الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يبارك فيكم وان يوفقكم لكل خير. وان يجعلكم من الهداة المهتدين. وبعد فهذا درس من دروسنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى نتدارس فيه هذا اليوم حديثا اورده الامام البخاري رحمه الله في اوائل كتاب الحيض يتعلق بحجة النبي صلى الله عليه وسلم وبصفتي هذه الحجة كما روتها ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فلعلنا ان نقرأ هذا الحديث الشريف. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال الامام البخاري وعن عائشة رضي الله عنها قالت خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لخمس باقين من ذي القعدة لا نرى الا الحج موافين لهلال ذي الحجة في اشهر حج وليالي الحج وحرم الحج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب ان يهل بعمرة فليهلل فاني لولا اني اهديت لاهللت بعمرة فاهل بعضهم بعمرة واهل بالحج فهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي فاهللت بعمرة فلما كنا بسرف فخرج النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه فقال من لم يكن منكم معه هدي واحب ان يجعلها عمرة فليفعل. ومن كان معه الهدي فلا. قالت فالاخذ بها والتارك لها من اصحابه. قال فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال من اصحابه فكانوا اهل قوة وكان معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ابكي قال ما لك ما يبكيك يا هنتاه؟ قلت سمعت قولك لاصحابك فمنعت العمرة. قال وما شأنك؟ قلت لا اصلي. لوددت والله اني لم احج العام قال لعلك نفستي. قلت نعم. قال فلا يضرك ان هذا امر كتبه الله على بنات ادم فاقضي ما يقضي الحاج غير الا تطوفي بالبيت حتى تطهري. فكوني في حجتك فعسى ان يرزقكها. فلما قدمنا مكة تطوفنا بالبيت وامر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي ان يحل فقال من احرم بعمرة ولم يهدي فليحلل ومن احرم بعمرة واهدى فلا يحل حتى يحل بنحر هديه ومن اهل بحج فليتم حجه فحل فمن لم يكن ساق الهدي ونساؤه لم يسقن الهدي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو استقبلتم من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا حللت مع الناس حين حلوا. قالت فقدمت مكة وانا حائض ولم اقف في البيت وبالصفا والمروة وخرجنا حتى قدمنا منن فلم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة فقالت يا رسول الله هذه ليلة عرفة وانما كنت بعمرة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قضي رأسك وامشطي وامسكي عن عمرتك واهلي بحج قالت وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا؟ قال قالوا نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ازواجه بالبقر فافضت بالبيت ثم خرجت معه في النفر الاخر حتى نزل محصب ونزلنا معه وقالت صفية رضي الله عنها ما اراني الا حابستهم فكانت على باب على باب كئيبة فاراد النبي صلى الله عليه وسلم منها ما يريد الرجل من اهله. فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان صفية بنت حيي قد حاضت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عقر حلق لعلها تحبسنا. الم تكن طافت معكن قالوا بلى وقال لها اوما طفت يوم النحر؟ قالت قلت بلى. قال لا بأس انفري. فلما قضيت الحج وكانت ليلة الحصبة قلت يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحج وارجع انا بحجة قال وما طفت ليالي قدمنا مكة قلت لا فامر اخي عبدالرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما فقال اخرج باختك من الحرم ولتهل بعمرة ثم افرغا ثم اتي هنا فاني انظركما حتى تأتيان فاحقبها ناقة فكانت تقول فاعمرني من التنعيم مكان عمرتي التي مسكت وقال هذه مكان عمرتك ولكنها على قدر على قدر نفقتك او نصبك. قالت فخرجنا حتى اذا فرغت وفرغت من الطواف ولم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم، ثم جئته بسحر مدلجا وانا مصعدة وهو منهبط منها. وقال هل فرغتما؟ فقلت نعم فاذن بالرحيل في اصحابه فارتحل الناس. ومن طاف بالبيت قبل صلاة الصبح فمر متوجها الى المدينة قال قالت فطاف الذين كانوا اهل بالعمرة بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا واحدا بعد ان رجعوا من منى واما الذين جمعوا بين الحج والعمرة فانما طافوا طوافا واحدا. قول المؤلف رحمه الله تعالى عن عائشة قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. وكانت هذه الحجة في السنة العاشرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم باشهر قرابة المئة يوم. قالت لخمس بقين من ذي القعدة يعني باليوم الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة لم يبق من الشهر الا خمسة ايام لا نرى الا الحج يعني اننا نقصد بتلك السفرة الحج. ولا نقصد بها العمرة وانما نريد الحج فقط قالت موافيين اي مكملين او مستقبلين لهلال ذي الحجة في اشهر حج واشهر الحج شهر شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. وليالي الحج تذكر هذا من اجل ان تبين ان السبب الذي جعلهم يقصدون الحج انهم في موسم الحج ولذا كانت نيتهم الحج دون العمرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب بان يهل بعمرة فليهلل. يعني اذا كان بعضكم يرغب في ان يعتمر مع حجته فلينوي العمرة ليكون بذلك متمتعا. وهنا في اول الامر ساقه لهم على سبيل تعليقه برغبتهم محبتهم فقال لا يلزمكم ان تحجوا مفردين بل يجوز لكم ان تحجوا متمتعين فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاني لولا اني اهديت يعني سقت بهيمة الانعام التي نويت ان اجعلها هديا في حجتي لا تمتعت بان اهل بعمرة والاهلال يعني برفع الصوت بنوع النسك الذي سيقصده في حجته. قالت عائشة رضي الله عنها فانقسم الناس فهناك قسم اهل بعمرة ونوى التمتع. انه ونوى التمتع. فقال لبيك اللهم عمرة وهناك من اهل بحج فنوى حج الافراد ولم يقصد بحج التمتع ولم يرد العمرة تقول عائشة فاهللت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اي رفعت صوتي بالتلبية فكنت ممن تمتع ولم يسق الهدي فهي لم تنوي الافراد. لماذا؟ لانها رأت ان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب من لم يسق الهدي في ان ينوي التمتع. ولذلك اختارت حجة تمتع وحجة التمتع بان يأتي الانسان الى البيت قبل الحج فيطوف ويسعى لعمرته ثم يتحلل ويبقى حلالا حتى موسم الحج ثم يحرم مرة اخرى. فعائشة نوت بذلك التمتع لكونها رأت ان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب اصحابه ممن لم يسق الهدي التمتع تقول عائشة رضي الله عنها فلما كنا بسلف وهو مكان بقرب مكة على طريق المدينة وهو قريب من مكة على اطراف الحرم. حزت اي اها الحيض في هذا الوقت. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم الى اصحابه ما وصلوا الى ذلك المكان فقال لهم من لم يكن منكم معه هدي فاحب ان يجعلها عمرة فطلب منهم ان يقلبوا نسكهم من من الافراد الى التمتع ورغبهم في ذلك. ولكنه علقه على رغبتهم ومحبتهم. فقال من لم يكن معه هدي فاحب ان يجعلها عمرة فليفعل. ومن كان معه الهدي فلا يعني فليبق على التمتع ولا يقلب نسكه اله فليبق على الافراد ولا ينقل نسك التمتع. قالت عائشة رضي الله عنها فالاخذ بها يعني بامر النبي صلى الله عليه وسلم بقلب النسك ايلاء التمتع والتارك لها من اصحابه لان النبي صلى الله عليه وسلم علق الامر برغبتهم ومحبتهم. فاما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ساق الهدي لم يقلب نسكه الى التمتع. وهكذا رجال من اصحابه كانوا اهل قوة يعني عندهم مال وبالتالي اقول هدي معهم ومن ثم بقوا على نسك على نسك الافراد او القران وهناك بعض الناس ممن لم يسق الهدي ايضا لما رأى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزمهم بتحويل النسك على نسك الافراد او القران. فبالتالي لم يكن من شأنهم ان طواف العمرة وان يسعوا سعي الحج قالت عائشة فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بعد ان حاضت. فوجدها تبكي. فسألها ما لك؟ ما الذي يبكيك فقالت قال ما يبكيك اياها النتاه؟ يعني يخاطبها بالخطاب اللطيف الذي يخفف عنها ما هي فيه فقالت عائشة سمعت قولك بقلب النسك الى العمرة والتمتع وسمعت قولك لاصحابك فمنعت العمرة فانا لا استطيع العمرة الان لانها قد حاظت فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما شأنك اي ما السبب الذي يمنعك من العمرة؟ فقالت عائشة لا اصلي وهذا كناية عن الحيض لان الحائض لا تصلي. ثم قالت لوددت هو الله اني لما حج العام يعني هذه السنة خشية مما قد يترتب عليها من الاحكام بكونها منعت من الطواف بالبيت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلك نفستي يعني جاءك الحيض فقالت عائشة نعم فاقرت باتيان الحيض اليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم فلا يضرك. اي ان الحيض لا يؤثر على الاحرام ولا يلغي النسك. قال لها ان هذا امر قد كتبه الله على بنات ادم يعني نزول الحيض. فاقضي اي افعلي ما يقضي فاقضي ما يقضي حاجة يفعلي ما يفعله الحجاج من المناسك غير الا تطوفي بالبيت. غير ان لا الطواف بالبيت لا يصح من الحائض حتى تطهري. فكوني في حجتك اي لا تنوي فسخ الاحرام بل ابقي على احرامك واقلبي نسكك من التمتع الى القران عسى ان يرزقكها. عسى ان يرزقك الله هذه الحجة فيكون لك ثوابها قالت عائشة فلما قدمنا مكة تطوفنا بالبيت يعني ان من معها من الناس طافوا بالبيت والا فهي لم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم لها ان تطوف. وامر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي ولم يصحب معه وامر من لم يكن ساق الهدي ممن لم يصحب معه هديه من من الابل او البقر او الغنم ان يحل فهذا امر جازم كان سابقا يعلق قلب النسك من الافراد من الافراد الى التمتع بالرغبة والارادة لمن لم يسق الهدي. والان جاءهم امر والاصل في الاوامر وجوب التزام وجوب التزامها والعمل بها. فقال من احرم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم من احرم عمرة اي من كان مناويا التمتع ولم يهدي فليتحلل. اي ليكمل طوافه وسعيه ثم بعد ذلك يقصر ثم يحل يبعد عنه الاحرام. ويجوز له ان يفعل محظورات محظورات الاحرام. ومن احرم بعمرة اي نوى التمتع ولكنه اهدى فانه اذا طاف وسعى يبقى على احرامه ولا يقصر ولا يحل حتى يحل بنحر هديه. وذلك في يوم العيد في يوم العيد. ومن اهل بحج ممن لم يسق ممن لم يسق ممن ساق فليتم حجه. قالت عائشة فحل من لم يكن ساق الهدي. طافوا وسعوا وقصروا وتحللوا اصبحوا متمتعين ونساء النبي صلى الله عليه وسلم لم يسقنا الهدي. ولذلك امتثلنا فطفنا ووسعين وقصرن وتحللن من عمرتهن. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه لو استقبلت من امري ما استدبرت اي لو كنت في المدينة لم اخرج بعد لما سقت الهدي قال لجعلت نسكي تمتعا. لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي. ولحللت مع الناس حين حلوا. يعني انه يجعل نسكه من التمتع. وبالتالي يطوف ويسعى و يقصر ثم يحل. ما الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الاظهر من اقوال اهل العلم انه حج قال رينان حج قارنا فطاف بالبيت وسعى ولم يقصر وبقي على احرامه. متى قدم قدم يوم خمسة ذي الحجة. متى احرم يوم خمسة وعشرين في المدينة. بقي عشرة ايام في الطريق بين مكة والمدينة اربع مئة كيلو. وكانوا يقطعون الاربعين كيلو في اليوم كل يوم يسيرون اربعين كيلو. هذه عادة الناس في الزمان الاول فقطعوا المسافة في عشرة ايام. قال قال عائشة فقدمت مكة وانا حائض وحينئذ لم تطف بالبيت ولا بالصفا والمروة. وبقيت معهم حتى وخرجنا على حتى قدمنا منى. يعني انهم في اليوم الثامن من شهر الحجة ذهبوا الى منى. فلم تطهر حتى دخلت ليلة عرفة وهو اليوم الثامن مساء فليلة عرفة ليلة التاسع. فقال لها قال حتى دخلت ليلة عرفة فقالت يا رسول الله هذه ليلة عرفة وانما كنت تمتعت بعمرة والان لا استطيع ان افعل العمرة لان الحائض ممنوعة من الطواف بالبيت. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم انقض رأسك يعني ان ظفائر الرأس يتم فتحها تمشيطها باستعمال المشط تسريح للشعر وامسكي عن عمرتك يعني اتركي العمرة واذهبي واهلي بالحج وبالتالي تقلب نسكها من التمتع الى القران. الى قران فقالت عائشة ففعلت. قالت وضحى يعني انهم ساروا الى عرفة فوقفوا مع في بها وفي الليل خرجوا الى المزدلفة وفي صباح يوم العيد ذهبوا الى منى وهناك رموا جمرة وقص حلق النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وقصر نساؤه ثم ذبحوا هديهم. قالت وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر فالبقرة تجزئ عن سبعة تجزء عن سبعة. قالت فدخل علينا رسول الله فدخل علينا اي بينما نحن في خيامنا في منى اذا بلحم بقر يتم ادخاله علينا. فقالت ما هذا؟ ما هذا اللحم؟ فقالوا نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ازواجه البقر الاصل في النحر ان يكون الذبح من اسفل الرقبة. بينما الذبح يكون من اعلى الرقبة والاصل في البقر ان تذبح لا ان تنحر كما قال تعالى ان الله يأمركم ان تذبحوا ولكن قد يستعمل النحر ويراد به الذبح خصوصا انه في يوم الاضحى الذي اما يوم النحر. قال عائشة فاخذت بالبيت. يعني ذهبت في يوم العيد الى الكعبة معناها انها طهرت. فذهبت طافت بالبيت. ثم خرج بقيت مع النبي صلى الله عليه وسلم في ميناء. حتى جاء اليوم الثالث عشر. فخرجت معه في النفر الاخر يعني في اليوم الثالث عشر بعد الزوال رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من منى الى المحصب. والمحصب في مكان يقال له الان العدل. والذهاب اليه ليس سنة وانما هو مكان فعله رسول الله ذهب اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه اسهل الى خروجه اذا اراد ان يذهب الى المدينة. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع له اصحابه من اهل المدينة واما بقية الحجاج فقد ذهب كل منهم في جهته التي تكون آآ ناحية بلده الذي قدم منه. وقالت صفية في يوم ان قدموا الى المحصن في اليوم الثالث عشر ما الا حابستهم اي ساكون سببا في جعلهم يتأخرون ينتظرونني. وآآ ذلك كأنها حاضت فظنت ان الحائظ لما منعت من الطواف انها ستبقى حتى تطوف طواف الوداع فكانت على باب خبائها يعني الخيمة التي تسكنها كئيبة اي حزينة لكونها اما ان تؤخر رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه او انها ستبقى ويبقى معها بعض آآ من يكون معها اتاها النبي صلى الله عليه وسلم فاراد منها ما يريد الرجل من اهله. واراد ان يذهب الى صفية بنت حيي فقالت عائشة لا تذهبي اليها. ان صفية بنت حيي قد حاضت. حينئذ خشي النبي صلى الله عليه وسلم من ان تؤخر الناس فقال عقرا حلقاء اي شأنها شأن المرأة التي اصيبت بالمصيبة حتى انها حلقت شعرها وعقرت بدنها. فلعلها اي ستؤخرنا وبالتالي ستكون حزينة بسبب ذلك. ثم قال صلى الله عليه وسلم الم تكن معكن يعني في يوم العيد طافت معكن طواف الزيارة طواف الحج الذي هو ركن في من اركان الحج فقالوا بلى قد طاف الطواف الافاضة لكن لم تطوف طواف الوداع وقال لها اوما طفتي يوم النحر؟ قالت بلى طفت يوم النحر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لا بأس انفري اي اذهبي معنا ولا يلزمك طواف الوداع. قالت قالت عائشة فلما قضية الحج واتينا في المحصب وكانت ليلة الحصبة ليلة الرابع عشر من شهر آآ حجة قالت يا رسول الله بقية النساء يرجعن بحج وعمرة لانهن تمتعن وانا لا ارجع الا بحج فقط ولم ترغب في ان ان يزيد عليها بقية النساء. فقالت يرجع الناس بعمرة وحج انا بحجة يعني فقط فقال رهى رسول الله صلى الله عليه وسلم اوما طفت ليالي قدمنا مكة؟ يعني اول ما قدمنا الى مكة الم يكن منك عمر رافض تطوفين بالبيت وتسعين. قالت لا يا رسول الله ما طفت. وذلك لانها حائض قالت فحينئذ اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يجبر بخاطرها. فامر اخاها عبدالرحمن ابن ابي بكر ان يخرج بها الى ادنى الحل الى التنعيم. فقال اخرج باختك من الحرم فلتهل بعمرة اي لتحرم بعمرة ولتلبي بعمرة ثم اتم حجه جاءت اما عمرتكما وانتهيا منها. واتيان هنا في هذا المكان. اين المكان في المحصب فاني انظركما اي انتظركما حتى تفرغان من عمرتكما حتى تأتيان. قالت ابها ناقة يعني انها ركبت ركب عبد الرحمن وركبت اخته عائشة تراث في الناقة التي يركبها. فاعتمرت عائشة. فقال فكانت تقول فاعمرني من التنعيم مكان عمرة التي نسكت يعني نويت ان افعلها وكانت تظن ان نسكها ليس الا الحج فقط. بينما هي قلبت النسك بامر النبي صلى الله عليه وسلم ايلاء قران. وقال هذه يعني هذه العمرة مكان عمرتك. ولكنها على قدر نفقتك او نصبك يعني تعبك. فان الناس عندما يقدمون من البلدان البعيدة ويعتمرون لهم اجر اكثر ومن احرم من ادنى المواقين من ادنى الحل فانه لم يكن منه تعب كثير ولا مشقة وبالتالي يكون واجره على قدر مشقته. قالت فخرجنا خرجنا من عند رسول الله الى التنعيم ثم اتوا الى الحرم قالت حتى اذا فرغت واكملت عمرة وفرغت من الطواف ولم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم. يعني انها لم يجب عليها شيء من هذه الامور لكونها انقلبت النسك من التمتع الى القران او الافراد. ولم يجب عليها شيء. قالت ثم جئته بسحر. السحر السدس الاخير من الليل. يعني انها عادت واكملت عمرتها في الليل. وقابلت النبي صلى الله الله عليه وسلم مدلجا اي انه قد جاءها في اخر الليل خرج من خيامه ومن مكان اقامته يريد ان يذهب الى البيت ليطوف طواف الوداع. وهي مسعدة اذاهب من الحرم الى مكان الى مكان المحصب فهو ارفع من الحرم. قالت وهو منهبط منها يعني نازل من الحصبة يريد البيت قالت وقال النبي صلى الله عليه وسلم هل فرغتما؟ اي هل اكملتما؟ آآ عمرتكما؟ فقالت عائشة نعم. وحينئذ اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل في اصحابه اي اخبرهم بانه سيذهب الى المدينة فارتحل على الناس قالت ومن طاف بالبيت قبل صلاة الصبح فمر متوجها الى المدينة. فطافوا قالت عائشة فطاف الذين كانوا وهلوا بالعمرة بالبيت. هؤلاء هم الذين فادوا عمرة قبل الحج. طافوا قبل الحج وهذا الطواف طواف العمرة. ثم سعوا سعي الحج الواجب اجب سعوا سعي الحج الواجب. ثم وطافوا بالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا اخر في يوم العيد طواف اذا عندنا طوافان للمتمتع طواف في العمرة اول ما يقدم يطوف ثم يسعى سم طوافنا اخر معه سعي يكون في يوم ان حرف ما بعده ثم اما الذين قالت ثم طافوا طوافا واحدا بعد ان رجعوا من منى. واما الذين جمعوا بين الحج والعمرة وهم الذين قرنوا فحينئذ طافوا اول ما قدموا طواف القدوم المستحب ثم سعوا سعي الحج. وبالتالي لم يعود للسعي مرة اخرى وبقوا على احرامهم حتى جاء يوم العيد فطافوا طواف الافاضة فهذه معاني هذا الخبر وهو مليء بالاحكام من ذلك ذكر ما يتعلق بحجة الوداع وصفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث جواز السفر في ذي وانه لا حرج فيه خلافا لبعض اهل الجاهلية. وفي الحديث من الفوائد ايظا الخروج للحج قبل هلال ذي الحجة. وفي هذا الحديث جواز قلب النسك من الافراد او القران الى التمتع كما امر رسول الله صلى الله وعليه وسلم اصحابه. وهذه المسألة تعرف بمسألة فسخ الحج. والجمهور يمنعون منها. ويقول بان ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاص باصحابه. وكان ابن عباس يرى خلاف هذا القول ويرى انه من الواجبات. ويقول من طاف بالبيت وسعى قبل الحج لزمه ان يقلب الى التمتع ويرى ان ذلك على سبيل الوجوب لان النبي صلى الله عليه وسلم قد امر اصحابه بذلك والجمهور يقولون هذا الامر خاص بالصحابة. ويستدلون عليه بحديث ابي ذر ان قال كان الحج خاصا باصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب فقهاء الحنابلة الى قول متوسط. فقالوا بجواز ذلك دون وجوبه بجواز ذلك دون وجوبه. واستدلوا عليه بهذه الاحاديث. وقالوا حديث ابي واستدلوا عليه ايضا ما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بامر عام في ذلك وقال دخلت العمرة بالحج الى ايام الساعة ثم قال قيل اهذا لنا خاصة يا رسول الله؟ قال بل لابدي الابد وقالوا بعدم وجوبه لحديث أبي ذر فحملوا حديث أبي ذر على ان المراد به نفي وجوب ولذا فلعل قول الحنابلة في هذه المسألة ارجح الاقوال. وفي هذا الحديث استحباب ابو رفع الصوت بالتلبية فانه الاصل في لفظة الاهلال. وفي الحديث ان من ساق الهدي انه لا يتحلل ويبقى على احرامه حتى يذبح هديه. سواء كان متمتعا او كان ارينا وفي هذا الحديث بيان ان الحيض لا يؤثر على الاحرام. وانما امنعوا من الطواف البيت. وفي هذا الحديث من اه الفوائد ان سوق الهدي ليس هو الافضل. لكون النبي صلى الله عليه وسلم قد تمناه ان لم يكن قد ساق الهدي وفي الحديث ترك البكاء من المصائب التي تصيب الانسان ولذا لم يرظى النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة بكاءها. وفي هذا الحديث ايضا بيان ان المرأة الحائض لا يجوز لها ان تصلي. وقد ورد في الاحاديث انها لا تقضي ما فاتها من الصلوات. وفي الحديث تمني الانسان الامر اذا ظن ان فيه حرجا ومشقة اذا ظن ان الحرج والمشقة في ولذا قالت لوددت اني لما حج العام فلم ينكر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي لهذا الحديث ايضا بيان انساك الحج تمتعا وقرانا وافرادا وفي هذا الحديث بيان ان المرأة الحائض تحرم وانه لا حرج عليها في الاهلال الاحرام وانها تجتنب محظورات الاحرام وفي هذا الحديث اخبار المرأة زوجها بوقوع الحيض عليها. وفي هذا الحديث بيان ان الحيض امر قد كتبه الله على بنات ادم فهذا امر لجميع النساء فالاصل في النساء ان يكن كذلك. وفي هذا الحديث بيان ان المرأة الحائض المحرمة تفعل جميع المناسك غير انها لا تطوف بيتا واستدل بهذا الحديث على ان السعي بين الصفا والمروة تابع للطواف. فانها لما منعت من الطواف منعت من التابع له وهو السعي بين الصفا والمروة. ولذلك لما طافت لعمرته في اخر امرها طافت ثم سعت ثم ذهبت. ولم تعد الطواف لماذا؟ لان السعي بين الصفا والمروة من توابع الطواف ومن ثم لم يثبت له نقض لطوافها السابق. وفي هذا الحديث دلالة على ان من اخر طواف الافاضة الى قبيل سفره ثم سافر بعده فانه لا يلزمه طواف اخر وانه يكتفي بهذا الطواف كما اكتفت عائشة رضي الله عنها بطواف عمرتها عن طواف الوداع. وفي هذا الحديث ان سنة الطواف تفعل بعد طواف الوداع وانها لا تعد مما ينقض طواف الوداع. وفي هذا الحديث ان العبادات رزق من الله تعالى. يرزقه من يشاء من عباده. فالرزق لا يقتصر على اموري المال. ولذا قال فعسى ان يرزقكها. وفي هذا الحديث من الفوائد الترغيب في العمرة. وقد استدل بعضهم بهذا الحديث على وجوب العمرة. وهذا مذهب الجماهير فهو مذهب ابي حنيفة والشافعي واحمد. وقد رأى الامام ما لك عدم وجوب العمرة وفي هذا الحديث من آآ الفوائد ان من لم يسق الهدي استحب له قلب من الافراد والقران الى التمتع. وفي هذا الحديث من اه الفوائد ان الناس اه يذهبون الى منى قبل الحج. وقد استفيد من هذا الحديث ان الاحرام متعين ان الاحرام للحج بالنسبة للمتمتعين يكون في اليوم الثامن وهذا قول الجمهور خلافا للامام مالك الذي يرى انه يحرم من اول شهر ذي الحجة وفي هذا الحديث ايضا من اه الفوائد ان الناس في ليلة عرفة يقيمون بمنى فهذه هي السنة. وفي الحديث من الفوائد جواز تمشيط الشعر للمحرم كما مشطت عائشة شعرها بامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما سقط من الشعر حينئذ فهو لم في ذلك الوقت وانما كان ساقطا قبل ذلك والمشط اخرجه وبينه. وبالتالي لم يلزم في ذلك فدية وفي هذا الحديث انه يجوز للمرأة وللرجل ان يظفر شعره حال احرامه وكذلك يجوز له ان يظفر الشعر ان كان طويلا في غير ذلك كما ولذا قال لها رسول الله قال لعائشة انقضي شعرك مما يدل على انها كانت قد ظفرت شعرها وفي هذا الحديث من الفوائد التلبية عند قلب الانسان نسكه من التمتع الى القران. وفي الحديث من الفوائد الهدي اضحية. فانه قال في الحديث وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر. ولذا اراء طائفة من اهل العلم ان قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخلت العشر واراد احدكم ان يضحي فلا يأخذ خذن من شعره ولا من ظفره شيئا انه يشمل المتمتع والقارن الذي سيذبح هادي لكون الهدي سمي اضحية. وفي الحديث ذبح الرجل الهدي عن نسائه فلما كان ينفق عليهن ذبح الهدي عنهن ولو لم يستأذنها ليستأذنهن في ذلك او يستأمرهن وفي الحديث آآ الهدي بالبقر واشتراك من الناس في البقرة الواحدة وفي الحديث ايضا استحباب بقاء الانسان في منى اليوم الثالث عشر كما هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث انتقال النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثالث عشر بعد الزوال وبعد ان رمى الجمرات الثلاث الى المحصب. وجماهير للعلم على ان ذلك ليس عبادة ولا نسكا وانما هو منزل نزله لكونه اسهل لي سفره وفي الحديث ايضا من الفوائد ان انه يجوز تأخير طواف الافاضة لما بعد ايام التشريق. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما اخبر عن صفية بانها ظن انها لم تطف طواف الافاضة. فلم ينكر عليها ترك طواف الافاضة الا لكونها قد حاضت ستحبس الناس فدل هذا على جواز تأخير طواف الافاضة عن يوم النحر وجماهير اهل العلم على ان من اخر طواف الافاضة عن يوم النحر انه لا يعود للاحرام مرة اخرى راء وقد ورد حديث من حديث ام سلمة انه يعود الى الاحرام لكنه ورد بطريقين احدهم من طريق ابن لهيعة وهو ضعيف والطريق الاخر فيه رجل مجهول. ومن ثم لم يتقوى الخبر برواية هذا المجهول ومن ثم فالصواب انه لا يعود الى الاحرام مرة اخرى. فانتم تعلمون ان من ثم حلق او قصر تحلل التحلل الاول. وبالتالي يجوز له لبس المخيط وتغطية رأسه وتقليم اظفاره اه قص شعره. فهذا الحكم بجواز هذه الامور يستمر معه ولو اخر الطواف الى ما بعد يوم النحر على الصحيح. وفي هذه الحديث من الفوائد ان المرأة آآ ان الرجل يجوز له ان يجامع زوجته بعد التحلل الاول بعد التحلل الثاني ولو لم يتم اكمال المناسك يعني اذا رمى وحلق وقصر وطاف بالبيت له ان يجامع اهله ولو لم يكمل المناسك بعد ولو لم يرمي في اليوم الحادي عشر الثاني عشر ولم يبت ولم يطف طوافا الوداع. وفي هذا الحديث من آآ الفوائد ان من حاضت وهي لم تطف طواف افاضة لزمها البقاء ولزم من معها البقاء حتى تؤدي هذا الطواف طواف الافاضة وهو طواف الركن لكونها لكون النبي صلى الله الله عليه وسلم قد ظن ان صفي ستحبسهم لما كانت قد حاظت وظن انها لم تطف طواف الافاضة وفي الحديث من اه الفوائد ايضا سقوط طواف الوداع عن المرأة التي قد حاضت وكانت قد طافت للافاضة قبل ذلك وفي الحديث ايضا من الفوائد ان من اراد العمرة ممن كان بمكة لزمه ان يذهب الى الحل ولا يجوز له ان يحرم من الحرام. وهذا مذهب الائمة الاربعة خلافا للظاهرية ودليلهم هذا الحديث حيث امر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة واخاها عبدالرحمن بان يخرج ايلاء التنعيم ليحرم من هناك والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب. وفي الحديث ارضاء الزوج لزوجته و آآ كما ارضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بان اعمرها من التنعيم. وفي الحديث مراعاة افهام الناس فانها ظنت انها لم يكن منها نسك الا الحج فقط بينما هي قارنة. ولذا ورد في الحديث ان طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك. لكنها لم تقنع فطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطرها. وفي الحديث ان تعب الانسان غير المقصود يؤجر عليه زيادة اجر. ولكن لا يستحب للانسان ان يقصد المشقة لذاتها. فان الشرع لا يريد ان يشق على العباد. ولكن من اراد طاعة فحدث في مشقة كان ذلك اعظم لاجره. وفي الحديث ان من حج مفردا ثم اعتمر بعد حجته لم يلزمه هدي. وفي الحديث ايضا ان من اعتمر من ادنى الحل لم يجب عليه فدية اذى ولا هدي ولا صدقة وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد تفقد الرجل اهل رفقة عند اسفاره. وفي الحديث من الفوائد ان القارن والمفرد يسعون سعيا واحدا ولا يلزمهم سواه على الصحيح من قول اهل العلم وفيه دلالة على جواز تقديم سعي الحج مع طواف القدوم للمفرد والقارن. وآآ في الحديث اشارة الى انه لابد ان يكون مع السعي طواف. وان من سعى بدون ان يكون هناك طواف مقارن له لم يصح سعيه. والجمهور يشترطون تقدم الطواف على السعي. ويرون ان فمن سعى قبل طوافه لم يصح منه السعي. والقول الاخر بان من سعى ثم طاف عشرة اجزاءه هذا السعي. فقد جاء في الحديث ان رجلا قال يا رسول الله سعيت قبل ان اطوف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعل ولا حرج. ولكن الحديث ليس في من سعى فقط وانما الحديث فيما ان قدم السعي على الطواف. اما من سعى ولم يكن مع سعيه طواف فانه يلزمه اعادة ذلك السعي. بارك الله فيكم. وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين نسأله جل وعلا ان ييسر للحجيج حجهم وان يتقبل منهم وان يغفر ذنوبهم ونسأله جل وعلا ييسر لنا النسك بفظله واحسانه كما نسأله جل وعلا ان يوفق جميع المسلمين لما يحب ويرضى ان يجعله من الهداة المهتدين ونسأله ان يبارك في ولاة امرنا وان يجزيهم خير الجزاء وان يجعلهم موفقين في كل امورهم هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه تسليما كثيرا الى يوم الدين