جديدة متعمقة تقرأ بصفحة قلبك تكتب على صفحة قلبك. وتقرأ بعين قلبك قبل ان تقرأ بعين رأسك انه والمخرج من تلكم الفتن. تأمل فقام سراقة وحكى للناس فانبرأ اليه ابو جهل يوبخه ولا ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من النفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن اطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فلم تزل سلسلة عقائد البلاء على هذه الاعواد ايها الاخوة مبتلاة ربما اتى ما يفصل حلقة عن اختها فينأى بها عنها بعيدا ربما كان منها او لما طرأ عليها من خيرة الزمان. وان المرء مع حبه ان تكون هذه السلسلة متواترة ليكون ذلك في اذهاننا جميعا. لان الله عز وجل اشاد في قصة في سورة البروج بقصة اصحاب الاخدود وبين كيف يتلافى المرء هذا البلاء بحيث انه يستطيع ان يسير فيه السيرة التي يحمدها لها له التي يحمدها لها الله عز وجل. يحمدها له الله عز وجل. ولكنه مع ذلك كما قلت ربما يسعد المرء بتلك الفواصل ذلك لانه يريد ان يعرج في هذه الفواصل على شيء على شيء من سيرة اكابرنا. حينما يجد المرء نفسه في الطريق القاحلة المغفرة. الطريق الموحشة جدا والتي تشتد وحشتها في كل وقت يقترب المرء فيه من الساعة كل يوم يكون وابأس من الذي من الذي قبله كما اخبر النبي صلى الله عليه واله وسلم. ويقر بؤسه ويكمن في ان الدين تبهت مع كما تبهت وتدرس معالم الثوب او وشي الثوب بحيث ينظر المرء الى اقوام يدافعون عن الدين وهم عليه وسلم انه قد اذن لكم في الهجرة تلك الهجرة الثانية. بعد الاولى التي كانت الى الحبشة اذن لهم رسول الله ان يذهبوا الى المدينة والمدينة كان قد وطدها له مصعب رضي الله عنه. ويا له من شاب له همة وخدمة وسفارة يدينون وقوم يحيكون له كل المصائب وينسبون اليه كل النقائص يعادونه بوجوه سافرة امام الدنيا برمتها ولا يستحي احدهم على نفسه ان يدعي بعد ذلك انه ينتسب اليه. انه اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من حقد وجهل قرينين يسيران على هذا الطريق دفعا لهذا الدين الى وراء وهيهات فان الدين عند الله الاسلام. فالمرء في هذا الظمأ الظامئ كما يحتاج ربما اذا وجد هذه المندوحة ان يذكر بعض اكابرنا. وصدقا ايها الاخوة تطب النفوس بهم تهدأ ثائراتها وينظر المرء الى الطريق نظرة اخرى. ويتجدد لديه معالم على الطريق وارام. يتبين له بها انه على الحق والصدق. وان هذا النهج هو النهج القويم. وصدق الله عز وجل. اذ يقول فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا فقد اهتدوا ومفهوم المخالفة ينص على ان المرء لم يهتدي بما اهتدى به الاولون فانه على شعبة من الضلالة كثرت هذه الشعبة او قلت عمقت هذه الشعبة او شفت والطريق الى الله عز وجل جادة واشباهه من الزيف. فان تنكب المرء سقط في الزيف وان سقط في الزيف اندقت عنقه ربما بلا رجعة. نسأل الله عز وجل ان يقينا واياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن. وهذه سلسلة كنت اتخلل بها سلاسل الخطب. وربما افرطت لها موضعا لكنها ايضا كانت معي منكوبة ما استطيع ان اهملها وان اتمها او حتى ان يسردها المرء سردا. هي سلسلة رجال في الظل اسود الغاب اسد الناس. الرعيل الاول من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شريطة انهم لا يعرفون في الناس كثيرا وان كان مع الاسف اكابر اصحاب رسول الله في جل المسلمين لا يعرفون. لكنني اخترت تراجم المقتضب المختصر لذا اسميتهم في الظل. لا يدري بهم كثير من الناس وهم رجال. وهم القادة والسادة وهم والصور وهم الطريق وهم الهداية رضي الله عنهم اجمعين رضي الله عنهم ورضوا عنه. انهم اصحاب رسول رسول الله الذين هم في الظل تراجمهم في كتب التاريخ مقتضبة. لا تكاد تعد فيها صفحات كثيرة. غير انها بمعالم في الطريق مكتظة تكشف لك زيف الطرق التي تكتنف الجادة وتبين لك كيف تسير الى الله. والعمر ايها الاخوة قصير في اعمار الامم لا يحسب وفي اعمال الازمان لا يدرك ومع زلك يسير المرء فيه بساعاته ولحظات لا اقول بايامه وكل يوم يمر عليه يقترب منه من حفرة موحشة بعيدة المدى. اذا ما نزل المرء فيها انقطع ضاع عمله وكثر بكاؤه ويندم ولات يومها حينما اندم. فدع عنك ما قاله العصري منتحلا وبالقديم تمسك قط واعتصم. انه سراقة ابن مالك. ابن جعشم المدلجي رضي الله عنه قصيرة وقصة يسيرة فيها من المتناقضات الشيء الكبير الذي يدلك على ان الله عز وجل من يشاء في رحمته فنسأل الله عز وجل الا يفض هذا المجلس الا وقد ادخلنا وزوينا جميعا في رحمته. سراقة نمالك وقمة العداوة للدين ولرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه. مع جسم مفرط في القوة وطول يظهر في الناس يعرف ان هذا هو سراقة. ومع فروسية نادرة ومع تسديد في سلاحه لا تكاد ترى اذا مثله رضي الله عنه. فقد اجتمعت فيه الاستاذية اخذت اخذت له من نواصيها. سراقة ابن ما لك بعد ذلك من اكابر اولياء الله عز وجل. واخذه الله من ناصيته الى الدين اخذا عجيبا اليك فيها قصته. وهي تتجه ايها الاخوة بزمان ضاق فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاقت الدعوة الى الله فيه. ولم يستطع ان ينظر الى قريش من شدة عداوتها وبغضها وابائها. ولم يكن القوم يفعلون هذا فحسب. بل ابوي الدين واشاعوا بين الناس في خارج مكة اباء الدين ايضا. حتى كان هناك من يمكث على الرصد في اكمنة اذا دخل غريب الى مكة حاجا او معتمرا او زائرا يقولون له ان في القوم رجل يدعي النبوة هو مجنون وساحر يكذبه اهله ويكذبه وتكزبه قبيلته ويكزبه الواقع. اياك ان تستمع اليه والا اسرك بكلامه. حتى قال بعضهم كطفيل ابن عمرو رضي الله عنه فما زالوا بي حتى وضعت القرصف في اذني خشية ان يصل الي كلامه. هذا هو اعلان التليد من قديم والجاهلية سوءة تشف عبر الزمان. فلم تنتهي الجاهلية ان ابا لهب لم يمت وكل الذي مات ضوء اللهب. فلم يزل هؤلاء يفعلون ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلموا ويمنعونه من ان يبلغ الى الناس وبذل كل ما لديه حتى اتى في يوم وقال لاصحابه صلى الله لم تكن في الاسلام قدرها. ذهب رضي الله عنه فوطد الارض هناك والله عز وجل قد اختبأ الفضل هذا للانصار كما قال ابن كسير رضي الله عنه فارسل رسول الله اصحابه كانوا يخرجون تباعا وقصص خروجهم موجعة. حتى كان الرجل فيهم يلوي على شيء ولا ينظر خلفه لزوج ولا لولد. فان نزع منه زوجه اتكأ على حزنه على حزنه وانضوى ومضى لا يلويه عن الله عز وجل شيء. كابي سلمة رضي الله عنه اذ اخذ منه زوجه واخذوا منه ولده وربما قتل في اساءنا الى ذلك وقصص الهجرة عجيبة ايها الاخوة. ويكفيك ان يترك المرء مراتع الصبا ويذهب الى ارض بها الوباء. كما كانت المدينة اولا بها الوباء حتى ما نزل منها احد من الصحابة الا واصيب بالحمى. رضي الله عنهم اجمعين. فاجتمعت عليهم مصائب عظيمة عظيمة في ترك البلاد والديار والعباد والخلان والاصحاب ومراتع الصبا ومواضع الدروج. ومع ذلك ترك ايضا حتى جاء عبدالله بن جحش رضي الله عنه يوما مربد الوجه كاسف البال فدخل الى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر النبي اليه وقال ما لك يا عبدالله؟ قال يا رسول الله اخبرت ان دارنا ان دورنا دور ال جحش قد اخذ المشركون بمكة حتى اخذ ابو جهل داري. وقال وهو ينظر الى هذه الابواب تصفق من غير اهلها. وهل الرجل من ال لجحش الا كالكلب. فنظر اليه رسول الله وكانت دور ال جحش من افضل كسور مكة. فنظر اليه وقال يا عبدالله الا يكفيك ان يبدلك الله به دارا في الجنة؟ فاستنار وجهه وتلألأ ونظر اليه وقال من دون ان ينظر لحظة او يلوي عليها. قال يا رسول الله بلى اريد ان يبني الله لي به بيتا في الجنة قال يا عبدالله قد بنى الله لك به بيتا في الجنة. الان حصل فقال قد رضيت يا رسول الله. قصص هؤلاء كثيرة محنة الهجرة ايها الاخوة. لكنهم مع ذلك اخر رسول الله نفسه. لانه لم يأت اذنه بهذا. فدخل كما قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يأتينا في اليوم مرتين بكرة وعشية. لكنه اتى في يوم في نحر الزهيرة وفي الشمس الملتهبة ودخل على ابي بكر فوجده يحزم متاعه. قال اين يا ابا بكر؟ قال له يا رسول الله اريد ان اهاجر الى الله عز وجل. فقال استعنا لعله ان يؤذن لي يا ابا بكر. فلما جاء في نحر الظهيرة اخبره ان الله قد اذن له. فقال ابو بكر الصحبة اذا يا رسول الله؟ قال نعم يا ابا بكر. قالت عائشة فما كنت اظن ان احدا يبكي من فرحه حتى ارأيت ابا بكر يبكي من فرحته لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر في القصة المعروفة لديكم. ولما ان استفاقت قريش على هذا انطلقوا وعليهم هذا الغراب الابقع ابو جهل الذي اوردهم موارد فلا يهتدي لامر رشد ولا يرعوي لعظة حكيم اقرت مخراق لاعب. لا يهتدي لشيء. ومن البلية عاهر متوهم في الناسكين وناسك في العهال. فانطلق الرجل يومهم حتى اتى دار ابي بكر فوجد اسماء رضي الله عنها قال اين ابوك فقالت له لقد زهب لا ادري. فصفعها صفعة اخلت بقطها حتى سقط قالت فما وجدته قط من شدة صفعته لا تقول يد انسان وانما خف بعير يحمل مع ذلك في جسده جسد بعير وفي عقله عقل العصافير لا ترى منهم احدا يرد عينك ولا يرد بصرك. فلما ضربها ولطمها وتعدى عليها وكانت سبة في وجوه العرب ان يفعل مثل ما فعل لكن الجاهلية لا قانون لها. لا قانون لها ولا ميثاق. فانطلق الرجل يؤم الى رسول الله يبحث عنه ورسول الله كان قد انطلق صلى الله عليه واله وسلم حتى بلغ الى غار ثور فاتوا بكل قاف للاثر ينظر الى الاثار يعرف مدى من مشى اليه صاحبها فلما اجتمع هؤلاء عند غار ثور قالوا انقطع اثر صاحبكم ها هنا وليس ثمة الا هاونا حتى لكأنهم يكادون يستمعوا لاصواته بصوته صلى الله عليه وسلم كما قال ابو جهل فيما اذكر له فوقفوا على فوهة الغار ورسول الله تحت شقة. اذا نظر احد منهم تحت رجله من الشق رأى رسول الله وابا بكر حينما نظر ابو بكر لهذا ارخت عينه دمعا سجيما غاليا رضي الله عنه لانه من الولاء والعقيدة. فنظر اليه رسول الله الهادئ الذي لم يلتفت مطمئن بربه ساكن صلى الله عليه واله وسلم. قال ما لك يا ابا بكر تبكي. قال ليس صبابة لنفسي والله يا رسول الله. وانما لك يا رسول الله اخشى ان يصل هؤلاء اليك بمكروه. قال فيا ابا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما؟ فاطمئن ابو بكر وسكن وسكنه الله اذ نظر كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح الى رجل يقال له كرز قام يتبول فلما تبول وقف في موضع ينظر امامه اليهم. والرجل ينظر اليهم فقال ابو بكر يا رسول الله الرجل ينظر الينا عينه في اعيننا. فقال رسول الله هادئا مطمئنا لا عليك يا ابا بكر ان الملائكة قد حجبت نظره الينا باجنحتها. وانت بفضل منك نجيت يونسا وقد وبات في اضعاف حوت الليالي. نسأل الله عز وجل ان ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. فنظر القوم حولهم حتى فقال شاب وغلام انه لا يكون الا في الغار فاقحموا فاقتحموا عليه الغار فنظر ابو جهل وهو بعقله كما قلت لك فنظر اليه وقال ان على النار قد نسجت عنكبوت مولدها اقدم من مولد محمد. صلى الله عليه واله وسلم قال ابن كثير هذا اسناد جيد واهل التاريخ ادرى بما يرون. فرجع القوم وردهم الله عز وجل لكنهم لم يسكتوا ومن ظن ان الجاهلية ستسكت عن الاسلام فهو لا يدري عن الاسلام شيئا قط البتة. بل هذا الباطل يرتع وينظر الى الى هذه المواضع التي يمرق فيها الى الحق دوما لا يكل ولا يمل ويجمع قرة عين ما له. واصوله ويحارب وعلى مدى طويل بعيد ان كل المسلم عنه فقد اسلمه رقبته. فلما رجعوا لم ينتهوا الى انه مضى وترك بلادهم لكنهم يعلمون ان ما معه من الهدى سيقيم به دولة وسيكر عليهم كرة اخرى علموا ذلك من التوحيد ان الاسلام لا يقبل معه احد الا ان يكون تحته. الا ان يكون تحته لانه ببساطة لا يرضى بباطل. فتأمل علموا ان له عليهم كرة اخرى. فلما رجعوا اشهروا في قريش انهم جمعوا المئة ناقة لمن اتى بمحمد او صاحبه احد احياء او اموات. واني لارجو ان انظر نظرة وهل هؤلاء كانوا يملكون قوت يومهم؟ ان القوم اخرجوا من زبدة اموالهم واصولها مائة ناقة يخرجونها لاجل عداوة هذه الديانة واكثر واكثر لمن قرأ تاريخ ودرى وعلم به فتنبه لتعلم اصل المعركة لتعلم اصول المعركة ومعالمها. مائة ناقة حتى هل لها هؤلاء ولم يستطع احد ان ينظر الى لم يستطع احد ان يتخيل ان مائة ناقة تخرج اذا ما هو قد اتى برأس رجل واحد او رجلين. فجاء المنادي عند مجلس فيه صاحبنا رضي الله عنه. وكان رضي الله عنه يمكث بموضع يقال له قديت فدخل الداخل وقال اوما علمتم ما قالت قريش اليوم انهم قد نصبوا مائة ناقة لمن اتى بمحمد او صاحبه او اتى بهما جميعا احياء او اموات. فلما علم ذلك سراقة اضمر الامر في نفسه ثم جاء اليه وهم يتحدسون فقال اني قد خلفت محمدا الان. رأيت سوادا يزول في السراب الان لا اظن الا انه محمد وصحبه. فلما علم سراقة ذلك وكان قد اضمر في نفسه الجائزة لنفسه. قال لاصحابه لا انه قد خدعك وانما هو فلان وفلان من بني ال فلان انا عهدي بهما قريبا. الان كنت معهما وهي ايها الاخوة لا تجد هؤلاء يحب بعضهم بعضا واياك ان تنخدع. بل فرقاء لا يجتمعون يوما الا على هذه الديانة فان فرغوا قتل بعضهم بعضا وانهمك بعضهم في عرض بعض. فقام سراقة رضي الله عنه بعدما اخذ الناس في الحديث من بينهم حتى لا يشعروا به ثم دخل الى الجارية فقال خذي فرسي وكانت فرسه من الافراس المعروفة في العرب وقال انطلقي الى الوادي فاربطيها هناك. وقال لعبده اخرج لي سلاحي على رأس الخيمة. ثم جلس مع القوم يحدثهم ثم انسل مرة اخرى دون ان يشعروا فاخذ سلاحه ووضع زجه في الارض حتى لا يظهر لمعان النصل ثم ركب فرسه وانطلق يركض خلف رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. وهنا ايها الاخوة وقبل ان نغادر قلت ترجمة يسيرة فيها اصول الديانة. فمن الاصول ايضا التي نتعلمها هنا ان الله عز وجل اذن لنبيه ان يمكث بين ظهراني المشركين يدعوهم الى الله شريطة ان يدعوهم بما عقائدهم فانهم يقولون سفى احلامنا وسب الهتنا. ذلك لانه اعلمهم عن اكبر عقائد الكفر عندهم وهي الالهة انهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يبطشون ولا يمشون. لا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا لذا قال اهل العلم شريطة ان يمكث المرء بين زهراني المشركين ان يناقض عقائدهم وان يفضحها فان استطاع والا فيحرم عليه. قال صلى الله عليه واله وسلم انا بريء انا بريء ممن مكث بين زهراني المشركين. وقال صلى الله عليه وسلم لا تساكنوهم لا تتراءى ناراهما. بحيث ان الرجل منهم اذا اشعل نارا واشعل المسلم نارا فان هذا لا يرى رزاك وزاك لا يرى نار هذا. لانه ينبغي ان تنأى عنه والا زيفوا لك عقيدتك. ما يستطيع المرء ان يمكث عندهم الا ويداهنهم. والا والا ويطأطئ لهم عن شريعته ودينه. كما قلت لك شريطة ان عن اكبر عقائد الكفر عندهم فينقضها. فخرج رسول الله من بين ظهرانيهم بعد ان تحدث عن اكبر عقائدهم ثم لم يجد منهم صلى الله عليه وسلم اجابة فانطلق مهاجرا. انطلق سراقة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو رجل واذا ركب صهوة فرسه لا تكاد تراه لا يكتنفه الغبار. ولا يلحقه الفرسان. فارس من المعدودين في العرب على الاصابع فانطلق رضي الله عنه فما هو الا بقفزة او قفزتين واستنى شرفا او شرفين حتى رأى رسول الله وابا بكر يحكي هو قولوا رضي الله عنه فلما اقتربت منهما اذا برسول الله لا يلتفت يكثر من ذكر الله عز وجل. ساكن ما ينظر غلفه اطمأن بالله عز وجل طمأنينة لا شك فيها. ولا ولا يزول بعضها عن موضعه. لكنني ويقول سراقة لكنني رأيت ابا بكر يكسر التلفت. وما اكثر ابو بكر التلفت لخفة قلب فحاشى وكلا. ورفضا والا وانما كان رضي الله عنه يخشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسأله يا ابا بكر انك تمشي بين يدي تارة وعن يميني تارة وعن شمالي تارة ومن خلفي تارة فقال يا رسول الله اني لاذكر الرصد يعني العين التي تنظرك فامشي بين يديك لاعمي عليهم. واني لانظر الاغتيال اي الغيلة ان يقتلك احد منهم فامشي خلفك يا رسول رسول الله يعني اذا جاء النصر وقع انتظم كبدي وفؤادي ولم ينتظم منك ايهابا ولا جلدا يا رسول الله. حب صادق ليس بادعية ايها الاخوة ثم المعارضة له اذا عارض ادنى شيء من الدنيا حتى صارت احاديث رسول الله صلى الله الله عليه وسلم تحتاج الى فكر والى نظر والا يمشي المرء خلفه هكذا دون ان ينظر؟ وهو رسول الله ما كان المرء يظن ان يحيا ليسمع مثل هذا. اللهم ان اردت بقومنا فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين. واذا رأيت نيوب الضر بارزة فلا تظنن ان الضبع يبتسم. فانطلق سراقة رضي الله عنه حتى اقترب منهما على هذه الحالة فادركه شيء من الديانة في الجاهلية وربما وجدت هؤلاء يتكلمون بها احيانا يسكنون تلك النفوس الطائشة وربما سكنوا ايضا تلكم النفوس. تلكم النفوس الساذجة. التي تصدقهم اذا يتحدثون. فلما انطلق اراد ان يخرج شيئا من دينه فاخرج الازلام. سلاسة اسهم مكتوب على احدها افعل. وعلى الاخر لا تفعل وعلى السالس لم يكتب عليه شيء يشير اليك ان تعيد الكرة مرة اخرى. ودون ان ينظر الى هذه الاسهم يفركها بيده فركا ثم ياخذ واحدة منها على غير نظرا منه عين فاذا خرج افعل فيفعل واذا خرج لا تفعل فلا يفعل واذا خرج الثالث فانه يعيد الكرة مرة اخرى. فاذا بسراقة رضي الله عنه يمد يده في الازلام فقال فخرج الذي اكره. والذي اكره هو لا تفعل. هو لا تفعل. اذا باش اذا بزغ نور التوحيد انصاعت له حتى الجاهلية. حتى الجاهلية خرجت مضادة له. لا تفعل قال سراقة فالقيت الازلام وانطلقت خلفهم انها مائة ناقة. مائة ناقة يبيع الجاهلي فيها دينه وعرفه وعرضه هو قانونا يبيع فيها كل شيء كل شيء. فانزروا ايها الاخوة تحت اقدامكم ومن تعاملون. فانطلق رضي الله عنه خلف رسول الله يرقد بفرسه يقول تقربوا بي. تقربوا بي اي ترفع ترفع يديها الاماميتين الى اعلى مع بعضهما وهو ما يكون من ركض الفرس. قال فلما اقتربت منهما اردت ان احرك الفرس فلم تتحرك فاذا بقدميها قد ساقت في الارض. واي ارض هي ارض مكة. ارض وصفها الله عز وجل لما ذكر قصة ابراهيم انها غير ذي زرع. ارض ما يستطيع المرء ان يغرس الزرع فيها لصلابتها وقوتها ووحشتها وشدتها وحزونتها. تشيك فيها اقدام فرس. انه الله عز وجل. دين ينصره الله لا تكلف نفسك الا ما كلفك الله عز وجل به. ثم اذا قمت في موضع رضا الله نصرك الله عز وجل دون ان تشعر ومن حيث لا تدري. ساقت قدما فرسه في الارض. قال حتى رأيت العثام حجب عني النظر الى رسول الله وحجب النظر ايضا عن فرسه. قال فلما قمت نظرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نهضت الفرس فانطلقت ايضا بها تقربوا بي ووضعت سهما في قلب قوسي. واردت ان ارمي احدهما به فساخت قدم فرسي مرة اخرى. فعلم بفكره الوقاد وزكائه المعتاد ان هذا الامر غير طبيعي. وان الذي بين يدي رسول مؤيد وانه من حارب الله عز وجل يغلب كما قال ابو جهل نفسه. قال في يوم بدر انا ان كنا نحارب رب محمد فلا طاقة لنا بربه. وان كنا نحارب محمدا فهلم لحوضه. تأمل جيدا. فلما رأى سراقة رضي الله عنه ذلك نظر فالتفت اليه عندها رسول الله وهو يقول اللهم اكفنيه بما شئت وكيف شئت. فوقع القول في قلبه سراقة رضي الله عنه وعلم ان رب محمد لا يغالب انه كشيء اخر ليس كهذه الاصنام التي يعبدونها. فتوفي لهم تارة وتبعد اخرى وفي التي وفد كانت ايضا قد بعدت. فنظر اليه سراقة رضي الله عنه وقال اني راجع عنكما. لكن اعطني اماما امانا فاني اعلم ان الله ناصرك وان دينك سيظهر. معرفة في الفطر في فطر اني خلقت عبادي كلهم حلفاء. يعرفون ذلك بفطرتهم. لذا هم يحاربونك ويعلمون انهم فقط يعرقلونك لكن ان ينتصروا عليك ابادة فنام. وهم يعلمون ذلك جيدا. كتب الله لاغلبن انا ورسلي. فلما قال له ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم له وقال له سراقة رضي الله عنه اعطني امانا وخذ متاعي وسلاحي. فقال رسول الله وانا اعمي عليك. فقال صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي بمتاعك ولا بسلاحك ولكن عمي علينا ازا وجدت احدا فرده عنا ان كان قد اصاب في اقتفاء اثرنا. ثم قال له رسول قال لابي بكر رضي الله عنه اكتب له كتاب امان. فتناول عظمة وكتب له كتاب امان. ثم التفت رسول الله الى سراقة بينما يريد ان يغادر قال يا سراقة فالتفت سراقة اليه فقال الا تحب ان تسور سواري كسرى؟ فقال سراقة وكاد ان يسقط من فرط دهشته. كسرى ابن هرمز الدول العظمى الكبيرة التي لا يطمع احد منا ان ينظر اليهم نزرة الزين جاءوا بكبير العرب وهو ابو سفيان فوضعه هرقل على الارض متربعا بين يديه انفا ان يجلسه على كرسي بجواره وقال لاصحابه وهو يجرأهم عليه ان كذب عني فكذبوه. شأن العرب وهيئتهم يقول كسرى كسرى فقال له رسول الله نعم سواري كسرى. ابن هرمز. فقال له نعم ثم رجع سراقة مدهوشا مبهوتا علم ان دينه ظاهر لا محالة. فرجع الى قومه فكلما رأى احدا عما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول احد له نريد ان نسلك هذا الطريق فيقول لا. انا قد سلكته قبلكم وكفيتكموه. واني لم اجد محمدا عليه ولا صاحبه رضي الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن ابي بكر. فكفى سراقة الناس حتى مكث كرهة من الزمن اطمأن ان رسول الله قد بلغ الى ما يريد من المدينة عندها لم يستطع ان يسكت فجلس عند الناس حدثهم خبر ما رأى فكان ما ساقصه عليك في الخطبة الثانية. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بدر واذا نهي انتهى وعطل مثواه فهدى لنفسه. واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم. الحمد لله الذي لم يزل عليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله ربه الى الناس بشيرا ونذيرا. وعلى ال محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. مكث سراقة فلم يسكت. والسؤال لم لم يسكت؟ ان حقائق الاسلام ايها الاخوة تبرق قلقا. ما يستطيع المرء ان نقف على على حقيقة من حقائقه الا وتكلم بها مع غيره. الا وانبعث يدعو الناس اليها. الم تروا الى ابي ذر رضي الله عنه يوم جاء يريد ان يعرف الحق في هذا الدين الذي خرج بينهم جديدا فيما لا يعرفون. فدخل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع منه واسلم فلما ان نطق بالشهادتين وهو يعلم مقتضى الشهادتين. اذا به رضي الله عنه لا يستطيع ان يسجد فخرج ورسول الله يأمرهم ان يسكتوا في ناد من اندية قريش الكبيرة. وقال يا معشر قريش اما اني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فقاموا اليه فضربوه حتى نزف الدم من جميع جسده رضي الله عنه. لماذا لم يسكت حقائق ومؤتلقة ما تستطيع النفس عنها الا ان تنضجع. ولا القلب الا ان ولا الصدر الا ان ينشرح. ولا القلب الا ان ينفسح العين الا ان تبرق وينبعث اللسان بها لا يخاف في الله عز وجل لومة لائم. توحيد لله عز وجل ينبغي ان يدرس دراسة جيدة ان يتجاوز ذلك فسراقته وسراقة. يقول له قد تركته وفعلت وفعلت. فقال رأيت منه كذا وكذا فقال لقد بلغ من ان عميت علينا ان عميت العيون على ان نراه. والرجل كما تعلمون في عناده لا يعذر بعناده فيه جهله. ومع زلك فيقول قولته هذه حروف كما ترون يمل السمع منها ويضيق الصدر منها وما يستطيع المرء ان يتلوها فقط الا لاجل تلاوة السيرة. فلما قال سراقة لهم ذلك وعلموا ان رسول الله قد خرج بين ايديهم جلسوا يتربصوا فكان ما تعلمون بعد ذلك من ظهوره صلى الله عليه وسلم. وانتصاره عليهم في كل موضع علو همة متصلة بالسماء يخاطب كسرى وقيصر وهو في دويلة يسيرة تزاحمه يزاحمه فيها المنافقون والمشركون واليهود والنصارى. ومع ذلك ومع زلك يرسل الى الاكاسرة جبابرة والقياصرة والنجاشي ويقول اسلم تسلم. يؤتيك الله اجرك مرتين. تسلم من بطشتي ومن خيلي ودهمي اني يركبوك تسلم من رجال خرجوا لا يريدون الا نصرة هذا الدين فينصرهم الله عز وجل. فكان من ازعل له في امان ومن لم يزعن علم قدر هذا فدبر عليه وكانت الفتن كما رأيتم في حروب الردة. لكنه مع زلك مكز صلى الله عليه وسلم طرب دولته وتعلو وتترسخ اركانها حتى جاء حتى جاء العام الثامن من الهجرة ففتح الله لرسوله مكة. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتحا ولم يكن ثمة حرب اللهم الا في بعض المناوشات في عواليها في مكان يقال له الخندمة اراد ان معاوية عكرمة رضي الله عنه فيه شيئا فخرج اليه خالد بن الوليد رضي الله عنه فرده وفرق جيشه من خلفه. لكنها لم تكن الا بقوة الله وقهره. فتح الله عز وجل ام القرى وغاظ رسول الله وارغمهم في عبودية معلومة. عبودية ارغام المشركين واغاظتهم. فاسعد بلالا رضي الله عنه على ظهر الكعبة يؤذن في حادثة لم تكن لها سابقة ولم يحدث من بعد من بعد ذلك لها خالفة. واغاظ المشركين وكبتهم وسمع به سراقة فان سراقة كان يفكر في الاسلام بقلبه وينظر الى ما فعل رسول الله معه في هذه السنون الغابرة ويمد رجلا ويؤخر اخرى ويستهون خطب الاسلام مرة ويراه شيئا امرا. اذ قد نشأ ونبت على هذه الجاهلية ويصعب عليه ان يخرج من الا ان التوحيد اكل كل جاهلية في قلبه. حين رآه فقط قبل ان يعتنقه فكيف اذا اعتنقه فانطلق رضي الله عنه يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده بالجعرانة مكان قريب من مكة خارجها. فالتفت اليه فالتفت الى رسول الله واخذ يدخل يشق الصفوف اليه. وتأمل الى هذا الموضع. الناس يحجزونه بكعوب حرابهم. ويقولون انت اين تذهب؟ واين تريد؟ تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا والرجل لا يكلمهم. قد اعد نظره الى رسول الله وامسك كالكتاب الامان الزي كتبه له قبل ثماني سنين بيده رضي الله عنه وايها الاخوة ايه حين ينظر المرء الى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحق ما يستطيع ان يصرف بصره عنه. فدخل رضي الله عنه الى رسول الله والناس يحجزونه وهو لا ينحجز حتى وقف ما بينه وبين رسول الله الا برهة من الرجال فرفع بيده الكتاب وقال يا رسول الله انا سراقة ابن مال فنظر اليه رسول الله وقال ادنوا يا سراقة ادنوا ادنوا يا سراطة اليوم يوم الوفاء. اليوم يوم وفاء فقدم اليه سراقة رضي الله عنه فما ان نظر الى صحة وجهه حتى قال اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك انك رسول الله. يا رسول الله هذا كتاب امان كنت قد كتبته لي من قبل. فاخذه رسول الله وقال سراقة امنا هذا كتاب كنا قد كتبناه له من قبل. وتذكر سراقة سواري كسرى وكأنه احجم عن ان يسأل عنهما. لبعد ما كان زلك في نزره مع تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الا ان الله عز وجل مد في عمر سراقة حتى رأى بشرى رسول لله بين يديه في يديه لا اقول بين يديه يراها بعينه ويلمسها بجلده وحواسه. فدارت السنون والايام ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في موته درس عزيم لسراقة ان علم ان الدنيا برمتها لا تساوي قلامة ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان هذا الدين لا يساوي معه دنيا ولا يستأثر به ولا يستأثر بدنيا عليه. فالمائة ناقة التي اشدهته من انما رد النظر اليها الان. وعلم قدر الدنيا فكان من اعظم ما استفاد من دروس. ثم جاء ابو بكر فكان سراقة له عن يمينه يقاتل ويرد عن الدين وينتصر لله عز وجل انتصارا فائقا معروفا فضله بين الصحابة. ثم مات ابو بكر وهو هان عمر روى عنه راض وكان عمر رضي الله عنه. وكان عمر ميمونا رضي الله عنه كما كان ابو بكر وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبسط عمر يمينه الى العراق وبسط الاخرى الى الشام حتى اغار في هذين المنطقتين فهزم الاكاسرة والقياسرة واهتزت العروش له وعلم الناس قدر عمر ودولة الاسلام. بحيث قال حيث قال رستم على وجه على فوهة حرب القادسية لقد علم عمر هؤلاء حتى تعلموا لقد اكل عمر كبدي احرق الله كبد عمر. وعلم انه لا ينتصر عليهم لا اقول وهو وهم يلعبون بسلاحهم وانما وهو يراهم يصلون. قوم يعبدون الله هكذا لا يتركهم الله. معادلة ايها الاخوة مستقرة. فلما فتح عمر وغزى السير في العراق حثيثا حتى اخذ يفتح الى ان بلغ مدينة كسرى. بلغ وانطلق الغلام الغر كسرى يزدجرت. يجري من دهم الصحابة حين ركبوه. حتى دخل في المزارع فاخذه فلاح فقتله هناك الى جهنم وبئس المصير. ثم رجع عمر رضي الله عنه رجع رجع الجند الى عمر بخمس الغنيمة وكان الخمس شيئا مذهلا ايها الاخوة. انها الكنوز الخاصة بكسرى. وان الكنوز العامة عند الاكاسرة تذهل الناس لا سيما العرب الزين لم يرى احدهم اكثر مما الذين لم ير احدهم في خياله اكثر مما رأى بعينه. قال ابن كثير في تاريخه لما دخل سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه المدائن فاتحا. وجد على منضدة منها اشياء فاخذها يريد ان يبسط فيها فقال الناس له على رسلك ايها الامير على رسلك تريد ان تبصق في هذه؟ قال اوليست بمناديل؟ فقالوا انها خبز لم يكن الصحابة يعرفون خبزا رقيقا مثل هذا. كما قال بعض اهل العلم رحمه الله عالجوا عالجوا حضارات حواشيها ولم تأخذ من دينهم شيئا. مع ما فيها من طرف عظيم. فلما ارسلوا الى عمر رضي الله عنه وجد البساط الذي كان يجلس عليه كسرى ووجد وساحه المطرز بالاحجار الكريمة وخيوط الذهب والفضة. ووجد تاجه الذي كان يربطه في السقف بسلسلة لانه لو تركه على عنقه لكسر عنقه من شدة من كسب عزيم حجمه وثقله لانه قد ابدع في تصويره وهيئته ووجد سواري كسرى ايضا. فنظر عمر رضي الله عنه الى هذه الاشياء من حوله يتعجب مما يراه من مما لم يتخيل ان يصنع المرء مثل هذا ويقول ان قوما سمحت نفوسهم ان يرسلوا الينا هذا انهم لامناء اخذ يتعجب من جنده كيف لم يأخذوا هذا عنده ويرسلوا الي بابخس منه؟ كيف اصطفى هؤلاء افضل ما غنموا وارسلوه الي اجابه علي بمفتاح المسألة والمعادلة قائلا يا امير المؤمنين عففت فعفت رعيتك. لما عففت انت عفت رعيتك وكانوا يقولون الناس على دين ملوكهم. فتأمل جيدا نظر عمر الذي لا ينسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ابا بكر في شربة ماء جاءته يوما مخلوطة بعسل. فنظر اليها وقد ناولته حفصة رضي الله عنه وقالت شد به عرقك يا امير المؤمنين. فلما نظر عمر الى هذا الى هذا الماء المشوب بعسل وقربه الى فمه اراد ان يشرب منه فامتنع واجهش باكيا. قيل ما لك؟ قال لكن رسول الله وصاحبه لم يفعل هذا. لم يمكثا بطرف من الدنيا كهذا واني لارجو ان الحق بهما. عمر لم ينسى رسول الله قط وهي امارة اليقين. فلما نظر الى الغنيمة ورأى سوى اي كسرى سأل اه ما هما؟ يعني هما سوارا كسرى قالوا له نعم. فقال اين سراقة بن جعفر؟ فقام سراقة رضي الله عنه واقبل على رسول الله على عمر حتى جلس بين يديه. فقال اتذكر يوم قال لك رسول الله كذا وكذا؟ قال نعم. قال البس سواري كسرى فلبس سواري كسرى فنظر اليه عمر وقال يا سراقة قال لبيك يا امير المؤمنين قال قل الله اكبر. فقال الله اكبر قال قل الله اكبر. فقال الله اكبر. قال قل الحمد لله. فقال الحمد لله. قال عمر بخ بخ ايرابي من بني مدلج نفله الله عز وجل سوى ري كسرى. نفله الله سواري كسرى ايها الاخوة بهزا لم تكن العرب شيئا مذهورا الا بهذا الدين. باخ بث اعرابي من بني مدلج نفله الله عز وجل سوى ري كسرى فالبسه السوارين والوشاح ومع ذلك قام سراقة رضي الله عنه يقول فلما رأيتهما طمعت فيهما. من ما رأى وربما طمع لاجل وصية رسول الله له يظن بها البركة. فقال له عمر رضي الله عنه يا سراقة اليس قد لبست؟ قال بلى. قال وخاف عليه عمر رضي الله عنه ان يفتن ووضعها في الغنيمة وعوضه مهما نظر عمر الى السماء وقال اللهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اكرم عليك مني ولم يرى مثل هذه الغنائم. وان ابا بكر رضي الله عنه كان اكرم عليك مني ولم ير ومثل هذه الغنائم وانك قد فتحت علي هذه الغنائم. فاللهم اني اعوذ بك ان تكون لي فتنة او ان يكون منك مكرا. اللهم فعجل بموتي اليك او كلمة نحوها. سم قال سم انصرف رضي الله عنه وانصرف عنه صراطاه. وتحققت بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر وسراقة لم يكن بعد ذلك لم يكن بعد ذلك بممتد. بدأت حياتك ببشرى وختمت بتصديق البشرى وتم ايمانك فتقبض الان. فمات من عامه سراقة رضي الله عنه. وحزن المسلمون لموته. واخذوا يتلون سيرته ولم تزل كتب التاريخ تنفح عطرا وعبيرا. بسيرة سراقة رضي الله عنه. سيرة مقتضبة وكلمات يسيرات بينت لنا من اصول الشريعة والديانة في الولاء والبراء والتوحيد والمكث بين داران للمشركين ما يعمى على الناس اليوم كله او جله او اقول لك ربما يعد عند بعضهم شذا. فتأمل جيدا لدينك وتأمل اجدادك فان من من شابه اباه لم يظلم امه وتشبث بهم فانهم امثلة على الطريق تثبت قدمك بهذه الامثلة بمتابعتها وقراءتها وقد قلت قبل ذلك مرارا ولو كتاب يسير. يتلو المرء سيرة صحابي منه كل يوم على نفسه وزوجه وعياله. لتتعرف ويتعرف ال واهلك والامة برمتها على هؤلاء الذين اعز الله عز وجل بهم هذا الدين. فلا احذو لك الامثال الا لتحذو وان حزوت على مثالي ولا ارضى سوى الافعال ردا فقم وانهض وبادر للمعالي. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرانا واناسنا اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم ثبت اقدامهم اللهم سدد رميتهم. اللهم احبك يقينهم. اللهم اربط على قلوبهم. اللهم امنحهم اكتاف اعدائهم حتى يعطوهم الجزية عن يد وهم صاغرون وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين واخوانكم ينبهونكم للتبرع لهذا المسجد. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من بنى لله مسجدا بنى الله عز وجل له به بيتا في الجنة ومن ساهم في هذا اكرمه الله عز وجل من بناه بمفرده فاغرفوا من فضل الله وكرامته لا غنى لكم. لا غنى لكم عنهما. نسأل الله عز وجل ان يوفقنا واياكم الى الخير واخر السوء