هذه السورة فيها حكاية قصة حدثت سبب نزولها كما هو مشهور لما جاء عبد الله ابن ام مكتوم وكان رجل اعمى الى النبي صلى الله عليه وسلم ويقول ارشدني يا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم مشغولا مع كبار قريش يرغب في دعوتهم وصلاحهم وهدايتهم لان هداية الكبار فيها هداية الناس اذا اسلم هؤلاء الكبار يتبعهم الاخرون فارظى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يخاطبه هؤلاء ويقول اترون فيما اقول بأسا يقولون لا وقال الله عز وجل عبث وتولى يعني عبس بوجهه كلح بوجهه وتولى اعرض عنه وهذه معاتبة لطيفة الله سبحانه وتعالى لنبيه كان عليه السلام بعد ذلك اذا جاء عبد الله بسط له رداءه وقال مرحبا لمن عاتبني فيه ربي من جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى قد عبس وتولى يا اخواني هنا الفعل الدال على الغيبة لم يقل عبست وتوليت يا محمد وهذا فيه تلطف في شي يا اخوان في العتاب ثم قال ان جاءه الاعمى لماذا وصف بالاعمال يا اخوان يصف بانه اعمى قد يقول قائلا ان يوصفه بهذا الوصف لا يا اخوان من جاءه الاعمى في اعتذار لمن يا اخوان اعتذار لعبدالله بن مكتوم لانه كان يجتهد ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم مشغول ولو كان يبصر ويرى النبي صلى الله عليه وسلم مشغولا بدعة الكبار اكان يأتيه ويقول الكلام هذا فليتركه حتى يكلم هؤلاء ثم بعد ذلك يطلب منه ان يعلمه ففيه نوع اعتذار له وايضا ترقيق كما يقول المفسرون لقلب النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة له وما يدريك لعل هذا الاعمى يزكى او يذكروا فتنفعه الذكر لعله يزكى لعله ان يحصل له التزكية يا اخوان. ما احسن هذا اللفظ ما اجمله يا اخوان يرد في القرآن كثير. كيف هو عنده كثيرا يا اخوان؟ هدفنا احنا من زكاها وقد خان دساها تزكية تعني ماذا يا اخوان انما تعني الطهور يعني استقامة الحال تعني امور كبيرة وعظيمة ما يدريك لعله يزكى؟ او يتذكر فتنفعه الذكرى. يعني ان لم يتزكى في لحظته يتذكر. وهذه تذكرة تنفع ومستقبلا