يقول رجل يملك مالا حراما ويريد الحج ولا يعرف الفرق بين ماله الذي من الحلال والذي من الحرام لاختلاطهما هل عليه او هل يعتبر حجه مقبول اذا حج من هالمال المختلط اولا ينبغي للانسان ان يحرص على تنقية مكاسبه وما ينفق على نفسه ومن تحت يده منه فانه مسئول عن ذلك وقد اخبر النبي عليه افضل الصلاة والتسليم انه لا تزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع يسأل عن ماله من اين جمعه؟ وفيما انفقه يسأل عن عمره فيما افناه يسأل عن شبابه فيما ابلاه يسأل عن علمه كيف عمل به هذه المسائل الاربع تأتي على كل احوال المرء الانسان فلينظر في المال ما كان من كسب حرام فان الله لا يقبل من العمل الا ما كان طيبا ينبغي ان يحرص على ان تكون نفقاته في كل احواله مما احل الله واذا لم يتيسر ذلك له او لم يرده فليحرص الا يكون انفاقه في اي عبادة من العبادات الا مما احل الله ولا يحسن ان تكون حال الكفار في المراعاة لهذه الامور احسن من حاله قريش لما ارادوا بناء الكعبة عندما لزم الامر على هدمها عندما حصل لها ما حصل في الجاهلية اتفقوا على الا يدخلوا في بناء الكعبة الا ما كان من كسبهم من كسب حلال فان عندهم المكاسب ما تكسبه الاماء المملوكات من مهر الزنا ما يكسبه الكهان من كسب الكهانة ما يكسبونه من تعليقات او عدوانا وغزو وغيرها فاتفقت قريش على الا تجمع من المال الا ما لا تشك في كسبه فلم تبلغ النفقة ما يبني الكعبة كما كانت على بناء ابراهيم قال عليه السلام فاضطروا الى ان يقتصر عليها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لولا ان قومك حديث عهد بكفر الكعبة واعدتها على بناء ابراهيم قالت لماذا لم تكن كذا؟ قال قد قصرت بقومك النفقة لانه التزموا الا يدخلوا في يدخلوا في بناء الكعبة الا ما طاب من الكسب فانت ايها المسلم ينبغي ان تحرص على ذلك اما البعد عن المكاسب المحرمة واذا لم تستطع على ذلك فلا يدخل في اسباب عبادتك الا من الكسب الحلال ولعل الله ان ييسر لك ما يبعدك عن الحرام والله المستعان