لله رب العالمين. نحمده على نعمه ونشكره على مزيد فضله واحسانه. واشهد ان لا اله الا الله الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسألوا الله جل وعلا ان عليكم نعمه وان يبارك فيكم وان يجعلكم من اهل جنانه وان يرفع درجاتكم دنيا واخرة وبعد فهذا هو الدرس الثاني من دروسنا في قراءة كتاب الصيام. من مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن سهل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الجنة ثمانية ابواب وان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم يقال اين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه احد غيرهم. فاذا دخلوا اغلق فلم يدخل منهم احد في هذا الحديث من الفوائد ذكر تفاصيل ما في الجنة للترغيب في سلوك الطريق الموصل اليها وليكون ذلك دافعا لاداء الاعمال التي تكون سببا لدخولها. وفي الحديث اثبات ان الجنة لها ابواب ثمانية. وفي الحديث ان ابواب الجنة بحسب اعمال الناس التي يؤدونها وفي الحديث اثبات باب من ابواب الجنة يقال له الريان يكون لاهل الصيام وفي الحديث ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فلما تركوا الشرب في الدنيا طاعة لله. عوضهم الله بباب الريان وفي الحديث فظل الصيام وعظم اجره. وظاهر قوله يدخل منه الصائمون يشمل من صام الفرظ ومن صام النفل وقال طائفة بان المراد به من اكثر من التنفل بالصوم امر لازم وبالتالي يتمايز الناس في صوم النافلة. بينما قال اخرون به ما يعم صياما الفرض والنفل وفي الحديث ان ابواب الجنة بعد دخول اهلها اليها تغلق. نعم احسن الله اليكم. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من انفق زوجين من شيء من الاشياء في سبيل الله دعاه خزنة الجنة من ابواب الجنة. كل خزنة باب يا عبد الله هلم يا خير فمن كان من اهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من اهل الصيام من باب الصيام وباب الريان ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة. فقال ابو بكر رضي الله عنه بابي انت وامي يا رسول الله. ما على من دعيت من تلك الابواب من ضرورة. ذاك الذي لا توأ عليه فهل يدعى احد من تلك الابواب كلها يا رسول الله؟ قال نعم ارجو ان تكون منهم يا ابا بكر. قوله في هذا الحديث من انفق زوجين انفق بمعنى ادى وعمل وقوله زوجين يعني شيئين متماثلين وقول ابي بكر ما على من دعي من تلك الابواب يعني من احدها قوله من ضرر اي لا يلحقه ضرر متى كان سيدخل الجنة مع احد هذه الابواب وقوله لا توى عليه يعني لا نقص عليه ففي الحديث من الفوائد مشروعية تكرار الخير. وفعل الاشياء المتماثلة. مرات متعددة في الحديث اثبات ابواب في الجنة وفي الحديث بيان ان الملائكة ينادون يوم القيامة اهل الخير والعمل الصالح وفي الحديث فظيلة عبودية الله ولذا ينادى الانسان باثبات عبودية لله فيقال يا عبد الله وفي هذا الحديث فضل الاعمال التي خصص لها ابواب في الجنة وهي الصلاة والجهاد والصيام والصدقة في هذا الحديث جواز او مشروعية تنويع الاعمال الصالحة. التي يؤديها الانسان في يومه في الحديث فضل ابي بكر الصديق عظم مكانته عند الله جل وعلا في الحديث فضيلة النفقة في سبيل الله وعظم اجر المنفقين في الحديث من الفوائد ان الانسان قد يدخل الجنة من اكثر من باب هذا من فظل الله عز وجل لبعظ عباده في الحديث ان من سار على طريقة ابي بكر. بالتنويع بين الاعمال خلطها في كل يوم. فانه يرجى له الدخول للجنان. من جميع ابوابها. نعم الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال اذا دخل شهر رمظان فتح ابواب الجنة وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين في هذا الحديث فضل شهر رمضان عظم مكانته عند الله جل وعلا في الحديث اثبات ابواب للجنة في الحديث اثبات ان الجنة موجودة اليوم وفي الحديث التحذير من نار جهنم وبيان ان لها ابوابا وانها الان موجودة وفي الحديث ذكر الشياطين وانها تصفد وتسلسل وتربط في شهر رمضان قوله هنا دخل شهر رمظان ورد في بعظ روايات الحديث اذا دخل رمظان ما يدل على جواز ان يقال شهر رمظان وان يقال رمظان وان الامر في ذلك واسع احسن الله اليكم. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان فقال انا امة امية لا نكتب ولا نحسب. الشهر هكذا وهكذا وهكذا. يعني ثلاثين. ثم قال وهكذا وهكذا وهكذا. وخنس الابهام في الثالثة. يعني تسع وعشرين يقول مرة ثلاثين ومرة تسعا وعشرين وقال لا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروا الهلال. اذا رأيتموه فصوموا. واذا رأيتموه فافطروا فان غم عليكم فاقدروا له. قوله في هذا الحديث انا امة يعني جماعة كبيرة قوله امية اي فسرها ما بعدها في قوله لا نكتب ولا نحسب المراد بالحساب هنا حساب ريان الشمس والقمر قوله الشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني انه اشار بيده بالاصابع العشرة ثلاث مرات ليبين ان الشهر الاصل ان يكون ثلاثين يوما ثم قال وهكذا يعني ان الشهر يكون في بعض المرات على هذه الطريقة واشار بيده المرة الاولى بعشر اصابع والمرة الثانية بعشرة اصابع والمرة الثالثة انا يعني قبض اصبع الابهام وهو الاصبع الكبير من اجل ان لا يبقى الا تسعة اصابع. كانه يقول ان الشهر القمري يأتي مرة ثلاثين يوما ويأتي مرة تسعة وعشرين يوما وفي هذا الترغيب في اعتماد الحساب القمري والاعتماد على التقويم القمري كذلك ان التقويم الشمسي يصل الشهر فيه الى واحد واثنين وثلاثين قد يقل الى ثمان وعشرين يوما وفي هذا الحديث جواز الاعتماد على الاشارة المفهومة وفي الحديث بقوله ان امة هذا اشارة الى جميع الامة وليس خاصا بزمن النبوة وفي هذا ايضا من الفوائد بيان ان التعمق في الاشياء ليس مما تبنى عليه الاحكام الشرعية الاحكام الشرعية تبنى على الامور الظاهرة الهلال ورؤية القمر امور ظاهرة ان روي وجب الصيام وان لم يرى لم يجب صيام سواء هل في حقيقة الامر او لا ولذا لو قدر وجود السحاب فانا لا نلتفت لاحتمالية ان الشهر قد دخل ولذا قال لا تصوموا حتى تروا الهلال وفيها ذا المنع من صيام يوم الشك واخر يوم من شهر شعبان قوله ولا تفطروا يعني في اخر الشهر. حتى تروي الهلال هلال شوال وفي قوله اذا رأيتموه يعني اذا شاهد واحد منكم هلال شوال فصوموا. واذا رأيتموه يعني رأيتم الهلال فافطروا وسمي الهلال بهذا الاسم لاشتهار امره وظهوره. ولذا يقال هل للصبي بمعنى انه ولد واخرج الصوت وقوله فان غم عليكم اي كان هناك سحاب يمنعكم من رؤية الهلال فاقدروا له قيل بان معناه ظيق له كما قال الحنابلة وقيل بان معناه اتموا قد ورد في بعض روايات هذا الحديث فاكملوا العدة ثلاثين الروايات يفسر بعضها بعضا في هذا دلالة على وجوب اعتماد الرؤية وعدم جواز البناء على الحساب في الحديث من الفوائد وجوب الافطار نهاية الشهر في يوم العيد. لقوله فافطروا الاصل في الاوامر ان تكون للوجوب في الحديث من الفوائد بيان ان الشريعة قد جاءت في باحكامها بامور سهلة يسيرة يعرفها كل احد. نعم. احسن الله اليكم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس فلله حاجة ان يدع طعامه وشرابه. قوله من لم يدع اي لم يترك قول الزور الزور المراد به اللفظ غير المطابق للواقع والحق ويشمل ذلك ما يكون اذى للاخرين كما يشمل الكذب بانواعه. ولذا قيل شهادة الزور لانها تغير الواقع قال من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل يعني الاعتداء على الاخرين فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه يدع ان يتركه والله جل وعلا مستغن عنا لا يحتاج الى شيء من افعالنا انما المراد به ان الغاية التي من اجلها شرع الصوم وهو زيادة التقوى لا تحصل مع من كان متصفا بهذه الصفات وفي هذا دلالة على تحريم قول الزور والعمل به وتحريم الجهل كمان هذا الحديث فيه بيان الغاية التي من اجلها شرع الصوم. وهي ان يزرع الناس في نفوسهم تقوى الله جل وعلا وفيه ان المقصود بالعبادات قد لا يكون هو الظاهر منها. وقد يكون خفيا يحتاج الى لا شيء من الاجتهاد والتأمل. وفي هذا دلالة على ان احكام الشريعة بنيت على تحقيق المصالح ودرء المفاسد احسن الله اليكم. قال عن علقمة قال كنت مع عبد الله وبينما انا امشي مع عبد الله رضي الله عنه لقيه عثمان رضي الله عنه بمنى فقال يا ابا عبدالرحمن انا لي اليك حاجة فقال عثمان هل لك يا ابا عبدالرحمن في ان نزوجك بكرا تذكرك ما كنت تعهد فلما رأى عبد الله ان ليس له حاجة الى هذا اشار الي فقال يا علقمة فانتهيت اليه وهو يقول اما لا ان قلت ذلك لقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فانه اغض للبصر واحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له فوج علقمة بن مسعود من التابعين وممن لازم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال كنت مع عبد الله فيه الترغيب في التواصل مع اهل العلم ليستفاد من علمهم في الحديث قوله وبين انا امشي مع عبد الله رضي الله عنه مشي الاصحاب متقارنين في اثناء مشيهم قال لقيه عثمان يعني ابن عفان الخليفة الراشد بمنى يظهر ان ذلك في وقت الحج فقال عثمان يداعب عبدالله بن مسعود يا ابا عبدالرحمن ان لي اليك حاجة اي ارغب في ان اتكلم معك في موضوع يخصك لا يسمعه احد من الناس قال فخل ويذهب عن عثمان وابقوه مع ابن مسعود من فريدين فقال عثمان رضي الله عنه هل لك يا ابا عبدالرحمن في ان نزوجك بكرا يذكرك ما كنت تعهد يعني ايام الشباب من القوة والقدرة وفي هذا تفقد الامام بحوائج الرعية وما يصلح امورهم في هذا الحديث في تزويج البكر. وفي الحديث ايضا ان الزواج بالابكار يبقي قوة البدن وفي الحديث من الفوائد ايظا جوازا يتزوج كبير السن والصغيرة سنا. متى كان ذلك برظاها وقوله فلما رأى عبد الله يعني ظن عبد الله ابن مسعود ان ليس له حاجة الى هذا اي ليس له قدرة على ان يكون عنده امرأة شابة فقال يا علقمة يعني ان ابن مسعود استدعى علقمة لان عثمان خلا بعبد الله ابن مسعود قال يا علقمة قال فانتهيت اليه. بهني داء الانسان لاصحابه. وفي هذا استجابة المنادى للمنادي قال فانتهيت اليه وهو يقول اما لان قلت ذلك اذا ذكرتني بالزواج وظننت اني لا اقدر عليه. فاني قد مر بي وقت شباب نستفيد فيه من قوة قال لقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا. اي نهزوا الاحتلام او جاوزوا الاحتلام قال لا نجد شيئا اي لا نستطيع ان نوفي باحتياجاتنا بمثل المسكن واللباس ونحو قال لقد كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا معشر الشباب يشمل الذكور والاناث من استطاع منكم الباءة اي من كان عنده قدرة على الزواج. بما يشمل قدرة المال وقدرة البدن فليتزوج وليتزوج فعل مضارع مسبوق بلام الامر وهو من صيغ الامر ولذا قال طائفة في هذا دلالة على وجوب الزواج وقال الجمهور بعدم وجوب الزواج لمن كان حافظا لبصره وفرجه قال فانه يعني الزواج تغض للبصر فيه فضيلة الزواج وعظم اثاره وغض البصر الا يشاهد الانسان ما منع من رؤيته النساء واحصنوا لي الفرج. ايبعد له عن انتهاك الفواحش قال ومن لم يستطع اي لم يقدر ولم يكن عنده باءة فعليه بالصوم لهذا ان من كان عنده قدرة على الزواج لكن لا يجد مالا يتزوج فانه لا يلحقه الحرج في ذلك وقوله فانه له وجاء الوجة رظ للخصيتين بحيث لا يكون عند الانسان شهوة بعد ذلك بهذا جواز تناول الانسان لما يثبط من رغبته وشهوته. لما في ذلك من تحصين الفرد وهذا شيء من فوائد هذه الاحاديث بارك الله فيكم. وفقكم لكل خير. وجعلكم ممن اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسار على طريقته هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين