اي وارد في نفسي انه سيكتب عليكم اي سيجعل واجبا من الواجبات. ولو كتب لو اوجب الله عليكم قيام الليل مثل ما قمتم به في الليالي السابقة لما قمتم بذلك ولا عجزتم عن القيام به. ثم امرهم بالصلاة الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد اسأل الله جل وعلا ان يعينكم على طاعته وان يجعلكم من اهل عبادته وان يرفع درجاتكم في جنته. كما اسأله سبحانه ان يرزق الجميع علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة وبعد هذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة احاديث كتاب الاذان من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وجزاه عنا وعن الاسلام خير الجزاء فلعلنا نقرأ عددا من الاحاديث فليتفضل القارئ بارك الله فيه واصلح ذريته الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة من نصير مخصصة في رمضان فصلى فيها ليالي فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اليها فتتبع اليه رجال فصلى بصلاته اناس من اصحابه. ثم جاءوا ليلة فحضروا. فلما علم بهم جعل يقعد وابطأ الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج اليهم وفقدوا صوته. فظنوا انه قد نام فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج اليهم فرفعوا اصواتهم وحصدوا الباب. فخرج اليهم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت انه سيكتب عليكم ولو كتب عليكم ما قمتم به صلوا ايها الناس في بيوتكم عليكم بالصلاة في بيوتكم فان افضل الصلاة صلاة المرء في بيته الا الصلاة مكتوبة. قوله هنا اتخذ حجرة من حصير. الحصير فراش كانوا يصنعونه من بقايا النبات وسعف النخيل. وذلك انه نصبه واقفا من اجل ان يعتكف داخله وفي هذا جواز اتخاذ مكان لبقاء الانسان واعتكافه في المسجد اذا انا يحضره ولا يتغيب عنه. وفي هذا شأن النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف بشهر رمضان وقوله فصلى فيها ليالي فيه مشروعية صلاة الليل والندب اليها خصوصا في ليالي شهر رمضان. وهذه الليالي كانت من اواخر شهر في العشر الاواخر النبي صلى الله عليه وسلم صلى اخر الليل في هذه في هذا الموطن فاستفيد منه مشروعية صلاة التهجد في جماعة في العشر الاواخر من قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اليها اي جعلها قبلة يصلي اليها. وفي هذا مشروعية اتخاذ السترة عند الصلاة قوله فتتبع اليه رجال اي ان بعضهم اخبر بعضهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم فقدم بعضهم ليصلي معه فتابعهم اخرون. قال فصلى بصلاته اناس من اصحابه فيه مشروعية صلاة الجماعة في صلاة الليل من رمضان قال ثم جاءوا ليلة يعني ليلة اخرى. فحضروا فصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما علم بهم جعل يقعد يعني لا يخرج من اجل الصلاة. وابطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم يعني لم يخرج كما كان يخرج سابقا وفي هذا ترك الانسان العمل من الطاعات شفقة بالامة ان يقتدوا به فيكون ذلك من اسباب لحوق المشقة بهم. وفي هذا الحديث شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بامته قال وفقدوا صوته يعني بالصلاة فظنوا انه قد نام. يظهر انه كان يصلي بدون ان يرفع الصوت. فجعل بعظهم يتنحنح فيخرج صوتا من حلقه يرفع به الصوت من اجل ان ينتبه النبي صلى الله عليه وسلم لهم فيستيقظ من منامه حسب ظنهم وزعمهم. من اجل ان يخرج اليه فرفعوا اصواتهم وحصدوا الباب. اي رموا هذا الباب بالحصباء. وهي الحجارة الصغيرة النظيفة التي يأتون بها من بطن الوادي فيظعونها في مساجد لتكون الين لهم عند الصلاة. ولانه ليس فيها شيء من الغبار. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم مغضبا في هذا جواز الغضب والتأثر عندما يحصل شيء من الامور التي يخشى على دين الامة منها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم. يعني شاهدتكم عندما قدمتم الي في الليالي الماضية فصليتم معي. وعلمت انكم قد خرجتم هذه الليلة لتدركوا الصلاة معي كما ادركتموها في الليالي السابقة. وما زال بكم صنيعكم اي ان كثرة الحاحكم على نبيكم ورفع اصواتكم وما حدث من حصب الباب علمت به وما زال بكم صنيعكم هذا حتى ظننت اي ورد في البيوت فقوله فصلوا ايها الناس هذا فعل امر لكنه ورد بعد النهي السابق او ورد من اجل رفع توهم عدم المشروعية لصلاة الليل بعد قول ما سبق ومن مما لا يحمل على الوجوب. وانما يحمل على الندب. قوله فصلوا ايها الناس في بيوتكم اي في منازلكم التي تبيتون بها. والمراد بهذا صلاة الليل. وفي هذا فظيلة صلاة الليل في البيوت وعمر المساجد بها عليكم بالصلاة في بيوتكم اي اذا اردتم ان تقوموا في ليلكم فعليكم بان تفعلوا هذا الصلاة في بيوتكم فان افضل الصلاة صلاة المرء في بيته. افضل الصلاة يعني صلاة نافلة اما صلاة الفريضة فالافضل فيها ان تكون في المسجد لقوله تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع او يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وفي هذا تفضيل صلاة النافلة في البيت واستثنى بعض اهل العلم من ذلك بعض الصلوات ومن هذا صلاة قيام رمضان والجمهور على ان الصلاة في المسجد في قيام رمظان افظل منها في البيت. استدلوا عليه بامور اولها ان صلاة رمظان شعيرة ظاهرة اه ومن ثم يحسن اقامتها واظهارها. والثاني ان صلاة المسجد يكون فيها جماعة صلاة الجماعة افضل متى كانت مشروعة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الرجل مع الرجل ازكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين ازكى من صلاته مع الرجل وكلما كان اكثر كان ازكى واستدلوا على ذلك بما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع امامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة اليكم قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه حينما يكبر حتى فيكونا حذو منكبيه اذا افتتح الصلاة وكان يفعل ذلك اذا كبر للركوع واذا رفع رأسه من الركوع كذلك ايضا وقال سمع الله لمن حمده. ربنا ولك الحمد. وكان لا يفعل ذلك في السجود. ولا حين يرفع رأسه من السجود قال نافع ان ابن عمر رضي الله عنهما كان اذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه واذا ركع رفع يديه واذا قال سمع الله لمن حمده رفع يديه واذا قام من الركعتين رفع يديه ورفع ذلك ابن عمر رضي الله عنهما الى النبي صلى الله عليه واله وسلم. قول ابن عمر رضي الله عنه رأيت اي شاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ارفعوا يديه يعني عند تكبيرة الاحرام قوله كان هذا فيه استمراره صلى الله عليه سلم على ذلك. ففي هذا دلالة على استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام وقوله هنا حذو منكبيه المنكب ما من مفصل بين الكتف والعضد. والقول بكون اليدين تكون حذو المنكبين قول الجماهير قال الامام الشافعي بانها تكون مرفوعة الى فروع اذنيه ولورود بعض الروايات بذلك وورد عن بعض اهل العلم انه قال يجمع بينهما فتكون اصابعه عند فروع اذنيه ويكون اصل يده عند منكبه والقول رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام محل اتفاق بين العلماء وهذا الرفع من المستحبات ليس من الواجبات. وفي الحديث مشروعية رفع اليدين حذو المنكبين عند الركوع. فاذا كبر للركوع شرع له وان يرفع يديه. وهكذا اذا رفع رأسه من الركوع فانه يستحب له ان ان يرفع يديه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعهما وقوله هنا وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فيه ان الامام يجمع بين هاتين الجملتين الافا لبعض المالكية الذين يقولون بان الامام يقول سمع الله لمن حمده فقط حديث عليهم وهم قد استدلوا بما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال واذا قال يعني الامام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد. قالوا ففهم منه ان الامام لا يقول ربنا ولك الحمد وهذا الاستدلال انما هو استدلال بدلالة اشارة ولكن حديث الباب صريح في الجمع بين التسميع والتحميد بالنسبة رتبة للامام عند الرفع من الركوع ومثل الامام في هذا المنفرد. وفي الحديث ان كل تكبيرة ليس بعدها سجود ولا قبلها فانه يشرع رفع الايدي فيها وكل تكبيرة قبلها سجود او بعدها سجود فانه لا يشرع رفع اليدين فيها وبالتالي نقول بانه لا يستحب رفع اليدين عند غرور للسجود ولا عند رفعه. وفي هذا دلالة على ان كل تكبيرة ليس قبلها سجود ولا بعدها فانه يشرع فيها رفع اليدين. ومن ذلك تكبيرات صلاة الاستسقاء وتكبيرات صلاة الجنازة فانها من التكبيرات التي لا يسبقها ركوع ولا يلحقها. وبالتالي نقول لا يشرع رفع اليدين فيها. وفي الحديث مشروعية التكبير عند الركوع وفي الحديث ايضا ان هناك موطنا رابعا في الصلاة احب فيه رفع الايدي وهو ما اذا قام من التشهد الاول الى الركعة الثالثة. فهذا تكبير لم يسبقه سجود ولم يلحقه فشرع فيه رفع اليدين حذو المنكبين اليكم قال عن ابي قلابة انه رأى ما لك بن حويرث رضي الله عنه اذا صلى كبر ورفع يديه واذا اراد ان يركع رفع يديه واذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وحدث ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صنع هكذا. في الحديث مشروع التكبير في اول الصلاة مشروعية رفع اليدين عند تكبيرة الاحرام وفي الحديث رفع اليدين عند الركوع ورفع اليدين عند الرفع من الركوع وهذه مواطن كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه فيها. احسن الله اليكم. عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. قال ابو حازم لا اعلمه الا ينمي ذلك الى النبي صلى الله عليه قوله هنا كان الناس تفيد الاستمرار والمتابعة قوله كان الناس يؤمرون ان يتوجهوا اليهم الامر والامر طلب اداء الفعل ممن هو اعلى او ممن يستعلي والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب ولكن صرف مدلول الامر عن الوجوب هنا لان الصلاة آآ هنا هذا الامر ليس على الوجوب لكونه قد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر بعض اصحابه في شيء من صلواتهم بدون ان يضعوا ايديهم اليمنى على ذراعهم اليسرى. ولكن قال الجمهور صرف عن الوجوب فيحمل على الاستحباب. وبذلك قال الجماهير وخالفهم في هذا بعض المالكية نسبه الى الامام ما لك رحمه الله تعالى. وحديث الباب قال كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل اليد اليمنى. الرجل ليست مقصودة لذاتها بل تشمل كل مكلف بما في فيه النساء. يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة. وذلك ان هذا الفعل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على مشروعية قبض اليدين عند قيام الانسان في صلاته. وقوله نقل ابو حازم لا اعلمه الا ينمي ذلك اي ينسبه الى النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا شيء من الاحاديث بهذا الباب ومع اخذ شيء من معانيها بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم واسأله جل وعلا ان اصلح قلوبنا وان يبارك لنا في بقية شهرنا وان يوفقنا لتدارك ما بقي فيه من اوقات وساعات كما اسأله جل وعلا ان يحسن خاتمتنا في الامور كلها وان يجعل حياتنا حياة خير وطاعة كما اسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ان يبارك فيهم واسأله ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. امين. وان جعلهم معانين هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين