الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا لكم توفيقا وسعادة واسأله ان ييسر لكم اموركم وان يرفع درجاتكم وان يغفر ذنوبكم وان يجعلكم من اهل الجنان وبعد فهذا يوم جديد. نتدارس فيه شيئا من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة عدد من الاحاديث من كتاب الحج من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له واسكنه فسيح جناته وجزاه الله عنا وعن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وبعد نستمع لشيء من هذه الاحاديث فليتفضل القارئ بارك الله فيه. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري وعن عبدالعزيز بن رفيع قال خرجت الى منى يوم التروية فلقيت انسا رضي الله عنه ذاهبا على حمار. قلت اخبرني شيء عقلته عن النبي صلى الله عليه وسلم اين صلى الظهر والعصر يوم التروية؟ فقال بمنى وانظر حيث يصلي امراؤك فصل. قلت فاين صلى العصر يوم النفر قال بالابطح ثم قال افعل كما يفعل امراؤك. نعم. في هذا الحديث من الفوائد استحباب الذهاب في اليوم الثامن من ذي الحجة الى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ويوم التروية هو اليوم الثامن. سمي بهذا الاسم لان الحجيج يأتون بالمياه يقومون روي الماء الى منى فيهم في ايام منى في هذا الحديث قال فلقيت انس سمعني انس بن مالك ذاهبا على حمار فيه جواز ركوب الدابة في الذهاب الى مناسك الحج. النبي صلى الله عليه وسلم حج على جمله. ففي هذا دلالة على ان ركوب الانسان بين المشاعر خير من مشيه. لانه اذا ركب حفظ قواه ليتمكن من انواع الطاعات من زكر ودعاء ورمي وطواف ونحو ذلك وفي هذا الحديث بين ان المشروع للحجيج ان يصلوا صلاة الظهر يوم التروية في منى وقد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم مقصورة بركعتين وبدون ان يجمع وصلى عسرى في وقتها وقال هنا انس وانظر حيث يصلي امراؤك فصلي قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مكان مسجد الخيف اليوم وكان الامراء يختلف هنا في محل صلاتهم من منى من مكان الى اخر وفي هذا مشروعية يلاحظ الانسان امراء الحجيج فيما يتعلق باداء النسك ليكون معهم بما في ذلك من اظهار شعائر الاسلام بتكثير الحجيج سماعهم وقوله فاين صلى العصر يوم النفر يوم النفر هو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. والنبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث عشر ذهب الى المرمى فرمى بعد الزوال وقبل ان يصلي صلاة الظهر وما ثم مباشرة خرج فجلس في الابطح وبقي هناك الى الفجر وقبل الفجر ذهب الى الحرم فطاف للوداع ثم ذهب الى المدينة سمي بالابطح لكونه واد فيه البطحاء. ثم قال انس افعل كما يفعل امراؤك يعني ان الذهاب الى الابطح في اليوم الثالث عشر ليس من الانساك. وانما اختاره نبي الله صلى الله عليه وسلم لكونه اسهل لخروجه واقرب الى طريق المدينة وفي هذا اظاءة تأكيد على ان يراعي الانسان ما يوجه به ولاة الامور في الحرمين الشريفين لاصلاح احوال الناس واستقرارهم وعدم وجود التدافع والتزاحم في فيما بينهم وعن ام الفضل رضي الله عنها قالت شك الناس يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم وان ناسا اختلفوا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فبعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم بقدره لبن وهو واقف على بعيره عشية يوم عرفة فشربه. من قوله عن ام الفضل قالت شك كالناس يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك ان من المستقر عند اهل الاسلام فضيلة صوم يوم عرفة. قد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال احتسبوا على الله في صوم يوم عرفة ان يكفر سنة ماضية وسنة ان اتيه. ولذا وقع التردد بينهم هل النبي صلى الله عليه وسلم كان صائما يوم عرفة في حجة الوداع او لا؟ فاختلف الناس في حال النبي صلى الله عليه وسلم مما يدلك على رغبة الصحابة في معرفة احوال النبي صلى الله عليه وسلم. وان نقاشهم في تتبع احواله صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم هو صائم اعتبارا ما مضى من حاله من كونه يكثر من الصيام ومن كونه يختار صيام الايام الفاضلة ومن كونه كان يصوم في اسفاره وقال اخرون ليس بصائم. ولعلهم علموا ذلك من رؤيتهم لشيء من فطره. فارادت ان تتأكد ام الفضل من ذلك. فبعثت الى النبي صلى الله الله عليه وسلم بقدح لبء. ففي هذا جواز اهداء المرأة للرجل الذي ليس من محارمها الهدية فام الفضل زوجة عم النبي صلى الله عليه وسلم وليس محرما لها فارسلت اليه بهذا الاناء الذي اللبن. وفي الحديث مشروعية وضع الالباني في الاواني والاقداح وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا شرب الانسان وهو على بعيره. فقد شرب النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللبن وهو واقف على بعيره. وفي هذا من من الفوائد ايضا وقوف النبي صلى الله عليه وسلم في عرفة على دابته. فانه صلى آآ الظهر والعصر وخطب قبل ان يدخل عرفة في وادي عرنة. ثم ركب ناقته ودخل عرفة وبقي على ناقته في يوم عرفة لم ينزل منها يدعو الله ويذكره كان مضحيا محرما ولم يغطى بشيء حتى غربت الشمس. وفي هذا دلالة على ان الافضل للحاج ان يكون مفطرا في يوم عرفة. ليكون ذلك اقوى له في الدعاء والذكر. وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا ان كان يشتغل يوم عرفة بالذكر كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن مشتغلا نوم ولا بحديث ولا بغيره من الافعال. وانما فرغ نفسه طول وقت وقوفه بعرفة للذكر والدعاء نعم. وعن سالم قال كتب عبدالملك الى الحجاج عام نزل بابن الزبير رضي الله عنهما الا يخالف ابن عمر في الحج. فجاء ابن عمر رضي الله عنهما وانا معه في عرفة حين زالت الشمس. فصاح عند صادق الحجاج اين هذا؟ فخرج وعليه ملحفة معصفرة. فقال ما لك يا ابا عبدالرحمن؟ فقال الرواح ان كنت تريد السنة قال الان هذه الساعة؟ قال نعم. قال فانظرني حتى افيض على رأسي ماء ثم اخرج فنزل ابن عمر حتى خرج الحجاج فسار بيني وبين ابي فسأل عبدالله رضي الله عنه كيف تصنع في الموقف يوم عرفة. قال سالم فقلت ان كنت تريد ان تصيب السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف وهجر بالصلاة يوم عرفة. فجعل ينظر الى عبد الله. فلما رأى ذلك عبدالله قال صدق انهم كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة اهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون قبل ان يقف الامام. وقبل ان يدفع فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فاذا قدموا رموا الجمرة وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول ارخص في اولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم. عبدالملك هو عبدالملك بن مروان الخليفة الاموي المعروف والحجاج هو الحجاج بن يوسف وقد ارسله عبد الملك لمقاتلة ابن الزبير فكان ابن الزبير في مكة وكان الحجاج في عرفة وبالتالي كان الحجاج يحاصر ابن الزبير في مكة. فكان الحجاج هو من يتولى امر الحجيج بعرفة. فارسل عبدالملك بن مروان الى الحجاج بن يوسف ان يقتدي بابن عمر وابن عمر قد قدم من المدينة لاداء الحج كما ذكرنا بالامس فكتب عبدالملك الى الحجاج ان يستمع لتوجيهات ابن عمر فيما يوجهه له في اداء النسك. فحينئذ قال الحجاج لابن عمر اخبرني بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وكانوا يقيمون خيامهم يوم عرفة خارج حدود عرفة. فاذا زالت الشمس ذهبوا فصلوا ثم دخلوا عرفة. فجاء ابن عمر قبيل زوال الشمس قبل الظهر بقليل. ويقول سالم ابن عبد الله ابن عمر جاء ابن عمر وانا معه يوم عرفة حين زالت الشمس فصاح عند سرادق او فسطاط الحجاج يعني خيامه الكبيرة. فقال اين هذا؟ يقصد دجاج يريد منه ان يذهب الى خطبة عرفة. فخرج الحجاج وعليهم ملحفة فيها العصفر. ويحتمل ان يكون غير محرم. وذلك لانه لم يكن الحرم ومكة بايديهم فخشي ان يمنع من الطواف. فكان يقود الحجيج بدون ان يكون محرما. فقال الحجاج لعبدالله بن عمر ما لك يا ابا عبدالرحمن؟ يعني لماذا ناديتني في اداء الوقت. فقال ارشده ابن عمر الى ان يخطب الخطبة. لان ذلك هو وقت النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الرواح يعني اذهب الان لاداء خطبة عرفة ان كنت تريد السنة. قال الان في هذه الساعة؟ قال نعم. كانها وقت الحر الشديد قال فانظرني يعني اخرني قليلا حتى اغتسل وافيض رأس ماء ثم اخرج فنزل ابن عمر ينتظره حتى خرج الحجاج فخطب الناس وصلى ابن عمر خلفه استدل الجمهور على هذا بمشروعية خلف الفساق ووجوب طاعة اصحاب الولاية ولو كانوا كذلك وانه يحج مع الولاة مهما كان عندهم من المعاصي ولو كانوا يسفكون الدماء قال سالم بن عبدالله فسار الحجاج بيني وبين ابي. فسأل الحجاج عبدالله ابن عمر كيف الصناعة في الموقف يوم عرفة اي ماذا نفعل في هذا اليوم؟ فقال سالم فقلت ان كنت تريد ان تصيب السنة وفي هذا ان الاولى بالانسان ان يختار اتباع السنة وان وان يترك ما في رأسه من اجتهادات واراء ولو كانت مخالفة للسنة قال فاقصر الخطبة وفي هذا استحباب كون خطبة عرفة قصيرة. قال وعجل الوقوف اي بادر بالوقوف. وهجر بالصلاة اي بكر صلاة والعصر لتؤديهما في اول وقتهما. فكان الحجاج ينظر الى عبد الله ابن عمر كانه يقول له هل هذا الكلام الذي صدر من سالم كلام صحيح؟ فلما اعبد الله بن عمر ان الحجاج يلتفت اليه. قال ابن عمر صدق اي صدق ابن عمر سالما في ما قاله من مشروعية قصر خطبة عرفة وتعجيل الوقوف والتبكير بالصلاة وقال انهم يعني يقصد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا يجمعون بين الظهر والعصر في السنة وفي هذا مشروعية الجمع بين صلاتي الظهر والعصر. وهذا يشمل جميع الحجيج حتى ااهل مكة الا ان الفقهاء مع اتفاقهم على جمع صلاتي الظهر والعصر لاهل مكة في عرفة الا انهم اختلفوا في قصر الصلاة. فالجمهور يقولون بان اهل مكة لا يقصرون الصلاة ويودونها تامة لان القصر لا يكون الا عند السفر واهل مكة لم يسافروا. قال وكان عبدالله بن عمر يقدم ضعفة اهله يعني في مزدلفة كان ابن عمر يرسل ضعفتان اهله من النساء والصبيان ومن يكون معهم فيغادرون مزدلفة بليل. وقد قال بجواز الخروج من مزدلفة بعد منتصف الليل فقهاء الشافعية والحنابلة. قال فكان من شأنهم ان يقفوا عند المشعر الحرام ومزدلفة كلها يصدق عليها اسم شعري الحرام. وبعضهم خص الجبل الذي في وسط مزدلفة بهذا الاسم. ولكن عند اهل العلم تسمية جميع مزدلفة بالمشعر الحرام. والمشعر يعني مكان الشعيرة حرام لانه داخل حدود الحرم فيفرقون بين مزدلفة وعرفة. فعرفة مشعر حلال ومزدلفة مشعر حرام فيفرقون بينهما. قال فكانوا يذكرون الله في مزدلفة ما بدا لهم ثم يرجعون يعني يخرجون من مزدلفة الى منى قبل ان يخرج الامام وكان الامام يصلي صلاة الفجر في اول وقتها في مزدلفة. ثم يذكر الله ويدعوه حتى لتسفر جدا ثم يذهب الى منى. اما الضعفة فقد كانوا يخرجون بليل يدفعون الى منى بليل فمنهم من كان يصل الى آآ جمرة العقبة بالليل فيرمون قبل الفجر فدل هذا على ان وقت رمي جمرة العقبة يبتدأ من وقت اجازتي آآ ذهاب الضعفة من مزدلفة ويكون من منتصف الليل. فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فهذا الحديث يشعر بانهم كانوا كانوا يرمون قبل طلوع الشمس مما يدل على ابطال قول من قال بان رمي جمرة العقبة لا يكون الا بعد طلوع الشمس وكان ابن عمر يقول ارخص في اولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال اضللت بعيرا لي فذهبت اطلبه يوم عرفة. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة. فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه ها هنا جبير بن مطعم من كبار الصحابة ممن تأخر اسلامهم. وابوه مطعم ابن عادي من كرماء العرب ووجهاء وقال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كان المطعم حيا وكلمني في هؤلاء النتنى يعني اسرى لاطلقتهم له مما يدل على مكانته مع انه كان او مات على الشرك يقول جبير بن مطعم اظللت بعيرا لي يعني فقدته ولم ادري اين ذهب. فذهبت اطلبه يوم عرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة وفي هذا دلالة على مشروعية ان يقف الحجيج بعرفة في اليوم التاسع. وهو ركن من اركان الحج وكان اهل الجاهلية يقولون بان اهل مكة في الحج لا يغادرون الحرم يقفون في مزدلفة ولا يذهبون الى عرفة. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال فهديه هدي المشركين فذهب الى عرفة فوقف فيها. ولذا قال تعالى فاذا افضت من عرفات وقال فافيضوا من حيث افاض الناس لان الناس يعني بقية قبائل العرب كانوا يذهبون الى عرفة. واما اهل مكة فلا يذهبون. فاهم اهل مكة بان يذهبوا الى عرفة كما يذهب بقية الناس. فلذلك جبير بن مطعم ما رآه من كون النبي صلى الله عليه وسلم يقف للحج بعرفة مع انه من اهل مكة من اه الحمس. فكان هدي النبي صلى الله عليه سلم على ارث ابراهيم عليه السلام وخالف في ذلك طريقة المشركين نعم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة. وكانوا يفيضون من جمع وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الاسلام دفعوا الى عرفات وامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها. وان هذه الاية نزلت في الحمس حيث افاض الناس. نعم. في هذا ان قريش ومن سار على طريقتها من اهل مكة لا يذهبون الى عرفة لكونهم يقولون عرفة في الحل. ونحن اهل الحرم فامر الله اهل مكة ان يماثلوا بقية الحجيج في الذهاب الى عرفة. واصبح الوقوف بعرفة ركنا من اركان الحج لا يتم الحج الا بها. قال فكان اهل مكة من قريش ومن دان دينهم لا يذهبون الى عرفة واذا وصلوا الى مزدلفة وقفوا عندها وهي التي تسمى جمع. وكانوا يفيضون الى منى من جمع يعني من مزدلفة ولا تذهبون الى عرفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب بقية قبائل العرب يذهبون الى عرفة فيقفون بها. فلما جاء الاسلام امروا جميعا بان يذهبوا الى عرفات بما فيهم اهل مكة. وامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها بعد غروب الشمس. وهذه الاية نزلت في لهذا ثم افيضوا يعني يا اهل مكة من حيث افاض الناس من بقية الحجيج فتذهب الى عرفات. وتفيض منها. لا من مزدلفة وعن عروة قال سئل اسامة رضي الله عنه وانا جالس اسمع عن مسير النبي صلى الله عليه وسلم في حجة وداع كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع فقال كان يسير العنق فاذا وجد فجوة النص لما ركب النبي صلى الله عليه وسلم ذاهبا الى الى مزدلفة فمن عرفة اردف معه اسامة ابن زيد. وفي هذا مشروعية الارداف على الدابة وجوازه وفيه ان الركوب في الحج اولى من المشي على الاقدام ليحفظ الانسان قوته. وآآ سئل اسامة عن الطريقة التي كان يسير عليها صلى الله عليه وسلم هل كان مسرعا او مبطئا قال كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حين دفع اي نفر من عرفة الى مزدلفة فقال اسامة كان يسير العنق وهو سير متوسط بين الابطاء الاسراع فاذا وجد فجوة يعني مكانا متسعا نصا اي اسرع قليلا ليغتنم ذلك المكان الفارغ. وفي هذا دلالة على ان بعض حجيج كانوا يسيرون امام النبي صلى الله عليه وسلم في الطريق من عرفة الى مزدلفة لكن في اول النفرة اول من نفر هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن في الطريق قد تسبقه بعض الناس. ففي هذا بيان طريقة سير النبي صلى الله عليه وسلم لما دفع من وفيه ان الانسان قد يسرع في بعظ المواطن اذا لم يكن ذلك شاقا على ولا يكون مرهقا له. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوتا شديدا وجلبة واسراعا. قال النبي صلى الله عليه وسلم ان البر ليس بالايظاع يعني الاسراع. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه ودفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا ضربا وصوتا للابل فاشار بسوطه اليهم وقال ايها الناس عليكم بالسكينة فان البر ليس ابن عباس كان مع جموع الحجيج الذين دفعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لم وفي هذا جواز حج المميز. فان ابن عباس لم يكن قد بلغ حينئذ في هذا ان الناس يسيرون في دفعهم بعد الامام وقوله هنا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ورأه زجرا شديدا وضربا وصوتا للابل كان انهم تعجلوا في مشيهم فارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يسيروا بسكينة. وفي هذا فضيلة السكينة عند سير الانسان وفي هذا ان السكينة في الذهاب الى مواطن الطاعات مما يؤمر به شرعا وفي هذا انه تسكن نفس الانسان عند ادائه لهذه الشعائر. وفي الحديث افادة من الاشارة واخذ الاحكام منها. فان النبي صلى الله عليه وسلم اشار الى الناس لي يترك ما هم فيه من الزجر الشديد والظرب للابل. وفي الحديث ما كان يحمله صلى الله عليه وسلم اثناء تنقله من آآ سوط فقد كان صوته معه. وفي الحديث ان الانسان قد يظن ان الخير والطاعة في باب ويكون آآ الخير والطاعة في باب بن اخر فقد ظنوا ان البر والاجر في الاسراع في آآ السبق للوصول الى مزدلفة فارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ان البر والاجر في ضده والسكينة. بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. وجعلنا الله واياكم من الهداة المهتدين ونسأله سبحانه ان يسعدكم وان يوفقكم وان يتولى شأنكم كما نسأله جل وعلا عموم المسلمين التوفيق لكل خير وسعادة الدنيا والاخرة. ونسأله جل وعلا لولاة امرنا ان يوفق لما يحب ويرضى وان يجعل عملهم على وفق الطاعة ورضا الرب جل وعلى هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين