في هذا ايضا دلالة على جواز شراء الدواب وبيع الابل في الحديث ايضا جواز ان يشتري الانسان سلعة بثمن مؤجل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم سلم ذلك. وفي هذا ايضا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الامين وبعد فهذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري حيث كنا قد قرأنا بالامس عددا من الاحاديث الموردة في كتاب الصلاة. ولعلنا نواصل الحديث في ذلك تفظل بارك الله فيك. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا لشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال ان كانت احب اسماء علي رضي الله عنه اليه لابو تراب. وان كان ليفرح ان يدعى بها. وما سماه ابو تراب الا النبي صلى الله عليه وسلم دخل علي رضي الله عنه على فاطمة رضي الله عنها فغاضبها يوما. ثم خرج فاضطجع الى الجدار في فجاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد عليا في البيت. فقال اين ابن عمك قالت في المسجد كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انسان انظر اين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاء اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباعه فقال هو ذا مضطجع في الجدار. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه واصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يمسح التراب عن ظهره ويقول قم اجلس يا ابا تراب قم يا ابا تراب. قوله في هذا الحديث كان احب اسماء علي اليه لابو تراب. وذلك ان بعض شانئي علي رضي الله عنه كانوا ينبزونه بهذا الاسم ابو تراب ويظنون انهم بذلك وكان يفرح بهذه الكنية ويفخر بها وذلك ان الذي اطلقها هو النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا دلالة على ان الانسان قد يعاب بشيء هو مفخرة له. وفي الحديث جواز اطلاق اكثر من كنية على الرجل الواحد. وفي الحديث جواز تقنية بابي تراب وانه لا حرج فيها. وفي الحديث ان الاسماء قد تتفاوت في منزلتها عند صاحبها. فيكون بعضها احب اليه من غيرها وفي هذا الحديث ايضا اطلاق الاسم على الشخص لادنى مناسبة تحصل عنده. وفي الحديث ايضا ان حصول شيء من المغاضبة والمخاصمة بين الزوجين لا يعني نقصان مكانته بهما او انفصاما رباط الزوجية بينهما. وفي الحديث من الفوائد جواز نوم الرجل في المسجد. وفي الحديث بيضاء الاستناد الى جدار المسجد. وفي الحديث تفقد والدي المرأة شأن ابنته مع زوجها. وتفقده لبيتها. كما على صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث اصلاح الرجل لما بين ابنته وزوجها من مواظبة وفي الحديث من الفوائد تذكير الانسان بالقرابة التي بينه وبين من اصمه ليكون ذلك ادعى لحصول التصالح فيما بينهم. ولذا سأل فاطمة اين ابن عمك؟ وفي الحديث جواز اخبار الزوجة بما يحصل بينها وبين زوجها اذا ظنت في ذلك تحصيل مصلحة وفي هذا الحديث من الفوائد ان نوم كالقيلولة وهي نومة نصف النهار كانت مشهورة عند الناس في زمن النبوة و وفي هذا الحديث ايضا تفقد الانسان لقرابته والنظر في احوالهم وسؤال من يكون عندهم قريبا منهم ولذا قال لانسان انظر اين هو؟ وفي هذا الحديث ايضا ومن الفوائد ان سقوط الرداء وهو اللباس الذي يكون على اعلى البدن يمكن ولا يدل على ظهور شيء من عورة الانسان. وفي هذا الحديث استدل طائفة من اهل العلم بان الظهر بالنسبة للرجل ليس من العورة. وفي الحديث ما كانت عليه مساجدهم في الزمان الاول من كونها من التراب. وفي الحديث ايضا الرفق بمن يخاطبه الانسان وتقنيته ليكون ذلك ارفق به. نعم احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رأيت السبعين من اهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء اما زار واما كساء قد ربطوا في اعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده بيده كراهية ان ترى عورته. قوله في هذا الحديث رأيت سبعين من اهل الصفة الصفة مكان في المسجد في مؤخرته كان يأوي اليه اصحاب الحاجات. ومن ليس لهم سكن في المدينة واستدل بهذا على جواز نوم الرجال في المكان المخصص لذلك في المساجد وفي في الحديث ايضا جواز الاكتفاء بالثوب الواحد في الصلاة واللباس. وفي الحديث ان الانسان اذا لم يكن عنده الا ازار شرع له ان يربطه في عنقه ما لم يؤدي ذلك الى ظهور شيء من اسفل بدنه مما يكون من عورات كالركبة والفخذ. وفي الحديث جواز ان يكون اللباس الى انصاف الساقين قد ورد في الحديث النهي عن الاسبال واختلف اهل العلم في الافضل بالنسبة للباس. فقال طائفة لانه يستحب ان يكون الى نصف في الساق بهذا الحديث ولما ورد في الحديث ازرة المسلم الى انصاف ساقيه. وجماهير على ان الافضل ان يكون فوق الكعب قالوا وهذا الحديث انما هو فيمن لا يجد اللباس من امثال اهل الصفة الفقراء وحديث لباس المؤمن الى انصاف ساقيه بيان للحد الاعلى من ما يبلغ الازار من الانسان. وليس فيه بيان الحد الادنى. وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج مسرعا الى صلاة الخسوف يجر ازاره وفي لفظ الرداء فدل هذا على انه كانت ثيابه تصل الى قريب الكعبين. وهكذا في حديث ابي بكر رضي عنه ان ازاري لا ينسحب الا ان اتعاهده. فدل هذا على ان الغالب من احوالهم النارديتهم وثيابهم تكون فوق الكعبين و لذا قال في هذا الحديث ومنها ما يبلغ الكعبين. وفي الحديث تحرز الانسان على وتفقد نفسه لئلا يظهر شيء منها. احسن الله اليكم. قال عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاه. فلما ان اقبلن قال النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يتعجل الى اهله فليعجل فكنت على جمل سفال قطوف. انما هو في اخر القوم. فتعجلت عليه فابطأ بجملي واعيى فلحقني راكب من خلفي فاذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم فاتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا قلت جابر بن عبدالله فقال جابر فقلت نعم. قال ما شأنك؟ قلت اني على جمل سفال فابطأ علي جملي واعيا فتخلفت قال امعك قضيب؟ قلت نعم. قال اعطني فنزل يحجنه بمحجنه فضربه فزجره فنخس بعيري كانت معه ثم قال اركب فركبته فلقد رأيته اكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصار بعيرك احسن ماء انت رائم من الابل فكان من ذلك المكان من اول القوم فقال كيف ترى بعيرك؟ قلت بخير قد اصابته بركتك قال بعنيه فاستحييت فقلت بل هو لك يا رسول الله. قال بل بعنيه. قد اخذته باربعة دنانير فاستثنيت الى اهلي قال ولك ظهره الى المدينة. قلت نعم فبعته اياه. فلما دانون من المدينة جعلت ارتحل قال ما يعجلك اين تريد؟ قلت يا رسول الله اني حديث عهد بعرس. قال اتزوجت؟ قلت نعم. قال بكرا ام ثيبا؟ قلت كتبا ثيبا. تزوجت امرأة قد خلا منها. قال افلا جارية تعابها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك؟ ما لك ولله اذارا ولعابها، قلت ان لي تسع اخوات ان ابي عبدالله توفي وترك بنات جواري صغارا. فكرهت ان اتزوج قاء مثلهن فلا تؤدبوهن ولا تقوموا عليهن. فاحببت ان اتزوج امرأة ثيبة قد جربت وخلى منها تعلمه وتؤدبوهن وتجمعوهن وتمشطوهن وتقوم عليهن. قال فذلك ائت اهلك اصبت بارك الله لك. اما انك قادم فاذا قدمت فالكيس الكيس. فلما قدمنا وذهبنا لندخل نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي الرجل اهله طرقا فقال امهلوا حتى تدخلوا ليلا لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة. فاذا اطال احدكم الغيبة فلا يطرق اهله ليلا. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرارا. امر ببقرة فذبحت فاكل منها ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي وقدمت الغدا. فاخبرت خالي ببيع الجمل فلامني. فاخبرته باعياء الجمل والذي كان من النبي صلى الله عليه وسلم وركزه اياه. فغدوت اليه بالبعير. اراه قال ضحى فجئنا الى المسجد فوجدته على باب المسجد فدخلت اليه وعقلت الجمل ناحية البلاط فقلت هذا جملك فجعل يطير بالجمل قال الان قدمت؟ قلت نعم. قال فدع جملك فادخل فصلي ركعتين. فدخلت فصليت فامر بلال رضي الله وعنه ان يزن له اوقية قال يا بلال اقضه وزده فوزن لي بلال فارجح في الميزان فاعطاني اربعة دنانير وزادني قيراطا فانطلقت حتى وليت قال ادعو لي جابرا. قال قلت الان يرد علي الجمل ولم يكن شيء ابغض الي منه قال استوفيت الثمن؟ قلت نعم. قال ما كنت لاخذ جملك. خذ جملك فهو ما لك ولك ثمنه. فاعطاني ثمن الجمل والجمل وسهمي مع القوم. قال جابر لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يكن القيراط يفارق وبجابل بعبدالله فما زال منها شيء حتى اصابها اهل الشام يوم الحرة. حديث جابر حديث عظيم كثير وقوله هنا كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزات وفي لفظ في سفر فيه استصحاب اهل الفضل واصحاب الولاية ليستفيد الانسان من صحبتهم كما كان ذلك من شأن جابر جابر وابوه صحابيان جليلان وابوه ماتا في غزاة احد وهذا الحديث اعلموا عما بعد تلك الغازات وبعد وفاة والدي جابر عبدالله رضي الله عنه. قوله فلما ان اقبلنا يعني لما رجعنا من تلك السفرة او الغزوة واصبحنا مقبلين تجاه المدينة. قال النبي صلى الله عليه وسلم من احب ان يتعجل الى اهله فليعجل. اي من اراد ان يسرع ليصل الى اهله فذلك مأذون له فيه. قال جابر فكنت على جمل سفال يعني رديء. لا آآ يسرع ولا يتمكن من مصاحبة من يسرع من القوم. قطوف انما هو في اخر القوم فهذا شأنه انه لا يتمكن من ان يصحب اول القوم. قال جابر فتعجلت عليه يعني اردت منه ان يعجل في المشي وليتمكن من الوصول الى اهلي لكنه ابطأ بجملي واعياء. انه تعب ولم يتمكن من ان ان يجاري اوائل القوم. قال فبينما انا كذلك اعالج جملي لعله ان يصحب اول القوم اذا براكب من خلفي قد لحقني. فاذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تفقد صاحب ولاية من في ولايته وتفقده قائد الجيش من يصحبه ممن يقاتل. قال فاتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال من هذا؟ اي من انت يا ايها الرجل وكأنه قد كان او مقنعا وجهه فقلت جابر بن عبدالله فيه سؤال الاخرين من انتم؟ ومن انت وانه لا حرج في ذلك ولا نقص على السائل ولا على المسؤول عنه. وفي الحديث اخبار الانسان عن نفسه باسمه من اجل ان يعرف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة السؤال جابر فقلت نعم قال ما شأنك؟ اي ما السبب الذي جعلك تتأخر وتكون في اخر القوم وفيه سؤال لانسان غيره عن احواله وعن الاسباب التي جعلته يسير على تلك الحال قال جابر اني على جمل سفار يعني رديء فابطأ علي جملي اي تأخر واعي يا اي تحب فلم يتمكن من لحوق اول القوم. ولذلك تخلفت اي لم اعد لاجاري بقية الجيش في سيرهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم امعك قضيب بنحو العصا. قلت نعم. قال اعطني يعني اعطني هذا القضيب. فنزل يحزنه اي يضربه ويطعنه من اجل ان يسير وان يترك عنه البطاءة والتأخر في السير. وفي هذا دلالة على جواز ضرب البهيمة بما يحقق وما صالحة اسراعها من اجل ان يلحق صاحبها صحبته. وقال فضربه فزجره فنخس سبعيني بعنزة كانت معه. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر اركب وكانه كان نازلا قال فركبته اي ركبت الجمل. فلقد رأيته اكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني انه اصبح يسرع سرعة شديدة حتى انني اردت الا اسبق النبي صلى الله عليه وسلم العيب الموجود في السلعة. قال واخبرته بالذي كان من النبي صلى الله عليه وسلم. ووكزه اياك قال جابر فغدوت وان ذهبت في الصباح الى النبي صلى الله عليه وسلم بالبعير بمشيه. قال جابر فسار بعيري كاحسن ما انت رائم من الابل. اي اصبح يسرع وذهب عنه التعب والاعياء واصبح يتمكن من اللحاق بالقوم. ولذا قال فكان الجمل من ذلك المكان من اول القوم اي تقدم الناس واصبح امامهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر كيف ترى بعيرك؟ اي ما هو الحال التي اصبح البعير عليها بعد ان كان يبطئ في المشي. فقال جابر بخير قد اصاب بركتك اي انه اصبح وقد ذهب عنه الاعياء والتعب واصبح يقارن القوم في مشيهم وقوله قد اصابته بركتك. البركة الزيادة في الخير والنماء فكأنه قد استشعر ان ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من فعل كان سببا في صلاح احوال هذا الجمل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعنيه. وفي هذا جواز ان يطلب الانسان من صاحب المال بيع ما له اليه ولو على جهة الابتداء ولو لم يكن قم صاحب السلعة بعرض سلعته. قال جابر فاستحييت يعني انني ان خنست توضع وفت حالي كيف يطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشراء ولذلك سخت نفسي على الحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعرض جملي بدون ثمن. فقلت بل هو لك اي انت تملكه يا رسول الله. ومن ثم لا تحتاج الى شرائه فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل بعنيه اي لا اقبله على جهة الهبة والهدية وانما اقبله على جهة الشراء. ثم قال صلى الله عليه وسلم قد اخذته باربعة دنانير والدينار عملة ذهبية يكون مقدارها باربعة جرامات نصف تقريبا وفي بعض الروايات انه قال قد اخذته باوقية قال جابر فقلت استثني حملانه الى المدينة اي انني قد بعتك الجمل لكن بشرط ان ما يحمله الجبل الى المدينة لي وبالتالي تمكنوا من حمل امتعتي على هذا الجمل. وهذا استدل به فقهاء الحنابلة على جواز ان يشترط احد المتبايعين منفعة لنفسه. وذلك ان الشروط التي يشترطها احد المتعاقد على انواع منها ان يشترط ما هو من مقتضى العقد فهذا صحيح ومنها ان يشترط احد المتعاقدين شرطا لمصلحة العقد فهذا ايضا جائز اتفاق وثالثا يشترط احد المتعاقدين منفعة له فاشتراط المتعاقد منفعة له هذا من جنس اشتراط جابر حملان البعير الى المدينة. وهذا النوع من انواع معي الشروط منع منه جمهور اهل العلم مالك وابو حنيفة والشافعي على بطلانها هذا الشرط واستدلوا عليه بحديث نهى عن بيع وشرط لكنه حديث ضعيف لا يصح ان يعول عليه وذهب الامام احمد الى جواز ان يشترط احد المتعاقدين شرطا واحدا له وآآ على الجواز بحديث جابر هذا واستدلوا على المنع من اكثر من شرط بما ورد في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ترضيني في بيع. وذهب جماعة من اهل العلم واختاره طائفة من اهل الحديث وهو رواية عن احمد فقالوا بجواز ان يشترط احد المتعاقدين مشى من الشروط التي تكون لمصلحته. واستدلوا على ذلك بحديث جابر هذا كما دلوا عليه بقوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود والشروط جزء من العقود. واستدلوا عليه ايضا بحديث المسلمون على شروطهم الا شرطنا حل حراما او شرطا حرم حلالا. وهذا القول اشتراط اكثر من شرط لمصلحة احد المتعاقدين في عقد البيع هو القول الراجح في هذه المسألة لهذه الاحاديث. قال وفي هذا دلالة على ان الشرط الذي يكون في اثناء العقد شرط معتبر. قال النبي صلى الله عليه وسلم ولك ظهره الى المدينة اي بعنيه ولك شرطك في انه يحق لك ان تنتفع بظهره وبما يحمله الى المدينة قال جابر فقلت نعم فبعته اياه فقال فلما دنونا اي قربنا من المدينة جعلت ارتحل اي اتجهز للرحيل قال ما يعجلك اي ما السبب الذي يجعلك تسبق القوم وتريد ان تصل الى المدينة قبل الناس اين تريد ما هو مقصدك من هذا الاستعجال قال جابر فقلت يا رسول الله اني حديث عهد بعرس اي تزوجت قبل وقت يسير اذا فقال صلى الله عليه وسلم اتزوجت فيه التأكد من الشخص فيما يخبر به من من اجل التحقق من خبره. وفيه دلالة على ان جابرا لم يدع النبي صلى الله عليه وسلم لوليمة في عرسه ولذا لم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بزواجه. فقلت نعم اي تزوجت وفيه ان السؤال معاد في الجواب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل تزوجت بكرا؟ لم يسبق لها الزواج ام تزوجت ثيبا سبق ان تزوجت قبلك فقال جابر بل سيبا. تزوجت امرأة قد خلا منها. اي انني تزوجت بامرأة قد تزوجت رجلا قبلي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي دعاك؟ افلا اخترت جارية بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك وفي هذا جواز اللعب بين الزوجين. وجواز المضاحكة فيما بينهما. ثم قال ما لك اذا رأينا الذي جعلك تترك النساء العذارى يعني الابكار ولعبها اي الذي جعلك ان تترك المرأة البكر التي يكون فيها من نقاوة الفم ما ليس للثيب اخبر جابر بعذره في ذلك تفقد الامام لاحوال رعيته وسؤاله عما يكون من احوالهم. ولذا سأل النبي صلى الله عليه تل مجابر عن احواله في زواجه. فقال جابر في الاعتذار ان لي تسع اخوات وان ابي عبدالله توفي وذلك انه استشهد واصيب في معركة احد وترك بنات جوارية صغارا. قيل بانها تسع كما هو ظاهر هذه الرواية. وقيل بانهن سبع ولم يكن لهن من يتولى شأنهن الا جابر رضي الله عنه قال جابر فكرهت ان اتزوج خرقاء مثلهن. والخرقاء هي المرأة التي لا تتمكن من صنع شيء ولا تتمكنوا من احسان التصرف فحينئذ لا اتقوم بتأديبهن ولا تقوم عليهن. ففي هذا دلالة على ان المرأة كانت تعين زوجها فيما يتعلق بيته وولده وان هذا هو الغالب في احوال الناس في عهد للنبوة ان المرأة تخدم في بيت زوجها وقوله هنا فاحببت اي رغبت واردت ان اتزوج امرأة ثيبة. اي سبق لها الزواج. وقد جربت ومر عليها شيء من رعاية امور البيت والقيام عليه وحينئذ تقوم بتعليم اخوات وتأديبهن وتجمعهن وتمشطهن اي تسرح شعورهن وتقوم عليهن اي تتولى شؤونهن. وفي هذا مشروعية تأديب الانسان لاهل بيته ولبناته قيام على شؤونهن وتفقده لاحوالهن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يعني ان هذا السبب الذي ذكرته سبب وجيه يجعلك تتزوج الثيب وتختارها. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ائت اهلك اي لك الحق في ان تستعجل وتذهب الى اهلك الى اصبت يعني في اختيار هذه المرأة الثيب في الزواج بها. وفي هذا الحديث دعاء لغيره بان يبارك الله له كما دعا صلى الله عليه وسلم لجابر. وفي هذا مشروعية المتزوج. وفي هذا ايضا فضيلة وجود ولد للانسان يقوم على اهل بيته من بعده فقال اما انك قادم يعني ستقدم على اهلك في المدينة فاذا ندمت فالكيش يعني ليكن من شأنك ان تكون معاملا لاهل بيتك بحزم احسان حتى يكون من اثار ذلك صلاح اهل بيتك. قال فلما قدمنا قربنا من المدينة وذهبنا لندخل اي ندخل المدينة على اهلنا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي رجل اهله طرقا اي نهاهم ان يأتوا اهلهم قبل ان يخبروهم بقدومهم عليهم والمعنى ففي هذا النهي عن ان يطرق الرجل اهله ليلا قبل ان يخبرهم. وفي هذا ان من اطال الغيبة فعليه ان ينبه اهل بيته بوقت قدومه من اجل ان يستعدوا له بهذا دلالة على ان النهي انما هو من اجل ان تتجمل المرأة لزوجها. وفي هذا دلالة على باب تجمل المرأة لزوجها قال امهلوا اي تأخروا ولا تستعجلوا لكي تمتشط الشعثة اي ان من كان شعرها غير مرتب تتمكن من ترتيب شعرها وتسريحه وتستحد المغيبة او المغيبة والمعنى في هذا ان تحلق عانتها ليكون ذلك ارعى لمكانتها عند ده زوجها ثم قال اذا اطال احدكم الغيبة فلا يطرق اهله ليلا. وفي هذا الحديث دلالة على استحباب التمشيط وتهيئة الشعر وفيها ايضا مشروعية حلق العانة بالحديد ولذا قال تستحد وفي هذا ايضا من الامور ان الانسان ينبغي به ان يعلم اهله بوقت قدومه. وفي وقتنا الحاضر متى كان اهل البيت يعلمون بقدوم غائبهم كفى ذلك. وحينئذ لا بأس من ان يطرق الانسان اهله ليلا اذا كانوا مستعدين له. وقال فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرارا وهو مكان بقرب المدينة امر ببقرة فذبحت اي من اجل بان يطعم القوم وفيه اكرام الانسان لمن يكون معه بانواع الاكرام. قال فاكلوا منها قال جابر ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلي اي وصل المدينة قبل جابر وقديم الغداة يعني صباح ذلك اليوم. فاخبرت خالي اخو ببيع الجمل فلامني اي عاتبني في ذلك. وقال جمل تحتاج اليه لا تستغني عنه كيف تبيعه؟ وكيف تجد جملا بديلا عنه؟ قال فاخبرته باعياء الجمل اي ان السبب الذي جعلني ابيع الجمل هو انه اصبح تعبا لا يتمكن من لحوق القوم ولا كونوا معهم وفي هذا جواز ان يبيع الانسان سلعة معيبة اذا اخبر المشتري اراه قال ضحى فجئنا الى المسجد كانه دخل ببعيره في المسجد. في هذا جواز ان الانسان ببعيره الى ابواب المسجد. قال فوجدته اي وجدت النبي صلى الله عليه وسلم على باب المسجد فدخلت اليه وعقلت اي ربطت الجمل برباط في قدميه وعقلت الجمل في ناحية البلاط. فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم هذا جمل اي هذا الجمل الذي اشتريته مني فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطيف بالجمل اي يدور عليه تفقده وفي هذا تفقد الانسان للسلع التي اشتراها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر الان قدمت اي هل وقت قدومك الى المدينة هذا الوقت انه يوجد له عذرا في تأخره وعدم تسليمه للجمل في اول بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال جابر نعم اي هذا وقت قدومي قال فقال صلى الله عليه عليه وسلم فدع جملك اي اترك الجمل فادخل فصل ركعتين وفي هذا مشروعية ان يصلي القادم من السفر ركعتين اول قدومه وان يصليها في المسجد. قال جابر فدخلت المسجد فصليت الركعتين امر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا رضي الله عنه ان يزن له اوقية. قال يا بلال اقظه وزده. وفي هذا ما استحباب الزيادة في الثمن الذي يدفع الى البائع وقال فوزن لي بلال اي اخذ لي من الذهب فوضعه في الميزان فارجح اي زاد زيادة في الميزان بحيث اعطاني اكثر مما شرط لي. قال فاعطاني اربعة دنانير وزادني قيراطا. وهذه من الذهب. قال جابر فانطلقت اي هبت بعد ان استوفيت الثمن حتى وليت اي رجعت وآآ تركت المسجد وبلاط المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي جابرا اي اطلبوا منه ان يعود الي مرة اخرى فلما جاء الداعي الى جابر قال جابر الان يرد النبي صلى الله عليه وسلم بي الجمل وكان قد فرح بالثمن الذي استفاده من الجمل. قال ولم يكن شيء ابغض الي من ان يعيد النبي صلى الله عليه وسلم الجمل الي ويأخذ الثمن قال فرجع جابر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له استوفيت الثمن اي اخذت ما امرت بلالا بدفعه اليك من ثمن جملك فقال جابر نعم استوفيت فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت لاخذ جملك اي ليس من شأني ان اخذ اغراض الناس واشيائهم التي يحتاجون اليها. ومن ذلك هذا الجمل الذي انت محتاج له. فقال صلى الله عليه وسلم خذ جملك فهو لك فهو مالك ولك ثمنه جمع له بين رد السلعة المشتراه وبين الثمن الذي اعطاه اياه وما ذاك كي لا لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرم. قال جابر فاعطاني النبي صلى الله عليه وسلم ثمن الجمل كما اعطاني الجمل كما اعطاني سهمي مع القوم اي الغنيمة اي الجزء المخصص لي من الغنيمة التي غنمناها في تلك الغزوة قال جابر لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انها سيبقيه سيبقي هذه زيادة عنده. والمراد بالزيادة القيراط الذي زاده على الاربعة الدنانير. قال فلم يكن القيراط يفارق جراب جابر ابن عبد الله رضي الله عنه. وفي هذا بيان شيء من احكام الهبات وانه متى قبضت الهبة لزمت وفي هذا الحديث ايضا حسن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مما يشرع معه ان يقتدوا به في ذلك. وفي هذا الحديث جواز الوكالة كما وكل النبي صلى الله عليه وسلم بلالا في ان يفي له بالثمن. وان يزن له اوقيه وبهذا الحديث ان المعيار الشرعي في الذهب هو بالوزن وهو ما كان متعلقا الاشياء وفي هذا الحديث ايضا من الفوائد ان البيع ينعقد التفرق بين المتعاقدين. وفي هذا الحديث ان كراهية الانسان لبعض ماله لا تدل على اه نقصانه وليس ذلك من الامور الممنوعة. ولذا قال جابر عن هذا الجمل لم يكن شيء ابغض الي منه. وفي الحديث ايضا استيفاء الانسان من السلعة التي باعها وفي الحديث كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال جابر لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني القيراط الذي اعطي مقابل او زيادة عن اصل العقد فلم كن القيراط يفارق جراب جابر بن عبدالله وجراب ما يوضع في ما يوضع فيه الطعام احاجيات الانسان يحملها عند اسفاره. قال فما زال منها شيء اي لم يفقد منها اي مقدار حتى اصابها اهل الشام يوم الحرة ويوم الحرة يوم قادم فيه جيوش بعض بني امية الى المدينة لما ورد عنهم من مظاهرة ومعاونة بعض من خرج على اصحاب الولاية في ذلك الزمان وبعد معركة صار هناك شيء من التصرفات التي تتناقض مع ما ورد به الشرع من حماية الاموال بارك الله فيكم وفقكم لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين ونسأله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يوفقهم لما يحب ويرضى. اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوالنا كلها وان يهدي ينال الخير وان يوفق ولاة امرنا لما يحب ويرضى كما نسأله جل وعلا ان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين