لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه كم لله من نعمة علينا؟ وكم له من فضل واحسان وجهه الينا اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم كثيرا اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان يعظم لكم الاجور. وان يتقبل منكم الاعمال الصالحة. وان يرفع درجاتكم هم عنده وان يجعل عاقبتكم الى خير في الامور كلها وبعد فهذا درس جديد من دروسنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته. نواصل فيه ما ابتدأنا من قراءة كتاب الزكاة. فليتفضل القارئ بارك الله فيه الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس على المسلم في فرسه ولا في وغلامه صدقة من في هذا الحديث عدد من الفوائد الفائدة الاولى عدم وجوب زكاة بهيمة الانعام في الخيل كما قال الجماهير خلافا لبعض الحنفية وليس في الحديث نفي زكاة التجارة اذا تملك الانسان الخيل بنية بيعها والتجارة بها. وانما المراد نفي الزكاة في الخيل لذاتها سواء كانت معلوفة او كانت سائمة وفي الحديث ان المماليك لا زكاة مال فيهم. الا في احدى حالتين. وقد وقع الاتفاق على عدم وجوب الزكاة في المماليك الا في صورتين. الصورة الاولى في صدقة الفطر جماهير اهل العلم يرون انه يجب على الانسان ان يخرج الصدقة الفطر عمن لديه من المماليك والمسألة الثانية فيما اذا كان ملك الانسان لهؤلاء العبيد من اجل بالتجارة بهم او نوى بهم البيع. فحينئذ تجب الزكاة فيهم زكاة تجارة. نعم. احسن الله اليكم. قال عن زينب من رؤية عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما قالت كنت في المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تصدقن ولو من حليكن. وكانت زينب تنفق على عبد الله وايتام في حجرها فقالت لعبدالله سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ايجزء عني ان انفق عليك وعلى ايتامي في حجري من الصدقة وقال سلي انت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت الى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدت امرأة من الانصار على الباب حاجتها مثل حاجتي. فمر علينا بلال رضي الله عنه فقلنا سل النبي صلى الله عليه وسلم ايجزء عني ان انفق على زوجي وايتام لي في حجري. وقلنا لا تخبر فدخل فسأله فقال من هما قال زينب قال اي الزيانب؟ قالت امرأة عبدالله قال نعم ولها اجران اجر القرابة واجر الصدقة في هذا الحديث الترغيب في الصدقات وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من في على الصدقة في المسجد. وفي الحديث زيارة النساء للمساجد واداؤهن للصلاة فيها كما قال بذلك الجماهير خلافا الحنفية. وفي الحديث الصدقة من الحلي وقد استدل الحنفية بحديث الباب على وجوب الزكاة في الحلي ودلالته على ذلك فيها شيء من النظر لان جماهير اهل العلم يحملون حديث الباب على صدقات التطوع. وفي الحديث نفقة المرأة على زوجها وعلى اولادها الايتام ونفقتها على الزوج انما هي على سبيل الاستحباب باب اذ ان الاصل ان ينفق الزوج على زوجته. وفي الحديث ان اتى يلزمها ان تنفق على اولادها متى كانت غنية وكانوا هم فقراء. وفي الحديث ان النفقة على الزوج والاولاد تعد من الصدقات. وقد استدل بعضهم بحديث الباب عن جواز دفع المرأة زكاتها لزوجها الفقير والجماهير لا يرون جواز ذلك. قالوا لان تجب عليه فهي تستفيد من ذلك. والاصل ان لا يستفيد المزكي من ما له حملوا حديث الباب على صدقات التطوع. وفي الحديث ان الصدقة على القرابة اعظم اجرا واكثر ثوابا. في الحديث ان المرأة قد توكل زوجها في سؤال اهل العلم عن مسائلها وفي الحديث سؤال المرأة العالمة عما يمر من المسائل لتعرف حكم الله جل وعلا فيها. وفي الحديث جواز ان يفوض وان يوكل الشخص من يقف ببابه لينظم دخول الناس عليه كما فعل النبي صلى الله عليه عليه وسلم بلال. وفي الحديث التوكيل في السؤال حيث ان زينب وكلت الا اللي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسألتها. وفي الحديث ان من استوصاك ان تكتم شيئا من العلم فذلك لا يلزمك فان المرأتين قالتا لبلال لا تخبرا بنا فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بهما وفي الحديث فضل زينب امرأة عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما. احسن الله اليكم. قال عن ام سلمة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله هل لي من اجر ان انفق على بني ابي سلمة ولست بتاركتهم هكذا وهكذا انما فقال نعم انفقي عليهم فلك اجر ما انفقتي عليهم. في الحديث فضل ام سلمة رضوان الله عليها في الحديث ان الام تنفق على اولادها الايتام متى كانت غنية وكانوا فقراء وفي الحديث ما وضع الله في القلوب من رحمة تجاه الابناء وفي الحديث ان نفقة الانسان على قرابته من اسباب رظا الله ومن من اسباب الحصول على الاجر. وفي الحديث استحباب الاكثار من النفقة على الاقارب اعظم اجر الانسان بذلك. وقد استدل بعضهم بحديث الباب على جواز دفع المرأة لزكاة تافهة لاولادها الايتام الذين يكونون في حجرها. ولعل الاظهر ان حديث الباب لا تدل على ذلك فانما هو في النفقة وليس في الزكاة نعم احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقيل منع جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل الا انه كان فقيرا فاغناه الله ورسوله. واما خالد فانكم تظلمون خالدا. قد احتبس اذرعه واعتده في سبيل الله. واما بن عبد المطلب فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها. في الحديث الترغيب في الصدقات وبعث الامام للسعاة ليجبوا له الصدقة والظاهر ان مراده بقوله الصدقة الزكاة الواجبة. وفي الحديث تبليغ الامام ومن يتولى الزكاة بمن يمنع الزكاة ولا يدفعها وفي الحديث فضل الله عز وجل على العباد حيث اغناهم بعدما اصابهم من الفقر. وفي الحديث ان من شاهد الفقر ينبغي به ان يكون شكره لله على جهة المبادرة والمسارعة وهو قد عرف فضل الله عليه. في الحديث فظل خالد بن الوليد ومكانته وانه كان يبذل من ما في سبل الخير وفي الحديث مشروعية الاوقاف حيث احتبس خالد اذراعه واعتد في سبيل الله. وفي الحديث جواز وقف المنقولات. فان الدرع من المنقولات وقد اجاز النبي صلى الله عليه وسلم وقفه. وبالتالي لا يصح ان نحصر الاوقاف في العقار وفي الحديث من الفوائد مشروعية التعزير بالمال بحيث يعاقب من لم يدفع الزكاة في وقتها بمضاعفة الصدقة عليه. ولذا قال فهي عليه صدقة ومثلها ومعها واخذ من هذا جواز التعزيرات المالية لمن خالف الشرع نعم. احسن الله اليكم. قال عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان اناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه سلم فاعطاهم فلم يسأل احد منهم الا اعطاه ثم سألوه فاعطاهم ثم سألوه فاعطاهم. حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء ما انفق بيديه ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم. وانه من يستعفف يعفون الله ومن يستغني يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر في الحديث من الفوائد مشروعية اعطاء السائلين للصدقات والاموال كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. وفي الحديث التزهيد في سؤال الاخرين من اموالهم وبيان ان الافضل ان يستغني الانسان عن اموال الاخرين وفي الحديث ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من قلة ذات اليد. وفي حديث تسمية الاموال وامور الدنيا خيرا فانه قال ما يكون عندي من خير وفي الحديث مشروعية الاستعفاف عن اموال الاخرين وبيان ان ذلك من فضائل الاعمال وفي الحديث الترغيب في تعويد الانسان نفسه على الاستغناء عن الخلق وفي الحديث الترغيب في زراعة الانسان الصبر في نفسه. ولذا قال ومن يتصبر يصبره الله وفي الحديث ان الجزاء من جنس العمل. وفي الحديث عظم اجر الصابرين. وبيان ان من افضل الاعمال. ولذا قال وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر نعم احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لن يأخذ احدكم حبله ثم يغدو الى الجبل فيحتطب حزمة على ظهره. فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من ان اتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه في الحديث الترغيب في ترك سؤال الناس. وبيان فضل الاستعفاف عن مسألة الناس ما في ايديهم من الاموال وفي الحديث مشروعية عمل الانسان للاكتساب وان العمل والاكتساب افضل من مسألة الاخرين. وفيه بيان ما عليه هذه الشريعة من على اداء الاعمال والسعي في سداد حاجتي المحتاجين. وفي الحديث فعمل الانسان بعمل يده وان ذلك لا ينقص من مكانته عند الله جل وفي الحديث جواز الاحتطاب. اذا لم يمنع منه مانع. قد اثنى على الرجل بكونه حزمة على ظهره ثم يبيعها. في الحديث جواز بيع الاحطاب الحطب وعدم المنع من ذلك. في الحديث الترغيب في ان يأكل الانسان من عمل يده وفيه ايضا الانسان ان يتصدق بما يحصله من مال يكتسبه. وفي الحديث جواز ان يمنع من سئل فاذا جاء شخص وطلب من صاحب مال مسألة فانه يجوز له ان يرده. ولهذا قال خير له من ان يأتي رجلا فيسأله اعطاه او منعه. وان كان الافضل ان يعطي الانسان السائلين ولو كان شيئا قليلا يسيرا. قال الله تعالى والذين في اموالهم حق معلوم والمحروم وقال تعالى في صفات المنافقين اهل البر واتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب. الاية وفي الحديث من فوائد جواز صعود الجبال سواء للتنزه او للاحتطاب. نعم. احسن الله واليكم قال عن الزبير بن العوام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يأخذ احدكم احبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها. فيكف الله بها وجهه خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه في الحديث الترغيب في العمل والاكتساب في الحديث جواز صنع الحبال وفي الحديث الاتيان بالحطب وربط الحطب وفي الحديث حمل الحطب على الظهر في الحديث جواز الاعشاب والحطب وفي الحديث تزهيد الانسان في سؤال الاخرين من اموالهم نعم اثابكم الله قال رحمه الله قدم عبدالله بن السعدي رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه في خلافته. فقال له عمر الم احدث انك تلي من اعمال الناس اعمالا. فاذا اعطيت العمالة كرهتها. فقلت بلى. فقال عمر ما اتريد الى ذلك؟ قال ان لي افراسا واعبدا وانا بخير. واريد ان تكون عمالتي صدقة على المسلمين. فقال عمر لا تفعل فاني كنت اردت الذي اردت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فاقول اعطه من هو افقر اليه مني حتى اعطاني مرة مالا فقلت اعطه من هو افقر مني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه هو تصدق به اذا جاءك من هذا المال شيء وانت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك. في الحديث من الفوائد جواز عمل الانسان الاعمال العامة بما يعود على الاخرين بالخير. ولهذا كان الولاة يولون الاخرين الاعمال العامة وفي الحديث جواز اعطاء الاجرة لمن يتولى هذه الاعمال العامة والوظائف. وفي الحديث ان يرد الانسان ما يأتيه من اجل عمالته او ما يأتيه من العطاء اذا لم يكن ذلك بطلب او اشراف نفس. وفي الحديث ان تملك الاموال لا يتنافى مع الرتبة العالية ومع زهد الشخص. وفي الحديث انه لا يمتنع ان يجتمع الاجر والثواب الاخروي على العمل مع نيل الانسان اجرة عليه. ولهذا قال المالكية والشافعية بجواز اخذ الاجرة على افعال القرب. وكان من ادلتهم هذا الحديث. وقال الحنفية والحنابلة بعدم جواز اخذ الاجرة على افعال القرب. والقول الاول ارجح لهذا الحديث ولقول النبي صلى الله عليه وسلم انها حق ما اخذتم عليه اجرا كتاب الله وفي الحديث عظم اجر اولئك الذين يؤدون اعمالا عامة متى كانوا بذلك التقرب لله عز وجل والحصول على رضاه. وفي الحديث انه يوجد تفاضل بين طرق البذل والعطاء. في قدر لكل طريق قدره وفي الحديث انه لا يحسن بالانسان ان يرد ما يأتيه من مال عام من غير مسألة ولا اشراف نفس. وفي الحديث الاشارة الى رواتب الموظفين او ما يسمى برزق الولاة والعاملين على الزكاة وفي الحديث جواز ان يتملك الانسان ما وهبه له صاحب الولاية العامة وفي الحديث جواز الصدقة مما يأتي الانسان من الهدايا. ولهذا قال خذه فتموله وتصدق به. وفي الحديث ان من جاءه من مال وهو غير متطلع له. ولم اسأله فحينئذ يجوز له ان يأخذه بل الاولى ان يأخذه. فان احتاجه بدلا وانفق على نفسه وان لم يحتج فلا يتبعه الانسان نفسه احسن الله اليكم قال عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. وقال ان الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الاذن وان الناس يصيرون يوم القيامة جثة. كل امة تتبع نبيها. يقولون يا فلان اشفع. فبين هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد. وفي رواية حتى تنتهي شفاعة الى النبي صلى الله عليه سلم فيشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب. فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده اهل جمعي كلهم. في هذا الحديث من الفوائد التزهيد في سؤال الاخرين اموالهم مهما بلغت درجة الانسان وفقره وفي الحديث ان من كان غنيا حرم عليه سؤال الاخرين من صدقاتهم وانه بذلك يكون من اسباب رد دعواته وفي الحديث ما كرم الله به الانسان من وجعل اللحوم على وجهه. وفي الحديث من الفوائد ذكر بعض احوال اهل النار اعاذكم الله منها وفي الحديث بيان ان الشمس تغرب يوم القيامة. وان الناس يوم القيامة يامتي يصيرون جثا كل امة تتبع نبيها وفي الحديث فضل محمد صلى الله عليه وسلم وعلو درجته حيث دعا من قبله من اولي العزم فلم يستجب لهم فدعا صلى الله عليه وسلم فاستجيب له وفي الحديث من الفوائد قبول الشفاعة فان هؤلاء قد طلبوا منه ان يشفع لهم عند الله جل وعلا في الحديث من الفوائد ان الانسان ينظر الى المشكلة القريبة ولا ينظر الى المشاكل البعيدة التي قد كونوا او قد تكون في طريق في طريقه ومساره وفي الحديث من الفوائد ما عليه ابواب الجنة من حلق موصدة وفي الحديث تفسير قوله يبعثك الله مقاما محمودا. وان المراد به ان اهل الجمع دونه على ذلك بارك الله فيكم وفقكم لكل خير. جعلني الله واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان يتقبل من الحجيج حجهم وان ييسر لهم امورهم وان يعيدهم الى بلدانهم. كما نسأله جل وعلا لعموم المسلمين صلاحا لاحوالهم ورغدا في عيشهم. وسلامة من كل سوء. كما نسأله ان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين