فقال ابو بكر يا غنثر فيه فيه وصفوا العاصي بالاوصاف والاسماء غير المرغوب فيها قال فجدع ابو بكر اي دعا بقطع الانف وسب وتكلم فقال ابو بكر اقسمت عليك اي انه حلف الحمد لله رب العالمين احمده جل وعلا ونشكره ونثني عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فالحمد لله الذي فظل النور على الظلمات نحمده جل وعلا ان مدنا بما ننعم فيه برؤية ما حولنا من هذا النور هي نعمة عظيمة اسأل الله جل وعلا ان ينور علينا طريق الهداية وان يجعلنا واياكم وجميع المسلمين ممن ملأ قلوبهم بنور العلم والايمان والهدى وبعد لعلنا نقرأ حديث عبدالرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما الله عز وجل ان يفتح لنا في معرفة شيء من معانيه واحكامه بفضله سبحانه وتعالى. تفضل. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا. اللهم اغفر انا ولي شيخنا ولوالديه وللحاضرين. قال الامام البخاري رحمه الله تعالى عن عبدالرحمن بن ابي بكر رضي الله عنه ان اصحاب الصفة كانوا اناسا فقراء وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وان كان عنده طعام اربعة فليذهب بخامس او سادس. وان ابا بكر رضي الله عنه جاء بثلاثة. فانطلق النبي صلى الله عليه واله وسلم بعشرة. قال فهو انا وابي وامي فلا ادري. قال وامرأتي وخادم بين بيتي وبين بيت ابي بكر فقال لعبدالرحمن دونك اضيافك فاني منطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم فافرغ من قبل ان اجيء فانطلق عبدالرحمن فاتاهم بما عنده فقال طعامه. فقالوا اين رب منزلنا؟ قال اطعموا قالوا ما نحن باكلين حتى يجيء رب منزلنا. قال اقبلوا عنا قراكم فانه ان جاء ولم تطعموا لنلقين من فابوا حتى عرفت انه يجد علي. وان ابا بكر لبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم فتعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حيث صليت العشاء ثم رجع فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله لما جاء تنحيت عنه قالت له امرأته ما حبسك عن ضيفك؟ قال اوما عشيتهم؟ قالت ابوا حتى تجيء لعرضوا عليهم فغلبوهم وابوا فغضب ابو بكر فسب وجدع وحلف لا يطعمه فحلفت المرأة لا تطعمه حتى يطعم قال فذهبت فاختبأت ثم قال يا عبد الرحمن فسكت فقال يا غنثر فجدع وسب اقسمت عليك ان كنت تسمع اسمعوا صوتي لما جئت فخرجت فقلت سل اضيافك فقالوا صدق اتانا به. قال فانما انتظرتموني وقال كلوا لا وقال والله لا اطعمه ابدا. فقال الاخرون والله لا نطعمه حتى تطعمه. قال لم ارى في الشر منك الليلة ويلكم ما انتم لما لا تقبلون عنا قراكم؟ كان هذه من الشيطان هاتي طعامك. فوضع يده فقال بسم الله اكلا واكلوا ويم الله ما كنا نأخذ من لقمة الا ربى من اسفلها اكثر منها. حتى شبعوا وصارت اكثر مما كان قبل ذلك فنظر اليها ابو بكر فاذا هي كما هي او اكثر منها فقال لامرأته يا اخت بني فراس ما قالت لا وقرة عيني لهي الآن اكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات. فأكل منها ابو بكر وقال ان مكان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم اكل منها لقمة ثم حملها الى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر انه اكل منها فاصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عقد فمضى الاجل. ففرقنا اثني عشر رجلا مع كل رجل منهم اناس الله اعلم كم مع كل رجل غير انه بعث معهم قال فاكلوا منها اجمعون او كما قال. قول عبدالرحمن بن ابي بكر رضي الله عنه وعن ابيه ان اصحاب الصفة كانوا اناسا فقراء. الصفة مكان في اخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وضع لي وائي من لا يجد مأوى يأويه ولا منزل وكانوا يجتمعون فيه بفقرهم وحاجتهم فيتفطن الناس لهم فيبعثون لهم اعظم ما يحتاجون اليه في ليلة من الليالي استشعر النبي صلى الله عليه وسلم شدتا ما هم فيه من الحاجة والجوع ولذا اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يتوازعهم اصحابه ليطعم كل واحد من اصحابه بعضا منهم. فيكون هذا من بتفرق هذا الواجب وفيه ان الواجب العظيم الكبير الذي يحتاج الى جهد كثير يشرع توزيعه على عديدين فينال كل واحد منهم جزء يسير يكون سهلا عليه قوله هنا من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث فيه ذكر البركة في الطعام وانه تنزل البركة على الطعام عند اجتماع الناس عليه قال وان كان عنده طعام اربعة فليذهب بخامس او سادس. وان ابا بكر جاء بثلاثة هنيئا له اختار ثلاثة اظياف ليقوم بظيافتهم حسب ما عنده من طعام الظيافة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة ليعشيهم ويطعمهم ما يحتاجون اليه اليه من الطعام قال عبدالرحمن بن ابي بكر فهو انا يعني في بيوتنا وكان عندهم اه بيتان. قال فهو انا وابي وامي فلا ادري قال وامرأتي يعني زوجة عبد الرحمن ابن ابي بكر وخادم بين بيتنا وبين بيت ابي ابي بكر فيه الاشتراك في العامل الواحد بين عدد ممن يعمل لديهم سواء كان ذلك في زراعة او في سقي او في خدمة منزل او نحو ذلك فقال ابو بكر لعبد الرحمن ابن ابي بكر دونك اضيافك. اي استلم هؤلاء الاضياف فان من كان ضيفا عندي كان ضيفا عندك وفيه توكيل الانسان لغيره في ضيافة اضيافة وفيه ان الاب يعهد الى ابنه ببعض المهام التي عنده وفي هذا الحديث ايضا الاهتمام الى ضياف والعناية بهم قال ابو بكر فاني منطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ان الانسان عند توكيل غيره لضيافة الاضياف يعتذر من اضيافه بالعذر من الحس قوله هنا حتى شبعوا وصارت اكثر مما كانت قبل ذلك فنظر اليها ابو بكر اي نظر ابو بكر الى بورمة الطعام. فاذا هي كما هي اي لم ينقص منها شيء الذي يكون مقبولا عندهم قال ابو بكر ابن عبد الرحمن فافرغ من قراهم. والقرى الطعام الذي يعد للظيافة. قال فافرغ من تراهم قبل ان اجي قال فانطلق عبدالرحمن فأتى للأضياف بما عنده من الطعام. وفيه ان الاضياف يقدم لهم ما تيسر من الطعام الذي يكون موجودا عند مضيفهم وفي الحديث ان الطعام اتوا به الى الاضياف في محل وجودهم ولم يطلب من الاضياف ان ينتقلوا الى مكان الطعام وفي الحديث ان الاضياف لا يطعمون من الطعام حتى يأذن لهم اصحاب الطعام فقوله هنا اطعموا وفعل امر جاء بعد المنع الشرعي بعدم بجواز ان يأخذ الانسان من مال غيره بدون اذنه وفيها ذا ان الاذن في تناول الطعام او استخدام الحاجيات قد يكون لفظيا وقد يكون ايضا عرفيا. فقال الاضياف اين رب منزلنا؟ فيه سؤال الاضياف عن ريفهم وسبب تغيبه عنهم. فقال عبد الرحمن اطعموا. يعني لا تسألوا هذا السؤال وانما بما يتعلق به عملكم وشأنكم وهو ان تطعموا فقال الاضياف ما نحن باكلين حتى يجيء رب منزلنا وفيه استعمال لفظة رب مضافة الى بعض المخلوقات لمن يكون صاحبا لذلك المخلوق كما قال هنا رب منزلنا وقد يقول رب الشاه رب الغنم رب اي بمعنى انه المتولي شأنها والمتصرف فيها فقال عبدالرحمن اقبلوا عنا قراكم. اي ليكن من شأنكم ان تأخذوا هذا الطعام المعد للأضياء وان تستعملوه اكلا وشربا والا تتوقفوا فيه فانه ان جاء يعني فان الشأن والحال ان ابا بكر اذا جاء ولم تطعموا لنلقينه منه اي يتكلم علينا وسيغظب من فعلنا ولن يرظى علينا فابوا اي رفظ وامتنع الاظياف من تناول الطعام. ورأوا انهم يبقون حتى يأتي مضيفهم قال عبدالرحمن عرفت انه يجد علي. يعني لما امتنع الاضياف عن اكل الطعام وكان ابي قد وصاني ان اقدم الطعام اليهم وهم لم يأكلوا فعرفت انه سيغضب علي وسيكون في قلبه موجدة تجاهي قال وان ابا بكر لبث يعني بقي مدة حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا اطلاق لفظ العشاء للوجبة التي تكون اعداء المغرب قال فتعشى ابو بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث اي بقي مدة حيث صليت العشاء في هذا بيان ان الناس في ذلك الزمان كانوا يقدمون وجبة العشاء على صلاة في العشاء. قال ثم رجع فيه عود الانسان الى بيته بعد صلاة العشاء قال فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله قال عبدالرحمن فلما جاء ابو بكر تنحيت عنه اي ابتعدت عن ابي بكر خشية من ان يضربني او ان يتكلم علي لكون الاضياف لم يأكلوا جراهم وضيافتهم فقال فقالت امرأة ابي بكر لابي بكر ما حبسك عن اضيافك اي الذي اخرك عن هؤلاء القوم الذين ضيفتهم فقال اوما عشيتهم؟ يعني هل قدمتم لهم طعام العشاء؟ وفيه توالي الانسان غيره عن علة فعله كما سألت المرأة ابا بكر وفيه ايضا تفقد الانسان لاضيافه والحرص على ان يعتنى بهم بالعناية الفائقة فقالت المرأة ابوا اي رفظ الاظياف ان يتعشوا حتى تجيء يعني فتتعشى معهم قد عرظوا عليهم يعني ان عبد الرحمن قد قدم الطعام لهم فامتنعوا من اكله فغلبوهم يعني ان الاظياف تغلبوا على عبدالرحمن ابن ابي بكر بعدم تناول الطعام قبل ان يأتي ابو بكر قالت فغلبوهم وابو فغضب ابو بكر لم لم تقدموا الطعام للاضياف؟ هم جائعون هم محتاجون للاكل هم عندهم من الاعمال ما ينبغي ان تبكروا ضيافتهم وقراهم فسبى ابو بكر وقدح فى ابنه عبدالرحمن ومن كان معه لعدم تقديمهم الطعام لهؤلاء الاضياف. وجد دعا الله بقطع ان في من لم يقدم الطعام للأضياف ومن تسبب في تأخر الأضياف في عشائهم وحلف ابو بكر اي اقسم اليمين بالله تعالى الا يطعمه يعني الا يأكل من القراء المعدل للاضياف فحينئذ لما رأت المرأة ان ابا بكر اقسم ان لا يأكل من الطعام. قالت المرأة والله لا اطعم الطعام حتى تطعمه انت فاقسمت المرأة انها لن تطعم الطعام ولن تأكله حتى يطعمه ابو بكر رضي الله عنه قال عبدالرحمن ابن ابي بكر فذهبت فاختبأت اي لجأت الى مكان خفي خشية من ابيه ابي بكر الصديق رضي الله عنه ثم قال ابو بكر يا عبد الرحمن ينادي ابنه فقال عبدالرحمن فسكت اي لم اجبه ولما تكلم معه وما ذاك الا خشية من ابي بكر ان يسبه او ان يضربه وباليمين على عبدالرحمن ابنه قال ان كنت تسمع صوتي لما جئت فلما رأى عبدالرحمن حلف ابي بكر رضي الله عنه اشيع عليه من الحنف خرج عبدالرحمن من مكان اختباءه لان الوقت كان وقت ليل بالتالي لا يرى لي انسان الا اذا عرف بنفسه او كان قريبا فحينئذ اراد عبدالرحمن ابن ابي بكر ان يعتذر من ابيه انه لم يقدم الطعام اليه وقال قد قدمت الطعام اليهم وطلبت منهم ان يأكلوا فامتنعوا. وحينئذ اطلب منك ان تسأل هل ما ذكرت من تقديمي لطعام الظيافة والقرا صحيح او لا؟ فقال صدق فيما ذكر انه قدم الطعام اتانا بالطعام فلم نطعم ننتظرك وفي هذا طلب الشهادة من الاخرين حيث طلب عبدالرحمن من الاضياف شهادتهم. وفي هذا ايضا ابرار الانسان لقسم اخوانه اهل الايمان كما ابر عبدالرحمن قسم ابيه وفي هذا الحديث شهادة الانسان لعلى الحق قوله صدق اتانا به فقال ابو بكر فانما انتظرتموني اي انا اتعجب منكم كيف تركتم الطعام وقد وصيت لكم به فهل هذا من اجل انتظاري وانتم تعلمون اني ذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لاطعم معه ثم قال ابو بكر لاضيافه كلوا لا هنيئا اي انكم لم تقدروا امري لاولادي بان يطعموكم طعام العشاء في وقته. ولذا قال جعلكم الله لا تتهناون بهذا الطعام وهذه الدعوة ليست مقصودة لذاتها. وانما هذه كلمة تجري على السنتهم وقال ابو بكر مقسما بالله تعالى والله لا اطعمه ابدا. فيه جواز قاسم الانسان بالله تعالى لما يعتاده من امور يزاولها وفي الحديث ان اليمين التي تكون عن مستقبل يجوز للانسان ان يكفر عنها بكفارة امين فيتحلل منها. فلما رأى الاضياف ما فعله ابو بكر وسمعوا قسمه ويمينه في عدم اكل الطعام قال لا والله لا نطعمه حتى تطعمه. اي انهم امتنعوا من اكل الطعام حتى يأكل ابو بكر وذلك انهم رأوه قد غضب تغيرت حاله وحينئذ ارادوا ان يمالح حاضيافه بان يأكل الطعام معهم فقال ابو بكر لم ارى في الشر كالليلة اي انني رأيت افعالا واقوالا ليست من الخير بل هي من ضده ثم قال للأضياف ويلكم ما انتم اي ما هي صفتكم؟ ولماذا تفعلون هذا الفعل؟ وتمتنعون من اكل الضيافة المعدة للأضياف لم لا تقبلون عنا قراكم؟ اي طعام الاضياف كأن هذه من الشيطان يقول ابو بكر كأن هذه اليمين التي اقسمت بها وقلت والله لا اطعم كأنها من الشيطان ولذا اراد ان يتحلل من يمينه وان يحنث فيها باكل الطعام ثم يكفر كفارة يمين ثم قال ابو بكر هات طعامك كانه يخاطب ابنه عبدالرحمن رضي الله عنهم قال فوضع يده اي ان ابا بكر بدأ بتناغول الطعام. وفي ذلك ان الانسان اذا اقسم على يمين في عمل مستقبلي ورأى ان خيره خير منه وافضل حالا انه يتقرب الى الله بترك يمينه وتكفير واخراج كفارة يمين عنها قال فوضع يده فقال بسم الله فيه بداءة الاكل بالبسملة وظاهر هذا اللفظ انهم كانوا يبدأون الطعام بكلمة بسم الله بدون لفظة الرحمن رحيم قد وقع خلاف بين الفقهاء بمشروعية الاتيان بهذين اللفظين عند التسمية لاكل الطعام فالجمهور قالوا بانه اقتصروا على البسملة بسم الله واستدلوا باحاديث منها حديث الباب واخرون قالوا لا بأس ان يقول بسم الله الرحمن الرحيم. فان الاحاديث المرغبة في التسمية قبل للطعام عامة تشمل الصيغتين. بسم الله وبسم الله الرحمن الرحيم. قال عبد رحمن فاكل يعني ان اباها ابا بكر الصديق اكلا من هذا الطعام. وفيه ان الاكل يكون بعد التسمية. قال فاكل واكلوا. قال عبدالرحمن وايم الله انه يقسم بالله تعالى ما كنا نأخذ من لقمة الا ربى من اسفلها اكثر منها. ربى اي زاد ونمى يقول اذا اخذنا لقمة من هذا الطعام حينئذ يكثر الطعام ويزداد قال حتى شبعوا اي انهم مع كثرة عددهم كفاهم هذا الين الصغير وهذا الطعام القليل حتى انه لاشبعهم جميعا. وفي هذا علامة من علامات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله الا ربى اي زاد ونمى ما كنا نأخذ من لقمة الا ربى من اسفلها اكثر منها قال حتى شبعوا وصارت اكثر مما كانت قبل ذلك. يعني ان الله نماها وجعل فيها بركة. في ذلك اثبات وجود البركة في بعض المخلوقات ولكن لا نثبت البركة في محل الا لدليل ما بدليل من الشرع واما بدليل او اكثر منها لانها اصبحت اكثر مما كانت عليه قبل ان يأكل منها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. قال ابو بكر لامرأته يا اخت بني فراس وهذه هي القبيلة التي تنتمي اليها. ما هذا؟ اي كيف كان هذا طعام يزداد ولم ينقص منه شيء مع انه قد ورد عليه الاعداد الكثيرة فقالت لا وقرة عيني لهي الان اكثر منها قبل ان يأكل الناس منها. قالت هذا ثلاثة مرات. لتأكيد هذا الكلام فاكل ابو بكر من هذا الطعام ثم قال انما كان ذلك يعني اليمين التي اقسم فيها بترك الطعام انما كان ذلك من الشيطان يعني يمينه ثم اكل من ذلك الطعام لقمة ثمان ابا بكر حمل الطعام الى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله ويستفتيه ذكر ابو بكر انه اكل من ذلك الطعام قال فاصبحت عند اي بقيت عنده حتى الصباح قال وكان بيننا وبين قوم عقد اي هناك معاقدة ما في اول الاسلام او قبل الاسلام والمعاقب قد تكون مبنية على المناصرة والمعاضدة والمراد هنا بالعقد عهد الصلح الذي يكون بين القبائل فانهم متى ملوا الحرب جعلوا بينهم صلحا تقف فيه الحرب مدة معينة قال فمضى الاجل اي انتهى الوقت المحدد في ذلك الاتفاق. قال ففرقنا اثنين عشر رجلا اي انه جعلهم ينقسمون الى هذه مع كل رجل منهم اناس. الله اعلم كم مع كل رجل ويرى انه بعث معهم الى ذلك الطعام قال فاكل هؤلاء فاكل هؤلاء الذين هم ممن جاء الى الصفة او من غيرهم. قال فاكلوا منها اجمعون او كما قال ومع ذلك اشبعتهم مع كثرة عددهم. فهذا فيه شيء من دلالة من دلالة هذه الحادثة على البركة التي وضعها الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وبهذا نكون قد ختمنا كتاب مواقيت الصلاة من مختصر صحيح الامام ام البخاري رحمه الله تعالى ولعلنا في اللقاء الاتي نبتدأ كتاب اذان بارك الله فيكم ورزقكم الله العلم النافع والعمل الخالص والنية الصادقة كما سلوا جل وعلا ان يكون معكم وان ييسر لكم اموركم وان يغفر لكم ذنوبكم وان يجعلكم معانين في كل لما تأتون وما تذرون. كما نسأله جل وعلا لعموم المسلمين التوفيق والسعادة وان يكونوا من اسباب الهدى كما نسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يبارك فيهم وان خير الجزاء وان يثيبهم على ما يقدمونه للاسلام والمسلمين. ومن ذلك ما نشاهده في هذا البيت العتيق بارك الله فيكم وفيهم. وجزاكم الله خيرا. هذا والله واعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين