اذا وجد رجل مبلغا من المال في الطريق العام فاخذه وبدون ان يعلن عنه اكله بالنسبة لحاجته ثم بعد فترة من الزمن تيسرت حالته. ويريد الان ان يتحلل من ذلك المبلغ فكيف يتصرف في ذلك؟ علما بان القضية مضى عليها عدة سنوات والمبلغ في الوقت الحالي بسيط جدا مقارنة بقيمته في وقته جزاكم الله خيرا الله المستعان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين نبينا محمد وعلى اله وصحابته والمتمسكين بشريعته الساعين في اعلاء سنته وبعد لا شك ان الندم على ارتكاب السيئات من سمات المؤمنين ولكن شك ان الاسف على التفريط وان فات الاوان او جله من ما يدعو للخير اولا لا شك ان النقطة لا تحل الا لمن يعرفها ولابد ان ليقوم بواجب التعريف على حسب ما يتعارف الناس عليه ولا تحل له الا بالقيام بذلك وانت ايها السائل اخذت المبلغ عندما وجدته وبادرت باستنفاقه فلا يحل لك الان الا ان تعمل على معرفة صاحبه ان قدرت وان تعذر ذلك وهو الظاهر فتتصدق عن صاحب ذلك المال بقدر قيمة ذلك المال في وقته لان قوة الوحدة النقدية في بلدك لوقت وجودك للمال لا ادري قد تكون اضعاف قيمتها قوتها الشرائية الان واكثر من الندم والاستغفار ولا شك ان صاحب ذلك المال قد يكون لا يملك سواه فصار يطلبه ويحرص ان يجده ولم يجده لانك عثرت عليه في طريقك فتعذر عليها تحصيله اللقطة اذا وجدها الانسان عرفها والتعريف لمدة حول اذا كانت ذات قيمة فاذا عرفهم مقتضى العرف الذي هو هم عليه اما في الصحافة او في اذاعة او في اعلان في الاسواق او يخلف مناديا ينادي فاذا مضى حوله ولم يتقدم لها طالب تمولها بعد ان يعرف اوصافها كاملة فان جاء لها طالب يوما من الدهر اعطاه ما طلب اما اذا كانت النقطة من الامور التافهة كان يجده في الطريق وحدة النقدية لو علم صاحبها اين سقطت وقد ابعد ما رجع اليها هذه لا حرج على اخذها ولو تمولها واذا كانت النقطة من بهيمة الانعام فما كان منها لا يستطيع ان يمتنع من صغار السباع ملتقطة يأخذه فان جاء له احد اعطاه اليوم الا تموله وان كان الضائع منها يمتنع عادة من صغر السباع كالابل والبقر تركها ولم يتعرض لها ان النبي لما سئل عن ظالة الابل قال صلى الله عليه وسلم ما لك ولها دعها معها حذاؤها وسقاؤها تأكل الشجر وتلد الماء حتى يجدها ربها نسأل الله ان يبري ذمة كل مسلم مما علق بها انه مجيب الدعاء