الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك يريد ان يكون على طهارة في كل وقته. ولكن المشكلة ان عنده انه يشكو من القولون العصبي ودائما ما يتسبب له بغازات في بطنه فيصعب عليه ان يتوضأ في كل حين. يقول فكلما ثار عليه القولون قام وتيمم اقتداء بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اراد رجل ان يسلم عليه وهو حدث وعليه حدث فتيمم. فهل هذا الفعل صحيح الحمد لله اذا عرض لك مثل ما عرض للنبي صلى الله عليه وسلم من تدارك المصلحة التي لا تتدارك الا بالتيمم فانك تكون حينئذ ممتثلا للسنة في ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يرد السلام ورد السلام مصلحة ولو انه اخر رد السلام حتى يتوضأ لفاتت المصلحة فمن باب تدارك هذه المصلحة تيمم النبي عليه الصلاة والسلام حتى يرد السلام تداركا لهذه المصلحة واما حالتك التي تريدها فانه لا يدل عليها هذا الحديث. بارك الله فيك وفي نيتك وفي وفي همتك العظيمة. لكن لا يدل على على حالتك التي تريدها الحديث فانت تريد ان تكون على طهارة دائما. فاذا علم الله عز وجل من قلبك هذه الارادة فان الله يثيبك ثواب متطهرين دائما اذا كان الذي اعجزك عن التطهر دائما هو المشقة العظيمة في الوضوء دائما بسبب حالتك المرضية هدفك الدائم فلا يلزمك ان تكلف نفسك لا بتيمم دائما ولا بوضوء دائما. لان المتقرر عند العلماء ان من كان قاصدا لفعل العبادة قصدا يعلم الله من قلبه الصدق فيه. ولكن اعجزه عن اتمامها او ابتدائها شيء من الاعذار الشرعية فالله يكتب له الفضل الاجر تاما فضلا من الله عز وجل. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم مواديا الا وهم معكم. وفي رواية الا شاركوكم في الاجر حبسهم المرض. وفي رواية حبسهم العذر. ويقول الناظم وكل من يفعل ما في يكتب له فظلا تمام سعيه. فانت يكتب لك اجر المتطهرين بهذه النية الصادقة اذا علم الله من قلبك الصدق فيها. ولا ينبغي لك يا اخي ان شق على نفسك وان تكلف نفسك فان الله عز وجل قد رخص لك في ذلك. بل رخص لك في الوضوء الواجب في الامر الذي تجب له الطهارة فلا يلزمك تجديد الوضوء كلما حل عليك امر تجب له الطهارة. اذا كنت قد توظأت في بداية كل وقت من اوقات الصلاة فالشريعة خففت عليك امر الطهارة فهذا يدلك على ان مراد الشارع منك ليس هو ان تثقل على نفسك بكثرة التيمم كلما خرج منك حدث او بكثرة الوضوء كلما خرج منك حدث. فان كنت فان كنت تريد مرضاة الله فلا تكثر على نفسك الطهارة المائية ولا الترابية بل عليك ان تترخص برخصة الله. ففي مسند الامام احمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تبارك وتعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته. وقد رخص الشارع لصاحب الحدث الدائم في الوضوء الواجب فكيف بالوضوء المستحب المندوب فلا ينبغي لك ان تخالف مقصود الشارع في حالتك. فعليك ان تسعى دائما بما يخفف عنك. ولذلك الذي جعل انك تسأل عن الانتقال من الطهارة المائية الى الطهارة الترابية هو المشقة هو المشقة عليك. فلماذا تشق على نفسك في امر لا يطلبه الله الله عز وجل منك يا حبيبنا لا ينبغي لك ان تفعل ذلك حتى وان جاءك الشيطان ورغبك في هذه العبادة فقل له انني اوافق مراد ربي في حالتي وهو انه يحب ان يراني اخفف على نفسي دائما ولا اثقل عليها. فانت مريض والمتقرر في القواعد مبنى التعامل مع المريض على التخفيف. قال الله عز وجل يريد الله ان يخفف عنكم فلا تثقل على نفسك فتخالف مراد الله يقول الله عز وجل يريد يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. فلا تثقل على نفسك يا اخي فتخالف مراد الله. فتخالف الله فاذا وصيتي لك الا تسأل عن ذلك والا تتوضأ عند كل خروج حدث طلبا لبقائك طاهرا استنانا النبي صلى الله عليه وسلم لانني ان شاء الله من باب حسن الظن بالله انك ان كنت حريصا على تحقيق هذه السنة ولكن اعجزك عن تطبيقها كثرة حدثك فالله يكتب اجر هذه السنة لك في صحيفة حسناتك. فاذا جئت يوم القيامة رأيت فيها انك طول الوقت متطهر وانك ممتثل للسنة في هذا مع انك في حقيقة الحال محدث لكن كتب لك اجر العبادة بنيتك الحسنة والمتقرر عند العلماء ان العبد يبلغ بنيته ما لا يستطيعه بعمله. عافاك الله وشفاك والله اعلم