قال تقوى الله وحسن الخلق وان العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم فكيف وهو في عبادة فانه اولى واحرى هذا يذكره العلماء والائمة رحمهم الله في ادب في البر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام لا تمان الاكملان على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه والسنة بسنته الى يوم الدين اما بعد ولا زال حديثنا عن الاداب التي ينبغي للمسلم ان يتحلى بها في عمرته وبينا ان هذه الاداب انواع منها ما يكون بين العبد وربه ومنها ما يكون بينه وبين الناس ومنها ما يكون في خاصة نفسه وهذه الاداب منها ما يستمر مع الانسان في عمرته كلها ومنها ما يكون في حال دون حال فاما الادب مع الله قد ذكرنا انه اعظم الاداب لانه لان حقه سبحانه اعظم الحقوق وذكرنا ادب الاخلاص لله عز وجل وادب العلم باحكام العمرة وكيفية ادائها من الاداب التي ينبغي للمسلم ان يراعيها في العمرة خصوصا وفي سائر العبادات الخشوع وهو حضور القلب ولذلك قال الله عز وجل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم الخشوع من تقوى الله سبحانه وتعالى وكل من ادى العبادة وهو خاشع فيها فان اجره اعظم ومقامه عند الله اتم واكمل لان هذا هو الذي يليق حال العبد اذا وقف بين يدي الله ان يقف وقوف الخاشعين واذا ادى العبادة يؤديها وهو يستشعر هذه العبادة ويحس بها ولذلك تجد كثيرا من الناس الا من رحم الله يخرج الى عمرته ويرجع منها كحاله يوم خرج نسأل الله السلامة والعافية وهذا كله بسبب ضياع هذا الحق وهو الادب مع الله بحضور القلب واستشعار انه في وفد الله ويرجو رحمة الله ويلتمس رضوان الله وانه سيفوز بامر عظيم فكم من معتمر دعا دعوة فاستجاب الله دعوته تنال بها سعادة الدنيا والاخرة ذكر بعض العلماء انه اعتمر وسأل الله العلم والعمل فوجد اثر دعوته ومنهم من سأله الحفظ فوجد اثر دعوته ومنهم من سأله التدبر فوجد اثر دعوته ومنهم ومنهم فهذا لا شك انه حينما يكون بحضور القلب استشعار ما عند الله من خزائن رحمته الواسعة وعظيم فظله فانه لا شك انه حري بان يصيب ذلك من الادب مع الله في العمرة وفي العبادات عموما ان الانسان اذا دعا وسأل ربه عليه ان يتأدب مع الله فيجعل الاخرة اكبر همه ومبلغ علمه وغاية رغبته وسؤله لان الله اذا اصلح لك دينك صلحت دنياك واذا اذا تولى الله امرك في دينك ووفقك فيه كانت الدنيا تبعا لذلك كله شرور الدنيا ومصائبها كلها بسبب الاساءة فاذا وفق الله العبد للصلاح وقد اصلح وافلح وانجح ستكون الدنيا تبعا لذلك وذكر الله عز وجل ان من عباده من اذا حج كانت الدنيا اكبر همه منهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة. ما مثال ذلك؟ من امثلة ذلك انك تجد الانسان هو لا مانع انك تسأل الله من خير الدنيا. لا مانع لك ان تصبح مسألة الدنيا هي الهم وهي الغم وتجعل العمرة كلها في هذه المسألة هذا يقع يقع من الانسان مع نفسه ويقع من الانسان مع ولده مع المرأة تحج وتعتمر ما عندها اللهم اشفي ولدي اللهم اشفي ولدي اللهم اشفي ولدي تنسى الدعاء بالنجاة من هول الاخرة والدعاء من وسؤال الله العافية في الدنيا تنسى المسائل كلها لا مانع ان تعتمر وفي نفسك حاجة كما ذكرنا لكن لا تجعل حاجة الدنيا هي الاساس ولكن يسأل الله معها خيري الدنيا والاخرة لان الله اثنى على عباده الذين سألوه من فضله فجمعوا بين خيري الدنيا والاخرة ولذلك كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة هذه الدعوة جمعت خير الدنيا والاخرة قال انس رضي الله عنه وكان انس رضي الله عنه اذا دعا بدعاء جعل هذه الدعوة فيها جعل هذه الدعوة في ذلك الدعاء حرصا على اتباع والالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجعل المؤمن الدنيا اكبر همه ولا مبلغ علمه ولا غاية رغبته وسؤله من الادب مع الله في العمرة ان الانسان يستنفذ الاوقات كلها في الذكر والطاعة ويحمد الله سبحانه وتعالى ان الله بلغه الوصول الى بيته يلهج بالثناء على الله بذكره وشكره ومن الادب مع الله في العمرة انه كلما انتقل من شيء شكر الله على ما مضى وتجده مثلا اذا جاء الى الميقات حمد الله وشكره على ما مضى. ما الذي مضى الذي مضى انه كان محاط بهموم الاهل والولد والاخوان والاخوات والتجارات سهل الله له ان يجد وقتا ان يخرج لعمرته فيحمد الله ويشكر اذا شكر الله ان الله هيأ له ان يعتمر وجاء الى الميقات واثنى على الله بما هو اهله ان الله يسر له ان يضيء الى بيته ننتقل بعد ذلك اذا وصل الى البيت حمد الله انه بلغ البيت الماء بيت البيت الحرام وان الله اوصله على ما يسر له من رزقه من الدواب فيما بين على الارض او فيما بين السماء والارض او على البحار كلها سخر بامر الله عز وجل وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس هذا كله من فظل الله. فاذا وصل الى البيت حمد الله وتأدب مع الله في هذه النعمة فشكره ما يصبح غافلا يذهب تتعجب ان الامة من الناس تنقلها الطائرة فيها المئات لو ان هذه الطائرة احترق فيها شيء بسيط ما بقيت نفس من هذه الانفس من الذي حفظها؟ من الذي سخرها تمشي؟ تسير بين السماء والارض من الذي حفظها وهي مقلعة ومن الذي حفظها وهي سائرة ومن الذي حفظها وهي نازلة فاذا نزلت ونزل المسافرون قل ان تجد من يقول الحمد لله هذا كله من الغفلة فمن الادب مع الله انك اذا وصلت الى بيت الله حمدت الله ان الله بلغك على ما يسر لك من رزقه واثنيت على الله وشكرته فاذا شكرته زادك فانت ما بين التوحيد والشكر والعبد اذا جمع ما بين الامرين التوحيد والشكر فان الله يجتبي ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه فاذا الاصطفاء والاجتباه يأتي بالاخلاص وارادة وجه الله والتجرد لله والاكثار من شكره وحمده سبحانه وتعالى وقال تعالى وسنجزي الشاكرين فاذا حمدت الله ان الله سخر لك قدم تطوف عليها. ورجل تحملك وقلب تتفكر به من الناس من يطوف وقلبه مشغول مع امه وابيه مع مريظه وسقيمه مع ابنه وولده والله فرغ لك قلبك تحمد الله وتشكره واذا سعيت كذلك تحمد الله وتشكره فهذا كله من الادب مع الله الادب مع نعمه في حال التقلب بين هذه المناسك والانتقال من منسك الى منسك ومن مشعر الى مشعر واذا فرغ العبد من عمرته من الادب بعد الفراغ من يثني على الله بما هو اهله يشكر الله بثلاثة امور القلب والجنان وهو شكر الجنان ويكون شكر الجنان باعتقاد الفضل لله. لا تحس ولا تشعر ان الله يحتاج منك لعمرة او حج الله غني عن عبادة العابدين لو ان اهل السماوات والارض ومن فيهن وما بينهما عكفوا منذ ان خلقهم الله الى ان يفنيهم وهم ركع سجود بين يدي الله ما زاد في ملكه شيئا يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا وهو الذي لا تنفعه طاعة المطيعين. ولا تضره معصية العاصين. انما يفعل الانسان هذا اداء لحق الله بتوفيق الله فيتأدب مع الله ما يعتقد انه يدلي على الله انه جاء بعمرة ابدا اللي يعتقد ان الفضل كله لله سبحانه وتعالى. ان الله اعطاه من الوقت واعطاه من القوة واعطاه من الصحة والفراغ واعطاه واعطاه وعلمه ويسر وجعله في امن وامان كل هذه نعم يعتقد فيها الفضل لله ثم بعد ذلك آآ يأخذ بالاسباب التي تدل على قبول العبادة وهو ان يكون حاله بعد العمرة افضل من حاله قبل العمرة هذه هذا امر من توفيق الله عز وجل لعباده الاخيار. يستحي من زار بيت الله ان يكون بحال في ايمانه واستقامته لربه اضعف من حاله حينما قدم على بيت الله. ولذلك من دلائل القبول في الطاعة ان يكون حال العبد بعدها اصلح من حاله قبلها كذلك ايضا كما ذكرنا فيما تقدم ان الانسان اذا انتهى من الادب مع الله انه لا يتحدث ولا يذكر ذلك طلبا للرياء والسمعة ولكن لا بأس ان تقول اعتمرت من باب شحذ همة غيرك للعمرة من باب ان ان تكون قدوة لغيرك فيعتمر وتذكر ما في العمرة من نعم الله عليك هذا لا مانع منه واما الاساس ان تحفظ حق الله سبحانه وتعالى في عمرتك من الاداب الادب مع الناس وان يكون المعتمر حريصا على البر في عمرته ومن اعظم البر اطعام الطعام وافشاء السلام وخصال الكرام فاذا كنت في رفقة كنت خيرها واقربها الى ربك ولا يروا منك الا خيرا ولا يسمع منك الا طاعة وبرا كن كافضل ما يكون عليه الصاحب مع صاحبه ان وجدتهم ذكروا الله ذكرت ان وجدتهم غافلين ذكرت نبهت وايقظت وعلمت وارشدت واخذت بحجزهم عن نار الله عز وجل وتكون معهم كافضل ما يكون الصاحب مع صاحبه من الحرص على كمالات الامور فاذا صحبتهم كنت كافضل ما يكون الاخ مع اخيه واخوة الاسلام امرها عظيم ولكن الصحبة امرها بعد ذلك مع الاسلام اعظم الصاحب بالجنب قيل انه الذي يصحب الانسان ويكون معه دائما في سفر او نحو ذلك هذا له حق عليك فجيرة السفر احفظ حرمتها ان رأيت خيرا من اخيك ذكرته وثبته وان رأيت سوءا وشرا نصحته وسترته فاذا صحبت قوما تصحبهم مشيمتك الوفاء ان احسن محسنوهم احسنت وتجتنب الاساءة ان اساءوا وتبصر ما يريبهم بعين لها عن عيوبهم غطاؤه تكون عف اللسان في ذكر عيوب اصحابك في العمرة كذلك ايضا اه تحرص على الاخلاق الفاضلة في صحبتك للناس عموما وفي رفقة العمرة خصوصا لان الاخلاق امرها عظيم ولذلك سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق تقوى الله وحسن الخلق فاهل الجنة ادوا حق الله بالتقوى وادوا حقوق الناس وزادوا على ذلك بمكارم الاخلاق وسئل بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه. عن اثقل شيء في ميزان العبد بر العمرة وبر الحج البر مع الناس بمكارم الاخلاق من ذلك اطعام الطعام في طعم ويجود ويكون جوادا. كان بعض السلف قليل اليد ليجمع المال لحجه وعمرته فاذا حج انفق على الرفقة التي معه وهو ضعيف الحال لكن يريد ان يكون بخير ما يكون بمنازل من اخ مع اخيه وصاحب معه وهذه كلها يسيرة على من يسر الله عليه ولو سأل سائل ما هو الطريق لكي ابلغ هذه الامور فلن تجد شيئا اعظم من دعاء الله ان يرزقك حسن الخلق ولذلك كان صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل قال اللهم اهدني لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت. تدعو الله. وثانيا ان تتذكر ما عند الله من الثواب حينما تكون مع اخوانك المعتمرين الذين هم في عبادة لا تشوش عليهم ولا تؤذيهم ولا تجرح مشاعر احدهم بكلمة او بفعل او تصرف هذا كله من توفيق الله للادب مع الناس يا جماعة الخير كله في تقوى الله فمن اتقى الله جعل له من امره يسرا فان كان في عبادة يسرها الله له. وان كان في طاعة يسرها الله له جعلنا الله واياكم من المتقين من الادب المكسب ولذلك يتخير الانسان بعمرته ان مال الحلال المال الطيب ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين طيب المكسب اولا انه طاعة لله سبحانه وتعالى ومن طاب كسبه طاب عيشه لانه لا يطيب الكسب الا بتقوى الله. لا يطيب كسب الانسان الا اذا كان من المتقين. لان الدنيا فتنة فلا يترك حرام المال ولا حرام الدنيا الا من يتق الله فاذا كان عنده مال وكان ماله طيبا فانه من عادل البشرى له في هذه الدنيا ولذلك يحرص الانسان على ان يجمع لعمرته مالا طيبا يأخذ راتب بعمله بستة الاف ويعلم انه ربما قصر في حدود ثلث الراتب الاربعة الاف هذي من طيب الكسب ويعلم انه ناصح في الاربعة الاف في ثلثي العمل واما الباقي قد يفوت بسبب الكلام بسبب التأخر ونحو ذلك يتورع ويدخل ويأخذ المال الحلال ويتخذ كسبا طيبا لعمرته لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل اشعث اغبر يطيل السفر يمد يديه الى السماء يا ربي يا ربي يا رب ومطعمه بالحرام وملبسه بالحرام وغذي بالحرام يقول صلى الله عليه وسلم فانى يستجاب لذلك ذكر الامام الحافظ ابن رجب رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في هذا الحديث ثلاثة اسباب لاجابة الدعاء لما ذكر الرجل اشعث اغبر اشعث اغبر وثاثت الحال يطيل السفر يمد يديه الى السماء اما اشعث اغبر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم رب اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره زوى الله عنه الدنيا وعوضه الاخرة وشتان ما بينهما ثانيا يطيل السفر ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان المسافر تستجاب دعوته حتى يرجع فاذا اطال السفر كان ذلك احظى وارجى واما الثالث يمد يديه الى السماء وفيها الحديث الحسن ان الله حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في اكثر من خمسة عشر حديثا صحيحة انه كان يرفع يديه في الدعاء صلوات الله وسلامه عليه وهذا من اسباب الاجابة لانه قال حيي كريم يستحي من عبده اذا رفع يديه ان يردهما صفرا فقال اشعث اغبر اه يطيل السفر اشعث اغبر يا ربي يمد يديه الى السماء فذكر الثلاثة الاسباب التي هي من اسباب اجابة الدعاء. فطيب المكسب المهم في عبادة الحج وعبادة العمرة اذا حججت بمال لست تملكه فما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله الا كل صالحة ما كل من حج بيت الله مبرور المكسب اه نعمة من الله ونسأل الله بعزته وجلاله ان يكفينا بحلاله عن حرامه بفضله عمن سواه والاداب كثيرة لكن جماعها تقوى الله وكل ادب من اداب الاسلام دعا اليه كتاب الله او دعت اليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانه مطلوب ولكنه في العمرة اكد لحرمة العبادة وحرمة الحج ايضا عبادة هذا كله مما يراعيه المسلم ويحرص عليه وكان الاجلاء والعلماء لهم اه مواقف عجيبة في حال العمرة وحال الحج من الاحسان الى الرفقة ومن تفقد الرفقة ومن اه دماثة الخلق ومكارم الاخلاق التي عرف بها السلف الصالح لهذه الامة والتابعون لهم باحسان جعلنا الله واياكم منهم. ونقتصر على هذا القدر لنترك المجال للاسئلة ان شاء الله غدا سنتكلم على صفة عن صفة العمرة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها اسأل الله ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. والله تعالى اعلم