ذلك انه احتلم في منامه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد يعني ما صعد على الارض واراد بذلك ان يتيمم قال فانه يعني التيمم يكفيك عن الوضوء اذا لم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فهذا لقاء جديد. نتدارس فيه شيئا من من احاديث المصطفى نبينا وسيدنا صلى الله عليه وسلم. ونأخذ شيئا من معانيها. واحكامها خلال قراءة عدد من الاحاديث التي وردت في مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وجزاه عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. فليتفضل القارئ مشكورا. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الامام البخاري رحمه الله وعن عمران ابن حصين رضي الله عنهما قال كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وانا اسرينا وادلجوا ليلتهم حتى اذا كنا في اخر الليل وكان وجه الصبح عن رسول ووقعنا وقعة ولا وقعة احلى عند المسافر منها. فغلبتهم اعينهم فما ايقظنا الا حر الشمس كان اول من استيقظ ابو بكر رضي الله عنه ثم فلان ثم فلان يسميهم ابو رجاء فنسي عوف ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرابع وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لانا لا ندري ما ما يحدث له في نومه فقعد ابو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته. فلما استيقظ عمر ورأى ما اصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم. فلما استيقظا شكوا اليه الذي اصابهم. قال لا ضير او لا يضير. ارتحلوا فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس الغداة. فلما انفتل من صلاته اذا هو برجل معتزل لم يصلي مع القوم. قال ما منعك يا فلان ان تصلي مع القوم؟ قال اصابتني جنابة ولا ماء. قال بالصعيد فانه يكفيك. ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم وجعلني في ركوب بين يديه وقد عطشنا عطشا شديدا. فاشتكى اليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا كان يسميه ابو رجاء نسيه عوف ودعا عليا رضي الله عنه فقال اذهبا فابتغي كالماء فانطلقا فتلقيا امرأة سادلة رجليها بين مزادتين او سطحيتين من ماء على بعير لها. فقالا لها اين الماء؟ قالت عهدي بالماء امس هذه الساعة ونفرنا خلوفا قلنا كم بين اهلك والماء؟ قالت يوم وليلة قالا لها انطلقي اذا قالت الى اين؟ قالا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت وما رسول الله الذي يقال له الصابر قال هو الذي تعنيني. فانطلقي. قال فلم نملكها من امرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثاه حديث وحدثته بمثل الذي حدثتنا غير انها حدثته انها مؤتمة. قال فاستنزلوها عن بعيرها. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم باناء ففرغ فيه من افواه المزادتين او السطيحتين واوكى افواههما وانطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء. فشربنا عطاشا اربعون رجلا حتى روينا. فملأنا كل قربة معنا واداوة غير انه لم نسق بعيرا. وهي تكاد تنظ من الماء. وكان اخر ذلك ان اعطى الذي اصابته الجنابة اناء من ماء قال اذهب فافرغه عليك وهي قائمة تنظر الى ما يفعل بمائها. وايم الله لقد اقلع عنها وانه ليخيل الينا انها اشد ملأة منها حين ابتدأ فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها هاتوا ما عندكم فجمعوا لها ما بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما من الكسر والتمر فجعلوها في في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال لها تعلمين ما رزقنا من ماءك شيئا ولكن الله هو الذي اسقانا فاتت اهلها وقد احتبست عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة؟ قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي الى هذا الذي يقال له الصابئ ففعل كذا وكذا. فوالله انه لاسحر الناس من بين هذه وهذه وقالت باصبعيها والسبابة فرفعتهما الى السماء. تعني السماء والارض. او انه لرسول الله حقا كما زعموا. فكان المسلمون بعد ذلك كي يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه. فقالت يوما لقومها ما ارى ان هؤلاء القوم ويدعونكم عمدا فهل لكم في الاسلام؟ فاطاعوها فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فدخلوا في الاسلام فاسلمت واسلموا هذا حديث عظيم من الاحاديث التي تدل على ما منحه الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم من قول عمران ابن حسين الحديث الذي قبله حديث عبدالرحمن ابن ابزى والاظهر انه من التابعين كما تقدم وكان من اكثر الرواة عن عمر رضي الله عنه. وقد روى احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال طوائف بانها مرسلة له وهناك من رأى انه من صغار الصحابة وقد قال بذلك جماعة من العلماء اورد المؤلف بعد هذا حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه قال كنا في سفر اي كنا مسافرين مع النبي صلى الله عليه لم وانا اسرينا يعني مسينا بالليل مشينا بالليل قال وادلجوا يعني مشينا بعد من بعد المغرب ليلتهم اي جميع الليل حتى اذا كنا في اخر الليل وكان وجه الصبح يعني لم يبقى على الفجر الا الشيء القليل عن سوء اي نزلوا في جانب الطريق اخر الليل. قال عمران ووقعنا اي انهم كانوا متعبين جهادين فسقطوا على الارض نوما من تعبهم. ووقعنا وقعة لا وقعة احلى عند المسافر منها قال فغلبتهم اعينهم يعني انهم ناموا حتى انهم لم يستيقظوا عندما دخل وقت الفجر. قال عمران فما ايقظنا اي ما جعلنا نستيقظ من نومنا الا حر الشمس وكان اول من استيقظ ابو بكر الصديق رظي الله عنه ثم فلان وفلان عددوهم وذكروا اسماؤهم فكان الرابع هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكان من عادتهم انهم لا يوقظون النبي صلى الله عليه وسلم ويتركونه وهو يستيقظ بنفسه للصلاة. فاذا نام لا يوقظون حتى يكون هو ان يستيقظ قال لان لا ندري ما يحدث له في نومه قد يأتيه الوحي في ذلك الوقت وبالتالي نتركه فقعد ابو بكر عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يوقظه للصلاة جعل يكبر الله اكبر ويرفع صوته بذلك. فلما استيقظ عمر ورأى ما اصاب الناس وكان رجلا جليدا اي قويا وقال فكبر ورفع عمر صوته تكبير فما زال عمر يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من منامه شكوا اليه الذي اصابهم اي ذكروا له بانهم قد ناموا عن صلاة فجر ولم يستيقظوا الا بحر الشمس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا ظير اي لا يلحقكم ظرر بسبب ذلك. وذلك ان نومهم لم يكن باختيار منهم. او قال لا ثم قال صلى الله عليه وسلم ارتحلوا اي اذهبوا من مكانكم الى مكان اخر. وذلك ان انا هم الذي ناموا فيه عن الصلاة قد اصابهم الشيطان فيه فلم يرد ان يجعله محل عبادة يصلي فيها صلاة الفجر. قال فارتحل فسار غير بعيد. اي ذهب الى مكان قريب ثم نزل فدعا طلب الوضوء يعني الماء الذي يتوضأ به. فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ونودي بالصلاة اي اذن المؤذن واقام للصلاة. فصلى بالناس الغداة. الغداة هي صلاة الفجر وقال فلما انفتى لا ايقظا صلاته وانتهى منها اذا هو برجل تزل اي خلف القوم لم يصلي مع الناس. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما منعك؟ يعني ما بالذي جعلك لا تصلي مع الناس يا فلان. فقال الرجل اصابتني جنابة ولا ماء تجد الماء ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم اي انطلق بعد ان صلى صلاة الفجر قال عمران وجعلني في ركوب الركوب البعير الذي يكون امام الناس. يقتدي به بقية قطيع الابل فيسير امامهم فيتبعونه. قال وجعلني في ركوب بين يديه وقد عطشنا اي ادت حاجتنا للماء عطشا شديدا. فاشتكى الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اصابهم من العطش فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بعض اصحابه دعا فلانا وعليا رضي الله عنه هما فقالا اذهبا فالتمسا او فابتغي الماء. اي اطلبا الماء وابحثا عنه لعلكم ترشدوننا الى مكان الماء فتجدون لنا بئرا نستقي منها. قال فانطلق علي وصاحبه رضي الله عنهما فبينما هم كذلك يبحثون عن بئر للماء اذ وجد امرأة قد سدلت رجليه اي ارسلت اه قدميها بين مزادتين اي قربتين على نمط معين او قطيحتين وهو نوع اخر من انواع القرب مما على بعير لها. ان ركبت على البعير في جنبتي البعير ما زادتان من الماء. فقال علي وصاحبه للمرأة اين الماء؟ اي اين نجد ابار الماء التي استقيت منها. فقالت المرأة عهدي بالماء اي انني قد تركت من مسافة يوم وليلة. وكانوا يقطعون الاربعين كيلا في اليوم معناه ان الماء يبعد عنهم قرابة الاربعين كيلا. قالت المرأة ونفرنا اي جماعتنا وقبيلتنا او قومنا خلوفا اي انهم قد غابوا عنا. وهذا الذي احوجني لان اذهب الماء من نجري ان نسقي ان نستقي منه. فقال علي ومن معه كم بين اهلك والماء؟ اي ما بعد منازل قومك فقالت يوم وليلة فقال علي وصاحبه للمرأة انطلقي اذا اي اذهبي معنا للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت الى اين؟ قالا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت وما رسول الله؟ ما معنى هذه الكلمة؟ ثم قالت الذي يقال له الصابئ والصابئ المائل الصابئ المائل كأنه مال عن دين قومه الى دين جديد. فقالا لها نعم هو الرجل الذي تعنينا فانطلقي اي اذهبي معنا. قال فلم نملكها من امرها. اي اخذنا ناقتها وسقناها وهي على الناقة. بحيث لم يبقى لها اختيار. في هذا الامر فقال فلم نملكها من امرها اي لم نطلقها ولم نجعل لها فرصة حتى اقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثاه بالحديث ما دار بين هذين الصحابيين وبين هذه مرأة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة فحدثته بمثل الذي تحدث به الرجلان والذي حدث اتتهم به المرأة غير انها زادت زيادة فقالت بانها مؤتمة. اي لها صبيان ايتام. ارادت اللي كان يرق عليها النبي صلى الله عليه وسلم او علمت انه صلى الله عليه وسلم يحافظ على الاخلاق ولذلك ذكرت له جملة لعلها تستعطف قلبه تجاهها. فقال النبي صلى الله عليه عليه وسلم استنزلوها عن بعيرها. اي اجعلوها تكون على الارض وتترك البعير. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم باناء اي شيء مما توضع فيه المائعات فرغ فيه اي صب في هذا الاناء من افواه المزادتين القربة يكون لها فتحتان فتحة يقال لها وكاء وهي التي يصب منها الماء. وفتحة يقال لها العزالي وهي التي تكون لتفريغ الهوى عند صب الماء وقد يصب. تعبى القربة منها. فكان صب الماء من القربة ومن الويكاء فقط فامر النبي صلى الله عليه وسلم بغلق افواه القربتين وايكائهما بغلقهما واطلق العزالي وهي الجهة الاخرى في القربة. قال ونودي في الناس اسقوا واستقوا. اي اشربوا لانفسكم واشربوا بهائمكم. اجعلوها الماء فسقى من شاء اي شربوا الماء واستقى اي ملأ اوانيه وسقى بهائمه. قال فشربنا عطاشا اربعون رجلا كان معهم اربعون رجلا كلهم عطشاء وحتى روينا ولقد شربوا ماء كثيرا اربعون رجل وملأوا كل قربة معهم. وكل وهي نوع من انواع الاواني. قال غير انه لم نسق بعيرا اي الشأن اننا لم نسق بعيرا وهي تكاد تبظ او تنظ من الملئ. اي ان القربة بعد ان سقوا منها جميع وعددهم اربعون لا زال الماء كثيرا في القربة حتى انه ليفيض من القربة وكان اخر من استعمل الماء الذي في الكربة ان اعطى الرجل الذي اصابته الجنابة واعطاه اناء ماء من ماء. قال اذهب فافرغه عليك. اي اغتسل به. قال والمرأة قائمة انظروا الى ما يفعل بمائها. لا تستطيع ان تحدث شيئا ولا ان تتكلم بامر. وقال وايم اه لقد اقلع عنها اي ان الناس اكتفوا واوقفوا طلبهم واخذهم للماء من هذه القربة وانه ليخيل ان يظن الينا ان القربة اشد ملاءة منها حين ابتدأ فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها اي ليكن من شأنكم ان تجمعوا بعض الاطعمة لتعطوها هذه المرأة فانكم قد استقيتم من ماء قربتها. فقال اجمعوا لها هاتوا ما عندكم جمعوا لها ما بين عجوة وهي نوع من انواع التمر ودقيقة وهي من البر والقمح وسويقة وهي من الشعير حتى جمعوا لها طعاما من الكسر والتمر. فجعلوها يعني هذه القطعة من طعام في ثوب وحملوا المرأة على بعيرها. ووضعوا الثوب الذي فيه الاطعمة بين يدي المرأة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لها تعلمين ان ما رزقنا اي ما انقصنا من ماءك شيئا فلا زالت القرب مليئة ولكن الله هو الذي اسقانا. قال فاتت المرأة اهلها وكانت قد تأخرت عنهم اي احتبست عنهم. قالوا ما حبسك يا فلانة؟ ما السبب الذي جعلك تتأخرين حتى قلقنا عليك. قالت خبر العجب العجب لقيني رجلان تقصد عليا وصاحبه فذهب هبابي الى هذا الذي يقال له الصابئ تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل لكذا وكذا من وفرة الماء من قربتيها وشرب الناس وشرب البهائم والاغتسال بذلك الماء ثم قالت فوالله احد امرين اما انه ساحر بل هو اسحر الناس اي اكثرهم واشدهم سحرا من بين هذه وهذه اي من بين اكبر ساحر بين السماوات والارض. وقالت باصبعيها السبابة والوسطى اي اشارت باحدهما الى جهة السماء وبالثاني الى جهة الارظ. فرفعتهما الى السماء تعني السماء والارض. او الاحتمال ان يكون رسولا لله جل وعلا حقا كما زعموا. قال فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون اي يغزون وعلى من حولها من المشركين من قبائل العرب ولا يصيبون الصرم الذي هي من اي الجماعة التي منها هذه المرأة. فقالت المرأة يوما لقومها ما ارى اي لا اقدر ولا احسب ان هؤلاء القوم تقصد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يدعونكم عمدا. انما تركوكم لغرظ في نفوسهم فهل لكم في الاسلام؟ هل لكم ان تدخلوا دين الله وتصبحوا مسلمين؟ فاطاعها قومها تلاموا فهدى الله ذلك الصرم بتلك المرأة فدخلوا في الاسلام فاسلمت المرأة واسلمت ما من ورائها هذا حديث عظيم فيه فوائد كبيرة منها سفر الجماعة معا الى خارج مدينتهم. وفي الحديث جواز الاسفار بالليل. والتنقل والذهاب في وفي الحديث ايضا جواز ان يكون نوم لانسان اخر الليل متى وثق من نفسه انه يقوم لصلاة الفجر وفي هذا الحديث ان النوم قد يكون على انبياء الله كما كونوا على افراد الناس. وقد قال صلى الله عليه وسلم ليس في النوم تفريط انما التفريط في اليقظة وفي هذا الحديث ان الانسان قد يغلبه النوم بحيث لا يتمكن من الاستيقاظ ولا ايقظ لتنبيه الاخرين. وفي هذا الحديث فظل ابي بكر الصديق وحرصه على التخلق مع النبي صلى الله عليه وسلم بالاخلاق الفاضلة وفضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحرصه على اقامة شعائر دين الله جل وعلا. وفي الحديث ما كان منه صلى الله عليه وسلم من انه لا يوقظ حتى يستيقظ بنفسه وفي الحديث مشروعية التكبير للتنبيه ومن ذلك تنبيه النائم ليقوم الله جل وعلا. وفي الحديث جواز رفع الصوت لمصلحة شرعية. وفي هذا الحديث رفع الصوت عند ايقاظ النائم من اجل ان يتمكن من اداء الصلاة و في الحديث ان من فاتته الصلاة لعذر لا يستطيع الفكاك عنه فانه لا يأثم بذلك في الحديث مشروعية الانتقال من المكان الذي غلب النوم فيه صاحبه حتى جعل لا يتمكن من ادائي آآ الصلاة. وفي الحديث استحباب انتقال الانسان من مواطن الغفلات. وفي الحديث ان آآ انتقال الانسان قد يكون قريبا آآ وذلك من اجل ان يبادر بصلاة العشاء وفي هذا الحديث وضوء الانسان في السفر وان الاصل انه لا ينتقل الى التيمم الا عند العجز عن الماء. وفي الحديث مشروعية الاذان لاداء الصلاة. ولو كان الانسان يؤديها قضاء بعد وقتها. وفي الحديث ان صلاة الجماعة لا تقتصر على الامام الراتب ولا على الامام الاعظم بل كلما اجتمع جماعة شرع لهم ان يصلوا ما حظرهم من اه الصلوات وفي الحديث صلاة النبي صلى الله عليه وسلم باصحابه صلاة الفجر. وفي الحديث انه اذا فاتت صلاة الفجر نسياننا او نوما فلم ينتبه الانسان لها الا بعد طلوع الشمس وصلاها جماعة فانه يجهر ارض بقراءة القرآن فانه هنا اخبر بانه صلى بالناس بالغداة. فمعناه انه صلى على الهيئة المعتادة من كونه بالفاتحة وفي هذا الحديث تفقد الامام الاعظم لرعيته كما تفقد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الذي اصابته الجنابة وفي الحديث ايضا ان مشروعية ختم الصلاة بالتسليم وفي الحديث تفقد الامام لمن معه من افراد الناس وحرصه على الاعتناء بهم ومراقبة والاشراف عليهم لاداء الصلوات المفروضة وفي الحديث من الفوائد ان الجنب لا يجوز له ان يصلي وانه يجب عليه ان يبحث عن المال ليغتسل. وفي هذا الحديث ان ان لم يجد الماء عند حلول وقت الصلاة انتقل الى التيمم. وفي الحديث ايضا ان التيمم يجزئ حتى في الحدث الاكبر واستدل طوائف بهذا الحديث على اقتصار المسح في التيمم مع الام كل ما ظهر على الارض كما قال بذلك ما لك. والاظهر ان كلما ظهر على الارض هزا للانسان ان يضرب عليه. وفي الحديث جواز ركوب الابل واستعمالها في الاسفار. وجواز جعلي قائد يقودها منها يسير بين يدي الناس. وفي الحديث ما تعرض له صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجوع الشديد والعطش الشديد. وفي الحديث مشروعية الدعاء عند نزول المظائق والمصائب فاذا ظاقت عليك دنياك يا ايها العبد فباب السماء مفتوح بينك وبين الله جل وعلا كما قال سبحانه. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة داعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وفي هذا الحديث الرجوع الى صاحب الولاية لعرض ما يكون عندهم من امور تحتاج الى عناية. وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ارسال الامام وقائد الجماعة من يتفقد الاحوال حولهم يلبي احتياج من معه. ولذا ارسل عليا وصاحبه ليبحثوا عنه الماء. وفي هذا بحيث ان اواني المشركين الطاهرة يجوز استعمالها. كما استعملوا الماء الذي اخذ من قربة هذه المرأة وفيه النواني المشركين اليابسة طاهرة وليست بنجسة تا هو انها لا تحتاج الى تغسيل وفي هذا الحديث ايضا نقل المياه بواسطة زادات وفي هذا الحديث سؤال الرجل المرأة الاجنبية عند عدم وجود ما يريب اذا سأل علي وصاحبه المرأة وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد مفهوم الناس تصحيح مفهوم الناس حينما قالت لهم الصابع فقالوا لها هو الذي تعنيه ان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان صاحبة الايتام ام يشرع للناس ان يقوموا بالاعتناء بهم وللرعاية والاهتمام لهم وفي الحديث فاذا انزال الانسان من ركوبه اذا كان سيحصل به منفعة عامة. وفي الحديث بركة النبي صلى الله عليه وسلم واعظا ما يكون معه من البركة في الطعام. وفي الحديث طريقة استعمال طلب الماء كثير من القربة وفي الحديث ان الله جل وعلا اذا جعل البركة في الماء سد القليل منه حاجة الكثير. وفي الحديث تفضل الله عز وجل على العباد بجعل الماء بين ايديهم الذي لا يستغنون عنه خصوصا في عصرنا الحاضر حيث توفر للناس ما يحتاجونه من المياه. وفي الحديث ان من كان عليه جنابة فانه يغتسل. ولو قدر ان انسانا عليه جنابة فلم يجد دماء فتيمم فانه متى حضر الماء وجب عليه ان يتطهر بذلك الماء وفي هذا الحديث ايضا ملء الاواني التي تكون مع الناس عند وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد انبهار هذه المرأة بالبركة التي اعطاها الله عز وجل لنبيه الكريم. وفي هذا الحديث مقابلة الاحسان بالاحسان اعطاها النبي صلى الله عليه وسلم امر بجمع اه شيء من طعام من اجل ان يقدم لهذه المرأة وفي الحديث بيان انواع واصناف الطعام عند اهل آآ المدينة فقد كانوا يستعملون العجوة ونوع من انواع التمور والدقيق والسويقة وفي هذا الحديث ربط الاطعمة بثوب ونحو ذلك. وفي هذا الحديث ايضا ان تفضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم بان اعطاه اما يجعله سببا لنزول البركات. وفي هذا الحديث تفقد الناس لذويهم وقراباتهم وقربهم منهم. وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد عظم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من امور خارجة عن مألوف الناس. وفي هذا حديث ايضا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام من بذل انفسهم واموالهم ليجاهدوا في سبيل الله جل وعلا. وفي الحديث تأخير وترك بعظ الحواضر او بعظ المدن لغاية ومصلحة وفي هذا الحديث فضل بعض النساء وما اعطاهن ان الله جل وعلا من العقل والفكر والتمييز. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوالنا جميعا وان يبارك فينا وفيكم وان يجعلنا واياكم من الموفقين المعانين ومن حزبه المتقين. كما اسأله جل وعلا ان يملأ قلوبنا تقوى وايمانا ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم من ارادنا واراد والمسلمين بسوء فسلمنا من سوءه واصرف سوءه عن اهل الاسلام برحمتك يا ارحم الراحمين، هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين