الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسبغ نعمه عليكم وان يبارك فيكم وان يجعل لكم من الاعمال ما يوصلكم الى رضاه يرفعوا درجاتكم في جنته وبعد في هذا اليوم باذن الله عز وجل نتدارس بقية كتاب فضائل المدينة اسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم بركتها هناك بقية احاديث مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى في هذا الكتاب فليتفضل القارئ بارك الله فيه ووفقه للخير واياكم وجميع المسلمين الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال الامام البخاري وعن سعد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يكيد اهل المدينة احد الا الماع كما ما ينماع الملح في الماء الكيد يراد به التدابير الخفية متى كانت بالسوء كان ذلك مذموما قال تعالى انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا تمهل الكافرين امهلهم رويدا في هذا الحديث فظل المدينة وفضل سكنى المدينة وتحريم السعي بالكيد فيما يظر بالاخرين وفيه ان الاثم يزداد في الفعل الواحد باعتبار ظروفه الزمانية او المكانية قوله هنا ان ماع اي ذهب ولم يبق منه شيء. فيحتمل ان يكون المراد بذلك الكيد او ان يراد بذلك الكائد وكلاهما محتمل ان يراد في هذا الحديث في الحديث التشبيه في الكلام بما يفضي الى فهم الكلام وتصور المراد به. نعم. وعن اسامة رضي الله عنه قال اشرف النبي صلى الله عليه وسلم على اطم من اقام المدينة. فقال هل ترون ما ارى؟ اني لارى مواقع الفتن خلاف بيوتكم كمواقع القطر قوله اشرف اي اطلع النبي صلى الله عليه وسلم من علو وعلى اطم من اطعم المدينة اي مرافقها. وفي الحديث ذكر اطعم المدينة وبيان ما كان فيها من انتشار في وقت النبوة قوة وفي الحديث علامة من علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فانه قد جاء في مدينة من الفتن والمعارك وسفك الدماء ما الله به عليم من فضل الله ان في عصرنا الحاضر نشهد امنا واستقرارا في هذه البلاد بما الله به الفتن التي كانت في هذه المواطن وفي الحديث ايضا ذكر ما ينبغي ان يتخذ من اجل سلامة بلدان وخصوصا الحرمين الشريفين من الفتن وللنزاع والاختلاف. نعم. وعن ابي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ولها يومئذ ان تبعثوا ابواب على كل باب ملكان في هذا الحديث التذكير بفتنة المسيح الدجال. وقيل عنه المسيح لانه يسيح في الارض جميع اطرافها وقيل عنه الدجال لشدة وعظم الكذب الذي يدعيه فانه يدعي الربوبية والالوهية والتصرف في ويطلب من الخلق عبادته وفي الحديث فضل المدينة وان الله جل وعلا يحميها من هذا الدجال. وفيها اشارة الى ابواب المدينة ومن المعلوم ان زمننا الحاضر لم يعد المدينة اسوار تحميها فلعل المراد بها الطرق الموصلة اليها. نعم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا المسيح الدجال من قاب المدينة مداخلها. قيل لها نقب بمعنى الثقب اليسير. وفي هذا المدينة وما حمى الله به المدينة من الامراض ومن المسيح الدجال وآآ في هذا الحديث ذكر ما يتعلق الطواعين ومما يشير الى وجود الامراض والطواعين واستمرار بقاءها الى قيام الساعة. نعم. وعن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من بلد الا سيطأه الدجال الا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب الا عليه الملائكة يحرسونها. يجيء الدجال حتى ينزل في ناحية المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون ان شاء الله ثم ترجف المدينة باهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق في الحديث فظل المدينة واجر سكناها وفضل سكن المدينة وحماية من يكون فيها من كثير من الامور غير المحمودة التي تقع في غيرها في الحديث حماية الله لمكة والمدينة من اصول الدجال اليها. وفي الحديث ان الدجال يأتي في اخر الزمان فيمر جميع البلدان غير مكة والمدينة. وفي الحديث تولي الله عز وجل حماية هاتين المدينتين بحماية من عنده من هذا العدو و في الحديث ان الطواعين لا تدخل المدينة. وفي الحديث ما قد يحصل للمدينة من زلازل ورجفات فان النبي صلى الله عليه وسلم اشار الى وجود هذه الرجفة التي تخرج المنافقين والكفار واخبار النبي صلى الله عليه وسلم بوجود الكفار في المدينة لا يعني انه اذن لهم في سكناها. فالحديث لا يصح الاستدلال به في مسألة سكن الكفار في المدينة لا اثباتا ولا نفيا. نعم. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال. فكان فيما حدثنا به ان قال يأتي الدجال وهو محرم عليه ان يدخل نقاب المدينة. فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة. فيخرج اليه ثم اذ الرجل هو خير الناس او من خيار الناس فيقول اشهد انك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله حديثة فيقول الدجال ارأيت ان قتلت هذا ثم احييته هل تشكون في الامر؟ فيقولون لا. فيقتله ثم يحييه. فيقول حين يحييه. والله ما كنت قط فيك اشد بصير خيرة مني اليوم فيريد الدجال ان يقتله فلا يسلط عليه. فيقول الدجال اقتله ولا يسلط عليه في هذا الحديث شيء من اخبار الدجال في اخر الزمان فيه حماية الله للمدينة من ان يتمكن الدجال من دخولها مما يدل على فضل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث ان المدينة لا زال او لا يزال يبقى لها طرق ومداخل يتمكن الناس من الدخول اليها. وقوله السباخ يعني المواطن التي فيها ملوحة الدجال يأتي اليها. وفي الحديث الخير والفظل والايمان في بعظ الناس الى قيام الساعة. فان الدجال اذا جاء خرج له له هذا الرجل الذي هو من خيار اهل الارض وقوله خيار الناس لم يخصه بذلك الزمن ما يدل على فضيلة علاء اهل ازمنة متعددة. وفي الحديث ان الله جل يبقي من ينشر الخير والعلم في الناس الى قيام الساعة حتى في زمن الدجال يخبر الناس بوجود هذا الدجال. وفيه ايضا ان الانسان لا يصدق من لا يوثق في مقالته مهما رأى معه من المعجزات. فهذا الدجال يقول للسحابة فتمطر. ويقول للارظ اخرجي خزائنك وكنوزك فتفعل. وآآ يقطع الرجل نصفين فيمشي بينهما. وحينئذ لا يغتر الانسان بما يعطاه بعض الخلق من امكانات دنيوية فان الله جل وعلا قد يعطي ذلك لبعض الناس من اجل الاختبار والابتلاء. فيقول الدجال ارأيت ان قتلت هذا ثم احييته هل تشكون في الامر؟ فيقتله ثم يحييه. والناس يشاهدون. وبالتالي يقول قد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انك ستفعل بي هذا الفعل. ومن ثم ازداد يقينا بصدق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم به. وفي الحديث الاستشهاد باحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول الدجال مرة اخرى اقتله لكنه لا يمكن من قتله بعد ذلك. نعم جابر رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الاسلام فاصابه وعكم بالمدينة. فجاء الاعرابي من الغد محموما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله اقلني بيعتي. فابى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم جاءه فقال اقلني بيعتي ثم جاءه فقال اقمني بيعتي فابى ثلاث مرات فخرج الاعرابي فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصح طيبها. نعم. وقوله ينصع يعني يظهر ريحه ويبين للناس. وفي هذا فظل المدينة قناتها وما جعل الله لها من خاصية عدم رغبة اهل النفاق من البقاء فيها في الحديث من الفوائد التعامل مع الاعراب. وهم سكان البوادي وجواز البيع والشراء معهم وفي الحديث ذكر البيعة لصاحب الولاية والامامة كما كان الناس يبايعون رسول صلى الله عليه وسلم وفيه بيعة اهل البوادي من الاعراب وفي الحديث من الفوائد في قوله فاصابه وعكم بالمدينة يعني مرظ فيه ان المرظ قد يأتي لسكان المدينة وقوله فجاء الاعرابي من الغد يعني بعد البيعة محموما اي فيه الحمى بمعنى انه ارتفعت حرارته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اقلني بيعتي اي ائذن لي بفسخ عقد المبايعة الذي بايعتك عليه فانه قد بايعه على الاسلام وعلى اسرة والطاعة وهو لا يرغب في البقاء في المدينة خشية من استمرار المرظ معه فابى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدل على ان البيعة لا يصح ان يستقام قال منها بشرط ان تكون البيعة بيعة صحيحة. اما البيعات غير المنطلقة من اسس شرعية فانها لا قيمة لها ولا منزلة كبيعة بعض الجماعات التي لا تتوافق مع الشرع وفي الحديث التحذير من نكث البيعة وفي الحديث ان الله جل وعلا على يهيئ من الاسباب ما يجعل من لا يصلحون لحمل الرسالة والقيام يخرجون منها ولا يستمرون في مناصرتها. نعم. وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة احد. رجع ناس من اصحابه ممن خرج معه كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين. فقالت فرقة نقاتلهم. وقالت فرقة لا نقاتلهم. فنزل فما لكم في المنافقين فئتين والله اركزهم بما كسبوا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم انها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة. وتنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد من المعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل المشركين في بدر خارج المدينة فجمع اهل مكة جموعهم بعد سنة ليأخذوا ثأرهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اهل الاسلام. فجمعوا ثلاثة الاف افرج وجاءوا الى المدينة واختلف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يبقون في المدينة؟ ويجعلونها بمثابة حرب فيقتلونهم في داخل المدينة او انهم يخرجون اليهم فيتلقونهم. وحينئذ ما الذي يخرج في بدر اشار بالخروج من اجل ان يعوض ما فاته من الاجر هناك فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى احد واحد جبل بجوار المدينة لما خرجوا خرج معه جماعة وحينئذ قال عبد الله بن ابي ترك رأينا في البقاء في المدينة واخذ برأي غيرنا ثم حينئذ رجع قرابة ثلث الجيش مما يدلك على التحذير من تمكين المنافقين من تخذيل اهل الاسلام عن اعمال الخير والصلاح. فقد رجع معه ثلث الجيش. فقال رجع ناس من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خرج معه وكان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين في هؤلاء الذين رجعوا فقالت فرقة نقاتل ثم قالت فرقة لا نقاتلهم. فنزلت الاية فما لكم في المنافقين فئتين؟ والله بما كسبوا يعني ان سبب خذلانهم وعدم قيامهم بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعود الى امر وافعال لهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها طيبة يعني المدينة مما يدلك على فضل المدينة وانها تنفي الخبث. قال تنفي الخبث كما تنفي في النار خبث الفضة. فان الفظة اذا كانت قد اختلط بها غيرها عرظوها لان نار من اجل ان تنفصل الفظة عما اختلط بها. وهكذا المدينة يقدر الله عليها بعض الاقدار من اجل ان تفصل بين اهل الايمان الذين يبقون ويستمرون في الطاعة وبين اهل اتفاق الذين ينتكسون ولا يقومون بفعل الطاعات. ولذا قال عن المدينة تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد. نعم. وعن انس رضي الله عنه عن للنبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة. في هذا الحديث مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه اثبات البركة في بعض المواطن وبعض الارزاق. ولذا قد يكون في بعض البلدان من البركة والنماء ما ليس في غيرها. وفي الحديث مشروعية الدعاء للبلدان الان بنزول الخير والبركات فيها. وفي الحديث الاشارة الى فظل مكة وما جعل الله فيها من البركات نعم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وعك ابو بكر وبلال رضي الله عنهما قالت فدخلت عليهما فقلت يا ابتي كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك فكان ابو بكر اذا اخذته الحمى يقول كل امرئ مصبح في اهله والموت ادنى من شراك نعله وكان بلال اذا اقلع عنه الحمى يرفع عقيرته فيقول الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بواد وحولي اذخر وجليل وهل اردنا يوما مياه مجنة؟ وهل يبدون لي شامة وطفيل؟ وقال اللهم العن شيبة ابن ربيعة اتى وعتبة ابن ربيعة وامية ابن خلف. كما اخرجونا من ارضنا الى ارض الوباء. قالت فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته ثم قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة او اشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا. اللهم وصححها لنا وانقل حماها فاجعلها في الجحفة قالت وقدمنا المدينة وهي اوبأ ارض الله. قالت فكان بطحان يجري نجلا تعني ماء اجلا. في هذا حديث قالت عائشة لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يعني بعد هجرته من مكة. وفي هذا الاشارة الى الهجرة هجرة ومشروعية الانتقال من بلد الكفر الى بلد الاسلام. وفيه السعي للتخلص اخلص من اذى الكفار والمشركين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ابو بكر وبلال اي اصابتهم الامراض وجائتهم الحمى. قالت عائشة فدخلت عليهما فمعناها انهما قد مرضا في مكان واحد اتعلمون ان ابا بكر ابوها وبلال مولى ابيها. لان ابا بكر هو الذي اعتق بلالا رضي الله عنه. وفي هذا الاشارة الى عيادة النساء مرظى من الرجال. فقلت يا ابتي كيف تجدك فيه جواز سؤال المريظ عن حاله وانه لا حرج فيه. وقالت فكان ابو بكر اذا اخذته الحمى ارتفعت حقه يقول كل امرئ مصبح في اهله يعني سيأتيه الصباح وهو في اهله مع انه في اهله الا انه يحتمل ان يرد اليه الموت. ولذا قال والموت ادنى من شراك نعله وشراك النعل الحبل الذي تربط به وسط الحذاء والنعل من اه طرفيها. وفي هذا جواز الاستشهاد بابيات الشعر. قالت وكان بلال اذا عنه الحمى ارتفعت عنه الحرارة. يرفع عقيرته رأسه وما فيه من شعر فيقول الا ليت شعري اي هل اكون قد اقسمت على انابيت ليلة اي انام احدى الليالي بواد اي بمجرى السيل. وحولي اذخر وجليل وهي انواع من انواع النبات كانوا يستلطفون البقاء حولها. وهل اردن يعني اصل الى مياه فاستخرج الماء منها. وهل اردن يوما مياه مجنة ومجنة مكان في هامة كان سوقا من اسواق العرب. وهل يبدون يعني يظهر لي شامة شامة جبل في جنوب مكة ومثله طفيل جبل في جنوب مكة بين مكة ويلملم. هذه كان بلال رضي الله عنه يستشهد بها. فقال بلال اللهم العن شيبة ابن ربيعة ومن معك كما اخرجونا من ارضنا يعني مكة الى ارض الوباء يعني المدينة. وكانت المدينة موبوءة فيها مياه وفيها بعوض وبالتالي هذا البعوض ينقل هذه الامراض الى من يسكن في في المدينة فتأتيهم الحمى. قالت عائشة فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب الينا المدينة فيها جواز محبة الانسان لمواطن سكناه وعدم وجود حرج في كون الانسان يحب اكثر من ارض اخرى كحبنا مكة واشد. وفي الحديث الدعاء بالبركة كما قال الله بارك لنا في صاعنا. والاصل في البركة ان يراد بها انما والزيادة. والمراد بها ان تكون تجارتهم مباركة يكسبون منها الشيء الكثير ويكون طعامهم مغذيا لابدانهم. قال اللهم وصححها لنا يعني ازل امراظها وما فيها من الوباء وانقل حماها يعني مرض الحمى فاجعلها في الجحفة. والجحفة كانت مكانا لا ساكن فيه في ذلك الزمان. فكأنه صلى الله عليه وسلم دعا برفع الوباء وفي هذا دلالة على مشروعية دعاء الله عز وجل برفع الامراظ والاوبئة الطواعين عن البلدان. قالت وقدمنا المدينة يعني في الهجرة. وهي اوبأ اي اكثر البلاد وباء ومرظا. قالت فكان بطحان بطحان وادي من اودية المدينة يجرين يعني انه يسير فيه الماء المتغير والذي تعيش فيه بعض الحشرات التي تنقل الامراظ. نعم. وعن عمر رضي الله عنه قال اللهم ارزقني شهادة في سبيلك. واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم. هذا دعاء من عمر رضي الله عنه عنه حيث كان يدعو بان يكون من اهل الشهادة. في هذا فضيلة الشهادة وعظم اجر اصحابه وفيه جواز طلب الانسان الشهادة ودعائه الله جل وعلا بان يكون من اهلها في الاثر ان الشهادة المطلوبة هي الشهادة التي تكون في سبيل الله الانسان فيما عند الله في الاخرة. وليست من اجل استجلاب امر دنيوي في هذا الاثر تفضيل الوفاة في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. وفيه عدم استبعاد اي قدر قد يقدره الله على العبد. فان المدينة كانت بلد اسلام وكان وقوع الشهادة فيها مستبعد. ولكن الله عز وجل استجاب لعمر رضي الله عنه. حيث وكان يصلي بالناس صلاة الفجر فجاءه المجوسي ابو لؤلؤة فقتله وهو يصلي فجعل الله عز وجل هذين الامرين مجتمعين لامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان موته شهادة وكان ذلك في بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا اخر ما يتعلق بكتاب فضل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلك نكون قد انهينا دروسنا ولعلنا نؤجل دراسة كتاب الصوم وما يتعلق لنتدارس ان شاء الله في رمضان القادم بحوله وارادته جل وعلا الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم انابة اليه وان يستعملنا واياكم في طاعته وان يجعل ايامنا انا لا علينا كما نسأله جل وعلا ان يبارك لنا في جميع احوالنا وابداننا واموالنا واوقاتنا وذرارينا. واسأله سبحانه ان يهيئ للمسلمين امرا رشد يكون من اسباب طاعتهم لربهم. ومن اسباب التزامهم بدينهم. ومن اسباب اجتماع كلمتهم وادرار ارزاقهم والبركة في جميع احوالهم واجتماع كلمتهم كما نسأله جل وعلا ان وفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان يجعلهم من اسباب الهدى والتقى والصلاح والسعادة هذا والله اعلم. صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم كثيرا الى يوم الدين