الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسعدنا واياكم وان يبارك فيكم وان يجعل الجنة مثواكم ونسأله جل وعلا للجميع علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة ولسانا صدوقا جوارح مطيعة وبعد فباذن الله جل وعلا نتدارس شيئا من احاديث كتاب الوضوء بمختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى فلنستمع لشيء من الاحاديث التي وردت في هذا الباب فليتفضل القارئ مشكورا. الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال الامام البخاري رحمه الله عن انس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل اعلى المدينة في حيه يقال لهم بنو عمرو بن عوف فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اربع عشرة ليلة ثم ارسل الى قال ان بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف قال كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وابو بكر رضي الله عنه ردفه وملأ بني النجار حوله حتى القى بفناء ابي ايوب رضي الله عنه وكان يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم. قال ثم انه امر ببناء المسجد فارسل الى ملأ الى ملأ من بني النجار فجاؤوا فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا. قالوا لا والله لا نطلب من لا نطلب ثمنه الا الى الله فقال انس فكان فيه ما اقول لكم قبور المشركين قال وفيه خرب وكان فيه نخل. فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين. فنبشت ثم بالخرب وبالنخل فقطع. قال فصفوا فصفوا النخل قبلة المسجد. وجعلوا عضادتيه الحجارة. قال وجعلوا يقولون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر الانصار والمهاجرة قوله في هذا الحديث قال انس هو ابن مالك الانصاري رضي الله عنه قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان ذلك في الهجرة وهي في اوائل التاريخ الاسلامي قال فنزل اعلى المدينة يعني في ارفعها واعلاها وهو اول قدوم الانسان الى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف كانت المدينة فيها ضواحي متعددة. بجوارها يسكن في كل ضاحية جماعة مع وكان من هؤلاء بنو عمرو بن عوف فاقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم اول ما قدم الى المدينة اربع عشرة ليلة ثم ارسل الى ملأ بني النجار وبنو النجار من الانصار وهم اخوال والد النبي صلى الله عليه وسلم فارسل اليهم من اجلي ان يأخذ ارضا كانت لهم يريد ان يبنيها مسجدا لما ارسل الى بني النجار ظنوا ان هناك ما يحتاج الى ان يكونوا متأهبين سلاح فجاؤوا وهم متقلدوا السيوف قد وضعوا سيوفهم على اعناقهم يتجهزون لاي لامر يأمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انس كاني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته. وكان سن انس في ذلك الوقت قرابة العشر سنين وانس توفي قرابة السنة اثنين وتسعين وسنه فوق مئة سنة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بطول العمر وبكثرة الولد. يقول لقد دفنت من من صلبي مئة وعشرين. يقوله انس رضي الله عنه قال فكأني انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته يعني الناقة التي يركبها ويرتحلها و ابو بكر رضي الله عنه ردفه يعني قد ركب على الناقة خلفه. وملأ بني النجار حوله يسيرون ها مع حتى القى يعني نزل بفناء اي الارظ الواسعة المقابلة لدار ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه. وسكنا في دار ابي ايوب. وقد ورد في بعض الاحاديث انه ترك ناقته كان كل من اراد ان يمسكها يقول له دعها فانها مأمورة حتى نزلت في هذا المكان قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ان يصلي حيث ادركته الصلاة. لانه يبادر بالصلاة فيصليها في اول وقتها. في اي مكان يكون فيه. وكان مما يصلي فيه مرابط الغنم يعني المواطن التي تربظ وتسكن فيها الاغنام. قال ثم انه امر ببناء المسجد يعني المسجد النبوي في المدينة. فارسل الى ملأ بني النجار وكانوا ملاك الارض واصحابها فارسل اليهم ان يأتوا اليه فجاؤوا فقال يا بني النجار ثامنوني اي كم ثمن بستانكم هذا؟ ثامنوني بحائطكم هذا اخبروني بمقداره وثمنه من اجل ان ادفع لكم ثمنه. فقالوا لا والله لا نطلب ثمنه الا الى الله تعالى على فلم يريدوا له ثمنا. قال انس فكان فيه يعني في هذا الحائط الذي لبني النجار اقول لكم كان فيه قبور لبعض المشركين قد دفنوا هناك. قال وفيه خرب اي مواطن مهملة متروكة فيها شيء من القاذورات التي لا يرغب فيها. وكان في نخل في هذا الحائط. وذلك انه مسور بسور وحائط يحوطه دون غير ايه ده فلما اخذ النبي صلى الله عليه وسلم الارض امر بقبور المشركين فنبشت ونقلت من ذلك الموطن الى موطن اخر. ثم امر بالخرب فسويت وضعت على مساحة مستوية لا اعوجاج فيها. ثم امر بالنخل فقطع من اجل ان يبني المسجد. في ذلك موطن قال فصفوا النخل بعد ان قطعوا النخل وضعوه في قبلة المسجد ليكون بمثابة الجدار له في الجهة الجنوبية ليكون قبلة للمسجد. وجعلوا عظادتيه اصل عضادتي الباب ما يكون بين طرفي الباب. فكانوا قد جعلوه من الحجارة. قال قالوا ينقلون السهر اياتون بالحجارة والسهر من مكان بعيد من اجل ان يبنوا به مسجد وهم يرتجزون اي يقولون اشعارا تنشطهم على العمل. والنبي صلى الله عليه معهم يرتجز وهم يقولون اللهم لا خير الا خير الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة قولهم لا خير اي ان انه لا يوجد دار افضل ولا احسن من تلك الدار التي فيها خير لا ينقطع ونعيم لا يكدر. فاغفر اي تجاوز عن الذنوب والمعاصي التي اه تكون لهم. فهذا الحديث فيه فوائد منها مشروعية الهجرة كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة وفيه ذكر مقدم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الى المدينة وآآ في الحديث اشارة الى ما يوجد بالمدينة من الاحياء والظواحي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم قد سكنها اول قدومه. وفي الحديث فضل بني عمر ابن عوف حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد اقام عندهم بضعة عشر يوما. وفي الحديث فضل بني النجار ومكانتهم فسواء في استدعاء النبي صلى الله عليه وسلم واوفي تأهبهم لنصرته او في اعطائهم للارظ ليبنى فيها المسجد بدون مقابل. وفي ركوب الناقة والتنقل بها والارتداف عليها. وفيه ان الرجلين الفاضلين لا بأس ان يرتدف في راحلة واحدة وفي الحديث ايضا السير في ركاب اصحاب الفضل والمكانة. وفي الحديث فظل ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه. وفي الحديث استحباب مبادرة الانسان للصلاة في اول وقتها حيث كان في اقرب مسجد يكون له. وفي الحديث جواز الصلاة في قابض الغنم وقد استدل بهذا الحديث على ان روث بهيمة الانعام طاهر ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابط الغنم. وفي الحديث فضيلة بناء المساجد والترغيب في ذلك حيث كان من اوائل عمل النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم الى المدينة وفي هذا الحديث انتزاع ملكية الارظ التي فعل مصلحة عامة فيها حيث اخذ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الارض للمصلحة عامة وفي الحديث تسمين ما يؤخذ للمصلحة العامة بحيث يدفع ثمنه لملاكه بحسب قيمته المعتادة. وفي هذا الحديث وازوا او مشروعية وقف الاراضي لتكون وقفا لله تعالى. ومن ذلك ان يبنى عليها المسجد وفي هذا الحديث ان وقف الارض التي يبنى عليها الى المسجد يتم باللفظ ويتم بالفعل. ففي اللفظ عندما قالوا لا نطلب ثمنه الا الى الله تعالى. وفي هذا الحديث نبش القبور في التي تكون في مكان عام من اجل المصلحة العامة. وفي الحديث ان القبور لا يصح او ان تجعل في المساجد. ولذا نبش النبي صلى الله عليه وسلم هذه القبور من مكان المسجد وفيه دلالة على عدم جواز بناء المساجد على القبور و في هذا الحديث ايضا من الفوائد اصلاح المدن وترتيبها ليكون سكناها على اكمل الوجوه. وفي الحديث ترتيب المساجد وتهيئتها. والعمل بما يصلحها. وفيه الاجتماع في التعاون على مشاريع الخير من مثل بناء المساجد. وفي الحديث البناء للمساجد من الحجارة ومن النخيل وفي الحديث ايضا جواز قول الشعر بما لا يذم به الانسان. وفيه الارتجاز بالاشعار للتنشيط على العمل. وفيه التذكير بفظل الاخرة وما فيها من الخيرات العظيمة. وفي حديث ايضا الترغيب في ان يدعو الانسان لنفسه ولاخوانه بالمغفرة. نعم. وعن ميمونة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت في سم فقال القوها وما حولها فاطرحوه وكلوا سمنكم قوله عن ميمونة هي ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية وقالت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت في السمن يعني ماذا تعالون وهل يتنجس السمن بهذه الفأرة؟ والظاهر ان الفأرة ماتت فالكلام عن هذه الفارة التي ماتت والا لو انها خرجت لما اثر ذلك على السمن على السمن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم القوها اي ابعدوها عن هذا السمن. وخذوها منه وآآ اجعلوها في مكان اخر قال وما حولها. يعني ما كان قريبا منها لانه سيتأثر بهذه الفأرة الميتة فاطرحوه اي القوا ما حول هذه الفأرة وكلوا سمنكم يعني كلوا بقية السمن لانه لا يحكم بنجاسة الا ما كان قريبا من هذه الفأرة الميتة وفي هذا الحديث دلالة على نجاسة الفأرة وفيه ايضا دليل على الترغيب في تنزيه بائعات ونحوها من سقوط آآ الدواب فيها وفي هذا الحديث انه اذا مات ثغرة في سمن فانه يتم القاؤها والقاء ما حولها. وفي هذا من الفوائد ان بقية السمن يبقى على طهارته وجواز الاكل منه فهذا في السمن ومن المعلوم ان السمن اه قد يتجمد قليلا وبالتالي يقتصر التأثير على ما حوله واما بالنسبة للزيت فقد وقع اختلاف فيه. وقد جاء في بعض الروايات الامر بالقاء الزيت كله. ولكن تلك الرواية تكلموا فيها وقالوا بانها آآ من آآ الادراج في الحديث فهي من كلام سعيد بن المسيب فظنه بعض من نفس الحديث وهي وانما هي اجتهاد. ولذا قال طائفة من اهل العلم بان بان الزيت يلحق بالسمن فاذا وقعت فيه فارة القيت الفارة وما حولها. نعم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله والله اعلم بمن يكلم في سبيله تكون يوم القيامة كهيئتها اذ طعنت تفجروا دما. اللون اللون الدم والعرف المسك. قوله عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال والذي نفسي بيده ان يقسم بالله جل وعلا الذي بيده تصريف الامور. وهو الذي الامر ومن ذلك ما يتعلق بنفوس الخلق فهو قادر على قبضها وقادر على تالهاء قال كل كلب الكلب يعني الجرح الذي يصاب به الانسان. والمراد به هنا الجروح التي لتكون في الجهاد. قال كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يعني وهو ممن يجاهد لاعلاء كلمة الله تعالى. والله اعلم بمن يكلم في سبيله فان النيات علمها عند الله ولا يطلع عليها الا هو سبحانه وتعالى. تكون اي اذا جاء يوم القيامة كانت تلك الجروح على هيئتها على هيئتها اذ طعنت اي اذ جاء فيها الجرح وسال منها الدم تفجر يعني ان الدم يخرج منها بدون ان يكون هناك ظرر على صاحب تلك جروح اللون لون الدم على حمرته وصفائه. والعرف يعني الرائحة المسك اي طيب ريحتها ريحة الاطياب التي يتطيب الناس بها ففي هذا الحديث من الفوائد جواز الحلف بالله عز وجل ولو لم يطلب من الانسان اذا اراد ان يؤكد كلامه خصوصا مما قد تقع فيه اسباب تجعل نفوس تتردد عن الاقدام على ما يطلب منهم فعله. وفي هذا الحديثة ايضا من الفوائد فضيلة الجهاد في سبيل الله تعالى. وعظم اجر من يقتل في سبيله او من يجرح في سبيل الله تعالى. وفي الحديث الامر بتصفية النية بان يكون المقصود الانسان باعماله ان يرضي الله تعالى وان يحصل على اجر الاخرة. وفي نجز من جنس العمل. وفي الحديث ان ظواهر الاشياء قد لا تكون على ما يتصوره الانسان. فان هذا المكلوم ياتي يوم القيامة والدماء تتفجر يروا منه بدون ان يكون عليها عليه مضرة منها بلون جميل ورائحة حسنة وبالتالي فليست على ظاهرها. وفي الحديث استحباب ان ينوي الانسان نيته التقرب لله تعالى. وفي الحديث جواز استعمال المسك والتطيب به. وانه لا حرج في استعماله فانه قد يقول قائل بان المسك يخرج من الغزال وهو دم غزال عند بعضهم وبالتالي قد يتحرج الناس من استعماله هذا الحديث فيه دلالة على جواز استعماله والتطيب به. والمؤلف اورد هذا الباب هذا الحديث في هذا الباب من اجل الكلام على الدم واحكام الدم. وسبق ان تكلمنا عن اه ان الدم نجس يلزم غسله على الصحيح كما قال بذلك الاوائل. وحكي اجماع حكاه جماعات وانما خالف فيه المتأخرون بعد تمام القرني. اسأل الله جل على ان يوفقنا واياكم لكل خير. وان يجعلني واياكم من الهداة المهتدين. كما نسأله جل وعلا ان ان يسعدنا جميعا وان يجعل نياتنا صافية له سبحانه وتعالى وان يجعلنا ممن ادى اتى رغبة في رضاه. كما نسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين. وان يسعدهم في دنياهم واخراهم وان يجعل العاقبة الحميدة لهم كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امور المسلمين لكل خير وان يجعل لهم من اسباب الهدى وان يغفر لاموات المسلمين وان يسكنهم فسيح جناته. كما نسأله جل وعلا ان وفقوا ولاة امرنا في هذه البلاد لكل خير. وان يجعلهم هداة مهتدين. بارك الله فيهم. وجزاهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين