خلق وفي قدرة رب العزة والجلال فكان صلى الله عليه وسلم يذهب الى غار حراء قالت وكان يخلو ان يذهب وحده في غار حراء ويجلس في ذلك عددا من الايام الغار شق في الجبل يتمكن الناس من الجلوس فيه ومن الاستظلال به قالت وغار حراء في جبل من جبال مكة وجماهير اهل العلم على ان هذا الغار لا يشرع زيارته وليست زيارته عبادة يتقرب بها الحمد لله رب العالمين نحمده على نعمه ونشكره ونسأله المزيد من فضله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فهذا هو اللقاء الثاني من لقاءاتنا في قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمة الله على هذا الامام نواصل به كتاب بدء الوحي الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين عن ابن شهاب الزهري عن عروة ابن الزبير عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها انها قالت اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب اليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه والتحنث التعبد. الليالي ذوات العدد قبل ان قبل ان ينزع الى اهله ليه؟ ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة رضي الله عنها فيتزود لمثلها. حتى جاءه الحق وهو في غار حراء جاءه الملك فيه فقال اقرأ قال ما انا بقارئ قال فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ قلت قلت ما انا بقارئ فاخذني فغطاني الثانية حتى بلغ مني الجهد. ثم ارسلني فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ فاخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد. الجهد ثم ارسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق لقى الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم. الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الى خديجة يرجف يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه والروع فقال لخديجة رضي الله عنها واخبرها الخبر اي خديجة لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة رضي الله عنها كلا ابشروا والله ما يخزيك الله ابدا. فوالله انك لتصل الرحم. وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الظيف وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى تأتي حتى اتت به ورقة ابن نوفل ورقة ابن نوفل ابن اسد ابن عبد العزى ابن عم خديجة اخي ابيها. وكان امرأ تنصر في الجاهلية. وكان يكتب الكتاب العلمي ويكتب من الانجيل بالعبرانية ما شاء الله ان يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي. فقالت له خديجة رضي الله عنها يا ابن عم اسمع من ابن اخيك فقال له ورقة يا ابن اخي ماذا ترى؟ فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى وقال له ورقة هذا الناموس الذي انزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا يا ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اومخرجيهم؟ قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا لا عودي وان يدركني وان يدركني يومك حيا. انصرك نصرا مؤزرا. ثم لم ينشب ورقة ان توفي وفترى الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حديث متفق عليه رجه الامامان من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في ذكر ما يتعلق بامر بدء الوحي. قال عائشة رضي الله عنها اول ما ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة وفي هذا بيان ان الرؤيا فيها من تعليم الله عز وجل للعباد. وفي هذا الحديث ايضا ان الرؤيا قد تكون صالحة بان تكون صادقة وقد تكون على غير ذلك هذه الرؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم وهذه الرؤيا من النبي صلى الله عليه وسلم كانت قبل نزول الوحي عليه قالت فكان لا يرى رؤيا اي لا يشاهد ورؤيا من ام الا جائت اي انها تحققت في العلم مثل فلق الصبح اي مثل نور الفجر ثم حبب اليه الخلاء اي الابتعاد عن الناس. من اجل ان يتفكر في امر فلله عز وجل بدلالة ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة لم يكن يذهب اليه انما كان يذهب اليه قبل البعثة لكونه يخلو فيه لا لخاصية فيه قال قالت عائشة فيتحنث وقد فسر ابن شهاب لفظة التحنث بالتعبد الليالي ذوات العدد ان يجلسوا اياما في ذلك المكان خاليا يفكر في امره ويفكر في كون الله جل وعلا قبل ان ينزع الى اهله ان يجلسوا هذه الليالي قبل ان يرجع الى اهله زودوا لذلك ان يأخذوا الزاد من الطعام والشراب الذي يحتاج اليه وقت بقائه في غار حراء لذلك اي لبقاءه هذه الليالي في هذا الغار ثم يرجع الى خديجة وخديجة زوجه رضي الله عنها فيتزود لمثلها. اي لايام اخرى الليالي السابقة قالت حتى جاءه الحق اي نزل عليه جبريل بالوحي من عند الله جل وعلا وهو في غار حراء قالت فجاه الملك يعني جبريل عليه السلام فيه في غار حراء فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم اقرأ يريد به ان ان يقرأ الايات القرآنية ففهم النبي صلى الله عليه وسلم منه انه يريد منه ان يقرأ المكتوب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ اي لا اعلم لا اعلم لا اعلم كيف تقرأ الحروف. ولا احسن القراءة قال النبي صلى الله عليه وسلم فاخذني فغطني فيه دلالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عائشة بما كان في تلك الليلة قال فاخذني فغطني اي انه جذبه اليه وظمه بقوة حتى بلغ مني الجهد. اي غاية وغاية الوسع والطاقة قال ثم ارسلني اي تركني ولم يستمر في ظمي فقال اقرأ اي قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال النبي قلت ما انا بقارئ اي لا احسن القراءة قال فاخذني فغطني الثاني اي مرة اخرى حتى بلغ مني الجهد غاية قدرتي وما في وسعي ثم ارسلني اي تركني. فقال اقرأ فقلت ما انا بقارئ. فاخذني فغطني ثالث حتى بلغ مني الجهد. ثم ارسلني فقال قرأ باسم ربك الذي خلق. اي ليكن من شأنك ان تبتدأ قراءة الوحي بسم الله عز وجل ربك اي الذي انعم عليك ولا يزال يربيك بصنوف النعم الذي خلق اي خلقك وخلق الناس وخلق جميع المخلوقات. ثم فصل هذا فقال خلق الانسان من علق. اي من من جزء يسير خرج بعد ان كان نطفة فكان علقة وسميت العلقة بهذا الاسم لانها تعلق في جدار الرحم قال اقرأ وربك الاكرم. اي هو الذي يعطي العطايا الجزيلة. ومن تلك العطايا عطية الوحي نبوة قال الذي علم بالقلم اي علم الناس كيف يكتبون وعلم الانسان ما لم اعلم فان للانسان يولد لا علم له كما قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا. فيعلم الله العباد باعطائهم الجوارح التي يستفيدون العلوم بها ها ويمكنهم ويوصل اليهم هذه العلوم قالت فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم اي انه عاد الى اهله الايات التي علمه اياها جبريل. وكان شأنه انه يرتجف يرجف فؤاده اي يضطرب قلبه وذلك انه قد جاءه شيء عظيم عجيب لم يكن يعهده من قبل فدخل صلى الله عليه وسلم على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني اي غطوني ولفوني بشيء احتجب به واحفظ نفسي به قالت فجملوه اي غطوه ولفوه حتى ذهب عنه الروع اي شدة الخوف التي اصابته بسبب هذه الواقعة التي وقعت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم واخبرها الخبر اي بين لها ما حصل له مع ذلك الملك وكيف غطه؟ وكيف امره بان يقرأ؟ وكيف آآ ذكر له الايات في اول سورة قال النبي صلى الله عليه وسلم اي خديجة لقد خشيت على نفسي اي خفت عليها من ان هذا الذي جاءني من الشياطين او من المس فاخشى ان يؤثروا علي فقالت خديجة رضي الله عنها تدلة بسنة الله في الكون. كلا اي هذه الخشية التي كانت عندك. ليس لها محل بل لك العاقبة الحميدة ابشر بامور من الله جل وعلا تناسب فعل فانك من اهل الاحسان ومن كان من اهل الاحسان فان الله يجازيه بمثل فعله. قالت والله ما يخزيك الله ابدا. اي لا يجعل الخزي والذلة من شأنك. وذلك انها علمت من افعاله الطيبة ما يتناسب معه ان يجزى بالجزاء الحسن. قالت فوالله اي قسما بالله انك لتصل الرحم. اي تقوم بصلة الارحام من القرابة فتصلهم بالزيارة وتصلهم بالمعروف وتحسن اليهم ومن شأنك ايظا تصدق الحديث اي اذا تكلمت بكلام لم تتكلم الا بما يتوافق مع الواقع ولم تخبر باخبار الكذب وكان من شأنه ان وصفته بانه يحمل الكل. والمراد بالكلة الضعيف الفقير الذي تاجوا الى من يقوموا معه. فكان يرفده ويتصدق عليه وقالت وتكسب المعدوم. اي ان الفقير الذي لا نفقة لديه تحتسب الاجر معه في ان تطعمه وان تقوم بحوائجه. وكذلك من شأنك انك تقرظ ضيف اي تقدموا الظيافة لاظيافك الذين يزورونك فهذه الصفات قالت تعين اي تساعد على نوائب الحق آآ اي تساعد الاخرين على تجاوز المصائب التي تحدث بهم وتكون موجعة لهم قال فانطلقت به خديجة اي ذهبت به خديجة رضي الله عنها الى ابن عمها ورقة ابن نوفل وورقة ابن نوفل كان كبير السن وكان عنده علم من الكتب السابقة وكان معروفا بالعبادة والنسك. ولذلك مثله يراجع ويسأل فقالت قال ابن عم خديجة اخي ابيها. وكان ورقة امرأ تنصر اي دخل في دين النصراني في اتباع عيسى عليه السلام في وقت الجاهلية اي قبل ان يكون عند العرب وقبل ان يلتزموا بدين الله عز وجل وكان ورقة يكتب الكتاب العبراني اي هو ممن تعلم الكتابة والقراءة باللغة العربية وباللغة العبرانية ايضا فكان يكتب من الانجيل بالعبرانية. والانجيل هو الكتاب الذي انزله الله على عيسى عليه السلام فكان يكتب ما شاء الله ان يكتب ائمة انه كان ينسخ الكتب واما انه كان يترجمها اه وكان ورقة وكان هذا شأن ورقة في اوائل عمره. اما في اواخر عمره فكان شيخا اي رجلا كبيرا في السن قد عمي اي ذهب بصره ومن ثم لم يعد يتمكن من القراءة والكتابة لكنه قد اخذ العلم من هذه الكتب في اوائل حياته فقالت له خديجة اي قالت خديجة لورقة ابن عم نادته بالقرابة. اسمع من ابن اخيك ايليكم من شأنك ان تنظر في حال ابن اخيك بعد ان يقص عليك ما حدث له في مع الملك الذي جاءه. فقال له ورقة يا ابن اخي ماذا ترى؟ اي ما الذي شاهدته وما الذي حصل لك؟ فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى اي ما كان منه من في غار حراء وكيف جاء اليه الملك وغطه حتى بلغ منه الجهد وقال له اقرأ فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ ثلاثا ثم كيف جاءته الايات التي في اوائل سورة العلقة فقال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم هذا ان موسى اي صاحب السر الذي انزل الله على موسى اي قد جاء موسى عليه السلام وهنا اشكال وذلك ان ورقة كان امرأ نصرانيا وكان عيسى اقرب في العهد ديما موسى فلما ذكر نزول الوحي ونزول الناموس على موسى ولم يذكر ذلك عيسى ومن المعلوم ان عيسى عليه السلام قد كان داعيا لقومه ولم يستجب له الا قليل. وآآ كان عيسى عليه موسى قد استجاب له فكثر اتباعه ولذا شاهدوا من احواله الشيء الكثير. اما عيسى عليه السلام فانه دعا بني اسرائيل الى الايمان به ولم يؤمن به في حياته الا نفر قليل ولذا لم يتحدثوا عن احواله فيما يتعلق بالوحي كان مراد المؤلف بيان بدء الوحي وكيف ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم قال ورق على جهة التمني يا ليتني اي اتمنى ان اكون فيها جذعا. اي صغير السن لم يبلغ مني السن ما بلغ قال يا ليتني فيها جذعا اي تمنى ان يكون صغيرا في السن ليتني اكون اي لانه توقع ان موته قريب وان امد الدعوة سيستمر لسنوات وانه ولن يدرك امد الدعوة. قال ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك اي يبعدوك عن مكة الى غيرها. وفي هذا دلالة على ان ان مما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الانجيل انه انه يخرج قومه من بلده وانه يهاجر الى بلد اخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او مخرجيهم؟ قال هذه اللفظة على جهة تعجب انا واحد منهم وفرد من افراد هذه القبيلة فكيف يسعون الى اخراج من بلدهم فقال ورقة نعم اي سيقومون باخراجك وابعادك عن بلدك. واستدل على ذلك بان انه لم يأت رجل اي لم يرشد رجل قومه الى الايمان به بعد ان يكون نبيا الا الاودي اي اتخذه الناس يسعون في محاربته وفي كتم دعوته وفي صد الناس عنه قال وان يدركني اي اذا بقيت حيا واستمرت الحياة بي فادركت اليوم الذي يكيدك فيه اعداءك ويلحقون بك الاذى فاني سانصرك اي ساقوم بمعونتك وانصرك نصرا مؤزرا اي نصرا قويا غالبا قال قال ثم لم ينشب اي ان ورقة مات قريبا ولم تستمر الحياة به قال ثم لم ينشب ورقة ان توفي فترى الوحي اي انقطع الوحي لم لم يتكرر على النبي صلى الله عليه وسلم نزول الوحي بعد ذلك. حتى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن وتألم على عدم نزول الوحي عليه. فهذا الحديث فيه كثير من من الاحكام التي تتعلق اهل الاسلام فمن تلك الاحكام بيان اول حال بدء الوحي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الاحكام ان الرؤيا الصالحة تكون سببا من اسباب علم الانسان بما يحدث له في مستقبلي ايامه وفي هذه وفي هذا الحديث ان من الامور التي اه تستحب للانسان ان يخلو عندما ينقطع امله من الناس الا يكون قد استجابوا له في دعوة الخير والحق فاذا خشي على نفسه ان يتأثر بهم ولا فظل في حال الانسان ان يتواصل مع الناس وان يستمر في دعوتهم ولو بلغ منه الاذى الشيء الكثير. فان النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة كان يخالط الناس وكان يزاورهم وكان يدعوهم لله جل وعلا وتخلي النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء كان قبل نزول الوحي عليه وبعد نزول الوحي عليه استمر في دعوة الناس الى الله وامرهم بافراد الله جل وعلا العباد. وفي هذا الحديث ان الانسان اذا اراد ان يذهب مذهبا وان يترك بلد ان يتزود بان يستعد لذلك السفر بانواع الاستعدادات في بطعامه وشرابه وغير ذلك مما يحتاج اليه وفي هذه وفي هذا الحديث تسمية نزول الوحي بالحق في هذا الحديث ايضا اخبار الانسان بالصفات التي يتصف بها ولذا قال صلى الله عليه وسلم ما انا بقارئ في هذا انه يخبر الانسان بحال نفسه ولو كانت حالا ناقصة ولو كانت حالة غير مرضية عند كثير من الناس وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا ان القراءة مرغب فيها. سواء كانت قراءة من محفوظ او قراءة من مكتوب وفي هذا الحديث بيان شيء مما كان يقاسيه النبي صلى الله عليه وسلم حال نزولي الوحي عليه وفي هذا الحديث ايضا ان الانسان متى كان خائفا من مستقبل ايامه ولا يدري ما الذي يأتيه فيها فخاف ورجف فؤاده ان ذلك لا ينقص من مكانه ولا لا يكون سببا من اسباب الحكم عليه بنزول درجته وفي هذا الحديث مشاورة الرجل لاهل بيته ولزوجه يعرض عليها ما كان وما ورد عليه من الحوادث ليكون هذا من اسباب اخذ الرأي وفي هذا الحديث مشاورات النساء واخذ الرأي منهن في هذا الحديث ايضا من الفوائد ان الانسان عندما يأخذه الفزع والخوف ايه يأمر بي آآ تغطيته ليكون سببا من اسباب ذهاب الخوف عنه وفي هذا الحديث ان العقلاء لا زالوا يلاحظون عواقب الامور التي تكون عليهم وفي هذا الحديث ان من سنن الله في الكون ان من كان من اهل الاحسان ان يحسن ان يحسن الله جل وعلا اليه لهذا الحديث من الفوائد فضيلة صلة الرحم وصدق الحديث والقيام مع الضعيف والاكتساب للفقير وظيافة الاظياف والاعانة على المصائب التي تصيب والناس وفي هذا دلالة على ان الوقوف مع اصحاب الحوائج اكتساب الاجر في القيام معهم عبادة صالحة يرجى ثوابها في الدنيا والاخرة وفي هذا الحديث من الفوائد مراجعة اهل الاختصاص كما راجعت خديجة بالنبي صلى الله عليه وسلم ابن عمها ورقة ابن نوفل وفي هذا الحديث ان من كان على علم الامور السابقة والحوادث التي حصلت قبل كونوا عنده معرفة بعواقب الامور. فان سنة الله في الكون متكررة وجارية وفي هذا الحديث من الفوائد ان القدرة على الكتابة دليل على امكانية تعلم الانسان علوما لا يعرفها غيره ممن لا يحسن الكتابة فتى واخذ من هذا الحديث جواز تعلم اللغات الاخرى غير العربية. وانه لا حرج على الانسان في تعلمها وفي هذا الحديث من الفوائد اختيار الانسان طريقة اهل الحق متى معرفة الحق في نفسه. ولذا اخذ الورقة بطريقة النصارى وفي هذا الحديث من الفوائد ان العبرة ببصيرة القلب لا ببصر العين ولذا راجعوا ورقة مع كونه قد عمي بصره وفي هذا الحديث من الفوائد ايضا ان الانسان اذا اراد ان يحكم على شيء قرنه بما تماثله مما يكون قريبا منه. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الناموس الذي انزل الله على موسى وفي هذه وفي هذا الحديث جواز تمني الانسان ان يكون مناصرا للحق وفيها تمني للانسان ان يكون صغير سن قويا في بدنه وفي هذه وفي هذا الحديث بيان ان من سنة الله في الكون في ان انبياؤه يعاديهم اقوام يا ولي امرهم حتى انهم يخرجوهم من مواطنهم ومقار لسكناهم وفي هذا الحديث ان الانسان يبقى على الحق ويثبت عليه مهما كاده الاخرون ومهما انزلوا به من المصائب وفي هذا الحديث ان وجود اعداء للانسان لا يعني نقصان درجته ها متى كانت عداوتهم غير ناشئة من اصل صحيح ومن مصدر يصح التعويل عليه. ولذا لما قال لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود لم يدل هذا على بطلان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم او على عدم او على عدم مكانته عند الله جل وعلا وفي هذا الحديث دلالة على ان اهل الحق يعاديهم اهل الباطل فيكرهونهم ويكرهون ما جاءوا به ولا يعني هذا نقصان درجة الانسان واذا كان العبد يستشعر ان انبياء الله كان لهم اعداء فحينئذ تهون على الانسان وجود عداوة له بسبب سيره على طريق الحق ودعوته الى الهدى وفي هذا الحديث عزم الانسان على الاقدام على الطاعات. وان كان يظن انه لن يتمكن من فعلها فانه بمجرد عزم الانسان على فعل الطاعة يؤجر على ذلك ثواب فعلها اذا غلى ورقة ان يدركني يومك حيا انصرك نصرا مؤزرا غادي استدل الطوائف من اهل العلم بهذه اللفظة على ايمان ورقة ابن نوفل. ولذا عد من اهل العلم ورقة هذا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانه صدق به انا برسالته وبين له عواقب الامور التي ستكون له. وتعهد بنصرته والقيام معه اهو فلذا عدوه من الصحابة وترضوا عنه رضي الله عنه وفي هذا الحديث ان من نوى فعل الطاعة وسعى للقيام بها. فعجز عن القيام بها او اخذ قبل ان يقوم بها فانه يرجى ان يكون له ثوابها وفي هذا الحديث بيان او جوازه ورود الحزن على الانسان بسبب عدم معرفته بالوحي او عدم بوصوله اليه كون رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن لما فتر الوحي عنه وانقطع احسن الله اليكم قال غفر الله لها عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم فتر عني الوحي فترة فجاورت في حراء. فلما قضيت جوارها هبطت فاستبطنت الوادي. فبين ان امشي فاذا اذا سمع اذ سمعت صوتا من السماء فنوديت فنظرت عن يميني فلم ارى شيئا ونظرت عن شمالي فلم ارى شيئا ونظرت امامي فلم ارى شيئا ونظرت خلفي فلم ارى شيئا فرفعت بصري قبل السماء. فاذا الملك قد جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والارض تعبت منه فجئت فجئست منه رعبا حتى هويت الى الارض. فرجعت فجئت اهلي فقلت زملوني زملوني دثروا وصبوا علي ما ام باردا. قال فدثروني وصبوا علي ماء باردا. فانزل الله يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. فحمي الوحي وتتابع. ذكر المؤلف رحمه الله تعالى هنا حديث جابر رضي الله عنه في انقطاع الوحي بعدما نزل اول مرة وجابر قد نقله وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم اي بعد تلك الواقعة التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها فترى عن فترى الوحي عن رسول الله اي انقطع ولم ينزل اليه جبريل بالوحي مدة من الزمان فكان يعاود الغار من اجل ان يعود اليه ذلك الملك الذي جاءه بالوحي الاول وهنا حكمة في ذلك الا وهو الا وهي تعلق القلب بهذا الوحي قال فلما قضيت جواري اي انتهيت من المدة التي عقدتها لنفسي في جواريي في تنسكي وتفردي وخلوتي لعبادة ربي هبطت اي نزلت من الجبلي قال فاستبطنت الوادي. اي اتيت الى بطن الوادي قوله هنا فبين انا امشي اي كان يمشي على قدميه اذ سمعت صوتا اي لفت انتباهي صوت عظيم سمعته من فوقي فحينئذ نوديت اي نادى الملك باسمي. فقال فنظرت عن يميني وعن شمالي ومن امامي ومن خلفي فلم ارى شيئا. وذلك ان النداء كان من فوقه قال فرفعت بصري قبل السماء. اي انني شاهدت ما هو اعلى مني. فاذا الملك الذي قد جاني بحراء جالس على كرسي في هيئة عظيمة ولذا كان صلى الله عليه وسلم مرعوبا من هذه الجلسة. وهذه الطريقة التي جاءت ابها الملك الى النبي صلى الله عليه وسلم فانه رأى كرسيا في العلو ليس متصلا بالارض وعليه الملك فكان شيئا مرعبا مخوفا قال صلى الله عليه وسلم فجزئت اي فزعت ومنه رعبا حتى هويتي سقطت على الارض فرجعت فجئت اهلي اي ان الله عز وجل بعث اليه الملك على صورة عظيمة من اجل ان بالوحي فكان ذلك من اسباب زيادة الرعب في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فقال الا صلى الله عليه وسلم زملوني دثروني اي غطوني ولا ولفوا علي غطاء يسترني. قال فقال صبوا علي ماء باردا. فانه قد فزع فزعا شديدا. حتى جاءت اليه الحرام قال صلى الله عليه وسلم فدثروني اي غطوه صلى الله عليه وسلم وصبوا عليه ماء باردا انزل الله تعالى الايات اوائل سورة المدثر. يا ايها المدثر. ايا ايها المتغطي الذي غطى نفسه بغطاء يحجبه الناس. قم اي ليكن من شأنك ان تواصل الدعوة الى الله تعالى. وتخوفهم من العقوبات الشديدة. التي تنزل بهم ان لم يستجيبوا لدعوة الحق وليكن من شأنك ان تعظم الله وان تكبره وبالتالي تجعل فعل الناس يعظمون رب العزة والجلال. قال وثيابك فطهره اي ابعد الشرك عنك واعظم النجاسة او يكون المراد من ذلك ازالة النجاسات الحسية التي تكون على الثياب فيمتنع ان يكون الجميع مرادا. قال والرجز اي الاصنام فاهجر اي فاتركها ولا وتعظمها ولا ولا تقدم لها شيئا من عبادتك قال صلى الله عليه وسلم فحمي الوحي وتتابع اي كان من شأن الوحي ان جاه الملك به كثيرا. متكاثرا. وتتابع عليه الوحي هذا الحديث الذي اخرجه الشيخان فيه عدد من الفوائد اولها ان توقف تعلم الانسان مدة يسيرة سبب من الاسباب لا يعد نقصا فيه وفي هذا الحديث من الفوائد بيان شيء من اوائل نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الواقعة التي وقعت هي في خصوص الانبياء عليهم السلام. واما غيرهم فلو رأى عرشا في كما او رأى ما يهيأ اليه انه ملك. فمثل ذلك لا يستند اليه. ولا يعول عليه ولا يؤخذ منه حكم فان الله جل وعلا قد اكمل هذه الشريعة فلم نحتج الى اصل بعدما الشريعة في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث من الفوائد استعمال الماء البارد عند حلول الفزع عند الانسان ليزيل ما يكون به من الفزع وفي هذه الايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد امر بابلاغ شريعته الناس. وامر بانذارهم وتخويفهم من عقوبة عدم اسلامهم بهذه الايات وجوب تعظيم الله جل وعلا. ومشروعية عبادة التكبير قد قال طائفة بان هذا اشارة الى الصلاة لاشتمال الصلاة على التكبير مرات كثيرة في كل انتقال وفي هذه الايات مشروعية تطهير الثياب وازالة ما يكون بها من النجاسة وفي هذه في هذا الحديث ايضا اجتناب الاصنام وعدم الاقبال عليها وفي هذا الحديث ان سنة الله في الكون ان يجعل العلم والفهم في كتابه بسنة رسوله عند اهل الفضل والعلم. بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير. وجعلني واياكم من الهداة المهتدين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين