فقد خلقت ارواح الناس لتلك الغاية على ائتلاف واختلاف. بقصد انتاج التكامل المعرفي في طريق السير الى الله تعالى. وهذا من اعجب السنن الالهية في الخلق البشري والطفها. وهو مفهوم من اية قرآنية وحديث نبوي شريف. فاما الاية فقوله تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير. واما الحديث فهو قوله عليه الصلاة والسلام في المتفق عليه بين البخاري ومسلم الارواح جنود جنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. ان التعارف ان التعارف العمراني ضروري للانسان ففقطت لانه لا يمكن ان يعيش بصورة انفرادية اعتزالية فهذا امر بدهي. ولكن ليكون ذلك مقدمة لانتاج حوار في في المجال الروحي وتداول معرفي لحقيقة المعرفة بالله في طريق السير الى الله. ان التعارف لا شك مفض بالضرورة الى معرفة ما لدى الاخر من قوة ومن ضعف والى معرفة ما لديه من خبرات او حاجات في المجال الانساني والعمراني والروحي سواء ورب معلومة دقيقة قد تكون عند شخص او لدى شعب من الشعوب ذات اوجه متعددة في مجال البناء العمراني للانسان في الارض على المستوى المادي او الاقتصادي او السياسي او الثقافي او الخلقي. لكنه لم يستطع هو توظيفها من كل اوجهها. لاحادية التجربة الحضارية عنده واقتصارها على جانب دون جانب فيحتاج بذلك الى تكميم. ومن هنا فان انتقال المعرفة من شعب الى شعب. ومن امة الى اخرى توفرت الظروف الحوارية الهادئة لها. كفيل بتطوير المعارف الانسانية في اتجاه الخير. صعودا الى غاية الكمال الانساني. وذلك لا يكون الا اذا صار التعارف بمعناه القرآني بمعناه القرآني هذا اساس الحوار العالمي. ومن هنا كان ختم التعريفي لحقيقة القرآن الربانية وطبيعته الكونية في الايات موضوع الدرس بقوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي لهما في السماوات وما في الارض الا الى الله تصير الامور. هكذا بهذا الجمع الكلي لما في السماوات لغاية السير الانساني في طريق التعارف والتعرف الى الله الى خاتمة السياق الحاكمة. الا الى الله تصير الامور ان العلاقات الافقية على المستوى البشري العمراني في شبكة الاتصال المعرفية اذا اتيحت لها ظروف الحوار الهادئ الصادق والتعارف البناء الواثق تفضي في النهاية الى علاقات عمودية متوازنة ترتفع بالانسان الى السماء في طريق معرفة الله بل في طريق التكامل في تلك المعرفة. وما كان لحضارة المسلمين. ولا لتاريخهم ليكون على ما كان عليه. من تلاقح وتثاقف الشعوب لولا هذه الحقيقة القرآنية العظمى القاضية بهذه السنن الالهية الراقية. ذلك هو القرآن يا امير المؤمنين ذلك هو القرآن الكريم شبكة التعارف العمراني بمداخله الافقية المتعددة المحققة للتكامل الروحي في الارض في اتجاهه في السماء لغاية واحدة هي التعرف الى الله. وما ادق والطف وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. للصحابي الجليل ابي سعيد الخدري رضي الله عنه حينما قال له في الحديث الذي رواه احمد وابو يعلى بسند صحيح. وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فانه روحك في السماء وذكرك في الارض. نعم تلاوة وذكر تنطلق الروح بهما من الارض. لتحلق سابحة في قوت السماء انها اذا صلة متصلة برب العالمين جل ثناؤه وتمجد سلطانه. خاتمة الكلام يا امير المؤمنين ان هذا القرآن محفوظ بحفظ الله. محروس بقدرته جل علاه. كما نص عليه القرآن بايه المحكم. وكما حقائق التاريخ الطويل ومن هنا فان كل من تعلق بمحفوظ فهو محفوظ بالضرورة. وان البلد يا مولاي الذي يتولى القرآن بالعناية والذي يولي الاهتمام للقرآن ولاهل القرآن لا شك داخل في حمى اية الحفظ سلام من قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ولا شك هو محروس بانوارها منصور بولائها واسرارها. بارك الله في عمركم يا امير المؤمنين. وجعلكم ببركة هذا القرآن خير حارس لهذا البلد الامين. محفوظين وباسرار القرآن منصورين بسلطان القرآن مسددين مرشدين بانوار ما بث فيه من الاسماء الحسنى والصفات العلى دعا الله ولي عهدكم الامير الممجد مولاي الحسن بما رعى به اولياءه وانبته نباتا حسنا. وجعله من الصالحين المصلحين وازركم بصاحب السمو الملكي الامير السعيد مولاي رشيد حفظا وتأييدا وتسديدا وحفظ الله سائر افراد الاسرة الملكية وامطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والاسلام جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما. والسلام على مقامكم العالي بالله. والدعاء والختم لمولانا امير المؤمنين