السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال بيته وذريته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال بيته وذريته كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون اهلا وسهلا ومرحبا بطلاب اكاديمية غراس للعلوم الشرعية واهلا بخيرة الشباب من طلاب العلم الذين اه شرفونا في هذه الحلقة الاولى من مجالس وزدناهم هدى واحب ان اشكر اخي وحبيبي الشيخ ابراهيم. آآ الشيخ ابراهيم رفيقي الطويل على ان اتاح لي فرصة المشاركة في مدارسة العلوم الشرعية معي اخواني من طلاب العلم طلاب اكاديمية غراس وغيرهم ممن التحقوا بنا وبحمد الله تبارك وتعالى ان آآ ان موضوع هذه الحلقات في اخص ما احب ان اكلم فيه المسلم عامة وطالب العلم خاصة وهو موضوع الاستقامة وتزكية النفس وصلاح القلب و شعب الايمان ونحو ذلك من المعاني التي ايها المسلم عموما ويحتاجها طالب العلم خصوصا اه هذه المجالس يا شباب اخترت ان تكون بعنوان وزدناهم هدى يكون الحديث فيها عن الهدى عن طلب الحق عن ارادة الحق عن تحريه عن السعي في اسبابه والعمل به كذلك نتحدث فيه عن آآ خير الهدى وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وعن احسن الكلام وهو كلام الله تبارك وتعالى حينما نتكلم عن الهدى وعن زيادة الهدى فان اصل الهدى وان طريق الهدى من عند الله تبارك وتعالى. قال الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان بين الله سبحانه وتعالى ان القرآن هو الهدى يعني هو الحق وهو بينات الهدى يعني فيه براهين الحق وفيه حجج الحق وكذلك هو الفرقان ففيه الفرقان بين الحق والباطل فكل هدى كل حق كل خير اراده الانسان فاصله في كتاب الله وكل باطل اصله آآ قد دل القرآن على بطلانه وفرق القرآن فيه بين الحق والباطل وكتاب الله يا شباب جمع نوعين من البينات يحتاجها كل انسان النوع الاول هو البرهان والحجة والبينة والنوع الثاني هو الموعظة. التذكير الانذار التخويف الوعد الوعيد البشرى النذر كل هذا جاء في كتاب الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات ومثلا من الذين من قبلكم وموعظة للمتقين. ومثلا من الذين خلوا من قبلكم يعني ان الله تبارك وتعالى قص علينا قصص الماضين وبين لنا ما حل بمن اتبع المرسلين وما حل بمن خالف المرسلين. وكذلك الموعظة فيها آآ الزجر عن ارتكاب جاب المآثم والمحرمات والموعظة كذلك فيها الحث على العمل الصالح. للمتقين يعني لمن خاف الله واتقاه والله سبحانه وتعالى ذكر كل هذه المعاني في قوله يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون الله سبحانه وتعالى يقول يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم يعني ان هذا القرآن فيه موعظة فيه ما يخاطب القلب فيه ما يذكر العبد بالجنة والنار. يخوفه من الله ويطمعه فيما عند الله تبارك وتعالى كذلك فيه شفاء لما في الصدور. وصدر الانسان فيه امراض. وهذه الامراض بابان. باب منها في العلم. قد يكون عنده شك او ريب وباب اخر وهو باب العمل. قد يكون عنده شهوة او رياء والله سبحانه وتعالى بين ان هذا القرآن فيه شفاء لما في الصدور. كل ما في الصدور من الامراض. سواء كانت في باب العلم كالريب او الشك او الشبهات او في باب العمل كالشهوة وحب الدنيا ونحو ذلك فان في كتاب الله الشفاء من هذه الامراض فالقرآن يخاطب فيك كل شيء. يخاطب عقلك ويخاطب قلبك فهو حجة ورحمة. كذلك القرآن هو تعليم للجاهل وتنبيه للغافل وتذكير للناس وتطهير للفطرة واصلاح لما فسد منها. فلذلك سبحانه وتعالى سمى القرآن نورا او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. فالناس اما عالم بالقرآن واما اعمى افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب فنحن اذا اردنا ان نتكلم عن معنى الهدى وعن زيادة الهدى فان الهدى هو ما بينه الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل قل ان هدى الله هو الهدى. وامرنا لنسلم لرب العالمين حديثي عن الهدى فيه الكلام عن الايمان عن شعب الايمان عن تزكية النفس عن الاستقامة عن اصلاح القلب الهدى هو الايمان فهذا يشمل كل ما يحبه الله من القول والعمل. فيه علم القلب وفيه اليقين وفيه الصدق وفيه اخلاص وفيه حب الله وفيه اخلاص الدين الى الله. الى الله تبارك وتعالى. كذلك فيه الصلاة والصيام والزكاة وكل شرائع اسلام والنبي صلى الله عليه وسلم بين ان الايمان شعب. قال صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وستون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى والحياء شعبة من الايمان كذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك جاء في كتاب الله ان الايمان يزيد وان هذا الايمان انما يزيد باسباب يقوم بها العبد كما قال الله سبحانه وتعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. وقال الله تعالى هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم وقال عن اصحاب الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى فحديثي هنا عن الهدى زيادة الايمان يا شباب هي بالعلم بكتاب الله وبامتثال امر الله كتاب الله عز وجل اما ان يكون فيه اخبار لابد ان يصدق بها المؤمن وان يعمل بمقتضاها. واما ان يكون فيه شرع. فكتاب الله سبحانه وتعالى اما خبر واما لذلك قال الله عز وجل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. فهي صدق في الاخبار وعدل في الاحكام العبد اذا استمع لايات الله وتفكر فيها وصدق باخبارها وعمل بما فيها من الشريعة والامر والنهي فهذا هو الذي يزداد ايمانا. قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا. بين الله عز وجل ان المؤمن هو الذي اذا ذكر الله وجل قلبه. واذا تليت عليه ايات الله زادته ايمانا. يعني انه علم باية فصدق بها وامن وعمل بهذه الاية فزادته ايمانا. اما غير المؤمن فانه لا ينتفع من الايات. قال الله عز وجل واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وهم كافرون. ليس كل انسان ينتفع من الايات. فهذه الايات هي حجة ورحمة للمؤمن. وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين. ولا يزيد الظالمين الا خسارا. فلذلك كانت هذه المجالس اخترت ان يكون الكلام فيها عن اية من كتاب الله تبارك وتعالى تخص هذه المعاني. يكون الحديث فيها عن الايمان عن الهدى عن الاسباب التي يقوم بها المؤمن حتى يزداد ايمانه واخترت لكم اية جليلة من كتاب الله احبها كثيرا. وهي في آآ سورة آآ من سور القرآن وهي سورة محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الاية قول الله تبارك وتعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ما معنى انه اهتدوا؟ وما معنى ان الله زادهم هدى؟ وما هو هذا الهدى الذي زادهم الله تبارك وتعالى اياه آآ وكيف ينتفع طالب العلم من هذه الايات؟ لان كثيرا من الشباب الذين دخلوا في التماس الفقه في الدين يعني اراد ان يتعلموا ظنوا ان العلم هو مجموعة معلومات. انه يكتسب معرفة ومعلومة. ولم يفقهوا ان العلم امل وان الذي يبقى لك من العلم هو آآ بقدر ما حركك هذا العلم وغيرك للافضل وللاحسن. هكذا كان الصحابة اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا فهذا هو العلم. كلما ازدادوا علما ازدادوا ايمانا لانهم صدقوا بهذا العلم وتفاعلوا معه فلذلك سيكون آآ حديثنا عن هذا المعنى الجليل والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم احب ان ابدأ بدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها وسيأتي الكلام عن هذا الدعاء في اثناء آآ بياننا لهذه الايات الكريمة اول شيء يا شباب حينما ندخل على اية من كتاب الله فانه يناسب ذلك ان نعرف السورة التي جاءت فيها الاية وان نعرف مقاصد هذه السورة حتى ننظر الى هذه الاية كثير من الناس ينظر الى الاية دون ان يرجع الى سياقها وسياق الايات يا شباب هو ان تنظر في الاية بكاملها وان تنظر الى ما سبق والى ما لحق وان تنظر الى السورة التي جاءت فيها الاية ومقاصد هذه السورة وان تنظر في نظائر هذه الاية من كتاب الله وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة الكرام اعيد هذه الفكرة مرة اخرى يا شباب كيف اتناول اية من كتاب الله لافقهها ولاستخرج منها المعاني اول امر ان انظر في الاية بكاملها وثانيا ان انظر فيما سبق هذه الاية وفيما بعدها. وان انظر في السورة بكاملها وان اجمع نظائر هذه الايات. يعني ما هي الايات التي تتمم هذا المعنى او التي هي نظائر لهذا المعنى او التي تفسره او التي تكمله؟ وما هي الاحاديث في نفس المعنى؟ وكذلك اجمع ما جاء عن الصحابة وائمة العلم في بيان هذا فقبل ان ندخل في هذه الاية الكريمة احب ان ابين مقاصد سورة محمد صلى الله عليه وسلم بشكل من الاختصار هذه السورة يا شباب قال الله تبارك وتعالى آآ في الصفحة الثانية منها افمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم هذه السورة باختصار يا شباب هي تبين خصال من زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم وتبين خصال من كان على بينة من ربه فهذه السورة الكريمة تبين خصال الكفار واعمالهم وحالهم ومصيرهم ولماذا اضلهم الله في الدنيا والاخرة وكذلك في المقابل طبعا هي تتكلم عن ائمة الكفر الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. اضل اعمالهم يعني اذهبها او انه اضلهم بسبب كفرهم وبسبب عدم قبولهم للايمان فالله سبحانه وتعالى ذكر لنا الكفار ائمة الكفر الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله. وذكر لنا اعمالهم حتى نحذرهم وذكر لنا مصيرهم وذكر لنا في المقابل اهل الايمان الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وما به من الهدى والبينات ثم بين سبحانه وتعالى ما هي اعمال الكفار؟ ولماذا اضلهم الله؟ ولماذا امرنا الله بقتالهم؟ بين الله سبحانه وتعالى ذلك في السورة فالله سبحانه وتعالى حينما بين لنا ذلك فانه دليل على ان من عمل باعمال المؤمنين فهو مع المؤمنين ومن عمل بخصال الكفار فهو مع الكفار وسيناله نفس المصير وبين الله سبحانه وتعالى قال كذلك يضرب الله للناس امثالهم. يعني ان الله سبحانه وتعالى يلحق كل شخص بمن يناسبه فالذي عمل بعمل المؤمنين سيصير معهم. وسيناله ما نالهم ومصيره مصيرهم. والذي عمل باعمال الكفار كونوا معهم. لذلك شباب هذه السورة في رأيي ينبغي ان يعتني المسلم بها كثيرا. وينبغي وينبغي ان يجمع كل خصم ذكرت في هذه السورة ويصنفها. لان هذه السورة ذكر فيها اصناف الناس المؤمنون ظاهرا وباطنا وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن سار على عملهم وذكر فيها المنافقون الذين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وذكر كذلك الكفار الذين يظهرون الكفر ويبطنون الكفر وكذلك صدوا عن سبيل الله بين الله سبحانه وتعالى لنا خصالهم. لان الله تبارك وتعالى كما يبين الخير ويدل عليه كذلك يبين الشر ويبين سبيل المجرمين حتى نحذره. قال الله عز وجل وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين وكان حذيفة رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يدركه اذا الشباب هذه السورة فيها اعلام من الله تبارك وتعالى ان كل من سلك سبيل المؤمنين سيكون معهم وسيهديه الله تبارك وتعالى كما هداهم. وسينصره وسيصلح باله. اذا قدم هذه الاسباب فهذه السورة تبين لنا ما هي الاسباب التي بها نال المؤمنون ما نالوا الله سبحانه وتعالى يا شباب قال مثلا ولينصرن الله من ينصره مثلا اوفوا بعهدي اوفي بعهدكم آآ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. فالله سبحانه وتعالى بين ان العبد مسئول وان من سلك سبيل الهدى واخذ باسبابه فالله معه. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى. وربطنا على قلوبهم. لما امنوا لما قبلوا الهدى واخذوا باسبابهم وسعوا فيه زادهم الله هدى وسيأتي بيان هذه المعاني اه كذلك احب ان ابين هنا ان الله سبحانه وتعالى في هذه الايات ذكر لنا السبل سبيل المؤمنين وسبيل منافقين وسبيل الكفار وكل من سلك سبيلا فهو مع اهله. والله سبحانه وتعالى عليم بذات الصدور. وبشكل عام السور المدنية يأتي فيها ذكر المنافقين. وهم طائفة من الكفار دخلوا في الاسلام رغبة او رهبة. آآ يعني شهدوا بالسنتهم ما ليس بما ليس في قلوبهم. لكن الله سبحانه وتعالى ذكر لنا خصالهم حتى نحذرها وحتى نعرفهم. حتى نميزهم فذلك من اخص ما جاء في كتاب الله فضح هؤلاء كما سميت سورة التوبة الفاضحة. لانها فضحت اصناف هؤلاء وذكرت ما كانوا يبطنونه. يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبأهم بما في قلوبهم فكانت هذه السورة بركة على المؤمنين كما نزل في سورة النور وفي غيرها من السور يذكر الله افعال المنافقين واقوالهم حتى نحذرها من جهة وحتى نميز هؤلاء من جهة اخرى الله سبحانه وتعالى يا شباب في هذه السورة قال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم. انا لن افسر هذه الايات ولكن اقف مع معاني حتى ندخل في الاية موضع او محل الدراسة في هذا اليوم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم فالله سبحانه وتعالى وهذا فعلهم فهم كفروا وصدوا عن سبيل الله. اضل اعمالهم هذه نتيجة هذه النتيجة بناء على ما قدموا. فلانهم اختاروا الكفر وواظبوا عليه وصدوا عن سبيل الله. يعني اختاروه وارادوا ان يضلوا الناس فالله سبحانه وتعالى اضل اعمالهم جعلها في ضلال. آآ قريبة من معنى ختم الله على قلوبهم او طبع الله على قلوبهم قلوبهم فاضل الله اعمالهم بسبب اعمالهم بسبب ما قدموا وفي المقابل والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم. الله سبحانه وتعالى ذكر لماذا اضل الفريق الاول؟ ولماذا كفر سيئات الفريق الثاني وهداهم واصلح بالهم بما قاموا به من الاعمال. هذا يا شباب هو مفتاحي معكم في الدخول عن هذه الايات الكريمة وهي ان الله تبارك وتعالى حكيم رحيم لا يظلم الناس شيئا لا يمكن ان يكون العبد اخذا باسباب الهداية. لا يمكن ان يكون قاصدا متحريا يريد الخير الا ويزيده الله تبارك وتعالى هدى والذي اختار الكفر وتحراه وقصده وواظب عليه هم الذين يظلهم الله وبين الله سبحانه وتعالى انه وان كان يضل من يشاء ويهدي من يشاء الا ان ذلك باسباب من العبد ويضل الله الظالمين فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. آآ اما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. لما فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون كل هذا في مقام التعليل والسبب. يبين ان الله وان كان على كل شيء قدير وبيده كل شيء. الا انه رحيم هو على صراط مستقيم. وهو سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئا. ولكن الناس انفسهم يظلمون. قال الله عز وجل الله لا يظلم مثقال ذرة. وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. وهذا شباب يبين انه لا اهلك على الله الا هالك. لا يمكن بعد حكمة الله ورحمته ولطفه وبيناته وهداه. لا يمكن ان عبد ولا يمكن ان يضل عبد او يدخل النار الا لانه اهل لذلك هو معنى قول الله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. الله سبحانه وتعالى اعلم من هو الذي يصلح للهداية ويصلح للتوبة. فلذلك لابد ان يطمئن قلب المؤمن لعدل الله ورحمته تبارك وتعالى الله سبحانه وتعالى يا شباب حينما بين الاسباب التي يتخذها العبد حتى يزيده الله هدى مفتاح هذه الاسباب هو ما في القلب ارادة الحق ان يكون قلبك طالبا للحق متحريا للحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن يتحرى الخير يعطى الانسان الذي يقصد ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى اخر يهدي الى الفجور. فهذه الخطوة هي التي نتحدث عنها. ما هي الاسباب التي اقوم انا بها؟ حتى يزيدني الله هدى على قلبي ويثبتني ويشرح صدري للاسلام اول امر في هذه الامور يا شباب هو ما في القلب قال الله سبحانه وتعالى آآ يأمر النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى يعلم الله وفي قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم يعني عدد من هؤلاء الاسرى الذين اسروا في بدر اخذ منهم فداء واظهر بعضهم انه يريد الاسلام فالنبي صلى الله عليه وسلم امره الله عز وجل ان يقول لهم ان كنتم صادقين في ارادة الحق وعلم الله ما في قلوبكم من الخير فانه يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم. يغفر لكم لانهم فعلوا عظيمة من ان فعلوا اكبر الكبائر. كفى كفروا بالله وصدوا عن سبيل الله وقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الله عز وجل فتح لهم باب التوبة. ان علم الله انكم حقا تريدون الخير فانه سيعطيكم خيرا في الدنيا والاخرة وسيكفر عنكم يعني آآ كبار الذنوب. وهو الكفر والصد عن سبيل الله ومقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم. كذلك من من المعاني المهمة ايضا في قول الله عز وجل آآ في المقابل وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم. يعني اذا كانوا اظهروا حب الاسلام وهم يعني ارادة الاسلام وهم ليسوا كذلك خانوا الله هؤلاء خانوا الله من قبل فامكن منهم والله عليم حكيم يعني عليم بما في صدورهم وسيفعل بهم حكمته تبارك وتعالى فالله سبحانه وتعالى شباب بين ان السبب اول سبب يأخذه العبد هو ما في قلبه. ان يريد الحق وان يتحراه وان يطلبه وان يسعى في اسبابه. كما قال الله تبارك وتعالى فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم. وقال عز وجل ولينصرن الله من ينصره اذكروني اذكركم من تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا الى اخر آآ الايات اه اقصد الى اخر الحديث. ايضا هذه السورة يا شباب بينت فضل الله على المؤمنين في الدنيا والاخرة مثلا الله سبحانه وتعالى قال ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض. الى اخر الايات وقال الله سبحانه وتعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. فالمسلم الذي يسعى في نصر الله هو اول منتفع لان الله سينصره وسيثبته على الحق فلذلك الشباب هذه السورة في رأيي ينبغي ان نعتني بها كثيرا. ولذلك اخترت اول اية لنا في هذه المجالس ان تكون منها. فهذه تبين ان المؤمن هو الاعلى بايمانه اعلى شيء في الدنيا ان تكون مسلما موحدا يعني الله سبحانه وتعالى اذا اختارك للاسلام وثبت قلبك على الاسلام فهذا اعلى ما يعطيه الله تبارك وتعالى لعبد في هذه الحياة الدنيا والله سبحانه وتعالى يتولى العبد بقدر ايمانه كما قال وهو يتولى الصالحين لكن يعني قبل ان ندخل في الاية احب ان ابين ما الذي ختمت به السورة. الله سبحانه وتعالى بعدما دعا المسلمين الى الانفاق في سبيل الله. بين امرا مهما جدا يا شباب. اخاطب به طلبة العلم طلبة العلم يا شباب يحتاجون الى العزم. عندهم ارادة في الخير. وعندهم مقاصد حسنة. لكن الخير لا يكتمل الا بالصبر والعزم والارادة ولابد من آآ من ان ان ان تتخطى العقبات طريق طلب العلم والدعوة الى الله ونصر الله تبارك وتعالى ليس سهلا فلذلك انت تحتاج ان تذكر بهذه المعاني. قال الله تبارك وتعالى ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل هناك من يدعى الى عمل ان يجود بعلمه بقوته بماله باي شيء مما يمتلك فالله سبحانه وتعالى قال فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. يعني هو اول من يضر نفسه. يعني هو اعظم من يتضرر بهذا البخل الذي لا يجود تمام كده ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء. يعني انت حينما تجاهد ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها وكذلك قال الله تبارك وتعالى والذين ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه. من عمل صالحا فلنفسه. ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغني وانتم الفقراء. ثم قال الله عز وجل وهذا هذه الخاتمة انا احب كثيرا ان اقرأها شباب. وهذه الخاتمة مما اكتبه امامي يشجعني على الصبر في طلب العلم والدعوة الى الله. قال الله عز وجل وان تتولوا يعني اذا لم تقوموا بهذا الامر الذي انتم مستطيعون له وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم وهذه الاية يا شباب فيها نوع من التهديد والتخويف الله سبحانه وتعالى قال لاغلبن انا ورسلي انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا. يعني كانها سفينة نوح عليه سلام. فالحق سيقوم اه نعم ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه. نعم ممكن اقول انا اه اكون قلت على لا ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه اه حد صحح الاية. بارك الله فيكم والله الغني وانتم الفقراء. الله سبحانه وتعالى يبين انه ينصر دينه وهذا لابد انه سيحدث يقينا لكن هل انت ستكون ممن ينصر دين الله؟ فاذا انت كسلت او اعرضت او توليت عن امر انت تستطيعه في نصر هذا الدين فان الله سيقيم مكانك كما قال الله عز وجل من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه الى اخر الايات وبين الله سبحانه وتعالى كثيرا فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. فلذلك شاب هذه الاية تحرم كل مؤمن كل ما تستطيعه من سبل الخير وتكسل عنه قد يستبدل الله سبحانه وتعالى قوما آآ غيرك ولا يكون مثلك. يعني لن يكونوا مثل هؤلاء الذين تخلفوا الان احب ان ادخل في الكلام عن الاية الله سبحانه وتعالى قال آآ ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا؟ قال انفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم الله سبحانه وتعالى قال ومنهم. وكلمة ومنهم يا شباب اتت كثيرا في آآ الكلام عن المنافقين او عن اصناف الكفار وكذلك تأتي في الكلام عن آآ اصناف المؤمنين آآ فالله سبحانه وتعالى لما قال مثلا في سورة التوبة ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه فيما كانوا يكذبون. يذكر الله سبحانه وتعالى نماذج لمن كانوا ضعفاء الايمان ثم كفروا. او يذكر نماذج من المنافقين فالله سبحانه وتعالى لما قال هنا ومنهم من يستمع اليك هذا الضمير يعود على الكفار. لكنه يعود على طائفة من الكفار وهم المنافقون الذين يحضرون مع الصحابة واه يتظاهرون بالايمان وانهم يستمعون الى النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يستمع اليك وجاء لفظ الاستماع انهم يوهمون الصحابة ويوهمون النبي صلى الله عليه وسلم انهم آآ انهم حريصون على الاستماع الى آآ ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم. وطبعا منهم من يستمع اليك ليس المراد منها عامة الكفار. وان انما المراد منها يعني مثلا الله سبحانه وتعالى احيانا يقول ومنهم من يستمعون اليك افانت تسمع الصم. لأ ليس هذا هو المراد. المراد ان هذا الصنف كان يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه ويستمع الى ما يتلوه من الايات واضح وهذا الصنف هم المنافقون وهؤلاء كانوا آآ يأتون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ثم اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. فهؤلاء المنافقون آآ منهم منهم هذا ضمير يعود على الكفار الذين صدوا عن سبيل الله ولكنهم صنف من هؤلاء الكفار. طب لماذا ذكرهم الله؟ ليعلم النبي صلى الله عليه وسلم صفتهم. ونعلم نحن صفتهم. قال ومنهم من يستمع اليك حتى اذا خرجوا من عندك. يعني اذا خرجوا من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال انفا يعني اه يعني يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ ماذا اه حدث من الايات؟ ما هي المعاني؟ لم نفهم وهذا السؤال يا شباب يمكن ان يكون منهم استفهاما ولو كان استفهاما فهو ذم لانهم استمعوا الى آآ كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعقلوه. وهذا يدل على انهم لم يكونوا حريصين على تلقي العلم. او يكونوا استهزاء. ماذا قال انفا يعني ارادوا ان يشككوا فيما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم. يعني نحن لم نفهم كلامه لان كلامه لا يفهم او يكون المعنى انهم بالفعل ما فقهوا هذا الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا في رأيي هو الاقرب وانا حينما اتتبع كلام الله تبارك وتعالى عن المنافقين او الكفار في كتاب الله ارى ان الله عز وجل يثبت لهم انهم لا يعقلون ولا يفقهون حتى لو سمعوا. يعني هم سمعوا لكنهم لم يعقلوا ولم يفهموا. فهذا السؤال هو سؤال استفهام بالفعل. لان الله صرف قلوبهم عن هذا الفهم وطبع على قلوبهم وختم على قلوبهم بكفرهم. يعني بسبب ضلالهم فهم قالوا قالوا للذين اوتوا العلم والذين اوتوا العلم طبعا هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن يعني ذكر منهم بعض الصحابة مثل آآ آآ ابن عباس وابن مسعود وغير اه هؤلاء ولذلك قال الصحابة الكرام الناس ثلاثة. يعني الذين فسروا هذه الاية قالوا الناس ثلاثة. فسامع عامل وسامع غافل وسامع تارك خلينا نعيدها مرة اخرى يا شباب الناس ثلاثة الذين يسمعون هم جميعا اشتركوا في الاستماع او سمعوا يعني انهم انتقل اليهم هذا الكلام ودخل الى اذانهم فسامع عامل هذا السامع اولا انتفع وفقه هذا الكلام وعمل به. كما قال النبي صلى الله الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير اصاب ارضا هذا الغيث اصاب كل انواع الاراضي الموجودة. فكانت منها نقية قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير ثم ذكر الاقسام الباقية. فكذلك اذا آآ تليت ايات الله اذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم او العلم بشكل عام الناس فيه اما سامع عاقل عامل يبقى هو سمع وعقل هذا وعمل به فهذا هو اعلى الناس انتفاعا. ومنهم سامع غافل. يعني سمع دون حرص دون عناية فلذلك لم يفهم ولم يعمل. ومنهم سامع تارك. هذا السامع التارك قد يكون عقل وقد يكون لم يعقل. لذلك الله سبحانه وتعالى قال عن هؤلاء ومنهم من يستمع اليك يعني من هؤلاء الكفار الذين يصدون عن سبيل الله صنف هم مع المؤمنين في الظاهر ويستمعون اليك حتى اذا خرجوا من عندك قالوا لاصحابك يعني للذين اوتوا العلم ماذا قال انفة؟ مع ان كلمة يعني ماذا قال قريبا؟ يعني هو كان لسه الدرس الان كان الدرس موجود او المجلس لكنهم لم يكن عندهم اعتناء فلما قالوا ماذا قال انفا؟ بين الله سبحانه وتعالى صفة هؤلاء؟ ولماذا لم يعقلوا ولم يفهموا؟ قال اولئك الذين طبع الله على قلوبهم. اه. يعني ينبه الصحابة هؤلاء هم الصنف. الذين اخبرتكم اني طبعت على قلوبهم وصرفت قلوبهم وختمت عليها فهذا مذكور في القرآن كثيرا. ان الله سبحانه وتعالى بين انه ختم على قلوب الكفار وانهم زادهم آآ ضلالا. وانه سبحانه وتعالى املى لهم ليزدادوا اثما انه سبحانه وتعالى صرف قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون. فكلمة اولئك كانها اشارة الى من تعرفون نعم اولئك هم هم الذين اخبرتكم عنهم. فبالتالي لا تتعجبوا من صنيعهم وهذا فيه معنى جليل جدا يا شباب وهو ان هؤلاء لما لم يكن عندهم نية الانتفاع من مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينتفعوا فلم يفهموا ولم يعملوا. وهذا يؤكد ان بداية الخير في نية الخير وارادة الخير كيف ينتفع طالب العلم من هذا المعنى يا شباب؟ احيانا يأتي طالب علم فيحضر الى خطبة الجمعة مثلا او يحضر الى آآ يحضر مثلا آآ الى آآ درس علمي او اه يحضر مثلا يتناقش مع شخص هو لا يريد الحق. لا يريد الهدى. فلذلك يغفل عن الهدى. حتى لو كان المعلم او الشارح على احسن ما يكون ليس عنده ارادة للهدى يعني ليس لا يريد الهدى يريد ان يتصيد الاخطاء. يريد ان يرى آآ كيف سيقول هذه كيف هل سيخطئ في اللغة؟ هل سيذكر حديثا ضعيفا نيته وهو يحضر الدرس او الخطبة ليست نية المنتفع وانما نية الناقد او المتربص فلذلك يعمى عن الهدى لان النية تزيد العبد بصيرة. ربنا قال ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا فالعبد بنيته للخير يرى الخير ومن يتحرى الخير يعطى. احيانا انا احضر خطبة لشخص بسيط في العلم. يعني انسان عادي جدا. لكني انوي ان انتفع منه يفتح الله علي بمعاني ربما لم يقلها هذا الشخص. ربما يعني آآ ارى في يفتح مثلا ذهني على معنى معين ببركة نيتي. واضح يا شباب؟ يبقى هذا مهم جدا. لما هؤلاء لم يكن قصدهم من من حضور مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الانتفاع لذلك لم يفقهوا ولم ينتفعوا. فقال الله اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا واهوائهم. كلمة اولئك كما قلنا فيها فائدة ان هؤلاء هم المعروفون. اه نعم. هؤلاء الذين طبع الله طيب لماذا طبع الله على قلوبهم هل الله سبحانه وتعالى يمكن ان يطبع على قلوبهم لمجرد انه شاء ذلك؟ لا. الله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة الله سبحانه وتعالى يا شباب قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة وبين سبحانه وتعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى فهؤلاء الذين طبع الله على قلوبهم بسبب اعمالهم وبسبب ارادتهم للكفر. كفروا وتولوا واستغنى الله كل من استغنى عن الله يستغنى الله تبارك وتعالى عنه. كما قال سيدنا موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا. فان الله لغني حميد. لغني حميد فالناس نوعان شخص يريد الله ويريد طريقه ويسعى في هذا الطريق فهذا هو الذي يزيده الله هدى. وشخص اعرض عن الله اعرض واستغنى وتكبر جاءته البينات فلم يؤمن بها قال الله سبحانه وتعالى لما آآ اقسم الكفار جهد ايمانهم لان جاءتهم اية لا يؤمنون بها. قال الله عز وجل قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون. يعني قد تأتيهم الايات فلا يؤمنون. ونقلب افئدتهم وابصارهم ماذا؟ كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. لما جاءهم الايمان لم يقبلوه ولم يحبوه وجاءتهم الايات واعرضوا عنها فهؤلاء يقلب الله افئدتهم وابصارهم لماذا كما لم يؤمنوا به اول مرة كما قال الله سبحانه وتعالى ذلك جزيناهم ببغيهم. لابد ان يذكر الله تبارك وتعالى السبب. اضله الله على علم بل طبع الله عليها بكفرهم فلما ربنا قال اولئك الذين طبع الله على قلوبهم تعلم ان هذه نتيجة. هذه النتيجة نتيجة اعمالهم. فان الله وتعالى لا يمكن ان يكون ابتداء طبع على قلوبهم لابد ان ان يكون هؤلاء قاموا باعمال يطبع الله بها على قلوبهم. وهؤلاء شباب هم المذكورون في بداية سورة البقرة قال الله تبارك وتعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة الى اخر الايات. وايات كثيرة جدا ذكر فيها هؤلاء فالصنف المذكور في سورة البقرة ليسوا كل الكفار. لأ هؤلاء صنف من الكفار ختم الله على قلوبهم كلمة ختم على قلوبهم هي قلوبهم كان فيها ايه يا شباب قلوبهم انا نسيت اجيب آآ كوب اشرح فيه هذه الفكرة يعني تصور ان هذا كوب هو القلب. فيه كفر. هذا الكفر قد يتغير قد يزول الكفر كما كان كثير من الصحابة آآ يعني من الصادين عن سبيل الله ثم بعد ذلك امنوا وحسن ايمانهم فازيل الكفر من قلوبهم. لكن ختم الله على قلوبهم يعني خلاص سيبقى ما فيها من الكفر ولا يدخله الايمان. ختم على قلوبهم. في المقابل ربطنا على قلوبهم. فاذا ربط الله على قلب عبد واتاه تقواه فقد يعني بقي الايمان في قلبه لا تضره فتنة ما دامت السماوات والارض الله سبحانه وتعالى قال اولئك الذين طبع الله على قلوبهم. طيب اذا طبع الله على قلوبهم اذا هؤلاء لا يهتدون يعني هؤلاء لم يقبلوا القرآن اه لم اه لم اه جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهدى والبينات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فذلك مثل من فقه في دين الله فعلم وعلم ونفعه الله بما بعثت به من الهدى والعلم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به يبقى هو لم يقبل الهدى. طيب فلما لم يقبل الهدى طبع على قلبه طيب هو يريد ان يعمل كيف سيعمل؟ لا شك انه سيعمل بناء على اتباع هواه اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم. لان الانسان يا شباب اما ان يتبع هدى الله او يتبع الهوى. فان لم استجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم وهؤلاء يا شباب الله سبحانه وتعالى يبين انهم من الكفار. لانه في الاية التي قبلها قال افمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم. فهذا يؤكد ان المنافق موصوف بنفس هذه الصفة لانه كافر. المنافق هو صنف من الكفار. بل المنافقون في الدرك الاسفل من النار منافق يا شباب بشكل عام هو من اقذر خلق الله. لماذا لان الكافر يعلن كفره. فعداوته بينة لكن هذا المنافق يغش المؤمنين ويخادعون الله وهو خادعهم ويريدون الاستهزاء بالمؤمنين. فهم جمعوا معا مع الكفر جمعوا الجبن والخسة وكل الصفات التي ذكرت عنهم في القرآن والحديث اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم. وطبعا الاهواء المراد بها هنا كل ما يخالف ما يرضي الله تبارك وتعالى. والله سبحانه وتعالى يا شباب اول ما انزل ادم بين انه سيأتيه من الله هدى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى. فكل من لم يتبع هدى الله تبارك وتعالى في اي امر من امور حياته لابد انه سيتبع هواه وعاقبة اتباع الهوى هذه يعني يجزى بها العبد في الدنيا قبل الاخرة قال اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم لما ذكر الله سبحانه وتعالى الصنف الذين جاءوا اه يستمعون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبونه ولا يؤمنون به ولا يحبون القرآن ولا يؤمنون بالقرآن ولا يطلبون الهدى. فلذلك لم يفقهوا وطبع على قلوبهم. وصرفوا عن ايات الله وما زادتهم هذه ايات الا رجسا الى رجسهم لما بين الله كل هذا الحال ذكر في المقابل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم شوفوا يا شباب هذه المقابلة كثيرا ما تأتي تأتي في القرآن. امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. كثيرا جدا يأتي في القرآن بيان الاسباب التي ضل بها الكافر او المنافق والاسباب التي هدى الله بها المؤمنين وربط على قلوبهم وزادهم ايمانا واتاهم تقواهم. فالله سبحانه وتعالى هنا قال والذين اهتدوا يعني اما الذين اهتدوا واهتدوا بعض اهل العلم من المفسرين فسرها بانهم آآ اهتدوا بمعنى ان ان الله شرح صدورهم للايمان ايمان هذا المعنى صحيح لكن في رأيي ليس هذا هو تفسير الاية. لماذا يا شباب لان الله سبحانه وتعالى حينما يتكلم عن هداية العبد او ضلال العبد احيانا يبين مشيئته وقدره وفضله على المؤمن واحيانا يبين الاسباب التي قام بها المؤمن مثلا. الله سبحانه وتعالى لما يقول مثلا آآ من يضلل الله فلا هادي له امر قدري من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. خلاص. يعني هؤلاء لا يمكن ان يهتدوا لان الله اضلهم. آآ مثلا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء فالحديث هنا عن قدر الله وعن قدرة الله لكن الحديث كثيرا يأتي في بيان مسؤولية العبد. مثلا قال الله عز وجل لكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات. اوفوا بعهدي. اسعوا الى ذكر الله. سابقوا سارعوا. فالله سبحانه وتعالى يحملك مسئولية فعلك. لها ما وعليها ما اكتسبت فبالتالي لما قال الله عز وجل ونفسي وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. قال بعض المفسرين قد افلحت نفس زكاها الله. هذا المعنى على الصحيح وشهد له القرآن الله سبحانه وتعالى قال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. ولكن الله يزكي من يشاء. هذا معنى صحيح. لكنه ليس تفسير الاية ليس كل معنى صحيح يكون تفسيرا للاية المعينة المراد في هذه الاية بيان مسؤولية المسلم عن تزكية نفسه. قد افلح من زكاها قد افلح من زكى نفسه. كما قال الله قد افلح من تزكى. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر لما خلق له فبالتالي المفسرون الذين فسروا هذه الاية بان المراد اهتدوا يعني ان الله هداهم هذا المعنى حق. لكن في رأيي ليس هو المراد من هذه الاية وانما المراد انهم اخذوا باسباب الهداية يعني انهم ارادوا هذه الهداية وتحروا تحروا هذه الهداية وسعوا فيها واخذوا باسبابها فهؤلاء حين قبلوا هدى الله وعملوا بها به وواظبوا عليه هم الذين زادهم الله هدى طيب انا يعجبني جدا في هذه الايات انها لم تذكر الصحابة باسمائهم. لماذا يا شباب لان الله عز وجل يبين ان كل من كان على هذه الصفة فسيزيده الله هدى. يعني كان يمكن ان يقول الله عز وجل واصحاب محمد زدناهم هدى. لكن هذا ليس خاصا بهم. وانما ذكر لك السبب الذي بلغوا به كما لم يذكر لك اسماء الكفار ولا المنافقين. لانه يذكر سبيل هؤلاء وسبيل هؤلاء. ومن خطأ في سبيل هذا هؤلاء سيكون معهم وانخطى في سبيل هؤلاء سيكون معهم الله سبحانه وتعالى بين هنا قال والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم اهتدوا شباب واضح انه فعل منهم هم. اهتدوا والاهتداء قد يكون مثلا اهتدى بمعنى اهتدى الرجل الى الخير يعني سعة في الخير او استرشد آآ او اهتدى يعني سار على طريق فلان من الناس مثلا كما قال الكفار اه وانا على اثرهم لمهتدون آآ او مثلا آآ كما قال آآ الله سبحانه وتعالى يبين هؤلاء آآ في ايات كثيرة مثلا بمعنى الهداية اريد ان اتي معنى الهداية بانهم يهتدون قال الله سبحانه وتعالى نعم آآ قالوا انا وجدنا اباءنا على امتي وانا على اثارهم لمقتدون ولمهتدون في الايتين في سورة الزخرف. لمهتدون يعني انهم يسيرون الاهتداء هو السير على منوال اما في الخير او في الشر يعني قد يهتدي الانسان آآ بما بمن ليس مهتديا واضح كده فالاهتداء هو الاسترشاد. آآ الله سبحانه وتعالى قال استهدوني اهدكم. الاستهداء هو طلب الهدى. ان تطلب من الله الهدى اذا يا شباب الله سبحانه وتعالى قال والذين اهتدوا زادهم هدى. ما هو الاهتداء يا شباب؟ اول معنى في الاهتداء هو وارادة الحق هذا اول شيء ان يتحرك قلبك الى ارادة الحق. هذا اول شيء والامر الثاني ان تطلبه وان تسعى فيه والامر الثالث انك اذا علمته ان تحبه وان تتمسك به وان تسير عليه. هؤلاء الذين جمعوا هذه الصفات ارادوا الحق سعوا فيه طلبوا اسبابه. ولما جاءهم الحق امنوا به هؤلاء هم الذين يزيدهم الله هدى وكلمة زادهم هدى شباب واضح جدا ان معناها معنى جليل جدا زادهم هدى يعني ان هؤلاء جاءهم هدى جديد لم يكن عندهم. هذا الهدى يا شباب يدخل فيه زيادة العلم وزيادة العمل يدخل فيه الحكمة في التصرف. يدخل فيه ان تكتسب صفات ليست فيك. يعني كأنه شيء جديد انا اتصور ان الله سبحانه وتعالى لما قال عن اصحاب الكهف انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى. لان هؤلاء الشباب قد يكون عندهم تهور وقد يكون عندهم تسرع وقد يكون عندهم ليس عندهم حكمة لكن الله لما زادهم هدى فهو معنى عام لكل ما يحتاجه المؤمن في حياته حتى يصبر على هذه الهداية ويقوم ويقيم عليها. ممكن يكون الله صبرهم. اعطاهم الحكمة. اعطاهم الحلم والاناة. اعطاهم حسن البيان. اعطاهم حجة ثبت قلوبهم ربط عليها صبرهم اتاهم تقواهم. كل معنى الهدى يمكن ان يدخل في هذه الايات والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم هنا يا شباب نحتاج ان نعرف ما هو الهدى الذي يمكن ان آآ يهدي الله سبحانه وتعالى به عباده الهدى شباب الهداية من الله انواع. منها الهداية العامة ان الله سبحانه وتعالى اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. قال فمن ربكما موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. يعني ان الاله سبحانه وتعالى هدى خلقه لما فيه صلاحهم. يعني لهم. وهذه هي الهداية العامة يعني خلق كل شيء فقدره تقديرا اعطاه ما يصلحه هداه لما يناسبه من الاعمال وهذا المعنى هو اول معنى ذكره ابراهيم عليه السلام في تعريفه بربه تبارك وتعالى. قال الذي خلقني فهو يهدين يبين ان الخالق لا يمكن ان يترك عباده سدى. لا يمكن ان يتركهم بلا هداية. ولذلك الطائفة الذين انكروا الوحي قال الله عنهم ما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. هل يمكن ان يخلق الله الخلق دون ان يبين لهم ما آآ ما يتقون دون ان يبين لهم ان يعلمهم فقال الذي خلقني فهو يهدين وهذه تشمل كل انواع الهداية واضح الى اخر المعاني الجميلة. لذلك الله سبحانه وتعالى قال افمن يهدي الى الحق احق اي اي يتبع امن لا يهد الا ان يهدى. يعني يتكلم عن الاصنام. يقول هذه الاصنام حتى لو هديت لن تهتدي فلا هي تهدي عابديها ولا هي تهتدي ان هداها احد. فهذا يبين ان خاصة الخالق انه يهدي. ولذلك كان الله سبحانه وتعالى وحده هو الحق. وان ما يدعون من دونه هو الباطل الهداية الثانية هي بمعنى التعليم والبيان والدعوة كما قال الله عز وجل ولكل قوم هاد وانك لتهدي الى صراط مستقيم وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا الى اخر الايات. اما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. الهداية الثالثة يا شباب وهي محل البحث بقى والهداية الثالثة هي تخص المؤمن الهداية الثالثة بمعنى التبصير والتوفيق وتحبيب الايمان الى قلب العبد وشرح صدر العبد والاعانة على العمل وان يؤتيه الله تبارك وتعالى تقواه. وان يثبته وان يربط على قلبه. كل هذه يا شباب هي معاني خاصة يخص الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين الذين قبلوا الايمان وارادوه وعملوا به وصبروا عليه فهؤلاء الله سبحانه وتعالى يزيدهم هدى. والله هذه الايات يا شباب انا لا اشبع من تلاوتها. لماذا ان هذه الايات تبين لك ان الله تبارك وتعالى احنا بنقولها بالمصري يعني الكورة في ملعبك. بمعنى ايه؟ يعني انت خذ بالاسباب وربك معك. الله سبحانه وتعالى قال والذين اهتدوا ما الذي ما الذي تظن ان يفعله الله بالمهتدي زادهم هدى واتاهم تقواهم انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. شف المعنى الاول ولو انهم فعلوا ما يوعظون به ان العبد اذا طلب الحق وعمل بما يقدر عليه لابد ان الله سبحانه وتعالى سيثبته وسيعينه وسيزيده علما ولو ان فهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم. هذا هو الخير لكان خيرا لهم واشد تثبيتا ان العبد يثبت بسبب عمله الصالح. واذا لاتيناهم واذا لاتيناهم يعني هذا يترتب على عمله واذا لاتيناهم من لدن اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. هذا هو زيادة الهدى وقول قولك في الدعاء اهدنا الصراط المستقيم كثير من المفسرين يقول طيب ما نحن على الصراط المستقيم فكيف نطلب ان يهدينا الله الى الصراط المستقيم؟ لا يا شباب اهدنا الصراط المستقيم ليس معناها ثبتنا على الصراط المستقيم. لأ اهدنا علمنا بين لنا الانسان قد يكون امامه الحق ويعمى عنه لذلك الله سبحانه وتعالى قال ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون يبقى الانسان قد يعمى عن الحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر بطر الحق وغمط الناس. قال الله عز وجل ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا. وان يروا سبيل اي يتخذه سبيلا. انسان اعمى. يرى طريق الحق لا يسير فيه. ويرى طريق الباطل يسير فيه. تأتيه الايات ولا يؤمن بها واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها. فاتبعه الشيطان فكان من الغاوي. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب الى اخر الايات. اذا يا شباب الله سبحانه وتعالى بين ان العبد اذا اخذ باسباب الهدى طلبه وصبر عليه وثبت هؤلاء لا يمكن ان يتركهم الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا يواجهون مشكلاتها ومصائبها وفتنها وحدهم لابد ان يكون معهم وهو يتولى الصالحين. فاذا كان العبد صالحا كيف يتركه الله بل يكون معه يسمع ويرى ويؤيد وينصر ويعين ويثبت ويربط. شف ربنا سبحانه وتعالى يعني هذه ايه يا شباب اية عظيمة جدا. وربطنا على قلوبهم اذ قاموا يعني ايه؟ يعني ان الله ثبتهم في الوقت الذي كانوا يحتاجون فيه الى التثبيت اي الى التثبيت اذ قاموا فقالوا قاموا في وجه الملك الظالم وقالوا ربنا الى اخر الايات فالله سبحانه وتعالى يا شباب بين ان العبد لابد ان يصبر حتى يمن الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. اشعر ان الله سبحانه وتعالى كثيرا ما يبين الجزاء ثم يبين الفضل الزائد. تأمل معي هذه الايات ان الله لا يظلم مثقال ذرة. خلاص هذا هو العدل وان تك حسنة يضاعفها هذا فضل. خلاص كده المفروض يعني انت عملت حسنة تاخد مضاعفة. لأ ويؤتي من لدنه وكلمة من لدن الله يعني بغير سبب من العبد بالضبط كما آآ قال الله سبحانه وتعالى آآ في آآ كلمة من عند الله ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فان اتممت عشرا فمن عندك. هب لي من لدنك ذرية طيبة. فكلمة من لدن الله يعني من عند الله وبغير سبب من العبد. فربنا هنا يقول شوفوا الايات يا شباب. والله ايات جميلة جدا والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. فهذا يعني ان يفتح الله عليك ابوابا من الخير لم تكن تخطر ببال وان يسددك الله في اعمال لم تكن تقوى عليها. وان يشرح صدرك الى كثير من الخير الذي كنت الذي كان صعبا عليه وهذا يقول كثير من اهل العلم. يقول مثلا كان يصعب علي جدا ان ان اقوم بهذا العمل. آآ او مثلا بعض الشباب الذين تابوا يقول والله كانت هذه المعصية احب الي من كل شيء. الان صرت لا التفت اليها يقول بعض الناس كان القرآن عندي لا اعرف اقرأ يعني سورة الفاتحة. الان صار القرآن اقرأه يعني في اي حال من الاحوال. كل من صبر وتعب واجتهد لا يمكن ان يتركه الله. لابد ان يمن الله عليه. شف ربنا يقول ايه يا شباب والذين جاهدوا فينا. يعني جاهدوا لوجه الله وفي سبيل الله. ايه اللي هيحصل؟ لنهدينهم سبلنا. خلاص. يبقى هذا هو الجزاء. جاهدوا ربنا هداهم. خلاص كده ؟ لأ وان الله لمع المحسنين لن يدعك الله تسلك سبيل الطاعة وحدك. بل يعينك ويشرح صدرك. قال الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليك الايمان وزينه في قلوبكم يعني شوف انت كان الايمان صعبا عليك يعني تشعر بان الصلاة ثقيلة قيام الليل ثقيل. الصدقة ثقيلة. انت بتحب الفلوس. فعندك بخل. فبتتصدق بالعافية. بتصلي بالعافية. العمل صعب لأ الله سبحانه وتعالى يحبب اليك الايمان ويزينه في قلبك. يعني يجعلك تفرح به. لا يكون ثقيلا عليك. شف ربنا قال ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. ليه؟ لان المفروض انك انت تسلك هذا العمل بمجهودك لكن ربنا يقول لا انا معك وان الله لمع المحسنين. ربنا قال كذلك زينا لكل امة عملهم كما زين للكفار كفرهم. كذلك زين للمؤمنين ايمانهم. هل يمكن ان يترك الله عبدا هذا العبد الذي صبر عن المعصية التي تهواها نفسه وصبر لوجه الله وتركها لوجه الله. هل يمكن ان يحرق الله قلبه بهذه الشهوة هل يمكن ان يترك الله عبدا جاهد في طلب العلم او القرآن او الحديث او الدعوة الى الله وصبر. هل يمكن ان يبقيه الله يشقى ويتعب ام يجعله الله يفرح بهذه الطاعة؟ الله سبحانه وتعالى هو الاكرم. الله شكور وشكر الله في عمل العبد في الدنيا قبل الاخرة فشوف هذه الاية يا شباب والله من اجمل الايات وهذه الاية تبعث الامل في نفس العبد والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم يبقى هذا هو المعنى الثاني يا شباب لهداية الله تبارك وتعالى. آآ احب هنا ان ابين المعنى اللي هو الرابع في الهداية وهو الهداية الى الجنة آآ سيهديهم ويصلح بالهم وكذلك في قول المؤمنين آآ لما قال المؤمنون الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الله سبحانه وتعالى يا شباب بين ان الهداية كل انواع الهداية يا شباب هي لله وحده يعني الله هو الذي يبين وهو الذي يعلم وهو الذي يثبت وهو الذي يصبر. وهو الذي يهدي الى الجنة. كل هذا لله. لكن المخلوق غايته ان يذكر ان ان يبلغ ما ما قاله الله او ان يدعو الناس لكنه لا يبتدأ هذا الطريق الله سبحانه وتعالى آآ هو وحده هو الذي يهدي. وهو الذي يعلم وانما الرسول صلى الله عليه وسلم او غيره من الدعاة فقط يبلغون الناس ويدعونهم لكن الله هو الذي يوفق والذي يثبت وكذلك هو الذي يعلم والله سبحانه وتعالى قال من يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا طيب اه هنا يا شباب حينما ذكر الله انه لا يهدي القوم الظالمين او مثلا يضل الله الظالمين. او آآ لا يهدي القوم الكافرين. او لا يهدي القوم الفاسقين. او لا يهدي كيد الخائنين. لا يهدي كيد الخائنين. يعني لا اه ينفذ لهم كيدهم هذا او مكرهم. وان هذا المكر لا يحيق الا باهله. كنت اريد ان اتكلم عن هذه الاية بتوسع ولكن ليس يعني هذا آآ مجال وقت الكلام عن هذه الاية ربما تأتي بعد ذلك لانها معنى جميل جدا يحتاجه المسلم الله سبحانه وتعالى هنا يا شباب لما تكلم عن انه لا يهدي بين الله سبحانه وتعالى ان ذلك بسبب اعمالهم. لذلك ذكر صفة الكافرين الفاسقين مثلا الظالمين اضله الله على علم آآ طبع الله عليها بكفرهم ذلك جزيناهم لبغيهم فبظلم من الذين هادوا حرمنا. كل هذا شباب بيان لعدل الله تبارك وتعالى. وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون. قال الله عز وجل في الحديث القدسي فمن رأى خيرا فليحمد الله. ومن رأى غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. لذلك يا شباب في الاية من يهدي من يهدي الله فهو المهتد هذه فيها دلالتان من يهدي الله فهو المهتد يعني ان الله يهدي المهتدي ومن يهدي ومن يهدي الله فهو المهتد يعني اذا لم يهدك الله فمن يهديك فمن يهديه من بعد الله. خلينا نفهم هذا المعنى يا شباب لانه معنى دقيق من يهدي الله فهو المهتد يعني ان الله يهدي من اهتدى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى فيعني المعنى ان من اراد الله ومن اراد طريق الله ومن قبل الحق الذي جاءه هو الذي سيهديه الله. تمام كده تمام وفي المقابل ان الله سبحانه وتعالى لا يهدي من اعرض عنه. الله سبحانه وتعالى يستغني عنه لان الله سبحانه وتعالى غني. فانت تريد الكفر خلاص قال الله سبحانه وتعالى آآ كفروا وتولوا واستغنى الله. لذلك قال للنبي صلى الله عليه وسلم اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى اما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلاها كلا انها تذكرة وهذا الشباب انا في رأيي هذا درس لنا كثير من الدعاة يهتموا بالكفار والمنافقين ومن يثيرون الشبهات ويعرض عن المسلمين. الشباب يتواصل معه شباب يريدون ان يتعلموا يلتمسون الهدى وهو يتركهم ويهتم بمناظرة فلان الكافر وهو يعلم انه كافر وانه يريد الكفر انه لا يحب الهداية وانه ما ضرب هذه الشبهات الا جدلا وانهم قوم خاصمون. فيعرض عمن جاءه يسعى وهو يخشى ويقبل عمن اعرض هذا ليس صحيحا يا شباب. المفروض ان انا اقبل على من اقبل لابد ان يعتني الدعاة بشباب الاسلام لابد ان يعتني الدعاة بشباب الاسلام اكثر ما يعتنوا بمناظرة ومجادلة من علموا يقينا انه لا يريد الهداية. شخص اساسا انت عارف ان هو بينشر شبهات وهو كذاب وهو ضال يريد ان يضل الناس. فلماذا تشتغل به وتترك نعم هذا هذا باب من ابواب الخير. وهو رد الشبهات ومجادلة اهل الباطل عند الحاجة وعلى قدر الحاجة. لكن يبقى الاصل هو تعليم آآ الاسلام وبيان المحكمات. هذا هو الاصل لكن قد نحتاج الى رد الشبهات. فالاصل والغنى ده هو نشر المحكمات اما رد الشبهات فهو كالدواء قد نحتاج اليه في وقت لا يصح ابدا ان نجعل الدواء مكان الغذاء. يبقى ليل نهار عايشين في رد شبهات والمسلم لا يستقبل معلومة سليمة وانما يستعمل شبهة ورد عليها جزئية او اشكال. هذا ليس صحيحا يا شباب طيب قال الله سبحانه وتعالى والذين اهتدوا زادهم هدى كلمة آآ الذين اهتدوا زادهم هدى. من الذي زادهم هدى هل الله هو الذي زادهم هدى؟ هذا المعنى صحيح ام هل النبي صلى الله عليه وسلم زادهم هدى؟ لانه علمهم القرآن والايات التي سيزداد بها الهدى. هذا معنى تاني او زادهم هدى يعني ان الايات زادتهم هدى. كما قال الله سبحانه وتعالى في آآ قوله عز وجل لما قال اما الذين امنوا فزادتهم ايمانا الى اخر الايات. او مثلا اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. اذا الله سبحانه وتعالى يزيد الهدى باعتبار ان الله سبحانه وتعالى هو هو مالك ذلك وهو الذي يوفق ويعين ويعلم والنبي صلى الله عليه وسلم يزيد الهدى لانه هو الذي بلغنا والآيات تزيد الهدى باعتبار انها هي الهدى الذي ننتفع به. فكل هذه المعاني الصحيحة ولكن في رأيي ان المراد هنا ان الله زادهم هدى كما انه هو الذي طبع على قلوب المنافقين يبقى بما ان الله سبحانه وتعالى بين ان المنافقين الذين لم يقبلوا الهدى طبع على قلوبهم طبع سبحانه وتعالى على قلوبهم. بين ان المؤمنين الذين اهتدوا وتحروا الهدى هو هداهم سبحانه وتعالى اه فطبعا اه كلمة زادهم هدى هذه لها معاني كثيرة جدا يا شباب. منها مثلا يعظم يقينهم. يعني كما قال ابراهيم ولكن ليطمئن قلبي وهذا يؤكد الشاب ان زيادة الايمان تكون بزيادة العلم ايضا بعض الناس يقول زيادة الايمان فقط في الاعمال ان انا مثلا اصلي قيام الليل او اتصدق لا. زيادة العلم يزيد بها الايمان. اذا قصد علمي وجه الله وجه الله سبحانه وتعالى لذلك سيدنا ابراهيم قال ولكن ليطمئن قلبي وفسر عدد من اهل العلم آآ والذين اهتدوا زادهم هدى يعني تضاعف يقينهم. او زادهم علما او عملوا بما علموا او زادهم بصيرة في دينهم او شرح صدورهم الى الايمان. كل هذه المعاني يا شباب معاني صحيحة. فهذه الاية باختصار يا شباب تبين ان هؤلاء الذين اقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى كتاب الله قاصدين الهدى ومتحرين للهدى ولما جاءهم الهدى قبلوه وعملوا به وصبروا عليه. هذه نقطة جوهرية يا شباب. صبروا عليه هذا التمييز لهم عن من يعبد الله على حرف الذين يشهدون بالاسلام كثيرون. كثيرون جدا يقولون نحن مسلمون لكن هؤلاء اذا امتحنوا تميزوا قال الله سبحانه وتعالى من الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. من الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس احباب الله ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين. منهم من عاهد الله لان اتانا من فضله الى اخر الايات فاعقبهم نفاقا في قلوبهم اذا الذين اعلنوا الاسلام والايمان قد يمتحنون على هذا الايمان. حسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون هذا الامتحان والشباب يعني العبد قد يأتيه مثلا آآ حكم شرعي لابد ان يصبر عليه ولو خالف هواه قد يأتيه آآ ابتلاء مثلا بمصيبة كثير من الناس ممكن ان يكون مؤمنا. تمام؟ يعبد الله. اذا جاءته مصيبة يمكن ان يكفر آآ يمكن مثلا امرأة تبتلى بشيء معين تخلع حجابها وتتبرج لمجرد يعني ان واحد قال لها انت اكيد محجبة عشان شعرك مش كويس ممكن لا تصبر وعلى هذه الاهانة فتخلع حجابها. كثير من الناس هكذا يعبد الله على حرف ويظهر ضعف ايمانه عند الابتلاء. كالمنافقين لما آآ رأوا الاحزاب قالوا غر هؤلاء دينهم يعني دين المسلمين سيضيعهم. وهو سبب المصائب واضح كده؟ وآآ قالوا ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا. فهؤلاء لما رأوا الاحزاب لم يصبروا ومنهم من فتن بالدنيا جاءه المال فاعرض وبخل وتولى عن طاعة الله فاعقبه الله نفاقا. ومنهم من قال اذن لي ولا تفتني. ومنهم من آآ استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وقال الله لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. اذا يا شباب المعاني يعني انا تتبعت هذه المعاني التي فيها ان الله زادهم هدى وزادهم ايمانا وربط على قلوبهم واتاهم وانزل السكينة عليهم وجدت ان هذه الايات يربطها رابط وهو ان هؤلاء صبروا في دين الله جاهدوا باموالهم وانفسهم وثبتوا عند الابتلاء وعند المحنة ورابطوا فهؤلاء من الله سبحانه وتعالى عليهم خلونا يا شباب نأخذ بعض المواضع مثلا منها انهم فتية امنوا بربهم فتية كانوا آآ كما ذكر من يعني من اتباع عيسى عليه السلام وكانوا من من طبقة الاغنياء يعني صبروا على فتن الدنيا وعلى شهواتها وخالفوا اقوامهم وصبروا وقاموا ليدعوا الى الله هذا المقام ثبتهم الله سبحانه وتعالى فيه. مقام اخر لما رأى المؤمنون الاحزاب الصحابة رضي الله عنهم ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وجاهدوا وصبروا لما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله رسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. فجاءهم الايمان والتسليم وانشرحت صدورهم. يعني تصور يا شباب هذا الموقف نفسه هو الفاصل. هو الذي ميز ضعفاء الايمان والذين في قلوبهم مرض والمنافقون قالوا ما وعدنا الله ورسوله الا غرور. الموقف واحد كما قال موسى عليه السلام ان هي الا فتنتك تدل بها من تشاء وتهدي من تشاء. هو حدث واحد الله سبحانه وتعالى ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها. يعني طلب منهم ان يكفروا قالوا تمام يلا نكفر. وما تلبثوا بها الا مش هيفكروا بقى طلب منهم ان يرجعوا ان يرجعوا من الايمان الى الكفر قالوا يلا نكفر ده جاهزين يعني هم مؤمنين واضح جدا ان هؤلاء صنف مؤمن لكن في قلبه مرض. ضعيف الايمان. اول ما وقع تحت ضغط او ابتلاء او مصيبة او كلف بامر يخالف هواه اعرض لذلك الشباب انا كثيرا ما اقول هذا المعنى كثير من المسلمين هو معافى وليس ثابتا. ولو امتحن او ابتلي لربما كفر او الحد آآ وربما سخط على قدر الله كما يعني جاء ذكر هؤلاء كثيرا في القرآن فالله سبحانه وتعالى يا شباب يبين لنا كثيرا هذا المعنى. ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. ولو انهم فعلوا ما يوعظون به حتى الاية آآ في سورة النساء ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه ما فعلوه الا قليل منهم ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد واذا واذا اه هذا المعنى جميل واذا يعني بعد هذا بعد هذا الصبر لابد ان يكافئهم الله. واذا من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. لازم لازم يا شباب. فانا لما تتبعت هذه النماذج يا شباب وجدت ان هذه النماذج كانت في مواقف ثبت فيها هؤلاء وصدعوا فيها بالحق وقاموا فيها مقام صدق. فهؤلاء الله سبحانه وتعالى تفضل عليهم اتاهم تقواهم ثبتهم تولاهم وهو يتولى الصالحين. هداهم صراطا مستقيما. آآ ربط على قلوبهم كل هذه المعاني يا شباب لما تتبعت كتاب الله وجدت انها لم تأتي بمجرد ان يقول الانسان انا مؤمن. لا ان يصبر وان يتعب وان يجاهد في الله. وان يمتحن في الله. ليس معنى ذلك ان تتمنى البلاء. لأ عافية الله خير. ولكن لابد ان يصدق عمله اسألك قولك لابد يعني الانسان الذي يقول امنت بالله دون ان يسعى في طريق الله كيف يكون ايمانه صالحا؟ لذلك لما قالت الاعراب امنا ربنا قال قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. ولما يدخل الايمان في قلوبكم ده انتم لسة داخلين في الدين جديد. انتم عملتم حاجة! ما شفناش منكم اي حاجة. جايين تمنوا بالاسلام تمنون بالاسلام. وانتم لسة ما شفناش منكم حاجة انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. هم دول قل اللي هم فعلا ايمانهم صادق وهؤلاء لن يمنوا بايمانهم ليه؟ لانهم يعلمون انه من الله. الذي يمن بعمله ويستكثره هو ضعيف الايمان. اما المؤمن الصادق كما قال الله يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. مهما يعمل خايف. انما الكافر او المنافق كما ربنا قال عن اليهود الذين يأخذون رشوة على آآ آآ يعني انهم يعني يحرفون كلام الله وياخذوا رشوة. قال الله سبحانه وتعالى اه ويقولون سيغفر لنا يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا. يعني بيبيعوا دينهم بعرض من الدنيا يقولوا ده احنا ربنا يغفر نحن ابناء الله واحباؤه. انما المؤمن الصادق لا يمكن ان يمن عمل ايه؟ ولا ان يستكثر عمله لانه يعرف ان عمله من الله تبارك وتعالى. طيب من فروع بقى هذا الامر يبقى احنا ركزنا كده يا شباب في الفكرة دي. الفكرة دي يعني دقيقة شوية نحن هنا لا نتكلم عن انسان مؤمن مهتدي سيزيد الله هدى وانما نتكلم عن معنى دقيق ان هذه المنحة الربانية اذا استطعنا ان نسميها بهذا الاسم هذا الفصل فضل من الله انما يأتي بعد صبر ومجاهدة وتعب وبذل. واضح؟ والجود بما تستطيع هذه الفكرة تكلمنا عنها خلاص. اريد هنا ان ادخل الى فكرة تانية في منتهى الجمال الله سبحانه وتعالى بين ان من عزم على العمل الصالح وخطا في اسبابه فان الله يعينه عليه. هذا معنى غير المعنى الاخر. المعنى الاول يا شباب انك صبرت وتعبت. فالله سبحانه وتعالى يمن عليك بالثبات ويربط على قلبك. لأ انا اريد هنا انك انت عزمت على فعل شيء من الخير وكنت فاقدا لبعض الاسباب فالله سبحانه وتعالى يتمم لك هذا العمل كل من سعى واراد عملا واخلص فيه فان الله يعين عليه. من كان يريد حرف الاخرة نزده له في حرفه. يعني نقويه ونعينه على ما هو بصدده. ونكفر نماءه ونجزيه بالحسنة عشر امثالها الى سبعمائة وهذا المعنى خطير جدا يا شباب والله لو ركزت فيه هذا المعنى ينفعك في كل سبل الخير من كان يريد حرث الاخرة. حرف الاخرة هو كل عمل ينفع في الاخرة. من اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا من كان يريد حرف الاخرة يعني انسان يسعى في طريق الخير ويبذل له ويأخذ باسبابه من كان يريد حرف الاخرة نزد له في حرثه. نقويه نعينه ننميه له. حتى لو كان فاقدا بعض اسبابه فان الله سبحانه وتعالى يتممها له. فهذا المعنى جليل جدا يا شباب هذا يؤكد ان زيادة الايمان هي فضل من الله تبارك وتعالى يكون بسبب عمل العبد كما قال الله سبحانه وتعالى انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى. في المقابل يا شباب الله سبحانه وتعالى يبين ان الكافر الذي تحرى طريق الكفر واختاره وصد عن سبيل الله واعرض عن طريق الله هؤلاء الله سبحانه وتعالى بين انه يطبع على قلوبهم. ويختم على قلوبهم تزين لهم اعمالهم. كما قال الله سبحانه وتعالى ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. وقال تعالى ومن يضلل له فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون. وقال عز وجل في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. الى اخر هذا المعنى قال الله تبارك وتعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم الايتاء يفرق بعض اهل العلم بين الايتاء والاعطاء. ليس هذا هو موضع بحث هذا هذا الفرق. وانا وجدت ان يعني في فرق بين الايتاء والاعطاء. ولكن يعني ربما من اهم الفروقات بينها ان ان الايتاء يكون في شيء يمكن ان ينزعه الله تبارك وتعالى. كما في الاية مثلا واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان. وكما قال الله سبحانه وتعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء فالشاهد هنا ان الذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. التقوى يا شباب هي ما يتقى به يعني التقوى هي الوقاية من النار ويدخل فيها الهدى والايمان والعمل الصالح. يعني التقوى او الهدى او الدين الحق. كل هذه الاسماء تأتي بنفس المعنى ولكن احيانا تتميز اذا جاءت في سياق واحد. فهنا قال والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم فلا بد ان تكون التقوى هنا ليست مطابقة للهدى. وان كان الهدى متضمنا للتقوى. لكن المراد هنا ان الله يلهمهم ويعلمهم ويصبرهم على ما يتقون به النار والله سبحانه وتعالى قال ما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. فليس المراد هنا فقط ان الله يبين لهم ما يتقون. ولكن يؤتيهم تقواهم يعني يعينهم ويصبرهم على ما يجب ان يتقوه. كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ربي ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. بقي هنا لنا يعني خمس دقائق نبين فيها كيف يمكن ان طالب العلم من هذه الايات هذه الايات يا شباب في رأيي من اخص الايات التي يحتاجها طالب العلم. لماذا لان اول الاهتداء والذين اهتدوا الله سبحانه وتعالى بين سنته في المهتدين واول الاهتداء اول للاهتداء هو ان تقصد الحق وان تريد الحق وان تتحرى الحق. ومن يتحرى الخير يعطى فاول ما ينبغي ان يحرص عليه طالب العلم ان يقصد بالفقه في الدين وجه الله واذا حضر درسا او التقى معلما او تدارس مع اخوانه او طلاب العلم ينبغي ان ينوي الفقه في الدين. لا ينوي التربص او النقد او تصيد الاخطاء. فان هذه النية كما انها مفسدة للعمل. فكذلك تجعله اعمى عن الخير الذي آآ تبث في هذه المناقشة او في هذه المحاضرة. يبقى اول معنى ينبغي ان ينتفع به طالب العلم والذين اهتدوا والاهتداء اوله نية الخير ثانيا اهتدوا يعني سعوا في طريق الخير يعني لابد ان تأخذ باسباب ذلك. والهداية يا شباب تجمع امرين تجمع العزم من جهة وتجمع التخطيط من جهة اخرى. يعني بعض الناس مثلا يريد ان يبلغ شيئا وهو لا يتصوره يريد ان يطلب علم وهو لا يعرف ابوابه ولا يعرف مراجعه. ولا يعرف اهل العلم المختصين به. ولا يعرف دروسا نافعة فيه ولا يعرف شيئا. طيب كيف يهتدي فانت حتى تهتدي في باب من ابواب الخير لابد ان تجمع بين القدرة والارادة. يعني الادوات والارادة ان تكون عالما بالطريق وان تكون صاحب عزم المعنى الثالث في الهداية هو العمل يعني ان تعمل وان تجتهد كثير من الطلاب مشترك في اكثر من عشر دورات ودخل في كثير من مشترك في قنوات كثيرة جدا وبرامج علمية هو لم يسعى في برنامج واحد. وانا اتذكر هنا كلمة ابي منصور الازهري رحمه الله اه في كتاب تهذيب اللغة قال قليل لا يخزي افضل من كثير افضل من كثير يفضح. يعني ايه يعني ان الانسان لا يفتح على نفسه ابوابا كثيرة في اي شيء والا لن يتقنها. وابن تيمية رحمه الله قال ليس من اجتمع شمله وهمه على باب كمن تفرق شمله في ابواب متعددة والشافعي رحمه الله قال من تعلم علما فليدقق فيه لئلا يضيع دقيق العلم فالانسان الذي فتح على نفسه ابوابا كثيرة مشترك فيه عشر برامج وآآ داخل مع في اكثر من دورة كيف يمكن ان يفلح؟ يعني العمر قصير وما يتبقى لك من الوقت قليل جدا فانت اذا شتت شملك لن تفلح في واحد منها فلابد ان تنتقل من السطحية والثقافة العامة الى مرحلة التخصص والتأصيل. فهذا ايضا من معنى الاهتداء وكذلك من معنى الاهتداء يا شباب وهو معنى جليل سلامة القلب هذا من اخص ما يحتاجه طالب العلم. لان طالب العلم يا شباب قد قد يصيبه غرور. او اعجاب بالنفس. وقد يصيبه وهذا شديد جدا شح النفس ان يكره نعمة الله على طلاب العلم الاخرين. او ان يحسدهم او ان يكره وجودهم معه. شف سيدنا موسى عليه السلام قال واخي هارون هو افصح مني لسانا فارسله معي ردا يصدقني فرأى ان اخاه عون له وسند له ومعين ورأى ان فضل اخيه ينفعه فلابد ان ترى اخاك الذي في الطريق عونا لك وسندا كاننا في في قتال انت اذا كثر عدد المقاتلين تفرح ولا تحزن فهذا كما قال آآ عبدالرحمن بن ابي ليلة آآ قال لقيت مائة من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد اللي هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ما منهم مفت الا ود اخاه ان يكفيه الفتية وما منهم محدث الا ود اخاه ان يكفيه الحديث والتخصص والتكامل بين اهل العلم كان كثيرا جدا كما كان بين اسحاق بن رهويه والشافعي رحمه الله وابي عبيد القاسم ابن السلام والامام احمد وغيره هؤلاء فلابد من سلامة القلب. ومن اخص الامور التي انبه عليها في سلامة القلب ان تحب الخير لاخوانك. وان تنشر ما لا تبخل لا تضن من يبخل فانما يبخل عن نفسه. يعني الذي آآ جاء عنده علم لا لا يكون شحيح النفس ولا ولا بل يعلمه ويبذله والشافعي كان يقول وددت ان يتعلم الناس علمي ولا ينسب الي منه شيء. فاثاب ولا يحمدوني لان المراد هو ان تبقى اعمالك لك عند الله. والا تكون هباء منثورا. فالباقيات الصالحات شرطها ان تكون خالصة لله فلذلك الشباب من اخص معاني الاهتداء. والذين اهتدوا هو ان يكون قلبك سليما. ان تحب الخير للمسلمين. ان تحب اخوانك الذين يشاركونك ان تعاونهم ان تشهد لهم بما فيهم من الخير. ان تشجعهم ان تنشر علمهم ان تفرح بوجودهم. وان تتكامل انا معهم مشكلة كثير من المشروعات الاسلامية شباب ليس فيها تكامل لأ لأ يا شباب دين الاسلام قائم على التخصص والتكامل. كله كل واحد منا يحتاج الى الاخر. ففكرة ان اكون انا وحدي وان اعجب برأيي وان استقل برأيي وان انهى الناس ان يستمعوا لغير هذا من اشد الامور يا شباب. بل لا ينبل طالب العلم الا بهذا التنوع. الله سبحانه وتعالى فرق فضله هذا يمكن ان تنتفع من اسلوبه من من نوعية موضوعاته من لغته من ادبه من خلقه في علم الاصول في علم الحديث في المذاهب والافكار وغير ذلك. فلا ينبت طالب العلم الا بهذا التنوع. وكذلك لا ينبل المعلم الا بان يتكامل مع اخوانه وان يقدمهم وان يشهد لهم بما فيه من الخير وان ينشر علمهم آآ والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. يعني هذه الاية عندي فيها كلام كثير وانا احبها كثيرا ولكني اطلت عليكم واحب لمن يريد ان يتمم هذا المعنى ان يرجع الى محاضرة قد كنت اعطيتها قبل ذلك الى طلاب معهد افاق للبناء العقدي. آآ تحدثت فيها عن معنى ربط الله تبارك وتعالى على قلب عبده المؤمن وما هي الاسباب التي يحتاجها المؤمن ليربط الله تبارك وتعالى على قلبه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق وان يجعلنا من الراشدين احب ان اوجه كلمة للشباب الذين يسمعوننا آآ الان. احب ان اقول لهم انتم خيرة شباب الاسلام انتم شباب مثل الورد شباب احبوا الله واحبوا رسوله صلى الله عليه وسلم. واحبوا كتاب الله وطلبوا الفقه في الدين. وصبروا على طلب العلم والله سبحانه وتعالى لن يضيع اعمالكم. الله سبحانه وتعالى سيزيدكم هدى وايمانا ويؤتيكم تقواكم. والله سبحانه وتعالى لا يضيع اجر المحسنين. واحب كذلك ان ابشركم لان كثيرا من الناس يقول شباب المسلمين الان ضايعين لأ هذا ليس صحيحا يعني من تحرى الخير سيجد الخير كثيرا جدا في الشباب. وانا وجدت في كثير من بلدان المسلمين وحتى بلدان غير المسلمين والله اجد يعني ادخل مسجد مثلا في اي بلد ليست بلد المسلمين اجد مجموعة من الشباب اجتمعوا على القرآن ويتعلمون فالخير موجود فلذلك الشباب ابشروا واستعينوا بالله سبحانه وتعالى واصبروا شف ربنا قال اصبروا وصابروا ورابطوا. والله سبحانه وتعالى معكم ولن يتركم اعمالكم. بل الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا. احب ان اشكر اخي وحبيبي الشيخ ابراهيم. وسبحان الله الشيخ ابراهيم كنت قبل سنوات تقابلت معه في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وتدارسنا كتاب الرسالة التدميرية. وتذاكرنا هذا الكتاب. سبحان الله! انقطعت الاخبار وآآ نسيت يعني آآ الشيخ ابراهيم. وآآ حدثني قبل ايام وذكرني بهذا اللقاء الجميل الذي كنا نتدارس فيه الكتاب. ففرحت جدا له دروسا نافعة جدا. والله سبحان الله انا كنت انشر هذه الدروس قبل ان اعرف ان هذا هو ابراهيم الذي قابلته في المسجد. فصراحة فرحت جدا به له مجهود كبير واحبه في الله وهو من الشباب الذين يعني انا احب ان اسميهم مثل الورد. شباب يعني ممن يعطيك امل في شباب هذا هذه الامة اسأل الله ان يبارك فيه وان يحفظه. وان يتم لنا الخير وان نتعاون سويا في آآ مدارسة العلم مع اخواني واحبابي طلاب العلم. بارك الله فيكم شباب وجزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان شاء الله اللقاء الاخر يعني بعد شهر مع اية من كتاب الله. آآ ان نزداد بها ايمانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته