الخطب المنبرية

سلسلة الخطب المنبرية - خطب العقيدة - العقيدة الصحيحة 04- الإيمان بالكتب | الشيخ شاد الضالعي

رشاد بن أحمد الضالعي

السلام عليكم الله وبركاته ان الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:02ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:00:29ضَ

يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم - 00:00:55ضَ

ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد اعلموا ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها - 00:01:27ضَ

وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ايها الناس كنا قد تكلمنا فيما سبق عن الاصل الاول والاصل الثاني من اصول الايمان وهي الايمان بالله والايمان بالملائكة - 00:01:52ضَ

والاصل الثالث من اصول الايمان هو الايمان بالكتب ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه والايمان بالكتب على درجتين ايمان مجمل يجب على كل مسلم ولا يصح ايمانه الا بذلك وحاصله ان يؤمن ان الله سبحانه وتعالى - 00:02:20ضَ

انزل على انبيائه ورسله كتبا يهدون بها الناس ويدعونهم اليها ويحكمون بينهم بما شرع الله سبحانه وتعالى فيها والله عز وجل انزل على الانبياء كتبا ببيان طريق الجنة وطريق النار - 00:02:54ضَ

كتبا تهديهم الى ما ينفعهم وتحذرهم مما يضرهم قال الله سبحانه لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فانزل الله مع انبيائه ورسله الكتاب وقال الله سبحانه - 00:03:25ضَ

يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل والكتاب الذي نزل على رسوله هو القرآن والكتاب الذي انزل من قبل يشمل كل الكتب - 00:03:54ضَ

التي انزلت على انبياء الله قبل القرآن وقال الله سبحانه قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم. لا نفرق بين احد منهم - 00:04:19ضَ

ونحن له ونحن له مسلمون والله عز وجل انزل على انبياء كتبا وامر بالايمان بها قولوا امنا بالله. ثم ذكر الكتب التي انزلت على الانبياء فهذا ايمان بالكتب مجمل لا يصح ايمان احد حتى يؤمن بذلك - 00:04:48ضَ

فلابد ان تؤمن ايمانا يقينيا ان الله عز وجل انزل على انبيائه ورسله كتبا يهدون بها الناس الى ما ينفعهم ويحذرونهم مما يضرهم والدرجة الثانية من درجات الايمان بالكتب الايمان المفصل - 00:05:15ضَ

والايمان المفصل ان يؤمن بكل ما ورد في الكتاب والسنة من اسمائها واوصافها واحكامها ومما يدخل في هذا الايمان المفصل دي الكتب ان نؤمن بما ورد تسميته في القرآن والسنة من هذه الكتب - 00:05:44ضَ

والذي ورد تسميته في القرآن والسنة من هذه الكتب خمسة اولها صحف إبراهيم وثانيها التوراة وثالثها الزبور ورابعها الانجيل وخامسها القرآن فهذه الخمسة الكتب هي التي وردت تسميتها والنص عليها في كلام الله - 00:06:10ضَ

سبحانه وتعالى اولها صحف ابراهيم وهو كتاب انزله الله تعالى على ابراهيم فيه ما يهدي به الناس اليه او لم ينبأ بما في صحف موسى؟ وابراهيم الذي وفى اي وصحف ابراهيم الذي وفى - 00:06:49ضَ

بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى. ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ثانيا التوراة الذي انزله الله تعالى على موسى ابن عمران عليه الصلاة والسلام والتوراة هو اعظم كتب بني اسرائيل - 00:07:17ضَ

واكبرها ذكر الله تعالى انه شامل للمواعظ وشامل للاحكام والحلال والحرام وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء موعظة اي فيه المواعظ والرقائق والتذكيرات وتفصيلا لكل شيء اي من الحلال والحرام - 00:07:48ضَ

احكام التي يحتاج اليها الناس ولذا كانت التوراة شريعة لكل انبياء بني اسرائيل. من لدن موسى الى اخر نبي من بني اسرائيل وهو عيسى كلهم يحكمون بالتوراة انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور - 00:08:23ضَ

يحكم بها النبيون الذين اسلموا. للذين هادوا والربانيون ولا الاحبار التوراة هو الكتاب الذي انزله الله تعالى على موسى التوراة جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان الله عز وجل كتب - 00:08:45ضَ

بيده ان الله كتب التوراة بيده التوراة اخذها موسى عليه الصلاة والسلام مكتوبة في الالواح ولما سكت عن موسى الغضب اخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون - 00:09:05ضَ

وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء وكما ان الله تعالى كتبها في في الالواح ايظا نؤمن انه تكلم بها فهي كلام الله ووحيه سبحانه وتعالى - 00:09:32ضَ

ثالث هذه الكتب التي سميت هو الزبور الذي انزله الله تعالى على داوود وكان بعد موسى والزبور كما قال السلف هو عبارة عن مواعظ او عبارة عن دعاء وتمجيد وتحميد لله تعالى - 00:09:53ضَ

وليس في من الحلال والحرام وانما كان عمدة في الحلال والحرام على التوراة والزبور هو كتاب هو كتاب دعاء. وكتاب تحميد وتمجيد لله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه واتينا داود زبورا - 00:10:15ضَ

فاوتي داود الزبور وكان يتلوه وخفف على لسانه جاء في صحيح البخاري ان داوود عليه الصلاة والسلام كان يأمر بدابته فتسرق فيقرأ القرآن قبل ان تسرق دابته والمراد بالقرآن هي الزبور الذي انزل عليه - 00:10:38ضَ

فيفرغ منه قبل ان تسرق دابته خففه الله تعالى على لسانه واعطاه صوتا حسنا فكان اذا قرأ ترجع الجبال معه قراءته وتردد الطير معه قراءته. ولقد اتينا داود منا فضلا. يا جبال اوبي معه - 00:11:05ضَ

والطير والنا له الحديد وقال الله سبحانه واذكر عبدنا داوود اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود واذكر عبدنا داود ذا الايدي انه اواب. انا سخرنا الجبال معه. يسبحن بالعشي والاشراق والطير - 00:11:28ضَ

محشورة كل له اواب. فكان اذا قرأ القرآن اي كتابه الزبور تحشر له الطير. تستمع قراءته لما اعطاه الله تعالى من الصوت الحسن ولذا نبينا عليه الصلاة والسلام لما سمع ليلة ابا موسى الاشعري يقرأ القرآن وكان صوته حسنا قال - 00:11:52ضَ

الا لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داوود الكتاب الذي يليه وهو الكتاب الرابع مما سمي لنا هو الانجيل وهو الذي انزله الله على اخر انبياء بني اسرائيل وهو نبي الله عيسى ابن مريم. الذي كان بينه وبين نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:12:16ضَ

ست مئة عام فانزل الله عليه الانجيل وكان الانجيل فيه شيء من الاحكام ولكن عمدته في الاحكام هي التوراة والانجيل هو كتاب مواعظ. ورقائق وزهديات. وفيه شيء من الاحكام احل لبني اسرائيل في الانجيل - 00:12:42ضَ

بعض ما حرم عليهم في التوراة كما قال الله تعالى عن نبي عيسى انه قال لهم ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعوه وقال الله تعالى وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه - 00:13:08ضَ

ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون وقفينا على ثار بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه. ومن لم يحكم - 00:13:30ضَ

قم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون اذا فالانجيل الكتاب الذي انزله الله تعالى على عيسى عليه الصلاة والسلام وخامس هذه الكتب هو القرآن وهو اعظمها واوسعها واشملها وابقاها الى يوم القيامة - 00:13:57ضَ

هذا القرآن الذي انزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فهذه هي الكتب التي ورد تسميتها في كلام الله سبحانه وتعالى والتي يكون الايمان وبها من الايمان المفصل بالكتب - 00:14:23ضَ

مما يدخل في الايمان المفصل بالكتب ان نؤمن انها كلها من عند الله وكلها وحي الله وكلامه انزله على انبيائه ورسله وكلها وحي وكلها يصدق بعضها بعضا. لا يكذب بعضها بعضا. وليس بينها اختلاف ولا تناقض - 00:14:45ضَ

بل الاصول التي دعا اليها القرآن هي الاصول التي دعت اليها كل الكتب وان اختلفت الشرائع لكن اصول الدين دعت اليها كل الكتب. فهذه الكتب يصدق بعضها بعضا قال الله سبحانه - 00:15:15ضَ

عن نبيه عيسى انه قال لقومه ان قال الله على اثار بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من الكتاب مصدقا لما بين يديه من التوراة. واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة - 00:15:34ضَ

فهو جاء بكتاب يصدق ما قبله واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يديه من التوراة انا لست مكذبا لها وهكذا قال الله تعالى في القرآن يخاطب نبيه وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من - 00:15:58ضَ

كتاب ومهيمنا عليه ومصدق لما بين يديه من الكتاب ليس مكذبا له بل شهد لها بانها من عند الله. وانها وحي الله عز وجل وكلامه هكذا مما نؤمن به من الايمان المفصل بالكتب - 00:16:24ضَ

ان نؤمن انها تتفاضل وان بعضها افضل من بعض فافضل كتب بني اسرائيل هو التوراة الذي كان شريعة لكل انبيائهم وافضل من التوراة هذا القرآن الذي انزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام - 00:16:47ضَ

والقرآن نفسه بعضه افضل من بعض وليس معنى ان بعضه مفضول. بل كله في اعلى درجات الفضل والكمال. ولكن بعضه يكون اعظم من بعض واكثر اجرا واعظم فضيلة ولذا جاء - 00:17:15ضَ

في صحيح البخاري عن ابي سعيد رافع ابن المعلى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له لاعلمنك اعظم سورة في القرآن فلما اراد ان يخرج من المسجد قال يا رسول الله انك قلت تعلمني اعظم سورة في القرآن - 00:17:40ضَ

قال الحمد لله رب العالمين هي اعظم سورة في القرآن ما انزل الله في في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في القرآن اعظم منها وجاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لابي ابن كعب يا ابا المنذر اي اية من كتاب الله معك اعظم - 00:18:01ضَ

قال الله اعلم ما عاد عليه فقال اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم فقال ليهنك العلم ابا المنذر اي هنيئا لك العلم حين عرفت ان هذه الاية هي اعظم اية في كتاب الله - 00:18:25ضَ

هكذا مما نؤمن به ايمانا مفصلا بهذه الكتب ان نؤمن ان جميع الكتب التي كانت قبل القرآن منسوخة بالقرآن وكل الكتب التوراة والانجيل والزبور وصحف ابراهيم. كلها نسخها القرآن ولم يبقى لها حكم - 00:18:45ضَ

بعد نزول القرآن لا يجوز التعبد لله بها ولا يجوز البقاء والاستمرار عليها ولا تعتبر دينا مقبولا بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام وبعد نزول القرآن فالقرآن نسخها جميعا وهيمن عليها جميعا. قال الله لنبيه وانزلنا اليك الكتاب بالحق. مصدقا لما بين يديه من - 00:19:14ضَ

كتاب ومهيمنا عليه فهذا القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة ناسخ لها جاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة. يهودي ولا نصراني ثم يموت - 00:19:44ضَ

ولم يؤمن بالذي جئت به وهو هذا القرآن الا كان من اهل النار فلو وجد انسان يقول انا يهودي وانا على دين اليهودية وانا متمسك بالتوراة بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقبل الله منه ذلك - 00:20:10ضَ

وان مات على ذلك فهو من اهل النار ولو وجد نصراني يقول انه على ملة الانجيل وانه يدين بالانجيل والتوراة ولا يخرج عنهما هل يلتزموا بما جاء فيهما فلا يقبل ذلك منه وهو من اهل النار ان مات على هذا الحال - 00:20:31ضَ

فالقرآن ناصح لكل الكتب لا يقبل الله تعالى بعد نزول القرآن دينا سواه لانه الشريعة الناسخة لما قبلها والباقية الى يوم القيامة. جعلها الله سبحانه وتعالى في هذا القرآن العظيم اقول ما سمعتم والحمد لله رب العالمين - 00:20:54ضَ

الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ايها الناس - 00:21:22ضَ

من الايمان المفصل بالكتب ايضا ان نؤمن ان الكتب السابقة قدر الله سبحانه وتعالى لما علم من الحكمة ان يدخلها التحريف والتغيير والتبديل فنالتها الايدي غيرت منها ما غيرت وكتبت ما لم ينزل من عند الله وزعمت انه من عند الله - 00:21:42ضَ

قال الله سبحانه فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله. ليشتروا به ثمنا قليلا. فويل لهم مما كتبت ايديهم. وويل لهم مما يكسبون وقال الله تعالى من الذين هادوا - 00:22:12ضَ

يحرفون الكلم عن مواضعه عرفوا هذه الكتب وغيروا فيها وبدلوا وقال الله سبحانه افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون - 00:22:35ضَ

وقال الله تعالى وان منهم لفريقا يلون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون - 00:23:00ضَ

والله تعالى قضى وقدر في سابق علمه جل وعلا ان هذه الكتب يدخلها تحريف وتبديل وتنالها الايدي عرفوا معناها ففسروها بحسب اهوائهم وحرفوا الفاظها فكتبوا فيها ما ليس من كلام الله. وادعوا انه من عند الله سبحانه - 00:23:21ضَ

ولذا تجد اليوم في زماننا النصارى بايديهم عدة اناجيل ليس انجيلا واحدا كل طائفة منهم تدعي ان هذا الانجيل هو الذي نزل على عيسى وترى التوراة فيها اختلاف واضطراب لانها قد نالتها الايدي بالتحريف والتغيير. اما القرآن فهو محفوظ - 00:23:52ضَ

انزله الله وحفظه ولم يرد احد تغييره وتبديله الا فضحه الله فلا يمكن ان يغير في حرف واحد قال الله سبحانه انا نحن نزلنا الذكر. اي هذا القرآن وانا له لحافظون - 00:24:20ضَ

والله تكفل بحفظه وقال الله عن كتابه العظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فهذا القرآن لا يمكن ان يدخله الباطل ولا يمكن ان يصل اليه التحريف والتبديل. تكفل الله تعالى بحفظه. لانه باق الى يوم القيامة. وهذا من الحكمة العظيمة - 00:24:45ضَ

قال اهل العلم ان الكتب السابقة نالت هالايدي وتسلط عليها من غيرها لان الله علم انه سيأتي كتاب بعدها ينسخها ويجعلها في حكم العدم فلذا سلطت عليها ايدي البشر بخلاف القرآن علم الله انه لا يأتي بعده كتاب الى قيام الساعة هو الكتاب الباقي - 00:25:13ضَ

وهو الدين الباقي الى يوم القيامة. فلذا تكفل الله تعالى بحفظه ايضا لو تأملت في القرآن ان لو تأملت في الايات تجد ان الله تعالى اسند حفظ القرآن الى نفسه - 00:25:41ضَ

واسند حفظ التوراة والانجيل الى علماء بني اسرائيل قال الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فجعل الله حفظ القرآن الى نفسه سبحانه وقال الله انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا - 00:25:59ضَ

والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله. وكانوا عليه شهداء. فجعل الله حفظ التوراة اليهم. فلما كان حفظ التوراة الى البشر لم يستطيعوا حفظها ودخلها ما دخلها من التغيير. ولما كان حفظ القرآن الى الله - 00:26:25ضَ

سبحانه حفظه الله وابقاه محفوظا وسيبقى محفوظا الى يوم القيامة والكتب السابقة نؤمن انها نالتها الايدي كما في الايات الكثيرة التي تقدمت واما هذا القرآن فهو محفوظ اجمع العلماء من اولهم الى اخرهم لا خلاف بين احد من اهل العلم ان من انكر حرفا واحدا من القرآن - 00:26:45ضَ

متفقا عليه بين علماء المسلمين انه كافر خارج من الاسلام فمن انكر حرفا واحدا من كلام الله جل وعلا مما هو متفق عليه فهو كافر فكيف بمن يقول ان القرآن حرف - 00:27:20ضَ

وبدل كما تعتقده الرافضة. هؤلاء كذبوا كلام الله ردوا كلام الله ولم يؤمنوا به. ربنا يقول انا نحن نزلنا الذكر. وانا له لحافظون. والرافضة يقولون لا ليس بمحفوظ. دخله تغيير وتبديل - 00:27:39ضَ

نقصت منه ايات وزيدت فيه ايات ربنا عز وجل يقول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والرافضة يقولون بل اتاه الباطل ودخل فيما ليس منه وحذف منه ما هو منه - 00:27:58ضَ

هل بعد هذا الكفر من كفر لو لم يكن عند الرافضة الا هذه لكفت في بيان كفرهم وخروجهم من الاسلام حيث طعنوا فيها هذا القرآن انه كتاب ناقص. او انه كتاب قد حرف وبدل. بل هذا من مذاهبهم الضرورية - 00:28:17ضَ

من ضرورية من ضروريات مذهب الرافضة الامامية الاثنى عشرية انهم يعتقدون هذه العقيدة فيجب الايمان قطعا وجزما لا شك فيه ولا تردد ان هذا القرآن محفوظ ان هذا القرآن صانه الله وحفظه وابقاه محفوظا وسيبقى محفوظا الى ان تقوم الساعة - 00:28:39ضَ

حتى يرفعه الله تعالى في اخر الزمان وهو محفوظ فمن الايمان بالكتب الايمان بحفظ هذا القرآن. وصيانته وبقائه الى يوم القيامة الايمان بان هذا القرآن شامل ما من شيء يحتاج اليه الناس الا وفي القرآن ذكره - 00:29:08ضَ

الايمان بان هذا القرآن باق ودائم الى قيام الساعة. لا ينسخه شيء. الايمان بان هذا القرآن معجز لا يستطيع احد ان يأتي باية مثله تحد الله المشركين في الزمن الاول الذين كانوا اهل الفصاحة واهل البلاغة الذين لم يأتي بعدهم من يساويهم في - 00:29:32ضَ

فصاحتهم وبلاغتهم تحداهم الله ان يأتوا بمثل هذا القرآن فعجزوا تحداهم الله ان يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا تحداهم الله ان يأتوا بسورة ولو باقصر سورة من مثل القرآن فعجزوا - 00:29:59ضَ

وهم العرب الفصحاء البلغاء الذين نزل القرآن بلغتهم بعض كبارهم وهو الوليد ابن المغيرة لما قيل له كذب بهذا القرآن؟ اوئت محمد واسمعه فلما سمع القرآن ان دخل مما فيه من العظمة - 00:30:22ضَ

وعجب مما فيه من جزالته وبلاغته وهم العرب الفصحاء قال والله ليس بكلام البشر وليس بسحر ولا شعر ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه ليعلو ولا يعلى عليه ولم يستطع تكذيب القرآن - 00:30:42ضَ

كان اذا سمعه احد تأخر به كان المشركون اذا سمعوا الرسول يقرأ رفعوا اصواتهم. وضجوا بالصياح لاجل الا يصل القرآن الى اذانهم. لان انهم يعلمون انه اذا وصل الى اذانهم سيؤثر في قلوبهم - 00:31:05ضَ

وقالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه اي ارفعوا اصواتكم وتكلموا لاجل الا تسمعوه لعلكم تغلبون اما اذا سمعتموه سيغلبكم محمد. كان ابو بكر يصلي ويرفع صوته بالقراءة. فاتى اليه المشركون قالوا له - 00:31:24ضَ

تفتن ابناءنا ونسائنا اما ان تخفض صوتك بالقراءة والا اخرجناك من مكة خاف المشركون ان ابنائهم ونسائهم يسمعون القرآن فيؤثر في قلوبهم. كتاب معجز كتاب عظيم يا جبير ابن مطعم وكان مشركا في فداء اسارى بدر. بعد غزوة بدر - 00:31:45ضَ

الى المدينة فسمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ في صلاة المغرب قال والله ان كاد قلبي ليطير من بين جنبتين وهو لا يزال على الشرك سمعه النجاشي واصحابه من النصارى فبكوا حتى بلوا لحاهم من البكاء. قال الله واذا سمعوا ما انزل الى الرسول - 00:32:13ضَ

ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. يقولون ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين فتأثروا بسماع القرآن ونفذ الى قلوبهم فهذا كتاب معجز كتاب يعجز عنه البشر. كتاب ما سمعه احد - 00:32:39ضَ

الا اثر في قلبه كم اهتدى من اهل الكفر والشرك في ازمنة ماضية وفي ازمنة لاحقة بمجرد سماع بعض الايات من كلام الله سبحانه لما له من الحلاوة ولما له من العظمة ولما له من التأثير على هذه القلوب - 00:33:01ضَ

ولذا انظر كم يقرأه القارئ تجد الشخص قد بلغ ستين او سبعين او ثمانين سنة ويقرأ القرآن طيلة حياته ولا يسأم منه لو قرأ كلام بشر كتابا مؤلفا مهما كان يقرأه مرة ومرتين وثلاث واربع يسأم منه - 00:33:22ضَ

اما القرآن يقرأه المؤمن طيلة حياته وكلما تقدم به العمر وازداد ايمانه وجد لهذا القرآن لذة وعظمة لم يجدها فيما سبق فهذا من عظمة هذا الكتاب من جمال وجلال وكمال هذا الكتاب العظيم الذي انزله الله تعالى على نبيه فهذه الماحة - 00:33:42ضَ

مختصرة للايمان بالكتب وما فيها من الايمان المجمل والمفصل. نسأل الله سبحانه وتعالى ان ان ينفعنا بما علمنا وان يعلمنا ما ينفعنا. نسأل الله تعالى ان يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم اتي نفوسنا تقواها - 00:34:10ضَ

وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها. اللهم اغفر لنا ولابائنا وامهاتنا لجميع المسلمين ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. والحمد لله رب العالمين - 00:34:39ضَ