الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يعظم لكم والاجر وان يكثر لكم الثواب وان يرفع لكم الدرجات وان يغفر لكم السيئات. وبعد فهذا لقاء اخر نتدارس فيه عددا من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. نتقرب بذلك لله ونرجو ثوابه ونأمل ان نكون من اهل جنته نتدارس فيه عددا من الاحاديث التي التي اخرجها الامام البخاري. رحمه الله تعالى ورفع درجته في عليين. فلنقرأ شيئا من هذه الاحاديث. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه عليه وسلم قال الامام البخاري رحمه الله وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر عندها ما يقطع الصلاة. فقالوا يقطعها الكلب والحمار والمرأة. فقالت اعدلتمونا بالكلب والحمار بئس ما عدلتمونا فذكرت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وهي بينه وبين القبلة معترضة على فراش اهله. على فراش اهله الذي ينامان عليه اعتراض الجنازة. فاذا اراد ان ايقظني فاوترت ولقد رأيتني مضطجعة على السرير. فيجيء النبي صلى الله عليه وسلم فيتوسط السرير فيصلي فتكون لي الحاجة. واني لبينه وبين القبلة مضيعة. فاكره ان فانسلوا من قبل رجلي السرير حتى انسل من لحافي. وكنت انام بين يدي رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ورجلاي في قبلته فاذا سجد غمزني فقبضت رجلي فاذا قام بسطتهما قالت بيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. قول الامام البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان انه ذكر عندها اي ان بعض طلبة العلم او بعض الصحابة او بعض التابعين كان يتكلم عند عائشة ولا الزم من هذا ان يكون بحضور مباشر ذكروا وتذاكروا ما الذي يقطع الصلاة فانه قد ورد في حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة المرأة والحمار روى الكلب فعائشة رضي الله عنها لم يكن قد وصل اليها هذا الحديث. وبالتالي ان خصوصا ان لديها حديثا قد يفهم منه معارضة هذا المعنى. فقالت اعدلتمونا اي هل سويتمونا وجعلتمونا في مرتبة واحدة مع والحمير بئس ما عدلتمونا. اي ان من القياس المعيب ان تجعلوا ما رأت تماثل هؤلاء بعد ذلك استدلت بحديث كانت تظن ان انه يعارض الحديث الوارد انه يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب. فذكرت عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل صلاة التهجد وهي بينه وبين القبلة. فاستدلت بهذا على ان المرأة لا تقطع الصلاة. وقالت بانها معترظة على فراش اهل يعني انها نائمة وانها على جهة عرضية امامه صلى الله عليه وسلم على فراشها اله الذي ينامان عليه اعتراض الجنازة اي كما ان الجنازة توضع امام الامام معترظة فهكذا كانت عائشة رظي الله عنها نائمة والنبي صلى الله عليه وسلم خلفها يصلي صلاة الليل تقول عائشة فاذا اراد ان يوتر اي يصلي ركعات الوتر تكون في اخر صلاة الليل ايقظني اي طلب مني ان استيقظ من منامي من اجل ان اوتر. لان وتره كان في اخر الليل. تقول عائشة رضي الله عنها ولقد رأيتني مضطجعة والاضطجاع النوم آآ النوم على جنب من الجوانب على السرير وهو مكان النوم. فيجيء النبي صلى الله عليه وسلم فيتوسط السرير ان يجعل السرير امامه جهة القبلة ويقف في وسط السرير عن يمين مسافة ومساوية لما عن شماله. فيصلي فتكون لي الحاجة اي قد يعرض لي بعض الحوائج في الليل واني لبين النبي صلى الله عليه وسلم وبين القبلة مضطجعة. فاكره ان استقبله. يعني تخشى من ان تكون مستقبلة له في اثناء صلاته. صلى الله عليه وسلم. تقول فانسلوا اي انسحب واخرج بهدوم من قبل رجلي رجلي السرير. وذلك ان ان السرير له ارجل حتى انسل من لحافي اي انسحب انسحابا رقيقا من الغطاء الذي التحف به. تقول عائشة وكنت انام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاي في قبلته. فاذا سجدني غمزني. اي ظربني او نبهني بو وخز اصبع من اصابعه. فقبضت رجلي. اي اخذتهما وابعدتهما عن جهتي قبلته. فاذا قام يعني قام النبي صلى الله عليه وسلم من تقول عائشة بسطتهما اي بسطت رجلي وعدلتهما على ما كانا. قال تعايشة والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح اي لم يكونوا يضعون فيها انوارا في هذا الحديث من الفوائد البحث فيما يقطع الصلاة. وقد ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان الكلب والحمار والمرأة يقطعون الصلاة وهو حديث وقد رواه جماعة من الصحابة وعائشة ظنت ان لديها علما وان لديها حديث وهو صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهي امامه معترضة. ولكن هذا الحديث ليس في مرور وانما هي لابثة بين يديه فلا يدخل في حديث يقطع الصلاة لان المراد المرور بين يدي المصلي. ولذا اثبت طائفة من اهل العلم بان الثلاثة يقطعن الصلاة وقال بذلك طائفة من التابعين وهو احدى الروايات عن الامام احمد جمهور ينازعون في ذلك فمنهم من قال بان الثلاثة جميعا لا تقطع ومنهم من قال بان المرأة والحمار لا يقطعان ومنهم من قال الثلاثة لا تقطع الصلاة. وقد ورد في حديث ابن رضي الله عنهما قال اتيت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالخيف كان معي لاتان فارسلتها ترتع فمرت بين يدي الصف. فلم يبطلني النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ولا صلاة المأمومين. وقال بعضهم بان انه لا تقطع المرأة الصلاة واستدلوا عليه بحديث عائشة الذي بين ايدينا. وفي الحديث عن التشبيه بما لا يليق ان يشبه به. وفي الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل ومتابعته الامر في ذلك فيه ايضا اخفاء النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل. وقد وقع خلاف في ايهما افضل في صلاة الليل؟ هل تصلى في المساجد الفاضلة؟ كمسجد الكعبة هذا ومسجد صلى الله عليه وسلم او انها تفعل في مكان اقامة الانسان وبيته فهناك قولان ولعل الثاني اظهر لما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افضل صلاة الرجل بعد المكتوبة صلاته بالبيت. ومن الامور التي في هذا هذا الحديث جواز ان يصلي الانسان وبين يديه من هو جالس او منقبض وانه لا يؤثر ذلك على صلاته ما دام لا يفعل ما يتناقض او يتنافى مع الصلاة. وفي هذا الحديث نوم الرجل مع اهل بيته. وفي هذا الحديث استعمال الفراش والجلوس والنوم عليه. وفيه ايظاء الصلاة على فراش وفي الحديث ايضا من اه الفوائد تشبيه الحي بالميت ما شبهت عائشة نفسها بالجنازة. وفي الحديث التأكيد على صلاة الوتر. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها ويوقظ اهله من اجل ان يصلوها. وفي الحديث السرير والنوم على السرير وانه مما كان يوجد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث جعل السرير امام المصلي سترة له وانه يتحقق لذلك مقصود الشارع وفي الحديث ايضا ان انساني اذا كان امامه في اثناء صلاته من ينظر اليه فان هذا لا يبطل آآ الصلاة وفي هذا الحديث من آآ الفوائد خدمة المرأة لزوجها وفي الحديث ايظا من الفوائد انسحاب المرأة من فراش الزوجية بهدوء لقضاء بعض حوائجها. وفي الحديث ان شخصية الرجل المالية تستقل عن شخصية المرأة ولذا كان بينهما تداين كما في هذا الخبر وفي هذا الحديث نوم الرجل بين يدي الرجل الاخر اذا كان هذا من الامور المعتاد ده وفي الحديث ايضا جعل الرجلين جهة القبلة اثناء الاضطجاع وفي الحديث ايضا من الفوائد الصلاة خلف النائم وان ذلك من الجائزة وفي هذا الحديث ان الرجل اذا وجد امرأته لم تصلي الوتر ايقظها من اجلي ان تصليه في الحديث ايظا من الفوائد حركة الرجل اليسيرة في صلاة النافلة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يغمز عائشة رضي الله عنها من اجل ان يتمكن من السجود. وفي الحديث ايضا ان الايدي قد تبسط وتقبض بحسب المقال. وفي هذا الكلام عن اه البيوتات اللاتي ككن موجودات. وفيه ايضا الاشارة الى تقدم احوال الناس. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحر بالظهائر فنسجد على ثيابنا اتقاء الحر. فاذا لم يستطع احدنا ان يمكن وجهه من الارض بسط ثوبه ووضع طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود. قوله هنا كنا نصلي مما يفيد الدوام والاستمرار قال كنا نصلي في لفظ اذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر في الظهائر اي بعد وقت او بعد دخول وقت صلاة الظهر اجز على ثيابنا اتقاء الحر. فكانوا كانت الارض تشتد عليهم بالتالي يضعون شيئا من ثيابهم على الارض ليتفادوا حرارتها. قال فاذا لم يستطع احد ان يمكن وجهه من الارض بسط ثوبه ووظع طرف الثوب بحيث يكون خوفا من شدة الحر في موطن اه السجود. ففي هذا الحديث السجود على في شدة الحر في هذا الحديث ايضا بسط الثياب لمن لم يحج من اجل ان يحج اذا كان ذلك اذن الجهات المختصة. نعم. وعن انس ابن مالك رضي الله عنه انه سئل اكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال نعم. قوله كان تفيد التكرار والاستمرار يصلي في نعليه. عندنا حذاء وهو ما يكون مغطي لاطراف القدم وليس منه شيء تجاه او حذو المنكبين. واعلى منه النعل كونوا له سيور تربطه بالرجل ويكون غالبها مكشوفا. وهناك الخفاف الجوارب وتكون مغطية للقدم والركبتين والساعد والساق. فهذه ترى ما يلبس من انواع اللباس في القدمين. وقوله نعم اي كان يصلي في النعل ففي هذا الحديث من الفوائد جواز الصلاة في النعال. وفي الحديث ايضا واحكام ما يلبس في القدمين ومنها النعال السبئية. اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم لكل خير وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. كما اسأل الله جل وعلا ان يسبغ علينا جميعا نعمه وان يبارك فيكم وان يجعلكم موفقين اينما كنتم وان يوفق ولاة امرنا لكل خير وان لهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة للناس اجمعين