الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يغفر لكم ذنوبكم وان يسعدكم في دنياكم واخراكم. وبعد هذا درس جديد من دروس قراءة مختصر صحيح الامام البخاري رحمه الله تعالى. فهذا هو الدرس الثاني من دروس كتاب مواقيت الصلاة منه. ولعلنا نقرأ عددا من الاحاديث الواردة في هذا الكتاب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال اذا اشتد الحر فابردوا عن الصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم نعم قوله هنا عن ابي هريرة وعن ابن عمر رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اشتد الحر اي انه اذا كان الموسم الذي تكون الحرارة فيه شديدة بان تكون الشمس حارة قوله فابردوا عن الصلاة ابردوا يعني اخروا الصلاة عن اول وقتها ليزول وقت الحر الشديد ويدخل في وقت اقل حرارة. وقوله عن الصلاة المراد بها صلاة الظهر. قوله فان شدة الحر من فيح جهنم اي من نفسها ومن سعة انتشارها. ففي هذا الحديث استحباب تأخير صلاة الظهر عند موسم الصيف عند اشتداد الحر. وذلك مراعاة لاحوال المصلين وظاهر هذا انه كما تؤخر الصلاة يؤخر اذان ايظا ما لم يكن هناك رغبة من المأمومين بخلاف هذا. فان تأخير صلاة ظهر في وقت الحر انما هو مراعاة لحاجة الناس فاذا كان الارفق بالناس في وقت شدة الحر ان يبكر بالصلاة قيل بان التبكير حينئذ اولى مراعاة لحال المصلين. احسن الله اليكم. قال عن ابي ذر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فاراد مؤذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان اذن الظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ابرد ابرد او قال انتظر انتظر وقال ان شدة الحر من فيحجه فاذا اشتد الحرف ابردوا عن الصلاة. ثم اراد ان يؤذن فقال له ابرد ثم اراد ان يؤذن فقال له ابرد تساوى الظل التلول. ورأينا فيء التلول. قوله هنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في برفقة اصحاب الفضل واهل العلم في الاسفار كما كان الصحابة يرافقون النبي صلى الله عليه وسلم في سفره قوله فاراد مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤذن الظهر ظاهر ما في الاحاديث ان المؤذن هو بلال بن رباح رضي الله عنه. وفي الحديث استحباب رفع الاذان للمسافرين. وفي الحديث ان المؤذن يأتمر بامر الامام خصوصا اذا كان له ولاية وفي هذا الحديث ايضا انه يشرع تأخير صلاة الظهر في وقت شدة الحر. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ابرد ابرد. وظاهر هذا لفظ ابرد انه فعل امر. والاصل في الاوامر ان تكون للوجوب الا انه اذا كان الامر مراعاة حاجة الناس دل ذلك على انه للاستحباب وتعلقه برغبة وارادة من كان الحكم قد شرع من اجل تحقيق مصلحته. وفي حديثي في قوله ان شدة الحر من فيح جهنم فيه استدلال لاهل السنة الذين يقولون بان النار موجودة الان خلافا لبعض المعتزلة الذين يقولون بان النار لا توجد الا يوم القيامة وظاهر النصوص القرآنية والنبوية يدل للقول بان نار جهنم موجودة ومنها حديث الباب. وفي الحديث ان حكم الابراد يتعلق بشدة الحر فالبلدان الباردة لا يشرع فيها الابراد بصلاة الظهر. وهكذا في المواسم غير موسم الحر لا يشرع الابراد فيها. وفي الحديث ايضا ان المسافرين اذا كانوا جماعة استحب لهم او وجب عليهم ان يؤدوا الصلاة جماعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل مع اصحابه في سفره وفي هذا الحديث بيان مقدار الابراد الذي يشرع للمؤمن تأخير صلاة الظهر اليه في قوله حتى ساوى الظل بمعنى انه كان قريبا من وقت صلاة العصر. احسن الله اليكم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال اشتكت النار الى ربها فقالت يا ربي اكل بعضي بعضا فاذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو اشد ما تجدون من الحر واشد ما تجدون من الزمهر قوله في هذا الخبر اشتكت النار الى ربها فيه ان النار موجودة ومخلوقة وان رب العزة والجلال قد يعذب بها من يكون قد جرى وعليه القلم بذلك. وقد ورد في بعض الاحاديث ان قبور الكفار يفتح لهم فيها على نار جهنم ليكون ذلك بمرأى منهم ويصلهم شيء من ريحها ابيها وفي الحديث قوله اكل بعضي بعضا وذلك لشدة هذه النار. قوله فاذن له بنفسين اي ريح تخرجه من نفسها ليكون ذلك سببا لعدم اكل بعض لبعضها الاخر. وفي الحديث ان نار جهنم فيها موسم للزمهرير البرد الشديد الذي يقاسي من يصل اليه شدته وفي الحديث ايضا تذكير العباد بنار جهنم ليكون هذا من اسباب هربهم منها باداء الاعمال الصالحة التي تجعلهم يسلمون من نار جهنم. احسن الله اليكم عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابردوا بصلاة الظهر فان شدة الحر من فيح جهنم. نعم في هذا من الفوائد كسابقة استحباب الابراد بصلاة الظهر في شدة الحر بتأخيرها عن اول وقتها حتى تذهب وقت فورة الحر وشدته. وفي الحديث ان التأخير هذا خاص بصلاة الظهر. جماهير اهل العلم على ان الابراد من المستحبات وليس من الواجبات وصرفوا الامر هنا في قوله ابردوا عن ظاهره حيث ان الاصل في الاوامر ان تكون للوجوب وصرفه الى قالوا لانه انما جاء هذا الامر لرفع توهم استحباب اداء صلاة الظهر في اول الوقت عند شدة الحر ومن الاسباب التي تصرف الامر عن الوجوب ان يريد الامر لرفع توهم عند المكلف مما يدل على ان الامر ليس على الوجوب. احسن الله اليكم قال عن ابي برزة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي الصبح وينفتل هو احدنا لا يعرف جليسه ويقرأ فيها ما بين الستين الى المئة ويسلط الظهر الهجير التي تدعونها الاولى الشمس اذا زالت والعصر واحدنا يذهب الى رحله في اقصى المدينة ويرجعها الشمس حية. ونسيت ما قال في المغرب وكان يستحب ان يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة. ولا يبالي بتأخير العشاء الى ثلث الليل. ثم قال الى شطر الليل وكان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها. هذا الحديث فيه بيان اوقات الصلوات وفعل النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في هذا الباب. وقوله كان النبي كان هنا تفيد التكرار المداومة والاستمرار على هذا الفعل. قوله يصلي الصبح يعني صلاة الفجر. قوله وينفتل يعني ينصرف من صلاة الفجر واحدنا لا يعرف جليسه. وذلك من شدة الظلمة. قد ورد في بعض الاحاديث انه وكان يصلي بغلس. ففي هذا دلالة لمذهب الجمهور بان الافضل في صلاة الفجر التبكير بها بحيث تصلى بغلس وهذا مذهب الائمة مالك والشافعي واحمد وخالفهم الامام ابو حنيفة نيفه رحمه الله تعالى فاستحب تأخير صلاة الفجر واستدل اصحابه على بقول النبي صلى الله عليه وسلم اسفروا بالفجر فانه اعظم للاجر. جمهور قالوا بان لاسفروا يعني بكروا بها. فان العرب تستخدم الاسفار ولفظ الاسفار في التبكير بي الشيء وقوله واحدنا لا يعرف جليسه يعني من يصلي بجواره. وفيه محافظة الصحابة على داء صلوات الجماعة قوله ويقرأ فيها يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة في صلاة الفجر. ما يدل على ان المشروع فيها الجهر بالقراءة وقوله ما بين الستين ليلة المئة يعني من الايات المتوسطة. من الايات المتوسطة فهذا تاب لمقدار ما كان يقرأه في صلاة الفجر مما يدل على استحباب تطويل القراءة في صلاة الفجر. وظاهر هذا انه كان يبكر باقامة صلاة الفجر. وانه لم يكن بين اذان اجر والاقامة الا الوقت اليسير. فكونه يقرأ هذا المقدار واذا انصرفوا لا يعرف احدهم جليسه مما يدل على انه كان يضع وقتا يسيرا بين الاذان والاقامة. وفي هذا دلالة على انه كان يبكر باداء صلاة الفجر وصلاة الفجر تكون بطلوع الفجر يبتدأ وقت صلاة الفجر بطلوع الفجر وطلوع الفجر له ثلاث مراحل. المرحلة الاولى بدء طلوع الفجر المرحلة الثانية توسط الفجر في كبد السماء. المرحلة الثالثة انتشار النور في افاق السماء النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه انه صلى الفجر حين انبثق نور الفجر. فدل هذا على ان ما يشيعه بعض الناس من ان الفجر انما يكون بعد انتشار ظوئه في السماء يخالف ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما صلى عند بزوغ اول نور الفجر و في هذا الحديث ايضا بيان الوقت الذي كان يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر فانه كان يبكر بها فيصليها بعد الزوال مباشرة وظاهر ما سبق من الاحاديث ان التبكير بصلاة الظهر في غير وقت شدة الحر الراء وفي هذا الحديث تسمية صلاة الظهر باسم صلاة الهجير وتسميتها بالصلاة الاولى. وقد استدل طائفة بهذا الحديث على ان المراد بقول حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى هي صلاة الظهر لكونه سماها الاولى. وبعضه مستدل بهذا الحديث على تفسير الصلاة الوسطى بانها صلاة المغرب. لانها هي الوسطى اذا اعتبرنا صلاة الظهر هي الاولى والجمهور على تفسير لفظة الصلاة الوسطى بان مراد بها صلاة العصر. وقوله حين تدحض الشمس اي حين تزول من كبده السماء الى جهة المغرب. وفي الحديث ايضا استحباب تبكير الانسان بصلاة الفجر وان وقتها يبتدأ من صيرورة ظل كل شيء مثله. وهذا مذهب جمهور اهل العلم مالك والشافعي واحمد قد قال الامام ابو حنيفة بان وقتها لا يبتدئ الا من صيرورة ظل كل شيء مثليه. ومذهب جمهوري اقوى بادلة منها حديث الباب. فانه قال واحدنا يذهب الى رحله في اقصى المدينة ويرجع والشمس حية. وفي هذا الحديث من الفوائد معرفة الاوقات بما يمكن فعله فيها من الافعال. وفيه ايضا حساب الوقت المسافة التي يقطعها الانسان على قدميه. وفي الحديث ايضا من الفوائد ان الراوي اذا نسي جزءا من حديثه فان هذا لا يلغي الاستفادة من بقية الحديث. فانه لما نسي الراوي هنا ما يتعلق صلاة المغرب لم كن ذلك سببا في الغاء بقية مدلول هذا الخبر. وقد جاء في الاحاديث الاخرى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب بعد غروب الشمس. وقوله وكان طب اي يفضل ويندب نفسه الى تأخير صلاة العشاء قوله التي تدعونها العتمة قد ورد في الحديث النهي عن تسمية صلاة العشاء هذا الاسم قال صلى الله عليه وسلم لا تغلبنكم الاعراب على اسم صلاتكم فتقولوا العتمة. فدل هذا على انه ينهى عن استعمال هذا اللفظ ولكن لما ظن الراوي ان من يستمع اليه لا يعرفون الا هذا الاسم نسبا تسمية بهذا الاسم اليهم من اجل ان يعرفوها. في الحديث استحباب تأخير العشاء وان النبي صلى الله عليه وسلم ربما اخرها الى ثلث الليل. وقد ذهب الامام احمد والشافعي الى ان صلاة العشاء ينتهي وقتها الاختياري في ثلث الليل. والقول الثاني في المسألة ان وقتها الاختياري ينتهي بمنتصف الليل. وهذا القول ارجح واقوى من القول الاول لعدد من الاحاديث التي تدل على ان وقت العشاء يستمر الى منتصف الليل منها هذه الرواية فانه في بعض رواياته قال الى شطر الليل. وفي الحديث كراهية النوم قبل صلاة العشاء وفيه ايضا كراهية السمر والسهر والحديث بعد صلاة العشاء بحيث تكون صلاة العشاء مفرقة الناس ليذهبوا الى مواطن هجوعهم ومنازلهم. احسن الله اليكم. قال عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سبعا جميعا وثمانيا جميعا. الظهر والعصر والمغرب والعشاء قوله هنا صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليبين انه ليس في حالة سفر قد ورد في بعض الروايات ايضا بيان ان ذلك لم يكن حال مطر. ولذا بين ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع بين صلاتي الظهر والعصر بأداءها بثمان ركعات في لصلاة الظهر واربع لصلاة العصر. كما جمع بين صلاتي المغرب والعشاء بسبع ركعات ثلاث للمغرب واربع للعشاء. والعلماء قد وقفوا من هذا الحديث مواقف متعددة ده اشهرها اربعة مواقف. الموقف الاول قال بان الجمع بين هذه الصلوات جمع صوري كانه اخر صلاة الظهر الى اخر وقتها. وقدم العصر لاول وقتها. وبالتالي قيل بانه جمع بينهما. وهكذا في المغرب والعشاء. فستدل بذلك على تأخير صلاتي الظهر والمغرب الى اخر وقتيهما. وهناك من قال بان النبي صلى الله عليه وسلم انما جمع لوجود المطر ولكن ذلك ينافي بعض روايات الخبر التي قال فيها جمع من غير سفر ولا مطر. والقول الثالث في ان النبي صلى الله عليه وسلم انما جمع بين هذه الصلوات من اجل بيان جواز ذلك في غير حال الاضطرار القول الرابع يقول بان المراد بذلك احالت الحرج وشدة الحال قد ورد في بعض روايات هذا الحديث عند الامام مسلم ان ابن عباس سئل عن ذلك فقال اراد ان لا يحرج على امته. ولذا قال اكثر اهل العلم عن هذا الخبر بان المراد به عند وجود الشدة والضيق والحرج. جاز الجمع. اما الجمع وفي غير ذلك فانه مما يمنع منه ويدل عليه قوله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. يدل عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصلوات في يومين في اليوم الاول في اول الوقت في اليوم الثاني في اخر الوقت وقال الوقت بين هذين مما يدل على انه لا يجوز الجمع بين هذه الصلوات لغير بمعنى المقصود الشارع. نعم احسن الله اليكم. قال عن انس بن مالك رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة تنحية فيذهب الذاهب الى العوال وبعض العوالي من المدينة على اربعة اميال. فيأتيهم والشمس مرتفعة ويخرج الانسان الى عمرو بن عوف فنجدهم يصلون العصر. قوله هنا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر ظاهره قاومت النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. وفيه بيان وقت صلاة العصر ومما يدل على ردحان مذهب الجمهور بان وقت العصر يبتدأ من صيرورة ظل كل شيء مثله وفي الحديث ايضا ما كان من شأن النبي صلى الله عليه وسلم في المحافظة على الصلوات في اوائل وقتها. وفي الحديث ايضا اعتبار حال الشمس في معرفة الاوقات وهكذا ايضا ما يتعلق معرفة الاوقات بما يقطع في اثنائها من تافات وقوله فيذهب الذاهب الى العوالي هكذا في بعض الروايات والمراد عوائل المدينة لانها قناة اعلى من غيرها وفي بعض الروايات قال الى قبا. قال هنا وبعض العوالي من المدينة على اربعة اميال الميل كيلو وثلثا الكيلو. كيلو وثلثا الكيلو مما يدل على ان المقصود هنا ستة كيلو وثلثان. وقوله فيأتيهم يعني انه يذهب عود والشمس لا زالت مرتفعة. وقوله ويخرج لانسان الى بني عمر ابن عوف وهي ضاحية من ضواحي المدينة مما يدل على جواز تعدد الجماعات في المدينة الواحدة اذا كان لكل منها مكان للصلاة وفيه وجود اكثر من مسجد تصلى فيه الصلوات جماعة في المدينة الواحدة قوله فيجدهم يصلون العصر فيه تفاوت الجماعات التي تؤدي فرائض الصلوات في وقت ادائها للصلوات وانهم لم يكونوا يؤدونها في وقت واحد. وانما يوجد تفاوت بين الاوقات التي يؤدون بها هذه الصلوات. احسن الله اليكم. قال عن ابي امامة رضي الله عنه قال صلينا مع عمر بن عبدالعزيز الظهر. ثم خرجنا دخلنا على انس بن مالك رضي الله عنه فوجدناه يصلي العصر فقلت يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال العصر وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه. قول ابي امامة صلينا مع عمر ابن عبد العزيز عزيز الظهر فيه دليل على اعتبار الناس في الزمان الاول فعل عمر بن عبد العزيز ما يشاهدونه من حال العدل عنده وظاهر هذا انه كان يؤخر صلاة الظهر الى اواخر وقتها وهناك فارق بين وقت اداء عمر للظهر ووقت اداء ينس لصلاة العصر وهو وقت انتقالهم من هذا المكان الى ذاك فكان انس كان يؤدي صلاة العصر في في اول وقتها وفي هذا اخذ العلم من انس بن ما لك وحرص انس على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا دلالة على استحباب ان يحرص الانسان في على ان يكون مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي وفي الحديث استحباب اداء صلاة العصر في اول وقتها فيه دلالة لمذهب الجمهور في اول وقت العصر خلافا للامام ابي حنيفة رحمه الله تعالى. بارك الله فيكم. ووفقكم لكل خير. وجعلني الله واياكم من الهداة تدين الصالحين المصلحين. كما نسأله جل وعلا صلاحا لقلوبنا ملأها الله تقوى ايمانا وعلما. كما نسأله جل وعلا ان يجعلني واياكم من المحافظين على الصلوات. المتبعين لسنة صلى الله عليه وسلم واسأله جل وعلا ان يصلح احوال الامة وان يجعلهم متمسكين دينه وشرعه وسائرين على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم. كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امر امرنا لكل خير وان يبارك فيهم وان يجزيهم خير الجزاء هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين