مستمعي الكرام مستمعاتي الكريمات هنيئا لكم ان بلغكم الله تمام الشهر كما بلغكم دخوله واكمل لكم العدة واتم عليكم النعمة لقد شرع الله لكم في ختام شهركم عبادات هي مسك الختام وحسن التمام ومنها اولا زكاة الفطر وتقدم الكلام على احكامها وحكمها في حلقة ماظية الامر الثاني التكبير عند اكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد الى صلاة العيد قال الله تعالى ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون وصفته ان يقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله وانشاء ثلة فقال الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وانشاء قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر كبيرا ويسن جهر الرجال به في المساجد والاسواق والبيوت. اعلانا بتعظيم الله واظهارا لعبادته وشكره ويسر به النساء لانهن مأمورات بالتستر والاسرار بالصوت وهو سنة مهجورة ينبغي احياؤها فما اجمل حال الناس وهم يكبرون الله تعظيما واجلالا في كل مكان عند انتهاء شهر صومهم يملؤون الافاق تكبيرا وتحميدا وتهليلا يرجون رحمة الله ويخافون عذابه الامر الثالث صلاة العيد وهي من تمام ذكر الله عز وجل وقد امر النبي صلى الله عليه وسلم النساء ان يخرجن الى صلاة العيد مع ان البيوت خير لهن فيما عدا هذه الصلاة وهذا دليل على تأكيدها قالت ام عطية رضي الله عنها امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نخرجهن في الفطر والاضحى العواثق والحيض وذوات الخدور تأمل حيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله احدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها اختها من جلبابها. متفق عليه والجلباب لباس تلتحف فيه المرأة بمنزلة العباءة وصلاة العيد فرض على الكفاية. لان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده كانوا يداومون عليها ولانها من شعائر الاسلام الظاهرة. ولهذا ذهب بعض اهل العلم الى وجوبها وجوبا عينيا على القادرين وذهب اخرون الى عدم الوجوب على الاعيان. لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر للاعرابي خمس صلوات. فقال قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوى. متفق عليه ووقتها من حين ارتفاع الشمس وزوال وقت النهي الى وقت الزوال والسنة ان يصليها في المصلى. لان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده كانوا يفعلونها فيه ويستحب ان يستخلف على ضعفة الناس من يصلي بهم في الجامع لان علي رضي الله عنه استخلف ابا مسعود البدري يصلي بضعفة الناس في المسجد ومن السنة ان يأكل قبل الخروج الى الصلاة في عيد الفطر تمرات وترا. ثلاثا او خمسا او اكثر من ذلك. يقطع على وتر لقول انس بن مالك رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا. رواه احمد والبخاري ويخرج ماشيا لا راكبا الا من عذر كعجز وبعد لقول علي رضي الله عنه من السنة ان يخرج الى العيد ماشيا. رواه الترمذي وقال حديث حسن ويسن للرجل ان يتجمل ويلبس احسن ثيابه لما في صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال اخذ عمر جبة من استبرق. اي حرير تباع في السوق فاتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابتع هذه. يعني اشترها. تجملوا بها للعيد والوفود فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انما هذه لباس من لا خلاق له واما المرأة فتخرج الى العيد غير متجملة ولا متطيبة ولا متبرجة ولا سافرة. لانها مأمورة بالتستر منهية عن التبرج بالزينة وعن التطيب حان الخروج وليس لصلاة العيد اذان ولا اقامة. لما روى عطاء قال اخبرني جابر ان لا اذان للصلاة يوم الفطر ولا اقامة ولا نداء لا شيء لا نداء يومئذ ولا اقامة متفق عليه وقال جابر بن سمرة صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد غير مرة ولا مرتين بلا اذان ولا اقامة. رواه مسلم وصلاة العيد ركعتان يقرأ في كل ركعة منهما الفاتحة وسورة ويجهر بالقراءة بلا خلاف قال عمر رضي الله عنه صلاة الاضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان تمام غير قصف على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم. وقد خاب من افترى. رواه احمد ويسن ان يقرأ فيهما بعد الفاتحة بسبح والغاشية ويكبر في الاولى سبع تكبيرات منها تكبيرة الاحرام وفي الثانية خمسا سوى تكبيرة القيام فيما روت عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التكبير في الفطر والاضحى في الاولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع. رواه ابو داوود ويسن ان يرفع يديه في كل تكبيرة وتكبيرات العيد الزوائد والذكر بينها سنة لا يؤثر تركها عمدا وان والى بين التكبير كان جائزا وان نسي التكبير حتى شرع في القراءة لم يعد اليه ولم يقضه. لانه سنة فات محلها وان ادرك المسبوق امام العيد في التشهد قام اذا سلم الامام فقضى ركعتين يكبر فيهما وينبغي ان يؤدي الصلاة بخشوع وحضور قلب. ويكثر من ذكر الله ودعائه. ويرجو رحمته ويخاف عذابه ويتذكر باستماع الناس في الصلاة على صعيد المسجد اجتماع الناس في المقام الاعظم بين يدي الله عز وجل في صعيد يوم القيامة ويرى الى تفاضلهم في هذا المجتمع فيتذكر به التفاضل الاكبر في الاخرة. كما قال تعالى انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا وليكن فرحا بنعمة الله عليه. بادراك رمضان وعمل ما تيسر فيه من الصلاة والصيام والقراءة والصدقة وغير ذلك من الطاعات فان ذلك خير من الدنيا وما فيها. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون النفسية يوم رمضان وقيامه ايمانا واحتسابا من اسباب مغفرة الذنوب والتخلص من الاثام فالمؤمن يفرح باكماله الصيام والقيام لتخلصه به من الاثام وضعيف الايمان يفرح باكماله لتخلصه من الصيام الذي كان ثقيلا عليه ضائقا به صدره. والفرق بين عظيم واذا غدا من طريق رجع من غيره بان جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم عيد خالف الطريق رواه البخاري فاحرصوا يا رعاكم الله على اظهار شعائر الله رجالا ونساء وتعظيم حرمات الله وشهود الخير ودعوة المسلمين واجتنبوا السهر ليلة العيد لما يفضي اليه من تفويت هذه الشعيرة او ادائها على وجه الفتور والكسل واغتنموا الوقت بعدها بالتهنئة والدعاء الصالح لبعضكم بعضا. وصلة ارحامكم وتوثيق عرى المحبة بينكم. وسل السخيمة من حضوركم جعل الله ايامكم سرورا وفرحة وحبورا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات