اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى. فلا يحق لاحد كائنا من كان ان يتخذ يوما يحتفل فيه كل عام على انه عيد ثم يسميه عادة وليس بعبادة. فهذا شيء جاء به من عند نفسه ما يختص بطقوس دينه. فليست الاعياد من امر الدنيا مطلقا. ومن جعل الاعياد من امر الدنيا فانه ينم عن جهله هو. فالاعياد امر ديني. وهذا لا اعلم فيه نزاعا بين الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. شيخنا احسن الله اليكم ظهر من بعض متفيكهة الاسك انهم قد اجازوا الاحتفال باعياد الميلاد وقد القوا بعض الشبه بتجويز هذه الاعياد. فسائل قال لهم ما حكم الاحتفال باعياد الميلاد فاجابوه جائز لكن بدون معازف واختلاط. ثم قالوا ثم انه جائز من اجل ان ما فيش دليل شرعي على تحريمه بلسان قولهم. ثم قالوا دي اعياد الشرعية المنهية عنها الاعياد الشرعية فقط في الاعياد اللي هي العيدين فقط. امن هذا فامر دنيوي عادي شخصي. ثم قالوا فان قالوا لنا او في ان قال لنا قائل لكنه تشبه بالكفار نقول لهم لا مش تشبه لانه ليس من خصائصهم. فما قولكم حفظكم الله الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد. فلا ازال اقول ان هؤلاء متمشيخين الذين يسمون انفسهم بالاسك او نحو هذه التسمية. لا ازال اقول انهم يريدون تشكيكا الناس في مسلمات دينهم وتزيين الباطل لهم وزخرفته باقوالهم العفنة. ومن جملة هذه الشبهات التي يثيرونها ويلقونها ومن تحليل الحرام الذي يزينونه للناس هو ما ورد في هذا السؤال. من انهم افتوا بجواز ما يسمى باعياد الميلاد وجعلوها من واستندوا على ذلك انهم جعلوها من جملة العادات. وان الاحتفال وبها لا يعتبر تشبها. وهذا ينم عن جهل عظيم من هؤلاء. والرد على شبهتهم هذه مختصرة في جمل من الاصول والقواعد. الاصل الاول ان المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الاعياد امر ديني لا دنيوي. فاخص خصائص كل دين عيده. فانه فان كل صاحب دين يظهر في ايام عيده واخرجه من كيسه. فالاصل الاول الذي ينبغي لنا ان نؤمن به وان نقرره هو ان الاعياد امر ديني ليست دنيوية وفي سنن ابي داود رحمه الله تعالى باسناد صحيح من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. اي قد اتخذ الاوس والخزرج قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم هذين اليومين ايام عيد يظهرون فيها الفرح والسرور. فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب تخصيص هذين اليومين فاخبروه بانها ايام نصرهم نصرهم نصرهم الله عز وجل فيها على اعدائهم. فلم يقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على اتخاذها لانها ليست لان الاعياد ليست بعادات يتخذها الانسان كيفما اتفق. بل لها قانونها الشرعي ولها صراطها المرعي. فلا حق لاحد ان يحدث دينا. وانما الاعياد امر توقيفي لانها من امور الدين ومن اخص خصائص التشريع. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لقد ابدلكم الله عز وجل بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى. فلو كانت الاعياد من امور من امور العادات ومن امور الدنيا المحضة لما استوجب ذلك سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ولما استوجب انكاره على اتخاذهم هذان اليومين لي اظهار الفرح فيهما والسرور. فافاد ذلك ان الاعياد من امور الدين ويؤيد ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ايقاع الصيام في يوم العيدين. فالنهي عن صيام يومين العيدين دليل على انها من امور الدين التي لا يجوز للانسان ان يزاحمها بعبادة الصيام. كما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام هذين اليومين يوم الفطر ويوم الاضحى لانها ايام عيد وبناء على ذلك فاول الاصول في الرد على هذه الشبهة التي تفوه بها هؤلاء يقول الاعياد من امور الدين للدنيا ويتفرع عن ذلك اصل اخر يرد على شبهتهم وهو ان الاصل في التعبدات التوقيف على فاذا قررنا في الاصل الاول ان الاعياد من امور الدين فاذا ليس كل احد يثبت في الدين ما يشاء. او يختار او يتشهد فالدين ليس مرده الى الشهوات ولا الى الامزجة. ولا الى العادات والتقاليد ولا الى السلوم والاعراف. ولا الى الاحلام المكاشبات والرؤى ولا الى النقول الواغية او الاحاديث المكذوبة الموضوعة وانما الدين والتعبد امر توقيفي على الدليل الشرعي الصحيح الصريح. فلا حق لاحد ان يثبت في شريعة الاسلام شيئا من الاعياد الا بدليل. لان الاعياد امر ديني وامور الدين توقيفية على الادلة. فهذان الاصلان يبينان بوضوح وجلاء زيف شبهة هؤلاء الذين يصنفون الاعياد بانها من امور الدنيا وانها من امور العادات اياد امر ديني وهذا الاصل الاول والامور الدينية من التعبدات مبنية على الادلة وثبوتها ويجيب عن شبهتهم ايضا اصل ثالث وقاعدة عظيمة عند اهل السنة والجماعة. وهي ان تخصيص يوم من ايام العامل امر حدث في هذا اليوم توقيفي على الادلة. فاذا حصل شيء من الامور في يوم من ايام العام ثم خصه الناس من الذكرى تتكرر كل سنة. فان هذا من جملة البدع والاحداث في الدين. لان هذا التخصيص يفتقر الى دليل فلا حق يا ابن ادم ان تخصص هذا اليوم بشيء من الحزن والترح او السعادة والفرح لامر حصل في هذا اليوم تقصد به احياء الذكرى لهذا الحادث الذي حصل في هذا اليوم. فهذا ليس من شأنك يا ابن ادم وليس من وليس من شأن المخلوقات ان يفعلوا ذلك. وانما الله الذي خلق هذا الزمان وخلق هذا الحدث هو الذي يشرع احياءه او لا يشرع احياؤه. فان دل دليل على جواز احيائ هذه الذكرى في هذا اليوم من اجل الحدث فلا بأس ولا حرج. واذا لم يدل دليل فان قصاراه ان يكون احداثا في الدين وابتداعا فيه ما لم يأذن الله وجل به يقول الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية الامام مسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وفي السنن من حديث العرباض بن سارية باسناد صحيح يقول النبي صلى الله عليه سلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. وحقيقة البدعة هو تخصيص شيء من الزمان لامر حصل فيه في هذا الزمان من باب احياء الذكرى كل عام تتكرر. وبناء على ذلك وبناء على هذه الاصول الثلاثة. التي ذكرتها يتبين لك حكم اعياد الميلاد. وهي انها من البدع والمنكرات المحدثة التي لا يجوز للمسلمين ان يفعلوها ولا ان يقروها فيما بينهم. لان الاعياد امر ديني ولان الامور الدينية والتعبدات مبنية على ولان المحتفل بيوم مولده انما يحمله على هذا الاحتفال وتخصيص هذا اليوم من العام امر حصل في هذا اليوم وهو يوم مولده. ومن قال بانني ساقدم الاحتفال قبل يوم المولد بايام. او بعد المولد بايام فانما هي حيلة يتحيلها على تحليل الحرام. فالذي ندين الله عز وجل به ان هذه الفتيا التي تقتضي جواز اعياد الميلاد لانها عادات والاصل في العادات الحل انها فتية خاطئة. يجب على اصحابها ان يراجعوا الادلة والاصول المقررة في هذه المسألة فاعياد الميلاد ممنوعة لثلاثة امور. لانها اعياد لا دليل عليها والاصل في الاعياد التوقيف على الادلة لانها امور دينية والامر الثاني انه احياء لذكرى حصلت في هذا اليوم بخصوصه فهو يريد ان يحتفل كل عام لانها لانه يوم مولده والامر الثالث اباه هؤلاء وردوه على من اورده عليهم هو ان هذه الاعياد عادة عادة جاءتنا من الكفار فان قال قائل لنا اوليست عادة قد انتشرت بين المسلمين؟ وصار كثير من المسلمين يفعلونها فليست من العادات المختصة بهم. فنقول هذا الايراد انما يريده الانسان بسبب جهله في التفريق بين ما كان من امور العادات وبين ما كان من امور العبادات. فالقاعدة المتقررة عند اهل السنة والجماعة انه يحرم على المسلم ان بالكفار في عباداتهم. يعني في امورهم الدينية. وفي عاداتهم المختصة بهم. وبما اننا قررنا سابقا بان الاعياد من امور الدين فحينئذ يحرم التشبه بهم فيها مطلقا حتى وان انتشر في المسلمين هي ليست من امور العادات التي يصوغ للمسلم ان يفعلها اذا انتشرت في المجتمعات الاسلامية. وانما الاعياد من امور الدين التي يفعلها هؤلاء تدينا وتعبدا زعما منهم انها تقربهم الى الله عز وجل وزعما منهم انها من طقوس دينهم. فبما ان الاعياد امور دينية فلا يجوز للمسلمين ان يتشبهوا بهم فيها مطلقا ارأيت لبس الصليب؟ فلو انتشر لباس الصليب بين المسلمين حتى صار عادة يتوارثونها. فلا تزال تبقى محرمة لان لبس الصليب يفعله هؤلاء تعبدا وتدينا فهو امر ديني. وما كان من امور الدين فلا يجوز للمسلمين ان يتشبهوا بهم بالكفار فيها حتى وان انتشرت بين المسلمين وكثر فاعلوها. فقول هؤلاء هداهم الله ان عيد ميلادي انتشر في المسلمين وصار عادة وليس مختصا بالكفار هذا بناء على اصل فاسد عندهم وهو ان الاعياد امور عادية لا تعبدية وقد بينا زيف هذا وخلاصة هذه وخلاصة هذه الفتية بان اعياد الميلاد محرمة لا يجوز للمسلم ان يحتفل بما يسمى بيوم مولده. لان الاعياد امر ديني. ولان امور الدين توقيفية على النصوص الصريحة ولانه احياء يوم من العام بقصد لامر حصل في هذا اليوم ولانه تشبه بالكفار في امر دينهم في امر يخص دينهم وتعبداتهم. وهذا كله يقضي بتحريم هذه العادة السيئة والله تعالى انا اعلى واعلم