اذا لم يكن ذلك على جهة الترتيب الدائم وكان هذا على جهة فعله بغير ترتيب وفي الحديث بيان ان كل انسان يعد له مقعد في الجنة ومقعد في النار وفي الحديث سبق قدر الله عز وجل على الانسان. وكان امر الله قدرا مقدورا وفي الحديث من الفوائد انه لا يصح من العقلاء ان يتركوا العمل بدعوى الاستناد على القدر فانه كما لا يرضاه عاقل الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسمر عليكم الخيرات وان يوالي عليكم الفضائل والمبرات وان يجعلكم من الهداة المهتدين من اوليائه المتقين وحزبه المفلحين وبعد فهذا درس جديد من دروسنا في قراءة كتاب الجنائز بمختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له وجزاه عنا وعن الاسلام خير الجزاء فلعلنا نستمع لبعض الاحاديث لعل الله عز وجل ان ينيلنا الاجر وان يعظم لنا الثواب وان يرظى عنا فلنستمع للاحاديث من القارئ بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد. فاتنا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت الارض بمخصرته ثم قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار. ما من نفس منفوسة الا كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شقية او سعيدة. فقال رجل من القوم يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة. واما من كان منا من اهل الشقاوة فسيصير الى لاهل الشقاوة قال اعملوا فكل ميسر. اما اهل السعادة فسييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فسييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ. فاما من اعطى واتقى وصدق الى قوله فسنيسره للعسرى. في هذا الحديث من الفوائد مشروعية الاجتماع لتشييع الجنائز ولذا قال علي رضي الله عنه كنا في جنازة. وبقيع الغرقد الغرقد نوع من انواع الشجر هو الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بانه يخبر بمن وراءه من اليهود في اخر الزمان والبقيع المكان المنخفض الذي ينقع فيه الماء يكون بمثابة البقع وينبت فيه الشجر وكان الناس يكبرون في ذلك الموطن ولا زال البقيع موطنا لي قبر الموتى الا انه مع تقادم الاعصار اصبحوا يجعلون القبور فوق القبور ولذلك نشاهد ان البقيع مرتفعة عما حولها من الاراضي بسبب كثرة من دفن فيها فيما مضى وفي الحديث جواز الجلوس عند عند المقبرة في انتظار الجنائز ان ينهى دفنها قد ورد في الحديث النهي ان يجلس الانسان حتى تقدم الجنازة وفي الحديث الاجتماع في الجلوس عند المقابر اذا لم يكن ذلك على جهة الترتيب وفي الحديث استخدام المخصرة بحيث يجعل نوعا من العصا معه يستعملها وفي الحديث ان نكت على الارض المخصرة نوع من انواع الاخشاب يستخدمونه في عدد من حوائجهم مثل استقباله في القبلة ونحو ذلك وفي الحديث جواز ان ينكث الانسان الارظ بما معه من عود ونحوه وفي الحديث جريان قدر الله على جميع الوقائع وانه ما من واقعة الا وهي ضمن قدر الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر واستدل بالحديث على جواز القاء الموعظة اليسيرة في المقبرة في نفسه فكذا لا يرضاه الشارع فلو اخذ ما لك انسان وقال انما اخذته بقدر لم تقبل منه ذلك ولطالبته بارجاع مالك ولو ضربك انسان وقال انما ضربتك بقدر الله لم تقنع منه بمثل ذلك ولذا لما جيء بالسارق الى عمر رضي الله عنه وقال لم سرقت؟ قال سرقت بقدر الله فقال عمر ونقطع يدك بقدر الله ولا شك ان العقلاء يعلمون ان اقدار الله اه قد جعل الله لها اسبابا وهذه الاسباب مخلوقة لله ولكن للعبد فيها فعل وارادة فيجتمع الامران فعل العبد وقدر الله جل وعلا ومن اعظم ما يشكل على الناس في هذا الباب ان يقيسوا قدرة الله على قدرهم يظنون انه ما دام الانسان عاجزا عن تسيير ارادة الاخرين ظنوا ان الله كذلك وقد قال تعالى وما يشاؤون الا ان يشاء الله فاثبت للعبد مشيئة واثبت لنفسه مشيئة واثبت ما ان مشيئة العبد متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى ونحن نجد ان الناس لا يتركون العمل بالاسباب في مآكلهم ومشاربهم ومكاسبهم وسائر امورهم وقد نسب الله جل وعلا الافعال الى العباد كما قال جزاء بما كانوا يعملون فنسب العمل والفعل للعبد مما يدلك على ان افعال الناس منسوبة اليهم وبالتالي نفرق بينها هذين الامرين القدر وفعل المخلوق نفرق بين الامرين القدر منسوبي الى الله والفعل المنسوب الى العبد ومن هنا نعلم ظلال طائفتين الاولى المعتزلة الذين نفوا القدر وقالوا بان الله لم يخلق افعال العباد وهم الذين خلقوا افعال انفسهم فاثبتوا للعبد الفعل والخلق كذلك ممن يقابل هؤلاء الاشاعرة الذين نفوا عن العبد الفعل وقالوا بان الخلق والفعل لله عز وجل توسط اهل السنة في هذا الباب فقالوا بان الخلق لله والفعل للعبد وبذلك تجتمع النصوص الواردة في هذا الباب ومن الامور التي يشار اليها ان اقدار الله لها اسباب تعود للعباد فالله خلق السبب وخلق الاثر والعبد فعل السبب فظهر له الاثر ولذا قال جل وعلا ان سعيكم لشتى فاما من اعطى هذا فعل للعبد نسبه للعبد واتقى وهذا فعل للعبد. وصدق بالحسنى فهذا فعل للعبد فسنيسره لليسرى. وهذا قدر من الله جل وعلا نتج من السبب الذي هو من فعل العبد فعل العبد داخل في القدر وهكذا في قوله واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وما يغني عنه ما له اذا تردى بالتالي نعلم ان بعض الاسباب قد لا يقدر الله وقوع نتائجها واثارها بعدها وهذا اليه سبحانه وتعالى مرة بوجود موانع ومرة بانتفاء شروط ومرة بوجود خوارق بوجود خوارق ولذا مثلا من وضع على بدنه مادة تجنبه الاحتراق لم يحترق لو وضع في النار. لوجود المانع وهكذا ابراهيم لما القي في النار لم يحترق لماذا لوجود الخارق الذي جعله الله في تلك النار قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فهذا خلاصة هذا الباب الذي وقع فيه العديد ولم يصيبوا في هذا الباب. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه انه بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. فكان من اصحاب الشجرة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على املة غير الاسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال. وليس على ابن ادم نذر فيما لا يملك. ومن قتل نفسه بحديد في الدنيا عذب به في نار جهنم. ومن لعن مؤمنا فهو كقتله. ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله في الحديث مشروعية بيعة الامام في النوائب العامة في الحديث فظل اهل بيعة الرظوان ومنهم ثابت ابن قيس رضي الله عنه وفي الحديث تحريم اليمين على غير ملة الاسلام بان ينسب نفسه الى ملة غير الاسلام ان لم يكن ما يخبر به او ما يعد به وفي الحديث ان من نذر شيئا لا يملكه لم يلزمه وهل تجب عليه كفارة يمين حينئذ او لا تجب موطن خلاف والاكثر على وجوب كفارة اليمين في هذه الحال ولكن لو كان الانسان قد نذر ما لا يملك لكنه في استطاعته ان يملك فالجمهور على وجوب وفائه بهذا النذر وهو المشهور من مذهب الائمة الاربعة كمن نذر مثلا ان يتصدق بصاع تمر وهو لا يملك تمرا لكنه يقدر على ملكه مشهور من مذهب الائمة الاربعة انه يلزمه وان قوله في الحديث فيما لا يملك اي فيما لا يتمكن من ملكه وفي الحديث تحريم قتل الانسان لنفسه وظاهر الحديث اختصاصه بالحديدة وان كان في بعض روايات الحديث من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به في نار جهنم وفي الحديث احتراز الانسان فيما يستعمله من الادوات والالات لئلا تعود عليه بما يزهق نفسه في الحديث ايضا تحريم لعن الاخرين وانه من كبائر الذنوب لقوله من لعن مؤمنا فهو كقتله ما يدلك على تأكيد الشريعة في النهي عن السباب والتلاعن وفي الحديث تحريم نسبة الاخرين الى الكفر بدون البينة الشرعية وبدون العلم بوجود الشروط وانتفاء الموانع ظاهر الحديث ان ذلك من كبائر الذنوب. ولذا قال ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله نعم. احسن الله اليكم. قال عن جندب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في من قبلكم رجل به جراح فجزع فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقتل نفسه. فقال الله بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة قوله فما رقى الدم اي ما توقف وفي الحديث الاستدلال بما وقع في الامم السابقة اخذ منه ان الاصل ان شرع من قبلنا شرع لنا وفي الحديث تأكيد التحريم على قتل الانسان نفسه وفي الحديث ان من مل من الحياة وسأم منها لا يجوز له ان يسعى للخروج منها احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخنق نفسه يخنقها في النار. والذي طعنها يطعنها في النار. ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم. يتردى فيه خالدا مخلدا تنفيها ابدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا. ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه. في نار جهنم خالدا اللدن فيها ابدا في الحديث تحريم قتل الانسان لنفسه وان ذلك من كبائر الذنوب لان الذنب الذي يتوعد عليه بالنار يعد من الكبائر في الحديث تحريم هذه الانواع من القتل واستدل به على ان هذه الانواع من القتل من موجبات القصاص وهي الخنق والطعن والتردي من الجبل واسقاء الاخرين السم والقتل بواسطة الحديدة وفي الحديث دلالة على رد مذهب الحنفية بقولهم بان القصاص لا يثبت عند القتل بالمثقل وان الصواب اثبات القصاص عند وجود القتل باي الة تقتل غالية اثابكم الله قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنه عن عمر رضي الله عنه انه قال لما مات عبدالله بن ابي بن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه. فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت اليه فقلت يا رسول الله اتصلي على ابن ابي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا قال اعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اخر عني يا عمر فلما اكثرت قال اني خيرت فاخترت لو اعلم اني ان زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها. قال فصلى عليه رسول صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث الا يسيرا حتى نزلت الايتان من براءة ولا تصلي على احد منهم مات ابدا. الى وهم فاسقون. قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله اعلم في الحديث اثبات نسخ الاحكام وانه قد ينسخ بعضها بعضا. في الحديث نسخ السنة بواسطة القرآن فان الفعل النبوي سنة قد تم نسخه بالاية القرآنية ولا تصلي على احد منهم مات ابدا. في الحديث مشروعية صلاة جنازة على الموتى وفي الحديث جواز التبسم اذا وجد له سبب كما تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث تكرار النصيحة واعادتها على الشخص في الحديث اثبات حجية مفهوم العدد فانه قال ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فكأنه فهم ما زاد على ذلك لا يدخل في هذا الحكم ثم انه قال في اول الاية استغفر لهم او لا تستغفر لهم ففهم منه النبي صلى الله عليه وسلم التخيير في هذا دلالة على ان او تقع للتخيير بينما قال اخرون او هنا للتسوية فسواء استغفرت لهم او لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم وفي الحديث من الفوائد جرعة عمر على النبي صلى الله عليه وسلم وسعيه الى ما يرى انه موافق للنص في الحديث رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحمته بالعباد. احسن الله اليكم. قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال مروا بجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فاثنوا عليها خيرا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مروا باخرى فاثنوا عليها شرا وقال غير ذلك فقال وجبت. فقيل يا رسول الله قلت لهذا وجبت ولهذا وجبت. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت. قال هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة. وهذا اثنيتم عليه شرا فوجبت له النار. شهادته قوم المؤمنون شهداء الله في الارض. في الحديث مشروعية تشييع الجنائز في الحديث ذكر محاسن الموتى استحباب اشاعة هذه المحاسن من اجل ان يقتدى بهم في الخير استدل جماعة بهذا الخبر على انه قد يحكم على بعض الاشخاص في الجنة والنار لقوله وجبت وجبت واخرون قالوا بانه وجب الثناء وجبت الحالة الحسنة وليس المراد به بيان حالة وطريقته. وفي الحديث من الفوائد ان من كرر الناس عليه كلمة السوء والشر فينبغي ان يحذر بنفسه في الحديث من الفوائد استفصال الانسان عن الكلمة التي يسمعها لم يعرف المراد منها ولذا قال لهم قلتم لهذا وجبت ولهذا وجبت. وفي الحديث من الفوائد تكرار الثناء والكلام في محاسن الموتى وفي الحديث مكانة شهادة اهل الايمان لغيرهم. نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي الاسود قال قد نمت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمرت به جنازة فاثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت تمم رابع اخرى فاثني على صاحبها خيرا فقال عمر رضي الله عنه وجبت. ثم مر بالثالثة فاثني على صاحبها شرافا قال وجبت؟ فقال ابو الاسود فقلت ما وجبت يا امير المؤمنين؟ قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ايما مسلم شهد له اربعة بخير ادخله الله الجنة. فقلن وثلاثة. قال وثلاثة. فقلن واثنان. قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد ابو الاسود الدؤلي قال قدمت المدينة وقد وقع بها مرض الذي يظهر ان هذا المرض ليس مرضا ديان ولا وباء انه قدم عليهم وسمح له دخول المدينة. وقال اخرون بل الظاهر انه وباء. وان ابا الاسود توكل على الله في بقائه عندهم. وفي الحديث ان الامراض المنتشرة تكون سببا لموت الطوائف الكثيرة في الحديث من الفوائد ذكر محاسن الميت واعماله الخيرة ولذا قال اثنوا على صاحبها خيرا والثناء تكرير الكلام بعد الكلام وفي الحديث اثبات شهادة اهل الايمان على المقبور الجمهور على انه الى ثماني سنين لان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى قبور اهل بدر بعد هذه المدة. وفي الحديث اثبات شهادة القوم واثبات القاعدة بان المؤمنين شهداء الله في ارظه بارك الله فيك ووفقك الله للخير وجزاك الله خيرا استعملك الله في طاعة لعلنا نقف على هذا المقدار ما نسأله جل وعلا ان يصلح الاحوال وان يرد الخلق الى دين الله ردا حميدا فما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يوفق ولاة اقاليمها وما نسأله جل وعلا ان يدر عليهم في ارزاقهم ويرفع لهم في درجاتهم نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير ليجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين