الى الغالي شفيع الخلق خير نبيه. اليك سمائك النهبي. حديدا ليس كاذبين كلام نبينا الغالي شفيع الخلق خير نبي سبائك للبخاري حديث النور والصدق والداعي الى الحق يجمعه البخاري ويمديه الى الخلق هنا يا امة الاسلام تجمعنا لخير كلام سمائك للبخاري مخلدة على الايام. حديث جوامع الكلم الشهد عند فمي سنفهمها ونحفظها وننقلها الى الامم لتنظر هذه الدنيا الى اخلاقنا العليا الى الاسلام منصفة وتصفو عندها الرؤيا تنظر هذه الدنيا الى اخلاقنا العليا. الى الاسلام منصفا وتصفو عندها الرؤيا سبائك للبخاري لا تزال رحلتنا مع الامام البخاري مستمر الابواب تفتح والسبائك تجمع. نضم اليها اليوم سبع عشرة سبيكة. في الجهاد والشهادة فمتى يكون القتال جهادا؟ ومتى يكون الموت شهادة؟ وما انواع الشهداء وما احكام جهاد وفي الباب الثاني ستكون سبائكنا حول السفر واحكامه ورخصه في الصوم والصلاة وهي مجموعة في الاحاديث التالية باب الجهاد والشهادة. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح. ولكن كن جهاد ونية. رواه البخاري. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد في فجر الدعوة الاسلامية كان الايذاء في مكة شديدا على المسلمين. لذلك اوجب الله تعالى الهجرة. فهاجر النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته من مكة الى المدينة. ليحموا انفسهم وينصروا دينهم من عذاب المشركين واضطهادهم وظلت الهجرة واجبة حتى فتح الله مكة المكرمة فرفع وجوب هجرة قال النبي عليه الصلاة والسلام لا هجرة بعد الفتح اي لم تعد الهجرة واجبة من مكة بعد فتحها لان سبب الهجرة انتهى وهو بطش المشركين وسيطرتهم على مكة ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام ولكن جهاد ونية اي بقي اجر خروجكم لجهاد اعداء الدين المعتدين وبقيت ايضا الهجرة بنية الفرار بالدين من الفتن والخروج في طلب العلم هذا ما تحصلون به فضيلة الهجرة في سبيل الله تعالى. عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله اه خير من الدنيا وما عليها. رواه البخاري. قال النبي عليه الصلاة والسلام رباط يوم في سبيل الله. اي ملازمة يوم واحد للمكان الذي بين المسلمين وبين عدوهم لحراسة وحمايتهم خير من الدنيا وما فيها فما اعظم هذا الاجر يوم واحد من المرابطة وحراسة المسلمين وحماية ثغورهم وتعريض النفس للخطر خير من كل نعيم الذي في الدنيا. هنيئا للبطل المرابط هذا الاجر العظيم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا. ومن خلف غازيا في سبيل بخير فقد غزى. رواه البخاري. من كرم الله تعالى ان جعل الاجر العظيم ليس فقط لمن يعمل الخير. بل كذلك لمن اعانه على فعل الخير. في هذا الحديث يبشرنا النبي عليه الصلاة سلام ان من اعان الغازي في سبيل الله بالمال او المركوب او باي شيء فله اجر هذا الغاز كاملا. وان لم يخرج هو للجهاد بنفسه وكذلك من خلف المجاهد في اهله وعياله فرعاهم وقام على شؤونهم فله مثل اجر هذا الغازي كاملا عن عروة بن الجعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة اجر والمغنم. رواه البخاري. اخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام بصورة بديعة الخيل المعدة للجهاد التي هي الة النصر ودليل العزة بان الله تعالى عقد الخير في مقدمة رأسها يا الله ما ابدع هذا الوصف فكأن هذا الخير شعاع من نور تنير به الخيل طريق الفارس الذي يمتطيها. وهو يتقدم بها نحو الاعداء قوله الاجر والمغنم اي تأخذ الخيل براكبها نحو الاجور العظيمة التي اعدها الله للمجاهدين في اخرها. والى النصر والعزة والغنائم التي يمكنهم الله منها في الدنيا وسيبقى هذا الخير معقودا في جباه خيول المجاهدين ابد الدهر ليعز الله الاسلام وعسكره وتظل رايتهم مرفوعة الى الى يوم القيامة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. ان في الجنة مائة درجة. اعدها الله للمجاهدين في سبيل سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض. رواه البخاري بخاري يخبرنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث عن ثواب المجاهدين. الذين قدموا انفسهم فداء ربهم ورفعة لدينهم بان الله تعالى اعد لهم مئة درجة من درجات الجنة وما اكثر درجات الجنة ومراتبها وان المسافة بين كل درجة والدرجة التي تليها كالبعد بين السماء والارض اللهم بلغنا منازل الجنة العالية واجعلنا من اهل الفردوس الاعلى امين. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة. رواه البخاري هناك امور اباحها الله تعالى في الحرب ولم يبحها في غيرها. ومن ذلك خداع العدو مماكرته واستعمال الحيلة بهزيمته. قال النبي عليه الصلاة والسلام الحرب خدعة قال نبينا هذا الحديث في غزوة الخندق لما بعث نعيم بن مسعود الى المشركين وقد بعثه مخزلا بين قريش وغضفان واليهود فيجوز للمسلم ان يستعمل الخداع في الحرب وهو التورية والكذب ان اضطر اليه من اجل الكيد بالعدو وتحقيق مصلحة كبيرة للمسلمين. من غير نقض العهود والامان والحديث ايها الاحبة له جانبان. جانب توجيه وجانب تحذير. اما التوجيه فهو حث المسلمين على الخدعة في الحرب فينبغي قدح الفكر واعمال الرأي حسب الاستطاعة. لان الخدعة والمماكرة في الحرب انفع من الشجاعة والحرب قد تنتهي بخدعة واحدة واما جانب التحذير فهو تحذير المسلمين من مكر الكفار وخداعهم لما ينشأ عنه من المفسدة والاضرار بالمسلمين تأملوا كلمتان من النبي عليه الصلاة والسلام الحرب خدعة كم جمعت كل هذه المعاني العظيمة عن عبدالله بن ابي اوفى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية. فاذا لقيت فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف. رواه البخاري يقول النبي عليه الصلاة والسلام لا تتمنوا لقاء العدو. لان الانسان لا يعلم ما يؤول اليه امر وكيف سيكون حاله؟ وكيف سينجو هو واهله من هذه الحروب وقال صلى الله عليه وسلم وسلوا الله العافية وهل هناك امر اهم من العافية ان وهب الله لك العافية ودفع عنك ما تكره في النفس والاهل والمال في الدنيا والاخرة فذاك الفلاح والفوز اما المعارك والحروب فهي مجال الاصابات والابتلاءات ثم قال عليه الصلاة والسلام فاذا لقيتموهم فاصبروا اما اذا ابتليتم بلقاء العدو لا محالة حينها اصبروا ولا تجزعوا واعلموا ان لكم احدى الحسنيين. اما ان ينصركم الله واما ان تغلبوا بعد بذل المجهود. فيكون لكم الثواب الاخروي وقوله عليه الصلاة والسلام الجنة تحت ظلال السيوف. اي ان الجهاد يؤدي الى دخول الجنة. نسأل الله تعالى ان نكون من اهل الجنة. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان. رواه البخاري رأى النبي عليه الصلاة والسلام امرأة مقتولة في احدى الغزوات فانكر عليه الصلاة والسلام قتل النساء الصبيان لان الله تعالى شرع القتال لاعلاء دينه وصد العدوان وردع اهل الضلال وليس بهدف سفك الدماء وازهاق الارواح لذلك جعلت الشريعة للقتال احكاما وضوابط ومن هذه الاحكام النهي عن قتل الشيوخ والنساء والاطفال والعجزة والعباد المنقطعين عبادة والعلماء المنقطعين للعلم والخدم الذين لا يملكون من امر انفسهم شيئا الا اذا قاتلوا او كان لهم تدبير في الحرب رأي ومكيدة لان القتال هو لمن يقاتلنا هكذا وضع الاسلام الاسس الاخلاقية حال الحرب وهذه الانظمة والقوانين لم تكن تعرفها الحضارات والدول في تلك الفترة بل بدأت الدول الغربية في القرن العشرين بالدندنة حول منع قتل المدنيين. وقد سبقهم الاسلام بقرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة. وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. رواه البخاري. في غزوة خيبر لما وقع القتال بين المسلمين واليهود كان مع المسلمين رجل شجاع قاتل اشد القتال فقال النبي عليه الصلاة والسلام هذا الرجل من اهل النار فتعجب الصحابة من قوله ثم اصيب الرجل وكثرت جراحه فاقعدته الجراح وامرضته وما زال تعجب الصحابة قائما. كيف يكون مثل هذا من اهل النار بعدما بذل في ارض المعركة حتى كاد بعض الناس يصيبهم الشك فبينما هم على ذلك احس الرجل بالم الاصابات. فلم يتحملها. فانتزع سهما فقتل به نفسه حينها قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة اي لا يدخل الجنة الا من عمل بمقتضى الاسلام ومات على الاسلام ثم قال عليه الصلاة والسلام وان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر اي ان الله تعالى يقوي ويحمي ويدعم دينه حتى بالرجل الفاجر. المرتكب للمحرمات والمعاصي سخره الله تعالى ليدافع عن الاسلام ويؤازره صدق نبينا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى اللهم اجعلنا من اهل الاسلام واختم لنا بخير امين. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء خمسة والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله. رواه البخاري. يبتلي الله تعالى عباده بالامراض والحوادث الاليمة ليكفر بها عن خطاياهم. ويرفع درجاتهم وبعضها قد تكون اشد من غيرها لذلك جعل الله لبعض هذه الامراض والحوادث اجرا عظيما كاجر الشهيد وذكر النبي عليه الصلاة والسلام خمسة اصناف من هؤلاء فاولها المطعون المطعون هو الذي يموت بمرض الطاعون. او باي وباء عام والمبطون وهو الذي يموت بداء في بطنه والغريق هو الذي يموت غرقا في الماء وصاحب الهدم هو الذي يموت تحت الانقاض والشهيد في سبيل الله هو القتيل في ساحة الجهاد وهذا الاخير هو اعظمهم منزلة واكثرهم اجرا وخص الله تعالى هذه الاصناف لان الالم فيها يكون اشد. والمعاناة فيها اكبر فاللهم لا تحرمنا حسن الخاتمة. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ما له فهو شهيد رواه البخاري. المال من نعم الله العظيمة. وقد شرع الله لنا العناية بالمال والدفاع عن المال وحفظه من التلف قال النبي عليه الصلاة والسلام من قتل دون ما له فهو شهيد اي من تعرظ له لص او غاصب وحاول اخذ ماله منه ظلما وعدوانا فان عليه ان يقاتله فان قتل اثناء الدفاع عن ما له فان اجره يوم القيامة يكون كاجر الشهيد لانه مات ليدفع الباطل ويدافع عن الحق نسأل الله تعالى ان نكون من اهل الحق في الدنيا والاخرة. باب السفر. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر قطعة من عذاب يمنع احدكم طعامه وشرابه ونومه. فاذا قضى نهمته فليعجل الى اهله. رواه البخاري. قال النبي عليه الصلاة والسلام السفر قطعة من من العذاب اي السفر جزء ونوع من العذاب الدنيوي لحصول المشقة وعدم الاستقرار ولا تكون فيه تمام الراحة لا في الطعام ولا في الشراب ولا في النوم ولا في المسكن اضافة الى مفارقة الاهل والاصحاب لذلك اوصى النبي عليه الصلاة والسلام المسافر اذا قضى حاجته من السفر ان يسارع بالرجوع الى كمال الراحة عند اهله وفي بلده قطعا لهذا العذاب وما قد يصاحبه من مشقة. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمعوا بين صلاة الظهر والعصر اذا كان على ظهر سير. ويجمع بين والعشاء. رواه البخاري. لما كان السفر مظنة المشقة جاءت الشريعة ببعض رخصي في العبادات. تيسيرا على العباد ورحمة بهم ومن تلك الرخص اباحة جمع الصلوات للمسافر وهنا يخبرنا ابن عباس ان النبي عليه الصلاة والسلام كان من عادته يجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء وذلك اذا كان سائرا وجد به السير في سفره وهذا الجمع اما جمع تقديم او جمع تأخير يراعي في ذلك الارفق به وبمن معه من المسافرين. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه هما قال صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وافطر من شاء صام ومن شاء افطر. رواه البخاري. من التخفيفات للمسافر التي جاءت بها الشريعة الرخصة في الفطر في نهار رمضان. وقد فعل النبي عليه الصلاة والسلام في السفر الامرين الصوم والافطار ثم قال ابن عباس فمن شاء صام ومن شاء افطر فللمسافر الذي عنده قوة على الصيام مخير بين الصيام وبين الفطر وهي رخصة عامة سواء وجد المسافر مشقة ام لا. لان الحكم للغالب وهذا من رحمة الله تعالى لا بعباده. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في الوحدة ما اعلم. ما سار راكب بليل رواه البخاري. السفر بالاضافة الى انه مجهد ومتعب فهو كذلك محفوف مخاطر لذا حث النبي عليه الصلاة والسلام المسافر على استحباب السفر مع مجموعة وعدم السفر وحده وقال عليه الصلاة والسلام معللا ذلك لو يعلم الناس ما في الوحدة ما اعلم اي من الاخطار والاضرار ما صار راكب بليل وحده ولذلك قال اهل العلم بكراهية المسير بالليل للمنفرد لما يلحقه من ضرر الوحدة الديني والدنيوي. اللهم انا نعوذ بك من وعثاء السفر ومن سوء المنقلب عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا رواه البخاري. من كرم الله تعالى وفضله الا يقطع اجر عمل عبده الصالح ان حال دون عمله مانع فان مرض المسلم او سافر فمنعه سفره ومرضه عن طاعات واعمال صالحة كان معتادا عليها. محافظا عليها اثناء صحته واقامته فان الله تعالى بفضله وكرمه يكتب له اثناء مرضه وسفره اجر عمله كاملا كما كان يفعل عندما كان مقيما صحيحا فما اعظم كرمك يا الله عن كعب ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع في ركعتين. رواه البخاري. كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا قدم من سفره يبدأ بالذهاب الى مسجد فيصلي فيه ركعتين نافلة فحري بالمسلم ان يحيي هذه السنة العظيمة عند وصوله من السفر التي هجرها كثير من الناس فيصلي في اقرب مسجد لبيته. لما في ذلك من معاني حمد الله تعالى على نعمة الوصول والسلامة. نكتفي اليوم بهذه الدرر والسبائك وفي الحلقة القادمة نلتقي باذن الله مع كنوز ثمينة وعلوم مفيدة. واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم كان مكتملا لكل الدين مشتملا احاط العلم اجمعه وضم القول والعمل اليك سبائك الذهب حديثا ليس بالكذب كلام نبي