الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول وكلني امام مسجد الحي بالاذان والصلاة بالناس عشرة ايام وانا من جماعة المسجد وفي احد الايام اذنت لصلاة العشاء وذهبت البيت رجعت المسجد واذا باحد المصلين قد اقام الصلاة وتقدم واحد للامامة مع انهما ليس من جماعة المسجد وهذه اول مرة يصلون في هذا المسجد فعندها شققت الصف وارجعت الامام وهو في بداية قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الاولى يقول فكبرت واعدت قراءة الفاتحة واكملت الصلاة استنادا على حديث الذي ورد في صحيح البخاري في تقدم ابو بكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد الصلاة اردت ان ابين للناس لكن الذي تقدم للصلاة منعني وسحب الميكروفون وشتمني وترافعت اصوات بعض المصلين في المسجد على بعض. فما الحكم في ذلك؟ وما هو توجيهكم حفظكم الله؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. الجواب في عدة فروع الفرع الاول لا ينبغي مثل هذه التصرفات في بيوت الله عز وجل. فانها تلهي القلوب عن ذكر الله وتشغل النفوس وتملأ القلوب بالتباغظ والتدابر والتطاحن. فلا ينبغي مثل ذلك في بيوت الله ولا في غير بيوت الله ولكن في بيوت الله اشد ولا جرم في ذلك فالواجب على من فعل ذلك وترافعت اصواتهم في مثل هذا الشقاق والنزاع في بيوت الله ان يتوبوا الى الله عز وجل من ذلك فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام للمسجد وسمع بعض اصوات الصحابة قد ارتفعت بالقرآن فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع اصواتهم في القرآن حتى لا يؤذي بعضهم بعضا بالقراءة. فان المسجد لا يخلو من مصل ولا من قارئ للقرآن ولا من مسبح او ذاكر لله عز وجل. وطبيعة مساجد المسلمين ان تكون هادئا عن مثل هذا ضجيج ومثل هذه النزاعات والخلافات التي لا تنبغي. فعلى الجميع ان يتقوا الله عز وجل والا يبدر منهم ذلك مرة اخرى والفرع الثاني وصيتي لامام المسجد بارك الله فيه ان في مثل هذه الظروف ان يتسامح عمن تقدم لا سيما اذا كان قد تأخر الامام كثيرا عن وقت الاقامة المعتاد. فمثل فمثل هذه المسائل امرها يسير ولا ينبغي فيها ان يتعمد الانسان ان يثبت شخصيته وان يفعل مثل ما فعل هذا الامام. فالذي له اخواني الائمة اذا حصل لهم شيء من مثل ذلك ان يتسامحوا وان يصلوا في طرف الصف او حيث انتهى بهم الصف والا يعمدوا الى مثل هذا الفعل. وان قال بعض الفقهاء وان قال كثير من الفقهاء بجوازه كما سيأتي بيانه في الفرع الثالث ان شاء الله الا ان الافظل والاولى ان يصلي الامام في الصف مأموما. واعلى من ذلك انه الصلاة ربما ينحرج ربما يحرج من تقدم اذا رأى الامام قد صلى خلفه في الصف فما اجمل ان يبتسم في وجهه ابتسامة الرضا بما فعل. وان يسلم عليه وان يشكره على فعله هذا لانه انما تقدم لسد هذه الثغرة التي حصلت بسبب تأخرك ايها الامام. وحتى تبقى اخوة الدين والايمان فيما بيننا ينبغي لنا في مثل هذه الظروف معاشر الائمة ان نتصافح فيما فيها وان يعفو بعضنا عن بعض وان نقدم بقاء الالفة والاخوة الدينية الايمانية والا يظهر امام الناس خلافنا بمثل هذه الصورة المشينة القبيحة في الحقيقة. والفرع الثالث لقد نص الفقهاء رحمهم الله تعالى على انه يحرم ان يؤمى في مسجد قبل امامه الراتب الا باذنه. اي يحرم على المكلف ان يؤم غيره في المسجد الذي له امام راتب الا اذا اذن الامام الراتب في امامته. اي باذن الامام الراتب. فلا يجوز للانسان ان يتقدم للامامة اذا وجد الامام الراتب الا بعد اذنه. وذلك لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح انه تخلف للصلح بين حيين من بني عوف فلما تأخر جاء بلال اذن ابا بكر بالصلاة. فاقام وتقدم ابو بكر يصلي بالناس فقدم النبي صلى الله عليه وسلم فنبه فنبه الناس ابا بكر بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت ابو بكر فاذا هو برسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب ليتأخر ليكون مأموما. فاشار اليه النبي صلى الله عليه وسلم ام مكانك فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان رجع ابو بكر واتم بهم الصلاة وتأخر ابو بكر ووجه الدلالة كما يقول العلماء ان ابا بكر تأخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم لاحقية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لمكان الرسالة من وجه ولمكان الامامة من وجه اخر. ولذلك قال العلماء ان هذا الحديث سنة فلو قدم الامام الراتب اثناء الصلاة وقد تقدم غيره واراد ان يؤخره ويتقدم صح ذلك ولا بأس به وبه افتى جمع كثير من اهل العلم رحمهم الله تعالى. ولكن اذا كان الامام قد تأخر كثيرا فينبغي له في مثل هذه الظروف ان يتسامح وان يشكر من انقذ هذا الموقف. لان الاقامة لها وقت معلوم قد اعتاده الجماعة من امامهم فهذا هو الذي ينبغي قوله في مثل هذه المسألة. وخلاصة هذه الفتية في ثلاث نقاط النقطة الاولى انه لا ينبغي مثل هذه الخصومة والنزاعات في بيوت الله. الامر الثاني انه ينبغي للامام اذا حصل له شيء من ذلك ان يقدم مبدأ العفو والصفح والتسامح. والتجاوز عن هذه الهفوة. الامر الثالث انه يجوز له ان يؤخر من تقدم لكن الى نزاع ولا خصومة كما حصل من هذا الامام هداه الله والله اعلم