الحمد لله رب العالمين. احمده جل وعلا ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه. وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد هذا لقاء اخر من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري. نواصل به ما ابتدأنا به به من قراءة كتاب العلم ونبتدئه بما ذكره الامام البخاري من حديث الخضر رحمه الله تعالى الا الحمدلله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللمسلمين قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه تمار هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري رضي الله عنه في صاحب موسى قال ابن عباس رضي الله عنهما هو خضر فمر بهما ابي ابن كعب رضي الله عنه فدعاه ابن رضي الله عنهما فقال اني تماريت انا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل الى لقيه هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه. قال ابي رضي الله عنه نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ويقول قام موسى النبي خطيبا في ملأ من باسرائيل حتى اذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فجاءه رجل فسأله اي رسول الله اي الناس اعلم؟ فقال انا اعلم قال هل تعلم احدا في الارض اعلم منك؟ قال لا عتب الله عليه اذ لم يرد العلم اليه فاوحى الله الى موسى بلى ان عبدا من عباده هو اعلم منك عبدنا خضر. قال اي ربي فاين؟ قال بمجمع البحرين. فسأل موسى السبيل الى لقيه قال يا ربي وكيف لي به الله له الحوت علامة فقيل له احمل حوتا ميتا فاجعله في مكتل. فاذا فقدت الحوت فاتبعه فهو ثم. فارجع فانك ستلقاه فانطلق وانطلق بفتاه يوشع ابن نون. وحملا حوتا فجعله في مكتل. وكان يتبع اثر الحوت. وقال قال لفتاة لا اكلفك الا ان تخبرني بحيث يفارقك الحوت. قال ما كلفت كثيرا حتى اذا كان عند نزل عندها ووضع رؤوسهما وناما واضطرب الحوت وتحرك فانسل الحوت من المكتل. فخرج منه فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا. فامسك الله عن الحوت جرية الماء. فصار مثل الطاق حتى كأن اثره وفي حجر فلما استيقظا نسي صاحبه ان يخبره بالحوت انطلق بقية يومهما وليلتهما. فلما استيقظ موسى سواء اصبح وكان من الغد. قال موسى لفتاه اتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. ولم يجد موسى كم من النصب حتى جاوز المكان الذي امر الله به. فقال لموسى فتاه ارأيت اذ اوينا الى الصخرة فاني نسيت الحوت وما انسانيه الا الشيطان ان اذكره. واتخذ سبيله في البحر عجبا. قال موسى ذلك ما كنا نبغ ادى على اثارهما قصصا. فرجع يقصان اثارهما فوجدا في البحر كالطاقم مر الحوت. فلما انتهي الى الصخرة اذا الخضر على طنفسة خضراء على كبد البحر. رجل مسجن بثوب قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فرد عليه الخضر وكشف عن وجهه وقال وانى بارضك السلام من انت قال انا موسى فقال موسى بني اسرائيل؟ قال نعم. قال فما شأنك؟ قال هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ اما يكفيك ان التوراة بيدك؟ وان يأتيك يا موسى اني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه انت وانت على علم من علم الله علمكه لا اعلمه. قال موسى بل اتبعك ستجدني ان شاء الله صابرا ولا اعصي لك امرا فقال له الخضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا. انطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فوجد معابرا صغارا تحمل اهل هذا الساحل الى اهل هذا الساحل الاخر. فمرت بهما سفينة. فكلموهم ان يحملوه هما فعرف الخضر فحملوهما بغير نول. فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة. فنقر نقرة او نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى والله ما مثل علمي وعلمك وعلم الخلائق من علم الله الا مثل ما نقص نقرة هذا العصفور بمنقاره من البحر فعمد الخضر الى لوح من الواح السفينة. فاخذ الفأس فنزعه ووتد فيها وتدا فلم يفجأ موسى الا وقد لوحا من الواح السفينة بالقدوم. فقال موسى ما صنعت قوم حملونا بغير نول عمدت الى سفينتهم فخرقتها اغرق اهلها لقد جئت شيئا امرأة. قال الم اقل انك لن تستطيع معي صبرا. قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا فكانت الاولى من موسى نسيانا. ثم خرج من السفينة فانطلقا. فلما خرج من البحر وبينما هما يمشي على الساحل فابصر الخضر فاذا غلام ظريف يلعب مع الغلمان فاخذ الخضر برأسه من اعلاه فاقتلع رأسه بيده فقطعه فقتله. فقال موسى اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا. قال الم اقل لك ان انك لن تستطيع معي صبرا. فكانت الوسطى شرطا. وهي اشد من الاولى. قال موسى ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى اذا اتيا اهل قرية استطعما اهلها فابوا ان يضيفوهما. فوجدا فيها جدارا مائلا. يريد ان ينقض فاقامه. قال الخضر بيده اقامه فاستقام. وقال له موسى قوم اتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا عمدت الى حائطهم. لو شئت لاتخذت عليه اجرا فكانت الثالثة عمدا. قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم يرحم الله موسى لوددنا لو صبر موسى حتى يقص علينا من امرهما اه قول المؤلف رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه تمارا بمعنى تجادل وتناقش هو والحر ابن قيس ابن حصن الفزاري في صاحب موسى فكان ابن عباس يقول هو الخضر وكان الحر ابن قيس وهو من علماء الصحابة ليس صاحب موسى بالخضر فسأل ابي ابن كعب فايد ابي رضي الله عنه ابن عباس بحديث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فمر ابي بالرجلين وهما يتناقشان في صاحب موسى المذكور في سورة الكهف فدعاه ابن عباس فقال اني تماريت اي تناقشت وتجادلت انا وصاحبي هذا يعني الحر ابن قيس في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل اي طلب من الله عز وجل ان تمكن من لقائه فسأل الطريق اليه والى ملاقاته فسأل ابن عباس ابيا هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ فقال او باي نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ثم اخبر بالحديث في هذا قال قام موسى النبي عليه السلام قطيبا في ملإي فرقة وجماعة من بني اسرائيل حتى اذا فاضت العيون يعني ان الناس تأثروا حتى خرجت الدموع من العيون ورقت القلوب اي تأثرت تأثيرا بالغا بهذه الموعظة من موسى عليه السلام لما فرغ من الموعظة ولى اي تركهم وذهب فجاءه واتى اليه رجل فادركه فسأله يا رسول الله من اعلم الناس اي الناس اعلم؟ فقال موسى عليه السلام انا اعلم فقال قال الرجل هل تعلم احدا في الارض اعلم منك بعد ان سمع منه تلك الموعظة البليغة فقال موسى لا يعني لا يوجد في الارض من هو اعلم مني فعتب الله عليه اي اخذ عليه ذلك ولم يرضى منه هذه المقالة اذ لم يرد العلم الى الله. فكان الاولى به ان يقول الله اعلم فاوحى الله الى موسى بلى يعني ان ان قولك بانك اعلم ليس بقول صحيح بل هناك من هو اعلم منك ان عبدا من عبادي هو اعلم منك عبدنا خضر فهذا هو الجواب في النقاش الذي تناقش فيه ابن عباس والحر ابن قيس فقال موسى عليه السلام اي ربي اين هذا الرجل قال بمجمع البحرين يعني في المكان الذي يجتمع فيه البحران الحلو والمالح فسأل موسى رب العزة والجلال الطريق الى لقاء الخضر فقال يا ربي وكيف لي به؟ اي كيف اتمكن من الذهاب اليه فاد من علمه فجعل الله له علامة الا وهي الحوت يعني السمك فقيل له احمل يعني خذ معك حوتا ميتا فاجعله في مكتل وهو وهو او يصنع من خوص النخل بمثابة القدر قال اذا فقدت الحوت فاتبعه حينئذ ستجد الخضر هناك في ذلك المكان وارجع فانك تلقاه فانطلق موسى عليه السلام واخذ معه فتاة يوشع ابن نون وحمل حوتا ميتا فجعله في مكتل وكان يتفقد الحوت ويتتبع اثره فقال لفتاه انتبه لهذا الحوت لا اكلفك شيئا ولا اطلب منك ان تعمل اي عمل الا ان تلاحظ هذا الحوت بحيث لا يفارقك هذا الحوت. فاذا فارقك فاخبرني قال يوشع ابن نون ما كلفت كثيرا اي لم تطلب مني عملا كثيرا حتى اذا كان عند الصخرة نزل عندها ووضع رؤوسهما وناما بعد ان لقيهما لقيهم من طول المسافة حينئذ اظطرب الحوت فاذا به يعود حيا ويتحرك فيخرج من المكتل وينسل اي يخرج ب خفية وهدوء فسقط في البحر وحينئذ اتخذ سبيله في البحر سربا اي ان هذا الحوت اتخذ سبيله في البحر مسلكا ومذهبا يسير فيه فامسك الله عن الحوت جرية الماء. فصار مثل الطاق اي كأن حتى كأن اثره في حجر يعني ان هذا الحوت اثر في الماء الذي جرى فيه من اجل ان اعرف موسى هذه العلامة فلما استيقظ موسى وصاحبه نسي يوشع صاحب موسى ان يتفقد الحوت وان يخبر موسى بشأنه فانطلقا بقية يومهما وليلتهما. فلما استيقظ موسى واصبح وكان من الثاني قال موسى لفتاه اتنا غداءنا اي احضر اكلنا الذي نأكله لقد لقينا اي وجدنا من سفرنا هذا نصبا اي تعبا ولم يجدوا التعب الا بعد ان ذهب الحوت لانهم كانوا معانين من الله قبل ذلك اذ كانا يسيران لامر يطلبه الله منهما ولم يجد موسى مسا من النصب اي التعب حتى جاوز المكان الذي امر الله موسى ان يصل اليه كيف يلقى الخضر؟ فقال يوشع ابن نون فقال يوشع لموسى عليه السلام ارأيت اي اننا عندما اوينا الى الصخرة فاني في ذلك المكان نسيت الحوت. وما انسانيه الا الشيطان وان اذكره وحينئذ اتخذ سبيله في البحر عجبا اي طريقة غريبة فقال موسى ذلك ما كنا نبغي اي هذا هو الذي نطلبه وهو المكان الذي نفقد فيه الحوت. وحينئذ ان رجع وارتدا على اثارهما قصصا. اي يقتصان اثرهما الذي سار عليه فوجد في البحر ممر الحوت كالطاقة وهو الشيء الدائري او المبنى او اه الذي صنع على شكل دائرة وكان ذلك المكان الذي مر معه الحوت فلما انتهيا الى الصخرة وجد الخضر في ذلك المكان و وجداه على طنفسة على طنفسة خضراء على كبد البحر والمراد بالطنفسة فرشة صغيرة وكانت ذات لون اخضر على كبد البحر اي على طرفه المائل فكان رجلا قد تغطى بثوب وجعل طرف الثوب تحت رجليه وطرفه الاخر تحت رأسه فسلم موسى على الخضر فرد الخضر عليه السلام وكشف عن وجهه فقال وان اي كيف يوجد في هذه الارض السلام فانه لم يعهد عن اهل هذه المواطن ان تكون تحيتهم السلام ثم سال الخضر هذا المسلم فقال من انت فقال موسى عليه السلام انا موسى فقال الخضر موسى بني اسرائيل على جهة السؤال والتعجب فقال نعم انا موسى بني اسرائيل قال فما شأنك؟ اي ما ما الذي اقدمك ولماذا وصلت الى هذا الموطن وما مرادك بذهابك الى هذا المكان فقال موسى هل اتبعك اي طلب منه ان يأذن له في ان يصاحبه من اجل ان علم منه على ان تعلمني مما علمت رشدا فقال الخضر انك لن تستطيع معي صبرا. فانك ستعترض علي وهناك اشياء لها اسرار واسباب لا تعرفها وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا. اي على القضايا التي ليس عندك فيها علم سابق ثم قال الخضر لموسى اما يكفيك ان التوراة بيدك وهذا من علم الله فتتعلم من كلام الله وان الوحي يأتيك فيكون علمك من الوحي ثم قال يا موسى انا على علم من علم الله اعلمه علمني الله اياه. لا تعلمه انت وانت على علم من علم الله علمك هو لا اعلمه فقال موسى بل اريد ان اتبعك وستجدني ان شاء الله صابرا. اي ملتزما بما تأمرني به ولا اعصي لك امرا فقال الخضر فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا وخبرا ابين لك سببا فهو فانطلق موسى ومعه الخضر يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة تحملهما في البحر حينئذ وجد معابر صغارا يعني قوارب صغيرة تحمل اهل هذا الساحل الى اهل هذا الساحل الاخر فمرت بهما سفينة فطلب الخضر وموسى من اهل السفينة ان يأذنوا لهما بركوب السفينة وكلم موسى والخضر اصحاب السفينة على ان يحملوهما فعرف الخظر وبالتالي حملوهما بغير نول اي بغير اجرة فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع يعني انه وقف على طرف السفينة فنقر في البحر نقرة او نقرتين فقال الخضر يا موسى والله ما مثل علمي وعلمك وعلم الخلائق من علم الله الا مثل نقرة هذا العصفور ولم ينقص ولم ينقص من علم الله بسبب ما عندي من العلم وما عندك الا كما ينقص هذا العصفور من ماء البحر بمنقاره. حينئذ قصد الخضر وعمد الى لوح من الواح السفينة فاخذ الفأس فقام بنزع ذلك اللوح ظربه حتى جعل فيه حتى جعل فيه وتدا فحينئذ تفاجأ موسى من كون الخضر قد قلع لوحا من الواح السفينة بواسطة الفأس الذي ذي هو القدوم حينئذ قال موسى على جهة السؤال له والعتبى ما صنعت؟ ما الذي فعلت قوم قاموا باركابنا في السفينة بغير اجرة ثم تقوم بخرق السفينة مما سيؤدي الى غرق من في هذه السفينة لقد جئت امرا مستغربا غير مقبول حينئذ قال الخضر لموسى قد قلت لك سابقا بانك لن تستطيع معي صبرا فقال موسى نسيت ولا تؤاخذني بما نسيت فانك قد عهدت الي ان اصبر والا اناقشك وحينئذ لا ترهقني من امر عسرائي لا تبلغ بي شأن العسر والمشقة بابعادي عن صحبتك قال فكانت الاولى من موسى نسيانا ثم خرج موسى والخضر من السفينة فانطلقا فبينهما فبينما هما على ساحل البحر اذ وجد غلام ظريف يلعب مع الغلبان والصبيان فعمد الخضر اليه وامسك برأسه وقلع رأسه بيده فقتل ذلك الغلام. فحينئذ ثار موسى كيف يقتل فقال اقتلت نفسا زكية اي طاهرة بغير نفس على جهة القصاص. لقد جئت شيئا نكر اي امرا منكرا فقال الخضر الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبري صبرا قد امرت منك الا تناقشني. وان لا تعيد الحديث الي فكانت الوسطى شرطا منه وهي اشد من الاولى هنا اذ قال موسى على جهة التعهد له لا نسألك بعد اليوم شيئا وان سألتك عن شيء بعد هاتين القصتين فحينئذ لك الحق ان تمتنع من صحبتي قد وصلت الى عذر اعذرك به اذا سألتك عن امر اخر فذهب موسى والخضر وانطلق حتى وصل قرية من القرى فطلبوا من اهل القرية ان يعطوهما طعاما لاكله امتنع اهل القرية من تقديم الطعام اليهما وابوا ان يضيفوهما حينئذ كان هناك جدار مائل فقام الخضر باعادة بنائه مرة اخرى فوجد فيها جدارا مائلا يريد ان ينقض اي يكاد ان يسقط فقام الخضر ببنائه مرة اخرى قال الخضر بيده فاقامه فاستقام وحينئذ عتب موسى واعترض على الخضر. فقال عجبا هؤلاء اهل هذه القرية اتيناهم من اجل ان يطعمونا وسألناهم ذلك فابوا ولم يطعمونا ولم يقدموا ضيافة لنا ومع ذلك تحسن اليهم ببناء هذا الحائط لهم على الاقل خذ منهم اجرة على هذا العمل. لو شئت لاتخذت عليه اجرا فكانت الثالثة عمدا فقال هذا فراق بيني وبينك اي مرات الاعتراض من موسى على الخضر قد فاتت وبالتالي لا اصاحبك بعد اليوم وساخبرك بحقيقة الثلاثة التي اعترظت علي فيها ولم تستطع صبرا كان من جوابه ان قال اما السفينة فكانت لمساكين فاردت ان اعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فاراد ان يعيبها لان لا يأخذها ذلك الملك وانظر قال في هذا فاردت ان اعيبها ونسب الارادة لنفسه وذلك لانه عيب فلم يرغب ان يظيف العيب لله تعالى. قال واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة اي طهارة فقال فاردنا في على جهات التثنية او الجمع وذلك باسناد الارادة لله عز وجل واليه لوجود امرين الامر الاول هو قتل هذا الغلام وهذا من الامور المعيبة فنسبها الى نفسه وفيه رغبة بي ان يعوضهما الله عنه وحينئذ استعمل ظمير التثنية ثم قال واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما. وكان ابوهما فاراد ربك فاراد ربك ان يستخرجا كنزهما استخراج الكنز ليس فيه فعل من الخضر ولا موسى فنسب ذلك لله جل وعلا ثم ليس فيه نسبة متعلقة آآ امر غير مرضي وفي هذا الحديث من الفوائد المناقشة في العلم وفيه ايضا الرحلة طلبا للعلم كما رحل موسى عليه السلام من اجل التعلم وفي هذا الحديث الرجوع الى اهل العلم في ما يحدث من نزاع واختلاف كما رجع حر وابن عباس الى ابي وفي هذا الحديث تحكيم من يكون مختصا في مسائل العلم وفيه ايضا الاعتماد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ورفع النزاع بالرجوع الى السنة نه وفي هذا الحديث مشروعية المواعظ والترغيب في القائها كما القى موسى عليه السلام ام في هذا الحديث الترغيب في ان تكون المواعظ ملامسة لما في القلوب. وفي هذا الحديث انه لا يحسن بالانسان ان يعجب بنفسه او ان ينسب العلم اليها في هذا الحديث ان العالم اذا سئل اي الناس اعلم فانه يكل العلم في ذلك الى الله تعالى وفي هذا الحديث انه قد يوجد من هو اعلم ومن هو اعرف باحكام الشرع لا يعلمه الانسان وفي هذا الحديث من الفوائد المصاحبة في الرحلة حيث صاحب يوشع ابن نون موسى عليه السلام في هذه الرحلة في هذا الحديث اتخاذ العلامات التي تكون مؤشرة ومبينة للهدف الذي يقصده الانسان وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا جواز اتخاذ المكتل الذي يكون من خوصي النخل وجواز الانتفاع ما يكون من النخلة من غير التمر وفي هذا الحديث بيان المهام التي على التابع ان يلاحظها وان يقوم بها. كما قال موسى تلفتاه لا اكلفك الا ان تخبرني بحيث يفارقك الحوت. وفي هذا الحديث نزول الانسان عند الصخر ونوم تحت الصخرة وفي هذا الحديث ايضا انه ينبغي بالانسان ان يكون متنبها متيقظا لما يكون حوله وفي هذا الحديث ان المسافر يواصل رحلته وسفره للهدف الذي يقصده ليكون ذلك اسرع في قضاء حاجته. وفي هذا الحديث معونة الله تعالى لمن سعى وعمل عملا لله جل وعلا. ولذلك فلم يرد موسى اثر التعب قبل ان يخرج الحوت من المكتل. وفي هذا الحديث ان النسيان لا يؤاخذ الله به العبد في هذا الحديث مشروعية العمل قصي الاثر وتتبعه كما فعل موسى والخظر وفي هذا الحديث ان جواز ان يغطي الانسان بدنه بثوب واحد عند نومه وجواز ان يغطي رأسه رجليه في هذا الحديث مشروعية القاء السلام والنادي هي تحية الانبياء عليهم السلام وفي هذا الحديث جواز ان يقول الانسان لمن يقابله من انت وانه لا حرج في مثل ذلك. ليتعرف عليه وفي هذا الحديث مصاحبة اهل الفضل والعلم من اجل ان يستفاد من صحبتهم وفي هذا الحديث ان العلم يرشد الى الحق والهدى. وفي هذا الحديث ان المتبوع يأمر التابع بما يرى انه محقق للمصلحة. كما امر الخضر موسى عليه السلام. وفي هذا الحديث ان ما يؤتاه الانسان من العلم هو منة من الله جل وعلا وفي هذا الحديث ان جهل الانسان ببعض المعلومات التي لا يتعلق علمها به لا لا يضره ولا ينقص من مكانته. وفي هذا الحديث التزام التابع بطاعة المتبوع في هذا الحديث ان تأخير العلم والبيان عن وقت الخطاب الى وقت الحاجة في هذا الحديث جواز ركوب السفن والقوارب وعدم المنع من ذلك وفي هذا الحديث جواز الانتقال في البحر بواسط بطة المراكب في هذا الحديث جواز اخذ الاجرة على ركوب المركوبات كالسفن ونحوها وفي هذا الحديث جواز ان يأذن صاحب السفينة لاحد بان ليركبا معه في سفينته وفي هذا الحديث سعة علم الله تعالى وانه لا يخفى عليه شيء من احوال الناس وفي هذا الحديث مشروعية ضرب الامثال التي تقرب تقرب الامر للذهن ولذا مثل الخضر علمه وعلم موسى بنقرة العصفور وفي هذا الحديث انه لا ينبغي الاستعجال بالحكم على فعل من الافعال حتى تعلم دفا دوافعه والدواعي التي اقدمت اليه بهذا الحديث جواز استعمال الفأس وفيه ايضا جواز صنع السفن متر الاخشاب وفي هذا الحديث من الفوائد ان الاصل المنع من الاعتداء على السفن المملوكة للاخرين الا ان يكون هناك معنى يقتضي ذلك وفي هذا الحديث جواز الركوب على السفن في البحار بهذا الحديث تحريم قتل النفس التي حرم الله تعالى وانها من المحرمات قد استدل الامام البخاري بقوله فكانت الاولى من موسى نسيانا على انه اذا حنث المقسم في يمينه ناسيا في الايمان انه يؤخذ بهذا الحديث وكأنه يرى انه لا يحنث بذلك وفي هذا الحديث تعهد الانسان بامر معين واشتراطه على نفسه ومن ذلك قوله ان سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني في هذا الحديث قوله فانطلقا حتى اتيا اهل قرية القرية المجمع الصغير وهو يقابل المدينة وقد قال طائفة بان القرية والمدينة تطلقان على معنى واحد بينما قال طائفة بان القرية مدينة صغيرة والمدينة هي الموطن السكني الكبير الذي يشتمل على مساكن عديدة وقد فقال طائفهما مترادفان وقال طائفة بل هما متغايران كلا اللفظين قد استعمل في محله فالغلامان اليتيمين كانا يسكنان في المدينة وكان كنزهما في القرية. فلم يكونا قريبين منه. فاراد الله جل وعلا ليبلغا اشدهما ويستخرج كنزهما وفي هذا الحديث ان من حمل غيره على مركوبة فان له يدا عليه. اذ قد احسن اليه وبالتالي ينبغي ان يستعمل ان يكون ذلك سببا من اسباب رد ذلك الجميل وفي هذا الحديث مشروعية الاستماع للقصص الذي فيه فائدة وفيه عبرة وعظة فيه معرفة ببواطن الامور وفي هذا الحديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السلام وفي هذا الحديث جواز استعمال لو التي ليست على باب التحسر والندم على فعل منه مضى فهذا شيء من ما يتعلق بحديث الخضر. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال من وضع هذا فاخبر فقال فضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صدره وقال اللهم علمه الكتاب اللهم فقهه في الدين مم. ابن عباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وخالة ابن عباس هي ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها ولذا كان ابن عباس يدخل على خالته ميمونة كانا يدخل عليهما في ليلتها قال ابن عباس دخل النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء يعني المكان الخالي المعد لقضاء الحاجة قال ابن عباس فوضعت اي جعلت له وضوءا والوضوء بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم قال من وضع هذا الوضوء وهذا الماء الذي يتوضأ به واخبر وقيل انه ابن عباس قال فظمني اي اخذني وقربني عنده وظمني بين يديه الى صدره فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يعني يا الله علمه الكتاب اي ليكن من شأنه ان يتعلم ما في كتاب الله جل وعلا من المعاني احكام وفي بعض الروايات انه قال اللهم علمه الحكمة ثم قال اللهم يعني يا الله فقهه اي فهمه وعرفه باسرار هذا الدين فهذا الحديث فيه من الفوائد جواز قضاء الحاجة في الخلاء وفيه خدمة الرجل الذي له مكانة ومنزلة باحضار الماء له ونحو ذلك في هذا الحديث مشروعية رد الجميل بان من قدم لك احسانا ان تحتسب للاجر في مجازاته بمثل احسانه في هذا الحديث جواز ظم الرجل للرجل لغير او في غير شبهة وفي هذا الحديث مشروعية يدعو الانسان الى من احسن اليه ولو كان احسانا تيرا. وفي هذا الحديث الدعاء للاخرين بالعلم لذا قال اللهم علمه الكتاب وذلك ان العلم ترتفع به درجة الانسان قوله الكتاب يعني القرآن العظيم لانه هو اساس الاعمى الاساس العلوم ومنبع الاحكام الشرعية ثم قال اللهم فقهه في الدين التفقيه معرفة احكام الدين وفهم المعاني التي تبنى عليها الاحكام احسن الله اليكم قال عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال اقبلت راكبا على حمار اتان. وانا يومئذ قد ناهزت الاحتلام. ورسول الله اي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي بالناس بمنى في حجة الوداع الى غير جدار. فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت وارسلت الاتان ترتع فدخلت في الصف فصففت مع الناس وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكر ذلك علي احد قول ابن عباس اقبلت راكبا اي اتيت تجاه مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا راكب يعني اسير على دابتي على حمار اتان ولاتان انثى الحمار وبعضهم قال هو الحمار الصغير قال ابن عباس وانا في ذلك اليوم قد ناهزت اي قاربت الاحتلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم اي كان واقفا في الصلاة يصلي بالناس في منى في حجة الوداع اي في السنة العاشرة الى غير جدار يعني لم يكن بين يديه توتره يصلي اليها. في هذا دليل على ان السترة في الصلاة ليست بواجبة قد دلت الادلة على استحبابها قال ابن عباس فمررت اي درت بين يدي بعض الصف ومررت امام المصلين ولم يمر امام امامه قال ابن عباس فنزلت عن الاتان وارسلتان ترتع اي انها ترعى وتأكل ما شاءت من نبأ الارض قال ابن عباس فدخلت في الصف. يعني صلى مع الناس وصففت مع الناس وراء النبي صلى الله عليه وسلم كانت الاتان تمر بين يدي المصلين غير الامام قال فلم ينكر ذلك علي احد اي لم يعد احد ذلك علي ففي هذا جواز الركوب على الحمار بهذا بيان السن التي يصح فيها تماع الصغير بهذا رواية الراوي الذي شهد الرواية صغيرا فكبر بعد ذلك وفي هذا الحديث جواز الصلاة الى غير سترة في هذا الحديث المحافظة على الصلاة في الاسفار وفي الحج وقوله هنا فمررت بين يدي بعض الصف فيه انه قد مر بين يدي المصلين بالاتان التي كانت عنده فاراد ان يصلي مع الناس ولذا نزل عن الاتان وترك الاتان ترتع اي ترعى وتأكل ما شاءت لهذا جواز ارسال الاتان وعدم لزوم ربطها اذا لم يكن منها اذية بهذا الحديث ان من جاء بعد اقامة الصلاة فانه يدخل في الصف وفي هذا الحديث ان مرور ما يقطع الصلاة بين يدي المأمومين لا يقطعها ومرور المرأة او مرور الحمار او الكلب بين يدي المصلين من المأمومين لا يقطع صلاتهم. والا لانكروا عليه. فهذا شيء من هذه حديث الفاضلة بارك الله فيكم وفقني الله واياكم لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين فما نسأله سبحانه علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين