فلذلك حديث من حلف بغير الله فقد اشرك معلولا علته انه طريق سعد ابن عبيد عن رجل يقال له ابو محمد الكندي عن ابن عمر والكندي هذا مجهول والله اعلم قال الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب النية عن الحلف بمخلوق كالنبي صلى الله عليه وسلم والكعبة والملائكة والسماء والابار والحياة والروح والرأس ونعمة السلطان وتربة فلان والامانة وهي من اشدها نهيا النهي عن الحلف بمخلوق كالنبي لا تقل والنبي ولا تقول والكعبة بل قل ورب الكعبة ولا تقل وجبريل والملائكة والسماء والاباء لا تقل بابي والحياة والروح والرأس ونعمة السلطان وتربة فلان وتربة امي ما يحصل كذا كذا كل هذا الكلام كلام لا قيمة له بل نهينا عنه والامانة بالامانة لا يقال ابدا بالامانة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى ينهاكم ان تحلفوا بابائكم. فمن كان حالفا فليحلف بالله وليصمت كان حليفا فليحلف بالله او ليصمت وفي رواية في الصحيح من كان حالفا فلا يحلف الا بالله او ليسكت قد يرد في هذا الباب ارادان الايراد الاول ان الله اقسم بالشمس وضحاها والقمر اذا تلاها والنهار اذا جلاها والذي اذا يغشاها واقسم بالطور وكتاب مستور واقسم بالزاريات واقسم بالمرسلات اقسم الله باشياء كثيرة فجاوبوه ان الله يقسم بما يشاء لا معاقبا لحكمه ولا رد لقضائه الايراد الثاني ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ قال خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوع فقال والله لا ازيد على هذا ولا انقص قال افلح ان صدق الرواية الاخرى افلح وابيه ان صدق فكيف النبي حلف بابيه افلح وابيه صدق وسئل النبي ايضا اي الصدقة افضل؟ قال اما وابيك لتنبأنه والعلماء في ذلك توجيهات احدها ان ذلك كان قبل النهي عن الحلف بالاباء ثانيها ان هذا كان من الكلمات التي تجري على لسان العرب ولا يراد بها ظاهرها كما نقول ثكلتك امك هزا دعم ان تفقدك امك وليس هو المراد او تربت يداك لصقت يداك بالتراب من شدة الفقر وهم لا يريدون ذلك لا يريدون الانتصاب بالفقر لما كلمة تطلق واحيانا يراد بها التعجب في مواطنها والوجه السالس ان ذلك ان لفظة افلح ابيه ان صدق لذة الاب تفرد بها اسماعيل ابن جعفر مخالفا مالكا فمالك مالك روى الحديث بلفظ افلح ان صدق ما له ابن جعفر وهو الحديس بلفظ افلح ابيه ان صدق قال قال المالكية ومالك اوثق من اسماعيل ابن جعفر فهذه الوجوه الثلاثة اولها اضعفها وهو ان ذلك قبل النهي عن الحلف بالاباء لاننا ليس عندنا دليل على التأريخ الثانية انها كلمة تجري على الالسن لا يراد بها معناها الثالث ان الرواية شاذة والله اعلم هذا باختصار وبالله تعالى التوفيق قال وعن عبدالرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بالطواغى ولا بابائكم. طواغج مطاغيا الاصنام ومن الحديس هذه طاغية دوس ذو الخلصة يعني طالما هم معبودهم وروي عن في غير مسلم بالطواغيت جنب الطاغوت وهو الشيطان والصنم وعن بريدة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حلف بالامانة فليس منا وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال انا بريء ماذا قال انا بريء من الاسلام فان كان كاذبا فهو كما قال من كان صادقا فلن يرجع الى الاسلام سالما يتلوث بمعصية وعن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رجلا يقول له والكعبة فقال ابن عمر لا تحلف بغير الله فاني سمعت رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد اشرك فقد كفر او اشرك هذا اللفظ معلول لانه كان من طريق سعد بن عبيدة عن ابن عمر ولكن به علة ازهرها ابن ابي حاتم الرازي وغيره سعد ابن عبيدة كان مع ابن عمر وبعدها انتقلوا الى مكان اخر فجاء رجل اسمه اسمه ابو محمد الكندي ورجل مجهول يقول لسعد ابن عبيدة قد جاء رجل الى ابن عمر فقال انا حلفت بغير الله فقال له ابن عمر قولا شديدا فقال عفوا قال ابن عمر من حلف بغير الله فقد اشرك فرجل الكندي الواسطة رجل ضعيف رجل رجل ضعيف قال النووي فسر بعض العلماء قوله كفر واشرك على التغليظ كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرياء شرك هذا والله اعلم وصل اللهم على نبينا محمد وسلم