المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ دروس من تفسير القرآن الكريم تفسير سورة القيامة الدرس الاول. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ايحسب الانسان ولن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نسوي بنانه. بل يريد الانسان ليفجر وامامه يسأل ايام يوم القيامة فاذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المطر؟ كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر تنبأ الانسان يومئذ بما قدم واخر. بل الانسان على نفسه بصيرا. ولو ومعاذيره لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان علينا جمعه وقرآنه. فاذا انه فاتبع قرآنه. ثمان علينا بيانه. كلا بل تحبون العاجلة. وتذرون الاخرة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة. كلا اذا بلغت التراقي وقيل من والتفت الساق بالساق الى ربه بك يومئذ المساء فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب الى اهله يتمطع اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى. ايحسب الانسان ان يترك سدى. الم يكن طفتا ممن يؤنس. ثم كان على فخلق فسواه فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك على ان يحيي الموتى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد فهذه السورة سورة القيامة من السور العظيمة التي اشتملت على ذكر تقرير البعث بعد الموت وان كل انسان مرتهن بعمله وكل انسان وان كل انسان على بصيرة من نفسه بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره فيوم يجمع الله جل وعلا الخلق ليوم القيامة كل انسان على بصيرة من امره ولو اعتذر بما اعتذر به فانه لن تنفعه حين ذاك المعابير فلو القى المعاذير فهو على بصر ومعرفة بحقيقة الحال وما عمل وما قدم والقيامة اسم من اسماء اليوم الاخر ومن المتقرر عند اهل العلم ان كثرة اسماء الشيء تدل على عظمه لان كثرة الاسماء تكون لكثرة الصفات. فالقيامة فالقيامة وصف لذلك اليوم وسمي ذلك اليوم بيوم القيامة بان الناس يقومون فيه لرب العالمين قياما طويلا كما قال جل وعلا يوم يقوم الناس لرب العالمين يقومون ليس قيام يوم من ايام الدنيا او يومين او سنة او سنتين بل يقومون في ذلك اليوم العصيب قياما طويلا ويكون مع ذلك القيام هلع القلوب والحزن والخوف الا من انعم الله جل وعلا عليهم بانتفاء الحزن والخوف عنه. ان الذين اطلقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حثيثها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر فذلك القيام الطويل معه الفزع لانه انتظار كل انسان يبدأ يتذكر يبدأ يتذكر ما قدم وما سعى في يوم يزداد معها الهم لانك اذا اردت او اذا كنت في استقبال من امرك لشيء وتبدأ تتخوف وكل ما طالت المدة لانقضائه كل ما زاد الخوف وزاد وزاد ما في النفس الا من انعم الله جل وعلا عليهم الا يخافوا ولا يحزنوا وهم اهل العمل الصالح واهل العلم النافع الذين قال الله جل وعلا فيهم ومن احسنوا قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين بعد الاوصاف السابقة في سورة فصلت اذا اسم القيامة من اسماء اليوم الاخر وهو يوم وليس بايام والقيامة لاجل يوفي القيام فيه الطويل وقال بعض اهل العلم ان القيامة ايضا سميت بذلك لان الناس يقومون من قبورهم ويذهبون هنا الى ارض المحشر يجتمعون فيها ولها اسماء اخر وهذه السورة ابتدأها الرب جل وعلا بقوله لا اقسم بيوم القيامة واهل العلم يقولون لا اقسم معناها اقسم ولكنه عدل عن القسم الى نفي القسم زيادة في تأكيده فكأنه كرر القسم عدة مرات كانه قال جل وعلا اقسم بيوم القيامة اقسم بيوم القيامة اقسم بيوم القيامة فزاد او اتى اتى لا هنا صلة مزيده اعراضا لاجل تأكيد النهي لاجل تأكيد القسم. كما جاء زيادة ماء اعرابا في قوله فبما رحمة من الله لنت لهم يعني فبرحمة من الله لنت لهم. وفي وكما في قوله فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم يعني فبنقظهم ميثاقهم وهذا من اسرار اللغة العربية ان يكون هناك زيادة لحرف ويكون القصد من زيادة الحرف بزيادة اعرابية يكون اوقفت من زيادة من زيادة ذلك الحرف انه في مقام تكرير الجملة وفي مقام تأكيدها. ولهذا هنا اقسم بيوم القيامة اعظم تأكيدا مما لو قال جل وعلا اقسم بيوم القيامة. ولو قال واقسم بالنفس اللوامة فهذا يكون اقل مما ها هنا. ولهذا هنا فيه مزيد تأكيد للقسم لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. القسم بيوم القيامة لان الله جل وعلا له ان يقسم بما شاء من خلقه يقسم بالشمس بالقمر بالليل بالضحى ويقسم بما شاء من الاشياء واما الخلق فلا يجوز لهم ان يقسموا الا بالله جل وعلا وبصفاته واسمائه سبحانه وتعالى لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة. يعني واقسم بالنفس اللوامة. لما هنا صدر هذه السورة بالقسم بيوم القيامة وبعده بالقسم بالنفس اللوامة بان هذه السورة من مقاصد بها الحديث عن ما يكون من الانسان يوم القيامة من الفراغ. ومن القاء المحاذير يقول الانسان يومئذ اين المطر؟ كلا لا وزر الى ربك يومئذ المستقر. ينبأ الانسان يومئذ ما قدم واخر بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره. هنا الذي يكون عنده لو ومعاذير هو صاحب النفس اللوامة. وما من احد الا ويلوم نفسه الا المتمحض للشر لهذا اقسم جل وعلا هنا بالنفس اللوامة تعظيما لشأن هذه النفس التي تلوم صاحبها لكن هذا اللوم اذا كان في الدنيا فشأن واذا كان في الاخرة فشأن اخر. اذا كان في الدنيا فانه اذا لام نفسه فانه سيصحح فيبادر بالتوبة فيبادر بالإنابة. واما إذا كان اللفظ يوم القيامة يلوم نفسه. فحين اذ لا ينفع اللوم وكما قال سبحانه ولاك حين منام. ما في يعني ذاك اليوم تلوم نفسك او لا تلوم لا ينفع نفسا اذ ذاك لومها ولا ينفع نفسا اذ ذاك معذرتها الا من اتى الله جل وعلا بقلب سليم السورة اشتملت على اشياء كثيرة وربما يضيق المقام عن ذكر تفسيرها بكاملها لكن يوم القيامة اليوم الآخر الإيمان به من اركان الإيمان واليوم الاخر اقام الله جل وعلا البرهان عليه في الكتاب في مواضع كثيرة وهو لا شك صائر وكائن لا محالة والبرهان عليه كثير فالقرآن برهان عقلي وبرهان نقلي يعني النص وايضا هناك برهان اضطرار فانه لا بد منه كما قال جل وعلا في هذا البرهان الاخير ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض. ام نجعل المتقين كالفجار فوجود الفئات المختلفة المطيع والعاصي وجود الكافر والمؤمن يتحكم معه عند ذي العقل اذا امن بربوبي الله جل وعلا ان الرب لن يساوي بين هؤلاء. بل لا بد ان يجعل هذا على حال وذاك على حال. ومن المنظور في الدنيا ان الدنيا عجلت للكافر وان المؤمن ربما لم يحصل حقه ونصيبه من النعيم في هذه الدنيا. فتقرر جزما بانه لابد وان يكون المطيع للرب الذي خلق هذا الملكوت انه سيحظى بنعيم الله جل وعلا وعلى النعيم لابد ان يكون له معا من البراهين قصة خلق ادم عليه السلام فان ادم خلقه الله جل وعلا وابتدأ خلقه من طين من تراب صلصال حمأ مسنون فلما اكتمل خلقه نفخ الله جل وعلا فيه الروح فاذا فيه من روحي فقعوا له ساجدين. وهذا هذا الابتداء ابتداء الخلق اول مرة برهان على الاعادة لانك تجد ان الانسان اذا مات ينعكس هذا الخلق فاخر ما دخل فيه الروح واول ما يخرج منه عند ابتداء الحياة الاخرة اول ما يخرج منه الروح فبه صار بشرا سويا بدخول الروح فاذا اراد الله جل وعلا ان يميته امر الملائكة بان يقبضوا روحه. فيبقى جسد يبقى جسدا يعني انسان يبقى جسدا مثل ما كان اول مرة جسد باقي لا روح فيه. لو بثت فيه الروح صار حيا. ثم بعد ذلك لو انتظر بهذا الجسد قليلا بعد فراقه الروح لانتقل الى الحال التي قبل دخول الروح فيها اول مرة ثم الحال التي تلي ثم الحال حتى يكون ترابا رميما اذا ادخل في القبر. فاذا من براهين البعث العقلية خلق ادم الاول بعد الاقرار بما جاء فيه النص خلق ادم الاول وانه بعد موته الانسان ينعكس ما حصل اولا تصل الروح اولا ثم يكون حمأ مسنون ينتفخ في القبر ويتصلب ثم بعد ذلك يكون صلصال ثم بعد ذلك يبدأ يتفكك حتى يكون ترابا فيرجع الى ما كان الى ما كان عليه. تبقى بذرة الانسان في القبر قد ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال بين النفختين يعني النفخة الاولى والثانية يعني نفخة الصعق ونفخة البعث بين النفختين اربعون قالوا يا ابا هريرة اربعون يوما؟ قال ابيت قالوا اربعون شهرا قال ابيت يعني ابيت ان اقول شيئا لا علم لي به قال بعد ذلك يعني تتمة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام. وكل شيء يبلى من ابن ادم الا عجب الدنس ومنه يركب الخلق يوم القيامة لهذا في القرآن كثيرا ما تجد ان دليل البعث احياء الله جل وعلا الارض بعد موتها. انت الان تأتي الى ارض ارض لا فيها لا عشب ولا نبات الى اخره وتأخذ التراب وتمحصه وتنظر هل فيه بذور هل ترى بذور؟ تشوف هذي بذرة كذا وهذا لا ترى بذورا اذا انزل الله جل وعلا عليه الماء اهتزه وربا ان الذي احياها لمحيي الموتى. الان هذه الارض فيها كثير من بذور ابن ادم خفف الوطأة فما اظن عديم الارض الا من هذه الاجساد. فهناك بذور كبيرة والله جل وعلا شبه بل اقام البرهان على اعادة البعث بما تراه من احياء لارض الميتة. والنبي عليه الصلاة والسلام قال كل شيء يبلى من ابن ادم الا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة يعني هذه البذرة بذرة الانسان فاذا اراد الله جل وعلا اه قيام الناس برب العالمين هناك نفخة الصاعق يموت الجميع بين نفخة الصاق ونفخة البعث هناك احوال عظيمة يكون فيها تغير هذا الكون الارض تبقى لا احد عليها تتغير الجبال تذهب ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاع صفصف يعني الارض لا ترى فيها عوجا ولا امتع. هذا اللي دفن وراء جبل هو اللي دفن في خلاص الارض استوت طارت الان الجبال باهبة الوديان ايضا تتغير. الارض مدة السماء تغيرت الشمس كورت القمر تغير يعني ان ما بين النفختين تتغير فيه احوال الملكوت لاجل الاستعداد ليوم القيامة العظيم. ثم جل وعلا يرسل مطرا كما ثبت ذلك في الحديث. مطرا تمطر به الارض اربعين صباحا وهذا المطر وصفه عليه الصلاة والسلام بانه كمني الرجال. يعني ابيض غليظ ليس من مني الرجال لكنه كمني الرجال يناسب تلك الاعادة تخيل تتخيل الارض والناس الان بذر فيها فيمطر الله جل وعلا ذلك المطر وكما تنبت الارض الان اللي نشوفها بالمطر كذلك تنبت الارض بالاجساد تنبت اجسام اشجار تصير اجسجار عكس اللي حصل اول عكس اللي حصل يعني خلق ادم ثم عكسه ثم الان يرجع من جديد واخر شيء تأتي تأتي الروح وقد قال فيها ابن القيم في ابيات جميلة في النونية قال واذا اراد الله اخراج الورى بعد الممات الى المعادي الثاني. القى على الارض التي هم تحتها والله مقتدر وذو سلطاني مطرا غليظا ابيضا متتابعا عشرا وعشرا بعدها عشران فتظل ينبت منه اجسام الورى مثل النبات. كأجمل الريحان. حتى اذا ما الام يعني الارض. حتى اذا ما الام حان ولادها وتمخضت فنفاسها متداني يعني خلاص وصلت الى اذا زلزلت الارض زلزالها ونفاسها انفاسها متدان حتى اذا ما الام حان ولادها وتمخضت فنفاسها متداني اوحى لها رب السماء فتشقق فاذا الجنين كاكمل الشبان يعني عمره ثلاثة وثلاثين سنة كاكمل الشوفان هذه اجساد بدون بدون ارواح فيأمر الله جل وعلا الملك ان ينفخ في الصور نفخة الحياة. نفخة البعث بعد الموت ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. هنا قال جل وعلا في سورة القيامة ايحسب الانسان ان لم نجمع عظامه فلا قادرين على ان نسوي بنانه وهذا في شيء ليس هو مجرد جمع العظام الذي استغربه المشركون ولكن هو ابلع حتى البنان سيعود كما هو. البنان هذا الذي لا يشترك واحد من الخلق مع الاخر في شكل ظلامه يعني في شكله فانه سيعود كما كان في هذه البذرة الصغيرة من اخر عجب الظهر يعني ان كل انسان سيعود. الارواح طابت برب العالمين وارواح السعداء في الجنة وارواح الاسقياء في النار. ثم تعود الارواح الى الاجساد في اعظم اتصال وابلغ اتصال بلام بما لا يكون معه انفكاك حياة دائمة لا يقبل هنا الجسد الانفكاك عن الروح ولا الروح الانفكاك عن الجسد الى اخره. في هذه السورة بين جل وعلا في اولها هذا يعني يوم القيامة واستغراب من استغرب ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه والانسان هنا المراد به الانسان الكافر لان المؤمن يؤمن بذلك في اخر السورة اقام البرهان على ذلك فكر انت في نفسك كيف جئت؟ الم يك نطفة من مني يمنع ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والانثى. اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموت بلى انه فقال سبحانك فبلى آآ السورة موضوعها واحد وفي اولها ذكر يوم القيامة والبرهان الكافر له وفي اخرها البرهان على ذلك احد البراهين وما بين ذلك فيها وصف لما يحصل يوم القيامة وبها وصف للكافر ووصف للمؤمن وصف للسعداء ووصف للازقياء وحالة الموت الذي لا يفرغ منه او لا يستطيع احد لا يستطيع احد ان يفر منه. فالواجب على كل مسلم خاصة في هذا الشهر الكريم ان يعود نفسه تدبر القرآن لان الله جل وعلا امر عباده بالتدبر. وبالتدبر يحصل للقلب نور والسرور والانشراح. والبهجة بان الله امرك لذلك حيث قال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال افلم يتدبروا قول وقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. فاذا القرآن يحتاج الى تدبر. واهل الذكر الذين مدحهم الله جل وعلا هم اهل القرآن الذين تدبروا وعلموا وفقهوا فاللي عنده استعداد في فقه الكتاب وفقه السنة فيسعى لذاك ويفقه والتفسير في بحره الطويل من جهة لغته ومن جهة العقيدة التي اه يمكن تقريرها عن طريق التفسير والمسائل والسورة مليئة بمسائل كثيرة لكن نكتفي بهذه الاشارة عن غيرها بضيق الوقت. اسأل الله جل وعلا لي ولكم البصيرة في الدين وان يجعلنا من اهل القرآن ومن المتدبرين فيه