يقول احسن الله اليكم كنت ادعو الله في امر ما لمدة طويلة. وشاء الله بحكمته الا يتحقق هذا الامر حتى الان. وربما قد استجاب الله دعائي بسورة بسور اخرى من دفع الضرر او غيره. ولكن لا زال قلبي يرجو هذا الامر ولا زلت ادعو بتحقيقه. ولكن بعد طول مدة اصابني الكسل ولم اعد كالسابق واشعر باليأس. فما نصيحتكم لي؟ مع اني اجاهد نفسي على الدعاء. ولكن لم اعد اجد في قلبي فهل تقول السائلة فهل تكون اثمة؟ وهل تكون ممن استحسر واستعجل في الدعاء؟ افيدونا جزاكم الله خير الحمد لله رب العالمين وبعد. على الانسان ان يثق في ربه وان يكمل مراتب التوكل عليه وان يحسن الظن في الله. ولا يجوز للانسان ان يسمح لوسوسة نفسه وشيطانه ان يقدح في الله عز وجل في وجه من الوجوه او ان يصف الله عز وجل بشيء مما لا ما لا يليق بجلاله وعظمته تبارك وتعالى. فعلى الانسان ان يواصل في الدعاء في الامر الذي يضطر اليه ويحتاجه والله عز وجل هو الذي اجابته سواء اجلا او عاجلا سواء اكاد من دفع ضرر او ادخار في الاخرة كل ذلك امره عائد الى الله عز وجل وانما من الدعاء والالحاح على الله عز وجل بالدعاء مع كمال الرجاء فيه تبارك وتعالى ومع كمال الثقة في موعوده بانه مجيب الدعوات ومغيث اللغفات وقاضي الحاجات وليس للانسان مدخل فيه. هل استجاب الله او لم يستجب؟ بل بل الانسان عليه ان يدعو. ولذلك قال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني امرنا بالدعاء فالدعاء من وظيفتنا ثم قال استجب فجعل الاستجابة منه فلا شأن لنا بما تولى الله عز وجل به بايجاده. فالله عز وجل لا يخلف الميعاد. ولا يجوز لنا ان نسيء الظن في الله عز وجل. بل علينا ان نقنع انفسنا ان الله عز وجل لم يستجب لنا الى الان ولم يحقق لنا مطلوبنا الى الان لخيرة يعلمها لنا. فكم من انسان دعا بالغنى فصار فصار غناه عين عطبه. وكم من امرأة دعت بالزواج من رجل واطالت زمن الدعاء والله عز وجل يؤخر الاستجابة فلما الحت على الله تزوجت فرأت عين الهلاك في الزواج بهذا الرجل من كثرة مصائبه ومشاكله. وكم من انسان كان يرجو امرأة ويدعو الله عز وجل بان يجعل فلانة زوجة له والله يؤخر استجابته فلما الح وطال زمان الدعاء استجاب الله عز وجل له فصار عين مرضه وعطبه في هذا الزواج. فالانسان لا يدري عن خيرة الله عز وجل في التعجيل او فمتى ما تعجل شيء فخيرته اقتضت تعجيله. فخيرته لنا اقتضت تعجيله واذا تأخر امر فاخيرته اقتضت تأخيره ولكننا لا نريد الا ما نراه صالحا لنا لاننا لا نعلم ما وراء ذلك من الغيب. ولكن الله هو الذي يعلم فنحن لا نرى من الاشياء الا مصالحها الظاهرية ومنافعها الحالة العاجلة. لكن لا ننظر ما ورائها من المصائب والفتن والقلاقل وزوال النعم. فكم من من انسان دعا بالولد فلما جاءه الولد صار عين عطبه في ولده. وكم من انسان دعا بالغنى فصار غناه عين عطبه. وكم من انسان دعا بشيء من الامور فصار ذلك الامر عين عطبه. اين انتم من قول الله عز وجل ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به. وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. صار دعاؤهم بالمال والغناء اي انعطى بهم فلا تستعجلوا الامور واطرحوا دعائكم في ساحة الله عز وجل وابشروا بالخير واتركوا امر الاستجابة ونوعية وكيفيتها لله عز وجل. ولا تقنط قلوبكم من فضله ولا تيأسوا من روحه والله اعلم