الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تقول السائلة طلقها زوجها قبل سنة طلقة واحدة. تقول وارجعها بعد ذلك ولكن المشكلة تقول انه في اي خلاف يهددها بالطلاق وبالطرد من البيت هي واولادها. فما الحكم في ذلك؟ وكيف يكون وكيف تكون الحياة مع هذا الرجل الحمد لله رب العالمين وبعد هذا من تحريش الشيطان بينكما. فان الشيطان يرسل جنوده لك ما ليحرشا علاقتكم الزوجية حتى ينال منكما ما يريدانه وهو الفراق. ففي صحيح الامام مسلم من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه يفتنون الناس. فاعظمهم فادناهم منه منزلة اعظمهم للناس في فتنة يجيء احدهم فيقول ما تركته حتى شرب الخمر. ويجيء الاخر فيقول ما تركته حتى فعل كذا وكذا فيقول ما فعلتم شيئا حتى يجيء اخر فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. فيدنيه الشيطان منه ويقول نعم انت نعم انت. قال الاعمش اراه قال فيلتزمه. يعني ان الشيطان يعجب بفعله اي ما اعجاب. حتى يحتضنه يلتزمه الى صدره. وهذا دليل على ان الشيطان حريص الحرص الكبير على تفريق البيوت الاسلامية. لان لان المجتمع مبني على هذه البيوت ولا يزال امر المجتمع قائم مستقيما ما دامت البيوت الاسلامية متفقة متآلفة متحابة مترابطة فيما بينها كالبنيان الواحد يشد بعضها بعضا. ولكن اعظم ما تدمر به المجتمعات كثرة الطلاق وكثرة حالات الطلاق فانه يتشرد بها اهل البيت وافراد الاسرة. بل كثير من ابناء المطلقين صاروا مع اول هدم في ترويج مخدرات او في كثرة فساد وافساد في المجتمع لعدم وجود من يربيهم. لا سيما اذا تزوجوا الاب اذا تزوج الاب اما اخرى او امرأة اخرى وتزوجت امهم رجلا اخر. فحينئذ الضحية في المقام الاول اخرهم هؤلاء الاولاد. وبناء على ذلك فوصيتي لك وله ولعلك ان تسمعيه كلامي هذا. ان عدة امور الامر الاول ان تتقي الله عز وجل في هذا العقد الشرعي المقدس وهو عقد النكاح. فانه عقد امر الله عز وجل باحترام وتقديره ومعرفة فضله. كما قال الله عز وجل فانما استحللتم فروجهن فروجهن بكلمة الله فسمى كالنكاح كلمة الله يجب علينا ان نعظم كلمة الله وان نحترم كلمة الله وان نقدس كلمة الله وان نزيلها منازلها وان لا نعرض هذه هذا العقد للبطلان في اي ظرف من الظروف الا اذا كان الظرف ملحا قاسيا وظرورة عظيمة قصوى فاذا احترموا النكاح الذي بينكما. احترموا كلمة الله. والامر الثاني حاولي ان تعرفي طبيعة وما يغضبه واجتنبيه. فاننا سمعنا كلامك ولم نسمع كلامه فربما يكون سبب الغضب منك انت. اما باساءة تصرف او في ابطاء في امتثال امر او في تقصد اغضابه بفعل بعض الامور التي ينهاك عنها. فلابد ان تعرفي طبيعته وتعرفي الامر الذي وتعرف الشيء الذي يثير حفيظة هيجان قلبه وابتعدي عنها لا تعانديه. حاولي الا تعانديه بارك الله فيك لا سيما اذا قدر الله عليك زوجا غضوبا قدر لك زوجا غضوبا. فارضي بقضاء الله عز وجل وقدره وكوني حكيمة حصيفة عارفة كيفية التعامل مع نفسية هذا الزوج هذا قضاء الله وقدره فعليك ان تصبري على ما يصدر منه عليك وان تبتعدي عن الاشياء التي تثير غضبه. وانت تعرفين الاشياء التي تثير غضبه ولا جرم لان الحياة بينكما طويلة ولكن المرأة قد تأخذها العزة بالاثم فلا تفعلوا الشيء الذي يرضي زوجها بل ربما تغمز بعض الغمزات في بعض الامور التي التي تريد بها اثارة غضبه فاذا غضب وطلق او ضرب او هدد في البيت جاءت تشكو للعلماء وطلبة العلم تقول انه فعل وفعل وانت التي فعلت وانت التي ابتدأت فغالب الاشياء التي تغضب الازواج انما هو سوء تصرف النساء. لا سيما في هذا الذي صارت المرأة تريد حقوقها كاملة وتكلف زوجها بما لا يطيقه من الاعباء والنفقات والمصاريف الجانبية التكميلية التحسينية التي قد يستغنى عنها. حاول فاتق الله يا امرأة في هذا الزوج. واعرفي الاسباب التي توجب غضبه وابتعدي عنها ثم انت ايها الزوج اتق الله في هذه المرأة فانها اسيرة عندك. اتق الله لا تمسها بسوء ولا تجرح مشاعرها. ولا تضربها ولا ترفع يدك عليها فانها امانة عندك استأمنها اهلها عندك فلا تضيع امانة الله عز وجل هذه امة من اماء الله لا تتسلط عليها لانك انت الزوج والقوة في بيدك وتذكر قدرة الله عز وجل عليك كلما همت نفسك بضربها او ايذائها او ظلمها او رفع الصوت عليها. هي اسيرة عندك سماها النبي صلى الله عليه وسلم اسيرا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فانهن عوان عندكم فانهن عوان عندكم انما اخذتموهن بامانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتق الله فانها ضعيفة. فانها ضعيفة ترجو برك وترجو احسانك وعطفك وحنانك. احسن اليها احسن الله اليك. يسر امرها يسر الله عليك. ارحمها الله في الدنيا والاخرة فان الراحمين يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. فمتى ما تعاشرتما ايها الزوجان بمثل هذه النفسية الزوجة تتلمس رضاك وتبعد عن الاشياء التي تغمز غضبك وتثير حفيظة نفسك. وانت تعاملها وبالرحمة والشفقة والعطف والحنان والتجاوز عن خطئها فانكما سوف تعيشان حياة هادئة وادعة مطمئنة مستقرة وينشأ اولادكما في جو من الامان النفسي تصيبهم الامراض النفسية ولا يصيبهم شيء من الكدر. ولا يصيبهم شيء من نقص العيش. ولا يفر من البيت بسبب ذلك الجحيم الذي بين ابيهم وامهم بين الفينة والاخرى. اتقيا ربكما في انفسكما وعقد نكاحكما وفي بيتكما وفي اولادكما. وتعاملا مع مع بعضكما تعاملا اسلاميا شرعيا مبنيا على التضحية والرفق والصبر واحتساب الاجر والعفو والتجاوز والصفح هكذا ينبغي ان تبنى البيوت بيوت الزوجية. اسأل الله ان يصلح ما بينكما وان يؤدم بينكما الالفة والمحبة وان يعيذكما من حظوظ الشيطان وان يكفيكم شر نفسيكما والله واعلم