ان تكون اعمالك التي تؤديها في رمضان خالصة لوجه الله عز وجل متبعا فيها شرع الله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان العمل لا يكون صالحا الا بشرطين اساسيين الشرط الاول اخلاص العمل لله عز وجل بحيث لا يكون للانسان اي مقصد في العمل الصالح الذي يعمله الا ابتغاء وجه الله عز وجل الامر الثاني ان يكون هذا العمل على نهج كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومما يتصل بالاخلاص ان تكون هذه الاعمال صادرة من قلبك يا عبد الله فتقرأ القرآن بقلبك قبل لسانك وتؤدي الاعمال وانت تستحضر النية من قلبك متقربا بها الى الله عز وجل فان هذه الاعمال اذا لامست القلوب وصدرت منها لا يمكن ان ينقطع صاحبها ابدا لان هذه الاعمال الصالحة لها لذة لا تدانيها لذة في الدنيا. ان كان في الدنيا من لذة فاذا وصل الانسان الى ان يتلذذ بطاعة الله عز وجل. فهل يتركها لا يمكن ان يترك مصدرا للذته وانسه وسعادته وسروره لكن هذه اللذة يا اخوان تحتاج الى مجاهدة للنفوس ومحاسبة لها دائما وابدا وان يفتش الانسان عن نفسه وينظر في سالف عمله وما حصل منه من التقصير فان تقصيرنا في المستقبل ناتج عن التقصير في الماضي ونشاطك يا عبد الله في المستقبل مبني على نشاطك في الماضي بعد توفيق الله عز وجل ولهذا يقول ربنا عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى يسر في المستقبل لليسرى لانه اعطى واتقى وصدق بالحسنى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى انما يسرت له العسر عياما بالله لانه فعل اسبابها والحسنة كما قيل تقول اختي اختي والسيئة تقول اختي اختي فاذا حرص الانسان على اتقان عمله واخلاصه لوجه ربه واقتفاء الاثر فيه يتلمس بعد ذلك قبول العمل ويحرص عليه غاية الحرص فهذا امر غاية في الاهمية لانه اذا تقبل عملك يا عبد الله حصل لك الخير كل الخير والله تعالى قال في قبول العمل انما يتقبل الله من المتقين