بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المتجدد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكان حديثنا بالامس عن غزوة حنين وان الله سبحانه وتعالى نصر نبيه في هذه الغزوة وشتت شمل اولئك الغزاة من هوازل بعد هذه الغزوة وبعد ما اهل هوازن يمينا وشمالا حتى تحصنوا بالطائف فروا الى لما وصلوا الطائف تحصنوا بها وكانت حصونها قوية. وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف وحاصرها واشتد الحصار على اهلها. لكن من غير جدوى. ولم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل الطائف لامر اراده الله سبحانه وتعالى. نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل وترك الطائف. فقال رجل يا رسول الله ادع عليهم فقال اللهم اهد ثقيفا وات بهم توجه النبي صلى الله عليه وسلم الى الجعرانة وفي طريقه وهو متوجه وهو متوجه الى الجعرانة لقيه في الطريق سراقة بن مالك واعلن اسلامه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. وفرح به النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى الجعرانة التي كان فيها غنائم حنين بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيع الغنائم واعطى سادات العرب كابي سفيان وصفوان ابن امية وعكرمة وعيينة ابن حصن وغيرهم يعطيهم من الابل مئة ومئتين وثلاث. اعطى سادات العرب وذلك ليؤلف به قلوبهم وليتمكن الاسلام في قلوبهم. لانهم ما زال الاسلام في في قلوبهم ضعيفة. فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يقوي اسلامهم واعطى الكثير والكثير ولم يعطي ولم يعطي الانصار ولم يعطي الانصار شيئا من الغنائم الانصار بدأ يشكو بعضهم الى بعض فذهب سيدهم سيد الانصار الى وهو سعد ابن عبادة الى النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان ان الانصار وجدوا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد اجمع لي الانصار. جمع سعد جميع الانصار ثم اخبر النبي بانه جمعهم فدخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا معشر الانصار ما مقالة بلغت ما مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في انفسكم الم اتيكم ضلالا فهداكم الله بي ومتفرقين فالف الله فالفكم الله وعالة فاغناكم الله. قالوا بلى يا رسول الله. بلى. فقال صلى الله عليه وسلم الا تجيبونني؟ الا تجيبونني قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ قال ان شئتم ان شئتم قلتم وصدقتم فيما تقولون قلتم اتيتنا مكذبا وصدقناك. ومخذولا فنصرناك. وطريدا فاويناك. وعائلا فاغنيناك ثم قال صلى الله عليه وسلم اوجدتم في انفسكم يا معشر الانصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا وليتمكن الاسلام في قلوبهم افلا ترضون يا معشر الارظ؟ افلا ترضون؟ يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاة والبعير وانتم ارجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم في رحالكم. فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ انصاريا. ولو سلك الناس شعبا وسلك الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار فبكى فبكى الانصار كلهم حتى اخبرت الدموع لحاهم. وقالوا يا رسول الله رضينا رضينا برسول الله رضينا فبين النبي صلى الله عليه وسلم لاصحاب الحكمة في توزيع هذه الغنائم. وانه اراد مصلحة اعظم واعظم. صلى الله عليه وسلم وخشي ان يرتدوا بعد ما وزع صلى الله عليه وسلم الغنائم احرم بالعمرة من الجعرانة ولما احرم بالعمرة وهذه العمرة هي العمرة الثالثة. العمرة الاولى عمرة صلح الحديبية. ثم عمرة القضاء في العام الذي يليه ثم هذه الثالثة عمرة الجعرانة. والرابعة كانت في حجة الوداع اعتمر النبي ولبس احرامه وتوجه الى الى مكة ثم طاف بالبيت سبعا بعدما استلم الحجر ثم سعى بين الصفا والمروة ولما انتهى من عمرته راجعا الى المدينة ولما وصل المدينة وذلك ذي القعدة من السنة الثامنة ولد ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في منطقة العالية من المدينة. حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد انزل ماريا هناك وماريا القبطية قصتها ان المقوقس لما المقوقس ملك مصر لما كتب النبي صلى الله عليه وسلم له كتابا وارسل اليه رسولا قبل كتابه ولم يسلم واهدى رسوله هذه الهدية وهي ماريا الى النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت ماريا اما يطأه النبي صلى الله عليه وسلم فحملت فحملت بابراهيم وولدت ابراهيم. جاء في حديث حديث انس رضي الله عنه انه قال ولد لي الليلة غلام فسميته باسم ابي ابراهيم صلى الله عليه وسلم فرح فرحا شديدا بولادة ابراهيم وكان يدخل على إبراهيم فيأخذه ويقبله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة جائتنا حادثة الوفود وعام الوفود وعام الوفود كان في اول العام او السنة التاسعة من الهجرة. وهذه السنة التاسعة تسمى بعام الوفود السبب في ذلك ان هذه السنة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وفود كثير بلغ عدد الوفود وهم رؤوس القبائل التي قدمت الى المدينة لتعلن اسلامها اكثر من ستين وفدا. ومن اشهر هذه الوفود ووفد بني تميم ووفد بني اسد ووفد بجيلة واحمز وغيرها من الوفود. فجاءت واعلنت اسلامها ولها قصص ومواقف كثيرة بعد وفي هذه السنة وفي رجب من السنة التاسعة توفي النجاشي ملك الحبشة توفي بالحبشة واخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي انه مات فصلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب. وفي حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مات اليوم رجل صالح قوموا فصلوا على اخيكم النبي صلى الله عليه وسلم صفهم صفوفا ليس صفا ولا صفين ولا ثلاثة صفى اصحابه صفوفا ثم كبر وصلى وقال استغفروا لاخيكم استغفروا لاخيكم. بعد هذه الحادثة في السنة التاسعة وفي رجب وقعت غزوة تبوك وهي من اعظم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم ولعلنا نقف عند هذا القدر وان شاء الله نستكمل الحديث ان شاء الله غدا فيما يتعلق بغزوة تبوك. والله الموفق والهادي الى سواء السبيل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين