الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسعدكم في الدنيا والاخرة وان يبارك فيكم وان يجر عليكم ارزاقه وان يكون معكم وليا هاديا نصيرا وبعد في لقاء سابق تدارسنا اوائل حديث صلح الحديبية وذكرنا شيئا من المفاوضات التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الوفود التي وفدت اليه من مكة ولعلنا نكمل ارادة هذا الحديث وان نتبين ما فيه من الفوائد قالوا فقام رجل منهم يعني لما رجع الرجل الكناني الى مكة واخبرهم بان النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه لا ينبغي ان يردوا وهم يلبون وقد ساقوا الهدي الذي قلد علامة هادي ومثل هؤلاء لا يرد حينئذ قام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني اته اي سيذهب مفاوضا عن اهل مكة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ائته اي اذهب اليه فلما اشرف الرجل مكرز بن حفص على النبي صلى الله عليه وسلم عرفوه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا مكرز وهو رجل فاجر هذه الكلمة فيها ذكر عيب لهذا الرجل وما ذاك الا من اجل ان يتحرز المسلمون من شره. وبهذا دلالة على ان ذكر الكلمة السيئة عن الشخص من اجل ان يحذر مما فيه ولان لا ينخدع لا يعد من الغيبة المحرمة. قال فجعل مكرز يكلم النبي صلى الله عليه وسلم وفيه مفاوضة الرجل غير المأمون من اجل ان يوصل الى الصلح الذي تتحقق به المصالح. فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يكلم مكرزا اذ جاء سهيل بن عمرو وسهيل بن عمر من قادة قريش ومن وجهائها وقال معمر فاخبرني ايوب عن عكرمة انه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم سهل امركم. وفي هذا التفاؤل بالاسماء. وان كان هذا الاسناد فيه ارسال فان عكرمة تابعي ولم يذكر الصحابي الذي روى عنه هذه الكلمة قال معمر؟ قال الزهري في حديثه يعني باسناده السابق الذي روى فيه الزهري عن عروة عن المسور ومروان وهما من الصحابة قال فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب يعني الان نريد ان نعقد صلحا في هذا جواز الصلح مع غير المسلمين مما يحقق المصلحة اتاء وقد اختلف الفقهاء في مدة الصلح. فقال الحنابلة والشافعي لا يجوز ان طالحوا على اكثر من عشر سنين فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية لئلا يبطل الجهاد وقال طائفة من الفقهاء يجوز الى ثلاثين سنة. وقال اخرون بل يجوز مطلقا وما دام انه يحقق المصلحة ولعل هذا القول ارجح وذلك لعدم وجود الدليل المانع من المصالحة بين المسلمين وغيرهم قال فقال سهيل بن عمرو هات اكتب بيننا وبينكم كتابا. وفي هذا توثيق كود والصلح بالكتابة. وان الكتابة معتبرة في التوثيقات. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وهذه الكلمة لم تكن قريش تعرفها. وانما كانوا يكتبون باسمك اللهم ولذا اعترظ سهال اي على هذه الكلمة. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بمسحها وكتابة ما تعارفن قريش وفيها ذا جواز ان يكتب بما تعارف الناس عليه. واذا لم يكن فيه مخالفة الشرع فالمسلمون كانهم انكروا وقالوا لا يكتب الا بسم الله الرحمن الرحيم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى يعني ما صالح عليه محمد رسول الله فنفر سهيل بن عمرو من كلمة محمد رسول الله لانها فيها اقرارا بالرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم. فقال لو كنا نعلم انك رسول الله ما صددناك عن البيت. ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبدالله النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. فقال والله اني لرسول الله وان كذبتموني. اكتب محمد بن عبدالله وفي هذا جواز التنازل عما يعلم الانسان صحته وصدقه ويتيقنه اذا لم يستبدله بامر مخالف للحق. قال الزهري ذلك لقوله يعني لان النبي صلى الله عليه وسلم كان قال قبل ذلك لا يسألوني خطة يعظمون فيها رماة الله الا اعطيتهم اياها فقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر بنود الصلح على ان تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به. لانهم كانوا محرمين وقد قدموا للعمرة فقال سهيل والله لا تتحدث العرب انا اخذنا ظغطة يعني جبرا وقصرا بدون ارادتنا. ولكن نكتب لكم ان تعتمروا من السنة قادمة فكتبوا ذلك فقال وكان من بنود الصلح ان يتركوا الحرب عشر سنين وان من اراد ان يدخل في صلح النبي صلى الله الله عليه وسلم دخل ومن اراد ان يدخل في صلح قريش دخل فدخلت خزاعة في صلح النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت بكر في صلحه قريش وكان من بنود الصلح ما اقترحه سهيل فقال وعلى انه لا يأتيك منا رجل وان كان على دينك الا رددته الينا. وانظروا نصوا على كلمة رجل ومعنى ان المرأة لا تدخل في هذا الكلام وفي هذا وجوب مراعاة الفاظ العقود والصلح التحقق مما يدخل فيها مما لا يدخل قال وابى سهيل ان يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك. كان النبي صلى الله عليه وسلم استأذنه او اراد منه ان يتنازل عن ذلك فرفض وابى الا ان يكتب ذلك. فكتب. وكان المسلمون قد كرهوه وفي هذا ان ما يعقده الامام من العقود يلزم رعيته. ولو كانوا كارهين له هو ما دام انه اراد به ما يحقق المصلحة قال وامتعظ المسلمون منها اي اغتاظوا من هذي اللفظة قال المسلمون سبحان الله كيف يرد الى المشركين؟ وقد جاء مسلما. فلما ابا سهيل ان يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على ذلك كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هم يكتبون كتاب الصلح اذ دخل ولد سهيل ابن عمر المفاوض عن اهل مكة. واسمه ابو جندل وكان مقيدا في الحديد. وفي رجليه السلاسل يرسف في قيوده. وقد خرج من اسفل مكة حتى رمى بنفسه بين اظهر المسلمين. وقال الحمد لله الذي نجاني الله من المشركين فقال والده سهيل بن عمرو يا محمد هذا اول من اقاظيك عليه ان ترده الي بناء على الصلح الذي بيننا وبينك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لم ينتهي كتاب الصلح بعد فقال اذا لا اصالحك على شيء بعدها ابدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائذن له واسمح له واجزه من اجلي. فقال سهيل ابن عمر ما انا بمجيزه لك قال بلى فافعل. فقال ما انا بفاعل. وكان مكرز بن حفص حاضرا فقال بل قد اجزناه لك ولكن هذه الكلمة لم تلزم سهيل بن عمرو. وفيه ان من تدخل من خارج افراد الصلح ان كلامه وتعهده لا يلزم. قال فقال ابو جندل مستغيثا بالمسلمين يا معشر المسلمين ارد الى المشركين وقد جئت مسلما. الا ترون ما قد لقيت كان يخشى على نفسه من العذاب ان يجعله يرتد عن دين الله. وكان قد عذب عذابا شديدا في الله وحينئذ بكى المسلمون وتأثروا تأثرا عظيما لواحد من اخوانه يرد ليعذب في دينه لا يستطيعون ان يتصرفوا بشيء. وفي هذا احترام العقود وعهود الصلح ولو كان في ذلك شيء من النقيصة. فرد النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ ابا جندل الى ابيه سهيل بن عمرو. انتهوا من بنود الصلح وكتبوا حينئذ المسلمون اعتقدوا ان هذا الصلح صلح هزيمة يردون لا يكملون عمرتهم. ومن جاءهم من المسلمين يرد. ومن جاء من المشركين مرتدا لا يرد الى المسلمين ورأوا ان في ذلك استنقاصا للمسلمين. قال بعض الصحابة قال البراء والله لو استطعت ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم لرددته قال قائلهم اتهموا الرأي. اتهموا الرأي جاء عمر بن الخطاب فذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم الست نبي الله حقا؟ قال بلى قال السنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى قال فلم نعطي الدنية في ديننا اذا لماذا نعطي اهذه التنازلات؟ وهذا الصلح الذي نعتقده قد بخس المسلمين في ويهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر يا عمر اني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري وحين اذا هذا امر من الله عز وجل وجب عليك الانقياد له فقال عمر اوليس قد حدثتنا سابقا انا سنأتي الى مكة وانا سنطوف بالكعبة وانا سنعتمر اين وعدك السابق؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل قلت لك انه في هذه السنة وفي هذا العام؟ قال قلت لا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فان انك اتيه ومطوف به. وتحقق هذا بعد سنة فجاءه وطاف به. وبعد ست سنوات من هذه الواقعة اصبح عمر هو الخليفة. وهو المتصرف. وهو ولي الامر في هذه البلاد. ست سنوات في عمر التاريخ لا تعد شيئا. فذهب عمر الى ابي بكر رضي الله عنه الصديد الذي اعلموا صدق النبي صلى الله عليه وسلم ويصدقه في كل ما جاء به فقال يا ابا بكر اليس هذا نبي الله حقا؟ قال نعم. قال السنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى قال فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟ في هذا تمهيد الكلام بذكر المعاني التي يبنى عليها فقال ابو بكر ايها الرجل يقول لعمر انه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه والله ناصره. فاستمسك بغرزه. والغرز ما يكون في في طرفه وما يسعد به على البهيمة. فوالله انه على الحق فقال عمر اليس كان يحدثنا ان سنأتي البيت ونتطوف به؟ قال بلى. لكن هل اخبرك ان هذا في هذه السنة فقال لا قال فانك اتيه ومطوف به فانظروا لتوافق جواب النبي صلى الله عليه وسلم مع جواب عمر. قال الزهري قال عمر فعملت لذلك اعمالا. يعني انني تصدقت بصدقات واديت اعمالا صالحة ها لكوني تجرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المقالة وذلك لان الحسنات يذهبن السيئات قال فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا. وفيه ان من احصر عن البيت وقد جاء محرما بالعمرة فانه يتحلل بعد ذبح الهدي وهذا لمن لم يكن قد اشترط. فمن اشترط ان له حق التحلل عند لبسه الاحرام جاز له ان يتحلل بدون ان يجب عليه ذبح الهدي متى احصر عن البيت. اما من لم يشترط فانه اذا احصر عن البيت وجب عليه ان يذبح الهدي ثم يحلق. وفي هذا الح على جواز الذبح قبل الحلق. كما قال الجمهور خلافا للحنفية. لان الله قال ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله. فقال الحنفية لا يجوز الحلق الا بعد ذبح الهدي والجمهور يقولون في الاية ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله يعني يصل هادي الى مكان الذبح وزمانه. ولم يشترط ذات الذبح قال فوالله ما قام منهم رجل كل الصحابة في نفوسهم اكمال العمرة واتمامها يظنون ان هذا هو الاقرب الى الله. وفي هذا دلالة على ان دين الله لا يؤخذ بالعواطف. وانما يؤخذ ذو بي النصوص حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم ذلك امرهم بالنحر والحلق والتحلل. فلما لم يقم منهم احد دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سلمة رضي الله عنها. فذكر لها ما لقي من من كونه يأمرهم ولا يمتثلون. فاشارت عليه ام سلمة برأي وفيها قبول اشارة المرأة وجواز الاخذ برأيها. فقالت يا نبي الله اتحب ذلك؟ هل تحب ان يطيعك الناس وفي هذا اخرج ثم لا تكلم احدا منهم حتى تنحر بدنك. يعني تنحر امام الناس وتدعو حالقك فيحلقك وفي هذا ان الناس يتأثرون بالفعل اكثر مما يتأثرون من القول. فخرج لم يكلم احدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه. وفي هذا الحلق على التقصير. فنحر قبل ان يحلق. فلما رأى الصحابة ذلك قاموا فنحروه. وفي هذا مشروعية الاقتداء بافعال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وجعل بعظهم يحلق بعظا. وفي هذا دلالة على جواز ان يحلق المحرم لغيره. وانه لا عليه في ذلك حتى كاد بعضهم يقتل بعضا. يعني لكونهم يسرعون في حلق رؤوسهم فقد يخرج الدم من رؤوس بعضهم. ولم يأته احد من الرجال الا رده. يعني اذا جاء رجل الى المدينة رده بناء على الصلح ولكن اذا جاءت امرأة قبلها ولم يردها. ولم يأته احد من الرجال الا رده في تلك المدة. وان كان مسلما وفي هذا الالتزام بالصلح وبنوده وبذلك نفهم قول جل وعلا في اخر سورة الانفال في قوله جل وعلا ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض والذين امنوا ولم يهاجروا فما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا. وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه نسوة مؤمنات مهاجرات وكانت ام كلثوم بنت عقبة بن ابي معيط ممن خرج الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهي عاتق يعني شابة بلى لقد سن الزواج. فجاء اهلها يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ان يرجعها اليهم فلم يرجعها اليهم. فقالوا الصلح. قال الصلح فيه اذا جاء رجل وهذه امرأة. فانزل الله في فيهن يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن والله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعهن الى الكفار لهن حل لهم ولا هم يحلون لهن. واتوهم ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن ولا تمسكوا بعظم الكوافير. يعني اذا كانت بعض نسائكم وزوجاتكم كافرات ففارقوهن. فلا يحل لمسلم ان يبقي كافرة عنده فحينئذ طلق عمر يومئذ امرأتين. وفي هذا تأييد حكم الفسخ بالطلاق وكانتا له في الشرك. فتزوج احداهما معاوية ابن ابي سفيان ولم يكن اسلما بعد. والاخرى صفوان بن امية رضوان الله عليه. ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فلما كان في المدينة جاءه رجل من اهل مكة يقال له ابو بصير رضي الله عنه وكان قد اسلم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد اخبرهم باسلامه علمت قريش بانه قد ذهب الى المدينة فارسلوا رجلين من اجل استرجاعه فارسل اهل مكة في طلبه رجلين فقالوا العهد يعني صلح الحديبية الذي جعلت لنا فاسلمه النبي صلى الله عليه وسلم الى الرجلين فخرج به حتى وصلوا الى مكان الميقات ذو الحليفة. وكان قريبا من المدينة بينها بين المدينة اكيال يسيرة. فنزلوا يأكلون من تمر معهم. فحينئذ قال ابو بصير لاحد الرجلين والله اني لارى سيفك هذا جيدا قام الاخر واخذ السيف قال نعم والله انه لجيد. لقد جربت به ثم جربت ثم جربت. فقال ابو بصير ارني سيفك وفي هذا ان من لم يكن له امان ولا عهد فلا حرج على مسلم في تله من الكفار قال ارني انظر اليه. فاخذ السيف وسلمه له حينئذ قام المشرك ظربة مات منها حتى برد. رأى المشرك الاخر ابا بصير قد قتل هبة فظن ان ابا بصير سيقتله كما قتل صاحبه. فحين اذ هرب مسرعا وكان ابو بصير يتبعه بالسيف شاهرا السيف. حتى اتى الرجل المشرك للمدينة فدخل المسجد يعدو هربا من ابي بصير. فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لقد رأى هذا ذعرا اي شاهد امرا يخيفه. وفي هذا الاستدلال على الحوادث بقرائنها فلما انتهى الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل المشرك قتل والله صاحبه واني لمقتول. فجاء ابو بصير فدخل المسجد فقال ابو بصير يا نبي الله قد اوفى الله ذمتك سلمتني اليهم بناءا على العهد وقد رددتني اليهم وقد انجاني الله منهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل امه مسعر حرب اي مشعل للحرب سيكون سببا من اسباب الحرب لو كان له احد يعني لو كان عنده من يناصره لكان مثل هذا الرجل على ما اتاه الله من قوة ومن رأي ومن شجاعة سيكون سبب حرب على قريش. فلما سمع ابو بصير هذه المقالة علم ان النبي صلى الله عليه اي سلم سيرده اليهم. حينئذ هرب من المسجد. وخرج حتى اتى الساحل. ساحل البحر حينئذ سمع بعض المسلمين في مكة بابي بصير فاصبحوا يخرجون من مكة ويذهبون الى ابي بصير منهم ابو جندل ابن سهيل ابن عمر صاحبنا السابق فجعل لا يخرج رجل من قريش قد اسلم الا لحق بابي بصير حتى اجتمعت منهم جماعة اصبح لهم قوة ومناعة فكانوا لا يسمعون بقافلة تجارية لقريش سواء كانت ذاهبة الى الشام او عائشة منها الا اعترضوا طريقها فقتلوهم واخذوا اموالهم. فتضررت قريش من ذلك فارسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم بطلب الغاء هذا البند من الصلح. فارسل قريش تناشده الله والرحم لما ارسل الى ابي بصير وابي جندل ومن معهم ان يأتوه فمن اتاه فهو امن. فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فانزل الله جل وعلا لا يمتن عليهم وهو الذي كف ايديهم عنكم. كانوا يضربونكم ويؤذونكم في مكة. وكف ايديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم. وقيل بان المقصود بهذا ان الله بصلح الحديبية كف القتال بين المسلمين والمشركين. وكانت حمية اهل الجاهلية انهم لم يقروا انه نبي الله ولم يقروا ببسم الله حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والبيت قالت عائشة قال عروة اخبرتني عائشة وهي خالته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن بهذه الاية يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن فكان يبايع النساء بهذه البيعة. قالت عائشة فمن اقر بهذه الشروط من المؤمنات قبل منها وبايعها. وانما كان يبايعها بالكلام بدون مصافحة فاستدل بهذا على المنع من مصافحة الرجل للنساء الاجنبية قالت كلاما يكلمها به. ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة امرأة يملكها يعني زوجة او مملوكة وما بايعهن الا بقوله قد بايعتك على وفي هذا بيعة النساء. في هذا بيعة النساء. وقالت والله ما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء الا بما امر الله ماذا فعلوا في الصلح ذكر قبيلة همت بقتال قبيلة خزاعة. لثرات في الجاهلية. فعلمت قريش بذلك وجاء رجال من قريش فساندوا قبيلة بكر و امدت قريش بكرا بالسلاح. فجاءوا الى قبيلة خزاعة على ماء من اوديتهم وهم يصلون فقتلوهم قتلا ذريعا. وحينئذ جاء وافدهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره. وكان هذا نقضا للصلح. الصلح وقع في السنة الثامنة ونقظه وقع في السنة الثامنة بعد سنتين. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة الاف مقاتل. انظروا في صلح الحديبية كم كان معه كان معه الف واربعمائة. في وقت الصلح تفرغ المسلمون للدعوة فدعوا الى الله جل وعلا فاقبلت القبائل تستجيب لهذه الدعوة واسلموا وجاؤوا الى المدينة فكثر اهل المدينة وكثر عدد المسلمين غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وحقق الله فتح مكة بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين