الله في سجنه مدة خلافة المعتصم يؤتى به في بين كل يوم او يومين او اسبوع او اسبوعين فيلجمهم فيضربونه ويجلدونه ثم يرجعونه الى السجن وجيء بابي عبد الله مغلولا مقيدا جاء في بعض الكتب انه اركب في في سفينة مع الاسرى من اليهود والنصارى. امام الدنيا امام اهل السنة يوضع مع صار للكفار في الاغلال المقيدا حتى جيء به الى بغداد وضع في دار قريب من دار الخلافة مسجونا شهرا لا يوصل اليه لا يصل اليه احد ثم امر به وسير به الى سجن العامة. وكان اسحاق قد امر الا يفك قيده حتى في السجن. محنة عظيمة وبقي الامام احمد في السجن شهرا وشهرين ثلاثة واربعة حتى صارت المدة ثلاثون شهرا. سنتين ونصف ولم يكن مكثه في السجن مقيدا مغلولا فحسب بل كان يؤتى به الى مجلس خليفة ابي اسحاق المعتصم بالله. وكان كثير من جلسائه ووزرائه من يقول للمعتصم يا امير المؤمنين اقتل هو دمه في عنقه. يظن بعض الناس انه اذا قال هذه الكلمة خلاص صارت دمه في عنقه. والله لو قال الف شخص فلان ودمه في عنقه يحمل الاثم لكن الدم يكون في عنق من يقتله ويأمر بقتله. ولا يبرأ بهذا المقالة لا حاكم ولا محكوم. لا قاض ولا مقضي عليه فكانوا يأتون به كل يوم ويضربونه بالسياق بل ويضربه كل انسان من جلساء الحاكم حينما لا يستطيعون ان يجاهروه بالحجة والبرهان. دخل عليه دخل الامام احمد ادخل الامام احمد يوما وهو في اغلاله الى مجلس الخليفة. فقام اليه الجلاد وضربه ضربا شديدا حتى قطع شيء من اذنه من شدة الضرب. وانقطعت ثيابه التي عليه حتى قال بعض من نقل هذه القصة قال حضرت يوم عن احمد بن حنبل وهو يظرب في مجلس الخليفة. يقولون له يا احمد قل القرآن مخلوق ونفك فكان لا يزيد على ان يقول ائتوني باية من كتاب الله او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب في احد الايام حتى انقطع حبل ازاره وسرواله فتمتم بكلمات يقول الراوي فرأيت ان الامام احمد بيديه المغلولتين يمسك ازاره لا يريد ان يرى احد سوءته. وضرب في احد الايام ضربا شديدا حتى جاءه احد الناس فضربه بطرف السيف على رأسه حتى اغمي عليه. ثم صب فوقه الماء قال الامام احمد ارأيت ابا اسحاق يعني معتصم الخليفة قادما الي قال فقلت في نفسي الان ساستريح سيقتلني بالسيف. وينتهي هذا البلاء فلما جاء اليه قال احمد بن ابي دعاء يا امير المؤمنين لا تقتله. فانك ان تقتله في دارك يتخذه الناس اماما ويقتدون به ويقولون بقوله ولكن دعه يذهب فانه ميت من جراحاته. فانه ان مات خارج كذلك اختلف الناس فيه. منهم من قال اجاب حتى تركه الخليفة ومنهم من قال لم يجبهم وهكذا يصبح الناس في اختلاف فيه فلا يتخذونه اماما. قال له المعتصم يوما يا احمد اي حيلة لي فيك قل كلمة مداراتا مجاراة مكرها فيابى الامام احمد ويقول لهم ائتوني بكتاب او اية او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الامر العجب. فترك الامام احمد مرة اخرى في السجن وكان يأتي اليه في السجن من قوة السجن وبعضهم ربما يدفع الرشاوي للسجانين حتى يدخل الامام احمد ويداؤون جراحاته وكانوا يخشون عليه ان يسمه قاضي القضاة بسم في دوائه فكانوا لا يأخذون الا دواء يعلمون من صنع. وبقي الامام احمد. رحم