ما شاء الله هذه بضعة عشرة وجها او تزيد في بيان فضل العلم واوجه هذا التفضيل ابتداء من خلق آدم عليه السلام وكيف فضل على الملائكة لما خصه الله تعالى به من العلم والفقهاء علماء بامر الله فقط وصحيح ان العالم بالله افضل من العالم بامر الله. لكن غاب عنهم ان هناك طبقة ارقى وهم الذين جمعوا بين العلم بالله والعلم بشرع الله العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم وقد دل هذا الحديث على تفضيل العلم على العبادة تفضيلا بينا والادلة على ذلك كثيرة. قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. وقال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين صوت العلم درجات يعني على الذين امنوا ولم يؤتوا العلم كذلك قال ابن مسعود وغيره من السلف وغيره من السلف وخرج الترمذي من حديث ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر له رجلان احدهما عابد والاخر عالم فقال صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم. وقال حديث حسن صحيح غريب. وخرج ايضا هو وابن ماجة من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد وخرج ابن ماجة من حديث عبدالله بن عمرو قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فدخل المسجد فاذا هو بحلقتين احداهما يقرأون القرآن ويدعون الله. والاخرى يتعلمون ويعلمون فقال النبي صلى الله عليه وسلم كل على خير هؤلاء يقرأون القرآن ويدعون الله فان شاء اعطاهم وان شاء منعهم وهؤلاء يتعلمون ويعلمون. وانما بعثت معلما فجلس معهم. وخرجه ابن مبارك في كتاب الزهد. وزاد فيه بعد قوله بعست معلما هو افضل. وخرج هذه الاثار السابقة. اما اولها وهو حديث وهو حديث فظل العالم على العابد كفضله على ادناكم. قد قال ابن رجب انه حديث حسن صحيح غريب آآ يشير الى كلام الترمذي ولكن المحشي ذكر غير ذلك ولعل هذا من اختلاف النسخ اما الحديث الذي بعد فقيه واحد اشد على الشيطان من الف عابد. فهذا فيه ضعف وربما صح موقوفا على بعض الصحابة واما الثالث فضعيف الذي فيه جلوس النبي صلى الله عليه وسلم ما احدى الحلقتين ثم قال وخرج الطبراني. وخرج الطبراني من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قليل الفقه خير من كثير العبادة وخرج البزار والحاكم وغيرهما باسانيد متعددة مرفوعة فضل فضل العلم احب الى الله من فضل العبادة خير خير دينكم. خير دينكم الورع وفي مراسيم الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجتين مسيرة حظر الجوادم مئة عام. نعم حظر الجواد الحظر نوع من انواع السير والاثار الموقوفة عن عن السلفة عن السلف عن السلف خطأ طباعي والاثار الموقوفة عن السلف كثيرة جدا روي عن ابي هريرة وابي ذر قال قال لباب من العلم احب الينا من الف ركعة تطوعا. واخرجه ابن ماجة من حديث ابي سر مرفوع مرفوعا وروي عن ابي الدرداء قال مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة ويروى عن ابي هريرة مرفوعا احب الي من ان اوحي ليلة اصليها حتى اصبح. وعنه قال تذاكر العلم بعض ليلة بعض ليلة بعض ليلة احب الي من ان احييها. وصح عن ابي موسى الاشعري انه قال لمجلس اجلس اجلسه من عبد الله بن مسعود اوثق في نفسي من اوثق في نفسي من عمل سنة. وعن الحسن قال لان اتعلم نتعلم بابا من العلم فاعلمه مسلما احب الي من ان تكون لي الدنيا كلها اجعلها في سبيل الله تعالى وعنه قال ان كان الرجل ليصيب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها. لو كانت له فيجعلها في الاخرة عنه قال مداد مداد العلماء مداد العلماء ودم الشهداء يجريان مجرى مجرى واحدة ما من شيء مما خلق الله اعظم عند الله في عظيم الثواب من طلب علم لا حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة ولا عتق ولو كان العلم صورة لك انت صورته احسن من صورة الشمس والقمر والنجوم والسماء والعرش. قال الزهري افضل من عبادة مئة سنة قال سفيان الثوري وابو وابو حنيفة ليس بعد الفرائض افضل من طلب العلم. قال سفيان لا نعلم شيئا من الاعمال افضل من طلب العلم والحديث لمن حسنت نيته فيه قيل له واي شيء النية فيه؟ قال يريد الله والدار الاخرة. وقال الشافعي طلب العلم افضل من صلاة من صلاة نافلة ورأى مالك بعض اصحابه يكتب العلم ثم تركه وقام يصلي فقال عجبا لك ما الذي قمت اليه بافضل من الذي تركته سئل الامام احمد ايما احب اليك ان اصلي بالليل تطوعا او اجلس انسخ العلم. قال اذا كنت تنسخ ما تعلم من امر دينك فهو احب الي. وقال ايضا العلم لا يعد له شيء. لا يعدله. لا يعدله شيء. وقال المعافى بن عمرو بن عمر ان كتابة حديث واحد احب الي من قيام ليلة واضح جدا معشر طلبة العلم من هذا الفهم السلفي انهم رحمهم الله كانوا يقدمون العلم على العبادة ويرون ان العلم من افضل ما يتقرب به وان صرف الاوقات في تحصيل العلم واتقان باب من ابوابه افضل من العبادات القاصرة هذا واضح جلي في كلام الصحابة والتابعين والتابعين لهم باحسان فينبغي لمن اتاه الله سبحانه وتعالى فهما ووجد نفسه وعاء للعلم وكان ذهنه وقادا اه يجمع مسائل العلم ان يفني عمره في تحصيله ثم يشتغل بعد ذلك في تعليمه هذا من افضل القربات فان لم يكن كذلك فلا يخرج صفر اليدين لان يشتغل بالعبادة. خير من ان يبقى بلا علم ولا عبادة بل ما هو اعلى من هذا وذاك ان يجمع بين الامرين. فان من الموفقين من عباد الله من يرزق علما وعبادة لكن لو قيل بايهما يبدأ؟ وايهما يرجح فيقال ينبغي له في مقتبل عمره وفوعة شبابه ان يتجه الى طلب العلم لان هذا امر يفوت فانه اذا تقدم به العمر يكل ذهنه ويضعف حفظه فينبغي ان يستغل اول عمره في تحصيل العلم وضبطه وتوثيقه وحفظه ثمان الله سبحانه وتعالى بعد ذلك يفتح له من ابواب العبادة ما يعوض به ما قد يكون قصر فيه عن غيره فبذلك يجمع الكمالات وادعو اخواني طلبة العلم الى ان يعتبروا طلبهم للعلم ضربا ضربا من الجهاد. فان الله سبحانه وتعالى قد جعله كفؤا له ومعادلا. قال الله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فجعل القائمين بامر الدين اهل جهاد يقاتلون واهل علم يصابرون فكلاهما على ثغر كما اني ادعو اخواني دعوة واضحة الى ان يشتغلوا بالجهاد بالعلم وتعليم الناس اياه فان كما يتشوف واقول هذا واضحا كما يتشوف كثير من الشباب الى الجهاد في سبيل الله والذهاب الى ميادين الجهاد والقتال وغير ذلك فينبغي لطالب العلم ان ينشأ عنده رغبة مساوية ومعادية بل ومقاوية ان يخرج في سبيل الله معلما للناس اعلموا يا رعاكم الله ان بلاد المسلمين بامس الحاجة الى من يعلمهم دينهم الى من يعلمهم التوحيد هذه الجزيرة قد اخرجت الصحابة وابناء الصحابة والتابعين ونشروا العلم في كل مكان كما نشروا كما فتحوا البلاد فتحوا القلوب فكما ان من الناس من يتشوف للقتال واراقة الدماء في سبيل الله فليكن تشوفك يا طالب العلم في نشر العلم وبثه في الاقطار بنفس الدرجة ونفس القوة. ليست الثانية باقل من الاولى لقد رأينا في سفراتنا الخارجية من اهل البدع من ينصب نفسه لنشر دينه وبدعته يوجد من النصارى من يقيم بين ظهراني المسلمين في اشد الاحوال سوءا فقرا وجوعا ومرضا واوبئة. ويقيم بين ظهرانيهم لتنصيبهم ويوجد من اهل البدع من الروافض واشباههم من يغادر بلده ويسكن في بلاد لم يطأها رافظي قبله ساعيا في نشر بدعته فاين الشباب والسنة لم لا يخرجون بهذه الصفة السلمية التي لا غبار عليها ويقصد الى بلاد المسلمين فاتحين لها بالعلم بالعلم فاتحين للقلوب ناشرين للسنة بحيث لا تضيع اعمارهم فان قصرت امالهم دون اه بعد النجعة فليكن ذلك في بلدانهم في قراهم وبواديهم وريفهم. يعلمون الناس ويبصرونهم بدينهم اما ان ينكفئ طلبة العلم بعضهم على بعض اماكن معينة لربما احدث ذلك عندهم نوعا من التوسع والرفاهية ثم التفت بعضهم الى بعض وتشاغلوا بالخلافات والشجارات وآآ انكفأوا على انفسهم. لكن اذا فتح لهم في باب المحكم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبث السنة والدعوة الى الله عز وجل. تخلصوا من هذه العوالق والشوائب التي تضيع اعمارهم وتفسد نياتهم وتوغر صدورهم. فكروا في هذا جيدا ليس كثيرا قد وفق كثير من امثالكم الى ان يذهبوا الى بلاد لم يخطر ببالهم ان يسكنوها او ينزحوا اليها بورك لهم فيها وكانوا بركة على اهلها مقام المراكز والمساجد وعلموا الناس وفتح لهم خير كثير فنسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم مباركين ثم قال مما يدل على تفضيل العلم على جميع النوافل ان العلم يجمع جميع فضائل الاعمال المتفرقة فان العلم افضل انواع الذكر كما تقديره وهو ايضا افضل انواع الجهاد. ويروى من حديث عبدالله بن عمر والنعمان بن بشير رضي الله عنهما مرفوعا. انه مداد العلماء بدم الشهداء. فيرجح فيرجح مداد العلماء وخرج الترمذي من حديث انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع وورد في حديث اخر اذا جاء الموت لطالب العلم فهو شهيد. وقال معاذ ابن جبل رضي الله عنه تعلموا العلم فان تعلمه حسنة وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح. والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة. وبذله لاهله قربة. لان العلم سبيل منازل اهل الجنة وهو الانيس في الوحدة. والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والمعين على الضراء. والزين عند الاخلاء والسلاح على الاعداء. يرفع به اقواما فيجعلهم في الخيرات قادة وائمة يقتدى تقتفى اثارهم ويقتدى بفعالهم. ترغب الملائكة في خلتهم وباجنحتها تمسحهم. ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان وحيتان البحر وهوام الارض وسباع البر والبحر والانعام. لان العلم حياة القلوب من الجهل ومصباح الابصار الظلمة وقوة الابدان من الضعف. ويبلغ بالعبد منازل الاخيار والابرار والدرجات العلى في الدنيا والاخرة. في الدنيا والاخرة والتفكر فيها يعدل الصيام ومذاكرته تعدل القيام. وبه توصل الارحام ويعرف الحلال من الحرام. وهو امام والعمل تابعه ويلهمه ويلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء. وقد روي هذا مرفوعا من حديث ابي هريرة. ومما يدل على هذا هذه القطعة الطويلة من كلام معاذ جمل جميلة ومعان مليحة وان كان في اسنادها مقال اما ابن عبد البر فقد حسن هذا الحديث ايا كان فان هذه الجمل جمل صحيحة المعنى وهي تشوق القلوب وتحبب اليها العلم فينبغي للانسان التأمل في هذه المعاني وقد يطول المقام بتناولها جملة جملة ثم قال ومما يدل على تفضيل العلم على العبادة قصة ادم عليه السلام. فان الله انما اظهر فظله على الملائكة بالعلم حيث علمه اسماء كل شيء واعترفت الملائكة بالعجز عن معرفة ذلك فلما انبأهم ادم بالاسماء ظهر حينئذ فضله عليهم فقال الله لهم الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. وذكر طائفة من السلف ان الذي كتموه انهم قالوا في انفسهم لن يخلق الله لن يخلق الله خلقا نحن اكرم عليه منه. ومما يدل على فضل العلم ان جبريل اي ان جبريل عليه السلام انما فضل على الملائكة المشتغلين بالعبادة بالعلم الذي خص به. فانه صاحب الوحي الذي ينزل به على الرسل وكذلك خواص الرسل انما فضلوا على غيرهم من الانبياء بمزيد العلم المقتضي لزيادة المعرفة بالله وخشيته. ولهذا وصف الله في كتابه محمدا صلى الله عليه وسلم ومدحه بالعلم الذي اختصه به وامتن به عليه في مواضع كثيرة وامره بان يعلمه لامته فاول فاول ما ذكره فاول ما ذكره بالعلم وبتعليمه. فاول ما ذكره بالعلم وبتعليمه في قصة ابراهيم. حين دعا ربه لاهل البيت الحرام ان يبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته. ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. ثم امتن علينا بان بعث فينا رسولا منا ومحمدا وهو محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة. فقال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلون عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين واول ما انزل واول ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ذكر العلم وفضله وهو قوله وهو قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. وامتن على محمد صلى الله عليه وسلم بالعلم في مواضع في مواضع كقوله تعالى وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم. وكان فضل الله عليك عظيما. وامره ان يسأل ربه علما فقال وقل رب علما وكان صلى الله عليه وسلم يقول انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية وامتن الله علينا ان بعث فينا هذا الرسول الذي يعلمنا ما لم نكن له ما لم نكن نعلم وامرنا بشكر هذه النعمة بشكر هذه النعمة كما قال تعالى كما ارسلنا رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم. ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. فاذكروني اذكركم واشكروا قولي ولا تكفرون. واخبر سبحانه وتعالى انه انما خلق السماوات والارض ونزل الامر لنعلم بذلك قدرته قدرته وعلمه سوف يكون دليلا على معرفته ومعرفة صفاته. كما قال تعالى الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر اين هنتعلم ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما. ومدح الله في كتابه العلماء في مواضع كثيرة. وقد سبق واخبر انه انما يخشاه من عباده العلماء. وهم وهم العلماء وهم العلماء به. قال ابن عباس في قوله انما يخشى الله من عباده العلماء قال انما يخاف انما يخافني من عبادي من عرف جلالي وكبريائي وعظمتي وفضل جبريل على سائر الملائكة بما خصه الله تعالى به من من العلم على الملائكة المقربين لكونه يحمل رسالات ربه الى انبيائه وفضل خواص الانبياء والرسل على بقية الانبياء. لما اختصهم الله به من العلم ثم امتنان الله تعالى على هذه الامة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم. ويكون اخص وصف فيه انه يعلمهم الكتاب والحكمة وكذلك يكون اخص اصحابه به. الى غير ذلك من الوجوه المتكاثرة فمن اراد ان يكتب بحثا او نحو ذلك في فضائل العلم فلن يستغني عن ذكر هذه الوجوه وفيها مقنع لكل ناصح لنفسه ان يقدم العلم على كل شيء ثم انتقل الى مسألة مهمة فقال فافضل العلم العلم بالله وهو العلم باسمائه وصفاته وافعاله التي توجب بها معرفة الله وخشيته ومحبته وهيبته واجلاله وعظمته. والتبتل اليه والتوكل عليه والصبر والرضا والرضا عنه والاشتغال به دون خلقه. ويتبع ذلك العلم بملائكته وكتبه ورسله واليوم واليوم الاخر. وتفاصيل ذلك والعلم باوامر الله ونواهيه وشرائعه واحكامه. وما يحبه من عباده من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة وما يكرهه من من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ومن ومن جمع هذه العلوم فهو من العلماء الربانيين العلماء العلماء بالله. العلماء بامره وهم اكمل ممن قصر على العلم بالله دون العلم دون العلم بامره. وبالعكس اذا لو قيل لك ما افضل هذا العلم الذي ترغبون فيه وتدعون اليه الجواب ما سمعتم ان افضل العلم هو العلم بالله واسمائه وصفاته الموجب لتحصيل محبته وخشيته والانابة اليه والشوق والشوق الى لقائه والانس به هذا هو افضل العلم. لماذا لان شرف العلم متوقف على شرف المعلوم والله اشرف معلوم. سبحانه وبحمده العلم به اشرف انواع العلوم فينبغي ان تتجه همة طالب العلم ابتداء متوسطا وانتهاء الى العلم بالله تعالى بمقتضى اسمائه وصفاته حتى يستنير قلبه بمحبته وخشيته والانابة اليه والتوكل عليه. يصبح قلبا منورا موصولا بخالقه بنور الله تعالى ثم ما يتبع ذلك من الايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وما اخبر به من الغيبيات ثم بعد ذلك الاشتغال بشرعه حلاله وحرامه ومعرفة مراضيه وتجنب مساخطه بهذا يكتمل العلم فيكون عالما بالله عالما بامر الله نشاهد وشاهد وشاهد هذا النظر في حال الحسن وابن المسيب والثوري واحمد وغيرهم من العلماء الربانيين. وحال ما لك بن دينار والفضيل بن عياض ومعروف وبشر وغيرهم من العارفين فمن قايس بين الحالين عرف فضل العلم بالله العلماء بالله عرف فضل العلماء بالله وبامره على العلماء بالله فقط فما الظن بتفضيل العلماء بالله وبامره على العلماء بامره فقط فان هذا فان هذا واضح لا خفاء به. وانما يظن وانما يظن بعض من لا علم له تفضيل العباد على العلماء. تفضيل العباد على العلماء لانهم تخيلوا ان العلماء هم العلماء هم العلماء بامر الله فقط وان العباد هم العلماء بالله فرجحوا العلماء بالله على العلماء بامره وهذا حق ونحن انما نقول ان العلماء بالله وبامره افضل من العباد ولو كان العباد من العلماء بالله لان العلماء الربانيين شاركوا العباد في فضيلة العلم بالله بل ربما زادوا عليهم فيه وانفردوا بفضيلة العلم بامر الله وبفظيلة دعوة الخلق الى الله وهدايتهم اليه وهو مقام الرسل وكذلك كانوا خلفاء الرسل وورثتهم كما سيأتي ذكره ان شاء الله ان شاء الله تعالى. اذا الشيخ رحمه الله نشير الى دليل حسي واقعي ينبغي ان يمرن طالب العلم نفسه على تأمله. وهو النظر في سير واحوال العلماء الربانيين العالمين العالمين بشرع الله. كالذين سماهم ولهذا ينبغي لنا فعلا معشر طلبة العلم ان ندمن النظر في السير والتراجم بأمثال هؤلاء احمد والسفيان والثوري والاوزاعي والحسن والبخاري ومالك والشافعي وغيرهم من العلماء الذين اطبقت على تفضيلهم وتزكيتهم ينبغي لطالب العلم ان يقرأ في سير اعلام النبلاء مثلا للذهب ويكثر النظر فيهم لان النظر في الواقع المشاهد المحسوس له اثر ابلغ من مجرد النظر في النصوص المجردة فهذا باب من اه من المثيرات في التعلق بالعلم واهله ونبه الشيخ على الخطأ الذي وقع فيه كثير من الجهال حينما يفضلون العباد على العلماء. لانهم ظنوا ان العباد علماء بالله وهم المعنيون الذين ورد ذكرهم ثم قال وهذا القدر الذي انفردوا به عن العباد افضل من عباد الذي انفردوا به عن العباد افضل من القدر الذي انفرد به العباد من نوافل العبادة فان زيادة المعرفة بما انزل الله على رسوله توجب زيادة المعرفة بالله والايمان به وجنس المعرفة بالله والايمان به افضل من جنس العمل بالجوارح والاركان ولكن من لا علم له تعظم في نفسه العبادات على العلم لانه لا يتصور حقيقة العلم ولا شرفه. ولا ولا قدرته ولا قدرة له على ذلك وهو يتصور حقيقة العبادات وله قدرة على جنسها في الجملة. ولهذا تجد كثيرا ممن لا علم لديه يفضل الزهد في الدنيا على العلوم والمعارف وسببه وسببه ما ذكرناه وهو انه لا يتصور معنى العلم معنى العلم والمعرفة. ومن لا يتصور شيئا لا لا تقر في لا لا تقر في صدره عظمته. وانما يتصور الجاهل بالعلم حقيقة الدنيا. وقد عظمت في صدره فعظم عنده عنده من تركها. من ترك. من تركها كما قال محمد بن واسع. وقد رأى شابا فقيل له هؤلاء زهاد. فقال واي شيء واي شيء قدر الدنيا حتى يمدح من زهد فيها. وقال ابو سليمان الدراني قريبا من هذا المعنى ايضا. فالمفتخر بالزهد في الدنيا كانه يفتخر بترك نجري نزر يسير من شيء هو اقل عند الله من جناح بعوضة. وهذا احقر من ان يذكر فضلا عن ان يفتخر به. طيب اه هذا الكلام من يدل على نوع من المقاربة والتحليل النفسي والتكييف لحال هؤلاء الذين فتنوا بتقديم العباد على العلماء وبين بان هؤلاء العباد في الواقع انما شغلوا بتعظيم العبادات لكن مع تصور قاصر بان نتصور العبادة الحقة لا ينشأ الا عن علم الله تعالى يقول انما يخشى الله من عباده العلماء فمن حرم العلم فانه يقصر دون تحقيق الهيبة والخشوع والخضوع الكامل وان بدا انه يصرف وقته في العبادات ويحافظ على آآ الرسوم والعادات وآآ يلازمها لا يخرم منها شيء لكنه في الباطن لا يتصورها تصور العالم وربما كان عمل قليل من عالم في ميزان الله افضل من كثير من هذا العابد الذي قصر علمه عن تصور حقيقة العبادة وتعظيم الرب وهيبته وجلاله عاد الامر جدعا انه لا بد من البدء العلم يؤسس الانسان تدينه لله تعالى على اساس العلم المستنير بنور الكتاب والسنة لا بالعوائد الاحوال والطرق الجارية والمتبعة الشيخ رحمه الله اه في هذه القطعة واضح انه تعمق في تصور حال هؤلاء العباد ووقع على السبب الحقيقي الذي جعل الناس او بعض العوام يبجل العباد ويقدمهم العلماء والفقهاء ولهذا ايضا يعظم في نفوس كثير من الناس ذكر الخوارق والكرامات ويرونها افضل مما اعطيه العلماء من المعرفة والعلم وانما يتصورون حقيقة الخوارق لانها من جنس القدرة والسلطان في الدنيا الذي يعجز اكثر الناس عنه. واما العلماء بالله فلا تعظموا هذه الخوارق عندهم بل يرون الزهد فيها وانها من نوع الفتنة والمحنة وبسط الدنيا على العبد فيخافون من الاشتغال بها والوقوف معها والانقطاع عن الله. وقد ذكر ابو طالب المكي هذا المعنى في كتابه عن كثير من العارفين منهم ابو يزيد ويحيى بن معاذ وسهل استري وذو النون والجنيد وغيرهم. وقيل لبعضهم ان فلانا يمشي على الماء. فقال من امكنه؟ من امكنه الله من من هواه فهو افضل. وكان ابو حفص انيسابوري يوما جالسا مع اصحابه خارج المدينة. وهو يتكلم عليهم فطابت انفسهم فجاء فيل قد نزل من الجبل. هيكل فجاء تيثل قد نزل من الجبل فبرك قال هو الوعل المسن نوع من انواع الغزلان جاء ثيثل قد نزل من الجبل فبرك بين يديه فبكى وانزعج فسأل عن سبب فسأل فسأل عن سبب بكائه فقال رأيت اجتماعكم حولي وقد طابت قلوبكم فوقع في قلبي. لو ان لي شاة ذبحتها ودعوتكم فما تحكم هذه فما تحكم تحكم هذا الخاطر حتى جاء هذا الوحش فبرك بين يدي اخوي ديالي ان ان مثل ان مثل فرعون الذي سأل ربه ان يجري له النيل فاجراه له فخيل فخيل لي ان مثل فرعون وخويا لي اني مثل فرعون الذي سأل ربه ان يجري له النيل فاجراه له. قلت فما يؤمنني فما يؤمنني ان الله يعطيني كل حظ في الدنيا وابقى في الاخرة فقيرا لا شيء لي. فهذا الذي ازعجني. هذا المعنى الاخير الذي ذكره الشيخ رحمه الله وان اهل العلم الحقيقيين لا يعتنون بتحصيل الخوارق التي شاع الحديث عنها في زمن المؤلف وما قبله وما بعده ويعدون ان هذه من الكرامات التي تستجمع بل كان حرصهم على اتباع السنة وهم لا يلتفتون لهذا بل ينظرون ان التعلق بها كالتعلق بامور الدنيا الاخرى. من تحصيل وغير ذلك فهم لا يسعون اليها وقد اشار الى رواية كثيرة عن كثير من العارفين بالله عز وجل المعروفين بالصدق في السلوك من انهم كانوا يزهدون بهذه الاشياء ولا يبحثون عنها ويرون ان من قيل عنه انه يمشي على الماء او يطير في الهواء او غير ذلك لا يلتفتون اليه ولا يعبأون به ويقولون ما امكنه ان يخالف هواه فهو افضل هذا المعنى هو الذي كان عليه الموفقون ثم قال الاحوال العارفين كلها تدل على انهم لم يكونوا يلتفتون الى هذه الخوارق. وانما كان اهتمامهم بمعرفة الله وخشيته ومحبته والانس به والشوق الى لقائه وطاعته والعلماء الربانيون يشاركونهم في ذلك ويزيدون عليهم بالعلم بامر الله ودعوة الخلق الى الله. وهذا هو الفضل العظيم عند الله وملائكته ورسله. كما قال بعض السلف من وعمل وعمل وعلم فذلك يدعى عظيما في ملكوت السماء. واذا ظهر فضل العالم على العابد فانما المراد تفضيله على العابد بعلم واما العابد بغير علم طيب بعلم نعم واما العابد بغير علم فانه مذموم. ولهذا شبهه السلف بالسائر على غير طريق. وبانه يفسد اكثر مما يصلح وبانه كالحمار في الطاحون يدور حتى يهلك من يهلك من التعب ولا يبرح ولا يبرح من مكانه هذا اشد ظهورا ووضوحا من ان يحتاج الى بسط القول فيه والله اعلم. ايه طيب هذا تنبيه لطيف يعني يريد الشيخ ان يقول ان المفاضلة السابق ذكرها السابقة ذكرها انما هي بين العالم والعابد الذي يعبد الله تعالى عن غير جهل واما من يعبد الله على جهل فهذا مذموم اصلا. ولم يدخل اصلا في المفاضلة لانه قد ضربت له امثال السوء في القرآن العظيم ثم قال ولنضرب ها هنا مثلا جد ولنضرب هكذا ولنضرب ها هنا مثلا جامعا لاحوال الخلق كلهم بالنسبة الى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقسام وانقسام في ايجاد دعوته الى سابق ومقتصد وظالم لنفسه. وبه يظهر فظل العلماء الربانيين على غيرهم من الناس اجمعين فنقول مثل ذلك فنقول مثل ذلك كمثل رسول رسول من قدم من بلد الملك الاعظم. من بلد الملك الاعظم. من بلد الملك الاعظم فادى رسالة الملك الى سائر البلدان تظاهر لهم صدقه في رسالته فكان مضمون الرسالة التي اداها من الملك الى رعيته. ان هذا ان هذا الملك احسان اتم من احسانه ولا عدل اكمل من عدله ولا بطش اشد من بطشه وانه لا بد ان ان يستدعي الرعية كلهم اليه. ليقيموا عنده فمن قدم عليه باحسان جازاه باحسانه اتم الجزاء قدم عليه باساءة جازاه باساءة اشد الجزاء. وانه يجب كذا وانه يحب كذا وكذا ويكره كذا وكذا لم يدعوا شيء لم يدع شيئا مما تعلموا تعلموا تعلمه الرعية الا اخبرهم بما يحبه الملك منه وبما يكرهه. وامرهم بالتجهز الى دار الملك التي فيها الاقامة. واخبرهم بخراب جميع البلدان سوى ذلك البلد. وان من لم يتجهز للسير بعث اليه الملك من يزعجه عن وينقله منه الى اسوأ حال وجعل يصف صفات هذا الملك الظاهر انه من يزعجه عن وطنه وللسير انبعث اليه الملك من يزعجه عن وطنه وينقله منه الى اسوء حال. وجعل يصف صفات هذا الملك الحسنى من الجمال والكمال والجلال والافضال وانقسم الناس في اجابة هذا الرسول الداعي الى الملك اقساما عديدة. فمنهم من صدقه ولم يكن له هم الا السؤال عما يحب هذا الملك هذا الملك من الرعية اصحابه الى داره عند السير اليه. فاشتغل بتخليصه لنفسه وبدعاء من يمكنه ودعاؤه من الخلق الى ذلك. وعما يكرهه هذا الملك فاجتنبه وامر الناس باجتنابه وجعل همه الاعظم. السؤال عن صفات الملك وعظمته وافضاله فزاد بذلك محبته لهذا الملك واجلاله والشوق الى لقائه. فارتحل الى الملك مستصحبا مستصحبا لانفس ما قدر ما قدر عليه مما يحبه الملك ويرتضيه واستصحب معه ركبا عظيما على مثل حاله سار بهم الى للملك وقد عرف من جهة ذلك الدليل الذي هو الرسول الصادق اقرب الطرق التي يتوصل بالسير فيها الى الملك وما ينفع من التزود من التزود للمسير فيها. وعمل بمقتضى ذلك في السير هو ومن اتبعه. فهذه صفة العلماء الربانيين الذين اهتدوا وهدوا الخلق معهم الى طريق الله. وهؤلاء يقدمون على الملك قدوم الغائب على اهله المنتظرين بقدومه المشتاقين اليه اشد الشوق وقسم اخر وقسم اخرون اشتغلوا بالتأهب بمسيرهم بانفسهم الى الملك ولم يتفرغوا لاستصحاب غيرهم معهم. وهذه صفة العباد الذين تعلموا ما ما ينفعهم في خاصة انفسهم واشتغلوا بالعمل بمقتضاه وقسم اخرون تشبهوا باحد القسمين واظهروا للناس انهم منهم وان قصدهم التزود للرحيل. وانما كانوا وانما كان قصدهم استيطان دارهم دارهم الفانية. وهؤلاء هم العلماء والعباد المراءون باعمالهم لينالوا بذلك مصالح دارهم التي هم بها مستوطنون. وحال هؤلاء عند الملك اذا قدموا عليه شر حال ويقال لهم اطلبوا جزاء اعمالكم ممن عملتم لهم فليس لكم عندنا من خلاق وهم اول من تسعر بهم النار من اهل التوحيد. وقسم اخرون فهموا ما اراده الرسول من رسالة الملك لكنهم غلب عليهم الكسل والتقاعد عن عن التزود للسفر واستصحاب ما يحب الملك واجتناب ما يكرهه. وهؤلاء العلماء الذين لا يعملون بعلمهم وهم على شفا هلكة وربما انتفع غيرهم هم بمعرفتهم ووصفهم لطريق الصيد فسار المتعلمون فنجوا وانقطعا وانقطع من تعلموا منه الطريق فهلكوا وقسم اخر كورونا صدقوا الرسول فيما دعا اليه من دعوة الملك لكنهم لم يتعلموا منه طريق السير ولا معرفة ولا معرفة ولا معرفة ولا معرفة ولا معرفة تفاصيل ما يحبه الله الملك وما يكرهه. فساروا بانفسهم ورموا نفوسهم في طرق شاقة ومخاوف وقفار وعرة المخاوف وقفال وعظة فهلك اكثرهم من قطعوا في الطريق ولم يصلوا الى دار الملك وهؤلاء الذين يعملون بغير علم وقسم لم يهتموا بهذه الرسالة اذا رفعوا بها رأسا واشتغلوا بمصالح اقامتهم في اوطانهم. في اوطانهم التي اخبر الرسول بخرابها. وهؤلاء منهم من كذب الرسول بالكلية ومنهم من صدقه بالقول ولكنه لم يشتغل بمعرفة ما دل عليه ولا بالعمل به. وهؤلاء عموم الخلق المعرضون عن العلم ومنهم الكفار والمنافقون ومنهم العصاة الظالمون لانفسهم فلا يشعرون الا وقد طرقهم داعي الملك فاجلاهم عن اوطانهم مستدعاهم الى الملك فقدموا عليه قدوم الابق على سيده الغضبان عليه. فاذا تأملت فاذا تأملت اقسام الناس المذكورة لم تجد اشرف ولا اقرب عند الملك من العلماء الربانيين فهم افظل الخلق بعد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. نعم هذا المثال الطويل مثال طويل وجلي بين لا حاجة للتعليق عليه. فجعل منتهى الناس الى هذه الاقسام الستة كذلك اقسامهم عند الله عز وجل ما بين مؤمنين عالمين بالله عالمين بشرعه او كانوا دون ذلك او كانوا منافقين او وكانوا معرضين او غير ذلك من الاوصاف التي ذكرها هذا هو حال الناس وضرب الامثال حسن وهو طريقة قرآنية لتقريب العلم الى المستمع ثم قال قوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء ورثة الانبياء يعني انهم ورثوا ما جاء به الانبياء من العلم فهم خلف الانبياء في اممهم بالدعوة الى بالدعوة الى الله والى طاعته والنهي عن معاصي الله والذود عن دين الله وفي مراسل الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمة الله على خلفائه. قالوا يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال الذين يحيون سنتي من بعدي ويعلمونها عباد الله نحوه نحوه من حديث علي مرفوعا ايضا. فالعلماء في مقام الرسل بين الله وبين خلقه. كما قال ابن المنكدر ان العالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل عليهم. وقال ابن وقال ابن عيينة اعظم الناس منزلة من كان بين الله وبين خلقه الانبياء والعلماء وقال سهل ابن عبد الله من اراد ان ينظر الى مجالس الانبياء فلينظر الى مجالس العلماء. يجيء الرجل فيقول يا فلان ما تقول ما تقول في ما تقول في رجل حلف على امرأته كذا وكذا. فيقول انطلقت امرأته ويجيء اخر فيقول ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا فيقول يحنث بهذا القول وليس هذا الا لنبينا وعالم فاعرفوا لهم ذلك. ورأت امرأة من العابدات في في زمن الحسن البصري في منامها كأنها تستفتي في في المستحاضة. فقيل لها تفتينا اتستفتين وفيكم الحسن اتستفتين وفيكم الحسن وفي يده خاتم جبريل وفي هذا اشارة الى وراثة الحسن ما جاء به جبريل من الوحي المشار اليه بخاتمه ورأى بعض العلماء النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا رسول الله قد اختلف علينا في ما لك في ما لك والليث ايهما اعلم؟ فقال ما لك ورث جدي يعني علمي ورأى بعضهم في المنام النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد. والناس حوله ومالك قائم بين يديه. وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مسك وهو يأخذ منه قبضة فيدفعها الى مالك. ومالك ينثرها على الناس. فاول ذلك فاول ذلك لمالك بالعلم واتباع السنة ورأى الفضيل في منامه النبي صلى الله عليه وسلم جالسا والى جنبه فرجة فجاء ليجلس فيها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هذا مجلس ابي اسحاق الفزاري تساؤل فسأل بعضهم ايهما كان افضل؟ فقال كان فضيل الرجل نفسه لنفسه رجل نفسه وكان ابو اسحاق رجل عامة يشير الى انه كان عالما ينتفع الناس بعلمه. وكان فضيلا وكان فضيلا عابدا نفعه نفعه لنفسه. والعلماء في الاخرة الانبياء في الشفاعة وغيرها كما في الترمذي عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة هل يشفع يوم القيامة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء. وقال ما لك بن دينار بلغنا انه يقال للعابدين ادخلوا الجنة. ويقال العالم قف فاشفع وقد روي هذا مرفوعا من حديث ابي هريرة باسناد ضعيف جدا وللعلماء الكلام في الموقف اذا اشتبهت الامور على الناس. فاذا ظن اهل الموقف انهم لم يلبثوا في قبورهم الا ساعة بين اهل العلم ان الامر على خلاف ذلك الى خلاف ذلك. كما قال تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين اوتوا العلم والايمان انا لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث. الاية والعلماء يخبرون يوم القيامة بخزي المشركين. كما قال ثم يوم القيامة يخزي ويقول اين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم؟ قال الذين اوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين. وقد روي في حديث مرفوع ان الناس يحتاجون في الجنة للعلماء كما كما يحتاجون اليهم في الدنيا. اذا استدعى الرب اهل الجنة لزيارته وقال لهم سلوني ما شئتم فيلتفتون الى فيلتفتون الى العلماء الى العلماء فيقولون سلوه رؤيته. فما في الجنة اعظم منها وهذا كله يبين ان لا درجة بعد النبوة افضل افضل من درجة العلماء وقد يطلق وقد يطلق اسم العلماء ويراد ادخال ادخال الانبياء فيهم كما في قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم فلم فلم يفردوا الانبياء بالذكر. فلم يفردوا الانبياء بالذكر بل ادخلهم في مسمى العلماء. وكفى بهذا شرفا للعلماء انهم يسمون باسمي يجتمعون هم الانبياء. هم الانبياء فيه ومن هنا قال من قال ان العلماء العاملين هم اولياء الله كما قال ابو حنيفة والشافعي ان لم يكن العلماء والفقهاء اولياء الله فليس لله وقال الامام احمد في اهل الحديث انهم هم الابدال. ما شاء الله. هذه قطعة بهية في فضل اهل العلم فكفاهم فخرا قول النبي صلى الله عليه وسلم انهم ورثة الانبياء ولا شك ان خير وريث من ورث نبيا العلماء هم ورثة الانبياء قد جعل الله تعالى اسم العلماء شاملا للانبياء وكفاهم فخرا ان جمعوا والانبياء في مسمى واحد كما قال مؤخرا قال قائل فاين الصديقون فان الله لما ذكر المنعم عليهم قال فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فيقال ان هم الصديقون لان الصديق هو الذي بلغ الغاية في التصديق والتصديق لا يكون الا عن علم. وكلما ازداد الامر المرء علما ازداد تصديقا. فهم في الواقع الصديقون ثم قال قوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر والمراد بهذا ان العلماء ورثوا الانبياء ورثوا الانبياء فيما خلفوه وان الذي خلف الانبياء هو العلم النافع. فمن اخذ العلم وحصل له وحصل له فقد حصل له الحظ العظيم الوافر الذي يغبط به صاحبه ابن مسعود قوما في المسجد يتعلمون فقال رجل على ما اجتمع هؤلاء؟ فقال على ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقتسمونه وخرج ابو هريرة الى السوق فقال لاهله تركتكم ميراث محمد تركتم تركتم ميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقتسم في المسجد وانتم يقتسم في المسجد وانتم ها هنا فتركته صلى الله عليه وسلم وميراثه هو هذا الكتاب الذي جاء به مع السنة المفسرة له المبينة المبينة لمعانيه وفي صحيح البخاري عن انس ابن عن ابن عباس انه انه سئل ترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال ما ترك الا ما بين الدفتين يعني المصحف وفي الصحيحين عن ابن ابي اوفى انه سئل هل وصى النبي صلى الله عليه وسلم في مرجعه من حجة الوداع فقال انما انا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيبه. واني تارك فيكم واني تارك فيكم الثقلين اولها اولها اولها كتاب الله. فيه الهدى والنور. من استمسك به واخذ به كان على الهدى. ومن اخطأه ضل. خرجه وفي المسند عن عبد الله بن عمرو قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انا النبي الامي. قال ذلك ثلاث ثلاث مرات. ثلاثة. ثلاث مرات. ولا نبي بعدي. اوتيت اوتيت اوتيت فواتح الكلم وجوامعه وعلمت كم وعلمت كم خزنت النار وحملة العرش وعوفيت امتي فاسمعوا واطيعوا ما دمت فاذا ذهب بي فعليكم اذا ذهب بي فاذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله تحل حلاله وحرموا حرامه. فقوله صلى الله عليه وسلم ان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما انما ورثوا العلم. يريد انهم لم يورثوا لم يورث عنهم سوى العلم. وهذا يبين المراد بقوله تعالى وورث سليمان سليمان داوود. وقوله عن زكريا فهب لي من لدنك وليا يرث ويلت من ال يعقوب انما اريد به ميراث العلم والنبوة لا المال فان الانبياء لا يجمعون ما لا ما لا يتركونه قال عليه السلام الانبياء لا يجمعون مالا يتركونه ان الانبياء لا يجمعون ما لا يتركونه. قال عليه السلام ما تركت بعد مؤونة عام ونفقة عيالي فهو صدقة وما ترك الا درعه وسلاحه وبغلته البيضاء وارضا جعلها صدقة. فلم يخلف سوى الة بعد سوى الة بعد بعده والارض التي كان يقتات منها هو وعياله ردها صدقة على المسلمين. وكل هذا اشارة ان الى ان الرسل لم تبعث بجمع الدنيا وتوريثها لاهليهم. وانما بعثوا وانما بعثوا بالدعوة الى الله والجهاد في سبيله والعلم النافع وتوريثه لاممهم. وفي مراسيل ابي مسلم الخولاني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اوحى الله الي ان اجمع المال واكن من التاجرين ولكن اوحي الي اوحى الي ان اسبح اوحي الي ان سبح بحمد ربك كن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. خرجه ابو نعيم. وفي الترمذي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لي وللدنيا انما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها. فقوله صلى الله عليه وسلم وان العلماء الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فيه اشارة الى امرين. احدهما ان العلم ان العالم ان العالم الذي هو ووارث الرسول حقيقة كما انه ورث علمه ينبغي ان ان يورث العلم كما ورث الرسول العلم وتوريد العالم العلم هو ان يخلفه بعده بتعليم او تصنيف. ونحو ذلك مما ينتفع به بعده. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث. علم نافع او صدقة جارية او ولد صالح يدعو له. فالعالم اذا علم من يقوم يقوم به بعده فقد خلف علما نافعا وصدقة جارية لان تعليم العالم لان تعليم العلم صدقة كما سبق عن معاذ وغيره. والذين علمهم بمنزلة اولاده الصالحين. يدعون له فيجتمع له بتخليف علمه هذه الخصال الثلاث. واما الامر الثاني فهو ان من ان من ان من كمال ميراث ميراث العالم للرسول الا الا يخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول. وهذا من جملة الاقتداء بالرسول وبسنته في زهده في الدنيا وتقلله وتقلله منها وجزائه منها باليسير. كما كان سهل التستر يقول من علامة حب السنة حب الاخرة وبغض والا يأخذوا منها الا زاد الا زاد الا زاد بلغته بلغته بلغة الى الاخرة. الا زاد بلغة الاخرة وقال مالك بن دينار ان العالم الذي اتيته في بئر اتيته في بيته فلم تجده قص عليك بيته رأيت حصيلة الصلاة ومصحفه ومطهرته في جانب البيت ترى اثر الاخرة وكان الفضيل يقول احذروا عندك قصة وكان الفضيل يقول احذروا عالم الدنيا لا يصدكم بسكر بشكره ثم قال ان كثيرا من علمائكم زيه اشبه بزي كسرى وقيصر منه بمحمد صلى الله عليه وسلم. ان محمدا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولكن رفع له رفع له علم فشمر اليه علم ولكن رفع له علم فشمر اليه وكان يقول العلماء كثير والحكماء قليل وانما يراد من العلم الحكمة. فمن اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا هذا كان حال الربانيين كالحسن وسفيان واحمد اجتزأوا من الدنيا باليسير الى ان خرجوا منها ولم يخلفوا سوى العلم. مع ان بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ويأكل اكلا متوسطا بعيدا من التقشف كالحسن فانه كان يأكل اللحم كل يوم. كان يشتري بنصف درهم لحما فيطبخه مرقة طيبة فيأكل منه وهو واعي ويطعم كل من يدخل عليه كل من يدخل عليه. وكان يلبس الثياب الحسنة وهو مع هذا ازهد الناس ازهد الناس في الدنيا ما زاحم عليه شيء منها قط. وكان الناس اذا دخلوا عليه خرجوا من عنده ما وما يعدون الدنيا شيء. وما رأوا اشد احتقارا لاهل الدنيا منه وكانوا لا يدخلون عليه في مرضه يعودونه يدخلونه. وكانوا يدخلون عليه في مرضه يعودونه وليس في بيته الا الا سرير مزمول عليه وليس في بيته قليل ولا كثير. حتى قال ابن عون انما استبد الحسن بالناس بالزهد في الدنيا. فاما العلم فقد شرك فيه وكان الحسن يقول انما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة المجتهد في العبادة القائم بسنة محمد صلى الله عليه وسلم وكان سفيان الثوري اشد تقشفا في ملبسه من الحسن حتى كان من يراه ولا يعرفه يظنه من السوء السوال السوء السؤال وكان السؤال يعني الذين يستجدون الناس يظنه من السؤال وكان مع شدة ورعه اذا وجد الحلال اكل منه طيبا وان لم يجد وان لم يجدوا حلالا الرمل وربما بقي ثلاثا لا يطعم شيئا مع ارض الناس عليه الاموال كثيرة وكان اذا شبع اذا شبع من الحلال يزيد في عمله ويقول اطعم الزنجي اطعم الزنجي وكده. اطعموا الزنجي وكده. وكان ازهد الناس في الدنيا في زمانه. حتى كان يتعرى بمجلسه عن الدنيا ولم تكن السلاطين والملوك والاغنياء اذل منهم في مجلسه. والفقراء والمساكين اعز اعز منهم في مجلسه. وكان الخوف غلب عليه فلما مرض مرض الموت حمل ماؤه الى طبيب فقال ليس لهذا دواء هذا قد فتن قد فتت قد فتت الحزن والخوف كبده ويقال لم يكن في زمانه من هو اخوف لله منه. ولا من هيبة الله في سورة اعظم منه ولما مات رحمه الله قال بعض العلماء معشر اهل الهوى كل كل الدنيا بالدين. كلوا الدنيا بالدين. كلوا الدنيا بالدين. فقد مات سفيان يعني ما بقي بعده احد يستحي منه. واما الامام احمد رحمه الله فكان اشد منه تقشفا في عيشه. واكثر صبرا في خشونة العيش وقلته كانت معيشته من حوانيت له عن ابيه ويأخذ اجرها في الشهر دون عشرين درهما. ومات ولم يخلف الا قطعا من خلقة الله كان وزنها دون نصف درهم وترك عليه دينا فقضي من حوانيته. مع كثرة ما كان يرد عليه من الخلفاء من الجوائز والصلات. طيب يا محمد بقي ونود ان نستعرض ما بقي من هذه الرسالة آآ تفقه الشيخ رحمه الله في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة الاخيرة وان العلماء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فاستنبط منه ان على طلبة العلم الذين هم وراث الانبياء ان يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذين في امرين. احدهما ان العلم كما ورثه لهم النبي صلى الله عليه وسلم ويسعى في نشره وهذا معنى اشرنا اليه انفا ان على طالب العلم ان يستصحب نية نشر العلم وبثه ما استطاع الى ذلك سبيلا فان من طلبة العلم من يتلذذ بالعلم تلذذا ذهنيا عقليا. يتمتع بالنظر في العقول والمجارك والاقوال في ذلك متعة كما يجد من يتفرج على برنامج وغير ذلك ولا يكون عنده هم لنشره وبثه ينبغي ان يستزرع طالب العلم في نفسه نية بثه مستقبلا ونفع الناس به. واما الامر الثاني فهو ترك التوريث من الدنيا فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يورث لعاعة من الدنيا ولم يترك مالا فكذلك ينبغي لاهل العلم الا يكونوا من اهل الدنيا معروفين بها الذين اه يسكنون القصور ويركبون المفاخر افخر المراكب وغير ذلك. بل يكون من اهل الزهد والتقلل. وقد امثلة من حال الحسن البصري رحمه الله وسفيان ثم انه ايضا سيذكر كلاما عن الامام احمد وعن يحيى ابن كثير واه عن غيره. ثم قال كلاما حسنا وهو قال واعلم انه انما اهلك اهل العلم. واوجب اساءة ظن الجهال وتقديم جهال المتعبدين عليهم ما دخل عليهم من الطمع في الدنيا. وقد رأى علي رضي الله عنه رجلا يقص فقال له لاسألنك مسألة فان خرجت منها والا علوتك بهذه الدرة. فقال له سل يا امير المؤمنين. فقال ما ثبات الدين وزواله؟ فقال له الدين الورع وزواله الطمع. فقال له قص فمثلك يقص. يعني اراد بذلك ان على اهل العلم ان يترفعوا بعلمهم عن عن المطامع الدنيوية حتى لا يساء الظن بهم. ثم ذكر الابيات المشهورة لعلي ابن عبد العزيز الجرججاني يقولون لي فيك انقباض وانما رأوا رجلا عن موقف الذل احجما وفي اخره ولو ان اهل العلم صانوه صانهم ولو في النفوس لعظم ولكن اهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالاطماع حتى تجهما والمقصود من هذه الرسالة العظيمة هو ان يقدر طالب العلم للعلم قدره وان يعظمه في نفسه وان يعلم انه امتداد للنور الالهي المنزلة على قلب محمد صلى الله عليه وسلم فيأخذه بحقه يؤديه بحقه ويكون حلقة من هذه السلسلة الذهبية التي ثبت الله تعالى بها معالم الدين. وان يسعى في نشره ما استطاع الى ذلك سبيلا متخلقا باخلاقه حتى يكون في زمرة العلماء. اسأل الله تعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يسلكنا واياكم في زمرة علماء العالمين بالله العالمين بشرع الله والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين العقيدة والحياة والله يعلم متقلبكم