الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم قدر الله وبطلت قدمي من فوق الركبة. وركبت طرفا صناعيا واتنقل به ولله الحمد. الا انني اجد صعوبة في التحرك بشكل تام يقول كون البتر فوق الركبة ولله الحمد يصلي في المسجد على كرسي. فهل يسقط عني الحج؟ كوني لم احج؟ وهل لي ان اوكل غيري في اداء فريضة الحج علما ان علي دين لبن لاحد البنوك وايضا دين للصندوق البنك العقاري ويستقطع من راتبي ما يقارب النصف ولم ولا يتبقى لي سوى ستة الاف وخمس مئة ريال. وسوف احال التقاعد لظروفي الصحية. كوني عسكري والنظام لا يسمح لي العمل في مثل هذه الحالة ولن يتبقى من راتبي الا ما ذكرته لكم. ولدي اسرة اعولها مكونة من سبعة اشخاص. فهل يجوز لي ان اوكل احدا يحج عني ام يسقط عني فريضة الحج. الحمد لله رب العالمين وبعد. اسأل الله عز وجل ان يجعل ما اصابك كفارة لذنوبك ورفعة لدرجاتك. وعلوا في منزلتك عند الله تبارك وتعالى. وان يرزقني واياك الصبر والسلوان على ما فاتنا من حظوظ هذه الدنيا. وان يملأ قلوبنا رضا بقضائه وقدره. واما الجواب على سؤالك يا اخي فان الله عز وجل قد اوجب على المؤمنين ان يحجوا الى بيته الكريم الى بيته العظيم. فقال الله تبارك وتعالى ولله على الناس حج البيت. ولكن الله تبارك وتعالى اشترط لوجوب الحج القدرة والاستطاعة. فقال تبارك وتعالى من استطاع اليه سبيلا. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في بيان الاركان الخمسة. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الركن الخامس قال وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. والمتقرر عند العلماء ان المشقة تجلب التيسير وان امر اذا ضاق اتسع وان مع العسر يسرا وان الحرج مرفوع عن المكلفين في شريعة الاسلام. يقول الله تبارك وتعالى الا فاتقوا الله ما استطعتم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. وبناء على ذلك ان كنت قادرا على الذهاب الى مكة لاداء المناسك. والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمرات والطواف والسعي ولو محمولا فان الواجب عليك ان تذهب وتحج بنفسك ولا يجزئ حج غيرك عنك بالوكالة لان الاصل ان الحج عبادة تطلب من المكلف بنفسه اذا كان قادرا عليها. واذا لكنت غير قادر على بعض مناسك الحج فيجب عليك ما تقدر عليه وما لا تستطيعه فانه يعفى عنك. بمعنى انه عنه في قيامك انت بنفسك ولكن ويجوز لك ان توكل بالقيام به غير فاذا كنت قادرا على الوقوف بعرفة فيجب عليك الوقوف وكذلك المبيت بمزدلفة وهي امور لا تحتاج الى وتستطيع ان تتنقل بين المشاعر محمولا على عربة او محمولا في سيارة اسعاف او نحو ذلك من الامور التي هي متوفرة ولله الحمد والمنة. واما رمي الجمرات فلك ان توكل من يرمي عنك. لانك غير قادر على زاحمت الناس عند الجمرات. واما الطواف والسعي فتستطيع ان تطوف وان تسعى محمولا. فانت تستطيع في الحقيقة مع الاستعانة بالله عز وجل على اداء الحج بنفسك ان شاء الله. فلست عاجزا عن كل مناسك الحج وانما انت عاجز عن بعضها. وعجزك هذا ليس عن كل المنسك وانما عن اداء عن ادائه على قدميه فالطواف لا تستطيع ان تطوف على قدميك لكنك تستطيع ان تطوف محمولا. والسعي لا تستطيع ان ان تسعى اعلى قدميك ولكنك تستطيع ان تسعى محمولا. ورمي الجمرات يجوز لك ان توكل فيه. واما المبيت واما الوقوف بعرفة فامره وسهل فانما هو وقوف لا يقتضي كثير حركة. وكذلك المبيت بالمزدلفة والمبيت ليالي ايام التشريق بمنى. كل ذلك من الامور السمحة السهلة الميسرة ولله الحمد والمنة. بل مجيئك من بلدك الى مناسك الى مكة امر سهل لانك تأتي بالسيارة الطائرة فالذي ارى في هذه الحالة ان الحج لا يسقط عنك بنفسك وان الواجب عليك ان تستعين بالله عز وجل وان تحج والله عز وجل سييسر لك باذنه عز وجل اداء هذه المناسك بكل يسر وسهولة على حسب طاقتك. وما تعجز عنه فيجوز لك ان توكل فيه كالرمي كرمي جمرة العقبة والرمي في ايام التشريق. والله تعالى اعلى واعلم