صلى الله عليه وسلم لم يكن فيه محراب ولا منبر. وانما كانوا يصلون في في البرية. احسن الله اليكم. قال عن سهل رضي الله عنه قال كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه واله الحمد لله رب العالمين. نحمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد ففي لقاء متجدد من لقاءات العلم في دراسة سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. نتدارس عددا من الاحاديث من خلال قراءة مختصر صحيح كالامام البخاري رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجة فعليين. امين. وجزاه عنا خير الجزاء. امين. نواصل بذلك ما ابتدأنا به في قراءة كتاب الصلاة. ولعلنا ان شاء الله ان نختم هذا الكتاب في هذا اليوم باذن الله جل وعلا. بالقراءة بارك بارك الله فيك. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عمر رضي الله عنه عنهما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا خرج يوم العيد الفطر والنحر امر بالحربة فتركز قدامه بين يديه فيصلي اليها والناس وراءه وكان يفعل ذلك في السفر. فمن ثم اتخذها الامراء. وفي رواية والعنزة تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه فيصلي اليها. قوله في هذا الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج يوم العيد وكان يخرج في اول النهار. وصلاة العيد كانت تصلى بعد شروق الشمس وقوله هنا كان اذا خرج يوم العيد فيه دلالة على مشروعية اداء صلاة العيد خارج البنيان كما كان فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله هو امر بالحربة الحربة نوع من انواع السهام كبير بحيث يكون له عصا الى ولها رأس حديدي مدبب. ففي هذا الاستتار خلف الحرب نسبتي للمصلي وفي هذا دلالة على مشروعية وضع السترة بين يدي قال لي وفي الحديث دلالة على ان سترة الامام سترة لمن خلفه فانه كان يضع حربة امامه صلى الله عليه وسلم ويكتفون بذلك له ولمن خلفه. وفي الحديث على ان السترة تكون بين يدي المصلي. وقد ورد في سنن ابي داوود انه كان يميت عن وجهه قليلا. لكن ذلك الاسناد فيه ظعف. والاذا فان الاظهر انه جعلوا السترة بين يديه امامه لا يميلها عن وجهه لان هذا هو طهروا من حال النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث ان السترة تكون اطول من الذراع. وقد ورد في بعض الاحاديث انه كان يجعل السترة كمؤخر الرحل. وفي الحديث ان المأمومين يقفون خلف الامام في صلواتهم فما سمي الامام اماما الا لكونهم يقتدون به ولكونهم خلفه. وفي الحديث من الفوائد ايضا اتخاذ الحربة في الاسفار بحيث يستفيد منها في امور منها انه يجعلها سترة بين يديه. في الحديث مشروعية اتخاذ السترة في في السفر وفي الحديث اقتداء الامراء بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما كان سيروا عليه. قوله وفي رواية والعنزة والعنزة عصى فيها شيء من الغلظة وقوله تحمل وتنصب بالمصلى. اي توقف امام الامام ليصلي اليها. وفي هذا حمل العنزة واو الحرب في الاسفار وفي التنقل والى صلاة العيد. وفيه ظاهر هذه الاحاديث ان المصلى في عهد النبي وسلم وبين جدار المسجد من ما يلي القبلة ممر الشاة. قوله كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين جدار المسجد ممر الشاة فيه بيان المسافة التي تكون بين المصلي وبين سترته. وقوله ممر الشاة قال بعضهم هي بينه وبين المصلي حال قيامه. بحيث اذا اراد ان يسجد تأخر ولكن الصواب ما عليه الجمهور بان المراد بالحديث ممر شاة بين موضع سجوده وبين سترته وفي الحديث جواز الاكتفاء بالجدار وجعل السترة للمصلي وفي هذا الحديث ايضا بيان ان الانسان قد يحسب المسافات بما يعتاده الناس من امور في احسن الله اليكم عن سلمة رضي الله عنه قال كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها قوله كان جدار المسجد عند المنبر. يعني ان المنبر كان امام النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته قد ورد في حديث سهل السابق رواية كان بين منبر رسول ليس صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث بيان المقدار الذي بين المصلي والسترة. احسن الله اليكم قال عن يزيد ابن ابي عبيد قال كنت اتي مع سلمة بن الاكوع رضي الله عنه فيصلي عند الاسطوانة التي عند المصحف فقلت يا ابا مسلم اراك تتحرى الصلاة عند هذه الاسطوانة؟ قال فاني رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتحرص الصلاة عند هذه الاسطوانة. في هذا دلالة على جواز وظع اعمدة المسجد واسطواناته سترة للمصلي بحيث يصلي اليها. وفي الحديث الحرص على جعل المصلي سترة بين يديه يصلي اليها. تحري النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة عند هذه الاسطوانة من اجل ان يجعلها سترة يصلي اليها. احسن الله اليكم قال عن انس رضي الله عنه قال كان المؤذن اذا اذن قام ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم يبتدرون السواري ولقد قد رأيت كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبتدرون السواري عند المغرب حتى يخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الاذان والاقامة شيء. في هذا الحديث مشروعية الاذان قامة لصلاة المغرب وفي الحديث من الفوائد مشروعية السنة التي تكون بين اذان المغرب واقامة وقد قال بمشروعيتها جماهير اهل العلم وهو مذهب مالك والشافعي واحمد. واختار الامام ابو حنيفة ان الوقت الذي يكون بعد صلاة العصر يستمر الى اقامة صلاة المغرب ورأى انه لا يجوز للانسان ان يصلي تنفلا قبل صلاة المغرب وان وقت النهي يستمر وحديث الباب دليل على مشروعية هذه الصلاة وان ما بعد اذان المغرب ايوجد فيه وقت نهي؟ وقد جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب قال في الثالثة لمن شاء. وفي الحديث من الفوائد جواز جعل سارية سترة بين يدي المصلي. وفي الحديث الحرص على جعل المصلي سترة بين يديه يصلي اليها وفي الحديث الاعتماد على السنة الاقرارية فان انس هنا استدل بكون النبي صلى الله عليه وسلم اقر اصحابه على هذه هي سنة قبل صلاة المغرب. وفي هذا الحديث دليل على ان الاقرار على طاعة من الطاعات دليل على استحباب ذلك الفعل. فان السنة الاقرارية على نوعين. اقرار على شيء من العادات فهذا يدل على اباحة ذلك الفعل. ومن امثلة اقرار الصحابة على اكل الظب والنوع الثاني من السنة الاقرارية اقرار على عبادة. فيدل على استحباب ذلك الفعل علم. ومن امثلته ما ورد هنا من الاقرار على السنة التي تكون قبل المغرب. ومثله سنة القتل كما في حديث خبيب رضي الله عنه وفي الحديث ايضا من الفوائد ان الصحابة يتفاوتون في الرتبة وان بعضهم اعلى مقاما نسبة من غيرهم. ولذا قال رأيت كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذه السنة التي قبل المغرب ليست سنة راتبة والفرق بين السنة الراتبة وغيرها ان السنن الرواتب اذا فاتت فانه يشرع قضاؤها خلاف غيرها فانه لا يشرع قضاؤها. وفي الحديث بيان الوقت الذي يكون بين الاذان اذان المغرب واقامتها. وقد اختلف اهل العلم في وقت صلاة المغرب فكان الامام الشافعي يرى ان بين غروب الشمس ووقت المغرب مقدار ما تؤدى به سبع ركعات وبعضهم قال خمس ركعات. والجمهور يقولون بان وقت المغرب يستمر الى غياب الشفق. نعم احسن الله اليكم قال عن ابي صالحين السمان قال رأيت ابا سعيد الخضري رضي الله عنه في يوم جمعة يصلي الى شيء يستره من الناس فاراد شاب من بني ابي معيط ان يجتاز بين يديه. فدفع ابو سعيد في صدره. فنظر الشاب فلم يجد مساغا الا بين يديه. فعاد فدفعه ابو سعيد اشد من الاولى فنال من ابي سعيد ثم دخل على مروان فشكى اليه ما لقي من ابي سعيد ودخل ابو سعيد خلفه على مروان فقال ما لك ولابن اخيك يا ابا سعيد؟ قال سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم اقول اذا صلى احدكم الى شيء يستره من الناس فاراد احد ان يجتاز بين يديه فليدفعه. فان ابى فليمنعه فان ابى فليقاتله فانما هو شيطان. قوله هنا رأيت ابا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي الى شيء يستره ومن الناس في مشروعية اتخاذ السترة بين يدي المصلي. وظاهر حديث الباب ان هذه السنة التي كان يؤديها ابو سعيد سنة بعدية بعد صلاة الجمعة. وقد ورد ان المصلي يصلي بعد الجمعة في المسجد اربعة. وفي الحديث ان من اتخذ سترة بين يديه فيمتنع الناس من المرور بينهم. وبين سترته. وفي الحديث ان المصلي اذا اتخذ سترة بين يديه فانه يمنع من اراد ان يجتاز بينه وبين سترته التي بين يديه وفي الحديث ان من ابى فانه يشدد في دفعه ومنعه من المرور بين يدي المصلي. وقوله يقاتله ليس المراد بها هنا القتل الذي هو ازهاق الروح وانما المراد اصابته والوقوف في وجهه فانه لم يقل فليقتله وانما قال فليقاتله اي يخاصمه ويدفعه. وفي الحديث التحذير من مرور من يكون معه شيطان بين يدي المصلي. نعم. احسن الله اليكم عن بسر بن سعيد ان زيد بن خالد رضي الله عنه ارسله والى ابي جهيم رضي الله عنه يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي؟ فقال ابو جهيمن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؟ لكان ان يقف خيرا له من ان يمر بين يديه. في الحديث تحريم المرور بين يدي المصلي وظاهر الحديث السابق ان ذلك في من؟ جعل سترة بينه وبين قبلته. وفي الحديث سؤال العالم وراوي الاحاديث عما يحفظه من العلم ومن الاحاديث في باب بعينه. وفي الحديث ما كان من الصحابة من التواصي والتواصل في رواية الاحاديث وطلب العلم. وفي الحديث حديث التشديد في المرور بين يدي المصلي. وقوله هنا لكان ان يقف اربعين لم يبين ما المراد بالاربعين؟ هل هي اربعون سنة او اربعون شهرا او اربعون يوما او اربعون ساعة ولذا يمر الخبر على ما ورد ولا يفسر بشيء من ذلك اذ التفسير لهذا اللفظ بشيء من مميزاته يحتاج الى دليل احسن الله اليكم. قال عن ابي قتادة الانصاري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وامامة رضي الله وعنها على عاتقه وكان يصلي وهو حامل امامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابي العاص بن ربيعة بن دي شمس فاذا ركع وظعها واذا رفع رفعها واذا سجد وضعها واذا قام حملها. قوله هنا خرج الله صلى الله عليه وسلم وامامة على عاتقه. وامامة كانت صغيرة. وهي سبط رسول بالله صلى الله عليه وسلم في هذا العناية بالصغار وحملهم والتلطف بهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بهم وفي الحديث جواز صلاة الانسان وهو حامل بعض الاطفال في اثناء صلاته وفي الحديث ان الحركة التي تكون لمصلحة الصلاة لا تؤثر على صحة الصلاة وولو كثرت ولذا فان حمل امامة ووضعها على الارض فيه حركة كثيرة الا انها متغاظ عنها لكونها لمصلحة الصلاة وابو العاص بن ربيعة بن عبد شمس تزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجرت معه ابنته زينب وشارك ابو العاص مع قريش في غزوة بدر فاسر فيها. وافتدته زينب بقلادة كانت قد اخذتها ورثتها من امها فاعاد النبي صلى الله عليه وسلم قلادتها اليها. وبقي ابو العاص في مكة حتى السنة السادسة وفي السنة السادسة نزلت الايات المتعلقة بعدم بجواز نكاح المشركين بالمسلمات وحصول الفرقة باختلاف الدين هاجر ابو العاص في بداية السنة السابعة كانت زينب لا زال في عدتها بعد نزول حكم الفرقة ارتجعها ابو العاص وقد وقع في الروايات هل عادت اليه بالعقد الاول؟ او ان النبي صلى الله عليه وسلم جدد العقد لها. بارك الله فيكم. وفقكم الله لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة معتدين نسأله سبحانه علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة كما نسأله جل وعلا للجميع سعادة الدنيا والاخرة ورفعة الدرجة فيهما واسأله جل وعلا ان يصلح احوال هذه الامة وان يجمع كلمتها على الحق وان ينشر التوحيد والسنة فيها. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امورنا وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين