حديث النور والصدق والداعي الى الحق يجمعه البخاري ويمديه الى الخلق هنا يا امة الاسلام تجمعنا لخير كلام سمائك للبخاري مخلدة على الايام. حديث جوامع الكلم الشهد عند فمي سنفهمها ونحفظها وننقلها الى الامم لتنظر هذه الدنيا الى اخلاقنا العليا الى الاسلام منصفة وتصفو عندها الرؤيا الى اخلاقنا العليا. الى الاسلام منصفا اتاني وتصفو عندها الرؤيا سبائك للبخاري يدرك المسلم انه لا محالة واقف بين يدي الله تعالى يحاسب. فيأتيه حقه ان ظلم ويقتص منه ان ظلم. وهو ما يدعو المظلوم في الدنيا الى الصبر ويدفع الظالم للخوف والترقب. سبائكنا اليوم عن باب المظالم. والباب يكمل الاول فحواه ارحموا ترحموا. ارحموا الخلق يرحمكم الخالق وثالث الابواب عن الايمان والنذور. وما فيها من احكام باب المظالم. عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه. رواه البخاري. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. قال النبي عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم. اي اخوه في الاسلام. واخوة الدين ايها الاحبة اعظم من اخوة النسب. لان ثمرة اخوة النسب ثمرة دنيوية. بينما ثمرة اخوة الدين ثمرة اخروية. قال لا يظلمه لا يليق باخ ان يعامل اخاه الا بالحب والعدل. فلا يحل له ان يظلمه والظلم يشتمل على معصيتين اخذ حق الغير بغير حق وكذلك مبارزة الله تعالى بالمعصية وقال ولا يسلمه اي ولا ان يتركه الى الظلم دون ان ينصره. ولا يتركه مع الظالم دون ان يحميه. قدر استطاعته خاصة اذا كان ضعيفا لا يمكنه الانتصار. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الظلم ظلمات يوم القيامة رواه البخاري. الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه. لذا كان الظلم من اقبح الصفات. والظلم فقد يظلم الانسان نفسه وقد يظلم غيره وقد يقع في الظلم في حق الله سبحانه وتعالى كالشرك بالله تعالى لذا وجب على المسلم اجتناب الظلم كله وفي هذا الحديث يبين النبي عليه الصلاة والسلام خطورة الظلم وانه لا يكون على صاحبه ظلمة واحدة بل ظلمات كثيرة ظلمات في الدنيا وظلمات في الاخرة في الدنيا يحرم البركة والتوفيق وفي الاخرة لا يهتدي ولا يبصر الطريق اللهم انا نعوذ بك من ان نظلم او نظلم. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق دعوة المظلوم فانها ليس بينها وبين الله حجاب. رواه البخاري. يقول النبي عليه الصلاة والسلام اتقي دعوة المظلوم. اي لا تعرض نفسك لدعاء المظلوم. وذلك بالبعد عن الظلم فانها ليس بينها وبين الله حجاب اي ان دعا المظلوم على الظالم فانه ليس بين دعوته وبين استجابة الدعاء مانع. بل دعوة المظلوم غير محجوبة تخرق الحجب ويرفعها الله تعالى فوق السماء. ويقول لانصرنك ولو بعد حين واعلم بان دعوة المظلوم مستجابة حتى وان كان المظلوم فاجرا لان فجوره على نفسه. اما دعاؤه لربه فهو مستجاب قطعا ولو بعد حين. عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلم قيد من الارض طوقه من سبع اراضين. رواه البخاري. جاء احد التابعين هو ابو سلمة ابن عبد الرحمن ابن عوف الى عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها. فاخبرها ان بينه وبين اناس خصومة تنفي ارض فنصحته ان يجتنب النزاع فيها بغير وجه حق والا يأخذ من هذه الارض اي شيء غصبا واخبرته بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال من ظلم قيد شبر اي من اخذ شيئا من ارض غيره اختلاسا او اغتصابا ولو بمقدار شبر فقط طوقه من سبع عرضين يا الله اي ان الله تعالى يخسف به يوم القيامة ويجعل هذا القدر الذي اخذه ظلما وما تحته ومن الاراضين السبع كالطوق في عنقه يوم الحساب واينا يطيق هذا؟ اللهم اجرنا من الظلم. عن ابي موسى الاشعري، رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلت. رواه البخاري. يقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله ليملي للظالم. اي ان الله ليمهل للظالم وقد يطول امهار الله تعالى للظالم فلا يغتر بحلم الله عليه يقول حتى اذا اخذه لم يفلته لانه ان اخذ الظالم لم يتركه حتى يستوفي عقابه فالامهال ليس باهمال. وانما هو استدراج من الله للظالم حتى حين ولا يظلم ربك احدا ثم تلا النبي عليه الصلاة والسلام قوله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد. كم في هذا الحديث من تسلية للمظلوم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لصاحب الحق في مقالا رواه البخاري. استقرض النبي عليه الصلاة والسلام مرة ناقة صغيرة من رجل فجاء هذا الرجل الى النبي عليه الصلاة والسلام يطلب منه قضاء دينه واغلظ في طلبه فتأذى الصحابة من اسلوبه وطريقته فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام دعوه فان لصاحب الحق مقالا ايتركوه يقول ما يشاء ولا تتعرضوا له بشيء فان صاحب الحق له حق ان يقول ما يشاء ليطالب غريمه بقضاء الدين ونحوه ثم امر النبي عليه الصلاة والسلام بعض الصحابة ان يسدد له دينه وهكذا يعلمنا القدوة عليه الصلاة والسلام ان سوء ادب صاحب الحق لا يحملنا على ظلمه وانكار حقه. بل الحق احق ان يتبع عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والله الى يأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله تعالى يحمله ويوم القيامة. رواه البخاري. امر النبي عليه الصلاة والسلام رجلا بجمع الصدقات من خارج المدينة. فلما رجع الرجل بالاموال قال للنبي عليه الصلاة والسلام وقد اشار الى بعض الاموال التي جمعها قال هذه لكم يا معاشر المسلمين. وهذه لي اهدي الي فغضب النبي عليه الصلاة والسلام وقام على المنبر خطيبا ليبين خطر هذا الفعل وقال اما بعد فاني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا مالكم وهذا هدية اهديت لي افلا جلس في بيت ابيه وامه حتى تأتيه هديته والله لا يأخذ احد منكم شيئا بغير حقه الا لقي الله يحمله يوم القيامة هذا الحديث يبين خطورة اخذ المال ظلما واعتداء بغير حق وان من اخذ المال بغير حقه يجيء به يحمله يوم القيامة. تعذيبا له وزيادة في فضيحته باب ارحموا ترحموا. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه ان رحمتي سبقت غضبي. رواه البخاري. ما اعظم هذا الحديث يشعر المؤمن اثناء قراءته بمشاعر الاطمئنان والراحة. فلنقبل على الله تعالى. ولنسارع بالتوبة اليه ولا نيأس من رحمة الله فان رحمته وسعت كل شيء يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بهذه البشرى ان الله جل في علاه قبل ان يخلق الخلق كتب المقادير كلها ومما كتبه سبحانه وتعالى وهو عنده فوق العرش ان رحمته تبارك وتعالى سبقت غضبه فهو سبحانه الرحيم الحليم يحلم على عباده ويرحمهم اذا اذنبوا او اساءوا ويتجاوز عمن يشاء منهم. فلنبادر بالتوبة والاستغفار. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق. رواه البخاري. يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بان الله جعل الرحمة مئة جزء. فانزل جزءا واحدا من الرحمة فقط في الدنيا. وادخر تسعة تسعين جزءا ليوم القيامة فمن هذه الرحمة الواحدة التي في الدنيا يتراحم الخلائق جميعهم مع انها رحمة واحدة لكن ما اوسعها ونحن نرى اثارها في كل شيء نراها في البشر فيما بينهم ونراها في الوحوش والبهائم وفي الطيور على الاشجار وفي الاسماك في البحار كل هذه الرحمات من حولنا ليست الا رحمة واحدة من رحمات الله سبحانه وتعالى فكيف بالرحمات الباقية التي ادخرها الله تعالى للعباد في الاخرة فالمحروم حقا من لا يدرك تلك الرحمات في عرصات يوم القيامة بسبب ذنوبه وغفلته وتقصيره. نسأل الله تعالى من رحمته وفضله وكرمه. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن ينجي احد منكم عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة. رواه البخاري. امرنا الله سبحانه تعالى بالجد في العمل ومسارعة في الخيرات. الا ان النبي عليه الصلاة والسلام ينبهنا الى مسألة مهمة فيقول لن ينجي احدا منكم عمله اي ان الانسان مهما اجتهد في العبادة فان نجاته من النار وفوزه بالجنة مرهونة برحمة الله سبحانه وتعالى وليس بعمله لان عمل الانسان وجده لا يجعله مستحقا للجنة. فعمله لا يقابل شيئا من نعم الله سبحانه وتعالى عليه ثم ان العمل الصالح الذي فعله المسلم لولا توفيق الله تعالى للعبد لما قام به فسأله الصحابة ولا انت يا رسول الله فاجابهم عليه الصلاة والسلام ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة يا الله فالانسان مهما بلغت مرتبته فانه لا ينجو بعمله الا ان تشمله رحمة الله سبحانه وتعالى. فاللهم اشملنا بعفوك وتغمدنا برحمتك امين عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرحم الله من لا يرحم الناس. رواه البخاري. كان النبي عليه الصلاة والسلام ارحم حاسب الناس. ووجه امته الى الرحمة بالناس. فقال لا يرحم الله من لا يرحم الناس اي لا يستحق رحمة الله من لا يرحم الناس. والجزاء من جنس العمل فمن رحم الخلق استحق رحمة الخالق ومن قسى على الخلق فهذا يخشى عليه الا يرحمه الله نعوذ بالله من هذه العاقبة. باب الايمان والنذور. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ينهاكم ان احلفوا بابائكم من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت. رواه البخاري. منزلة الاباء عظيمة لكن لا يجوز ان تصل الى المرتبة التي تؤثر على عقيدة المسلم ليحلف به مثلا كمن يقول وحياة ابي. فهذا يعد من الشرك الاصغر. ومثله من يحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام او يحلف بالشرف او يحلف بالامانة وغير ذلك وامر النبي عليه الصلاة والسلام واضح. من احتاج الى القسم لتأكيد خبر من الاخبار او للوصول الى حقه فليقسم بالله تعالى او باحد اسمائه وصفاته والا فليسكت ولا يقسم بشيء. لانه ليس هناك اعظم من الله ليحلف به الانسان. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا اله الا الله رواه البخاري. كان العرب في جاهليتهم يعظمون اصناما كثيرة ويعبدونها ويحلفون لعظم شأنها عندهم. فجاء النبي عليه الصلاة والسلام ليبطل هذا الشرك. وفي هذا الحديث ارشدنا النبي عليه الصلاة والسلام بانه من اخطأ او نسي فحلف باللات او العزى او باي قسم باطل فعليه ان يقول مستدركا لا اله الا الله حتى يفرد الله تعالى بالعبادة وينزهه عن الشرك قال اهل العلم من حلف بغير الاسلام يأثم لكن لا كفارة عليه. بل تلزمه التوبة والنبي عليه الصلاة والسلام امره بكلمة التوحيد. ليتدارك ويعلن البراءة من فعل المشركين عن عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك الذي هو خير. رواه البخاري. قد يمر المسلم بموقف فيحلف بالله على شيء سيفعله ثم يرى انه من الافضل الا يفعله. فكيف يتصرف؟ ان كان لا يترتب على حلفه شيء فهو مخير بين المضي فيها او التكفير عن يمينه فان رأى ان الافضل والاحسن هو ترك فعل الشيء فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه والتكفير عن تلك اليمين باطعام عشرة مساكين او كسوتهم. فان لم يجد فصيام ثلاثة ايام. والحمد لله تعالى الذي جعل لنا مخرجا وتيسيرا. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر الاشراك بالله حقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس. رواه البخاري جاء اعرابي الى النبي عليه الصلاة والسلام ليسأله عن الكبائر. وهي اعظم الذنوب والتي يترتب عليها حد في الدنيا او وعيد بالعذاب في الاخرة. فاجابه النبي عليه الصلاة والسلام الكبائر الاشراك بالله اي بان تنكر حق الله تعالى في التوحيد وعقوق الوالدين بان تنكر حق الوالدين في البر والطاعة وقتل النفس بان تسلب حق نفس بريئة في الحياة واليمين الغموس بان تضيع الحقوق وتؤيد الباطل فتحلف بالله كاذبا. قاصدا الخيانة وسميت هذه اليمين غموسا لان هذا الحلف يغمس صاحبه في النار والعياذ بالله ولفظاعة اليمين الكاذبة قال اكثر اهل العلم انه لا كفارة فيها لشناعتها وعظم رمتها وجرمها وانما تجب فيها التوبة ورد الحقوق الى اصحابها. عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله ليطعه ومن نذر ان يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري النذر هو ان يلزم المسلم نفسه بامر لم يوجبه الله تعالى عليه. والحكم الشرعي في النذر انه من نذر ان فعل امرا فيه طاعة الله سبحانه وتعالى مثل النذر بصيام او صدقة فيجب عليه الوفاء بهذا النذر ولكن اذا نظر ان يفعل معصية كأن يقول نذرت ان حصل كذا ان اشرب الخمر فلا يوهي بنذره لان المعصية حرام في كل الاحوال قال بعض اهل العلم من نذر معصية فلا يجوز الوفاء به وعليه كفارة اليمين نسأل الله تعالى ان يجعلنا ممن اذا نذر اوفى فنكون ممن اثنى الله تعالى عليهم في كتابه الكريم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر. وانما يستخرج بالنذر من البخيل رواه البخاري. النذر على قسمين النذر الممدوح والنذر المذموم النذر الممدوح هو نذر الطاعة المجرد. بان يوجب على نفسه عبادة كصيام او صدقة او قيام بدون مقابلة ولا ربط تلك العبادة بحصول امر وهذا النذر الذي اثنى الله تعالى على اصحابه بقوله يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستقيرا واما النظر المذموم فهو نذر المعاوضة عندما يعلق فيه الناظر على حصول شيء. بحيث لو حصل الشيء وتصدق وان لم يحصل لم يتصدق فهذا محل النهي وحاله كحال البخيل قال النبي عليه الصلاة والسلام ان النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر اي ان النذر لا يرد من قضاء الله تعالى شيئا وانما يستخرج بالنذر من البخيل. لان البخيل لا يخرج من ماله شيئا الا بعوض عاجل كحال هذا النادر الذي يؤدي الطاعة بعوض حصول مطلوبه. نعوذ بالله ان نتعامل مع الله طاعة كمعاملة البخيل بماله. نكتفي اليوم بهذه الدرر والسمائك. وفي الحلقة القادمة نلتقي باذن الله مع كنوز ثمينة وعلوم مفيدة. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه صحيحه كان مكتملا لكل الدين مشتملا احاط العلم اجمعه وضم القول والعمل اليك سبائك الذهب حديثا ليس بالكذبين نبينا الغالي شفيع الخلق خير نبي اليك سمائك النهبي حديدا ليس بالكاذبين كلام نبينا الغالي شفيع الخلق خير نبيه سبائك للبخاري