الوجه الخامس ان القرآن له سلطان على النفوس. وليس ثم من كلام البشر ما له سلطان على النفوس في كل الكلام ولكن القرآن له سلطان على النفوس بما تميز به من كلام الله جل وعلا. لانه كلام الله جل وعلا. مثل ما صار السلطان على ذلك المشرك. يعني انه يرغم البنوك. وقد كان مرة احد الدعاة يخطب بالعربية. وفي خطبته يورد ايات من القرآن العظيم يتلوها. فكانت امرأة كافرة لا تحسن الكلام العربي ولا تعرفه لما انتهى الخطيب من خطبته استوقفته وكان اه في في سفينة لما انتهى من خطبته استوقفه وقالت كلامك له لمط تأتي في كلامك بكلمات مختلفة في رنتها وفي قرعها الاذن عن بقية كلامك. فما هذه الكلمات؟ فقال هي وهذا لا شك. اذا سمعت القرآن تجد له سلطان على النفس يلجأ النفس على الاستسلام له. الا من ركب هواه. هذا تجده في اشياء اولا ان ايات القرآن في السورة الواحدة كما هو معلوم لم تجعل ايات العقيدة على حدى وايات الشريعة على حدى الاحكام وايات السلوك على حدى الى اخره. بل الجميع كانت هذه وراء هذا. اية تخاطب المؤمنين تخاطب المنافقين واية تخاطب النفس واية فيها العقيدة وعايش فيها قصص الماضي واية تليها فيها ما سيأتي ويأتيها الوقت ويأت فيها الوعيد فيها ذكر الجنة وذكر النار وفيها فيها التشريع ثم يرجع الى اية اخرى فيها اصل الخلق وهكذا في تنوع وهذا من اسرار السلطان الذي يكون للقرآن على النفوس لان الانفس واهبل النفس الواحدة لها مشاكل. فالنفس تارة يأتيها الترغيب. وتارة يأتيها الترغيب. تارة تتأثر بالمثل. تارة تتأثر تارة هي ملزمة بالعمل تارة هي ملزمة بالاعتقاد. فكون هذه وراء هذه وراء هذه تغلق على النفس البشرية انواع ما تتأثر به. وهذا لا يمكن ان يكون الا من كلام من خلق هذه النفس البشرية. الا يعلم من وخلق وهو اللطيف الخبيث. فتجد ان القرآن يحاصره فاي انسان اراد ان يفر لا يمكن ان يفر من القرآن فيأتى فيه نهاية فيها وصف الكافرين. اية ايات فيها قوة في وصف المنافقين. ايات فيها قوة في وصف المؤمنين. ايات فيها العقيدة فيها الماضي فيها الحاضر فيها النبوة فيها الرسالة فيها الدلائل فيها حال المشركين الى اخره فيما يحصل على النفس الحية والعقل الذي يتحرك عنده همة يحصل عليه الهروب وهذا لا يمكن ان يحشره في انواع النفس البشرية الواحدة الا من خلق هذه النفس وتكلم بهذا القرآن لافلاحها ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. فكيف اذا بانواع الانفس المختلفة هذا الذي يصلح له الترغيب وهذا الذي يصلح له الترهيب وهذا الذي يصلح له وصف الجنة وهذا الذي ينشأ عنده الايمان بالحب والى هناك الذي ينشأ عنده الايمان بالجهاد ونحو ذلك. تنوع الانفس وخطاب القرآن للناس جميعا على تنوع انفسهم هذا دليل ثان على ان هذا القرآن له سلطان على النفوس