله اذ سمع جلبة رجال يعني صوتا شديدا يسطرونه لانهم قدموا وارادوا ان يدركوا الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما صلى قال ما شأنكم؟ فيه ان المصلي لا يتكلم ولا يسأل عما حوله وانه اذا فرغ من الصلاة سأل عن الحال. ولذا قال ما شأنكم قالوا استعجلنا الى الصلاة اي انهم سعوا الى الصلاة ليدركوها وفي هذا بيان ان الانسان يقوم مع الامام للصلاة حال قيامه عند الاقامة قال فلا تفعلوا يعني اذا اقيمت الصلاة فلا تستعجلوا بالذهاب للصلاة وانما تأنوا في هذا التأني في الذهاب الى المساجد لاداء الصلاة وقال اذا اتيتم الصلاة يعني اذا ذهبتم الى موطن الصلاة فعليكم بالسكينة. فيه الترغيب في السكينة عند الذهاب اداء الصلاة. قال فما ادركتم يعني من الصلوات فصلوا. فاذا جاء الانسان الى المسجد والامام يصلي لي دخل معه ايا كان حاله في هذه الصلاة ومن ذلك لو جاء في التشهد الاخير فاننا نقول بانه يدخل مع الامام حتى ولو غلب على ظنه وجوده جماعة اخرى فان النبي صلى الله عليه وسلم قال فما ادركتم فصلوا وآآ قوله هنا وما فاتكم فاتموا في دلالة على ان المسبوق اذا ادى الصلاة بعد سلام امامه تلك الصلاة تعتبر تتمة بمعنى انها اخر صلاته وقوله واذا اقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني فيه ان الناس لا يقومون لاداء الصلاة الا عند امامهم. وفي الحديث استحباب التأني والهدوء والسكينة في الذهاب الى مسجد وقوله وما فاتكم فاتموا. واذا اقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني. يعني انتظروا حتى يخرج حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة. قال وعليكم السكينة. احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم الاقامة فامشوا الى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار. ولا تأتوها تسعون ولا تسرعوا. فما ادركتم فصلوا وما ما فاتكم فاتموا. قوله اذا سمعتم الاقامة فيه مشروعية رفع الصوت بالاقامة ليسمعها من كان قريبا قوله فامشوا الى الصلاة فيه استحباب المشي الى الصلوات ومنها صلاة الجمعة وقوله وعليكم بالسكينة والوقار سكينة هدوء وطمأنينة في قلب الانسان الوقار صفة ظاهرة لاعضاء بدنه في هذا امر من سار الى الصلاة بالسكينة والوقار. قوله ولا تأتوها تسعون. اي انه عند اقامة الصلاة لتكن خطواته على معتادكم في مشيكم وفي هذا انه لا يسعى الى الصلاة وانما ويتأنى بحيث يسير عليها بسكينة ووقار. احسن الله اليكم قال عن انس رضي الله عنه قال اقيمت الصلاة فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم رجل يناجيه في جانب المسجد فحبسه بعدما اقيمت الصلاة فما قام الى الصلاة حتى نام القوم ثم قام فصلى. قوله اقيمت الصلاة فعرض للنبي صلى الله عليه وسلم رجل رجل بناحية في جانب المسجد يعني انه استوقفه وذلك ليسأله. قال فحبسه عندما اقيمت الصلاة يعني ان هذا الرجل اوقف النبي صلى الله عليه وسلم حتى انه اخرت صلاة من اجله مع ان الاقامة قد تم قد تم القاؤها. قال فحبسه بعد ما اقيمت الصلاة. فلما قام الى الصلاة فما قام الى الصلاة يعني ان الرجل حبس النبي صلى الله عليه وسلم عن اتيانه الصلاة بعد ما اقيمت الصلاة. قال فما قام يعني النبي صلى الله عليه وسلم الى الصلاة حتى نام القوم وذلك لتأخر هذا الرجل وتأخيره للنبي صلى الله عليه وسلم ثم انه قام خلى وادى الركعتين. بارك الله فيكم واسعدكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة تدين غفر الله ذنوبكم ويسر اموركم واصلح دراريكم كما نسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة وان يوفق ولاة امورنا لكل خير ان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى بفضله واحس انه هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى آله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين