الحمد لله رب العالمين نحمده جل وعلا ونشكره تفضل علينا بانواع المنن والخيرات ونشكره على فضله واحسانه نسأله المزيد من بره وخيره وفضله وبعد فلقاؤنا في هذا اليوم هو اللقاء الثاني من دراسة رسالتي شرح السنة للامام المزني تلميذ الامام الشافعي رحمه الله تعالى وكنا في لقائنا السابق تحدثنا عن اثبات صفات الله جل وعلا واثبات صفة العلو والاعتلاء على العرش واثبات عموم علم الله لجميع الوقائع كما تحدثنا على مسائل من مسائل القضاء والقدر وفي هذا اليوم باذن الله عز وجل نواصل الحديث في ذلك فقال المؤلف رحمه الله تعالى خلق الخلق بمشيئته من غير حاجة كانت به فهذا يتضمن ثلاثة امور اولها اثبات ان الخلق خلق الله تعالى كما قال سبحانه الا له الخلق والامر وكما قال جل وعلا لهما في السماوات وما في الارض وقوله بمشيئته اي ان ما يقدره الله على العباد هو بمشيئة منه جل وعلا واثبات الارادة الكونية والمشيئة وجاءت بها نصوص كثيرة قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون واما المعنى الاخر فهو اثبات غنى الله عن الخلق وهو لما خلق الخلق لم يكن محتاجا اليهم بل هو غني عنهم بذاته كما قال سبحانه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد متى استشعر العباد ان طاعتهم لهم. وانهم بذلك هم المنتفعون وان الله جل وعلا غني عن طاعة العباد كان ذلك من اسباب استشعارهم لاهمية هذه الطاعات لانفسهم ثم ذكر المؤلف ما يتعلق بالايمان بالملائكة. فقال وخلق الملائكة جميعا لطاعته والمعنى في هذا ان الله جل وعلا قد اوجد الملائكة من العدم كما كان ذلك من امره سبحانه وتعالى وقد جاءت النصوص بالتذكير بالملائكة في مواطن عديدة قال تعالى قال تعالى ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا يا وقال جل وعلا ان الله وملائكته يصلون على النبي وقال سبحانه وتعالى في بيان شيء من وظائف الملائكة تتنزل الملائكة والروح فيما يتعلق بيوم ليلة القدر وهكذا جاءت النصوص باثبات ان الملائكة يطيعون الله تعالى وانهم مستمرون في طاعة الله جل وعلا. وانهم لا يعصون الله سبحانه وتعالى. ما امرهم وانما يقومون بامره سبحانه وتعالى. يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ويفعلون ما يؤمرون قوله هنا لطاعته اي ان الله جبل الملائكة على عبادة الله بمعنى انهم مستمرون عليها لا يعصون الله ما امرهم ولكن الايمان بالملائكة على نوعين النوع الاول ايمان اجمالي بان نؤمن بان لله ملائكة سيارة. بان نؤمن ان هناك خلقا هم الملائكة خلقهم الله لطاعته وهناك نوع من اخر من انواع الايمان بالملائكة الا وهو الايمان التفصيلي بمن فصل الله احواله هم من الملائكة والتفصيل على نوعين تفصيل بالاسماء فان هناك ملائكة سماهم الله جل وعلى فنؤمن بهؤلاء الذين سماهم الله سبحانه وتعالى فمن هؤلاء الملائكة جبريل فان الله قد سماه في مواطن من كتابه فنؤمن بان لله ملك كان اسمه جبريل وهكذا بقية من سماهم الله فسمى الله خازن النار. لقوله وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك. فنؤمن بذلك قال تعالى قل من كان من كان قال جل وعلا من كان يؤمن بالله واليوم الاخر والملائكة وهنا ايمان اجمالي بالملائكة وقال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين فسمى الله جبريل وسمى الله ميكائيل والنوع الثاني من انواع الايمان التفصيلي بالملائكة الايمان الملائكة الذين اوكل لهم بعظ الملائكة بعض الاعمال. فمن ذلك ان الله سبحانه وتعالى اوكل ملائكة بقبظ الارواح فنؤمن بان لله ملائكة يقبضون ارواح بني ادم وكما قال تعالى جاءت رسلنا يعني جاءتهم رسلنا يتوفونهم وهكذا نؤمن بان هناك ملائكة يحملون العرش وانهم يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرونه للذين امنوا وكذلك نؤمن بان هناك ملائكة يشتغلون بتحميد الله وتقديسه. وهناك ملائكة يقومون ايصال الرسالة من الله لعباده. كما قال الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وآآ بعض الملائكة يوكل الله اليهم تدبيرا امور ما في الكون ويكون من شأنهم انهم يقومون بذلك كما في قوله تعالى والمرسلات عرفا صفاته عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالمدبرات امرا فهؤلاء ملائكة وكل اليهم بعض مهام تدبير اشياء في الكون ومما ذكره المؤلف فيما يتعلق بقضايا المعتقد التذكير بخلق ادم فان الله تعالى قد خلق ادم بيده وكما قال تعالى لابليس لما قال لم خلقت بيدي واراد بهذا خلق ادم عليه السلام وفي هذا اثبات صفة اليدين له سبحانه وتعالى قال جل وعلا مذكرا بخلقه للملائكة لادم. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا وتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك من الامور التي نعتقدها ان الله تعالى اسكن ادم اول ما خلقه الجنة كما قال تعالى واذ واذ قال واذ قلنا للملأ واذ قلنا للملائكة واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة الى ان قال واذ قال ربك واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا لا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة. وكلا منهار غدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين وقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة ادم في مواطن عديدة من كتابه فمن ذلك انه ذكر هذه القصة في اوائل سورة البقرة لان سورة البقرة تتحدث عن الهداية وتتحدث عن طرق عبادة الله سبحانه وتعالى. ولذلك في اول هذه السورة قال جل وعلا ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وقال في قصة ادم فاما يأتينكم مني هدى وذكر الله جل وعلا قصة ادم وخلقه وما كان بينه وبين ابليس في سورة الاعراف وذلك لان هذه السورة تحدثت عن اللباس وتفضل الله على العباد بان يسر لهم اللباس الذي يغطي عوراتهم ثم ذكر في قصة ادم ان ابليس وقومه يرونكم من حيث لا ترونهم وذكر انه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما وذكر الله جل وعلا قصة ادم ايضا في سورة الاسراء وفي سورة الكهف وفي سورة صاد وذلك لان ادم ابو البشر فيتعظ الانسان بما جرى على ابيه عندما اطاع عدوه الشيطان وآآ سارة على تسويل عدوه غره عدوه الشيطان بما القاه بين يديه من انواع الطمع بالخلود في الجنة وظاهر هذا الكلام ان الجنة التي كان فيها ادم هي جنة عدن مما يدل على ان الجنة موجودة الان وانها ليس وجودها في يوم القيامة فقط بل هي الان موجودة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الاحاديث فيها انه رأى في منامه الجنة ورأى في مقامه في الصلاة الجنة والنار ولما خلق الله ادم خلقه وهو يعلم وهو سبحانه يعلم بانه لن يمكث طويلا في الجنة وانه سينزل للارض ولذا قال في الاية واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة فمعناها انه لما خلق الله ادم خلقه ليسكن في الارض ولكنه فظله اول امره بان يكون في الجنة يكون ذلك من الكرامة له ثم وينزله الله تعالى بعد مخالفته للامر واكله من الشجرة قال ونهاه عن شجرة قد نفذ قظاؤه عليه باكلها فالله تعالى نهى ادم عن الاكل من الشجرة والمراد بالنهي الطلب الجازم بترك الفعل وهذا يدل على ان النهي يفيد التحريم فاذا جاءت صيغة من صيغ النهي وجب على العباد ان يتركوا ما نهوا عنه وقضاء الله نافذ واخراج ادم من الجنة مصيبة والعباد تقدر عليهم مصائب ومن ثم لا يلومن لائم ادم بانه السبب في خروج ادم وذريته من الجنة. فابتلاه الله بما نهاه عنه من الشجرة التي امر بتركها ونهي عن الاكل منها ثم سلط الله ابليس وهو عدو لادم على ادم فاغواه اي ابعده عن الهدى وجعله يأكل منها وكان ذلك بان سول له ان بقاءه وخلوده في الجنة انما يكون باكل هذه الشجرة وهذا فيه التفات لامرين. الامر الاول ان العبد ينبغي به ان يفكر في اخرته فان النعيم العظيم هو الذي يناله العبد في الاخرة وبالتالي فكون العبد يقدم على شيء مما لا ترغبه نفسه لكن فيه طاعة الله جل وعلا هو العقل وهو الذي يتوافق مع امره سبحانه والامر الثاني التذكير بان النفس وان انخدعت في ظنها ان نعيمها في المعصية الا ان الامر ليس كذلك بل نعيم العباد في الدنيا بطاعة الله لا بمعصيته فادم عندما اكل من الشجرة ظن انها سبب الخلود. فيظن ان المعصية هي سبب للخير والنعيم في الدنيا. فكان هذا الظن الخاطئ اورثه ضد النتيجة التي كان يريدها. فنزلت عليه العقوبة بان تم اخراجه من الجنة فكان اكل ادم من هذه الشجرة سبب اخراجه من الجنة. وسبب نزوله الى الارض في الدنيا ادم قد قدر عليه ذلك والله جل وعلا قد علم ان ادم سينزل الى الارض وانه سيأكل من هذه الشجرة ولذا كان ما وقع على ادم ليس خارجا عن قدرة الله سبحانه وتعالى. ولا عن قدره ومن هنا نعلم ان المعاصي خلق لله جل وعلا. وقعت بمشيئة كونية منه سبحانه فلا يفعل العبد ما يخالف القدر ولا ما يخالف مشيئة الله فان قال قائل كيف يعذب الله العبد على فعل شاه سبحانه وقدره على العبد وخلقه من فعل العبد فيقال حينئذ بجوابين الجواب الاول ان للعبد مشيئة وله اختيار كامل. وهو قادر على الاقدام على الفعل. كما انه قادر على الاحجام عنه ولذا كان مؤاخذا بافعاله فلو كان لا ارادة له في الفعل لكان مكرها. والمكره لا يؤاخذه الله تعالى الجواب الثاني من الجوابين في هذا ان العبد مملوك لله سبحانه وتعالى لا والمملوك لله يتصرف فيه بما شاء. من تعذيبه وتنعيمه الجواب الاول هو جواب اهل السنة في الرد على القدرية من المعتزلة ومن وافقهم ممن ينفون تعلق القدر بافعال بني ادم ويقولون بان العبد يخلق فعل نفسه مخالفين بذلك قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون الجواب الثاني هو جواب الاشاعرة وهو جواب فيه ما في اصل الجواب الصحيح لكن حصر لكن حصر ذلك على هذا الجواب حصر خاطئ. فان الله لا يعذب عبدا من العباد الا اذا اذا كان عنده سبب لذلك العذاب. فان الله رحيم. فلا يعذب احدا من العباد الا بعد ان يقيم الحجة كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ولا يعذب الله جل وعلا عبدا وهو شاكر لله. كما قال تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرت توم وامنتم وكان الله شاكرا عليما. ولذا فان الصواب في هذا ان يقال بان ان ما وقع على العبد من المصائب عائد الى نفسه كما قال وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم. وكما قال سبحانه او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها؟ قلتم ان هذا قل هو من عندي انفسكم ثم ذكر الله جل وعلا ما يتعلق بذريته فان الله قد جعل لادم ذرية يتناسلون من بعده وجعل هؤلاء الذرية ينقسمون الى مؤمن وكافر. كما قال هو الذي خلقكم من تراب فمنكم كافر ومنكم مؤمن. وكما قال تعالى هل اتا على الانسان حين من الدار لم يكن شيئا ام مذكورا انا خلقناه من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيل اما شاك جبن واما كفورا. انا اعتدنا للكافرين الى ان ذكر الله جل وعلا عقوبة تلاسل واغلالا وسعيرا. وعقوبة ونعيم الابرار. وما اعده الله لهم من النعيم ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ومن هنا نعلم ان الله قد قسم بني ادم فمنهم المؤمن ومنهم الكافر وجعل للمؤمنين الجنة يكرم بها اولياءه. لكنهم عاملون بمشيئة من الله وبقدر من الله واعمالهم مخلوقة لله جل وعلا فهم ينفذون امره سبحانه وتعالى. فالمؤمنون يسيرون على مقتضى الامر الشرعي موافق لدين الله ويسيرنا ايضا على مقتضى الامر القدري واما الكافرون فانهم ساروا على مقتضى الامر القدري الكوني ولم يسيروا على مقتضى الامر الشرعي فكانوا فكانوا مستحقين للعقوبة فقال المؤلف وخلق من ذريته يعني من ذريتي ادم للنار اهلا يعني اناسا يكون من اهليته من يكونوا من اهل النار وفخلق لهم اعينا وهم يشاهدون بها المرئيات لكنهم لا يبصرون بها حقائق الاشياء. وجعل لهم لكن هذه الا اذان يسمعون بها ظواهر الالفاظ ولكنهم لا يسمعون بها حقائق الحجج والبراهين التي تلقى عليهم وهكذا لهم قلوب هذه القلوب لا تعقلوا الحق الذي يوجه اليهم. ولذا قال ولهم قلوب لا يفقهون بها وحينئذ نعلم ان هؤلاء وان ملكوا الادوات الظاهرة لكن لم ينتفعوا بها الانتفاع الحقيقي الاعلى المتعلق بها ولذا قال تعالى عن اهل النار وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ما كنا في السعير فانظر كيف اتى لهم بهذين الطريقين الاول طريق السمع فانهم وان سمعوا الحجج لكنهم لم يتعظوا بها ولم يتفكروا فيها ولم يتأملوا فحينئذ لم ينفعهم سماعهم ولهم قلوب تفكر لكن تفكيرها لم يكن في الاساس التي خلقوا من اجلها. وانما تفكروا في معايشهم الدنيوية ولذا قال تعالى ولقد رأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها. ولهم اذان لا يسمعون بها. اولئك كالانعام بل هم اضل الانعام من الابل والبقر والغنم لهم ابصار يشاهدون بها المرئيات ولهم اسماع يسمعون بها ما حولهم من الاصوات لكنهم لا يميزون هذه الاصوات وبالتالي كان انتفاعهم باسماء وابصارهم قليلا. فهكذا حال هؤلاء الذين ذراهم الله لجهنم فلهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها. ولذلك فهم عن الهدى محجوبون فلم يستجيبوا لداعي الهدى ولذلك لما ذكر الله في سورة البقرة تقسيما الناس الى مؤمنين والى كفار ومنافقين قال مؤمنين اولئك على هدى من ربهم واولى هم المفلحون حينئذ نعلم بان هؤلاء الكافرين لم يهتدوا بهدى الله ولم يسيروا الا طريقة انبياء الله. ولذا قال تعالى انك لا تهدي من احببت وقال سبحانه يهدي من يشاء يهدي من يشاء ومن هنا كان من شأن العقلاء ان يتأملوا في دعاء الله بالهداية فانك في صلاتك في الفرائض تدعو الله بهذه الدعوة العظيمة اهدنا الصراط المستقيم فينبغي بك ان تتأملها وان تفكر فيها وان تعلم ان نجاتك تكون باستجابة الله لك في هذه الدعوة العظيمة. اهدنا الصراط المستقيم وآآ جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على اصحابه فاذا بهم يتمارون ويتجادلون في بعض امرهم فارشدهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يقولوا اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاوي الى صراط مستقيم ومن هنا على الانسان ان يستشعر عظم هذه الدعوة الطلب من الله ان يهديه الى الحق والهدى قال تعالى ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم فيسأل العبد ربه ان يهديه لما فيه صلاح امره وما فيه سعادته وما فيه نجاته وما فيه العاقبة الحميدة له في الدنيا والاخرة ثم تكلم المؤلف رحمه الله تعالى عن الايمان فقال والايمان قول وعمل والايمان قول وعمل يعني ان للايمان اركانا هي جزء من اجزائه فالاقوال هي جزء من اجزاء الايمان. والاعمال جزء من اجزاء الايمان ولذا سمى الله تعالى وسمى نبيه بعض الاعمال ايمانا ومن ذلك قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم فان هذه الاية نزلت فيما يتعلق الصلاة التي صلوها الى بيت المقدس وقد قال تعالى كنتم خيرا قال تعالى في كتابه العزيز وقد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فول وجهك الشطر المسجد حرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وقد ذكر جل وعلا في الاية التي قبلها ان الصحابة لما نزل عليهم توجيه القبلة الى جهة الكعبة. قال قائلهم اخواننا قد ماتوا ولم يصلوا الى الكعبة. وكانت صلاتهم الى بيتي المقدس حينئذ ظنوا ان صلاتهم الاولى قد ضاعت ومن هنا قال تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. ولله المشرق والمغرب يهدي من يشاوي الى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من الرسول ممن ينقلب على عقبيه. وما كان الله ليضيع ايمانكم. يعني صلواتكم صليتموها الى بيت المقدس ومثله في قوله تعالى ولا يحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر فسمى بيان المرأة للحمل المرأة المطلقة للحمل الذي في بطنه ها من الايمان قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر. وقال جل علاوة على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فجعل التوكل من الايمان وهكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فجعل المحبة جزءا من اجزاء الايمان فان قال قائل هل معنى هذا ان الايمان يظيع تركها بترك احد بهذه الاعمال قيل لا يعني ذلك كما ان الاصابع اجزاء من الانسان ولا يعد ولا يفقد الانسان انسانيته بفقده لهذه الاصابع. لكن الاصابع جزء من اجزاء الانسان فان قال قائل هل العمل شرط كمال في الايمان او شرط صحة الى هذا السؤال خطأ لماذا؟ لان الشروط اشياء خارجة عن الماهية اشياء خارجة عن الماهية فمثلا الصلاة يشترط لها الوضوء الوضوء هل هو جزء من اجزاء الصلاة؟ نقول لا فهو شرط والشرط خارج عن الماهية. وانما اركان الصلاة هي التي هي اجزاء فيه كالركوع والسجود والجلوس ونحو ذلك فهكذا فيما يتعلق بالايمان فالعمل والقول هذه اركان من اركان الايمان واجزاء من اجزائه وليست شروطا له اذ لو كانت شروطا لكانت خارجة عن ماهيته وهي اجزاء منه وحينئذ نضرب مثلا يتضح به حال الايمان. فالايمان بمثابة الشجرة لها اصل ولها فروع ولها اغصان ولها اوراق. بعضها يكمل بعض فمتى استكملها الانسان استكمل هذه الاشياء كمن كالشجرة التي تستكمل اجزاءها واذا نقص منه شيء حصل منه بمقدار ذلك النقص ذهاب بعض ما هي فان قال قائل بانه قد ورد في ايات كثيرة عطف العمل على الايمان ومن القواعد ان العطف يقتضي المغايرة قيل اولا القول بان العطف يقتضي المغايرة خطأ وانما يقتضي عدم المطابقة يقتضي عدم المطابقة. وفرق بينهما فعدم المطابقة تشمل ما لو كان ما لو كان جزءا من اجزائه ولهذا مثلا تقول بان يد الانسان يد الانسان ليست هي الانسان ولكنها جزء منه ولذا صح ان تعطف اليد على الانسان ومن هنا فان عطف العمل على الايمان هو من عطف الجزء على اصله وعطف الجزء على اصله وارد وفي كتاب الله في مواطن. قال الله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان. الرمان فاكهة وليس بفاكهة فاكهة ومثله في قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال جبريل وميكال من الملائكة اوليسوا من الملائكة؟ من الملائكة ومع ذلك عطفهم عليهم. فاذا العطف اقتضي عدم المطابقة ولا يقال بانه يقتضي المغايرة اذا تقرر هذا فانظر لسورة العصر حيث قال الله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات عطف عمل الصالحات على الايمان وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر والتواصي بالصبر جزء من التواصي بالحق والتواصي بالحق جزء من اجزاء العمل الصالح والعمل الصالح جزء من اجزاء الايمان وبالتالي لا اشكال في مثل هذا وفي ومثله في قوله تعالى في سورة البقرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فعطف اقامة الصلاة وايتاء الزكاة على العمل الصالح وهيا من اجزائه فدل هذا على انه لا يصح ان يقول احد بان عطف العمل الصالح على الايمان يقتضي ان العمل لا يدخل في مسمى الايمان قال المؤلف والايمان قول وعمل وهما سيان يعني كلاهما يدخل في مسمى الايمان ونظامان فهما ينضم بعضهما الى بعض في تكميل مسمى الايمان. وقرينان. فلابد من قول ولابد من عمل. لا نفرق بينهما يعني بين القول وبين العمل في كون كل منهما اجزاء من اجزاء الايمان ثم قال لا ايمان الا بعمل كما قال جل وعلا قل اطيعوا الله والرسول. فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. ولا عملا الا بايمان. لو صلى انسان هو غير مؤمن لم يقبل منه لم تقبل منه هذه الصلاة قال والمؤمنون في الايمان يتفاضلون اي اهل الايمان ليسوا على رتبة واحدة في ايمانهم بل هم متفاضلون يزيد بعضهم على بعض في الايمان فايمان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يماثله ايمان احد من امته ولذا قال صلى الله عليه وسلم انا اعلمكم بالله واخشاكم له وقد قال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته سادتهم ايمانا ومن مقتضى زيادة الايمان ان يكون الناس متفاوتين في الايمان ومثله في قوله تعالى فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا الى ايمانهم فدل هذا على ان الايمان يزيد وينقص وان الناس متفاوتون فيه ومن هنا لا يصح للعبد ان يقول ايماني كايمان ابي بكر وعمر وانما ليعرف كل مقدار نفسه هذا هذه الزيادة والتفاضل قد تكون في المعتقد فهناك من يكون اعتقاده بالله اعظم بحيث يكون يقينه بالله اكثر فهو مطمئن لوعد الله حسن الظن به سبحانه وتعالى بينما هناك من يكون عنده شيء من التردد وشيء من عدم اليقين وقد ضرب الله مثلا في هذا في سورة الاحزاب فان اهل الايمان ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله. فعندهم ايمان كامل ويقين بينما اهل النفاق ذكر الله جل وعلا انهم كانوا اذا كانوا يودون لو كانوا للاعراب وبين ان عندهم من ضعف اليقين ما يتناسب مع احوالهم. وهكذا يتفاضل الناس في مقدار الاعمال التي يؤدونها ومن هنا على الانسان ان يلاحظ اعماله ليكون ذلك من اسباب زيادة ايمانه وعلى الانسان ان يكون من ممن جعل قلبه معلقا بالله ليزداد ايمانه كيف نعلق القلب بالله نعلقه بالخوف منه سبحانه ولذا ذكر الله تعالى ان من الناس من يخاف من الله ومنهم من يخاف غيره. كما قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ومن هنا على العبد ان يستحضر هذا المعنى ويجعل خوفه من الله جل وعلا. وهو مقام عظيم. ينبغي بنا ان نتأمله نتفكر فيه واذكركم في هذا بقصة موسى عليه السلام حيث ذكر الله فيها عددا من مواطن الخوف فهذه امه لما ولدته خافت عليه فجاءها الوحي بان تمسكه ولا تخف عليه من فرعون وقومه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم فالقيه في اليم. يلتقطه عدو لي وعدو له. فحينئذ نجاه الله تعالى. وانظر الى مقام الخوف في قصة موسى في سورة القصص في مواطن عديدة ولذا فان من قمة الايمان ان يكون خوفك من الله وحده وتعلم ان العباد لا يمكن ان يخرجوا عن قدر الله شعرة ولاءملة هل يستطيع احد من الخلق ان يتجاوز قدر الله فيك والله لا يستطيعون انما الله هو الذي يسلطهم وساضرب لكم مثلا قد تستغربونه تخافون من الذئب ها اخطأتم هل يمكن ان يفترسكم الذئب بدون قدر من الله فحين اذ ليكن من شأنك ان تخاف من الله ان يسلط عليك الذئب ليزداد ايمانك بذلك وهكذا في باب الرجاء في باب الرجاء. ليكن رجاؤك معلقا بالله وحده لو قدر ان عند احد من العباد شيء من الامور الدنيوية التي تحتاجها هل يتمكن من ايصال ذلك بدون قدر من الله؟ هل يتمكن من اعطائك ما بين يديه بدون قدر من الله وتصريف منه سبحانه. ولذا ليكن رجاؤك معلقا في الله تعالى ولكن هناك معاني قد تعلق بغير الله لله مثال ذلك في المحبة والطاعة فحينئذ انت تحب الله وتحب من يحب الله لماذا؟ لانك قد علقت محبتك وجعلتها كلها لله. ومثله في باب الطاعة فانت تطيع الله وتطيع من امرك الله بطاعته بخلاف موضوع الخوف والرجاء فالعاقل من يجعل خوفه كله من الله ورجاه كله لله سبحانه وتعالى ثم قال وبصالح الاعمال هم متزايدون وكما يقال ذلك في الايمان وان الناس يتفاضلون فيه كذلك في الكفر فاهل الكفر ليسوا على درجة واحدة في كفرهم بل هم متفاوتون. لماذا؟ لانه كما ان الايمان يزيد فكذلك الكفر يزيد كما قال تعالى ان من نسيء زيادة في الكفر وقال تعالى ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ومثله في قوله ان الذين كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم واولئك هم الضالون اتضح هذا عندكم فيه اشكال هذه المسألة كانت من اعظم اسباب كثير من الفرق وبسببها سفك الدماء وانتهكت محارم. فانتبهوا لها فالخوارج قالوا الايمان رتبة واحدة وبالتالي اذا نقص الشيء من الايمان خرج الانسان من دين الله ولذا كانوا يكفرون بي المعاصي والذنوب ومن هنا استحلوا دماء الخلق بسبب ذلك ولا زلنا نشاهد اثار هؤلاء الى عصرنا الحاضر في استحلال ادي ما من هذا الباب قال ولا يخرجون يعني ان المؤمنين لا يخرجون لا يخرجون بالذنوب من الايمان المعاصي والذنوب تنقص الايمان لكنها لا تزيله بالكلية فان قال قائل ان النصوص قد نفت الايمان عن بعض اهل المعاصي كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ومثله في قوله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه قيل بان الايمان يطلق مرة ويراد به كمال الايمان ومرة يطلق ويراد به ادنى درجات الايمان فانتفاع الايمان الكامل لا يعني انتفاء الايمان بالكلية لا يعني انتفاء الايمان بالكلية. فنفي الايمان في هذه النصوص يعني نفي الايمان الكامل امل وليس المراد به انتفاء الايمان بجميع درجاته وهذا ما يقال عنه الايمان المطلق ومطلق الايمان فمطلق الايمان ادنى درجة من درجات الايمان العاصي لا ينتفي عنه مطلق الايمان وانما ينتفي عنه الايمان المطلق الذي هو كمال درجات الايمان ولذا كان من شأن معتقد اهل الحق انهم لا يكفرون بفعل المعصية ولا بفعل الذنب وكان من شأن اهل الايمان الا يشهدوا لاحد بجنة او نار الا يشهدوا لاحد بجنة او نار الا من شهد له النص مثل من مثل النبي صلى الله عليه وسلم والعشرة المبشرين بالجنة وعكاشة وجماعة من الصحابة بلال رضي الله عنه نشهد له بالجنة فهؤلاء لماذا شهدنا لهم بالجنة؟ لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد لهم بالجنة. غيرهم نقول نرجو للمحسن الاحسان ولا نجزم له بجنة فهذا هو رأي جماهير اهل الاسلام هناك من قال باننا نشهد بالجنة لمن غلب على ظننا انه كذلك واستدلوا عليه بما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال وجبت ثم مروا عليه بجنازة فازنا فاثنوا عليها شرا فقال وجبت فقالوا يا رسول الله ما وجبت؟ قال هذه اثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة وهذه اثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار ولكن هذا لا يقتضي ان نجزم على ان نجزم لشخص بعينه بجنة او نار وانما نرجو للمحسن ان يحسن الله اليه ونحن لا نعلم بخفايا الامور وما الذي يختم به للعبد وهنا قضية وهي ان بعض الناس يظن ان عدم دخول لانسان الجنة اول امره. يعني خلوده في النار واظحة المسألة هناك طوائف ممن يكفرون بالذنوب يقولون من دخل النار ابتداء بقي فيها. ولا يخرج منها ابدا. لماذا؟ قالوا لانه لم يدخل النار الا لمعصيته معصيته مكفرة له فيبقى في النار ابد الاباد ولذا انكروا حديث الشفاعة. انكروه حديث الشفاعة. وكان منهم الجفاء قسوة لاهل المعاصي حتى انهم استباحوا دماءهم بينما اهل السنة والجماعة وهم ارحم الخلق بالخلق يرحمون هؤلاء العصاة ويرون انهم مساكين باقدامهم على هذه المعاصي. فيرحمونهم ويتقربون الى الله بالاحسان اليهم ولو كانوا اهل معصية ومن الاحسان دلالتهم وارشادهم ونصيحتهم وبذل المعروف معهم والقيام في حوائجهم يتقربون بذلك لله تعالى. لانهم يرون ان هذا المذنب لم يخرج عن دائرة الاسلام بالتالي يطبقون عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة اخيه فالله في حاجته والله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه يقولون بذلك انطلاقا من النصوص التي تثبت الايمان والاسلام باهل الذنوب فمثلا من اعظم الذنوب القتل والاقتتال وانظر لقوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا. فاثبت لهما اسم الايمان مع وجود اقتتال بينهما فلما يأتيك خارجي فيقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال قد قال في الحديث لا ترجعوا بعدي كفارا. يضرب بعضكم رقاب بعض. قلنا هذا الحديث ليس المراد به كفر المخرج من الملة. ولذا لم يعرفه واتى به منكرا يدل على هذا هذه الاية وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. الى ان قال انما مؤمنون اخوة فاثبت لهم اسم الايمان واثبت لهم الاخوة الايمانية ومثله في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى. فمن عفي له من اخيه شيء فجعل القاتل اخا للمقتول فان قال قائل بانه قد وردنا في النصوص ان هؤلاء القتلة يدخلون في النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل اولا لا يراد بهذا الحديث الخلود في نار جهنم فان الخلود انما يكون لي اصحاب الشرك الذين لم يلتزموا بتوحيد الله ولم يقروا لنبيه بالرسالة والامر الثاني ان هذا الحديث وما ماثله يقيد بنصوص اخرى تثبت ان الله قد يشاء مغفرة الذنب لهؤلاء وانه قد يعفو عنهم ويدخلهم الجنة ابتداء ولذا اثبتنا الشفاعة كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتي شفاعتي لاهل الكبائر من امتي وبهذا نعلم ما دلت عليه النصوص في هذه الابواب وما كان منها فيما يتعلق بتقرير هذه المسائل الشرعية بارك الله فيكم ووفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه ان يكون معنا مؤيدا على الحق هاديا للحق مرشدا له ونسأله جل وعلا ان يغفر للجميع ذنوبهم وان يتجاوز عن سيئاتهم ونسأله سبحانه ان يجعلنا من اهل الجنان وان يرفع درجاتنا في تلك الدار وان يعيدنا الى دار الى الدار الاولى التي اسكنها ادم عليه السلام. كما نسأله جل وعلا امنا في اوطاننا ورخاء في معيشتنا ومحبة لك في قلوبنا ونسألك ان تجعلنا متآلفين متحابين متعاونين كما نسأله جل على ان يوفق ولاة امور المسلمين للخير والهدى وان يجعلهم من اسباب الصلاح والتقى ونسأله جل وعلا ان يوفق ولاة امرنا في هذه البلاد وان يجزيهم خير الجزاء على ما ييسرونه للحجيج والمعتمرين من امور حجهم كما نسأله سبحانه انا ان يتولى الجميع بعنايته هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين