لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يسبغ عليكم نعمه وان يبارك فيكم وان يجعلكم من اهل جنة الخلد كما نسأله سبحانه ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا ونية خالصة نسأله جل وعلا ان يصحح جميع شؤوننا واحوالنا وبعد فنواصل في قراءة عقيدة الامام المزني تلميذ الامام الشافعي رحمة الله عليهما في كتابه شرح السنة قال رحمه الله تعالى ثم هم بعد الضغطة في القبور مسائلون اي ان الناس في قبورهم يسألون وجاء في الحديث ان الناس يسألون عن ثلاث مسائل ما من ربك وما دينك ومن نبيك ولهذا فان هذه المسائل الثلاثة تنطلق منها اصول هذا الدين الاصول الثلاثة ثم قال وبعد البلاء منشورون. اي انهم يبعثون يوم القيامة وتعود اليهم اجسادهم ويؤمر البحر والبر بجمع ما فيها من اجساد بني ادم ويوم القيامة الى ربهم محشورون اي ان الناس يحشرون في ذلك اليوم وسمي ذلك اليوم بيوم القيامة. لان الناس يقومون من قبورهم من اجل البعث والحشر والحساب لدى العرض عليه محاسبون. بحضرة الموازين ونشر صحف الدواوين ثم قال واهل الجنة يومئذ في الجنة ينعمون اي ان الله جل وعلا يدخلهم الجنة كما قال تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. والباء هنا باء السببية اي بسبب ما كنتم تعملون. وليست الباء فالمقابلة التي تعني تساوي ما يؤديه الناس مع النعيم الذي يتفضل به رب العزة والجلال ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد عمله الجنة. قيل ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني برحمة منه وفضل ورحمة الله لها سبب قد اخبر الله جل وعلا بشيء من نعيم اهل الجنان في كتابه العظيم في مواطن من هذا الكتاب اب ولذا على الانسان ان يتقرب الى الله جل وعلا ببذل الاعمال الصالحة التي تكون سببا من اسباب رحمة الله له ليكون من اهل الجنة ثم قال فهم حينئذ الى ربهم ينظرون فمن ما دلت عليه النصوص ان اهل الايمان يرون ربهم يوم القيامة وقد جاء ذلك في ايات من كتاب الله جل وعلا فقد قال سبحانه وتعالى عن الفجار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. ففهم من هذا ان الابرار لا يحجبون عن رؤية الله جل وعلا وقال تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وقال سبحانه للذين احسنوا الحسنى وزيادة قد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة برؤية رب العزة والجلال قد قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر وآآ حينئذ نؤمن بذلك فان قال قائل بان الله تعالى قال لموسى انك لن تراني ولن تفيدوا النفي المؤبد قيل بان قولكم بان لن تفيد النفي المؤبد خطأ فان الله قد قال ولن يتمنوه ابدا بما قدمت ايديهم يعني انهم لن يتمنوا الموت ومع ذلك في يوم القيامة يقولون يا مالك ليقضي علينا ربك. فدل هذا على ان لن ليست في المؤبد كما زعموه. وانما هي متعلقة بالحياة الدنيا فان قال قائل بان الله جل وعلا قد اخبر بانه لا تدركه الابصار. قيل بانه يوجد فرق بين الرؤية والادراك ولذا قال المؤلف لا يمارون في النظر اليه ولا يشكون اي لا يوجد عندهم مرى ولا جدال ولا عندهم تردد في اثبات رؤية الله تعالى ووجوههم بكرامته ناظرة. اعينهم بفظله اليه ناظرة في نعيم دائم مقيم وذلك ان اهل الجنة يخلدون فيها ابد الاباد. لا ينقطع نعيمهم لا يمسهم فيها نصب يعني تعب لا يلحقهم تعب فيما يؤدونه من اعمال وما هم منها بمخرجين. بل هم باقون فيها ابدا الاباد اكلها دائم وظلها. تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار وفي مقابل اهل الايمان الكفار والفجار وهؤلاء يحجبون عن رؤية الله تعالى و يجعلون في النار تسجر بهم نار جهنم نار وقودها الناس والحجارة وبالتالي فان النار تسجر بهم. كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذولوا العذاب ويقال لهم لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون فنثبت لله انه يغضب وانه يسخط على الكفار انطلاقا من هذه النصوص قد قال تعالى عنهم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفورا حينئذ نذكر بان الناس على ثلاثة اصناف يوم القيامة. منهم من يدخل الجنة ابتداء آآ ويخلد فيها ومنهم وهم المؤمنون الموحدون الطائعون المتقون ومنهم من يدخل النار ابتداء ويمكث فيها ولا يخرج منها وهم الكافرون ومنهم من يدخلوا النار اول امره ثم بعد ذلك ينقل الى الجنة. وهم المؤمنون الموحدون الذين عندهم ذنوب ومعاصي ولم يغفر الله لهم فالناس على هذه الى اصناف الثلاثة. وبهذا نعلم ان اهل الكبائر ينسبون الى الايمان. وهم من اهل الاسلام ولا يصح لنا ان نحكم عليهم بانهم من اهل النار ولا يجوز ان يقال عنهم بانهم في منزلة بين الكفر والايمان. بل هم موحدون مسلمون ولكن ايمانهم ليس الايمان الكامل ثم بعد ذلك من قواعد اهل السنة والجماعة التي تنطلق من نصوص الكتاب والسنة الطاعة لاصحاب الولاية يجعلون الطاعة للولاة من عبودية الله تعالى. يتقربون بها الى رب العزة والجلال. لان الله قد امرهم بذلك. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويل الى وجاءت النصوص النبوية الكريمة عن النبي صلى الله عليه وسلم تؤكد على هذا المعنى فتأمر السمع والطاعة. قال صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره وعلى اثرة عليه. يعني لو حصل نقص من نوعه في امور الدنيا فان هذا لا يزيل الطاعة التي امر الله بها لولاة الامر وهكذا لو قدر ان صاحب الولاية ووجد منه ظلم فان ذلك لا يعني ارتفاع واجب السمع والطاعة. فقد قال صلى الله عليه وسلم على المرء المسلم السمع والطاعة فيما كب وكره وقال صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم اسمع واطع لامامك وان اخذ مالك وظرب ظهرك كما اخرجه الامام مسلم في صحيحه والناظر في ذلك يجد ان مصلحة العباد تتحقق بهذا المعنى. فان الناس كان لهم ولاية وكانوا يسمعون ويطيعون لها انتظمت امورهم واستقرت احوالهم وكما فقال ابن المبارك لولا السلطان لم تأمن لنا سبل ولكان اظعافنا نهبا لاقوانا والناظر في تاريخ الامم يجد انه اذا كانت هناك ولاية مستقرة يسمع الناس لها يطيعون استقرت احوالهم كان ذلك من اسباب صيانة الدما وحماية الاعراض وعدم انتهاك الحرمات. وكان هذا من اسباب حفظ الاموال ومن اسباب انتماء تنامي احوالي الناس فين كان من صاحب الولاية شيء يكرهه الناس ولا يرظونه فهذا لا يعني ارتفاع السمع والطاعة فان كون صاحب الولاية يقع منه مخالفة للشريعة لا يعني جواز ترك طاعته متى امر بما لا يخالف امر الله جل وعلا ومن هنا كان مما قررته هذه الشريعة ان على المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره ومن الامور التي يؤكدون عليها في هذا الباب انه اذا امر بمعصية فانه لا يطاع في ولكن هذا لا يتخذ ذريعة الخروج عليه او انتهاك الولاية باي عذر. ولذا كان من قواعد اهل السنة ترك الخروج على اصحاب اية عند تعديهم وجورهم. بل يرون ان ذلك لا ينفي واجب السمع والطاعة لهم بما يترتب على ذلك من موافقة الشرع وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر والسمع كما قال كيف بكم اذا كان عندكم ائمة يؤخرون الصلاة. فقال قائل فلا ننابذهم بالسيف؟ قال لا. ما اقاموا الصلاة وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال من رأى من اميره شيئا يكرهه فلا ينزعن يدا من طاعة فان من نزع يدا من طاعة اتى يوم القيامة ولا حجة له قد قال صلى الله عليه وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية الناظر في احوال الناس يجد انهم عند عدم انتظام امور الولاية يقع من المظالم التي ظالموا بها الناس الشيء الكثير. فاذا كان لهم ولاية ظالمة كان الظلم من مصدر واحد. واذا انتفت الاية كان الظلم من الناس بعضهم لبعض فتعددت مصادر المظالم. ومن شاهد واقع الناس في عدد من الدول في عصرنا الحاضر يجد هذا جليا واضحا ومن الامور التي يتقرب بها الى الله ان تحفظ اعراضهم. فلا يتكلم فيهم بسوء ولا يقدح في اعمالهم حتى من رأى خطأ او مخالفة فانه يحفظ لسانه ولا عند الخلق بشيء من امورهم المخالفة للشرع. فان الله كما حرم الغيبة فيها احد الناس فان هذا من باب اولى آآ ان يشمل تحريم غيبة او لاصحاب الولاية بما في ذلك من الافتيات عليهم وتحريظ الناس عليهم بما يخالف بما يخالف مقاصد الشرع. ولذا جاءت الشريعة المباركة ترغيب الناس بالدعاء لاصحاب الولاية وجعل ذلك من القربات التي يتقرب بها لله سبحانه وتعالى. وقد قال النبي صلى الله عليه عليه وسلم خير ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم ومن هنا فان من القربات التي يتقرب بها الى الله جعل الناس ينتظمون في السمع والطاعة لاصحاب الولاية بحيث يذكرون بالله ويخوفون به بل ان من الطاعات ان يجعل ذلك على سبيل التدين والتقرب له جل وعلا واظرب لذلك امثلة يصدر اصحاب الولاية انظمة تتعلق بشؤون الناس في حياتهم. سواء في طرقاتهم او وفي ما يتعلق بطرق التعامل فيما بينهم جعل الناس يلتزمون بهذه الانظمة والقرارات طاعة لله عز وجل ورغبة في الاجر هو المتوافق مع الشرعي. فمثلا فيما يتعلق انظمة سير السيارات سواء في وقوف عند اشارة او في ربط حزام او غير ذلك من الانظمة المتعلقة بالسيارات. فانتظام الانسان في ذلك والتزامه بهذه الانظمة. ينبغي ان كون على جهة عبودية الله والتقرب له سبحانه وتعالى ومن القواعد التي جاءت بها الشريعة في باب العقائد الامساك عن تكفير اهل القبلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال لاخيه يا كافر ولم يكن كذلك الا رجعت عليه المراد برجعت عليه يعني رجع عليه اثمها. رجع عليه اسمها. وليس المراد بذلك تكفير من يكفر المسلمين وانما المراد بهذا ان اثم هذه الكلمة يعود عليه واذا كان هذا في افراد الناس ينهى عن تكفيرهم فمن باب اولى النهي عن تكفير اصحاب الولاية الذين تنتظم بهم احوال الناس من الامور التي جاءت بها الشريعة ان اثبات ان هذه الشريعة كاملة لا تحتاج الى زيادة كما قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ومن هنا فلا نحتاج الى زيادة في هذا الدين ومن زاد فان زيادته غير مقبولة بل مردودة كما قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وقال صلى الله عليه وسلم كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وكل بدعة ظلالة جاءت النصوص بوجوب السير على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم احداث شيء في دين الله. قال سبحانه ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولذا كان من قواعد اهل السنة البراءة من البراءة من المحدثات في الدين وفمن ابتدع منهم ضلالة كان على اهل القبلة خارجا ويتقرب الى الله جل وعلا ببيان احوال اهل الضلالة والتعريف بذلك من اجل الا يكون هناك دعاة ظلالة يدعونا الى مخالفة شرع الله جل وعلا من القواعد العقدية التي يقررها علماء اهل الاسلام التأكيد على فضل الصحابة الذين جاء بذكر فظلهم ايات في الكتاب واحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها وقال جل وعلا لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة وقال سبحانه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة في نصوص قرآنية كثيرة تثني على الصحابة. وهكذا جاءت احاديث عديدة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو انفق احدكم مثل جبل احد ما بلغ مد احدهم ولا نصيفا اهو ويؤكد في هذا الباب على ان الصحابة ليسوا على مرتبة واحدة بل هم متفاوتون في الفضل بحسب منازلهم وبحسب بلائهم وجهادهم ولكن افضل صحابة رسول الله هو الصديق ابو بكر رضي الله عنه. فقد جاء في الثنايا عليه من النصوص الشيء الكثير قد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم من احب الناس اليك؟ قال عائشة. قال ومن الرجال قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم اني ابرأ من كل ان الرحمن قد اتخذني خليلا. فاني ابرأ من كل خلة ثم ذكر فضل ابي ابي بكر وقال سدوا كل خوخة الا خوخة ابي بكر جاءت النصوص ببيان ان هذا الصحابي هو افضل الصحابة. ثم بعد ابي بكر عمر الفاروق رضي الله عنه وابو بكر وعمر هما وزيرا النبي صلى الله الله عليه وسلم. وهما الذين شرفهما بان كان قبرهما عند قبره صلى الله عليه وسلم ويأتي في المرتبة الثالثة عثمان رضي الله عنه ذو النورين. لان النبي صلى الله عليه وسلم قد توجه بابنتيه وانظر فضل الله عز وجل على الامة بتعريفهم بمكانة الخلفاء الاربعة الذين جاءت بذكر فظلهم قد قال صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر. وقال صلى الله عليه وسلم فعليكم هم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي. تمسكوا بها وعضوا عليها النواجز ثم نثبت الفضل للعشرة او للباقين من العشرة الذين جاءت البشارة لهم بانهم من اهل الجنة وبالتالي نعلم فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانتهم فقد بذلوا من دمائهم وبذلوا من اموالهم وبذلوا من اوقاتهم في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرة دين الاسلام وكان منهم الجهاد في سبيل الله في عهد النبوة وبعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وقد فتوحات الاسلام في عهد الخلفاء الراشدين. وكان من فضل الله على الامة ما مكن به هؤلاء الصحابة في ذلك الزمان ومن الامور المقررة في هذا الباب ان نتقرب الى الله بذكر فضائلهم سواء بايراد الاحاديث التي وردت في فظلهم او بذكر اعمالهم ومآثرهم التي قاموا بها وان نمسك عن ما شجر بين الصحابة فانما شجر بين الصحابة او ما نسب اليهم على انواع. منها ما هو كذب لا يصح ان ينسب اليهم ومنها ما هو صحيح لكنهم مصيبون فيه ومنها ما هو ما هم فيه لكنهم معذورون. لان قاعدة الشريعة ان من اجتهد فاصاب له اجران. ومن اجتهد فاخطأ فله اجر واحد. او قد يكون من بعضهم خطأ غفر الله له فيه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحاطب وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فالمقصود ان الصحابة هم ائمة الدين وهم الذين نقلوا دين الله وهم الذين بذلوا من انفسهم في نصرة دين الله وهم اعلام المسلمين وهم الذين يرجع اليهم من ثم كان لهم من فضل والمكانة ما نقر به لهم. ولا نرظى ان يتكلم فيهم او ان يقدح فيهم. ومن هؤلاء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي هن من اهل بيته. فان الله تعالى لما ذكر اهل البيت في سورة الاحزاب ذكره في ايات تتعلق بنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد آآ خاطب الله جل وعلا النساء. فمن نساء النبي صلى الله عليه وسلم. يا نساء النبي السنة كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول الى ان قال جل وعلا اهل البيت بين هذا ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم من اهل البيت ثم قال بعد ذلك واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ايات الله والحكمة مما يدل على ان مما يدخل في اهل البيت دخولا اولية زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهن ام المؤمنين عائشة ومنهن ام المؤمنين حفصة رضي الله عنهن قد قال تعالى النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم ومن القواعد المقررة ان المؤمن يترضى عن الصحابة ويعرف فضلهم ويدعوا لهم. قال تعالى والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا الذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم ومن الامور التي تتعلق اعمال الانسان ان يتقرب الى الله تعالى بالانتظام مع الجماعة مع اصحاب الولاية في الامور العامة فمن ذلك ان يشهد الصلوات جمعة وجماعة يتقرب الى الله جل وعلا بذلك وعلى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصره جهنم وساءت مصيرا. وقال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. فدل وكما قال تعالى في بيوتنا دين الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال قالوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تتقلب فيه القلوب ابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير حساب. وكما قال تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. فقوله يعمر يراد بها اصالة تنل عمارة المعنوية باداء الصلوات فيها. ولذا يتقرب الى الله تعالى بالصلاة خلف الفاء الائمة والولاة ومن ينيبونهم في اداء الصلوات مع الجماعة. ولذا كان من عقائد اهل السنة الصلاة خلف الائمة سواء كانوا ابرارا او كانوا فجارا يتقرب بذلك لله. وهكذا تدفع الزكاة لاصحاب الولاية مهما كانت احوالهم. فان ان ذمة الانسان تبرأ بذلك. قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ومن هنا فان من دفع زكاة ما له الى صاحب الولاية باسم الزكاة برأت ذمته بذلك مهما فعل بها بعد ذلك من الامور التي يتقرب بها الى الله الجهاد مع كل امام سواء كان عدلا او جائرا بحيث لا يكون جهاد الا مع صاحب ولاية. اما الجهاد من الافراد او الجماعات الذين ليس لهم ولاية فهذا لا يطلق عليه اسم الجهاد المعروف شرعا. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الامام يتقى به الامام يتقى به ويصلى خلفه. فقوله الامام يتقى به ويقاتل من خلفه دليل على ان القتال والجهاد لابد ان يكون منتظما ام بولاية فالولاية يعرفون ما عند العدو من خطط ويبعثون العيون لكشفها ويعرفون كيف فيواجهون اعداءهم بخلاف افراد الناس والجماعات الذين ليس لهم ولاية فهم ولا يتمكنون من معرفة ما لدى الاعداء. وبالتالي يكون من الظرر منهم اعظم من مما يرجونه من الصلاح والاصلاح. ومن الامور التي تكون مع اصحاب الولاية الانتظام مع في امور الحج فان الحج نسك عام. فمتى كان الناس فيه مع صاحب الولاية امورهم ومتى كانوا يؤدون هذا النسك بدون الانتظام بامر صاحب الولاية اظطربت وتقابل بعضهم مع بعضهم مما يؤدي الى امتناع ادائهم للنسك او اقتتال او نحو ذلك ولذا كان من عقائد اهل السنة الصلاة والجهاد مع اصحاب الولاية من المسلمين برهم وفاجرهم الى قيام الساعة لا يتوقف الانسان عن ذلك الله ومن المعلوم ان الناس يحتاجون الى من يقوم بتنظيم امورهم وتهيئتها. ومتى انتظمت صلح صلحت بهم الاحوال ومن الامور التي اه تتعلق باهل الاسلام المحافظة على الصلوات والتقرب الله جل وعلا بذلك. كما قال سبحانه حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. وقوموا لله قانتين فيحافظ على الصلوات مع الجماعة وتؤدى الصلاة التامة الا في حال الاسفار كما قال تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة. فقصر الصلاة علامة من علاماته بالسنة قصر الصلاة في السفر علامة من علامات السنة. واما بالنسبة للصيام كان مخير بين ان يصوم وان يفطر الاظهر من اقوال اهل العلم ان الفطرة للمسافر افضل اذا كان ذلك ارفق به. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ان الصائمين قد تعبوا وشق عليهم الصيام سماهم طاعة وقال ليس من البر الصيام في السفر. ولكن اذا كان القضاء يلحق بالانسان من المشقة اعظم من المشقة التي تكون في صيامه في سفره فحين يقال بان الرخصة انما جاءت لمراعاة حال المكلف ومن ثم يكون ما يبعد المشقة عنه افضل ومن الامور التي يتقرب بها لله سبحانه وتعالى المحافظة على اجتماع الناس والسعي في زرع المحبة والالفة والتعاون فيما بينهم. يتقرب بذلك لله جل وعلا ويسعى في رفع اسباب العداوة التي تكون بين الناس سواء بما يتعلق الاموال والنزاع فيها او ما يتعلق بالدماء وما يحصل من تجاوز فيها. وآآ تنظيم ذلك الى اصحاب الولاية. فهم الذين يقيمون الحدود وهم الذين يقومون تيسير امر القصاص في القتلى. وهم الذين يرتبون امر القضاة ليفصل في الخصومات ولتعاد الحقوق لاصحابها ومن الامور المكررة المحافظة على ادلة الشريعة في كتاب الله وسنة رسوله وهكذا مع علماء الامة فان الاجماع حجة يجب العمل بها والالتزام بها. كما قال جل هذا على انه اذا لم يكن بينهم تنازع اكتفي اتفاقهم. وقد قال صلى الله عليه وسلم لا تجتمع امتي على ضلالة. وقال صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين منصورين لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة هذا هذه العقائد التي ذكرها المؤلف هي مما اجمع عليه سلف هذه الامة من الصحابة التابعين فمن تبعهم فعلم ان هذا هو الحق الذي تارة عليه علماء الامة في تلك العصور وهم ائمة الهدى وهم القدوة الذين يرضون وهم الذين سددهم الله جل وعلا ومن الامور التي آآ يقرر تقرر في هذا الباب انه يقدر للعلماء مكانهم ومنزلتهم. ويرجع اليهم خصوصا في اوقات الفتن عند عند ادلهام الامور وعدم تبينها. فقد قال الله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاع به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم لاتبعتم الشيطان الا قليلا. يعني لتركتم الرجوع الى اهل العلم واتبعتم الشيطان ومن هنا نقرر وجوب الرجوع الى علماء الشريعة في مسائل الشرع. قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال تعالى وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون ومن هنا يعرف لعلماء الشرع مكانتهم ومنزلتهم ويرجع اليهم. فان الله قد حفظ اتاهم فقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقال سبحانه قل هل يستوي الذين لمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. علماء الشريعة لهم صفات فمن هذه الصفات انهم يحكمون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويرجعون اليهما ويستنبطون منهما احكاما الخلق ومن صفات علماء الشريعة انهم يذكرون الناس بالاخرة ويجعلونهم يستعدون لها فلا تقتصر توجيهاتهم وتعليماتهم على الرغبة على ما يرغب به في الدنيا. وان انما يسعون لجعل الدنيا مزرعة للاخرة. وبالتالي فهم يؤثرون ما عند الله جل وعلى هذا شيء مما ذكره المؤلف قال المؤلف فهذا شرح السنة. تحريت كشفها واوضحتها فمن وفقه الله للقيام بما ابانته يعني اوضحته مع معونته لا يعني مع معونة من الله له بالقيام على اداء فرائضه بالاحتياط في النجاسات بحيث يجتنب كل نجاسة فان النجاسات ومزاولتها من اسباب لحوق العذاب. ولذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه سلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان يمشي بالنميمة يعني ينقل الحديث على جهة الافساد بين الناس. واما الاخر فكان لا يتنزه من البول قد ورد عامة عذاب القبر من البول. وهكذا يتقرب الى الله باسباغ الطهارات. سواء في الغسل او في الوضوء. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان مما يرفع الله به الدرجات ويكفر وخطايا والسيئات اسباغ الوضوء على المكاره وهكذا مما يميز اهل الحق انهم يحرصون على اداء الصلوات في المساجد مع الجماعة يتقربون بذلك لله ويؤدون زكاة اموالهم. قال تعالى واقيموا صلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين. ومن طريقة اهل الحق انهم يتمسكون بكتاب الله من قراءته ويحفظونه ويسعون في تعليمه لابنائهم ويتقربون الى الله جل وعلا بتدبره وتأمل معانيه كما قال جل وعلا ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة واتوا الزكاة لهم وان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون ان تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فظله. وكما قال تعالى عن هذا الكتاب بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وكما قال تعالى كتابنا انزلناه اليك مبارك ليدبروا واياته وليتذكر اولو الالباب. وكما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ومن خاصية اهل السنة والجماعة انهم يكثرون من ذكر الله تعالى. امتثالا لقوله يا ايها الذين امنوا اذكروا طه ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. فهم يذكرون الله ليلا ونهارا. ويحافظ على اورادهم يتقربون بذلك الى الله جل وعلا. ويحافظون على اداء الزكوات وعلى صيام شهر رمضان فلا يظهرون شيئا من المخالفة لامر الله قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. وقال شهر رمظان الذي انزل فيه والقرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه. وهكذا من من امورهم التي يظهرونها اداء نسك الحج كما ويوجبونه على المستطيع. كما قال تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن الامور التي يحرصون عليها تكميل الفرائض باداء النوافل. فان العبد في فرائض قد يحصل منه نقص وتقصير وبالتالي يؤدي من النوافل ما يكون معوضا لما حصل من النقص في الفرائض قد قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ما تقرب الي عبادي بمثل ما افترظت عليهم ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه ويتقرب الى الله جل وعلا باداء الصلوات النوافل سواء السنن الرواتب التي اخبر صلى الله عليه وسلم ان من حافظ على ثنتي عشرة ركعة في كل يوم نافلة غير الفريضة بنى الله له قصرا في الجنة. وهكذا يحافظ على صلاة الليل ولو قلت. فقد قال جل وعلا في صفات اهل الايمان اهل الجنان تتجافى جنوبهم عن المضاجع. وقال جل وعلا عن المتقين الذين في جنات وعيون كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. ومن ذلك ان يؤدي انسان ركعتي الوتر ان يؤدي الانسان ركعتي الفجر فهي من اعظم الصلوات وقد قال صلى الله عليه وسلم ركعتا الفجر خير من الدنيا وما عليها. وامر لادائها ولو لحقت والخيل اه المسلم ومن تلك الصلوات صلاة الوتر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب فيها ويحث عليها. فقال اوتروا واهل القرآن اوتروا اهل القرآن. وقال ان الله زادكم صلاة ما بين صلاة العشاء وصلاة الفجر هي صلاة الوتر وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر ويحافظ على الوتر. ومن كل الليل اوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اوله ومن اوسطه ومن اخره وانتهى وتره الى السحر وهو السدس الاخير من الليل وقد اختلف اهل العلم في صلاة الوتر فاوجبها الحنفية وجعلوها من الواجبات التي يأثم صاحبها وذهب الجمهور ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة الى ان الوتر سنة مؤكدة لا بالانسان تركها لكنه لا يأثم بتركها. ولذا على الانسان ان يحافظ عليها ولو ان يؤديها بركعة واحدة فانها على الصحيح تجزئ الركعة الواحدة. فقد قال صلى الله عليه وسلم فاذا خشيت الصبح فاوتر بواحدة ومن الامور التي يحافظ عليها الصلوات التي تؤدى في المجامع العامة ومن ذلك صلاة الفطر وصلاة النحر فصلاة العيدين من شعائر الاسلام الظاهرة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على حضورها حتى كان يأمر النساء ويأمر الحيض ان يخرجن الى الصلاة اشهدنا دعوة المسلمين والخير ويعتزلن المصلى وهكذا من الصلوات المشروعة صلاة الكسوف عند غياب ضوء الشمس او غياب ضوء القمر. فان هذه الصلوات والصواب انها من فروض الكفايات. ولابد ان يوجد في الامة من يقوم بها وهكذا من الصلوات التي يشرع للناس ان يحتسبوا الاجر فيها وان يؤدوها صلاة الاستسقاء فيخرج الناس لهذه الصلاة يطلبون رضا الله يأملون في تحصيل الاجر باداء هذه صلاة ويدعون الله جل وعلا لعله ان يستجيب لهم. ولذا كان من الامور التي ينبغي باهل الايمان ان يداوموا عليها وان يحافظوا عليها ان يكثروا من الدعاء فيما يتعلق بحوائجهم الدنيوية وحوائجهم الاخروية فان الله امر المؤمنين بالدعاء ورغب فيه. قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقال وقال ربكم ادعوني استجب لكم قال فادعوه مخلصين له الدين هو الحي لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين في نصوص كثيرة كذلك من شأن اهل الايمان ان يتقربوا الى الله باجتناب المعاصي والذنوب وخصوصا ما منها بجوارح الانسان فيحفظنا اعينهم. كما قال تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظون اسماعهم والسنتهم فلا يتكلمون الا بما يعود عليهم بالنفع فيجتنبون النميمة بنقل الحديث بين الناس على جهة الافساد كما يجتنبون الكذب وهو الاخبار بخلاف ما وقع قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وهكذا يجتنبون الغيبة والغيبة كر ذنوب الاخرين ومعايبهم. فان ذكر الذنوب والمعايب من المعاصي. قال تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا. ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فان قال قائل انما ذكرته واقع فيه. قيل هذه هي الغيبة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الغيبة بانها ذكرك اخاك بما يكره. قالوا يا رسول الله ارأيت ان كان فيهما اقول؟ قال ان كان فيهما ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ومن العبارات الشائعة ان بعض الناس يقول لا غيبة لفاسق. وهذه كلمة خاطئة تخالف وما النصوص التي وردت في هذا الباب؟ فالواجب على الانسان ان يحفظ لسانه من ذكر معايب الاخرين. فان الله قال ولا يغتب بعضكم بعضا. ما قال ولا يغتب بعضكم اهل التقوى. ولا اهل الايمان ولا اهل الطاعة. وانما امام هذا؟ وذلك ان الغيبة فيها ثلاثة حقوق. فيها ثلاثة حقوق حق للمغتاب وحق لله تعالى وحق لافراد الناس. وذلك انه اذا تساهل الناس في ذكر الغيبة سهلة الذنوب والمعاصي التي يقدمون عليها. اذا قال فلان يأخذ الرشوة وفلان يأخذ الرشوة هانت الرشوة على النفوس واصبحوا يقدمون عليها. ولذا فانه يتقرب الى الله جل وعلا بترك ذكر معايب الاخرين. ومعاصيهم. واشنع من هذا ان يعد من ومن حديث الغير ذكر المعاصي ولو كانت منتشرة او شائعة فان المؤمن يحفظ لسانه رأى خيرا ذكره وعرف به وارشد اليه وحث الناس على الاقتداء بصاحبه. وان معصية وشرا امسك عن ذكره كأنه لم يره الا ان يكون هناك قدرة على نصيحة من فعل تلك المعصية فيتقرب الى الله بنصحه سرا لا يعلم بذلك النصح احد من من عباد الله. وهكذا من المعاصي اعتداء الانسان على الاخرين. سواء كتمهم وسبابهم او باخذ اموالهم او بالاعتداء ضربهم او تفك دماءهم. وقد قال الله تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا. فقد احتملوا بهتانا واسما مبينا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تعدون المفلس فيكم. قالوا المفلس فينا. قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال المفلس من يأتي يوم القيامة ومعه صلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد ظرب هذا وشتم هذا واخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من سناته حتى اذا لم يبقى من حسناته شيء اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في نار جهنم ولهذا يحذر الانسان من محبطات الاعمال التي تجعل اجره وثوابه لا يستفيد منه يوم القيامة وتجعله لا ينتفع بعمله الصالح في ذلك اليوم. فان للاعمال محبطات فمن تلك المحبطات الردة والخروج عن دين الاسلام. ومن تلك المحبطات التقدم بين يدي الله ورسوله ومن تلك المحبطات ان يبذل الانسان اجره لغيره عند اعتدائه عليه وظلمه ومن المعاصي والذنوب التي يحذر منها ان يقال على الله بلا علم. فينسب الى دينه والى شرعه الا يتأكد منه فظلا عن ان يكون كاذبا في ذلك. قال الله جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله اه ما لا تعلمون. وقال تعالى ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين. انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون اعظم من هذا ان يكذب الانسان على شرع الله وعلى دينه. وقد قال تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا اي لا يوجد احد اظلم ممن ينسب الى شرع الله والى دينه ويكذب على الله. وقد قال تعالى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ومن الامور التي على الانسان ان يتقرب الى الله بها ان يتحرى في المكاسب في حفظ نفسه من الحرام فان المال الحرام له اثار سيئة على العبد في دنياه وفي اخراه في صلاح نفسه في صلاح ذريته ودخول المال الحرام. وان فرحت به النفس في اول امرها الا انه يكون وباء اعلن على صاحبه وايما جسد نبت على سحت فالنار اولى به. ومن كان من اهل المال الحرام كان هذا من اسباب رد دعوته كما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال يا ايها الذين الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله. ان كنتم اياه تعبدون. ثم ذكر النبي صلى الله عليه الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يقول يا ربي يا ربي وقد يا ربي يا ربي وقد اكل يمد يديه الى السماء ويقول يا ربي يا ربي واه ملبسه حرام ومأكله حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب لذلك ومن فضل الله جل وعلا على العبد ان امره باجتناب المكاسب المحرمة التي تعود على صاحبها بالوبال من مثل الربا ومن مثل المال المكتسب من الغش ومن مثل اموال التي تؤخذ ظلما وهكذا على الانسان ان يتحرى في مطاعمه. فقبل ان يأكل طعاما يتأكد من حله. ويعرف عدم حرمته ومن الامور التي تكون من اسباب نجاة العبد ان يجتنب ما فيه اشتباه وما قد يتردد الانسان فيه. فقد قال صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. قال وبينهن امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس وقال صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك ومن راعى حول الحمى فانه يوشك ان يقع في الحمى ومن هنا على الانسان ان يعلم انهما ترك شيء لوجه الله الا كان ذلك من اسباب تعويم الله للعبد فمن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه. وشاهدوا هذا في كتاب الله قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فهذا شيء مما يتعلق بدين الله ومن يسر لهذه الامور فانه من الدين على هدى ومن الرحمة على رجا اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا جميعا الى صراطه المستقيم دينه القويم بمنه وفضله الجزيل ونسأله جل وعلا ان يصلح احوال المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ان يعيدهم الى التوحيد وان يجعلهم من اهل السنة وان يوفقهم للطاعة كما نسأله جل وعلا ان يصلح هذا راريهم وان يكون معهم. وان يكفيهم شر عدوهم الشيطان الرجيم. كما نسأله جل وعلا ان في طاولة امرنا وان يجعلهم اسباب خير وصلاح واستقامة. ونسأله جل وعلا ان يبارك فيهم وان يكون معهم وان يؤيدهم بتوفيقه ونصره. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين